قضية ريان.. لماذا حظيت بالتغطية الإعلامية دون غيرها؟

 

لم يكن هناك حديث في العالم بأسره خلال الأسابيع الماضية، يعلو قصة الطفل الراحل "ريان"، الذي شغلت قصته الناس وملأت الدنيا تعاطفا وتضامنا قبل أن يكتب فصلها الأخير المأساوي، بإعلان وفاة الطفل بعد أيام من سقوطه في البئر بإقليم شفشاون شمال المغرب.

ورغم أن قصة الطفل "ريان" نجحت في توحيد الإنسانية، وعززت دور وسائل الإعلام المرئية والرقمية، في التأثير وصناعة الرأي العام حول قضية معينة، فإن القصة حملت في طياتها الكثير من الأسئلة لدى الجمهور المتلقي. فكان السؤال الأبرز: لماذا ريان؟

هناك آلاف الأطفال من اللاجئين وأطفال الحروب الذين يموتون يوميا، وهناك العشرات يسقطون في آبار التنقيب عن الذهب في موريتانيا، دون أن يتحرك ضمير الإنسانية، أو تسلط عليهم الأضواء، كما حدث في قضية "ريان" الذي تَوَحَّد العالم حوله.

هل فرضت وسائل الإعلام أجندتها على الجمهور في قضية "ريَّان"؟

يوم الثلاثاء الثاني من فبراير/شباط وفي منطقة "إغران" الجبلية في إقليم "شفشاون" شمال المغرب، بدأت قصة الطفل "ريَّان"، التي ستصبح إحدى أشهر القصص في العالم لاحقا.

سقط ريَّان في بئر ضيقةٍ كان يلعب بجوارها، وعلى عمق 30 مترا ظلَّ الطفل عالقا لساعات في ظلمة البئر، وكان من الممكن رحيله مباشرةً دون أن تُسمع قصَّتُه، كحال كثيرين، لولا آثار قدمه الموجود بالقرب من البئر، والهاتف الذي تم إنزاله لتصوير الحدث الأبرز في المغرب والعالم خلال بدايات العام 2022. لتتفاجأ الأسرة أنَّ الطفلَ لا يزال حيا، وتبدأ من هناك عمليات الإنقاذ، ومعها حملة التعاطف، والتضامن الواسعة، التي اتسعت أكثر مع اتساع نقل الحدث، وتداول المعلومات حوله ونشر الناشطين لصوره، حتى أصبح "الترند" الأول في المغرب ليل الأربعاء، ليتحول بعدها للحدث الأكثر تداولا في العالم.

لقد تحول الطفل "ريان" ومحاولات إنقاذه للقضية الأولى على المحطات التلفزيونية المحلية المغربية والدولية والعربية ومواقع التواصل الاجتماعي، فشاهدنا قنوات عالمية وعربية، تخصص مساحات في نشراتها لعمليات إنقاذ الطفل "ريان"، وتغطي القضية، كتغطيتها للأحداث الدولية الهامة.

وبالتزامن مع التفاعل العالمي مع قصّة معاناة "ريان "، ظهرت قصة معاناة ثانية لطفل آخر في مدينة "درعا" السورية يُدعى "فوّاز قطيفان"، مع اختلاف الحالة وأسباب المعاناة.

في الحالة الثانية: تعرض الطفل "فواز " للخطف على يد جماعة مسلحة، وظهر الخاطفون في فيديو مصور معلنين أن "فواز" موجود لديهم، مطالبين ذويه بالفديةِ مقابل حياته.

خلقت قصة "فواز" تفاعلا على منصات التواصل العربية، وأحدثت تضامنا واسعا معه بالتزامن مع المتابعة القياسية، التي حظيت بها عمليات إنقاذ الطفل "ريان"، إلا أنَّ قضية هذا الأخير ظلَّت هي الحدث الأبرز في وسائل الإعلام المرئية العربية والدولية على الشاشات ومن خلال البث المباشر على المنصات الرقمية، إلى جانب ضيوف النشرات من فرق الإنقاذ، وتحول الحدث إلى عنوان رئيسي في النشرات الرئيسية لكبرى المحطات العربية والدولية.

وهو ما دفع بعض متابعي الحدث إلى اتهام وسائل الإعلام خاصةً في المغرب والعالم العربي بتضخيم القصة والحدث.

