الصحفية إرين هاينز وسؤال التنوّع والشمول في غرف الأخبار

إرين هاينز، رئيسة التحرير في موقع "ذا ناينتينث"، وهي منصة إخبارية غير ربحية تغطي شؤونا تتقاطع فيها قضايا المرأة والسياسة. أُطلِقَ الموقع أثناء انتشار جائحة كوفيد-19 وفي أوج الاستعدادات لاستحقاقات رئاسية في الولايات المتحدة في آب/أغسطس 2020، أما الاسم الذي اختير لهذا الموقع غير المتحيّز لطَيْف سياسي معيّن، فيشير إلى "التعديل رقم 19" في الدستور الأمريكي، والذي منح النساء البيض في أمريكا حق التصويت، أما النجمة في شعار الموقع فتشير إلى حالة الاستثناء، وهنّ النساء السود، وجميع النساء اللواتي حُرِمن من الإدلاء بأصواتهن، وما يزلن حتى اليوم يواجهن تحديات تحول دون أن يكون صوتهنّ مؤثرا. 

كتبت هاينز قبل الانضمام إلى الموقع والمساهمة في تأسيسه في مواضيع تتعلق بالعرق والإثنية على المستوى الوطني في الولايات المتحدة، لصالح الأسوشيتد برس، وقد قررت أن تكون جزءا من الموقع الجديد، ليس فقط من باب تأثرها برؤية الرئيسة التنفيذية إيميلي رامشو حول ضرورة أن تكون ثمة تغطية لشؤون النساء من قبل النساء، ولكن أيضا من أجل المساهمة في تطوير هذه الرؤية والثقافة وتعزيزهما، وهو أمر بدا ملحًّا للغاية في تلك الفترة الحرجة في البلاد وفي المشهد الإعلامي فيها. تقول هاينز: "نحن نسعى هنا إلى بناء ثقافة "جديدة" لا إلى إصلاح ثقافة تعاني من المشاكل، خاصة في تلك اللحظة من الاستحقاق الوطني. لقد كان لذلك أثر على العديد من غرف الأخبار في الولايات المتحدة، والتي تعدّ واحدة من مؤسسات هذه البلاد، وهي ليست بمنأى بطبيعة الحال عن هذا الجدل الدائر". 

عملت هاينز أيضا لصالح "إم سي إن بي سي" و"واشنطن بوست" و"لوس أنجلوس تايمز" و"ذا أورلاندو سينتينل"، وقد أسهمت في تسليط الضوء على قضية "بريونا تايلور"، متمكنة من الحديث مع أسرتها ضمن تغطية موقع "ذا ناينتينث" للقصّة، ونُشِرَت بشكل مشترك مع الواشنطن بوست. في هذا الحوار الذي أجراه الزملاء من نيمان ريبورتس حديثٌ عن هذه القضايا والموضوعات وغيرها. 

 

عن أسباب الانضمام إلى "ذا ناينتينث"

قبل عام ونصف، كنتُ أتابع الحملات الانتخابية الرئاسية، وشعرتُ بالإحباط حيال الطريقة التي جرت بها النقاشات حول الجندر والعرق، وبدا لي وكأننا لم نتعلم شيئا من انتخابات العام 2016 فيما يخص السرديات التي سادت عند الحديث عن أهمية هذه الجولة من الانتخابات، وتأثيرها في حالة البلاد ومستقبلها. مديرتي الآن، إيميلي رامشو، هي التي بادرت بالتواصل معي دون ترتيب مسبق، ولم أكن أعرفها حينئذ. 

أخبرتني برؤيتها بشأن إطلاق موقع إخباري، وقد أعجبتني الفكرة بالطبع، إلا أنني أخبرتها بأنني أرحب بالتعاون، في حال توفر المال لمثل هذا المشروع. فما كان من إيميلي إلا أن أخذت كلامي على محمل التحدي، فجمعت المال، ثم عادت إلي لاحقا، وقالت: "هيّا إذن، هلمّي إلينا ولنبدأ العمل". 

