لماذا تدريس صحافة البيانات؟ الإجابات السهلة والصعبة

عندما أسأل طلبتي بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار في تونس عن طموحاتهم المستقبلية، أسمع إجابات من قبيل: أريد أن أصبح "مذيعا تلفزيونيا"، أو "مراسلا حربيا"، أو "صحفيا رياضيا إذاعيا"، وحتى "محللا سياسيا" في بعض المرات. الكاميرا تسحرهم، ومن لا يحبون الكاميرا، يفضلون الراديو، والبعض تغريهم الصحافة المكتوبة.

الصحافة كما يرونها تكون أمام الكاميرا أو الميكروفون، لا أحد يحلم بأن يقضي جزءا كبيرا من وقته وراء الحاسوب قصد التعامل مع عدد كبير من الأرقام أو المُدخلات. يبدو ذلك مرهقا ولا علاقة له بالعمل الصحفي، ولا يقارَن بالصورة المبهرة للمذيعة الأنيقة التي تحاور سياسيا بذكاء، ولا بمراسل تحت المطر ينقل مطالب المحتجين.

لا يعني ذلك أن ثمة مشكلة في أن يصبحوا مقدمي برامج أو مراسلين أو إعلاميين معروفين، بالعكس هذا شيء رائع! ولكن هذه هي الأمور التي تدفعهم إلى اختيار الصحافة، وليس العمل مع البيانات أو حتى تحويل الأرقام إلى مواد بصرية، فتلك مسائل معقدة لا نملك لها الوقت وقد لا يهتم بها الجمهور، هكذا يقول بعضهم.

الاهتمام بتدريس صحافة البيانات في عدد من الجامعات العربية يعد بحد ذاته مؤشرا مهما على تأقلمها مع حاجيات سوق العمل وتطور الممارسة الصحفية في العالم. كنتُ أكثر قربا بطبيعة الحال من واقع تدريس صحافة البيانات بمعهد الصحافة في تونس، وبحسب مديرة المعهد الدكتورة حميدة البور، بدأ التفكير في اعتماد صحافة البيانات منذ موسم 2013-2014، وتم الاتجاه إلى تنظيم دورات تدريبية وورش خاصة بها أو تدرَّس ضمن مواد أخرى. بعدها، تطوّر الأمر إلى حد اعتمادها مادة منفصلة. 

حاولت أيضا أن أجمع معلومات حول تدريس صحافة البيانات في العالم العربي. هناك كثير من التجارب المهمة التي تحاول أن تتأقلم مع تطور الصحافة في العالم وتغيّر حاجيات السوق. في مصر حيث تشق عدد من المؤسسات الإعلامية طريقها في مجال صحافة البيانات، بدت الحاجة إلى التكوين في هذا المجال ضرورية، وانطلق دبلوم الإعلام الرقمي باللغة العربية في يناير/كانون الثاني 2019، وتدريس صحافة البيانات ضمنها في يونيو/حزيران من العام نفسه. 

لقد انطلق تصميم المواد من حاجيات السوق في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وأيضا نتيجة وجود نقص كبير في تدريس صحافة البيانات بكليات الإعلام التي تمت دراستها عند تصميم الدبلوم، حسبما تخبرنا دينا سعد المديرة المشاركة للتنمية المهنية بمركز "كمال أدهم" للصحافة التلفزيونية والرقمية في الجامعة الأميركية بالقاهرة. ويستهدف دبلوم الإعلام الرقمي خريجي الجامعات بتقدير جيد أو أكثر، أو من لديهم خبرة مهنية لسنتين على الأقل إذا كان التقدير دون الجيد.

كما يُدرّس تخصص صحافة البيانات في عدد من الجامعات اللبنانية مثل كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية التي تُعنى بعلم البيانات. الجزائر أيضا خاضت التجربة، فرغم أنها لا تدرس اليوم صحافة البيانات كتخصص قائم الذات، فإنها أدخلت مساق الصحافة العلمية بين عامي 2010 و2017 لطلاب الماجستير.

في هذا السياق، يؤكد أستاذ الإعلام في جامعة مستغانم، الدكتور العربي بوعمامة أنه "ثمة دورات تدريبية وورش عن الصحافة الإلكترونية والورقية تنظم لطلاب الماجستير. وقد تم تنظيم نحو أربع ورش تهتم بصحافة البيانات، أملتها بداية اهتمام الإعلام الجزائري بهذا النمط الجديد من الصحافة".