معالم فرضية الأجندة في قصة "ريان"

في عشرينيات القرن الماضي قدَّم عالمُ الاتصال "ولتر ليبمان" نظريته الشهيرة "فرض الأجندة وترتيب الأولويات لدى الجمهور المتلقي"، وتحدث "ليبمان" في كتابه "الرأي العام " عن دورِ وسائل الإعلام المرئية، والمكتوبة، في تحديد أولويات الجمهور المتلقي واهتماماته، والقضايا التي يجب عليه متابعتها، فوسيلة الإعلام بحسب "ليبمان" قد تنجح في جعل المشاهد يتابع حدثا بعينه أو قصة معينة، وتجعله يتفاعل معها، حتى تصبح جزءا من حياته اليومية.

وفي العام 1977 تحديدا قام عالما الاتصال "ماكسويل كومبس" و"دونالد شو" بتطوير نظرية "ليبمان"، حيث قدما لجمهور علم الاتصال الجزء الأهم من نظرية "ترتيب الأولويات وفرض الأجندة، مفترضين أنّ وسائل الإعلام تقوم بدور الحارس على بوابة المعلومات التي تتدفق يوميا، فيتم انتقاؤها، قبل أن تصل للجمهور المتلقي، ثم في مرحلة "الانتقاء"، تحديد القضايا التي تقدم للجمهور، ويتم إقناعه بها، وجعلها أولوية لديه من خلال المتابعة والتفكير فيها.

تقول نظرية "ترتيبات الأولويات" بأن وسائل الإعلام لا تستطيع أن تقدم كل ما يجري في المجتمع، إنَّما يختار القائمون على هذه الوسائل بعض الموضوعات التي تثير اهتمامات الناس وتجعلهم تدريجيا يدركونها، ويفكرون فيها، وينتابهم القلق بشأنها، وبالتالي تمثل لدى الجمهور أهميةً أكبر نسبيا مقارنة بالموضوعات الأخرى التي تطرحها وسائل الإعلام.

تابعنا في العقد الأخير العديد من القضايا التي سلِّطَ عليها الضوء وأصبحت حدثا بارزا، تفاعل معه العالم بأسره، مثل: صور الطفل السوري "إيلان " الذي ماتَ غرقاً أثناء محاولة عائلته الهجرة عبر الشواطئ التركية اليونانية، في ديسمبر/كانون الأول 2015، فعلى الرغم من وجود عشرات الضحايا في نفس التوقيت والحالة والظرفية، فإن الاهتمام الأكبر حينها كان من نصيب صورة الطفل "إيلان".

وفي موريتانيا وخلال الأشهر الأخيرة سقط قتلى من المنقبين عن الذهب بسبب انهيار الآبار، ومر خبر الموت عاديا في الصحف والمحطات والمنصات الرقمية العربية دون تفاعل معه.

 

مع ظهور المنصات الرقمية خاصة موقعي فيسبوك وتويتر والتطور الكبير الذي حدث مؤخرا لوسائل الإعلام، بات الجمهور يلعب دورا كبيرا في التغطية الإعلامية للأحداث، بل أصبحنا نشاهد برامج تفاعلية مخصصة للأحداث التي تفاعل معها الجمهور مثل برنامج "نشرتكم" على قناة الجزيرة وبرنامج "تريندنع" عبر قناة البي بي سي العربية.

مع بداية انتشار فيروس كورونا بمدينة "ووهان" الصينية، لم تكن التغطية الإعلامية للحدث بنفس الدرجة في شهري فبراير ومارس 2020 على الشاشات العربية والدولية مثلا، فقد كان لموقعي فيسبوك وتويتر والمدونين السبق في التغطية طوال الأشهر الأولى، من خلال الصور والفيديوهات المتداولة من ووهان الصينية، قبل أن تلتحق بهم المحطات الدولية في شهري مارس وفبراير 2020، فقد تحول الخبر من خبر عادي قبل أن يهيمن على نشرات الأخبار.

وفي قضية الطفل "ريان" نجحت الكاميرا التي أنزلت للبئر في دفع الشارع المغربي للتعاطف مع الطفل، ثم نجحت منصات التواصل الاجتماعي المغربية خاصة "فيسبوك" في تحويل القصة إلى حدث عالمي من خلال الاهتمام الواسع الذي أولاه المدونون المغاربة والعرب لقضية الطفل "ريان"، ليتحول في اليوم الثاني من الحادثة إلى أيقونة عالمية، وتتجه أنظار العالم والمحطات إلى ذلك البئر بإقليم "شفشاون" المغربي، فالبداية الفعلية للحدث وصناعته كانت جماهيرية بالدرجة الأولى قبل أن تكون إعلامية.

