لا أريد أن أصبح صحفيا غبيا

على تطبيق تيك توك ينشر أحد الصحفيين مقطع فيديو يسخر فيه من "الإسهال اللفظي" الذي أطلقه حاكم إحدى المقاطعات أو مدير الشرطة.. مراسل آخر يرفع على فيسبوك صورة له داخل كتيبة للجيش قبيل جولة ميدانية يؤديها رئيس الجمهورية. في آخر اليوم تحصد الصورة عددا من الإعجابات أكبر بكثير مما ستحصده القطعة الصحفية التي ستُنشر عن الحدث بعدها بساعات. صحفي آخر يتخذ من حسابه على إنستغرام ناطقا رسميا لأحد رجال المعارضة، يرفع رسالة بنبرة تتجاوز السقف، بتوجّهات يمينية أو يسارية أو غيرها، وخلال ثلاثين ثانية فقط ينقل كل ما كنا نريد نقله، شيء كنا نسميه في زمان مضى (الخبر أو النبأ). منذ متى صرنا نسمي ذلك صحافة؟ وفي أي الظروف؟ صار الصحفيون "دُمى" يحركها رجال الطبقة السياسية، و"مهرجين" يجلبون الإعجابات والمشاهدات على الفضاء الرقمي.

 

قبل ثلاثين عاما أو ربما أقل، قالها الكولومبي المتوّج بجائزة نوبل للآداب غابرييل غارسيا ماركيز: "ليس الخبر الأفضل هو الذي ينقل أولاً، بل هو الذي يُروى بالطريقة الأمثل"، كانت تلك وصية من الأب الروحي للصحافة، باتت اليوم خرقة بالية لدى صحفيي الجيل الجديد، الذين "تغتالهم" و"توجههم" هواتفهم وتفرض عليهم فورية نقل الخبر، الذي ما زالت حقيقته تطبخ على نارها.

 

نعيش في عالم يعاني فرط العولمة، فرط الجوع والعطش للأنباء والمعلومات، دقيقة بدقيقة، نريد أن نعرف ماذا ومَن، وكيف حدث ذلك. هكذا تجري الأمور اليوم، سواء مع الأهل في المنزل أو مع زميل في مكتب العمل، مع راكب في حافلة المترو وحتى في الحانة مع قنينة من أي شيء. يتملكنا فضول أن نعرف كم وفاة سجلت في حادثة خروج قطار عن مساره على الطريق السريع، وجرف في طريقه عشر مركبات، على كم متجر أتى الحريق الذي نشب في السوق، نريد أن نرى كذلك وبالفيديو، السقوط المدوي لوزير الاقتصاد أو وزير العمل. كم هي هشة هذه الجماهير، وكل ذلك يدفعنا إلى الضحك المفرط على إثر كل إجراء تجلدنا به الحكومات.

 

نحاول معرفة جنسية الضحية، وما الذي لا ترغب السلطات في أن تظهره للعلن، نريد أن نعرف ذلك وأكثر، لأن "المعرفة تعني القوة"، قالها توماس هوبز منذ عام 1668 في كتابه (اللوفياتان)، ونحن الصحفيين نريد أن نعرف وأن نُظهر أننا نعرف، أن نبدو أقوياء على ساحة الأحداث، لكننا في الحقيقة لا نعرف شيئا ذا قيمة.

 

اعتدنا الوقوع في أخطاء كارثية، سقطات مخزية جدا إلى حدّ أنها قد تجعلنا في بعض الأحيان أضحوكة لجمهورنا الخاص، وفي اللحظة التي نعي فيها فداحة الخطأ الذي ارتكبناه، نتمنى أن نستطيع دفن رؤوسنا في الرمال.

حين نُمعن في النشر عن حدث ما زالت مجرياته في تصاعد، نبدأ التغطية عبر المباشر في فيسبوك، على إنستغرام ويوتيوب، على الصفحة الرسمية للصحيفة التي نعمل بها، عن حادثة عنف في مخبأ سري أو على الطريق العام، أن يكون تبادل لإطلاق النار بين عصابات تجّار المخدرات قد توقف للتو، بينما نحن لا نعرف أي معلومات عن عدد القتلى أو الجرحى، عن عدد المعتقلين أو الذين تمكنوا من الفرار، حتى إننا لا نعرف كمية أغلفة الرصاص التي جمعتها السلطات بعد الحادثة، لكن فورية الهاتف الجوال انتصرَت علينا. هزمَتنا شهوة أعداد المشاهدين على الفضاء الرقمي، وكمية التفاعلات ورموز الوجوه الحزينة والقلوب التي حصدناها.

 

يشرع المراسل في التغطية من مكان الحادثة، لكنه يخاطب الجمهور بعبارات مقتضبة، كيف يمكن أن نسمي ذلك إعلاما؟ عبارات شائعة تتضمن شكوكا أكثر مما تعطيه من إجابات، بل تزرع مزيدا من الارتياب في نفوس الجماهير، إحدى العبارات يقول فيها: "وصلنا إلى الموقع الذي جرى فيه تبادل إطلاق النار قبل لحظات، لا نعرف بالضبط كم هو عدد الضحايا، لم نعرف ما إذا كانت هناك إصابات بين المدنيين، نحاول التواصل مع قوات الأمن لمعرفة ما إذا تم اعتقال عناصر من الأطراف المشتبكة، وسنوافيكم أعزاءنا المشاهدين أولا بأول بما نحصل عليه من معلومات.. الساعة الآن العاشرة مساء والأجواء شديدة البرودة هنا...إلخ".

