قضية ريان.. لماذا حظيت بالتغطية الإعلامية دون غيرها؟

 

لم يكن هناك حديث في العالم بأسره خلال الأسابيع الماضية، يعلو قصة الطفل الراحل "ريان"، الذي شغلت قصته الناس وملأت الدنيا تعاطفا وتضامنا قبل أن يكتب فصلها الأخير المأساوي، بإعلان وفاة الطفل بعد أيام من سقوطه في البئر بإقليم شفشاون شمال المغرب.

ورغم أن قصة الطفل "ريان" نجحت في توحيد الإنسانية، وعززت دور وسائل الإعلام المرئية والرقمية، في التأثير وصناعة الرأي العام حول قضية معينة، فإن القصة حملت في طياتها الكثير من الأسئلة لدى الجمهور المتلقي. فكان السؤال الأبرز: لماذا ريان؟

هناك آلاف الأطفال من اللاجئين وأطفال الحروب الذين يموتون يوميا، وهناك العشرات يسقطون في آبار التنقيب عن الذهب في موريتانيا، دون أن يتحرك ضمير الإنسانية، أو تسلط عليهم الأضواء، كما حدث في قضية "ريان" الذي تَوَحَّد العالم حوله.

هل فرضت وسائل الإعلام أجندتها على الجمهور في قضية "ريَّان"؟

يوم الثلاثاء الثاني من فبراير/شباط وفي منطقة "إغران" الجبلية في إقليم "شفشاون" شمال المغرب، بدأت قصة الطفل "ريَّان"، التي ستصبح إحدى أشهر القصص في العالم لاحقا.

سقط ريَّان في بئر ضيقةٍ كان يلعب بجوارها، وعلى عمق 30 مترا ظلَّ الطفل عالقا لساعات في ظلمة البئر، وكان من الممكن رحيله مباشرةً دون أن تُسمع قصَّتُه، كحال كثيرين، لولا آثار قدمه الموجود بالقرب من البئر، والهاتف الذي تم إنزاله لتصوير الحدث الأبرز في المغرب والعالم خلال بدايات العام 2022. لتتفاجأ الأسرة أنَّ الطفلَ لا يزال حيا، وتبدأ من هناك عمليات الإنقاذ، ومعها حملة التعاطف، والتضامن الواسعة، التي اتسعت أكثر مع اتساع نقل الحدث، وتداول المعلومات حوله ونشر الناشطين لصوره، حتى أصبح "الترند" الأول في المغرب ليل الأربعاء، ليتحول بعدها للحدث الأكثر تداولا في العالم.

لقد تحول الطفل "ريان" ومحاولات إنقاذه للقضية الأولى على المحطات التلفزيونية المحلية المغربية والدولية والعربية ومواقع التواصل الاجتماعي، فشاهدنا قنوات عالمية وعربية، تخصص مساحات في نشراتها لعمليات إنقاذ الطفل "ريان"، وتغطي القضية، كتغطيتها للأحداث الدولية الهامة.

وبالتزامن مع التفاعل العالمي مع قصّة معاناة "ريان "، ظهرت قصة معاناة ثانية لطفل آخر في مدينة "درعا" السورية يُدعى "فوّاز قطيفان"، مع اختلاف الحالة وأسباب المعاناة.

في الحالة الثانية: تعرض الطفل "فواز " للخطف على يد جماعة مسلحة، وظهر الخاطفون في فيديو مصور معلنين أن "فواز" موجود لديهم، مطالبين ذويه بالفديةِ مقابل حياته.

خلقت قصة "فواز" تفاعلا على منصات التواصل العربية، وأحدثت تضامنا واسعا معه بالتزامن مع المتابعة القياسية، التي حظيت بها عمليات إنقاذ الطفل "ريان"، إلا أنَّ قضية هذا الأخير ظلَّت هي الحدث الأبرز في وسائل الإعلام المرئية العربية والدولية على الشاشات ومن خلال البث المباشر على المنصات الرقمية، إلى جانب ضيوف النشرات من فرق الإنقاذ، وتحول الحدث إلى عنوان رئيسي في النشرات الرئيسية لكبرى المحطات العربية والدولية.

وهو ما دفع بعض متابعي الحدث إلى اتهام وسائل الإعلام خاصةً في المغرب والعالم العربي بتضخيم القصة والحدث.

