دروس صحفية من وثائق باندورا

هزّت وثائق باندورا العالم، بعد أن كشفت عن استخدام سياسيين ورجال أعمال ومشاهير ومجرمين لشركات الأوف شور في ملاذات ضريبية آمنة من أجل شراء عقارات حول العالم بسرية تتحفظ على هوية المالك أو المستفيد النهائي، فتبقى بعيدة عن أعين السلطات الرسمية، وعامة الناس.

وثائق باندورا البالغ عددها 12 مليون ملف، سُربت من 14 شركة تقدم خدمات قانونية ومالية، لتسجيل شركات الأوف شور في اللجنات الضريبية. وقعت تلك الوثائق في يد الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وهي منظمة غير ربحية، مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن. ليقوم الاتحاد بمشاركة التسريبات مع قرابة 600 صحفي حول العالم، وأكثر من 150 مؤسسة إعلامية في 117 دولة، لاستخدامها كطرف خيط في تحقيقاتهم الاستقصائية. 

يستدعي هذا الجهد الصحفي العابر للحدود واللغات والمؤسسات، مناقشة هادئة لمعرفة الدروس المستفادة صحفيا من وثائق باندورا، وكيف يمكن البناء عليها في المستقبل، خاصة أنها ليست التجربة الأولى للاتحاد الدولي والمجتمع الصحفي العالمي في التعامل مع حملات صحفية تكشف عن وثائق سرية مسربة لها علاقة بشركات وحسابات الأوف شور والجرائم المالية، فهناك وثائق فنسن 2020، ووثائق بردايس 2017، ووثائق بنما 2016، وسويسليكس، وأوفشور ليكس، وغيرها.

أكسبت هذه التسريبات الاتحاد الدولي والمجتمع الصحفي الاستقصائي خبرة كبيرة في إدارة هذا الحجم من العمل الذي يمتد في كل حملة لأكثر من عام تقريبا حتى النشر، وأكثر ما يميز العمل هو السرية التامة كقيمة يشترك فيها هذا العدد الكبير من الصحفيين، والمحررين، ورؤساء التحرير، والمؤسسات. السرية في مثل هذا العمل تمثل طوق نجاة لكل من يعمل عليها، فكما أن المجتمع الصحفي يتعاون عبر المحيطات، فإن مجتمع المخابرات والأمن حول العالم قد يتعاون لتبقى هذه الأسرار تحت الركام، بعيدة الرأي العام.

لا يقتصر مفهوم السرية على التكتم على أسرار العمل، بل يشمل القدرة على حماية الصحفي ومؤسسته من الاختراق الإلكتروني والتجسس، خاصة مع تداخل عمل الصحفي مع تسريبات العالم الرقمي. فبرنامج بيغاسوس أوقع صحفيين عديدين في شباك أجهزة الأمن والمخابرات، منهم من نجا ومنهم من قضى نحبه، لذا يولي الاتحاد أهمية بالغة في الحفاظ على السرية التامة لهذه الوثائق، متسلحا بفريق تقني، وأدوات رقمية على مستوى الحدث.  

صحيح أن نشر التحقيقات وكشف المخالفات تعدّ القيمة الصحفية الكبرى المقدمة للرأي العام، إلا أن القيمة الأهم على مستوى مهنة الصحافة هي العمل الجماعي والتشاركي، والتعاوني. وهي قيمة تكاد تكون مفقودة للأسف في عالمنا العربي، وتعد هذه القيمة عنصر تمكين مهني للصحفيين، عبر تبادل الخبرات المختلفة في فنون العمل الاستقصائي، مثل تتبع الأموال وغسيلها، والجريمة المنظمة، وصفقات الأسلحة، وتهريب شحنات النفط، والتهرب الضريبي، وغيرها من الانتهاكات التي يسعى الصحفي إلى كشفها، وهذا يحتاج إلى مهارة وخبرة، وعلم، وهي قليلة حول العالم فضلا عن المنطقة العربية، فأي مشاركة عربية تعد قيمة مضافة للصحافة العربية.

