الصحفي المتغطرس

ترجمة: بهاء الدين السيوف 

"في الطريق إلى أن تصبح صحفيا، كل الأشياء ذات أهمية، لكن أهم الأشياء هو أن تكتب كما أمر الله، والله يأمر أن تكون قارئا بالأساس، وأن تقرأ المزيد باستمرار".

ميغيل أنخيل باستانيير

 

حين كنا نغادر قاعات الدراسة الجامعية كي نقتحم سوق العمل، ومنذ كنا مبتدئين في عالم الصحافة، كان ذلك يكلفنا الوقوع في كثير من الأخطاء الفادحة، التي بمرور السنوات وتراكم الخبرات، دفعتنا إلى التفكير في كمية الحماقات التي ارتكبناها لدى ولوجنا هذه المهنة الأفضل في العالم كما يسميها غابرييل غارثيا ماركيز؛ مهنة الصحافة.

في أيامنا الأولى بهذه المهنة، حين كنا نريد أن نقضم العالم كله في لقمة واحدة، ثم نتحدث عن المأدبة، كان يتملّكنا تصور خاطئ تماما، حين كنا نظن أن القراء تهمّهم آراؤنا الشخصية في الأحداث الجارية. كان ذلك التصور خطيئة كبرى، مثلها مثل النهم والغطرسة والجشع، ذلك أن قارئ الصحيفة أو المجلة، أو متابع إحدى وكالات الأنباء، يهمه بالدرجة الأولى ما نعرفه عن تلك الوقائع، يشغله ما يمكننا جمعها بأدواتنا الصحفية من حقائق ومعلومات حول اغتيال أحد السياسيين، عن سقوط برج ما، عن انهيار مبنى بفعل هزة أرضية أو عن غرق عبارة في البحر، وعن تفاصيل الإصابة التي تعرض لها اللاعب رقم عشرة في أحد أهم أندية الكرة قبيل مباراة مصيرية بدوري الأبطال الأوروبية.

لكن من سابع المستحيلات أن يضغط القارئ زرا ليفتح رابط خبر، أو أن يقلب أوراق الصحيفة، أو أن يتوقف على صفحات مجلة، كي يقرأ ما كتبه شخص لا يعرفه، حاصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام، مبديا آراءه في أي من الأحداث التي أتينا على ذكرها قبل قليل.

عليك أن تتجنب في نصوصك عبارات من قبيل "كصحفي أظن أن...". إن القارئ يريد الخبر، بالوثائق والتأكيدات، يريد سياقا يناقش رأيه الخاص فيه، ستكون لديه فيما بعد أحكامه التي يبديها أمام دائرة من أصدقائه المقربين، أو ربما مع عابر مجهول في إحدى الحانات أو المقاهي، أو قد يناقش ذلك في ساعة الغداء مع عائلته.

يقدّر القارئ القصص الصحفية التي تأخذ الطابع السردي، والوصف الدقيق والمتزن للشخصيات المختلفة والسيناريوهات المتعددة. ذاك الفيلم الذي يضم 24 رسالة وصورة في الثانية، يُترجَم بألف كلمة ليروي لك وقائع اليوم أو مجريات الأسبوع كله، يصف دقيقة بدقيقة المجرى التفصيلي لحادثة تصادم بين قطارين في دولة أوروبية، يروي بإسهاب تفاصيل المباراة النهائية في الملاكمة، جولة بجولة حتى الكشف عن هوية بطل العالم الجديد، يتتبع مراسم تنصيب الملك أو رئيس الدولة الجديد في بلد عربي، ويحكي أحداث الصراع العسكري الجديد في الشرق الأوسط والأضرار الجانبية التي تلقاها كل من الأطراف المتنازعة.

معضلة أخرى تتبدّى حين يتحدث الصحفي في نصوصه عن الطرق الملتوية والمتشابكة التي قطعها للوصول إلى الصحراء كي يروي قصته، عن ألف إجراء وإجراء أتمّها كي يحصل على تصريح صحفي يخوّله دخول قاعة الإعلاميين لتغطية نهائي كرة القدم، عن الساعات القليلة التي أتيح له النوم خلالها، قبل أن يهرع صباحا إلى التغطية والتحقيق في انفجار قنبلة على إثر صراع ما هنا أو هناك.