معالم فرضية الأجندة في قصة "ريان"

في عشرينيات القرن الماضي قدَّم عالمُ الاتصال "ولتر ليبمان" نظريته الشهيرة "فرض الأجندة وترتيب الأولويات لدى الجمهور المتلقي"، وتحدث "ليبمان" في كتابه "الرأي العام " عن دورِ وسائل الإعلام المرئية، والمكتوبة، في تحديد أولويات الجمهور المتلقي واهتماماته، والقضايا التي يجب عليه متابعتها، فوسيلة الإعلام بحسب "ليبمان" قد تنجح في جعل المشاهد يتابع حدثا بعينه أو قصة معينة، وتجعله يتفاعل معها، حتى تصبح جزءا من حياته اليومية.

وفي العام 1977 تحديدا قام عالما الاتصال "ماكسويل كومبس" و"دونالد شو" بتطوير نظرية "ليبمان"، حيث قدما لجمهور علم الاتصال الجزء الأهم من نظرية "ترتيب الأولويات وفرض الأجندة، مفترضين أنّ وسائل الإعلام تقوم بدور الحارس على بوابة المعلومات التي تتدفق يوميا، فيتم انتقاؤها، قبل أن تصل للجمهور المتلقي، ثم في مرحلة "الانتقاء"، تحديد القضايا التي تقدم للجمهور، ويتم إقناعه بها، وجعلها أولوية لديه من خلال المتابعة والتفكير فيها.

تقول نظرية "ترتيبات الأولويات" بأن وسائل الإعلام لا تستطيع أن تقدم كل ما يجري في المجتمع، إنَّما يختار القائمون على هذه الوسائل بعض الموضوعات التي تثير اهتمامات الناس وتجعلهم تدريجيا يدركونها، ويفكرون فيها، وينتابهم القلق بشأنها، وبالتالي تمثل لدى الجمهور أهميةً أكبر نسبيا مقارنة بالموضوعات الأخرى التي تطرحها وسائل الإعلام.

تابعنا في العقد الأخير العديد من القضايا التي سلِّطَ عليها الضوء وأصبحت حدثا بارزا، تفاعل معه العالم بأسره، مثل: صور الطفل السوري "إيلان " الذي ماتَ غرقاً أثناء محاولة عائلته الهجرة عبر الشواطئ التركية اليونانية، في ديسمبر/كانون الأول 2015، فعلى الرغم من وجود عشرات الضحايا في نفس التوقيت والحالة والظرفية، فإن الاهتمام الأكبر حينها كان من نصيب صورة الطفل "إيلان".

وفي موريتانيا وخلال الأشهر الأخيرة سقط قتلى من المنقبين عن الذهب بسبب انهيار الآبار، ومر خبر الموت عاديا في الصحف والمحطات والمنصات الرقمية العربية دون تفاعل معه.

 

مع ظهور المنصات الرقمية خاصة موقعي فيسبوك وتويتر والتطور الكبير الذي حدث مؤخرا لوسائل الإعلام، بات الجمهور يلعب دورا كبيرا في التغطية الإعلامية للأحداث، بل أصبحنا نشاهد برامج تفاعلية مخصصة للأحداث التي تفاعل معها الجمهور مثل برنامج "نشرتكم" على قناة الجزيرة وبرنامج "تريندنع" عبر قناة البي بي سي العربية.

مع بداية انتشار فيروس كورونا بمدينة "ووهان" الصينية، لم تكن التغطية الإعلامية للحدث بنفس الدرجة في شهري فبراير ومارس 2020 على الشاشات العربية والدولية مثلا، فقد كان لموقعي فيسبوك وتويتر والمدونين السبق في التغطية طوال الأشهر الأولى، من خلال الصور والفيديوهات المتداولة من ووهان الصينية، قبل أن تلتحق بهم المحطات الدولية في شهري مارس وفبراير 2020، فقد تحول الخبر من خبر عادي قبل أن يهيمن على نشرات الأخبار.

وفي قضية الطفل "ريان" نجحت الكاميرا التي أنزلت للبئر في دفع الشارع المغربي للتعاطف مع الطفل، ثم نجحت منصات التواصل الاجتماعي المغربية خاصة "فيسبوك" في تحويل القصة إلى حدث عالمي من خلال الاهتمام الواسع الذي أولاه المدونون المغاربة والعرب لقضية الطفل "ريان"، ليتحول في اليوم الثاني من الحادثة إلى أيقونة عالمية، وتتجه أنظار العالم والمحطات إلى ذلك البئر بإقليم "شفشاون" المغربي، فالبداية الفعلية للحدث وصناعته كانت جماهيرية بالدرجة الأولى قبل أن تكون إعلامية.