 

لماذا نُدرس صحافة البيانات؟

 

طوال سنوات، درّستُ اختصاصات مختلفة في معهد الصحافة بتونس، منها تصميم البيانات لطلبة الماجستير المهني في الصحافة الاستقصائية. ومنذ يناير/كانون الثاني 2020، شرعت في تدريس مادة الإعلام وصحافة البيانات لطلبة السنة الثالثة إجازة أساسية في علوم الإعلام والاتصال. كانت بطبيعة الحال تجربة فريدة في ظل التغيرات التي فرضتها علينا الجائحة، ولكن ذلك هو الاستثناء، أما القاعدة فهي أنني كنت أعرف أن تدريس صحافة البيانات ليس أمرا سهلا.

لا شك أنني استمعت في أكثر من مناسبة إلى ردود فعل -كانت متوقعة- منها "ليس لهذا دخلتُ معهد الصحافة". باختصار، الصحفي -في نظرهم- إما يقف أمام الكاميرا أو يتحدث عبر الميكروفون أو يكتب ورقيا أو إلكترونيا. الصحفي لا يعمل على برنامج مايكروسوفت إكسل، وليس عليه أن يعرف كيف يتعامل بشكل متقدم مع الحاسوب، لأنه ليس مبرمِجا ولا خبيرا في تصميم الغرافيك. 

عندما أسأل عن الاهتمام بالرياضيات، قلة قليلة في القاعة كانوا ممن درسوا في هذه الشعبة خلال المرحلة الثانوية (حتى أنا درستُ في شعبة الآداب)، ولكن المشكلة لا تكمن في معرفتك بالرياضيات من عدمها، وإنما في الخوف المبالغ فيه منها. أما عندما كنت أسألهم -في حصص متقدمة- إن كانوا يفكرون أن يصبحوا صحفيي بيانات، كان البعض منهم متحمسا جدا.

ولكن التجربة لا تخلو دائما من التحديات، ففي السنة الماضية درست نحو 40 طالبا، وهذه السنة سأدرس صحافة البيانات لطلاب جدد، ومن المهم مع كل درس أن نحدد أهدافنا من هذه الدراسة، فلماذا ندرس صحافة البيانات؟ لدي إجابات سريعة مثل:

  • هي تخصص مطلوب اليوم. 
  • صحفيو البيانات مطلوبون أكثر من غيرهم في سوق العمل.
  • نعيش عصر البيانات التي أصبحت متاحة أكثر من ذي قبل.
  • هناك أدوات كثيرة مفتوحة المصدر متوفرة للتعامل مع البيانات.

ولكن، هل يعني ذلك أن كل من يدرس مادة صحافة البيانات في الجامعة سيصبح صحفيّ بيانات؟ أعتقد أن هذا الأمر ليس هو الهدف الحقيقي، وأن الإجابة هي أن يعرفوا وفقط.

في النهاية، الأهداف من تدريس صحافة البيانات في الجامعة متعددة، أولها من وجهة نظري هو التعرف على عالم البيانات وكيفية توظيفها في الصحافة، سواء أصبحنا صحفيي بيانات أو كانت البيانات من بين المصادر والأدوات التي نعتمدها في قصصنا. وثانيها أن نتمكن من تجاوز كل الحواجز التي يمكن أن تعترض طريقنا -تقنية كانت أم علمية- حتى نصل إلى القصة.  

 

تدريس صحافة البيانات ليس سهلا

أذكر أنني كنت أحب مادة الرياضيات في الثانوية، خاصة تمارين البحث عن المجهول "إكس"، وكلما كانت المعادلات أصعب كان التمرين أكثر تشويقا. ولكن صعوبة تدريس صحافة البيانات لا تكمن في كون البيانات أو الأرقام أمرا مخيفا، وإنما في كونك ستواجه تحديات عدة عليك تجاوزُها، وأنت تُدرك جيدا أن الهدف ليس تدريس علم الإحصاء أو تصميم الغرافيك، بل الصحافة. 