لطالما رغبت في أن أحظى بفرصة للعمل مع الأسوشيتد برس للعمل كاتبةً مختصة بالشأن المحلي في قضايا العرق، وقد حلمت بذلك منذ أن كنتُ متدربة معهم قبل وقت طويل. لكني قررتُ أخيرا أن أترك الأسوشيتد برس، وأبدأ في هذا المشروع الجديد؛ ذلك لأني شعرت بأن بقائي هناك لن يسهم بشكل منهجي في إحداث تغيير على بعض القضايا الجوهرية في التغطية الصحفية السياسية، وشعرت أن الطريقة الأنسب ستكون عبر البدء من جديد. وكذلك كان، فأطلقنا الموقع في كانون الثاني/يناير، قبل أسبوع من انتخابات مجالس أيوا. وبطبيعة الحال، لو كنت مراسلة تغطي الأخبار السياسية، فإن تغطية الانتخابات الرئاسية ستكون أشبه بتغطية مبارة "السوبر بول"، بل وأكثر من ذلك، بالنظر لطبيعة الاستقطاب الحاصل فيها، ما جعلني أشعر بأنها أكثر انتخابات مصيرية أقوم بتغطيتها. 

وُجودي في الميدان متنقلة من ولاية إلى أخرى لتغطية الحملات الانتخابية، من أيوا إلى نيوهامبيشير إلى ساوث كارولينا، وأنا أحمل بطاقة "ذا ناينتينث"، وشعوري بأن الكثيرين مثلي يشاركونني ذلك الشعور بمصيرية ما يجري، جعلني أدرك أننا قد انطلقنا في الوقت المناسب، وأن الموقع قد مثل حاجة ماسة في هذه المرحلة. 

 

قصّة اسم الموقع؟ 

انطلق موقع "ذا ناينتينث*" في الذكرى المئوية لمنح النساء في الولايات المتحدة الحق في الاقتراع، وهو ما احتفينا به، لكن بتلك النجمة. كان لدينا عِلْم قبل الانتهاء من تجهيز المشروع بأن إميلي ترغب في أن يكون هذا هو الاسم الذي يحمله، لكنها في الآن ذاته كانت مترددة؛ لعلمها بأن مجموعة من النساء بقين محرومات من هذا الحق وقت إقرار القانون. 

اقترحتُ من جهتي أن نستخدم النجمة للإشارة إلى هذه الحقيقة، والتذكير بالنساء السود، واللواتي تمت التضحية بحقوقهن؛ إذ حصلت المرأة البيضاء على الحق بالتصويت على حساب السوداء. وقد وافق الجميع على الاقتراح. 

لذلك؛ نحن نتعاطى مع هذا التقاطع بين العرق والسياسة والجندر، ونعتبر أننا غرفة أخبار تقاطعية إلى حد كبير، تنظر في الروابط مع المجموعات المهمشة الأخرى وتستمع إليها. 

لدينا كذلك قناعة بأن جميع القضايا هي قضايا النساء، وأننا نمثّل غالبية الناخبين، وأنه لا يمكن النظر إلينا وكأننا مجرد فئة ذات اهتمامات خاصة، وهذا ما سعينا إلى التأكيد عليه والتصرف وفقه في الأشهر التسعة الأولى من عمر الموقع. 

ثم حلّت الجائحة، والتي وفرت لنا في واقع الأمر عدسة إضافية في تغطيتنا تكشف عن حالة اللامساواة القائمة، ولا سيما فيما يخص النساء والملونين وغيرهم من الفئات المهمشة في المجتمع. 

وحين صارت الحملات والمهرجانات الانتخابية افتراضية بالكامل، تساءل الكثير من الصحفيين السياسيين عمّا يجب عليهم فعله في تلك الحالة. 

كيف غطى الموقع قصة بريونا تايلور

تصاعد الاهتمام بقضية بريونا تايلور بالتزامن مع قضية أحمد أربيري؛ إذ انتشر هاشتاغ (#Runningwithahmaud)، والذي حصد زخما وتفاعلا كبيرين على وسائل التواصل الاجتماعي. المحامي بين كرامب (محام أمريكي متخصص في قضايا الحقوق المدنية)، والذي تربطني به معرفة وثيقة منذ فترة طويلة تعود إلى وقت حادثة مقتل ترايفون مارتن، اتصل بي قائلا: "هناك قضية أخرى مروّعة وبالكاد التفت إليها أحد، وأريد مساعدتك في ذلك". 

