كيف يحافظ الصحفي الاستقصائي على أمنه الرقمي؟

هل شاهدت السلسلة التلفزيونية "المرآة السوداء/Black Mirror
إذا كنت فعلت، فبرغم أنها تندرج في إطار الخيال العلمي، فلا بد أنك استشعرت الخطر المحيط بك بصفتك مستخدما إلكترونيا عموما، وصحفيا استقصائيا بشكل خاص، عن طريق ما يمكن أن تشكله الحكومات وأطراف التحقيق الذي تعمل عليه من خطر عليك، عبر اختراقك رقميا، حتى لو اتخذت بعض أساسيات الأمن الرقمي.
والحقيقة أن الكثيرين قد يعتقدون أن الكلام أعلاه ينطوي على مبالغة، لكن الأكيد أن ذلك يحصل فعلا في بلداننا العربية بصورة أبشع مما جرى في مسلسل "هاوس أوف كاردز" برغم كل الحقوق والميزات والحماية التي يتمتع بها الصحفي في أوروبا أو أمريكا.
قبل سنة، تعرض صديق لي للترحيل المباشر من دولة عربية إلى مكان آخر، بعد تفتيش هاتفه المحمول لأمر لا علاقة له بعمله أو اسمه، لكن الدخول إلى حساباته الاجتماعية وبريده الإلكتروني كشف أنه بصدد إنجاز تحقيق استقصائي يتعلق بقضية فساد كبيرة. والأخطر من ذلك أن الضرر لم يقع عليه وحده، بل على ثلاثة آخرين شكلوا مصادر معلومات أساسية في تحقيقه، ولكم أن تتخيلوا الوضع المأساوي الذي أصبحوا عليه، بل إن واحدا منهم هو مواطن في تلك الدولة ويخضع للمحاكمة، أما الآخرون فقد جرى ترحيلهم.

قبل عدة سنوات، كانت الشبكات الاستقصائية تطلب منا تقييما للمخاطر الجسدية والنفسية، وبناء عليه كان تقييم الموافقة أو الرفض لفرضية التحقيق.
اليوم، صار الأمن الرقمي من صلب أولويات تلك الشبكات في تقييم المخاطر؛ ليس فقط بسبب التقدم التكنولوجي، بل بسبب ما أفرزه أيضاً "فيروس كوفيد-19" من تغيير في نمط العمل الصحفي.
تقول الصحفية بيسان الشيخ، عضو هيئة التحرير في "شبكة أريج للصحافة الاستقصائية"، إن أساسيات الأمن الرقمي تتطور باستمرار، خاصة خلال هذه الفترة التي يعمل فيها غالبية الصحفيين عبر الإنترنت، ويجرون المقابلات ويتواصلون مع مصادرهم افتراضيا، وهذا الأمر فرض عليهم إجراءات أمن وسلامة إضافية، وفي هذا الإطار فرضنا في "أريج" مساقا تدريبيا على موقعنا يختص بقياس المخاطر، إضافة إلى إجراء مقابلة مع مختص الأمن الرقمي لدينا، مضيفة أن الشبكة تفحص أجهزة كل صحفي يتعاون معنا لإنجاز تحقيق استقصائي؛ فتقييم المخاطر هو جزء أساسي من عملنا، ومن ثم فإن قياس المخاطر الرقمية والجسدية أصبح شرطا أساسيا في عملية الموافقة على فرضية التحقيق، بعدما كان القياس للمخاطر  الجسدية فقط.

المدرب في الأمن الرقمي الوليد شنوفي، يقول إنّه بالنسبة للعمل الصحفي الاستقصائي، فللأمن الرقمي أهمية أكبر من العمل الصحفي التقليدي؛ لأن درجة الاستهداف تكون احترافية أكثر من أطراف وخصوم قد يتضررون من التحقيقات الاستقصائية. وهذه الجهات يمكن أن تكون جهات رسمية، أو شبكات دولية، أو جهات مسلحة، أو سياسيين وأحزاب. 

