الإعلام كأداة حرب في يد الاحتلال الإسرائيلي

في الثالث عشر من شهر مايو/أيار عام 2021 عقد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، مؤتمراً صحفياً أعلن فيه أنه يجري حشد قوات قتالية على طول الحدود مع قطاع غزة استعدادا لاحتمال القيام بعملية برية وأن إسرائيل في مراحل مختلفة من الإعداد للعمليات.

 بعد بضع ساعات بدأت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف مناطق مختلفة على الشريط الحدودي لقطاع غزة، ليتبين لاحقاً أن التصريحات لم تكن إلا خدعة عسكرية لدفع مقاتلي المقاومة الفلسطينية للدخول إلى أنفاقهم حتى يتم قصفها فوقهم.

 المفارقة لا تكمن في تصرف الاحتلال، إنما في وسائل الإعلام التي نقلت التصريح دون أن تشكك فيه، والتي لم تسجّل أي اعتراض أو تطلب توضيحات لاحقاً حول استخدامهم كأداة حرب وتضليل من قبل جيش الاحتلال.

 

التضليل كمنهج

 

عند حدوث أي واقعة ضد الشعب الفلسطيني، يلجأ الاحتلال الإسرائيلي إلى استراتيجية قائمة على عدة عناصر؛ أولها اختطاف الرواية الأولى، بحيث يسارع للتصريح حول الرواية بما يتوافق مع ما يريده لرسم الحدث. أما العنصر الثاني فهو خلق الشكوك تجاه أي اتهام يمكن توجيهه له من خلال تقديم "حقائق بديلة" لا يمكن البت في مصداقيتها بالنسبة لوسائل الإعلام غير الموجودة في عين المكان، بينما يتمثل العنصر الثالث في إغراق الإعلام بتصريحات متناسقة من كل مكان، بحيث يصعب أن تتضارب، الأمر الذي يؤكد وجود رواية موحّدة ومنسّقة من خلال جهة أو خلية أزمة تعمل على هندسة هذه التصريحات بشكل سريع.

وتستهدف هذه الاستراتيجية الإعلام العالمي من خلال تكثيف التصريحات الرسمية لوكالات الأنباء العالمية، التي بدورها تستسهل الاختباء خلف التصريحات الرسمية وهي تحاول تقديم خبر سريع لتضمن عدم الوقوع في أخطاء، ويسهل عليها الوصول إلى الناطقين الرسميين من جهة الاحتلال لكثرتهم أولاً، ولتوافرهم ثانياً.

كما يستهدف الاحتلال وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الأذرع المتعددة للحسابات الرسمية (وزارات وهيئات رسمية ومسؤولين وناطقين… إلخ) وغير الرسمية مثل الصحفيين والمؤثرين.

ولا تتوانى هذه الاستراتيجية عن بث أخبار مغلوطة ومضللة، مثل ادعاء أن شرطة الاحتلال "كانت تحاول ضمان استعادة الهدوء والأمان لحرم الأقصى بعدما رشق بلطجية فلسطينيون الحجارة، وأطلقوا المفرقعات بدون مبرر، بغية تأجيج الخواطر وتصعيد الأوضاع"، في حين أن كل شهادات العيان والفيديوهات المصوّرة تؤكد بوضوح زيف هذه الرواية.

وكررت إسرائيل الكذب في واقعة الاعتداء على جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، حين ادّعت شرطة الاحتلال أنه "تم إلقاء الحجارة من قبل أولئك الذين كانوا بالقرب من التابوت في المستشفى"، ووصفتهم بـ "مثيري الشغب" وحمّلتهم مسؤولية إتلاف سيارة الجنازة، على الرغم من أن الاعتداء الواضح على الجنازة كان يُبث على القنوات التلفزيونية مباشرة وعلى مرآى من العالم أجمع.

 

 

التعامي الإعلامي

 

عند وصف الأحداث الجارية في فلسطين، تتجنّب وسائل الإعلام الغربية نقل التصريحات من شهود العيان أو ذكر ما يشاهدونه في الفيديوهات المنقولة رغم انتشارها الواسع، بل تذهب تجاه نقل التصريحات الرسمية، بحجّة الحياد، فتتحول الحقائق إلى آراء والآراء إلى حقائق.

