الصحفية إرين هاينز وسؤال التنوّع والشمول في غرف الأخبار

إرين هاينز، رئيسة التحرير في موقع "ذا ناينتينث"، وهي منصة إخبارية غير ربحية تغطي شؤونا تتقاطع فيها قضايا المرأة والسياسة. أُطلِقَ الموقع أثناء انتشار جائحة كوفيد-19 وفي أوج الاستعدادات لاستحقاقات رئاسية في الولايات المتحدة في آب/أغسطس 2020، أما الاسم الذي اختير لهذا الموقع غير المتحيّز لطَيْف سياسي معيّن، فيشير إلى "التعديل رقم 19" في الدستور الأمريكي، والذي منح النساء البيض في أمريكا حق التصويت، أما النجمة في شعار الموقع فتشير إلى حالة الاستثناء، وهنّ النساء السود، وجميع النساء اللواتي حُرِمن من الإدلاء بأصواتهن، وما يزلن حتى اليوم يواجهن تحديات تحول دون أن يكون صوتهنّ مؤثرا. 

كتبت هاينز قبل الانضمام إلى الموقع والمساهمة في تأسيسه في مواضيع تتعلق بالعرق والإثنية على المستوى الوطني في الولايات المتحدة، لصالح الأسوشيتد برس، وقد قررت أن تكون جزءا من الموقع الجديد، ليس فقط من باب تأثرها برؤية الرئيسة التنفيذية إيميلي رامشو حول ضرورة أن تكون ثمة تغطية لشؤون النساء من قبل النساء، ولكن أيضا من أجل المساهمة في تطوير هذه الرؤية والثقافة وتعزيزهما، وهو أمر بدا ملحًّا للغاية في تلك الفترة الحرجة في البلاد وفي المشهد الإعلامي فيها. تقول هاينز: "نحن نسعى هنا إلى بناء ثقافة "جديدة" لا إلى إصلاح ثقافة تعاني من المشاكل، خاصة في تلك اللحظة من الاستحقاق الوطني. لقد كان لذلك أثر على العديد من غرف الأخبار في الولايات المتحدة، والتي تعدّ واحدة من مؤسسات هذه البلاد، وهي ليست بمنأى بطبيعة الحال عن هذا الجدل الدائر". 

عملت هاينز أيضا لصالح "إم سي إن بي سي" و"واشنطن بوست" و"لوس أنجلوس تايمز" و"ذا أورلاندو سينتينل"، وقد أسهمت في تسليط الضوء على قضية "بريونا تايلور"، متمكنة من الحديث مع أسرتها ضمن تغطية موقع "ذا ناينتينث" للقصّة، ونُشِرَت بشكل مشترك مع الواشنطن بوست. في هذا الحوار الذي أجراه الزملاء من نيمان ريبورتس حديثٌ عن هذه القضايا والموضوعات وغيرها. 

 

عن أسباب الانضمام إلى "ذا ناينتينث"

قبل عام ونصف، كنتُ أتابع الحملات الانتخابية الرئاسية، وشعرتُ بالإحباط حيال الطريقة التي جرت بها النقاشات حول الجندر والعرق، وبدا لي وكأننا لم نتعلم شيئا من انتخابات العام 2016 فيما يخص السرديات التي سادت عند الحديث عن أهمية هذه الجولة من الانتخابات، وتأثيرها في حالة البلاد ومستقبلها. مديرتي الآن، إيميلي رامشو، هي التي بادرت بالتواصل معي دون ترتيب مسبق، ولم أكن أعرفها حينئذ. 

أخبرتني برؤيتها بشأن إطلاق موقع إخباري، وقد أعجبتني الفكرة بالطبع، إلا أنني أخبرتها بأنني أرحب بالتعاون، في حال توفر المال لمثل هذا المشروع. فما كان من إيميلي إلا أن أخذت كلامي على محمل التحدي، فجمعت المال، ثم عادت إلي لاحقا، وقالت: "هيّا إذن، هلمّي إلينا ولنبدأ العمل". 