ويرتبط الأمن الرقمي للصحفيين الاستقصائيين بمعيارين مهمين، كما تقول مؤسسة سمير قصير، وهما: حماية البيانات؛ بحيث لا يمكن استخدامها من قبل جهة ضارة لإحداث ضرر ما، أو لا تشكل انتهاكا لخصوصية بياناتك، وللحفاظ عليها آمنة حتى تتمكن من استعادتها في حالة تلف أي بيانات مهمة أو فقدانها.

 

نصائح رقمية لأمان أعلى 

تنصح شبكة "أريج" بأن يكون هناك جهاز حاسب محمول منفصل عن شبكات الإنترنت، ويكون هو الجهاز الأساسي للعمل، ويفضل استخدام هاتف جوال مختلف عن الهاتف الذي نحمله في الشارع؛ فهو معرض للتفتيش دائما.

في مصر مثلاً، في حال وجدت الشرطة على هاتفك تطبيق "سيغنال"، فهذا يعني أنك تخبئ شيئا ما عن الحكومة، وهو ما يعرضك للمساءلة. 

 

ولحماية أمنك الرقمي:

- استخدم الأسماء المستعارة؛ فهي واحدة من طرق حماية الصحفي رقميا وجسديا، وهي لا تنتقص من أهمية التحقيق الاستقصائي ومصداقيته؛ لأن ذلك لا يعتمد فقط على جانب سمعة الصحفي، بل على الوثائق والحقائق التي يكشفها.

  • اطلب من الجهة التي تشرف على تحقيقك الاستقصائي أن تحميك في حال كانت مواجهة السلطات أو الأطراف المنتهكة للحقوق تعرضك للخطر، فيمكن أن يكون التواصل بينهم عن بعد ودون ذكر اسمك، أو عن طريق طرف قانوني، وذلك تقرره الجهة المشرفة.

  • لا تسعَ وراء الشهرة في إنجاز تحقيقات مهمة لكنها خطيرة؛ فسلامتك أولا، ولا تنس قاعدة أن حياتك أهم من أي خبر أو تحقيق.

  • استخدم نظم تشغيل أصلية ومفعلة بآخر التحديثات لكل أجهزتك الإلكترونية؛ لأن البرامج غير المحدثة تكون أقل أمنا. ولا تلجأ إلى تحميل برامج من الإنترنت بشكل عشوائي.

  • لا تشارك يومياتك بشكل مستمر، ولا تكشف معلومات مهمة على حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بمواقع العمل أو الإقامة أو التواجد، وأمِّن حساباتك بكلمات سر معقدة وباستخدام التحقق بخطوتين لكل منصة تتيح ذلك. 

  • تصفح الإنترنت بشكل آمن؛ لأن أغلب عمليات القرصنة تتم بالضغط على روابط أو مواقع بتدخل من الصحفي نفسه. ومع هذا الحذر استخدم عدة إضافات للمتصفح؛ مثلا: "برايفسي بادجر/ Privacy Badger" و "اتش تي تي بي اس ايفري وير/ HTTPS Everywhere" و "ويوبلوك أوريجن/ uBlock Origin".

  • احم أجهزتك لتحمي نفسك؛ فبرامج الحماية بمثابة دفاع أول لكل البرامج الخبيثة التي يمكن أن تدخل للحاسب الخاص. وينصح في هذا السياق ببرامج "أفاست/ Avast" و "ايزيت/ ESET" – "كاسبركي/ Kaspersky". أما لتأمين الاستخدام وحماية المكان، فعليك ببرامج "سوبر في بي ان/ SUPER VPN" و "كلاودفلير/ Cloudflare".

  • تواصل مع الشبكات المتخصصة بالأمن الرقمي، ويمكننا إرشادك لبعضها:  "فرونت لاين ديفندرز / The Front Line Defenders "و "انترنيوز/ internews " .