الصحفيون الجيدون لا يفعلون ذلك، احترموا أنفسكم واحترموا قرّاءكم، لقد ملّت الجماهير هذه القصص الدرامية وأحاديث معاناتكم الشخصية، ورغبة الصحفي في تحقيق الشهرة واقتحام دور البطولة وجذب المشاهدين. دعوا ذلك للسياسيين ونجوم التلفزيون، اتركوا هذه الطريقة الساذجة "لليوتوبرز" والمؤثرين، الذين يلزمون هواتفهم النقالة بينما هم يسقطون من على لوح للتزلج، أو يتحدّون الحيوانات البرية، أو يُدخلون أشياء غريبة في فتحات أنوفهم لجذب انتباه مشاهدي شبكات التواصل الاجتماعي.

 

اعتاد الكاتب والمؤرخ الأرجنتيني مارتين كابارُّوس أن يعترف في حواراته، بأنه في كثير من الأحيان يجد نفسه مضطرا إلى ترك قراءة بعض القصص الممتعة والمنشورة في وسائل إعلام عالمية، نتيجة الملل. يقول إن العدل أن تترك قراءة النص حين يضع الكاتب نفسه في واجهة الحكاية، حين يشرع في التغطية على كل زوايا الحدث مُضفِيا عليها سيرته الشخصية.

أحد العوائق، يشبه إلى حد كبير ما يحدث في السينما، حين تصل إلى لحظة الذروة في مسار أحداث الفيلم، وبينما الجميع مشدود إلى الشاشة، يقف رجل سمين في الصف الأول وبيده علبة من الفشار، ويبدأ بمخاطبة ابنه -الذي يجلس إلى جانبه- بصوت أقرب إلى الصراخ، مبديا إعجابه الشديد بالفيلم. كثير من الضجيج سيشتعل حينها، لكن كثيرا من الصحفيين المبتدئين يقعون في فخ الإغواء بأن يذكروا أنفسهم ويُقحموها في القصة بشكل أو بآخر.

 

واحدة من الحماقات الكبيرة التي يدرج على اقترافها الصحفي المبتدئ أو المتغطرس، أو كلاهما، هي إساءة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، واستعمالها لتفجير قصة صحفية. ينسى الصحفي كثيرا أنه يتقاضى أجره من الصحيفة أو المجلة أو القناة التي يعمل بها، وليس من الفيسبوك ولا من تويتر أو إنستغرام. يسقط الصحفي كثيرا في شرك الأسبقية وفورية النشر اللتين توفرهما شبكات التواصل كي ينبئ العالم بأنه أول من عرف بمجريات حادثة ما، وبالطبع ينشر المضمون الأساسي لقصته في الفيسبوك مصحوبا بصورتين رديئتين، أو يضع سلسلة تغريدات على تويتر، ينتهي بها المطاف إلى أن تطغى على نصِّه الصحفي نفسه.

إن نصا صحفيا كهذا، حين يصل إلى غرفة الأخبار بعد أن يكون قد مرّ على المحرر، وعلى يدٍ خلّاقة تخرجه بصورة مناسبة إلى الفضاء الرقمي، تكون قد لوّثته قبل ساعات أو قبل أيام يد كاتبه الأصلي، الذي باع الخبر بأبخس الأثمان على الفيسبوك، مقابل كمية من الإعجابات والمشاركات ستجعل قصته في آخر الأمر غير مثيرة لأي اهتمام، على الأقل في دائرة الصحفيين والأكاديميين والمبدعين.

أما عن أكبر غطرسات الصحفيين، خاصة حين نكون مبتدئين في هذا المجال، فهي أننا لا نجيد الاستماع، نرخي آذانا صماء أمام إجابات بسيطة لكنها مدروسة تأتي من لسان من هم مصدرنا في المعلومات، يشغلنا أن نبدي لهم أننا نعرف كل شيء، نفهم في السياسة والعلوم والسلام والحرب والرياضة والدين والإنترنت والجنس والفلسفة ومناهج البحث وغير ذلك.

ننسى كثيرا أن وظيفتنا هي أن نخرج إلى الشارع للبحث عن إجابات، وليست وظيفتنا أن نقدم تلك الأجوبة. صحيح أن مهنتنا تُجْبرنا على حيازة مستوى متقدم من المعرفة، لكن ذلك لأنفسنا فقط، لا لكي نفرك به أوجه الأشخاص الذين نقابلهم.