لطالما رغبت في أن أحظى بفرصة للعمل مع الأسوشيتد برس للعمل كاتبةً مختصة بالشأن المحلي في قضايا العرق، وقد حلمت بذلك منذ أن كنتُ متدربة معهم قبل وقت طويل. لكني قررتُ أخيرا أن أترك الأسوشيتد برس، وأبدأ في هذا المشروع الجديد؛ ذلك لأني شعرت بأن بقائي هناك لن يسهم بشكل منهجي في إحداث تغيير على بعض القضايا الجوهرية في التغطية الصحفية السياسية، وشعرت أن الطريقة الأنسب ستكون عبر البدء من جديد. وكذلك كان، فأطلقنا الموقع في كانون الثاني/يناير، قبل أسبوع من انتخابات مجالس أيوا. وبطبيعة الحال، لو كنت مراسلة تغطي الأخبار السياسية، فإن تغطية الانتخابات الرئاسية ستكون أشبه بتغطية مبارة "السوبر بول"، بل وأكثر من ذلك، بالنظر لطبيعة الاستقطاب الحاصل فيها، ما جعلني أشعر بأنها أكثر انتخابات مصيرية أقوم بتغطيتها. 

وُجودي في الميدان متنقلة من ولاية إلى أخرى لتغطية الحملات الانتخابية، من أيوا إلى نيوهامبيشير إلى ساوث كارولينا، وأنا أحمل بطاقة "ذا ناينتينث"، وشعوري بأن الكثيرين مثلي يشاركونني ذلك الشعور بمصيرية ما يجري، جعلني أدرك أننا قد انطلقنا في الوقت المناسب، وأن الموقع قد مثل حاجة ماسة في هذه المرحلة. 

 

قصّة اسم الموقع؟ 

انطلق موقع "ذا ناينتينث*" في الذكرى المئوية لمنح النساء في الولايات المتحدة الحق في الاقتراع، وهو ما احتفينا به، لكن بتلك النجمة. كان لدينا عِلْم قبل الانتهاء من تجهيز المشروع بأن إميلي ترغب في أن يكون هذا هو الاسم الذي يحمله، لكنها في الآن ذاته كانت مترددة؛ لعلمها بأن مجموعة من النساء بقين محرومات من هذا الحق وقت إقرار القانون. 

اقترحتُ من جهتي أن نستخدم النجمة للإشارة إلى هذه الحقيقة، والتذكير بالنساء السود، واللواتي تمت التضحية بحقوقهن؛ إذ حصلت المرأة البيضاء على الحق بالتصويت على حساب السوداء. وقد وافق الجميع على الاقتراح. 

لذلك؛ نحن نتعاطى مع هذا التقاطع بين العرق والسياسة والجندر، ونعتبر أننا غرفة أخبار تقاطعية إلى حد كبير، تنظر في الروابط مع المجموعات المهمشة الأخرى وتستمع إليها. 

لدينا كذلك قناعة بأن جميع القضايا هي قضايا النساء، وأننا نمثّل غالبية الناخبين، وأنه لا يمكن النظر إلينا وكأننا مجرد فئة ذات اهتمامات خاصة، وهذا ما سعينا إلى التأكيد عليه والتصرف وفقه في الأشهر التسعة الأولى من عمر الموقع. 

ثم حلّت الجائحة، والتي وفرت لنا في واقع الأمر عدسة إضافية في تغطيتنا تكشف عن حالة اللامساواة القائمة، ولا سيما فيما يخص النساء والملونين وغيرهم من الفئات المهمشة في المجتمع. 

وحين صارت الحملات والمهرجانات الانتخابية افتراضية بالكامل، تساءل الكثير من الصحفيين السياسيين عمّا يجب عليهم فعله في تلك الحالة. 

كيف غطى الموقع قصة بريونا تايلور

تصاعد الاهتمام بقضية بريونا تايلور بالتزامن مع قضية أحمد أربيري؛ إذ انتشر هاشتاغ (#Runningwithahmaud)، والذي حصد زخما وتفاعلا كبيرين على وسائل التواصل الاجتماعي. المحامي بين كرامب (محام أمريكي متخصص في قضايا الحقوق المدنية)، والذي تربطني به معرفة وثيقة منذ فترة طويلة تعود إلى وقت حادثة مقتل ترايفون مارتن، اتصل بي قائلا: "هناك قضية أخرى مروّعة وبالكاد التفت إليها أحد، وأريد مساعدتك في ذلك". 