  • اتصل بالإنترنت عبر الشبكات الخاصة الافتراضية خلال تواجدك في المقاهي أو الفنادق أو المطارات، وابتعد عن الشبكات العامة.

  • احفظ نسخة احتياطية للبيانات، وشفر البيانات على جميع مجالات الحفظ.

  • استخدام متجر التطبيقات الخاص بنظام التشغيل حصرا (GooglePlay- AppStore)

  • إعطاء التطبيقات التراخيص التي تراها مناسبة دون أن تعيق الخدمة الرئيسة (الموقع الجغرافي، تسجيل الصوت، استخدام الكاميرا...).

  • إغلاق خاصية "GPS" لحين استخدامها لتحديد الموقع الجغرافي، واستخدام غطاء لكاميرا الهاتف الجوال، والحاسب المحمول.

  • تابع بشكل دوري كل التحديثات الخاصة بالأمن السيبراني من خلال الكثير من المنصات الموثوقة، ومنها منصة "توتم/ Totem"

ابتكر طرقا خاصة  

أقترح عليك أن تبتكر دائما طرقا جديدة لحماية نفسك خلال عملك الاستقصائي المستمر،  بعيدا عن نصائح خبراء الأمن الرقمي التقليدية.
سأخبرك بقصة حصلت معي: كنت أتوفر على وثيقة في غاية السرية والأهمية نعمل بموجبها على تحقيق استقصائي، ويجب إرسال نسخة منها إلى الجهة المشرفة، ولكن كانت لدي شكوك كبيرة حول المراقبة الإلكترونية، فصورت أولا الوثيقة من جهاز غير مستعمل، ثم رفعت الصورة على برنامج نقل ملفات، وهو من نوع البرامج التي تتيح الوثيقة لوقت محدد وليس دائما؛ مثل تطبيق "We Transfer". 

حصلت على الرابط، وأرسلته عبر البريد الإلكتروني للجهة المشرفة، ولاحقا تواصلت مع الجهة المشرفة وأخبرتهم أن الرابط غير مكتمل ولن يفتح لأني أرسلت رابطا وحذفت منه حرفين من النهاية، ثم أرسلت بريدا إلكترونيا من عنوان مختلف يحوي رسالة عادية في نهايتها الحرفين الناقصين. 

خلاصة القول
يرى خبراء الأمن الرقمي أن على المؤسسات الصحفية حماية أمن الصحفيين الرقمي من خلال فرض سياسات الأمن الرقمي وأمن المعلومات على جميع موظفي المؤسسة، ولكل من له حق الوصول لشبكات المؤسسة الداخلية، كما يتوجب على الصحفي الحفاظ على سلامة جهات الاتصال (المصادر، المتعاونين، الزملاء، المقربين) والذين يمكن الوصول إلى معلوماتهم.

أما المعلومات التي يجمعها الصحفي، فيجب أن تكون في مأمن من الوصول إليها من قبل الآخرين دون موافقة أو تصريح، ويجب استردادها في حالة الفقد أو التلف أو السرقة.
وفي النهاية نقول إنه لا توجد شبكات متخصصة بالأمن الرقمي تحمي الصحفيين رقميا تحديدا، ولكن في حال تعرضت لأي خرق رقمي، فبإمكانك التواصل مع خط المساعدة الخاص بمؤسسة "أكسس ناو/ AccessNow" لأي استشارة في الأمان الرقمي.
وهنا، نود التذكير ببعض الروابط لمواضيع تخص الأمن الرقمي يمكن أن تفيدك في عملك، وبعضها ورد ذكرها في سياق التقرير.

 

 

هوامش:
https://www.journaliststoolbox.org/2021/06/20/security-tools/    https://rorypecktrust.org/freelance-resources/digital-security/https://www.nyguild.org/digital-security
https://cpj.org/2019/07/digital-safety-kit-journalists/
https://www.accessnow.org/help/
https://totem-project.org/.
https://internews.org/

https://www.frontlinedefenders.org/ar
https://arij.net/

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025