(تصوير: كريس ماك غراث - غيتي)

الإعلام وأزمة المصطلحات أثناء "الصراعات والحروب"

تحظى الصراعات والحروب باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام، بالنظر لمدى حجم الحدث: صراع أو حرب داخلية أم خارجية، وتداعياتها الكثيرة لا سيما على الصعيد الإنساني: قتلى، جرحى، تدمير مبان سكنية، نزوح، لجوء. ويضاف إلى ذلك التداعيات السياسية: بقاء أنظمة أو الإطاحة بها، وصول المعارضة للحكم أو الزج بها في غياهب السجون. وثمة أيضا النتائج الاقتصادية: فقر وبطالة، فاتورة داخلية أو خارجية تتحمل بعضها دول الجوار أو الدول المانحة، أو المؤسسات الدولية كصندوق النقد، والبنك الدولي، ناهيك عن الأبعاد الاجتماعية والثقافية خاصة في الحروب الأهلية ذات الطابع الإثني حيث يسعى كل طرف لمحو هوية وثقافة الطرف الآخر.

وتتباين بل وتتبارى أيضا وسائل الإعلام في التعامل مع الصراعات والحروب، فبعضها يعمل على إرسال مراسلين إضافيين لتغطية الحدث، وفتح تغطية مستمرة قد تستمر أياما أو أسابيع، في حين تكتفي وسائل إعلام أخرى بمراسليها الموجودين بالفعل في منطقة الصراع، والاهتمام بالتغطية في صدر النشرات، لكن دون الجور على باقي الأحداث الأخرى في مناطق العالم الأخرى، التي تهم مشاهديها.

صحيح أن هذه التغطية تحتاج إلى تخطيط، وتأمين لوجيستي لفرق العمل الميداني، لكن هناك تساؤل هام أيضا عن المصطلحات المستخدمة لتوصيف هذا الصراع أو ذاك، والأسس التي يتم الاستناد إليها في اعتماد مصطلح ما، وهل هناك معايير علمية مضبوطة تحكم استخدامها، أم هي اجتهادات واقتراحات "تحريرية" فقط لا تستند لأسس معينة، أو توجهات مالكي الوسيلة الإعلامية، المرتبطة بتحديد سياستها اتجاه هذا الحدث أو غيره، لأنها من المؤثرين أو المتأثرين به، الأمر الذي يتنافى مع فكرة "الحياد الإعلامي".

لماذا في بعض الحالات كالحرب في اليمن تستخدم الوسيلة الإعلامية الواحدة مصطلح "ميليشيا" الحوثي في مرحلة من المراحل، والتي تعني أنها جماعة غير نظامية تحمل السلاح ضد الدولة، ثم مصطلح "جماعة" الحوثي في مرحلة أخرى، وبعدها مصطلح "الحوثيين" في مرحلة ثالثة، وما الذي تغير لاستخدام ثلاثة مصطلحات لوصف طرف ما من أطراف الصراع؟

 

روسيا وأوكرانيا.. أزمة أم صراع؟

بداية من المهم القول إنه بصفة عامة في العلوم الإنسانية ومنها السياسية، لا يوجد صواب وخطأ في تحديد المصطلحات، بيد أنه يوجد فاضل ومفضول، صائب وأصوب. وكلها تندرج في إطار الاجتهادات المشروعة. لكن السؤال هو: هل تتم هذه الاجتهادات العلمية داخل غرف الأخبار؟ وهل هناك وحدات متخصصة منوطة بذلك؟

سنأخذ نموذجا واحدا فقط باعتباره الأحدث وهو حالة روسيا وأوكرانيا.