أخبرني بقصة بريونا تايلور، وكانت تفاصيلها مرعبة حقا، وقال لي إنها قُتِلَت في مارس؛ أي قبل شهرين من حديثه معي على الهاتف. فقلت له: "كيف يمكن أن ينقضي شهران، دون أن يسمع أحد عن ذلك، خاصّة أنها موظفة في المستشفى، تعمل فنيّة في قسم الطوارئ؟!".

فأوضح لي أن أحدا لم يكتب عن قصتها على المستوى الوطني، و"أن أمها وأختها تشعران بالإحباط بسبب ذلك، وأنهما ترغبان في الحديث وتسليط الضوء على تفاصيل ما جرى، وأعتقد أنهما بحاجة للحديث معك". 

رحّبتُ بالفكرة، وأخبرته أنني مستعدّة لذلك وقلتُ له: "سنفعل ذلك؛ لأنه يلزم أن نكتب عن قصتها. كيف يمكن أن ينتشر هاشتاغ عن مقتل أحمد، ويتفاعل الجميع مع قصته، على حساب قصة بريونا تايلور؟! هذا لا يعني أن قصة أحمد لا تستحق الاهتمام بها، لكن لا بد من الاهتمام بقدر مماثل بقصة تايلور".

لم يطل الحوار بيننا. وحين أخبرتُ الزملاء بالأمر، لم ير أي منهم أن القصة مناسبة بشكل مباشر للموقع. لكن هذا هو السر في النجمة (*) التي ألحقناها بالشعار، والتي تعبّر عنا وعن اختلافاتنا، وهكذا يصبح السؤال عن النجمة وسبب وجودها معادلًا للسؤال عن معنى "ذا ناينتينث"، وكيف يمكن لقصة مثل قصة تايلور أن تكون قصة تستحق أن تُنشَر على الموقع؟ 

فالنجمة بالنسبة إلي كانت تشير إلى أن "الجندر" هو أحد تلك المتغيرات التي تفسّر ضعف الاهتمام بقصة تايلور، بالإضافة طبعا إلى عدم وجود مقاطع فيديو ولا صور توضح ما حصل معها. 

صحيح أن مقاطع الفيديو تضمَنُ عادة توليد قدر أعلى من الاهتمام والتفاعل؛ لما تمثله من أدلة تزيد من مصداقية القصّة وتأثيرها، وأنها تحدث بالفعل. لكن في قصة تايلور، اجتمع كونها امرأة، مع حقيقة أنها سوداء، وأن قصتها لم تحصد أي تفاعل معها بسبب عدم توفر ما يوثّق الجريمة التي وقعت عليها. وهذا كلّه أقنعني بضرورة تناول قصتها، وهو ما حصل في نهاية المطاف، وترتّب عليه زيادة الاهتمام بقصة تايلور وتصدرها في وسوم رواد وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة. 

حصل التقرير الذي نشرناه في الموقع حول القصّة، بصفته أول تقرير يُكتَب عمّا حدث مع تايلور في الصحافة الوطنية، كان على قدر كبير من التفاعل والانتباه بين كثير من الناس؛ فراج الحديث عمّا حدث، وتزايد الفضول بشأن تلك الفتاة. وكل ذلك كان متسقا مع مهمتنا في الموقع، وبدا ما فعلناه ذا أهميّة وأثر. ولا يمكن بالطبع هنا إنكار أن القصّة الصحفية برمّتها أتت بالأساس ثمرةً لبناء المصادر لدى الصحفي، وهو ما تسنى لي القيام به عبر فترة طويلة من العمل في الميدان. 

 

تغطية العنصرية 

كانت مشاركة باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية هي ما جعل محرر الأخبار أكثر حساسية لموضوع العرق في التغطية الإخبارية، وأنه محرِّك قد يثير الاهتمام بالمحتوى الذي يقدمونه لقرائهم. إلا أنهم أساؤوا التقدير، حين صدّق بعضهم أسطورة "ما بعد العنصرية"، وأن انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة يدلّ على نهاية هذه المسألة أمريكيا. لكنّنا في الواقع نعرف تماما الآن، أن ما حصل مع أوباما قد أطلق موجة من الوعي بمعضلة جوهرية مسكوت عنها منذ وقت طويل، حتى قبل الانتخابات. 