على سبيل المثال في تقريرها حول استشهاد أبو عاقلة قامت صحيفة نقابة الصحفيين السويديين بنقل تصريحين إسرائيليين، أحدهما للسفير الإسرائيلي في واشنطن، في حين تجاهلت وجود شهود العيان الذين كانوا على بعد أمتار من أبو عاقلة، كما استندت إلى بيان شبكة الجزيرة لذكر أنه تم استهداف أبو عاقلة رغم ارتدائها لسترة الصحفيين، وبهذا جعلت الصحيفة حقيقة ارتداء أبو عاقلة للسترة ورأي السفير الإسرائيلي، أمرين متساويين لدى القارئ.

 

 

وقود الانحياز التوكيدي

 

الاحتلال ومن خلال تقديم روايته البديلة عن الأحداث -التي عادة ما تكون هشّة وقابلة للتفنيد بسهولة- يسعى بشكل أساسي إلى تزويد المنحازين له بسردية يستخدمونها في دفاعهم عن إسرائيل انطلاقا من مبدأ الانحياز التوكيدي Confirmation Bias.

ففي كل حادثة، مهما كانت واضحة ولا تقبل الشك، يلقي الاحتلال لمؤيديه السردية اللازمة لهم ليستخدموها في التشكيك بالوقائع، لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وفي كل تغريدة تنشر خبرا أو محتوى يوثّق انتهاكا إسرائيليا ما، ستجد مجموعة من الحسابات تطرح تلك التشكيكات وتقدم السردية الإسرائيلية البديلة. وفي حال لم تستطع إسرائيل تقديم روايتها عن الحدث، أو لم تنشره بعد، ستجدها تقوم بطرح تساؤلات ضبابية من مثل "أوردوا السياق كاملا Put the full context"، مما يوحي للجمهور غير المطلع بوجود نوع من التلاعب بالسياق يسعى للانحياز للجانب الفلسطيني.

أما على صعيد وسائل الإعلام، فإن استخدام أسلوب التضليل يكون عبر توظيف المصطلحات التي تنسب الأفعال للمجهول، أو عبر التأكيد على عدم الحسم لغياب الأدلة القطعية؛ من مثال "لم يتسنَ التأكد من مصادر مستقلة" أو عبر التأكيد على أن المصدر منحاز للجانب الفلسطيني.

وفي كثير من الحالات، لا يسعى لتقديم رواية مقنعة للغرب، ولا يكترث إن قدم رواية هشّة يُمكن تفنيدها ببساطة، لأن كل ما يسعى له هو خلق حالة جدل دائم، تقود الجمهور الغربي للتوجس من اتخاذ موقف، ما يجعله يشكك في كل شيء يراه حول تلك القضية، حتى لو كان من مصدر موثوق، فينزع عادة إلى تجاهل الموضوع والانشغال بأخبار أخرى. وهكذا يستطيع الاحتلال تجنيب الحكومات الحليفة له مغبة غضب الرأي العام من تمويله أو دعمه، واستمرار السياسات المتبعة لانشغال الناس عنها.

إنه ذات الهدف الذي تسعى له بعض الدول من خلق منصات إعلامية تمتهن نشر الأخبار الكاذبة، حتى وإن لم تكن لغاية خدمة هدف سياسي؛ إذ إنها تقوم في بعض الأحيان وبشكل متعمد بنشر أخبار كاذبة لا يمكن لأي شخص تصديقها، لأنها تريد بذلك تقويض ثقة الناس بالإعلام ككل، لا سيما المهني منه.

 

"لست معي إذن أنت عدوي"

 

لا يفكّر الاحتلال كثيراً قبل استهداف الصحفيين بشكل مباشر، ففي أحداث الاعتداءات على المسجد الأقصى شهر إبريل/نيسان أصيب ثلاثة صحفيين على الأقل بشكل مباشر على يد شرطة الاحتلال، منهم المصور رامي الخطيب الذي ظهر بفيديو وهو يتعرض للضرب من قبل 6 من أفراد الشرطة.

وفي تصريحات صحفية للمتحدث باسم الجيش الاحتلال ران كوخاف، بعد استشهاد أبو عاقلة مباشرة، قال فيها إنها كانت تصور وتعمل لصالح وسيلة إعلامية وسط فلسطينيين مسلحين، ووصفها بأنها كانت مسلحّة بالكاميرات، الأمر الذي يعزز فرضية رغبة الاحتلال في استهداف الصحفيين بشكل مباشر بهدف إخفاء تصرفاته تجاه الشعب الفلسطيني، عن الرأي العام العالمي.

 

 

 

المزيد من المقالات

عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024