 

هل لأحد أن يخبرني أيّ قيمة صحفية لهذا الاستعراض؟ لا شيء. وليس يفيدنا في شيء وجود المراسل في موقع الحادثة إذا لم تتوفر لديه مادة للتغطية، والأسوأ من ذلك كله، أنه من خلال البث المباشر الذي أطلقه بهاتفه الجوال سيكون قد التقط سلسلة من الصور في الموقع ليرفعها على صفحته، مدفوعا بالحاجة الملحة إلى الفوز بحصرية الخبر، الذي ليست فيه أي معلومة تُذكر، ولينتهي به الحال إلى أنه أجّج عطشا كبيرا وعددا من التساؤلات بلا إجابة لدى جمهور -وإن كان افتراضيا- فإنه ليس بأقل حرصا على معرفة تفاصيل الجحيم الذي كانت تقدح ناره هناك.

 

كثير من زملائي الصحفيين سقطوا في هذه الخطيئة القاتلة، يتخذون من هاتفهم الجوال أساسا وشريكا في العمل، يعمدون إلى النشر فورا على منصات التواصل الاجتماعي ومخاطبة الجمهور من هناك، وهو جمهور مُجزأ ومنقسم في الحقيقة، وكأن الواحد من هؤلاء الصحفيين يقول للمتابعين: "لقد وصلت أولاً إلى مسرح الأحداث، أنا الأفضل"، مع أني لا أملك أدنى فكرة عمّا يجري هنا! كيف احترق المبنى؟ لماذا اندلع الرصاص؟ لمَ تمت إقالة وزير العدل؟ ما أسباب الإضراب في الجامعة؟ والكثير من الفراغات والأسرار بلا أي إجابة، يعطونك خبرا على شكل هرم كامل من الأسئلة فحسب؛ من؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟

 

في أمريكا اللاتينية وخلال جائحة كورونا، تنامت بقوة هذه الموجة من الصحفيين (التيك توكرز) الذين يفضلون حصد آلاف الإعجابات والمشاركات والقلوب والمشاهدات، على حساب سمعتهم المهنية ومصداقيتهم الصحفية.. تضخمت أعداد هؤلاء إلى حدّ التخمة.

 

للأسف، كان علي أن أرى في المكسيك إحدى الفائزات بـ "جائزة الصحافة الوطنية" وهي تعلن نبأ وفاة الأمين العام للحكومة إثر إصابته بكوفيد19، بعدها بأسبوع خرج المسؤول من المستشفى الخاص على قدميه، وبجيش من المرافقين الشخصيين، وعاد على رأس مهامه، بعينين ذاويتين وجسم نحيل، لكنه ما زال حيا.

 

بجرأة غريبة، عزَّزها جهلها، ظلت "الصحفية" لمدة 36 ساعة تؤكد صحة الخبر وتدافع عن مصادرها، بينما الحكومة تتخبط من وقع الخبر، لا تعرف كيف تواجه الأزمة بعد وفاة الرجل الثاني فيها، لكن الأكاذيب كثيرا ما تسقط من كبر حجمها، عبر فيسبوك تعود الصحفية لتصلح ما أفسدته: "لقد كاد المسؤول يموت، كان في حالة حرجة جدا داخل المستشفى"، أي ترقيع هذا؟ بينما نرمي عرض الحائط بكل المسلمات التي نعرفها من قبيل "التحقق من الخبر" و"مطابقة المعلومات" وغيرها.

 

قبل مدة ليست بعيدة، تناقل عشرات الصحفيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي نبأ مقتل عضو البرلمان عن فيراكروز، وهو أحد أعضاء الحزب الحاكم في المكسيك، الرجل "قُتل افتراضيا" بعيارات نارية لحظة خروجه من منزله. "حادثة الاغتيال المتخيلة" ابتُدعت خلال عطلة نهاية أسبوع دامية في خليج المكسيك، راح فيها عشرون شخصا ضحايا للجريمة المنظمة، أما أمر اغتيال عضو البرلمان فقد تم نفيه بعد ساعتين من نشره، وبعد أن طفحت مواقع التواصل بالتعازي والمواساة.

 

من الطبيعي أن عضو البرلمان نفسه هو من كذّب الخبر عبر منشور على صفحته الشخصية بفيسبوك، بينما ظل عشرات الصحفيين متمسكين بـ"الحقيقة" التي زعموها، وتأخروا في حذف "الخبر الكاذب" من صفحاتهم.

 

لست أدري ما الذي يدفع صحفيا من الجيل الجديد إلى محاولة أن يكون جزءا من العرض، تلك الأنانية المسرفة التي تستدعي إقحامه في القصة الصحفية، وليس بصفته راويا للأحداث بل حاكي صدى للطبقة السياسية، أو للمطالب الإعلامية للجمهور المستشري على شبكات التواصل الاجتماعي.

 

ما زلنا نضخّم الأخبار المستهلكة والسذاجات المنتشرة على الشبكات؛ ممثلة أفلام شهيرة تعاني من السمنة، ها نحن نسترخي على شاطئ فردوسي ونصور الحدث، أو عن السياسي الذي فجر فضيحة في أحد المطاعم وهو تحت تأثير الكحول، عن رجل الحكومة الذي يصطفّ في الطابور لتجديد رخصة سياقته، مثله مثل بقية المواطنين، أو عن زميله الذي لم يترك بقشيشا لعامل محطة الوقود على الطريق السريع. ما زلنا نشغل أنفسنا بهذه التفاهات التي ليس جديرا بنشرها سوى (تيك توكر) وننسى الجوهر الحقيقي للصحافة، الجوهر الذي تقول مبادئه: "نحن هنا كي تعرفوا كلّ ما لا تريد القيادات السياسية والاقتصادية والدينية لكم أن تعرفوه"!

 

 

المزيد من المقالات

نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023