وحتى قبل أن أتولى بشكل رسمي مهامي بصفتي كاتبة عن الشؤون العِرْقية على المستوى الوطني في الولايات المتحدة مع الأسوشيتد برس، تشكّل لدي اعتقاد بأن العرق مسألة غير محسومة بعد في هذه التجربة الديمقراطية، وأنها سمة أساسية للحياة الأمريكية، وعصب مركزي في العمل الصحفي؛ لأنها تكاد تمسّ كل جوانب الحياة. ومع ذلك لم أشعر أن تلك التغطية ستصنّفني في خانة معينة، أو أنّها ستؤثر على مسيرتي المهنية سلبا بشكل أو بآخر. 

أما الآن، فأشعر في عملي كصحفية سياسية، بأنه من الأسهل تعلم تغطية الشأن السياسي مقارنة بتغطية قضايا العنصرية، وهذا أمر يمكن ملاحظته أثناء متابعة التغطية السياسية؛ فمعظم هؤلاء الناس ليست لديهم أي فكرة عما يجب عليهم النظر إليه عند التعامل مع سؤال العرق وتمظهراته في القضايا السياسية، برغم مركزية هذه القصّة في الوقت الحاضر. 

إلا أني لم أتردد يوما في تبني زاوية النظر هذه، وربما يعود ذلك إلى الدافع الذي جعلني أختار هذا العمل في الصحافة في المقام الأول؛ فقد بدأت مسيرتي في أطلنطا، مع مجلة "أطلنطا ديلي وورلد" الأسبوعية، وكنت ما أزال حينئذ طالبة في الجامعة، أبحث عن فرصة لاكتساب خبرة عملية. توجهت إلى المجلة وقلت لهم إنني قادرة على المساعدة، فوافقوا مباشرة وقالوا لي: "هل يمكن أن تبدئي اليوم؟" وافقت بالطبع، وتعلمت في ذلك العام الذي قضيته هناك أن قصصنا كانت مهمّة. 

إن الكتابة عن السود تتمثل في تناول شؤونهم العامة في نطاق واسع من القضايا، وليس مجرد تناول أخبار الحوادث المأساوية أو تسليط الضوء على ما هو سلبي وحسب، بل معالجة مختلف شؤون حياتهم. وتصدُّرُ قصصهم الصفحة الأولى في تلك الصحيفة، علَّمني بأن قصصنا لها أهمية وذات معنى، وأن تناولها ومعالجتها صحفيا لا يحتاج تسويغا استثنائيا. 

هذا كان ديدني طوال مسيرتي المهنية، وقد حصدتُ فائدة كبيرة من وراء ذلك. ثم بعد سنوات عديدة، حظيتُ بهذه الفرصة لأكون ضمن فريق "ذا ناينتينث"، وأتيحت لي للمرة الأولى ترف التفكير في الجندر بنفس الطريقة التي أفكر بها بالعرق. 

حين نتحدث عن النسوية، وكيف أنها نطاق اهتمام وانشغال النساء البيض، فإن ذلك عائد إلى أنهنّ (أي النساء البيض) لا ينشغلن بالتفكير بمسألة العرق كثيرا؛ فينصَبّ تركيزهن على مسألة الجندر، إلى حدّ أن تصبح عدسة ثقيلة لرؤية الأشياء من خلالها. 

أما بالنسبة لي، فقد أمضيتُ حيزا كبيرا من حياتي وعملي وأنا أحاول التفكير بمعنى أن تكون أسود في أمريكا، إلا أن الأمر تضاعف الآن، بإضافة مسألة الجندر، ومعنى أن تكوني امرأة في أمريكا، ثم الورطة الكبرى، بأن تكوني امرأة سوداء في أمريكا! 

 

أهمية التمثيل الشمولي في غرفة الأخبار 

التجربة في العمل مع "ذا ناينتينث" وبناء هذا الموقع رسّخت لديّ مدى أهمية التمثيل؛ حيث كنا بفضل الوعي بهذا المعيار قادرين على خلق فِرَق عملٍ أكثر تنوعا من الصحفيين السياسيين مقارنة بمعظم المشاريع الأخرى. ولم تمض تسعة شهور على عمر الموقع حتى صار عدد الفريق أكثر من 24 صحفيا وصحفية، بعد أن بدأنا بفريق صغير من تسعة أفراد فقط. 