أخبرني بقصة بريونا تايلور، وكانت تفاصيلها مرعبة حقا، وقال لي إنها قُتِلَت في مارس؛ أي قبل شهرين من حديثه معي على الهاتف. فقلت له: "كيف يمكن أن ينقضي شهران، دون أن يسمع أحد عن ذلك، خاصّة أنها موظفة في المستشفى، تعمل فنيّة في قسم الطوارئ؟!".

فأوضح لي أن أحدا لم يكتب عن قصتها على المستوى الوطني، و"أن أمها وأختها تشعران بالإحباط بسبب ذلك، وأنهما ترغبان في الحديث وتسليط الضوء على تفاصيل ما جرى، وأعتقد أنهما بحاجة للحديث معك". 

رحّبتُ بالفكرة، وأخبرته أنني مستعدّة لذلك وقلتُ له: "سنفعل ذلك؛ لأنه يلزم أن نكتب عن قصتها. كيف يمكن أن ينتشر هاشتاغ عن مقتل أحمد، ويتفاعل الجميع مع قصته، على حساب قصة بريونا تايلور؟! هذا لا يعني أن قصة أحمد لا تستحق الاهتمام بها، لكن لا بد من الاهتمام بقدر مماثل بقصة تايلور".

لم يطل الحوار بيننا. وحين أخبرتُ الزملاء بالأمر، لم ير أي منهم أن القصة مناسبة بشكل مباشر للموقع. لكن هذا هو السر في النجمة (*) التي ألحقناها بالشعار، والتي تعبّر عنا وعن اختلافاتنا، وهكذا يصبح السؤال عن النجمة وسبب وجودها معادلًا للسؤال عن معنى "ذا ناينتينث"، وكيف يمكن لقصة مثل قصة تايلور أن تكون قصة تستحق أن تُنشَر على الموقع؟ 

فالنجمة بالنسبة إلي كانت تشير إلى أن "الجندر" هو أحد تلك المتغيرات التي تفسّر ضعف الاهتمام بقصة تايلور، بالإضافة طبعا إلى عدم وجود مقاطع فيديو ولا صور توضح ما حصل معها. 

صحيح أن مقاطع الفيديو تضمَنُ عادة توليد قدر أعلى من الاهتمام والتفاعل؛ لما تمثله من أدلة تزيد من مصداقية القصّة وتأثيرها، وأنها تحدث بالفعل. لكن في قصة تايلور، اجتمع كونها امرأة، مع حقيقة أنها سوداء، وأن قصتها لم تحصد أي تفاعل معها بسبب عدم توفر ما يوثّق الجريمة التي وقعت عليها. وهذا كلّه أقنعني بضرورة تناول قصتها، وهو ما حصل في نهاية المطاف، وترتّب عليه زيادة الاهتمام بقصة تايلور وتصدرها في وسوم رواد وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة. 

حصل التقرير الذي نشرناه في الموقع حول القصّة، بصفته أول تقرير يُكتَب عمّا حدث مع تايلور في الصحافة الوطنية، كان على قدر كبير من التفاعل والانتباه بين كثير من الناس؛ فراج الحديث عمّا حدث، وتزايد الفضول بشأن تلك الفتاة. وكل ذلك كان متسقا مع مهمتنا في الموقع، وبدا ما فعلناه ذا أهميّة وأثر. ولا يمكن بالطبع هنا إنكار أن القصّة الصحفية برمّتها أتت بالأساس ثمرةً لبناء المصادر لدى الصحفي، وهو ما تسنى لي القيام به عبر فترة طويلة من العمل في الميدان. 

 

تغطية العنصرية 

كانت مشاركة باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية هي ما جعل محرر الأخبار أكثر حساسية لموضوع العرق في التغطية الإخبارية، وأنه محرِّك قد يثير الاهتمام بالمحتوى الذي يقدمونه لقرائهم. إلا أنهم أساؤوا التقدير، حين صدّق بعضهم أسطورة "ما بعد العنصرية"، وأن انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة يدلّ على نهاية هذه المسألة أمريكيا. لكنّنا في الواقع نعرف تماما الآن، أن ما حصل مع أوباما قد أطلق موجة من الوعي بمعضلة جوهرية مسكوت عنها منذ وقت طويل، حتى قبل الانتخابات. 