 

هذه بعض الدروس التي تعلمتها:

  • نحن جميعا مختلفون
    لا يملك الطلبة نفس المستوى في المهارات المطلوبة في صحافة البيانات، فبعضهم يملكون معرفة محدودة باستخدام الحاسوب، وآخرون يمقتون الأرقام، وربما يتخوفون منها. ولكن حتى لو لم يمكّنّا ذلك في أحيان عديدة من التعمق أكثر في بعض المحاور، فمن المهم أن نعرف أن هدف الدراسة ليس أن نصبح أفضل صحفيي بيانات في العالم، بل أن نتجاوز هذه المخاوف ونتغلب عليها. بمجرد أن نتعرف ونتصالح مع هذه المخاوف والنواقص، يصبح استيعاب المعارف أسهل.
    علينا أن نعرف أيضا أن الخوف من البيانات والرياضيات (Dataphobia & Math aversion) مشكلة تواجه أساتذة صحافة البيانات حول العالم (Bradshaw, 2018; Graham, 2018; Hannis, 2018)، وأنها ستكون حاضرة في كل حصة أولى من أي درس صحافة بيانات، لذا من المهم أن نتجاوزها منذ البداية. فليس هذا درس رياضيات أو إحصاء، بل هو درس في الصحافة. ولكن عندما ندرس صحافة البيانات، سنطوّر عديد المهارات الأخرى التي قد لا تكون موجودة عند طالب الصحافة، وذلك جزء من التحدي: بعض المهارات الرياضية والإحصائية هنا، وبعض مهارات تصميم الغرافيك هناك، إلى جانب بعض المهارات الحاسوبية… إلخ يجب أن ننجح في أن يرى الطالب أن في الأمر فرصا أكثر من العقبات.
     
  • البيانات ليست صادقة دائما
    ما إن نتجاوز الخوف من البيانات، حتى تصادفنا الخشية من الوقوع في المشكلة المقابلة، وهي الوثوق في البيانات بشكل مبالغ فيه، أو "Data-ism" كما يسميها ديفيد بروكس صحفي "نيويورك تايمز" والمحاضر بجامعة "يال" حتى العام 2018، ويقصِد بها الافتراضات الثقافية المرتبطة بالنفاذ إلى البيانات، والتي تقوم على منطق أن هذه البيانات هي بمثابة "عدسة شفافة وموثوقة" يمكن من خلالها أن نتخلص من كل ما يلوث الحقيقة، سواء من المشاعر أو الأيديولوجيا، وحتى أن نتنبأ بالمستقبل، وهو ما ينتقده بشدة.
     
  • من يأتي أولا: البيانات أم القصة؟
    من الأسئلة التي يمكن طرحها عند تدريس صحافة البيانات: من أين نبدأ؟ هل نبدأ بالبيانات ثم ننتهي إلى تصميمها أو نقلب الآية؟ خلال السنة الماضية، بدأت بشكل تدريجي من البيانات إلى التصميم، ولكنني قررت في منتصف السداسي أن أدخل بعض التغييرات على هذا المنحى، ماذا لو عرّفتهم على النهاية قبل أن نواصل التدرج في تعاملنا مع البيانات؟ ربما قد يحمسهم ذلك أكثر، فالسرد القصصي أمر يعرفونه وشعورهم بأن ما نقوم به لا ينتمي إلى علوم البيانات بل إلى الصحافة؛ قد يكون فكرة جيدة. في الحقيقة، يلجأ إلى هذا الأسلوب عدد من أساتذة صحافة البيانات حول العالم.
     
  • قاعة الدرس ليست غرفة أخبار
    لا يمكن أن تكون قاعة الدرس قاعة أخبار، يمكن أن تكون شبيهة بها أو نحاول إعادة إنتاج التجربة، ولكن هناك اختلافات عميقة، فما يُنتج في قاعة الدرس يهدف إلى خدمة هدف بيداغوجي هو التعلم، بينما هدف ما يُنتج في قاعة الأخبار هو النشر. ومن الطبيعي أيضا أن تكون هناك فجوة بين ما يحدث خارج قاعة الدرس وما يحدث داخلها، فمثلما يقول الصحفي وأستاذ صحافة البيانات بول برادشو: مهما طورنا من محتويات درس صحافة البيانات وأسلوبه، فلا يمكنه أن ينافس التطور المستمر الذي يعرفه اختصاص صحافة البيانات على أرض الواقع. هناك دائما أدوات جديدة ومناهج جديدة وتقنيات متحولة. ولكن يبقى المهم أن يتمكن الطالب من المفاتيح التي تخوّله استخدام البيانات وتوظيفها في القصص الصحفية، أو بناء قصة كاملة حولها وعرضها بصريا بشكل مشوّق وإيصال المعلومات إلى الجمهور. ولكن في بعض البلدان العربية وإلى جانب تطوير المقررات الدراسية، نحتاج أيضا إلى نشر ثقافة البيانات، ليس لدى الطلبة فقط، بل أيضا لدى المؤسسات الإعلامية نفسها.
     
