دروس صحفية من وثائق باندورا

هزّت وثائق باندورا العالم، بعد أن كشفت عن استخدام سياسيين ورجال أعمال ومشاهير ومجرمين لشركات الأوف شور في ملاذات ضريبية آمنة من أجل شراء عقارات حول العالم بسرية تتحفظ على هوية المالك أو المستفيد النهائي، فتبقى بعيدة عن أعين السلطات الرسمية، وعامة الناس.

وثائق باندورا البالغ عددها 12 مليون ملف، سُربت من 14 شركة تقدم خدمات قانونية ومالية، لتسجيل شركات الأوف شور في اللجنات الضريبية. وقعت تلك الوثائق في يد الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وهي منظمة غير ربحية، مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن. ليقوم الاتحاد بمشاركة التسريبات مع قرابة 600 صحفي حول العالم، وأكثر من 150 مؤسسة إعلامية في 117 دولة، لاستخدامها كطرف خيط في تحقيقاتهم الاستقصائية. 

يستدعي هذا الجهد الصحفي العابر للحدود واللغات والمؤسسات، مناقشة هادئة لمعرفة الدروس المستفادة صحفيا من وثائق باندورا، وكيف يمكن البناء عليها في المستقبل، خاصة أنها ليست التجربة الأولى للاتحاد الدولي والمجتمع الصحفي العالمي في التعامل مع حملات صحفية تكشف عن وثائق سرية مسربة لها علاقة بشركات وحسابات الأوف شور والجرائم المالية، فهناك وثائق فنسن 2020، ووثائق بردايس 2017، ووثائق بنما 2016، وسويسليكس، وأوفشور ليكس، وغيرها.

أكسبت هذه التسريبات الاتحاد الدولي والمجتمع الصحفي الاستقصائي خبرة كبيرة في إدارة هذا الحجم من العمل الذي يمتد في كل حملة لأكثر من عام تقريبا حتى النشر، وأكثر ما يميز العمل هو السرية التامة كقيمة يشترك فيها هذا العدد الكبير من الصحفيين، والمحررين، ورؤساء التحرير، والمؤسسات. السرية في مثل هذا العمل تمثل طوق نجاة لكل من يعمل عليها، فكما أن المجتمع الصحفي يتعاون عبر المحيطات، فإن مجتمع المخابرات والأمن حول العالم قد يتعاون لتبقى هذه الأسرار تحت الركام، بعيدة الرأي العام.

لا يقتصر مفهوم السرية على التكتم على أسرار العمل، بل يشمل القدرة على حماية الصحفي ومؤسسته من الاختراق الإلكتروني والتجسس، خاصة مع تداخل عمل الصحفي مع تسريبات العالم الرقمي. فبرنامج بيغاسوس أوقع صحفيين عديدين في شباك أجهزة الأمن والمخابرات، منهم من نجا ومنهم من قضى نحبه، لذا يولي الاتحاد أهمية بالغة في الحفاظ على السرية التامة لهذه الوثائق، متسلحا بفريق تقني، وأدوات رقمية على مستوى الحدث.  

صحيح أن نشر التحقيقات وكشف المخالفات تعدّ القيمة الصحفية الكبرى المقدمة للرأي العام، إلا أن القيمة الأهم على مستوى مهنة الصحافة هي العمل الجماعي والتشاركي، والتعاوني. وهي قيمة تكاد تكون مفقودة للأسف في عالمنا العربي، وتعد هذه القيمة عنصر تمكين مهني للصحفيين، عبر تبادل الخبرات المختلفة في فنون العمل الاستقصائي، مثل تتبع الأموال وغسيلها، والجريمة المنظمة، وصفقات الأسلحة، وتهريب شحنات النفط، والتهرب الضريبي، وغيرها من الانتهاكات التي يسعى الصحفي إلى كشفها، وهذا يحتاج إلى مهارة وخبرة، وعلم، وهي قليلة حول العالم فضلا عن المنطقة العربية، فأي مشاركة عربية تعد قيمة مضافة للصحافة العربية.