يتعدى العمل التشاركي على الوثائق أمورًا نقل الخبرات، وتشارك هموم المهنة، والبحث عن الحلول، ليكون أداة فعالة في وجه الأنظمة المستبدة، التي تعادي حرية الصحافة والنشر وتضيق عليها الخناق، عبر ممارسات منها سوء إصدار التشريعات، وحجب المواقع الإخبارية ومنع النشر، واعتقال الصحفيين، وإشاعة الخوف، والرقابة الذاتية. لذا ساهمت هذه الأنظمة في دفع المؤسسات الصحفية العالمية، على نشر الوثائق والتحقيقات بلغات متعددة، وعلى وسائل إعلام مختلفة؛ تلفزيونية، وإلكترونية، وورقية، وإذاعية، ووسائل تواصل اجتماعي، كما عُولج التحقيق الواحد من أكثر من زاوية مراعيا خصوصية المتابعين واختلافهم، وبهذا تغلب العمل التشاركي على حاجز اللغة، وفارق التوقيت بين بلدان العالم، وقاوم الحجب المادي والمعنوي، ما زاد من تأثير هذه الوثائق وساعد في تجاوز كل العقبات التي وضعت أمام الصحافة لمنعها من ممارسة مهمتها النبيلة، وخدمة الصالح العام.

وهنا لابد للأنظمة السياسية التي تناصب العداء للصحافة، أن تعلم أن السيطرة على وسائل الإعلام لم تعد ممكنة في عالم معولم، أضحى قرية صغيرة، والأهم أنه لم يعد شرطا للصحفي أن يكون مقيما في بلدٍ ما حتى يتمكن من العمل على تحقيق استقصائي عن هذا البلد، أو عن إحدى شخصياته الهامة، ولم يعد مهما أن يحمل الصحفي جنسية ذلك البلد أيضا، أو بطاقة الصحافة الصادرة عن مؤسساته.

لقد خسرت الدول السلطوية كثيرا حين نُشرت وثائق باندورا خارج حدودها، من قبل مؤسسات عالمية مرموقة، إذ زادت فجوة الثقة بين الناس ووسائل الإعلام المحلية، التي تعول عليها تلك الأنظمة في غسل أدمغة الناس، وتجييشهم خدمة لمصالحها. في المقابل عزز ذلك حضور ومصداقية وسائل الإعلام الأجنبية بغض النظر عن درجة مهنيتها مما يجعلها مؤثرة في المسار السياسي، ولا ننسى انعكاس ذلك على منسوب الثقة بالنظام السياسي برمته. 

ورغم حجب السلطات للمعلومات وعدم تمكين الصحفيين من الحصول عليها، فإن التسريبات الصحفية في العالم، أثبتت أن معلومات الدول ليست محصورة في حدودها الجغرافية، وأن جل المعلومات المهمة أصبحت في متناول يد الصحافة والإعلام، وأن ثقافة السرية لم تعد مجدية، حتى في أكثر الأمور سرية مثل المعلومات العسكرية. وبما أن معلومات الدولة أصبحت تنتقل بين الدول والمؤسسات في العالم، فإنها أصبحت أكثر عرضة للتسريب، والوقوع في قبضة الصحافة، ليتم نبشها، وتحليلها ونشرها للناس. ويعني ذلك أنه ليس أمام الدولة إلا تعزيز الشفافية والحكم الرشيد، واحترام حق الناس في الوصول إلى المعلومات، والصحافة الحرة.

وفر العمل التشاركي على وثائق باندورا، حماية أفضل للصحفيين والمؤسسات الإعلامية من بطش السلطات وقمعها، فأصبح من الصعب ملاحقة كل المؤسسات التي نشرت الوثائق داخل الدولة وخارجها. علاوة على أن ملاحقة المؤسسات الإعلامية أو الصحفيين والانتقام منهم، سيضاعف من الكلفة السياسية على الدولة التي تمارس ذلك، ويشوه صورتها، ويزيد من اهتمام الجمهور بالوثائق والتحقيقات المنشورة، ويعزز شعبيتها ومصداقيتها، ما يؤدي إلى نتائج عكسية بحسب ما أثبتته التجربة. ولا يعني ذلك عدم وجود أنظمة تعاملت بخشونة وانتقام مع الصحفيين والمؤسسات، لكنه كان في غير صالحها في نهاية المطاف.

ربما من الأفضل في التجارب القادمة أن تعمل أكثر من مؤسسة إعلامية وصحفي في البلد الواحد على هذه الوثائق، وأن يلتزموا بالنشر المتزامن، ما يساعد في رفع مسستوى الحريات في البلد، ودفع الخطوط الحمراء إلى أقصى حد بطريقة مدروسة، وتوفير المعلومات للقارئ المحلي، وفق سياقات محلية تكون أكثر أهمية للناس.

ساهم العمل التشاركي والتعاوني على هذه الوثائق، في معالجة قصص متعددة ومختلفة في كل بلدان العالم، فلا يمكن لمؤسسة صحفية واحدة مهما كان حجم كادرها العمل على قرابة 12 مليون ملف، فهذه الوثائق أكبر من مؤسسة إعلامية واحدة. وهنا يأتي أهمية نكران الذات، والبعد عن الأنانية، والسبق الصحفي، لصالح الحقيقة وحق الناس في المعرفة، فصحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية التي وصلتها وثائق بنما مثلا، هي التي زودت الاتحاد الدولي للصحفيين بها، حتى يستفيد منها كل شعوب العالم وليس جمهورها الألماني فقط.