  • مهارات غير مرتبطة بالبيانات
    يتعرف طلبة صحافة البيانات -من خلال الدروس التي تقدِّم لها- على عديد المهارات التي لا ترتبط بالصحافة بالضرورة، مثل استخدام برامج أو أدوات معينة أو حتى مبادئ لغات برمجية أو معارف إحصائية أو تصميمية. كل شيء من هذه المعارف والمهارات لا يعني شيئا لوحده، وليس الهدف هو تعلم هذه الأدوات أو إتقان اللغات البرمجية أو احتراف قواعد التصميم البصري، بل ندرس كل هذه الأمور لنوظفها في إنتاج قصص قائمة على البيانات، ولكن قد تكون مفيدة أيضا في قصص أخرى.

 

الدراسة وحدها لا تكفي، فصحافة البيانات حقل متفرع ومترابط مع حقول كثيرة، ولا يمكن لفصل دراسي أو حتى لعام دراسي أن يأتي على كل شيء، ولكنه يستطيع أن يغطي أهم المحاور والمهارات التي يجب أن تتوفر لدى الصحفي، ثم على الطالب أن يبحث ويجرب ويطوّر مهاراته.

 

في سبتمبر/أيلول 2019، كانت لنا في معهد الصحافة بتونس فرصة لاستضافة طلبة وأساتذة من جامعة واشنطن الغربية في الولايات المتحدة، وخصصنا يوما كاملا للبيانات وإنتاج قصص مشتركة بين الطلبة. في الحقيقة كانت تلك أول مرة أشارك فيها في تدريس صحافة البيانات لطلبة من الولايات المتحدة، كنت أعتقد أنهم قد يكونون متمكنين من المادة جيدا، رغم أنني أعلم أن التحديات متشابهة، ولكن هؤلاء الطلبة يعيشون في بلد يعطي أهمية كبرى للبيانات والاشتغال عليها، إذ تحتل الولايات المتحدة المرتبة الحادية عشرة في العالم في مؤشر البيانات المفتوحة، بينما تونس في المرتبة السادسة والستين.  

ولكن المستويات كانت متقاربة، وتمكّن الطلبة معا من إنتاج قصص وتصاميم بصرية بالاستعانة ببرنامج "داتا رابر" (Datawrapper). مثل هذه التجارب مفيدة للطلبة لأنها تعينهم على التفكير في كيفية تعاملهم مع البيانات، واختيار زوايا النظر، ومساءلة مدى تأثر خياراتنا بانتمائنا الثقافي. تجربة تتيح لنا اعتماد مقاربة سريعة لتعليم الطلبة أهم شيء يجب أن يعرفوه عن صحافة البيانات في يوم واحد، وأن تكون القصة أساسا محلّ اهتمامهم، لأننا لم نخصص القسم الأكبر من الوقت للتعمق في الأدوات، بل لنعرف ما يجب أن نعرفه عنها من أجل تحقيق هدفنا: إنتاج قصص صحفية جيدة. 

من المهم أن نتعامل مع أية تحديات تطرح أمامنا بكثير من المرونة، وهذا الأمر يذكرني بما قاله بول برادشو عندما اعتبر أن تدريس صحافة البيانات مثل الغاز الذي يأخذ شكل الوعاء الذي يحويه. وعلينا نحن أن نختار الوعاء المناسب الذي يجعل طلبتنا يهتمون بهذا الاختصاص ويشعرون أنه قريب منهم، إذ من المؤكد أن توظيف البيانات في الصحافة في العالم العربي وخلال العشر سنوات القادمة، سيعرف ارتفاعا.

ومن المهم أيضا أن نرسخ عند صحفيي الغد دراية واهتماما بالبيانات وتوظيفها في الصحافة، بعدها يمكن أن يشقوا طريقهم كما يريدون.  

 

المراجع: 

-Bradshaw, P. “Data Journalism Teaching, Fast and Slow.” Asia Pacific Media Educator, vol. 28, no. 1, 2018, p. 55_66. journals.sagepub, https://journals.sagepub.com/doi/full/10.1177/1326365X18769395#articleCitationDownloadContainer.

-Brooks, D. “The philosophy of data.” Nytimes.com, 5 February 2013, https://www.nytimes.com/2013/2/5/opinion/brooks-the-philosophy-of-data…. Accessed: 5/1/2021.

-Hannis G. Teaching Data Journalism in New Zealand. Asia Pacific Media Educator. 2018;28(1):124-130.

-Graham C. A DIY, Project-based Approach to Teaching Data Journalism. Asia Pacific Media Educator. 2018;28(1):67-77.

 

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023