في كتابه "سيكولوجية الاتصال والإعلام" يُقدّم لنا أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية الدكتور عبد الفتاح محمد دويدار لمحة عن مدى تأثير الجمهور والرأي العام في العملية الاتصالية التي تقوم بها وسائل الإعلام بمختلف أشكالها. يرى الكاتب بأن المتحكمين في وسائل الإعلام والدعاية، يميلون إلى الجمهور المقتنع بالفكرة التي تعرض عليه أصلاً، وينفرون من الجمهور الذي قد لا يرحب بالفكرة التي تعرض عليه، فالجمهور الذي يتعرض للمادة الاتصالية هو في الغالب مقتنع بها أصلا. فالمستمعون لرجال الدين مثلا هم في الغالب من المتدينين، والمستمعون لرجل السياسة هم في الغالب من أنصاره..

وكذلك القصص الإنسانية التي تُعرض ويتم تداولها تجد تفاعلا فطريا، فالتعاطف الإنساني والفطرة الإنسانية التي تميل لحب الأطفال خصوصا هي من حركت الشعور المتضامن مع الطفل "ريان"، وجعلت منه أيقونة ومن قصته أسطورة يتناقلها الناس في كل مكان، وهو ما دفع وسائل الإعلام في العالم بمختلف أشكالها لتسليط الضوء على قصة "ريان"، إرضاء للجمهور المتلقي ومتابعة لاهتماماته.

 العناصر الخبرية المتوفرة في "قصة ما" ترجح كفتها على قصص أخرى من ناحية التغطية الإعلامية بمنطق منتجي النشرات والأخبار والبرامج، فإن الحدث البارز يفرض نفسه على الصحفيين وعلى الجمهور، كما أن هناك عناصر خبرية هي التي تجعل من خبر ما قصة ملهمة للجمهور المتلقي، مثل: عنصر الجدة والضخامة والإثارة والتشويق، وعنصر الغرابة، والجانب الإنساني للقصة ونوعية عناصر القصة (أبطالها)، ويأتي الأطفال في المرتبة الأولى.

في قصَّة الطفل "ريان " توفر عنصر "الإثارة والتشويق"، ممثلا في عمليات الإنقاذ المستمرة، والترقب لما سيحدث على مدى خمسة أيام، ما زاد من تعاطف الجمهور مع القصة.

كما توفر الجانب الإنساني في القصة من خلال خطر الموت الذي يهدد الطفل الصغير، وكذلك مشاعر أمه وأسرته في تلك اللحظات وكيف كانت قلوبهم تتقطع مع كل لحظة.

ثمة أيضا جانب "الغرابة" من خلال عمق البئر التي سقط فيها الطفل "ريان"، وبقي على قيد الحياة طوال يومين دون ماء ولا طعام، وطريقة حفر البئر للوصول إليه، وهي عناصر رجحت كفة قصته وجلبت لها اهتمام العالم جمهورا وإعلاما.

وفي قصة الطفل السوري "فوّاز" حضر عنصر الجانب الإنساني لأنه تعرض للخطف وطلب الفدية، في نفس الوقت لم تكن قصص الاختطاف جديدة فهي تحدث يوميا في دول العالم خاصة الإفريقية منها.

ومن خلال ما سبق يمكن القول إن القصص الإنسانية في الغالب تفرض نفسها على الجمهور المتلقي، وإن الحدث البارز يفرض نفسه من خلال عمليات التفاعل الجماهيري الضخمة معه، وهو ما يحدد طريقة تعامل وسائل الإعلام مع حدث بعينه وحجمه في التغطية اليومية.

ولا يمكننا أيضا أن نغفل جانب "الإعلام الجديد" واهتماماته، ممثلا في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، ودوره في تحديد مدى أهمية الحدث بالنسبة لوسائل الإعلام، والطريقة التي تتناول بها تلك الوسائل حدثا بعينه وتهمل أحداثا أخرى قد تكون مشابهة وإنسانية.

 

 

 

المزيد من المقالات

نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023