وحتى قبل أن أتولى بشكل رسمي مهامي بصفتي كاتبة عن الشؤون العِرْقية على المستوى الوطني في الولايات المتحدة مع الأسوشيتد برس، تشكّل لدي اعتقاد بأن العرق مسألة غير محسومة بعد في هذه التجربة الديمقراطية، وأنها سمة أساسية للحياة الأمريكية، وعصب مركزي في العمل الصحفي؛ لأنها تكاد تمسّ كل جوانب الحياة. ومع ذلك لم أشعر أن تلك التغطية ستصنّفني في خانة معينة، أو أنّها ستؤثر على مسيرتي المهنية سلبا بشكل أو بآخر. 

أما الآن، فأشعر في عملي كصحفية سياسية، بأنه من الأسهل تعلم تغطية الشأن السياسي مقارنة بتغطية قضايا العنصرية، وهذا أمر يمكن ملاحظته أثناء متابعة التغطية السياسية؛ فمعظم هؤلاء الناس ليست لديهم أي فكرة عما يجب عليهم النظر إليه عند التعامل مع سؤال العرق وتمظهراته في القضايا السياسية، برغم مركزية هذه القصّة في الوقت الحاضر. 

إلا أني لم أتردد يوما في تبني زاوية النظر هذه، وربما يعود ذلك إلى الدافع الذي جعلني أختار هذا العمل في الصحافة في المقام الأول؛ فقد بدأت مسيرتي في أطلنطا، مع مجلة "أطلنطا ديلي وورلد" الأسبوعية، وكنت ما أزال حينئذ طالبة في الجامعة، أبحث عن فرصة لاكتساب خبرة عملية. توجهت إلى المجلة وقلت لهم إنني قادرة على المساعدة، فوافقوا مباشرة وقالوا لي: "هل يمكن أن تبدئي اليوم؟" وافقت بالطبع، وتعلمت في ذلك العام الذي قضيته هناك أن قصصنا كانت مهمّة. 

إن الكتابة عن السود تتمثل في تناول شؤونهم العامة في نطاق واسع من القضايا، وليس مجرد تناول أخبار الحوادث المأساوية أو تسليط الضوء على ما هو سلبي وحسب، بل معالجة مختلف شؤون حياتهم. وتصدُّرُ قصصهم الصفحة الأولى في تلك الصحيفة، علَّمني بأن قصصنا لها أهمية وذات معنى، وأن تناولها ومعالجتها صحفيا لا يحتاج تسويغا استثنائيا. 

هذا كان ديدني طوال مسيرتي المهنية، وقد حصدتُ فائدة كبيرة من وراء ذلك. ثم بعد سنوات عديدة، حظيتُ بهذه الفرصة لأكون ضمن فريق "ذا ناينتينث"، وأتيحت لي للمرة الأولى ترف التفكير في الجندر بنفس الطريقة التي أفكر بها بالعرق. 

حين نتحدث عن النسوية، وكيف أنها نطاق اهتمام وانشغال النساء البيض، فإن ذلك عائد إلى أنهنّ (أي النساء البيض) لا ينشغلن بالتفكير بمسألة العرق كثيرا؛ فينصَبّ تركيزهن على مسألة الجندر، إلى حدّ أن تصبح عدسة ثقيلة لرؤية الأشياء من خلالها. 

أما بالنسبة لي، فقد أمضيتُ حيزا كبيرا من حياتي وعملي وأنا أحاول التفكير بمعنى أن تكون أسود في أمريكا، إلا أن الأمر تضاعف الآن، بإضافة مسألة الجندر، ومعنى أن تكوني امرأة في أمريكا، ثم الورطة الكبرى، بأن تكوني امرأة سوداء في أمريكا! 

 

أهمية التمثيل الشمولي في غرفة الأخبار 

التجربة في العمل مع "ذا ناينتينث" وبناء هذا الموقع رسّخت لديّ مدى أهمية التمثيل؛ حيث كنا بفضل الوعي بهذا المعيار قادرين على خلق فِرَق عملٍ أكثر تنوعا من الصحفيين السياسيين مقارنة بمعظم المشاريع الأخرى. ولم تمض تسعة شهور على عمر الموقع حتى صار عدد الفريق أكثر من 24 صحفيا وصحفية، بعد أن بدأنا بفريق صغير من تسعة أفراد فقط. 