يتعدى العمل التشاركي على الوثائق أمورًا نقل الخبرات، وتشارك هموم المهنة، والبحث عن الحلول، ليكون أداة فعالة في وجه الأنظمة المستبدة، التي تعادي حرية الصحافة والنشر وتضيق عليها الخناق، عبر ممارسات منها سوء إصدار التشريعات، وحجب المواقع الإخبارية ومنع النشر، واعتقال الصحفيين، وإشاعة الخوف، والرقابة الذاتية. لذا ساهمت هذه الأنظمة في دفع المؤسسات الصحفية العالمية، على نشر الوثائق والتحقيقات بلغات متعددة، وعلى وسائل إعلام مختلفة؛ تلفزيونية، وإلكترونية، وورقية، وإذاعية، ووسائل تواصل اجتماعي، كما عُولج التحقيق الواحد من أكثر من زاوية مراعيا خصوصية المتابعين واختلافهم، وبهذا تغلب العمل التشاركي على حاجز اللغة، وفارق التوقيت بين بلدان العالم، وقاوم الحجب المادي والمعنوي، ما زاد من تأثير هذه الوثائق وساعد في تجاوز كل العقبات التي وضعت أمام الصحافة لمنعها من ممارسة مهمتها النبيلة، وخدمة الصالح العام.

وهنا لابد للأنظمة السياسية التي تناصب العداء للصحافة، أن تعلم أن السيطرة على وسائل الإعلام لم تعد ممكنة في عالم معولم، أضحى قرية صغيرة، والأهم أنه لم يعد شرطا للصحفي أن يكون مقيما في بلدٍ ما حتى يتمكن من العمل على تحقيق استقصائي عن هذا البلد، أو عن إحدى شخصياته الهامة، ولم يعد مهما أن يحمل الصحفي جنسية ذلك البلد أيضا، أو بطاقة الصحافة الصادرة عن مؤسساته.

لقد خسرت الدول السلطوية كثيرا حين نُشرت وثائق باندورا خارج حدودها، من قبل مؤسسات عالمية مرموقة، إذ زادت فجوة الثقة بين الناس ووسائل الإعلام المحلية، التي تعول عليها تلك الأنظمة في غسل أدمغة الناس، وتجييشهم خدمة لمصالحها. في المقابل عزز ذلك حضور ومصداقية وسائل الإعلام الأجنبية بغض النظر عن درجة مهنيتها مما يجعلها مؤثرة في المسار السياسي، ولا ننسى انعكاس ذلك على منسوب الثقة بالنظام السياسي برمته. 

ورغم حجب السلطات للمعلومات وعدم تمكين الصحفيين من الحصول عليها، فإن التسريبات الصحفية في العالم، أثبتت أن معلومات الدول ليست محصورة في حدودها الجغرافية، وأن جل المعلومات المهمة أصبحت في متناول يد الصحافة والإعلام، وأن ثقافة السرية لم تعد مجدية، حتى في أكثر الأمور سرية مثل المعلومات العسكرية. وبما أن معلومات الدولة أصبحت تنتقل بين الدول والمؤسسات في العالم، فإنها أصبحت أكثر عرضة للتسريب، والوقوع في قبضة الصحافة، ليتم نبشها، وتحليلها ونشرها للناس. ويعني ذلك أنه ليس أمام الدولة إلا تعزيز الشفافية والحكم الرشيد، واحترام حق الناس في الوصول إلى المعلومات، والصحافة الحرة.

وفر العمل التشاركي على وثائق باندورا، حماية أفضل للصحفيين والمؤسسات الإعلامية من بطش السلطات وقمعها، فأصبح من الصعب ملاحقة كل المؤسسات التي نشرت الوثائق داخل الدولة وخارجها. علاوة على أن ملاحقة المؤسسات الإعلامية أو الصحفيين والانتقام منهم، سيضاعف من الكلفة السياسية على الدولة التي تمارس ذلك، ويشوه صورتها، ويزيد من اهتمام الجمهور بالوثائق والتحقيقات المنشورة، ويعزز شعبيتها ومصداقيتها، ما يؤدي إلى نتائج عكسية بحسب ما أثبتته التجربة. ولا يعني ذلك عدم وجود أنظمة تعاملت بخشونة وانتقام مع الصحفيين والمؤسسات، لكنه كان في غير صالحها في نهاية المطاف.

ربما من الأفضل في التجارب القادمة أن تعمل أكثر من مؤسسة إعلامية وصحفي في البلد الواحد على هذه الوثائق، وأن يلتزموا بالنشر المتزامن، ما يساعد في رفع مسستوى الحريات في البلد، ودفع الخطوط الحمراء إلى أقصى حد بطريقة مدروسة، وتوفير المعلومات للقارئ المحلي، وفق سياقات محلية تكون أكثر أهمية للناس.

ساهم العمل التشاركي والتعاوني على هذه الوثائق، في معالجة قصص متعددة ومختلفة في كل بلدان العالم، فلا يمكن لمؤسسة صحفية واحدة مهما كان حجم كادرها العمل على قرابة 12 مليون ملف، فهذه الوثائق أكبر من مؤسسة إعلامية واحدة. وهنا يأتي أهمية نكران الذات، والبعد عن الأنانية، والسبق الصحفي، لصالح الحقيقة وحق الناس في المعرفة، فصحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية التي وصلتها وثائق بنما مثلا، هي التي زودت الاتحاد الدولي للصحفيين بها، حتى يستفيد منها كل شعوب العالم وليس جمهورها الألماني فقط.