كما توسعنا بشكل خاص خلال فترة الجائحة، وتمكنا من أداء مهامنا بفضل فريق أكثر تنوعا، ويُعدّ النجاح في ذلك دليلا إضافيا على أنه لا شيء يحول دون تحقيق شرط التنوّع في التغطية الصحفية؛ فهؤلاء الأشخاص موجودون من حولنا وبوفرة أيضا، وإمكانية التواصل معهم والوصول إليهم متاحة، ولا يمكن التذرع بأي حجة لتغييب هذا التنوع.

كما أننا كثيرا ما نسمع أشخاصا يقولون إنهم يجدون أنفسهم في هذه التغطية، بمعنى أنهم يجدون تعبيرا عن أنفسهم من خلالها، وإن صوتهم حاضر في الحوارات التي نخوضها والاتجاهات التي نود أن نسلكها، على نحو لم يجدوه في وسائل إعلام أكثر عراقة وأكثر تسيّدًا.  يعني لنا ذلك الكثير؛ لأن هذا أحد أسباب وجودنا، خاصة أن شبكة مراسلينا لا تتركز في واشنطن وحسب، بل تتوزع في مختلف أرجاء البلاد. 

ينعكس هذا التنوع إيجابا على وجهة النظر في عملنا الصحفي، وأعتقد أن جزءا من ذلك يتعلق كذلك بمعرفة القيمة في تجارب الناس وتقدير أهميتها للصحفي. 

 

أفكار حول التمويل 

بالنسبة لنماذج التمويل، فإننا في "ذا ناينتينث" نؤمن بنموذج العمل غير الربحي بالنسبة لغرف الأخبار، ونشعر أن هذا هو المستقبل. لقد منحنا ذلك بعض المرونة والقدرة على التأقلم السريع وتطوير قدرتنا على استغلال الدعم المالي المتوفر لصالح غرفة الأخبار. 

تجاوزنا التوقعات فيما يخص الدعم الذي تمكنا من تحصيله من عدد من الجهات الخاصة والخيرية، إضافة إلى التبرعات السخية الصغيرة من بعض الأفراد الذين لديهم إيمان بما نفعل ويرغبون في دعم الصحافة التي نمارسها. وقد كنا واضحين منذ البداية بأن عملنا الصحفي متاح للجميع مجانا للراغبين بقراءته أو بإعادة نشره. 

إلا أن هذا لا يمكن أن يحصل من دون دعم من شبكة من الممولين الذين حرصنا على التواصل معهم منذ اليوم الأول، كما أنّه لدينا دعم من بعض الشركات، إلا أنه ليس مصدر تمويل رئيسا يمكن الاكتفاء به. ولم يكن التمويل ليكون بهذه الوفرة لولا الظروف التي فرضتها الجائحة. 

 

حول ممارسة التنوع والمساواة والشمول 

عرفنا مبكرا الوصفة اللازمة من أجل تعزيز التنوّع في التغطية وفي غرف الأخبار. وقد أوضحت لجنة كيرنر جميع ما يلزم في هذا الصدد، وعلينا أن نعيد الاهتمام بتلك الوثيقة من جديد، ونلتزم بالتوصيات التي اشتملت عليها، وهي نقطة انطلاقة مهمّة لكل معنيّ بمسألة التنوّع. 

العنصر الأساسي هنا هو وجود الرغبة والعزم الصادق على تحقيق التنوع. أعتقد في هذا السياق مثلا أن ما تقوم به صحيفة لوس أنجلوس تايمز لافت ويستحق التعلّم منه؛ إذ يبدو أنهم يتعاملون مع المسألة بشكل جدي؛ فمديرة مكتب الصحيفة في واشنطن حاليا هي كيمبريل كيلي، وهي من أصول أفريقية، وهذا أمر في غاية الأهمية. 

كما نشرت الصحيفة مؤخرا سلسلة ضخمة تتناول المسألة العرقية، حيث تحلل الصحيفة أرشيف تغطيتها في السابق ومقاربتها لهذا العمل، إضافة إلى كواليس وثقافة غرف الأخبار فيها، وهذه خطوة بالغة الأهمية في مسيرة الصحيفة، ومن المهم كذلك أن تدرك غرف الأخبار أن هذه مسيرة بالفعل. 