كما توسعنا بشكل خاص خلال فترة الجائحة، وتمكنا من أداء مهامنا بفضل فريق أكثر تنوعا، ويُعدّ النجاح في ذلك دليلا إضافيا على أنه لا شيء يحول دون تحقيق شرط التنوّع في التغطية الصحفية؛ فهؤلاء الأشخاص موجودون من حولنا وبوفرة أيضا، وإمكانية التواصل معهم والوصول إليهم متاحة، ولا يمكن التذرع بأي حجة لتغييب هذا التنوع.

كما أننا كثيرا ما نسمع أشخاصا يقولون إنهم يجدون أنفسهم في هذه التغطية، بمعنى أنهم يجدون تعبيرا عن أنفسهم من خلالها، وإن صوتهم حاضر في الحوارات التي نخوضها والاتجاهات التي نود أن نسلكها، على نحو لم يجدوه في وسائل إعلام أكثر عراقة وأكثر تسيّدًا.  يعني لنا ذلك الكثير؛ لأن هذا أحد أسباب وجودنا، خاصة أن شبكة مراسلينا لا تتركز في واشنطن وحسب، بل تتوزع في مختلف أرجاء البلاد. 

ينعكس هذا التنوع إيجابا على وجهة النظر في عملنا الصحفي، وأعتقد أن جزءا من ذلك يتعلق كذلك بمعرفة القيمة في تجارب الناس وتقدير أهميتها للصحفي. 

 

أفكار حول التمويل 

بالنسبة لنماذج التمويل، فإننا في "ذا ناينتينث" نؤمن بنموذج العمل غير الربحي بالنسبة لغرف الأخبار، ونشعر أن هذا هو المستقبل. لقد منحنا ذلك بعض المرونة والقدرة على التأقلم السريع وتطوير قدرتنا على استغلال الدعم المالي المتوفر لصالح غرفة الأخبار. 

تجاوزنا التوقعات فيما يخص الدعم الذي تمكنا من تحصيله من عدد من الجهات الخاصة والخيرية، إضافة إلى التبرعات السخية الصغيرة من بعض الأفراد الذين لديهم إيمان بما نفعل ويرغبون في دعم الصحافة التي نمارسها. وقد كنا واضحين منذ البداية بأن عملنا الصحفي متاح للجميع مجانا للراغبين بقراءته أو بإعادة نشره. 

إلا أن هذا لا يمكن أن يحصل من دون دعم من شبكة من الممولين الذين حرصنا على التواصل معهم منذ اليوم الأول، كما أنّه لدينا دعم من بعض الشركات، إلا أنه ليس مصدر تمويل رئيسا يمكن الاكتفاء به. ولم يكن التمويل ليكون بهذه الوفرة لولا الظروف التي فرضتها الجائحة. 

 

حول ممارسة التنوع والمساواة والشمول 

عرفنا مبكرا الوصفة اللازمة من أجل تعزيز التنوّع في التغطية وفي غرف الأخبار. وقد أوضحت لجنة كيرنر جميع ما يلزم في هذا الصدد، وعلينا أن نعيد الاهتمام بتلك الوثيقة من جديد، ونلتزم بالتوصيات التي اشتملت عليها، وهي نقطة انطلاقة مهمّة لكل معنيّ بمسألة التنوّع. 

العنصر الأساسي هنا هو وجود الرغبة والعزم الصادق على تحقيق التنوع. أعتقد في هذا السياق مثلا أن ما تقوم به صحيفة لوس أنجلوس تايمز لافت ويستحق التعلّم منه؛ إذ يبدو أنهم يتعاملون مع المسألة بشكل جدي؛ فمديرة مكتب الصحيفة في واشنطن حاليا هي كيمبريل كيلي، وهي من أصول أفريقية، وهذا أمر في غاية الأهمية. 

كما نشرت الصحيفة مؤخرا سلسلة ضخمة تتناول المسألة العرقية، حيث تحلل الصحيفة أرشيف تغطيتها في السابق ومقاربتها لهذا العمل، إضافة إلى كواليس وثقافة غرف الأخبار فيها، وهذه خطوة بالغة الأهمية في مسيرة الصحيفة، ومن المهم كذلك أن تدرك غرف الأخبار أن هذه مسيرة بالفعل. 