كما لا يمكن لمؤسسة واحدة معرفة كل أسماء الشخصيات في تلك الملفات، مهما كان الصحفيون على معرفة ودراية واطلاع، كما يصعب تقدير أهمية كل شخصية بالنسبة لبلد ما، ولا يمكن لمؤسسة واحدة أن تنشر كل هذه الوثائق دفعة واحدة، أو بكل اللغات التي تستخدمها مجتمعات الشخصيات الموجودة في الوثائق. لذلك فإن العمل على الوثائق بهذا الأسلوب، ساعد في ترتيب الأولويات لكل صحفي ومؤسسة عملت عليها، وقلل الجهد المبذول. فمثلا إذا كانت مؤسسة صحفية فرنسية محلية مشاركة في الحملة، فإنها ستهتم أكثر بالشخصيات الفرنسية، أو المقيمة في فرنسا، وفق تقديرها لمن هي الشخصية الأهم، والقصة الأهم، والجهد الذي بذلته الشخصية في إخفاء شركاتها وعقاراتها، وغيرها من المعايير التي تختلف باختلاف المؤسسة. ولا بد من الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي للصحفيين يترك للصحفي والمؤسسة حرية اختيار الشخصيات وزوايا المعالجة، ما يشجع على الإبداع والاقتناع بالقصة.

ساعد العمل التعاوني على الوثائق في تخفيض الكلفة المالية للعمل، فكل مؤسسة تعمل على الوثائق تمول إنتاج التحقيق من ميزانيتها الخاصة، وهي بالمناسبة تكاليف متواضعة، مقارنة بأهمية العمل وحجمه. والاتحاد الدولي لا يمول إنتاج التحقيقات الصحفية للمؤسسات التي تستند إلى الوثائق، وهذا يرسخ استقلالية المؤسسات والصحفيين ويعزز المرونة في العمل على التحقيقات.

أثبتت وثائق باندورا دقتها ومصداقيتها، فلم تستطع أي شخصية من الشخصيات ذات العلاقة نفي صلتها بالشركات أو العقارات، وقد أقرت ضمنيا الكثير من الردود بعد النشر بصحتها، مع تشكيك بعضها بنوايا الصحافة، واتهامها بشن حملة دولية على بعض الشخصيات، وتشويه الحقائق وتقديم المبالغات والتفسيرات الخاطئة. لكن لم تقدم تلك الردود أسانيد تؤكد صحة ودقة ردودها، ويعود الفضل في دقة معلومات الوثائق إلى المنهجية التي يعمل عليها الاتحاد في اختبار دقة الوثائق من ناحية الشكل والمضمون والسياق، وغيرها من الأمور ذات العلاقة بالمسرب وعملية التسريب، قبل أن يدفع بها إلى الصحفيين والمؤسسات للعمل عليها، وفق بروتوكولات آمنة تحافظ على السرية.

كما أن أغلب المؤسسات الصحفية تعمل على الوثائق وفق منهجية العمل الاستقصائي، من ناحية ضبط جودة التحقيقات، وتسطير الحقائق التي يتضمنها (Line by line)، وإجراء المواجهة وأخذ حق الرد، وعرض التحقيق على محام متخصص في قضايا المطبوعات والنشر، لإجازته قانونيا، وتلافي الوقوع في أي خطأ قانوني.  

تَظهر مهنية الصحفيين الذين عملوا على الوثائق في توضيحهم أن ليس كل استخدام لشركة أوف شور هو استخدام غير قانوني، أو غير أخلاقي، فالعديد من التحقيقات لم تثبت وجود مخالفة قانونية بحق الشخص الذي استخدم الشركة، فاضطر الصحفي حينها لنشر قصته الصحفية بالحد الأدنى دون إسناد فعل، بهدف رفع السرية عن وثائق تعود لشخصيات سياسية عامة، وتعزيز الشفافية، وسلطة الإعلام الرقابية.

إن التفاعل الكبير مع وثائق باندورا يكشف أهميتها لعامة الناس وليس للصحفيين فحسب، فقد عرفت الشعوب كيف يخفي بعض القادة والزعماء ورجال المال والأعمال والمشاهير ثرواتهم في الملاذات الضريبة، وكيف يمكن أن تستخدم شركات الأوف شور لانتهاك القانون، وإضفاء السرية، وكيف يمكن للإعلام أن يفضح المستور، ويبدل قواعد اللعبة.    

 

 

المزيد من المقالات

ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024