شركات التكنولوجيا والصحافة.. الحرب مستمرة

في منتصف فبراير الماضي، استفاق الأستراليون على فيسبوك بلا أخبار، بعد أن قررت الشركة المالكة لموقع التواصل الشهير فيسبوك، منع صفحات وسائل الإعلام المحلية والدولية من الوصول للجمهور الأسترالي. 

قرار فيسبوك اعتبر أشد تمظهر لصراع طويل كان قد اشتعل بين وسائل الإعلام الأسترالية والحكومة هناك ضد شركتي غوغل وفيسبوك، بسبب خلاف حول الحقوق الأدبية والتعويضات المادية التي تطالب بها وسائل الإعلام تلك، مقابل عرض أخبارها ومقالاتها على منصات كلتا الشركتين. 

قيام شركة زوكربيرغ بمنع الصحف الأسترالية من استعمال منصاتها والنشر فيها استمر قرابة الأسبوع، قبل أن تتراجع عن هذا الحظر إثر بروز مؤشرات إمكانية التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين.  

ما حدث في أستراليا ربما كان المثال "الأكثر شراسة"، إلا أنه من الصراعات المتزايدة التي بدأت تخوضها الصحف عبر العالم ضد شركات الإنترنت العملاقة. فشركة غوغل، أيضا، تواجه نفس الخلاف مع الصحف الفرنسية والأوروبية.

وفي الولايات المتحدة، قامت شركة HD Media المالكة لمجموعة من الصحف من بينها صحيفة فائزة بجائزة بوليتزر هي Charleston Gazette-Mail برفع دعوى قضائية في يناير/كانون الثاني  2020، قد تكون هي الأولى من نوعها، بولاية فرجينيا الغربية ضد غوغل وفيسبوك، تتهمهما باحتكار سوق الإعلانات الرقمية بصورة تتعارض مع القانون، وتتسبب في تراجع أو موت عشرات الصحف (1). 

 

تشير المعطيات الإحصائية إلى أن عائدات الإعلانات في الصحف انخفضت بأكثر من 50٪ منذ 2006، متراجعة من 49 مليار دولار إلى 16.5 مليار دولار في 2017. كما اختفت قرابة 30 ألف وظيفة في الصحف، وهو انخفاض بلغ نسبة 60٪ على مستوى الصناعة الصحفية من العام 1990 إلى 2016 (2). 

الصحف التي رفعت هذه الدعوى القضائية قامت أيضا بتوجيه نداء إلى جميع الصحف الأمريكية الأخرى من أجل التكتل والترافع في هذه القضية، خاصة وأن الأمر صار يتجاوز، برأي الصحفيين، الجانب المادي ويمس جوهر حرية التعبير والديمقراطية. يقول دوج رينولدز، مدير إحدى تلك الصحف التي رفعت الدعوى: "نحن لا نكافح فقط من أجل مستقبل الصحافة، ولكن أيضا من أجل الحفاظ على ديمقراطيتنا" (3).

 

1
 الحرب التي مارستها الحكومة الأسترالية ضد غوغل وفيسبوك أفضت إلى توقيع اتفاق لصالح الصحف (تصوير: إليان لورنت - إ ب أ).

 

معركة التعويضات تتوسع 

أما في فرنسا، وبعد صراع طويل في المحاكم ضد فيسبوك وغوغل، اعترف القضاء بما يسمى حقوق المؤلف الموازية Droits voisins، وهو ما فتح الباب لأول مرة أمام حصول الصحف الفرنسية على تعويضات مالية. هذه الحقوق كان قد اعترف بها القانون في دول الاتحاد الأوروبي صيف 2019، ثم أقرها أيضا القانون الفرنسي في أكتوبر 2019. وبفضل ذلك، استطاعت بعض الصحف الكبرى مثل "لوموند" و"لوفيغارو"، إلى جانب حوالي 120 صحيفة وطنية محلية، أن تبرم في يناير 2021 اتفاقا أوليا حول تلك الحقوق الموازية مع غوغل لمدة ثلاث سنوات، يقضي بمنحها ما مجموعه 76 مليون دولار سنويا (3) مقابل وقف الدعوى القضائية التي رفعتها هذه الصحف أمام المحاكم، والتي دعمتها جهات حكومية مثل سلطة المنافسة l’Autorité de concurrence (هيئة عليا تنظم المنافسة وتمنع الاحتكار) التي مارست ضغوطا على العملاقين الأمريكيين وطالبتهما بفتح مفاوضات مع الصحف الفرنسية لإيجاد تسوية للنزاع.

 

وتشير بعض التقديرات إلى إمكانية حصول "لوموند"، مثلا، وهي أكثر الصحف انتشارا في فرنسا، على مليون و500 ألف يورو. في حين ما تزال المفاوضات متواصلة مع عدد من الصحف الأخرى خاصة المحلية، وكذلك مع وكالة الأنباء الفرنسية AFP التي تعتبر مصدرا رئيسيا للأخبار في فرنسا والعالم.

