وكمن كان يعرف مصيره، قالت شيرين في آخر تقرير لها على شاشة الجزيرة "ثمة في فلسطين من يعيش النكبة تلو الأخرى" (تصوير: إيفلين هوكشتاين - رويترز).

حكاية شيرين أبو عاقلة

قالت شيرين نصري أبو عاقلة في حديث أفضت به لواحدة من وسائل الإعلام: "ما نواجهه في حياتنا، هو ما في حياة كل فلسطيني. يعني أنا لما أخرج من بيتي متوجهة لعملي، أمر بحاجز عسكري.. المزارع في أرضه قد يمنع من زراعة الزيتون، والطفل في طريق مدرسته قد يلاقي جنديا يطلق عليه قنابل الغاز.. وربما كسرت البيوت على أهلها وهم نيام. وقد أحرقت عائلة فلسطينية على يد مستوطنين. لست بحاجة إلى أن تخرجي من بيتك، فالاحتلال يحاصرك سواء كنت في غزة أم كنت في القدس والضفة الغربية. حتى الصلاة، في المسجد الأقصى أو في كنيسة القيامة، تحتاج إلى إذن من الاحتلال؛ فالاحتلال داخل في تفاصيل حياتنا اليومية، ولا وجود لحياة طبيعية".

 

كانت شيرين مرجعا مهنيا وأخلاقيا، عنوانا لهموم الناس والمجتمع، خبيرة في السياسة والإعلام. أجادت القراءة في بحور الأدب العالمي والسياسة والاقتصاد، كما أجادت الكتابة والقراءة والحديث بأربع لغات.

 

 

وكمن كان يعرف مصيره، قالت شيرين في آخر تقرير لها على شاشة الجزيرة (وكان تقريرا استباقيا تم بثه بعد أربعة أيام من استشهادها بمناسبة الذكرى السنوية الـ74 لنكبة فلسطين انتهت من إعداده قبل يومين من استشهادها): "ثمة في فلسطين من يعيش النكبة تلو الأخرى ...".

نعم شيرين، هذا الاحتلال الذي اختصرت بطشه بكلماتك يبدأ تدخله السافر في تفاصيل حياة الفلسطيني بعد ساعتين من ولادته، ويستمر تغوله فيها حتى بعد موت الفلسطيني وصدور شهادة وفاته ودفنه، وهذا ما حدث معك أنت أيضا أيتها الشاهدة الشهيدة شيرين.

 

3
 نعم شيرين، هذا الاحتلال الذي اختصرت بطشه بكلماتك يبدأ تدخله السافر في تفاصيل حياة الفلسطيني بعد ساعتين من ولادته، ويستمر تغوله فيها حتى بعد موت الفلسطيني وصدور شهادة وفاته ودفنه (رويترز).

 

 

 

كان لنبرة صوت شيرين مذاق خاص أضفى على معالجاتها الصحفية أصالة مهنية سهلت عليها حكاية القصة وإيصالها إلى المشاهدين بأبسط الكلمات وأقلها عددا، وهذه ميزة قلما حظي بمثلها آخرون. 

 

 

هكذا كانت شيرين الصحفية المتألقة والإنسانة الرائعة.

كانت قارئة للواقع بأدق تفاصيله، وهو ما نقلته للمشاهدين أينما كانوا، بحضورها اللافت وصوتها الهادئ الرخيم، الذي جسّد صدقية منقطعة النظير وجعلها محط إعجاب وتقدير وتقليد. فلا عجب أن تدق أجراس كنائس كافة الطوائف المسيحية الفلسطينية وترتفع التكبيرات في مساجد القدس المحتلة في موقف لم نشهد له مثيلا قبل إلا ثلاث مرات خلال مائة عام حسب العارفين ببواطن الأمور. هكذا نقشت شيرين اسمها بأحرف من نور وذهب في سجل الخالدين من أبناء الشعب الفلسطيني والعرب.

كانت شيرين إنسانة خلوقة هادئة الطباع، طاهرة القلب نقية السريرة وربما كان في ذلك تدبير رباني لنشهد ما شهدناه، بينما الكبد يتفتت كمدا أثناء تشييع جنازتها التي امتدت من مخيم جنين في أقصى شمال الضفة الغربية، حيث استشهدت بنيران الاحتلال مع سبق الإصرار والترصد، إلى مسقط رأسها ومثواها الأخير القدس التي عشقت ترابها، مرورا بنابلس ورام الله حيث شهدت وداعا وتكريما رسميا وشعبيا في مقر الرئاسة، الذي فتح بقرار رئاسي لمشاركة المواطنين، وذلك للمرة الأولى منذ استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

 

كان لنبرة صوت شيرين مذاق خاص أضفى على معالجاتها الصحفية أصالة مهنية سهلت عليها حكاية القصة وإيصالها إلى المشاهدين بأبسط الكلمات وأقلها عددا، وهذه ميزة قلما حظي بمثلها آخرون. درّست في جامعة بيرزيت وتعلمت فيها، وكانت طالبة نجيبة. لقد أفادت واستفادت؛ درّست فيها الإعلام، وتعلمت فيها الإعلام الحديث.

كانت شيرين مرجعا مهنيا وأخلاقيا، عنوانا لهموم الناس والمجتمع، خبيرة في السياسة والإعلام. أجادت القراءة في بحور الأدب العالمي والسياسة والاقتصاد، كما أجادت الكتابة والقراءة والحديث بأربع لغات.

