ماذا ستفعل وسائل الإعلام بعد فيسبوك؟

 

تُحاول أن تُحمِّل الصفحة أكثر من مرة، ولكن منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك لا تستجيب. تتساءل، ماذا يحدث؟ هل ثمة مشكلة بالربط بالإنترنت؟ هل توقف هاتفك عن العمل؟ تنتقل إلى إنستغرام ثم واتساب، تريد أن تسأل الأصدقاء عبر تطبيق ميسنجر ولا من مجيب. ليبقى الخيار الوحيد هو تويتر.

من السهل أن نتخيل هذا السيناريو، إذا ما اعتمدنا بيانات تقرير "هوت سويت" لسنة 2021 (1) الذي يشير إلى وجود 4 مليارات و200 مليون مستخدم نشِط على الشبكات الاجتماعية حول العالم؛ أي 53.6% من سكان العالم، بل إن عدد المستخدمين ارتفع بأكثر من 13% بين بداية 2020 وبداية 2021. 

وحسب التقرير نفسه، فإن معدل الوقت الذي يقضيه المستخدمون على هذه المنصات هو ساعاتان و25 دقيقة، وغالبيتهم يستعملون الهاتف. أما الأسباب الرئيسة الثلاثة التي تدفعهم لاستخدام الإنترنت فهي: أولا البحث عن المعلومات، وثانيا الإبقاء على الروابط مع العائلة والأصدقاء، وثالثا متابعة الأخبار وآخر المستجدات. 

بناء على هذه الأرقام، ولو كنت وسيلة إعلامية، ماذا ستفعل؟ من المؤكد ودون تفكير أنك ستحاول الاستثمار في الفضاء الرقمي حيث يوجد الجمهور/المستخدمون، ستنشئ منصة رقمية، وتروج لكل ما تنتجه على المنصات الاجتماعية، أو قد تستثمر حتى في إنتاج محتوى خاص بهذه المنصات يأخذ بعين الاعتبار خصوصياتها، وطبيعة مستخدميها، وأوقات الاستخدام عليها، وخوارزمياتها. 

 

لا حياة خارج وسائل التواصل الاجتماعي

 

يحصل غالبية المستخدمين على الأخبار من منصات التواصل الاجتماعي، وهنا نتساءل: هل يعني ذلك أن مستقبل وسائل الإعلام هو أفضل دون وجود هذه الوسائط، أم أنها في حاجة إليها لتسويق محتواها؟

وهل يمكن أن تعيش وسائل الإعلام التقليدية خارج هذه الوسائط؟ الإجابات عن هذه الأسئلة ترتبط بعوامل ومؤثرات متعددة، ويصعب أن نحصل على إجابة واحدة نهائية.

 بمجرد انقطاع إمكانية دخول منصات التواصل الاجتماعي عشية يوم الاثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بحث المستخدمون بشكل تلقائي عن منصات اجتماعية أخرى. لم يتجه كل المستخدمين نحو موقع وسيلة إعلام محددة، بل كل ما كان يهمهم في محركات البحث هو معرفة أسباب العطل الذي أصاب فيسبوك والمنصات التابعة له، والأهم من كل ذلك، أن المستخدمين هاجروا إلى شبكات أخرى أهمها تويتر.

 

لئن كانت الشبكات الاجتماعية تخول للمستخدمين معرفة آخر الأخبار، فإنها أيضا تسمح لهم بأن يكتبوا وينتجوا محتوى ويعبروا عن آرائهم، وهي الخدمة التي لا توفرها وسائل الإعلام، عدا عن بعض التجارب الإعلامية التي تعتمد الجمهور مصدرا، أو تستعين بمحتوى ينتجه المستخدمون، بعد التمحيص الدقيق والتحقق الذي تجريه وسائل الإعلام من أجل ضمان سلامة المعلومات ودقتها. 