وأودّ أن أنوّه هنا إلى خطورة أن يتسلل إلى الزملاء في هذا المجال ما يمكن أن أصفه بـ "إعياء الوعي العرقي"، حيث يصل الصحفي بعد اهتمام استمر ثلاثة شهور مثلا إلى مرحلة من التعب، يقول عندئذ إن الأمر صعب ولا يمكن تداركه، وإن من المستحيل الاستمرار في هذه المسيرة. إن كنا جادين حقا في معالجة هذا الواقع، فعلينا أن نعترف بأننا جميعنا ما زلنا في بداية رحلة العلاج، وأن الأمر لا يتعلق بنشر تغطية ما في فترة من العام، ثم التعامل مع ذلك بصفته مسوغا للتوقف عن الاهتمام بالأسئلة الصعبة المتعلقة بالتنوع. 

لا بد أن يكون العمل متواصلا على هذه الجبهة وفق التزام عميق وثابت، يبدأ من الاعتراف الصادق بحجم المشكلة، والتواصل مع الفئات المهمشة في غرف الأخبار على مستوى الكوادر والتغطية. فإن لم يكن في فريقك التنوع الكافي، فعليك أن تسأل نفسك عن السبب الذي يمنع من تحقيق ذلك، وما الخطوات التي ستتخذها من أجل تدارك الأمر. 

لا يعني ذلك بالطبع أن نعمد إلى تسريح الزملاء البيض ونفصلهم من العمل. بل المطلوب هو أن تكون صريحا بشأن الالتزام بتوظيف المزيد من الصحفيين والصحفيات من خلفيات متنوعة، وإضافة أشخاص إلى كادر العمل لتعزيز التنوع بما يعكس حقيقة المجتمع الذي نعيش فيه، وهذا هو التحدّي الأساسي. 

كثيرا ما أجد نفسي أقول "علينا أن نتذكر ضرورة إعادة التفكير بالهويّة "البيضاء" ووضعها باستمرار تحت طائلة المساءلة النقدية في هذا العصر. علينا أن نسأل أنفسنا، ما الذي يعنيه أن تكون مواطنا أبيض في أمريكا الآن؟ وأن نعرض الحقائق كاملة فيما يخصّ المسألة. 

وكثيرا ما أتلقى استفسارات من صحفيين بيض يسألونني عمّا إذا كان يجدر بهم تغطية قصص معينة في مجتمعات ملونة، فأقول لهم: إن كنتم مهتمين بمسألة العرق، فلم لا تبدؤون من مجتمعاتكم؟ فثمة الكثير من القصص التي يمكن أن تخرجوا بها لو أردتم تسليط الضوء على هذا الموضوع.

هذا خيار تحريري يلزم غرف الأخبار أن تبدأ بالتفكير به، دون الاقتصار على المجموعات المتطرفة، بل مجمل البيض، ورأيهم في هذه الديمقراطية وكيفية أثرها عليهم وعلى سلوكهم في المجتمع وتعاطيهم مع المختلف فيه. 

 

عن الوصول إلى جميع النساء 

نلتزم في "ذا ناينتينث*" بمحاولة أن نكون صوتا لجميع النساء، من مختلف الأطياف والتوجهات والخلفيات، ولا سيما من نعتقد أنهنّ حريصات على الانخراط الصادق في حوارات بناءة بشأن هذه الديمقراطية. 

ثمة من يتخذون مواقف متطرفة بطبيعة الحال، ولسنا معنيين بهؤلاء؛ لأنه مهما كانت القصص التي نكتبها متنوعة، ومهما حاولنا العناية بالتنوع والشمولية، فإن هذه الفئة من الأشخاص ستبقى عصية على الإقناع والحوار الإيجابي، ونقر بهذا من منطلق واقعيّ. 

ما نؤمن به أننا حريصون، كلّ الحرص، على الوصول إلى جميع من هم خارج لعبة الاستقطاب المتطرف من كلا طرفي الطيف، وهذا الحرص هو ما نشعر بأنه ضائع على المستوى العام، في ديمقراطيتنا، كما هو ضائع في عالم الصحافة. 

 

المزيد من المقالات

إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024