لماذا يلزمنا اليوم إعادة النظر في مفهوم "الموضوعية"؟

تُرجم هذا المقال بالتعاون مع نيمان ريبورتس-جامعة هارفارد.   

تعدّ تغطية صحيفة نيويورك تايمز للشقاق الداخلي في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) من الأمثلة الواضحة على عبثية التشبّث بمفهوم "الموضوعية"، ويمكن أن نناقش هذه القصّة بالتوازي مع الجدل الدائر حول التعديل الأول للدستور الأمريكي، والنضال المتواصل من أجل المساواة داخل غرف الأخبار في الولايات المتحدة.

تلك القصّة لم تكن موضوعية، بل تم تأطيرها وفق وجهة نظر تقليدية، ومع ذلك فليس ذلك انتقادًا لها.

شخصيًا لم أكتب أي شيء يمكن أن يوصف بأنه "موضوعي"، رغم أنني أمضيت مسيرتي المهنية وأنا أحاول الالتزام بالإنصاف والدقة بالقدر المتاح لي ذهنيًا على المستوى العملي.

وهذا تمامًا ما ينطبق عليك في أي شيء أقدمت على كتابته، باعتبار أنه بالضرورة قد رشح عبر ذهنك المتفرّد بانطباعاته وتحيزاته.

نحن نعترف بهذه الحقيقة عبر تخصيص قسم نطلق عليه "مقالات الرأي"، وهو ما لا يسري على القسم الذي تنشر فيه "الأخبار الصرفة"، رغم أن ما أكتبه بهذه المساحة يشبه ما فعلته حين كنت مراسلًا مختصًا بالشؤون العقارية ومحررًا لقسم الأعمال، وهو مشابه أيضًا لعملي في التحقيقات الصحفية، حين أجريت تحقيقًا استقصائيًا حول دائرة الخدمات الاجتماعية في ولاية كارولينا الجنوبية.

ففي كل هذه الظروف، تعيّن علي دومًا أن أتخذ قرارات بشأن ما يلزم إيلاؤه الأولوية في التفكير، وأي المصادر يجب السعي وراءها، وأيها يجدر بي تجاهلها. هل كان عليّ مثلًا أن أخبر القراء بأن زيادة بنسبة 10% في مبيعات المنازل سنويًا هو أمرٌ إيجابي أو ظاهرة يجدر القلق بشأنها؟ كان علي أن أحدد السياق الذي يضمن مساعدة القراء على استنباط معنى من تلك الأرقام، دون تجاهل أن صحفيًا آخر قد يتوصّل إلى نتيجة مختلفة تمامًا بالاستناد إلى البيانات نفسها.

العنصر الأساس والثابت في منهجي في تدريس الصحافة والعمل الاستقصائي والتحرير والكتابة، سواء مقالات الرأي أو الأخبار الصرفة، هو التفكير النقدي، والذي أعدّه الركن الركين في الممارسة الصحفية المحترمة. لذلك، فإن كل شيء كتبته على المستوى العملي، يندرج بشكل أو بآخر تحت تصنيف مقالات الرأي. فعلى الرغم من اعتمادي على الحقائق الموضوعية قدر ما وسعني ذلك، فإن الإطار الذي أوظّف فيه تلك الحقائق هو ما يشكّل المعنى والرسالة التي تؤديها.

لنعد إلى مقال نيويورك تايمز، يبدأ المقال بقصّة حول مأدبة غداء أقيمت احتفاءً بالمسيرة المهنية لمحامٍ مرموق في الاتحاد الأمريكي للحقوق المدنية، وهو ديفيد غولدبيرغر، إلا أن ذلك الاحتفال سرعان ما تحوّل إلى مناسبة للتظلّم، في نظر غولدبيرغر نفسه على الأقل. فهذا الرجل اليهودي الذي دافع عن حق التعبير للنازيين في السبعينات، أساءه موقف زملائه الذين رأوا من السائغ أن يمتنع محامو الاتحاد عن تبرير "خطاب الكراهية". وقال غولدبيرغر في مقابلة مع المراسل مايكل باول: "تولد لدي شعور بأن فريق الاتحاد كانوا أكثر حرصًا على الاصطفاف مع التقدميين، ولو على حساب المبادئ". وأضاف: "إن الليبراليين قد تركوا التعديل الأول وراء ظهورهم".

