دروس صحفية من وثائق باندورا

هزّت وثائق باندورا العالم، بعد أن كشفت عن استخدام سياسيين ورجال أعمال ومشاهير ومجرمين لشركات الأوف شور في ملاذات ضريبية آمنة من أجل شراء عقارات حول العالم بسرية تتحفظ على هوية المالك أو المستفيد النهائي، فتبقى بعيدة عن أعين السلطات الرسمية، وعامة الناس.

وثائق باندورا البالغ عددها 12 مليون ملف، سُربت من 14 شركة تقدم خدمات قانونية ومالية، لتسجيل شركات الأوف شور في اللجنات الضريبية. وقعت تلك الوثائق في يد الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وهي منظمة غير ربحية، مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن. ليقوم الاتحاد بمشاركة التسريبات مع قرابة 600 صحفي حول العالم، وأكثر من 150 مؤسسة إعلامية في 117 دولة، لاستخدامها كطرف خيط في تحقيقاتهم الاستقصائية. 

يستدعي هذا الجهد الصحفي العابر للحدود واللغات والمؤسسات، مناقشة هادئة لمعرفة الدروس المستفادة صحفيا من وثائق باندورا، وكيف يمكن البناء عليها في المستقبل، خاصة أنها ليست التجربة الأولى للاتحاد الدولي والمجتمع الصحفي العالمي في التعامل مع حملات صحفية تكشف عن وثائق سرية مسربة لها علاقة بشركات وحسابات الأوف شور والجرائم المالية، فهناك وثائق فنسن 2020، ووثائق بردايس 2017، ووثائق بنما 2016، وسويسليكس، وأوفشور ليكس، وغيرها.

أكسبت هذه التسريبات الاتحاد الدولي والمجتمع الصحفي الاستقصائي خبرة كبيرة في إدارة هذا الحجم من العمل الذي يمتد في كل حملة لأكثر من عام تقريبا حتى النشر، وأكثر ما يميز العمل هو السرية التامة كقيمة يشترك فيها هذا العدد الكبير من الصحفيين، والمحررين، ورؤساء التحرير، والمؤسسات. السرية في مثل هذا العمل تمثل طوق نجاة لكل من يعمل عليها، فكما أن المجتمع الصحفي يتعاون عبر المحيطات، فإن مجتمع المخابرات والأمن حول العالم قد يتعاون لتبقى هذه الأسرار تحت الركام، بعيدة الرأي العام.

لا يقتصر مفهوم السرية على التكتم على أسرار العمل، بل يشمل القدرة على حماية الصحفي ومؤسسته من الاختراق الإلكتروني والتجسس، خاصة مع تداخل عمل الصحفي مع تسريبات العالم الرقمي. فبرنامج بيغاسوس أوقع صحفيين عديدين في شباك أجهزة الأمن والمخابرات، منهم من نجا ومنهم من قضى نحبه، لذا يولي الاتحاد أهمية بالغة في الحفاظ على السرية التامة لهذه الوثائق، متسلحا بفريق تقني، وأدوات رقمية على مستوى الحدث.  

صحيح أن نشر التحقيقات وكشف المخالفات تعدّ القيمة الصحفية الكبرى المقدمة للرأي العام، إلا أن القيمة الأهم على مستوى مهنة الصحافة هي العمل الجماعي والتشاركي، والتعاوني. وهي قيمة تكاد تكون مفقودة للأسف في عالمنا العربي، وتعد هذه القيمة عنصر تمكين مهني للصحفيين، عبر تبادل الخبرات المختلفة في فنون العمل الاستقصائي، مثل تتبع الأموال وغسيلها، والجريمة المنظمة، وصفقات الأسلحة، وتهريب شحنات النفط، والتهرب الضريبي، وغيرها من الانتهاكات التي يسعى الصحفي إلى كشفها، وهذا يحتاج إلى مهارة وخبرة، وعلم، وهي قليلة حول العالم فضلا عن المنطقة العربية، فأي مشاركة عربية تعد قيمة مضافة للصحافة العربية.

يتعدى العمل التشاركي على الوثائق أمورًا نقل الخبرات، وتشارك هموم المهنة، والبحث عن الحلول، ليكون أداة فعالة في وجه الأنظمة المستبدة، التي تعادي حرية الصحافة والنشر وتضيق عليها الخناق، عبر ممارسات منها سوء إصدار التشريعات، وحجب المواقع الإخبارية ومنع النشر، واعتقال الصحفيين، وإشاعة الخوف، والرقابة الذاتية. لذا ساهمت هذه الأنظمة في دفع المؤسسات الصحفية العالمية، على نشر الوثائق والتحقيقات بلغات متعددة، وعلى وسائل إعلام مختلفة؛ تلفزيونية، وإلكترونية، وورقية، وإذاعية، ووسائل تواصل اجتماعي، كما عُولج التحقيق الواحد من أكثر من زاوية مراعيا خصوصية المتابعين واختلافهم، وبهذا تغلب العمل التشاركي على حاجز اللغة، وفارق التوقيت بين بلدان العالم، وقاوم الحجب المادي والمعنوي، ما زاد من تأثير هذه الوثائق وساعد في تجاوز كل العقبات التي وضعت أمام الصحافة لمنعها من ممارسة مهمتها النبيلة، وخدمة الصالح العام.