وسائل الإعلام على الفضاء الرقمي باختصار ليست فضاءات للنشر الحر دون رقابة، وليست مجالات للتعبير، بل هي منصات يقصدها المستخدمون لمعرفة ما يحدث حولهم، وتتزايد الثقة فيها وقت الأزمات؛ كما حدث أثناء انتشار فيروس كوفيد-19.

ولكن سنبحث عن محاولة لتفسير ذلك، في نظرية لا تحظى بشعبية كبيرة في أوساط الباحثين في علوم الإعلام والاتصال؛ وهي نظرية الاستخدامات والإشباعات Uses and Gratifications theory. من خلال هذه النظرية، نفكر في الجمهور على أنهم يستخدمون وسائل الإعلام لتحقيق أهداف محددة، فيرغبون في استخدام وسيط معين لأنه يلبي احتياجات محددة لديه؛ فعندما نستخدم وسائل الإعلام التقليدية، فإن الرغبات والاحتياجات الممكنة محددة؛ من مثل الحاجة لأن نبدد الغموض من حولنا (الإخبار)، والحاجة لأن نوسع دائرة ما نعرفه (التثقيف)، والحاجة إلى الترفيه (التلفزيون هو الملك هنا).

 أما الحاجات والرغبات التي تشبعها منصات الشبكات الاجتماعية فهي مختلفة؛ مثل الحاجة للتعبير عن الرأي، والرغبة في الظهور Le désir de s'exposer، والحاجة للتواصل مع الآخرين… إلخ. 

حينما توقفت بعض المنصات الأساسية عن العمل، اتجه البحث لمنصات أخرى بديلة تشبع هذه الرغبات، ومن ضمن المحتويات المتاحة هي محتويات وسائل الإعلام التقليدية نفسها؛ لذلك يصعب الجزم بأن وسائل الإعلام يمكن أن تضاهي الوسائط الحديثة. ولكن لو انعدمت الشبكات الاجتماعية تماما، ستحدث عودة أكبر نحو التلفزيون؛ ملك الترفيه والمشهدية، في انتظار ظهور منصات أو تجارب بديلة.

 

 إن وسائل الإعلام، بمنطقها التقليدي، ليست منصات للتواصل مع الأصدقاء، أو للتعبير، أو للإبقاء على الروابط والعلاقات الاجتماعية؛ لذلك لا يمكن أن تكون فضاءات يتم اللجوء إليها عندما تتعطل منصات أخرى. والحقيقة أن ما يحدث هو العكس؛ ذلك لأن وسائل الإعلام "هاجرت" إلى هذه الوسائط بحثا عن المستخدمين. 

على هذا الأساس، أبقت وسائل الإعلام على منصاتها الرقمية الخاصة؛ لأنها تمثل الفضاء الحر الذي تتحرك فيه وسائل الإعلام، حيث لا سلطة للخوارزميات عليها تخضع بدورها لضرورات التأقلم مع تفضيلات محركات البحث، ولكنه أمر يمكن تخطيه وتجنب تأثيره بمشاركة في المحتوى. على منصات الشبكات الاجتماعية الأمر مختلف؛ إذ عليك أن تنتج المحتوى الذي تختاره الخوارزميات للمستخدمين، وهذا ما يجعلك تدرس جمهورك بعناية أكثر وتقدم محتوى يتماشى معه، وإلا فلن يصله.

لكن هل يمكن أن تعيش وسائل الإعلام دون هذه الوسائط؟

 

إلى حد الآن، وحسب تقرير رويترز الرقمي لسنة 2021 (2)، ما زال التلفزيون مؤثرا، بالرغم من الاستخدام متعدد الشاشات. في سياق الجائحة، استمرت الأخبار التلفزيونية في أداء قوي في بعض البلدان، لكن لم تكن نفس الوضعية بالنسبة إلى الصحف المطبوعة؛ إذ تأثرت بشكل كبير بإجراءات الإغلاق الشامل في العديد من البلدان حول العالم. وبرغم هذا الأداء من التلفزيون، ما زال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار قويا؛ خاصة لدى الشباب وذوي المستويات التعليمية المنخفضة. ليس هذا فقط، بل ارتفع استخدام تطبيقات المراسلة مثل واتساب وتلغرام التي تحظى بشعبية؛ لا سيما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، دون أن ننسى أن هذه الوسائط من السهل أن تنتشر عليها المعلومات المغلوطة والمضللة.