في كتابه "سيكولوجية الاتصال والإعلام" يُقدّم لنا أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية الدكتور عبد الفتاح محمد دويدار لمحة عن مدى تأثير الجمهور والرأي العام في العملية الاتصالية التي تقوم بها وسائل الإعلام بمختلف أشكالها. يرى الكاتب بأن المتحكمين في وسائل الإعلام والدعاية، يميلون إلى الجمهور المقتنع بالفكرة التي تعرض عليه أصلاً، وينفرون من الجمهور الذي قد لا يرحب بالفكرة التي تعرض عليه، فالجمهور الذي يتعرض للمادة الاتصالية هو في الغالب مقتنع بها أصلا. فالمستمعون لرجال الدين مثلا هم في الغالب من المتدينين، والمستمعون لرجل السياسة هم في الغالب من أنصاره..

وكذلك القصص الإنسانية التي تُعرض ويتم تداولها تجد تفاعلا فطريا، فالتعاطف الإنساني والفطرة الإنسانية التي تميل لحب الأطفال خصوصا هي من حركت الشعور المتضامن مع الطفل "ريان"، وجعلت منه أيقونة ومن قصته أسطورة يتناقلها الناس في كل مكان، وهو ما دفع وسائل الإعلام في العالم بمختلف أشكالها لتسليط الضوء على قصة "ريان"، إرضاء للجمهور المتلقي ومتابعة لاهتماماته.

 العناصر الخبرية المتوفرة في "قصة ما" ترجح كفتها على قصص أخرى من ناحية التغطية الإعلامية بمنطق منتجي النشرات والأخبار والبرامج، فإن الحدث البارز يفرض نفسه على الصحفيين وعلى الجمهور، كما أن هناك عناصر خبرية هي التي تجعل من خبر ما قصة ملهمة للجمهور المتلقي، مثل: عنصر الجدة والضخامة والإثارة والتشويق، وعنصر الغرابة، والجانب الإنساني للقصة ونوعية عناصر القصة (أبطالها)، ويأتي الأطفال في المرتبة الأولى.

في قصَّة الطفل "ريان " توفر عنصر "الإثارة والتشويق"، ممثلا في عمليات الإنقاذ المستمرة، والترقب لما سيحدث على مدى خمسة أيام، ما زاد من تعاطف الجمهور مع القصة.

كما توفر الجانب الإنساني في القصة من خلال خطر الموت الذي يهدد الطفل الصغير، وكذلك مشاعر أمه وأسرته في تلك اللحظات وكيف كانت قلوبهم تتقطع مع كل لحظة.

ثمة أيضا جانب "الغرابة" من خلال عمق البئر التي سقط فيها الطفل "ريان"، وبقي على قيد الحياة طوال يومين دون ماء ولا طعام، وطريقة حفر البئر للوصول إليه، وهي عناصر رجحت كفة قصته وجلبت لها اهتمام العالم جمهورا وإعلاما.

وفي قصة الطفل السوري "فوّاز" حضر عنصر الجانب الإنساني لأنه تعرض للخطف وطلب الفدية، في نفس الوقت لم تكن قصص الاختطاف جديدة فهي تحدث يوميا في دول العالم خاصة الإفريقية منها.

ومن خلال ما سبق يمكن القول إن القصص الإنسانية في الغالب تفرض نفسها على الجمهور المتلقي، وإن الحدث البارز يفرض نفسه من خلال عمليات التفاعل الجماهيري الضخمة معه، وهو ما يحدد طريقة تعامل وسائل الإعلام مع حدث بعينه وحجمه في التغطية اليومية.

ولا يمكننا أيضا أن نغفل جانب "الإعلام الجديد" واهتماماته، ممثلا في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، ودوره في تحديد مدى أهمية الحدث بالنسبة لوسائل الإعلام، والطريقة التي تتناول بها تلك الوسائل حدثا بعينه وتهمل أحداثا أخرى قد تكون مشابهة وإنسانية.

 

 

 

المزيد من المقالات

ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025