وهنا لابد للأنظمة السياسية التي تناصب العداء للصحافة، أن تعلم أن السيطرة على وسائل الإعلام لم تعد ممكنة في عالم معولم، أضحى قرية صغيرة، والأهم أنه لم يعد شرطا للصحفي أن يكون مقيما في بلدٍ ما حتى يتمكن من العمل على تحقيق استقصائي عن هذا البلد، أو عن إحدى شخصياته الهامة، ولم يعد مهما أن يحمل الصحفي جنسية ذلك البلد أيضا، أو بطاقة الصحافة الصادرة عن مؤسساته.

لقد خسرت الدول السلطوية كثيرا حين نُشرت وثائق باندورا خارج حدودها، من قبل مؤسسات عالمية مرموقة، إذ زادت فجوة الثقة بين الناس ووسائل الإعلام المحلية، التي تعول عليها تلك الأنظمة في غسل أدمغة الناس، وتجييشهم خدمة لمصالحها. في المقابل عزز ذلك حضور ومصداقية وسائل الإعلام الأجنبية بغض النظر عن درجة مهنيتها مما يجعلها مؤثرة في المسار السياسي، ولا ننسى انعكاس ذلك على منسوب الثقة بالنظام السياسي برمته. 

ورغم حجب السلطات للمعلومات وعدم تمكين الصحفيين من الحصول عليها، فإن التسريبات الصحفية في العالم، أثبتت أن معلومات الدول ليست محصورة في حدودها الجغرافية، وأن جل المعلومات المهمة أصبحت في متناول يد الصحافة والإعلام، وأن ثقافة السرية لم تعد مجدية، حتى في أكثر الأمور سرية مثل المعلومات العسكرية. وبما أن معلومات الدولة أصبحت تنتقل بين الدول والمؤسسات في العالم، فإنها أصبحت أكثر عرضة للتسريب، والوقوع في قبضة الصحافة، ليتم نبشها، وتحليلها ونشرها للناس. ويعني ذلك أنه ليس أمام الدولة إلا تعزيز الشفافية والحكم الرشيد، واحترام حق الناس في الوصول إلى المعلومات، والصحافة الحرة.

وفر العمل التشاركي على وثائق باندورا، حماية أفضل للصحفيين والمؤسسات الإعلامية من بطش السلطات وقمعها، فأصبح من الصعب ملاحقة كل المؤسسات التي نشرت الوثائق داخل الدولة وخارجها. علاوة على أن ملاحقة المؤسسات الإعلامية أو الصحفيين والانتقام منهم، سيضاعف من الكلفة السياسية على الدولة التي تمارس ذلك، ويشوه صورتها، ويزيد من اهتمام الجمهور بالوثائق والتحقيقات المنشورة، ويعزز شعبيتها ومصداقيتها، ما يؤدي إلى نتائج عكسية بحسب ما أثبتته التجربة. ولا يعني ذلك عدم وجود أنظمة تعاملت بخشونة وانتقام مع الصحفيين والمؤسسات، لكنه كان في غير صالحها في نهاية المطاف.

ربما من الأفضل في التجارب القادمة أن تعمل أكثر من مؤسسة إعلامية وصحفي في البلد الواحد على هذه الوثائق، وأن يلتزموا بالنشر المتزامن، ما يساعد في رفع مسستوى الحريات في البلد، ودفع الخطوط الحمراء إلى أقصى حد بطريقة مدروسة، وتوفير المعلومات للقارئ المحلي، وفق سياقات محلية تكون أكثر أهمية للناس.

ساهم العمل التشاركي والتعاوني على هذه الوثائق، في معالجة قصص متعددة ومختلفة في كل بلدان العالم، فلا يمكن لمؤسسة صحفية واحدة مهما كان حجم كادرها العمل على قرابة 12 مليون ملف، فهذه الوثائق أكبر من مؤسسة إعلامية واحدة. وهنا يأتي أهمية نكران الذات، والبعد عن الأنانية، والسبق الصحفي، لصالح الحقيقة وحق الناس في المعرفة، فصحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية التي وصلتها وثائق بنما مثلا، هي التي زودت الاتحاد الدولي للصحفيين بها، حتى يستفيد منها كل شعوب العالم وليس جمهورها الألماني فقط.