كما لا يمكن لمؤسسة واحدة معرفة كل أسماء الشخصيات في تلك الملفات، مهما كان الصحفيون على معرفة ودراية واطلاع، كما يصعب تقدير أهمية كل شخصية بالنسبة لبلد ما، ولا يمكن لمؤسسة واحدة أن تنشر كل هذه الوثائق دفعة واحدة، أو بكل اللغات التي تستخدمها مجتمعات الشخصيات الموجودة في الوثائق. لذلك فإن العمل على الوثائق بهذا الأسلوب، ساعد في ترتيب الأولويات لكل صحفي ومؤسسة عملت عليها، وقلل الجهد المبذول. فمثلا إذا كانت مؤسسة صحفية فرنسية محلية مشاركة في الحملة، فإنها ستهتم أكثر بالشخصيات الفرنسية، أو المقيمة في فرنسا، وفق تقديرها لمن هي الشخصية الأهم، والقصة الأهم، والجهد الذي بذلته الشخصية في إخفاء شركاتها وعقاراتها، وغيرها من المعايير التي تختلف باختلاف المؤسسة. ولا بد من الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي للصحفيين يترك للصحفي والمؤسسة حرية اختيار الشخصيات وزوايا المعالجة، ما يشجع على الإبداع والاقتناع بالقصة.

ساعد العمل التعاوني على الوثائق في تخفيض الكلفة المالية للعمل، فكل مؤسسة تعمل على الوثائق تمول إنتاج التحقيق من ميزانيتها الخاصة، وهي بالمناسبة تكاليف متواضعة، مقارنة بأهمية العمل وحجمه. والاتحاد الدولي لا يمول إنتاج التحقيقات الصحفية للمؤسسات التي تستند إلى الوثائق، وهذا يرسخ استقلالية المؤسسات والصحفيين ويعزز المرونة في العمل على التحقيقات.

أثبتت وثائق باندورا دقتها ومصداقيتها، فلم تستطع أي شخصية من الشخصيات ذات العلاقة نفي صلتها بالشركات أو العقارات، وقد أقرت ضمنيا الكثير من الردود بعد النشر بصحتها، مع تشكيك بعضها بنوايا الصحافة، واتهامها بشن حملة دولية على بعض الشخصيات، وتشويه الحقائق وتقديم المبالغات والتفسيرات الخاطئة. لكن لم تقدم تلك الردود أسانيد تؤكد صحة ودقة ردودها، ويعود الفضل في دقة معلومات الوثائق إلى المنهجية التي يعمل عليها الاتحاد في اختبار دقة الوثائق من ناحية الشكل والمضمون والسياق، وغيرها من الأمور ذات العلاقة بالمسرب وعملية التسريب، قبل أن يدفع بها إلى الصحفيين والمؤسسات للعمل عليها، وفق بروتوكولات آمنة تحافظ على السرية.

كما أن أغلب المؤسسات الصحفية تعمل على الوثائق وفق منهجية العمل الاستقصائي، من ناحية ضبط جودة التحقيقات، وتسطير الحقائق التي يتضمنها (Line by line)، وإجراء المواجهة وأخذ حق الرد، وعرض التحقيق على محام متخصص في قضايا المطبوعات والنشر، لإجازته قانونيا، وتلافي الوقوع في أي خطأ قانوني.  

تَظهر مهنية الصحفيين الذين عملوا على الوثائق في توضيحهم أن ليس كل استخدام لشركة أوف شور هو استخدام غير قانوني، أو غير أخلاقي، فالعديد من التحقيقات لم تثبت وجود مخالفة قانونية بحق الشخص الذي استخدم الشركة، فاضطر الصحفي حينها لنشر قصته الصحفية بالحد الأدنى دون إسناد فعل، بهدف رفع السرية عن وثائق تعود لشخصيات سياسية عامة، وتعزيز الشفافية، وسلطة الإعلام الرقابية.

إن التفاعل الكبير مع وثائق باندورا يكشف أهميتها لعامة الناس وليس للصحفيين فحسب، فقد عرفت الشعوب كيف يخفي بعض القادة والزعماء ورجال المال والأعمال والمشاهير ثرواتهم في الملاذات الضريبة، وكيف يمكن أن تستخدم شركات الأوف شور لانتهاك القانون، وإضفاء السرية، وكيف يمكن للإعلام أن يفضح المستور، ويبدل قواعد اللعبة.    

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023