منحت نيويورك تايمز الصدارة لصوت غولدبيرغر، في مقال يلمّح عنوانه إلى أن الاتحاد يعيد النظر في موقفه إزاء التعديل الأول للدستور، جاء فيه: " بعد أن كان حصنًا منيعًا لحرية التعبير، الاتحاد يواجه أزمة هويّة". ومن المعلوم أنه يندر أن تجد عناوين تعبّر بدقة عن وجهة النظر التي يعرضها المقال، إلا أنها مع ذلك كانت كفيلة بالإيحاء بالموقف الذي يتخذه كاتبها. فعبارة "بعد أن كان حصنًا لحرية التعبير"، واضحة ولا تحتمل التأويل.

فهل يقصد الكاتب أن الاتحاد لم يعد حصنًا لحرية التعبير؟

من وجهة نظر تقليدية، الاتحاد ليس كذلك، أو لن يكون كذلك على المدى القريب. فالصورة التي تشكلت عن الاتحاد هو أنه يدافع عن الحق في التعبير للأفراد الذين يتبنون آراء منفرة للغاية، وهو الموقف الذي يمثله غولدبيرغر في المقال. وبالرغم من سلامة المقاربة، إلا أنها ليست الوحيدة الممكنة في صحتها.

لقد اشتملت القصّة على آراء تقع على طرفي نقيض، من بينها وجهة النظر التي مثلها دينيس باركر، والذي أشرف على برنامج الاتحاد للعدالة العرقية حتى غادره عام 2018. جادل باركر بأن الحماية التي يوفرها التعديل الأول "موزعة بشكل غير منصف بين الناس بحسب ما يتمتعون به من سلطة وامتيازات".

نحن نصف ذلك بالصحافة الجيدة، لأنها صحافة جيدة بالفعل، بما فيها من تمثيل لمختلف الآراء ونقل الحقائق بالقدر الأعلى من الدقة. ومع ذلك، فإن المقال في عرضه للآراء الأخرى، كان قد حدّد المعنى المقبول للالتزام بحرية التعبير من وجهة النظر التقليدية، والتي تشمل الدفاع حتى عن الآراء المنفرة الصادرة عن مجموعات الكراهية ولو تسبب بأذى للآخرين، لأن في ذلك حماية لحقوق الجميع بحسب وجهة النظر تلك.

وبعنوان كهذا، فإنه من السذاجة أن ننتظر من القارئ أن يمنح نفس القدر من الاعتبار لأي تعريف آخر سوى ما اختار الكاتب والمحرر تصدير المقال به، وذلك عبر قصّة توضّح المنطلق الذي يقوم عليه المقال بأكمله.

وأكرر القول هنا بأن ذلك ليس انتقاصًا من المقال، وإنما ملاحظة ترى أن "الموضوعية" في هذه الحالة، كما في جميع الحالات، ليست سوى سلسلة من الخيارات التي يتخذها أفراد غير منفصلين عن طبيعتهم البشرية التي تقتضي التأثر بالخلفية والتحيزات والتفضيلات في كل فعل وقول ووجهة نظر.

وحتى صياغة الأخبار الصرفة من صحفيين حرفيين أمر غير مستثنى من هذه الحقيقة.

فلننظر إلى هذه الفقرة: ما يزال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية يتحدى قوانين السريّة الحكومية والرقابة دفاعًا عن المبلّغين عن التجاوزات. فالاتحاد يخصص قدرًا كبيرًا من الموارد من أجل مراجعة القوانين المفروضة في عدد من الولايات، والتي وضعت من أجل حظر أو تقييد النقاشات المتعلقة بالنظرية العرقية النقدية، ومشروع 1619 الخاص بإرث العبودية، والإجراءات المناهضة للعنصرية. كيف يمكن أن يتسق هذا الكلام مع الادعاء القائل: "بعد أن كان الاتحاد حصنًا منيعًا لحرية التعبير"؟

وعلى افتراض أن الكاتب والمحرر قاما بما يلزم على مستوى البحث والمقابلات والتفكير النقدي أثناء إعداد تلك القصة الصحفية، فإن الخيارات التي أقدما عليها قد تكون هي التمثيل الأكثر دقّة لرأيهما عن القضية. فليس مستبعدًا أن يكونا قد انطلقا من وجهة نظر تقليدية حتى قبل اتخاذ قرار بالعمل على القصة وطرح الأسئلة المبدئية بشأنها.