كما لا يمكن لمؤسسة واحدة معرفة كل أسماء الشخصيات في تلك الملفات، مهما كان الصحفيون على معرفة ودراية واطلاع، كما يصعب تقدير أهمية كل شخصية بالنسبة لبلد ما، ولا يمكن لمؤسسة واحدة أن تنشر كل هذه الوثائق دفعة واحدة، أو بكل اللغات التي تستخدمها مجتمعات الشخصيات الموجودة في الوثائق. لذلك فإن العمل على الوثائق بهذا الأسلوب، ساعد في ترتيب الأولويات لكل صحفي ومؤسسة عملت عليها، وقلل الجهد المبذول. فمثلا إذا كانت مؤسسة صحفية فرنسية محلية مشاركة في الحملة، فإنها ستهتم أكثر بالشخصيات الفرنسية، أو المقيمة في فرنسا، وفق تقديرها لمن هي الشخصية الأهم، والقصة الأهم، والجهد الذي بذلته الشخصية في إخفاء شركاتها وعقاراتها، وغيرها من المعايير التي تختلف باختلاف المؤسسة. ولا بد من الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي للصحفيين يترك للصحفي والمؤسسة حرية اختيار الشخصيات وزوايا المعالجة، ما يشجع على الإبداع والاقتناع بالقصة.

ساعد العمل التعاوني على الوثائق في تخفيض الكلفة المالية للعمل، فكل مؤسسة تعمل على الوثائق تمول إنتاج التحقيق من ميزانيتها الخاصة، وهي بالمناسبة تكاليف متواضعة، مقارنة بأهمية العمل وحجمه. والاتحاد الدولي لا يمول إنتاج التحقيقات الصحفية للمؤسسات التي تستند إلى الوثائق، وهذا يرسخ استقلالية المؤسسات والصحفيين ويعزز المرونة في العمل على التحقيقات.

أثبتت وثائق باندورا دقتها ومصداقيتها، فلم تستطع أي شخصية من الشخصيات ذات العلاقة نفي صلتها بالشركات أو العقارات، وقد أقرت ضمنيا الكثير من الردود بعد النشر بصحتها، مع تشكيك بعضها بنوايا الصحافة، واتهامها بشن حملة دولية على بعض الشخصيات، وتشويه الحقائق وتقديم المبالغات والتفسيرات الخاطئة. لكن لم تقدم تلك الردود أسانيد تؤكد صحة ودقة ردودها، ويعود الفضل في دقة معلومات الوثائق إلى المنهجية التي يعمل عليها الاتحاد في اختبار دقة الوثائق من ناحية الشكل والمضمون والسياق، وغيرها من الأمور ذات العلاقة بالمسرب وعملية التسريب، قبل أن يدفع بها إلى الصحفيين والمؤسسات للعمل عليها، وفق بروتوكولات آمنة تحافظ على السرية.

كما أن أغلب المؤسسات الصحفية تعمل على الوثائق وفق منهجية العمل الاستقصائي، من ناحية ضبط جودة التحقيقات، وتسطير الحقائق التي يتضمنها (Line by line)، وإجراء المواجهة وأخذ حق الرد، وعرض التحقيق على محام متخصص في قضايا المطبوعات والنشر، لإجازته قانونيا، وتلافي الوقوع في أي خطأ قانوني.  

تَظهر مهنية الصحفيين الذين عملوا على الوثائق في توضيحهم أن ليس كل استخدام لشركة أوف شور هو استخدام غير قانوني، أو غير أخلاقي، فالعديد من التحقيقات لم تثبت وجود مخالفة قانونية بحق الشخص الذي استخدم الشركة، فاضطر الصحفي حينها لنشر قصته الصحفية بالحد الأدنى دون إسناد فعل، بهدف رفع السرية عن وثائق تعود لشخصيات سياسية عامة، وتعزيز الشفافية، وسلطة الإعلام الرقابية.

إن التفاعل الكبير مع وثائق باندورا يكشف أهميتها لعامة الناس وليس للصحفيين فحسب، فقد عرفت الشعوب كيف يخفي بعض القادة والزعماء ورجال المال والأعمال والمشاهير ثرواتهم في الملاذات الضريبة، وكيف يمكن أن تستخدم شركات الأوف شور لانتهاك القانون، وإضفاء السرية، وكيف يمكن للإعلام أن يفضح المستور، ويبدل قواعد اللعبة.    

 

 

المزيد من المقالات

كيف ولدت حركة الصحافة السرديّة في الصحافة الأمريكية المطبوعة؟

يستعرض المقال السياق الذي نشأت فيه الصحافة السردية في الولايات المتحدة منذ مقالة جون هيرسي "هيروشيما" في أربعينات القرن العشرين، وصولا إلى الصحافة "الجديدة" مع توم وولف وغاي تاليس وجوان ديديون، وكيف أسهم تبني وسائل الإعلام لهذا النمط من الصحافة في صعودها ونضوجها وترسّخ تقاليد معروفة لها في الصنعة الصحفية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 ديسمبر, 2025
أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025