 

من الإخبار إلى المحاكاة والتجربة

 

أن نعرف ما يحدث حولنا هذا أمر جيد، ولكن ثمة نزعة نحو تراجع الاهتمام بوسائل الإعلام الإخبارية بصفة عامة، وهذا ما نجد صداه في محتوى وسائل الإعلام؛ خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا، من خلال توظيف تقنيات الواقع الافتراضي في خلق تجربة تحاكي الواقع، فبدل أن تعرف ما حدث، أنت تعيش ما حدث. هذه التقنيات أصبحت تُستخدَم في الأخبار بشكل واسع حول العالم، بما في ذلك العالم العربي؛ حيث يتحول الأستوديو إلى ساحة حرب، أو يواجه المذيع فوهة بركان. هي طبعا لقطات من المشهدية ومن الترفيه الممزوج بالأخبار، بيد أن التكنولوجيا فرضت/أتاحت (كل بحسب ما يراه) خيارات عدة أمام وسائل الإعلام لمحاولة التأقلم مع الحاجيات الجديدة للجمهور/ المستخدمين المتغيرة بشكل مستمر، خاصة أن رقعة المواطنين الرقميين Digital natives ستتسع بالضرورة يوما بعد يوم.

في عالم ما بعد فيسبوك وبقية المنصات الأخرى، لا بد من تجربة مماثلة حتى يمكن لوسائل الإعلام أن تنجو عبرها؛ لأنها وببساطة باتت تعتمد اعتمادا كليا على هذه الوسائط لإثبات وجودها.

بعد سبع ساعات، عاد فيسبوك ومنصاته للعمل، وعاد المستخدمون لتصفحها كأن شيئا لم يكن، ولكن سيأتي يوم ما ينتهي فيه فيسبوك والمنصات التابعة له، مثلما انتهت الكثير من  التجارب الرقمية قبله، ربما يهجره المستخدمون نحو فضاء جديد مختلف يتماشى مع حاجيات المستخدم بعد 20 أو 50 عاما، ربما يهجر الناس الشبكات الاجتماعية برمتها نحو تجارب مختلفة تقوم على الفردانية ومحاكاة الواقع، ربما يختلف الإقبال على هذه الشبكات من منطقة إلى أخرى، ويمكن أن تصبح  محلية أكثر منها كونية. 

مهما كان الذي سيحدث، سيؤثر بالضرورة على مصير وسائل الإعلام، التي عليها دائما أن تتخذ أشكالا جديدة تتأقلم مع المستخدمين الجدد وتستثمر في تجارب جديدة؛ إذ ستصبح الحاجة ملحة لمصدر يقدم معلومات دقيقة، وهي وظيفة وسائل الإعلام بامتياز. ستختلف الأشكال وتتعدد، والذي نعرفه أن المستخدمين يبحثون أكثر فأكثر عن التجربة مقارنة بالمعرفة، ووسائل الإعلام التي ستستمر هي الأكثر قدرة بالضرورة على التأقلم مع المتغيرات في الفضاء الرقمي، أو أي فضاءات ستأتي بعده.

المراجع

(1) Digital 2021 Global Overview Report. https://www.hootsuite.com/pages/digital-trends-2021, 2021, accessed 5/10/2021.

(2) Reuters institute, Digital News Report 2021, 2021, https://reutersinstitute.politics.ox.ac.uk/sites/default/files/2021-06/Digital_News_Report_2021_FINAL.pdf, accessed 5/10/2021.

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025