ويُنتظر أن يحدد اتفاق شامل في وقت لاحق، مبلغ التعويضات بناء على اتفاقيات منفردة مع كل صحيفة ستأخذ بعين الاعتبار أهمية الأخبار المنشورة في كل منها، وشهرتها، وغير ذلك من المعايير.

في المقابل، مازال الوضع متوترا وغير واضح في أستراليا؛ فقد تدخلت الحكومة للدفع من أجل تدشين مفاوضات مع شركتي فيسبوك وغوغل لتسوية صراعهما مع صحف هذا البلد. وقد أبرمت هاتان الشركتان اتفاقيات أولية تقضي بمنح ملايين الدولارات لبعض الصحف الكبرى مثل News and Nine وGuardian Australia، وكذلك مع بعض الصحف المحلية الصغيرة. إلا أنهما لم يتوصلا بعد إلى اتفاق مع وسائل إعلام أخرى معروفة مثل ABC. وهو ما يشير إلى احتمالية لجوء فيسبوك مرة أخرى لذات الإجراءات العقابية التي استخدمها مطلع هذا العام. 

 

2
سن الاتحاد الأوروبي قوانين تضيق الخناق على ما أصبح يسمى بتجمع "غافام" (تصوير: غيتي).

 

هل يساعد السياق الدولي على التسوية؟

في ظل سياق دولي يتميز بالضغط على عمالقة التقنية الخمسة: غوغل، آبل، فيسبوك، أمازون، ميكروسوفت، أو ما أصبحت تسمى بمجموعة "غافام" GAFAM، بدأت تظهر مؤشرات على تنازلات من هذه الأخيرة واستعدادها لتقديم جزء من أرباحها الضخمة سواء لصالح المؤسسات الصحفية أو لصالح الحكومات، حيث لم تسلم تلك الشركات من الانتقادات الحكومية لأنها لا تدفع سوى ضرائب قليلة أو تتهرب من ذلك، رغم ما تحققه من أرباح تقدر بمليارات الدولارات.

 وتجلى هذا الضغط الدولي في تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وبعد بروز توجه نحو فرض ضريبة عالمية موحدة على تلك الشركات؛ فقد أعلن الرئيس الأمريكي، التزاما ببرنامجه الانتخابي ذي الطابع الاجتماعي المتعارض مع سياسات سلفه دونالد ترمب، وأنه سيقوم بزيادة الضرائب على الشركات بشكل عام من 21% إلى 28%. وسيشمل ذلك حتى شركات "غافام"، والتي تعد رمز قوة بلاده التكنولوجية والمالية اليوم. ويساند الرئيس الأمريكي في سياسته هذه أيضا كل من ألمانيا وفرنسا، القوتان الأوروبيتان الرئيسيتان (4).

وتجني شركات "غافام" أرباحا كبيرة ومتزايدة خاصة منذ بدء جائحة كورونا؛ إذ تقدر مجلة ليكسبريس (5) أن أرقام معاملات فيسبوك، مثلا، ارتفعت بنسبة 48%، وغوغل بـ 34%، وأبل 12% وذلك بعد مرور أزيد من سنة على الجائحة. في حين بلغت أرباح "غافام" مجتمعة حوالي 88 مليار دولار.

  وينتظر أن توفر هذه الضريبة العالمية الموحدة ما مجموعه 100 مليار دولار عبر العالم حسب تقديرات أولية. وانسجاما مع هذا التوجه الجديد في البيت الأبيض، أعلنت أيضا مجموعة الدول العشرين G20 عن اتفاقها على فرض حد أدنى وموحد عالميا من الضريبة على هذه الشركات الكبرى، وقد تم اتخاذ هذا القرار خلال نهاية شهر مايو/أيار الماضي.

الملاحظ هو أن شركات الإنترنت الكبرى خاصة فيسبوك وغوغل أطلقت منذ سنوات برامج لدعم الصحافة عبر العالم خاصة في ظل ظرفية الجائحة الحالية. وبلغ حجم الدعم الذي قدمته فيسبوك، مثلا، عبر مؤسستها المعروفة Facebook Journalism Project ما قيمته 300 مليون دولار مؤخرا، من أجل "خدمة الصحفيين في جميع أنحاء العالم عبر برامج إخبارية وشراكات متنوعة وشاملة، بما في ذلك مؤسسات لدعم الصحفيين أو منح الجوائز في أمريكا مثل Report for America ومركز بوليتزر، ومشروع أخبار المجتمع وبرنامج Local News Accelerator للتكوين الصحفي" (7). لكن هذا الدعم المالي والتكويني يبقى محدودا جدا بالمقارنة مع المداخيل الهائلة التي تجنيها شركات الإنترنت اليوم والتي كانت تجنيها الصحف في الأمس.

 

3
تقدر مجلة ليكسبريس أن أرقام معاملات فيسبوك، مثلا، ارتفعت بنسبة 48%، وغوغل بـ 34%، وأبل 12% بعد مرور أزيد من سنة على الجائحة. في حين بلغت أرباح "غافام" مجتمعة حوالي 88 مليار دولار. (تصوير: غيتي).