هكذا هو الأمر تماما، حين تُجْري حوارا أو مقابلة مع شخصية مهمة، أو مع أحد السياسيين، أو مع فنان تلفزيوني معروف أو لاعب كرة قدم. ينبغي أن لا يشعر مَن تحاوره أنه يُضيع من وقته عشرا أو عشرين دقيقة لأجلك، يجب أن يحس بأنه في مقابلة ذكية وممتعة، مقابلة مثيرة للجدل وربما ساخنة، علينا أن نتنبّه ببرود شديد إلى وقت المقابلة كيف يمضي، أن نخلق توازنا تاما بين الأسئلة القصيرة والدقيقة والأسئلة ذات الطابع الصحفي، علينا أن نعطيه حيزا كافيا يُظهر فيه ردة فعله ويبدي إجاباته الكاملة، لا أن نجابهه بهيروغليفية لغوية تعتمد السؤال وردة الفعل دائما، ما يجعل تلك الشخصية إما في موقف الدفاع وإما في موقف الإحجام عن الإجابة.

دائما ما يقولها ميغيل أنخيل باستانيير، نائب المدير السابق لصحيفة إلباييس الإسبانية: "إن على الصحفي أن يدغدغ مشاعر ضيفه"، بمعنى أن عليه التحضير والإعداد مسبقا، بدراسة تلك الشخصية التي سيقابلها، أن يجري تحليلا معززا بالاطلاع على مقالات أخرى حول هذا الشخص في وسائل الإعلام المختلفة، بتوثيق هذه المعلومات، ما الأسئلة التي لم تُوجّه إليه بعد؟ ما الجانب الذي لم يُقْتَحم من حياته العامة والخاصة حتى الآن؟ ومن هذا الشخص بعد كل هذا؟ وأيّ المواضِع تستهويه وتجلب تعاطفه؟ كل ذلك حتى يتدفق الحديث الصحفي كما يتدفق النهر.

 

في الآونة الأخيرة، نجد ملايين النتائج البحثية التي ينشرها مئات الباحثين على الإنترنت، والتي جعلت وصولنا إلى المعلومات التي تهمنا أكثر مرونة وسهولة. قال لي مرة الصحفي الكولومبي خافيير داريّو روستريبو: "لو أن أمك قالت لك إنها تحبك، تحقق من ذلك، تأكّد". مرت عشر سنوات وما زالت جملته تقتات من رأسي، دائما ما أجدني أوّظف مقولته حين تصلني معلومات أو أرقام لا أجدها منطقية، كاستثمار حكومي أو خاص بمبلغ غير معقول، تأكيد على لسان مسؤول حكومي يثير الشك، يجب التحقق من الأكاذيب، خاصة تلك التي يجزم الكثيرون أنها حقائق مطلقة.

وأخيرا، وهذا مهم جدا، كيف نبدأ كتابة القصة الصحفية؟ لقد حصرت المؤسسات الصحفية التقليدية في أمريكا الشمالية كتاباتنا في إطار ضيق وممل للغاية، حين نلتزم بتراتبية (الفاعل والفعل والمضمون)، أو بالخماسية الأكاديمية المبتذلة والمعروفة (مَن وماذا ومتى وأين ولماذا)، لكن الصحافة السردية دائما ما تصل إلى ما هو أبعد من ذلك، ينبغي أن نجذب قراءنا بشذرات سردية مفعمة بالإيحاءات، وبغمزات لغوية خلّاقة.

افتتح نصك بعبارة استفزازية على لسان الشخصية التي قابلتها، ابدأ بجملة لم تنشرها أي مؤسسة إعلامية حتى الآن، ارسم سيناريو لم يألفه الجمهور قط، اجعل القارئ يجزم منذ الفقرة الأولى أنه سيجد في نصك رواية لم يجدها في سواه من النصوص، وكما قال غارثيا ماركيز: "إن أجود الأنباء هي التي تُرْوَى بالطريقة المُثلى، وليست تلك التي تروى أولا"، أما ما تبقى فتفاصيل صغيرة في المهمة، وليست بأقل أهمية لما يتطلبه عمل المصور والمصمم من دراية، أما نحن، الذين نروي الوقائع والأحداث، فعلينا في كل مرة أن نضع عصارة جهدنا كله في ذلك.

المزيد من المقالات

كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023