وأودّ أن أنوّه هنا إلى خطورة أن يتسلل إلى الزملاء في هذا المجال ما يمكن أن أصفه بـ "إعياء الوعي العرقي"، حيث يصل الصحفي بعد اهتمام استمر ثلاثة شهور مثلا إلى مرحلة من التعب، يقول عندئذ إن الأمر صعب ولا يمكن تداركه، وإن من المستحيل الاستمرار في هذه المسيرة. إن كنا جادين حقا في معالجة هذا الواقع، فعلينا أن نعترف بأننا جميعنا ما زلنا في بداية رحلة العلاج، وأن الأمر لا يتعلق بنشر تغطية ما في فترة من العام، ثم التعامل مع ذلك بصفته مسوغا للتوقف عن الاهتمام بالأسئلة الصعبة المتعلقة بالتنوع. 

لا بد أن يكون العمل متواصلا على هذه الجبهة وفق التزام عميق وثابت، يبدأ من الاعتراف الصادق بحجم المشكلة، والتواصل مع الفئات المهمشة في غرف الأخبار على مستوى الكوادر والتغطية. فإن لم يكن في فريقك التنوع الكافي، فعليك أن تسأل نفسك عن السبب الذي يمنع من تحقيق ذلك، وما الخطوات التي ستتخذها من أجل تدارك الأمر. 

لا يعني ذلك بالطبع أن نعمد إلى تسريح الزملاء البيض ونفصلهم من العمل. بل المطلوب هو أن تكون صريحا بشأن الالتزام بتوظيف المزيد من الصحفيين والصحفيات من خلفيات متنوعة، وإضافة أشخاص إلى كادر العمل لتعزيز التنوع بما يعكس حقيقة المجتمع الذي نعيش فيه، وهذا هو التحدّي الأساسي. 

كثيرا ما أجد نفسي أقول "علينا أن نتذكر ضرورة إعادة التفكير بالهويّة "البيضاء" ووضعها باستمرار تحت طائلة المساءلة النقدية في هذا العصر. علينا أن نسأل أنفسنا، ما الذي يعنيه أن تكون مواطنا أبيض في أمريكا الآن؟ وأن نعرض الحقائق كاملة فيما يخصّ المسألة. 

وكثيرا ما أتلقى استفسارات من صحفيين بيض يسألونني عمّا إذا كان يجدر بهم تغطية قصص معينة في مجتمعات ملونة، فأقول لهم: إن كنتم مهتمين بمسألة العرق، فلم لا تبدؤون من مجتمعاتكم؟ فثمة الكثير من القصص التي يمكن أن تخرجوا بها لو أردتم تسليط الضوء على هذا الموضوع.

هذا خيار تحريري يلزم غرف الأخبار أن تبدأ بالتفكير به، دون الاقتصار على المجموعات المتطرفة، بل مجمل البيض، ورأيهم في هذه الديمقراطية وكيفية أثرها عليهم وعلى سلوكهم في المجتمع وتعاطيهم مع المختلف فيه. 

 

عن الوصول إلى جميع النساء 

نلتزم في "ذا ناينتينث*" بمحاولة أن نكون صوتا لجميع النساء، من مختلف الأطياف والتوجهات والخلفيات، ولا سيما من نعتقد أنهنّ حريصات على الانخراط الصادق في حوارات بناءة بشأن هذه الديمقراطية. 

ثمة من يتخذون مواقف متطرفة بطبيعة الحال، ولسنا معنيين بهؤلاء؛ لأنه مهما كانت القصص التي نكتبها متنوعة، ومهما حاولنا العناية بالتنوع والشمولية، فإن هذه الفئة من الأشخاص ستبقى عصية على الإقناع والحوار الإيجابي، ونقر بهذا من منطلق واقعيّ. 

ما نؤمن به أننا حريصون، كلّ الحرص، على الوصول إلى جميع من هم خارج لعبة الاستقطاب المتطرف من كلا طرفي الطيف، وهذا الحرص هو ما نشعر بأنه ضائع على المستوى العام، في ديمقراطيتنا، كما هو ضائع في عالم الصحافة. 

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023