 

 

"قانون الخدمات الرقمية" و "قانون السوق الرقمية"

 هل نحن إذن مقبلون على تحول وعلى "ثورة وشيكة" تمس موقع وهيمنة شركات "غافام" مع تداعيات كبرى محتملة على صعيد البنيات الاقتصادية والمالية العالمية بشكل عام؟ وهل نحن، بالتالي، على مشارف تحول سينعكس أيضا، بشكل خاص، على قطاع وسوق الإعلام؟

يعتبر عدد من الأخصائيين أن هناك فعلا مؤشرات تحول في هذا الاتجاه، إذ يرى روبرت تومسون الرئيس التنفيذي لشركة "نيوز كورب" العالمية، ناشرة الكتب ومالكة صحف كبرى مثل "وول ستريت جورنال" وشركة "داو جونز"، أن الصحافة قد تكون على موعد اليوم مع "نَفَس جديد"، ومرد هذا التفاؤل برأيه هو ما نشهده من تغير في العلاقة بين منصات الإنترنت وناشري الصحف (8). 

ومن جهته، يرى الخبير المعروف والمدير السابق لصحيفة "نيويورك تايمز" مارك تومسون أن المستقبل سيحمل بالتأكيد اتفاقا بين طرفي الصراع الحالي: الصحف والمنصات الكبرى. لكنه يفضل عدم تدخل مؤسسات التقنين التابعة للحكومات في هذا الخلاف، كما حصل مثلا مع هيئة المنافسة في فرنسا التي ضغطت لصالح صحفها بشكل سمح بحصول هذه الأخيرة على تعويضات مالية أولية. وفي هذا الصدد يرى مارك تومسون أنه من الأفضل أن تكون هناك شراكة تجارية متفاوض عليها بشكل حر بين الناشرين والمنصات الكبرى، بحيث تحصل هذه الأخيرة على شيء مفيد لها؛ فهي علاقة تجارية أكثر مما هي علاقة مفروضة نتيجة التقنين (9).

وتبدو مقاربة مارك تومسون في هذا السياق ذات طبيعة ليبرالية أكثر من اللازم رغم وجود توجهات إيجابية للحل والتسوية. فمقاربته تنطلق من فكرة أن السوق سينظم نفسه بنفسه بشكل تلقائي وفق المنطق الشهير "دعه يعمل دعه يمر"، لكن فرصة تحقق ذلك تبقى محدودة دون ضغوط الدول وهيئات التقنين الرسمية، خاصة إذا علمنا السلطة والتأثير الذي صارت تملكه المنصات الكبرى على الصعيد السياسي والانتخابي، وعلى مستوى ضمان توازنات المنظومة السياسية للديمقراطيات الغربية أيضا. وهو ما ظهر بجلاء مع فضيحة شركة "كامبريدج أناليتيكا" التي اتهمت بالتلاعب بنتائج الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت) والانتخابات الرئاسية في أميركا في 2016 بعد استحواذها على بيانات ملايين المستخدمين في فيسبوك. ولهذا سبق أن وجه رئيسا هيئتي تقنين قطاع الإعلام السمعي البصري في ألمانيا وفي فرنسا نداء مشتركا إلى المسؤولين عن جميع هيئات تقنين هذا القطاع في أوروبا من أجل التحرك وإجبار كل المنصات على الخضوع للتقنين (10). والهدف من ذلك، برأيهما، هو "وضع قواعد واضحة تسمح بضمان التوازن بين احترام القوانين وحرية التعبير" من أجل محاربة التزوير والأخبار الزائفة، وخطابات العنف والعنصرية التي لا تحاربها هذه المنصات بنجاعة كافية، خاصة وأن القوانين المعمول بها صارت قديمة، بعضها يعود إلى أكثر من عشرين سنة. إن الهدف ليس هو فرض الرقابة على الإنترنت والحد من حرية التعبير، كما يؤكد هذان المسؤولان، ولكن الهدف هو "بناء حرية تقوم على دولة الحق والقانون".

وانطلاقا من هذه المقاربة الشمولية التي تمس المضامين المنشورة على الإنترنت، من جهة، وتمس النموذج الاقتصادي للمنصات ومسألة المنافسة وعدم الاحتكار، من جهة أخرى، اقترحت اللجنة الأوربية، وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوربي، قبل سنة، مشروعين للتقنين: الأول هو Digital Service Act "قانون الخدمات الرقمية"، والثاني هو Digital Market Act "قانون السوق الرقمية". وقد تمت صياغة هذين المشروعين بعد مشاورات طويلة مع مختلف الفاعلين وسيتم تطبيقهما في جميع دول الاتحاد. المشروعان حاليا في طور النقاش بحيث ستقدم كل دولة مقترحاتها وتعديلاتها عليهما. وهو ما يمكن أن يلهم الدول العربية لحماية صحفها من الانقراض وتعزيز نماذجها الاقتصادية في مواجهة زحف الشركات الكبرى. وتقترح فرنسا في هذا الصدد، تشديد بعض المقتضيات القانونية من أجل تطبيق صرامة أكثر مع المنصات، وينتظر أن يدخل هذان المشروعان حيز التنفيذ في بداية 2022.

 

 

 

 

 

 

مراجع

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023