 

1
(يوتيوب)

 

وفق المصطلحات السياسية وعلم تسوية الصراعات conflict settlement، فإن الصراع conflict أشمل من الأزمة crisis، والأزمة هي إحدى مراحل الصراع الست التي تبدأ بالمشكلة أو القضية موضوع الصراع Question، مرورا بالمشكلة Problem.  وتعني صعوبة التوصل للتفاهم بشأنها، فالتوتر Tension، وصولا للتهديد Threat من خلال رفع الاستعداد أو الحشود على الحدود أو التهديد بعقوبات اقتصادية أو قطع معونات، وصولا للأزمة، التي غالبا ما تحدث فجأة وتنطوي على غموض في المعلومات، وانتهاء بالحرب المسلحة وهي المرحلة الأخيرة من الصراع (1).

ولما كان الحاصل بين أوكرانيا وروسيا، ليس وليد اللحظة، وإنما يرجع لعام 2004، منذ الثورة البرتقالية ضد الرئيس يانوكفيتش الموالي لروسيا، واستمرار الصراع بين الجانبين الذي وصل ذروته العام 2014 بعد الإطاحة به والتدخل الروسي وضم القرم، وإعلان دونيتسك ولوهانسك الانفصال.. فإنه يصعب القول بأننا أمام أزمة، لأن من مميزات الأزمة أنها مفاجئة ويكتنفها الغموض "كأزمة حصار قطر 2017"، وإنما نحن أمام صراع ممتد متعدد الأوجه": سياسي يتمثل في السعي لهيمنة بوتين على دول الجوار وإعادة إحياء المجد السوفييتي، وإن بصورة أخرى، وصراع عسكري يتمثل في الرغبة في الحيلولة دون تحول كييف لدولة نووية، ومنع وصول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية للحدود الغربية لروسيا، فضلا عن صراع اجتماعي بين الأغلبية الروسية في شرق أوكرانيا، والأوكرانيين في كييف وغرب البلاد، إلى جانب الصراع الاقتصادي المتمثل في رغبة موسكو في استمرار  هيمنتها على كييف التي يمر بها أحد أهم خطوط الغاز لأوروبا.

بناء عليه، قد يكون الأدق القول: الصراع الروسي الأوكراني وليس الأزمة الروسية الأوكرانية، اللهم إلا إذا نظرنا إلى أن الأزمة بدأت منذ نهاية العام الماضي فقط، مع إعلان الرئيس الأوكراني زيلينسكي رغبته في الانضمام لحلف النيتو مجددا. وحتى هذا التحول لا يعد أزمة، لانتفاء صفتي المفاجأة والغموض، لأن هذا الطلب الأوكراني ليس جديدا. الملاحظ أن بعض وسائل الإعلام العربية الكبرى تصف ما حدث بـ "الأزمة الروسية الأوكرانية"، بل وبات الأمر "ترند" على تويتر. وعندما تسأل القائمين عليها عن سبب استخدام مصطلح "الأزمة" الضيق، وعدم استخدام مصطلح "الصراع" الأشمل، تستنج أنهم يعتبرون ما يجري وقع فجأة، وهو ما يناسب مصطلح الأزمة؟ وهنا ربما يظهر الفارق بين الإعلامي والباحث المتخصص، فالأول ربما ينظر للحدث كخبر مفصول عن سياقه التاريخي سواء الحديث أو المعاصر، رغم أهمية هذه السياقات في فهم الحدث، وبالتالي تغير طريقة طرحه للمشاهد. أما الثاني، فربما ينظر للأمور بنظرة أعمق، بحثا عن أفضل وأدق مصطلح.

قد يكون مفهوما أن الإعلام يهتم بالسرعة، والسبق، لكن ينبغي أيضا ألا يكون على حساب المصداقية أو الدقة في استخدام المصطلحات التي تكون لها دلالة لدى المتلقي في فهم توجهات الوسيلة الإعلامية سواء أكان ذلك عن قصد (توجه مقصود من مالكيها أو إدارة تحريرها)، أم عن غير قصد منها.