روت القصة في حياتها وظلت ترويها بعد أن أصبحت هي القصة والخبر. لم تخفق شيرين في معالجة أو تغطية صحفية، على مدار ربع قرن من العمل في الجزيرة، هو نصف عمرها. قدمت الآلاف من التقارير والمقابلات الحية من الأخبار العاجلة وغير العاجلة. غطت انتفاضة الأقصى، والحروب الإسرائيلية على غزة ولبنان والقدس والنقب والجليل والضفة الغربية والجولان. كما شاركت في تغطيات لأحداث عربية ودولية في سوريا والأردن ومصر وبريطانيا والولايات المتحدة ولاهاي وجنيف والفاتيكان، وغيرها.. أعدت شيرين التقارير في مجالات الزراعة، والعلوم، والسياسة، والأمن، والرياضة، والقضايا الفنية والنسوية والمجتمعية دون تكبر وبتفان لافت. كتبت عن حبس جثامين الشهداء الفلسطينيين، وكانت من أوائل الصحفيين في العالم الذين تجرؤوا على إعداد تقارير حول أول المصابين بفيروس كورونا. غطت حروبا ومهرجانات وأفراحا وأتراحا، وزفت في تقاريرها عروسا إلى عريسها الأسير في سجون الاحتلال. بحثت مع ذوي الشهداء عن أشلاء أعزائهم بين ركام مخيم جنين وودعت مع ذوي الشهداء أعزاءهم، ونقلت آهات أمهاتهم وحنين أطفالهم، واستقبلت مع أهالي الأسرى أبناءهم المحررين، واقتحمت مع المزارعين والفلاحين أراضيهم المغتصبة، وعاشت مع اللاجئين آلامهم وآمالهم. 

 

بحثت مع ذوي الشهداء عن أشلاء أعزائهم بين ركام مخيم جنين وودعت مع ذوي الشهداء أعزاءهم، ونقلت آهات أمهاتهم وحنين أطفالهم، واستقبلت مع أهالي الأسرى أبناءهم المحررين.

 

لم يكن مستغربا أن تفطر وفاتها، في جريمة قتل بشعة من قبل الاحتلال، قلوب الملايين من مواطنين ومسؤولين، حتى حزن من أجلها القاصي والداني من عرب وعجم، وانتفض غضبا لها المجتمع الفلسطيني برمته ومسؤوليه من رئيسه وزعماء فصائله حتى أصغر أطفاله.

 

1
قوة شيرين أبو عاقلة أنها كانت ملتصقة بالناس دون أن تفقد توازنها المهني (تصوير: عمار عواد - رويترز).

 

 

كانت باحثة وناقلة وراوية للناس وهموهم، تلتقط المعلومة برشاقة ومهنية وتحولها إلى عنوان بحثي تعالجه في تقرير إنساني أو خبر سياسي. تحدد المحاور وتدعمها بالشهود وأبطال القصة لتعزز مصداقيتها وتجعلها ملازمة للحقيقة. لم تنحز شيرين إلا للحقيقة والإنسان، رغم شظف العيش كما وصفته بكلماتها في مستهل هذه المعالجة، ورغم مخاطر مهنة المتاعب التي آثرتها على غيرها من المهن. مع العلم أن أبواب الخيارات للعيش الرغيد أمامها كانت مشرعة على مصاريعها.  لكن شيرين آثرت أن تكون من الناس بين الناس وللناس. وما علمناه بعد رحيلها أنها لم تكن ترد محتاجا ولا تصد باب سائل من الشعب الذي عشقته وأحبها. لم تخيّب قاصدا في معونة أو استشارة أو نصيحة. كانت كطباعها هادئة صامتة متبرعة لأيتام في أرجاء الوطن. لم تنس في العشر الأواخر من رمضان أن تتبرع بوجبات إفطار للمعتكفات في المسجد الأقصى إلى جانب شقيقها أنطون وعائلته الكريمة. كانت شيرين مسيحية مسلمة ومسلمة مسيحية، كانت إنسانة.

 

كانت باحثة وناقلة وراوية للناس وهمومهم، تلتقط المعلومة برشاقة ومهنية وتحولها إلى عنوان بحثي تعالجه في تقرير إنساني أو خبر سياسي. تحدد المحاور وتدعمها بالشهود وأبطال القصة لتعزز مصداقيتها وتجعلها ملازمة للحقيقة.

 

هذه شيرين الإنسانة العربية الفلسطينية المسيحية، والأمريكية أيضا.   

كانت شيرين في ذروة عطائها الإنساني وتألقها المهني عندما قتلها المجرم. كانت شيرين وما أجمل ما كانت، وشكرا شيرين لأنك كنت كما كنت، وشكرا شيرين لأنك كنت كما أنت.

كم كان اغتيالك بنيران قناصة الاحتلال موجعا لزميلاتك وزملائك ولي شخصيا، فقد كنت المسطرة التي نقيس بها أنفسنا أخلاقيا ومهنيا، وما أقسى أن نقول كانت شيرين!  

 

 

 

المزيد من المقالات

كيف ولدت حركة الصحافة السرديّة في الصحافة الأمريكية المطبوعة؟

يستعرض المقال السياق الذي نشأت فيه الصحافة السردية في الولايات المتحدة منذ مقالة جون هيرسي "هيروشيما" في أربعينات القرن العشرين، وصولا إلى الصحافة "الجديدة" مع توم وولف وغاي تاليس وجوان ديديون، وكيف أسهم تبني وسائل الإعلام لهذا النمط من الصحافة في صعودها ونضوجها وترسّخ تقاليد معروفة لها في الصنعة الصحفية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 ديسمبر, 2025
أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025