كان بإمكان الكاتب ومحرره أن يبدآ مثلًا بقصة أخرى، كتلك الواردة في تغريدة أرسلها مكتب الاتحاد في أوهايو بعد قيام شرطي بإطلاق النار على فتاة تبلغ 16 عامًا، واتهمت شرطة المدينة بقتلها.

أو كان يمكن إدراج القصة إلى جانب قصّة غولدبيرغر، وترك التقدير للقارئ لتحديد أي القصتين تعبر عن موقف الاتحاد من حرية التعبير: دفاعه عن حق النازيين في التعبير عن الرأي، أو عن حق أحد فروع الاتحاد بالتعبير عن الأسى لمقتل فتاة سوداء في سياق نقاش وطني عام حول استهداف الشرطة للسود؟

حادثة إطلاق النار تلك، والتي جرى تسويغها بالنظر إلى أن الفتاة كادت تطعن فتاة أخرى خلال عراك بينهما، تسلط الضوء على ديناميكيات السلطة المجتمعية التي عادة ما تحدد من يحق له من الأمريكيين الاستفادة من أشكال الحماية بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي. فلو كان لدى الاتحاد التزام بالدفاع عن حقوق النازيين للتعبير عن آرائهم المقززة تجاه مجموعات مهمشة، فهل يكون لديه ذات الالتزام بالدفاع عن حقوق محاميه بنشر تغريدات جريئة حتى لو كانت تتعارض مع وجهة النظر السائدة لدى بعض محامي المؤسسة بخصوص تعريف حرية التعبير؟

كان بالإمكان نسج رابط بين القصتين للتعبير عن هذا التجاذب، بل والحديث ربما عن أنّه مقصود، نظرًا إلى أن النضال من أجل المساواة هو أحد أوجه الدفاع عن حرية التعبير. وكان يمكن للمقال في فقرة جوهرية منه أن يقول بوضوح إن الاتحاد مؤسسة ينتسب إليها ناشطون من مشارب مختلفة، وإنها ملتزمة بالتعددية كما هو جليّ في مقاربتها الواسعة للدفاع عن حرية التعبير. إلا أن هذه المقاربة كانت ستثير امتعاض التقليديين الذين يرون أن الأولوية لا بدّ أن تبقى محصورة في وجهة نظرهم، كما كانت دومًا على مدى وجود المؤسسة.

ولست أقترح هنا أن ذلك ما كان يجب على كاتب المقال القيام به، وإنما أقول إن المقال كان سيظل بنفس المستوى من "الموضوعية" في تلك الحالة.

إن العجز عن النظر إلى هذه الخيارات وإمكانية التعامل معها ناجم عن تلك "النقاط العمياء" لدى أي فرد منّا، وهي مسألة عمّت بها البلوى داخل غرف الأخبار، بسبب السيطرة المعيارية للآراء التقليدية، والتي يشعر من يدافع عنها بالتهديد في حال اقترح أحدهم مخالفتها، وكأنّ في الأمر دعوة إلى خفض المعايير المهنية، بدل أن يعتبر ذلك مؤشرًا لضرورة إعادة النظر بها.

صحيح أن المعايير التقليدية السائدة، كتلك التي تفضّل الموضوعية كمعيار راسخ في التقليد الصحفي منذ عقود، هي الخيار الأسلم الذي يجب الالتزام به في بعض الحالات، أو لعلها كانت كذلك خلال فترة لم تعد شروطها قائمة، وهو ما يعني ضرورة الانفتاح على طرق جديدة للتفكير. ولاختبار هذا الافتراض علينا أن نسأل أنفسنا من جديد، ما الذي نعنيه بمفهوم "حرية التعبير"؟ وما التعريف السائد له، ولماذا صار سائدًا؟

كثيرًا ما تتغيّر المحظورات وتصبح ضرورات، والتقليد ليس مبدأ في ذاته، وهو ما يستلزم ضرورة توخي الدقة عند صياغة القصص الصحفية بالانطلاق من تقاليد يتم التعامل معها على أنّها مبادئ معيارية.

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023