 

2
(الجزيرة)

 

حرب أم صراع روسي أوكراني؟

يرتبط بذلك أيضا توصيف التدخل الروسي في أوكرانيا: هل يمكن توصيف ما حدث بأنه حرب مسلحة على اعتبار الحرب تشكل المرحلة الأخيرة للصراع كما سبق القول، أم وصفه بالصراع بالنظر إلى الخلفيات والسياقات السابقة بين الجانبين، بالإضافة إلى أن الصراع أكثر شمولا، يتضمن في ذاته الحرب كمرحلة أخيرة من مراحل تطوره. بعض وسائل الإعلام التي تبنت ابتداء مصطلح الأزمة، وصفت ما حدث بالحرب، في حين أن الأدق وصفه بالصراع لأن جذوره تمتد لعقود وأبعاده متشابكة.

 

تسوية الصراع أم حل الصراع؟

إن أية محاولات للوساطة بين روسيا وأوكرانيا سواء من قبل منظمات دولية، أو حتى دول كبرى مثل ما حدث من وساطة ألمانية وفرنسية في صراع 2014، أفضت لاتفاق مينسك 2015، توصف بأنها محاولة لتسوية الصراع، أي وقف أسبابه الظاهرة دون التوصل لحله conflict resolution من كل أبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية. ومن ثم قد يكون من الأصوب القول: "تسوية الصراع" وليس "حل الصراع"؛ لأي جهد من جهود الوساطة. ويدخل في إطار التسوية وقف إطلاق النار، نشر قوات حفظ سلام... إلخ، أما مفهوم حل الصراع فيرتبط دائما بمفهوم بناء السلام أي القضاء على جذور الصراع نهائيا كما حدث في رواندا وسيراليون وكمبوديا وغيرها. وهذا غير وارد حتى اللحظة في الحالة الروسية الأوكرانية.

 

3
(تصوير: كريس ماك غراث - غيتي)

 

وحدة "ضبط المصطلحات" داخل المؤسسات الإعلامية

يشير ما سبق إلى أن وسائل الإعلام بقدر اهتمامها بالشكل الخبري، وكيفية عرض الحدث، لا بد أن تهتم أيضا بضبط المصطلحات، الذي يدخل في إطار ضبط المحتوى. ومن المفيد أن تؤسس وحدة متخصصة لضبط المصطلحات، لا سيما في الأحداث الطارئة، وعملية توصيفها يشرف عليها أكاديميون متخصصون، أو إعلاميون يجمعون بين الخبرة الإعلامية، والعمق الأكاديمي، ويمكن توسيع مهام هذه الوحدة، لكي تعد دليلا  STYLE BOOK للوسيلة الإعلامية عن مصطلحات الصراع والحرب، وما يرتبط بها من مصطلحات أخرى خاصة ما يتعلق بعملية التسوية ونوعها، والفرق بين التسوية السياسية الدبلوماسية، والقانونية بشقيها: التحكيم والقضاء الدولي، وهل هناك فروق بينهما، وما هي إجراءات الاحتكام إليهما، وماذا عن إلزامية القرارات الصادرة عنها، ثم التسوية القسرية "العسكرية"، ومتى يتم اللجوء إليها، وما هي الجهة المنوط بها ذلك، هل هي الدول منفردة، أم المنظمات الدولية كالأمم المتحدة، وماذا عن المنظمات الإقليمية الفرعية كحلف الناتو وغيره، هل يمكن التدخل دون موافقة الأمم المتحدة وهل ما سيتم إرساله من قوات بهدف منع الصراع، أم تسويته، أم فرضه، وهل هذه القوات هي قوات حفظ سلام، أم في مهام سلام؟ وغير ذلك من المصطلحات الهامة التي قد يعرفها بعض الإعلاميين، ويجهلها آخرون. وبالتالي فإن وجود هذه الوحدة ليس من قبيل الترف، كما أن وجود مستشار أو مجموعة من المستشارين السياسيين للمؤسسة الإعلامية يكتسي أهمية لتحديد الأسس العلمية في التعامل مع الصراعات والحروب محل التغطية.

 

 

 


[1] - د. جمال سلامة، تحليل العلاقات الدولية. دراسة في إدارة الصراع الدولي (القاهرة: دار النهضة العربية، ط 1، 2013) ص 68- 70

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023