وكمن كان يعرف مصيره، قالت شيرين في آخر تقرير لها على شاشة الجزيرة "ثمة في فلسطين من يعيش النكبة تلو الأخرى" (تصوير: إيفلين هوكشتاين - رويترز).

حكاية شيرين أبو عاقلة

قالت شيرين نصري أبو عاقلة في حديث أفضت به لواحدة من وسائل الإعلام: "ما نواجهه في حياتنا، هو ما في حياة كل فلسطيني. يعني أنا لما أخرج من بيتي متوجهة لعملي، أمر بحاجز عسكري.. المزارع في أرضه قد يمنع من زراعة الزيتون، والطفل في طريق مدرسته قد يلاقي جنديا يطلق عليه قنابل الغاز.. وربما كسرت البيوت على أهلها وهم نيام. وقد أحرقت عائلة فلسطينية على يد مستوطنين. لست بحاجة إلى أن تخرجي من بيتك، فالاحتلال يحاصرك سواء كنت في غزة أم كنت في القدس والضفة الغربية. حتى الصلاة، في المسجد الأقصى أو في كنيسة القيامة، تحتاج إلى إذن من الاحتلال؛ فالاحتلال داخل في تفاصيل حياتنا اليومية، ولا وجود لحياة طبيعية".

 

كانت شيرين مرجعا مهنيا وأخلاقيا، عنوانا لهموم الناس والمجتمع، خبيرة في السياسة والإعلام. أجادت القراءة في بحور الأدب العالمي والسياسة والاقتصاد، كما أجادت الكتابة والقراءة والحديث بأربع لغات.

 

 

وكمن كان يعرف مصيره، قالت شيرين في آخر تقرير لها على شاشة الجزيرة (وكان تقريرا استباقيا تم بثه بعد أربعة أيام من استشهادها بمناسبة الذكرى السنوية الـ74 لنكبة فلسطين انتهت من إعداده قبل يومين من استشهادها): "ثمة في فلسطين من يعيش النكبة تلو الأخرى ...".

نعم شيرين، هذا الاحتلال الذي اختصرت بطشه بكلماتك يبدأ تدخله السافر في تفاصيل حياة الفلسطيني بعد ساعتين من ولادته، ويستمر تغوله فيها حتى بعد موت الفلسطيني وصدور شهادة وفاته ودفنه، وهذا ما حدث معك أنت أيضا أيتها الشاهدة الشهيدة شيرين.

 

3
 نعم شيرين، هذا الاحتلال الذي اختصرت بطشه بكلماتك يبدأ تدخله السافر في تفاصيل حياة الفلسطيني بعد ساعتين من ولادته، ويستمر تغوله فيها حتى بعد موت الفلسطيني وصدور شهادة وفاته ودفنه (رويترز).

 

 

 

كان لنبرة صوت شيرين مذاق خاص أضفى على معالجاتها الصحفية أصالة مهنية سهلت عليها حكاية القصة وإيصالها إلى المشاهدين بأبسط الكلمات وأقلها عددا، وهذه ميزة قلما حظي بمثلها آخرون. 

 

 

هكذا كانت شيرين الصحفية المتألقة والإنسانة الرائعة.

كانت قارئة للواقع بأدق تفاصيله، وهو ما نقلته للمشاهدين أينما كانوا، بحضورها اللافت وصوتها الهادئ الرخيم، الذي جسّد صدقية منقطعة النظير وجعلها محط إعجاب وتقدير وتقليد. فلا عجب أن تدق أجراس كنائس كافة الطوائف المسيحية الفلسطينية وترتفع التكبيرات في مساجد القدس المحتلة في موقف لم نشهد له مثيلا قبل إلا ثلاث مرات خلال مائة عام حسب العارفين ببواطن الأمور. هكذا نقشت شيرين اسمها بأحرف من نور وذهب في سجل الخالدين من أبناء الشعب الفلسطيني والعرب.

كانت شيرين إنسانة خلوقة هادئة الطباع، طاهرة القلب نقية السريرة وربما كان في ذلك تدبير رباني لنشهد ما شهدناه، بينما الكبد يتفتت كمدا أثناء تشييع جنازتها التي امتدت من مخيم جنين في أقصى شمال الضفة الغربية، حيث استشهدت بنيران الاحتلال مع سبق الإصرار والترصد، إلى مسقط رأسها ومثواها الأخير القدس التي عشقت ترابها، مرورا بنابلس ورام الله حيث شهدت وداعا وتكريما رسميا وشعبيا في مقر الرئاسة، الذي فتح بقرار رئاسي لمشاركة المواطنين، وذلك للمرة الأولى منذ استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

 

كان لنبرة صوت شيرين مذاق خاص أضفى على معالجاتها الصحفية أصالة مهنية سهلت عليها حكاية القصة وإيصالها إلى المشاهدين بأبسط الكلمات وأقلها عددا، وهذه ميزة قلما حظي بمثلها آخرون. درّست في جامعة بيرزيت وتعلمت فيها، وكانت طالبة نجيبة. لقد أفادت واستفادت؛ درّست فيها الإعلام، وتعلمت فيها الإعلام الحديث.

كانت شيرين مرجعا مهنيا وأخلاقيا، عنوانا لهموم الناس والمجتمع، خبيرة في السياسة والإعلام. أجادت القراءة في بحور الأدب العالمي والسياسة والاقتصاد، كما أجادت الكتابة والقراءة والحديث بأربع لغات.

روت القصة في حياتها وظلت ترويها بعد أن أصبحت هي القصة والخبر. لم تخفق شيرين في معالجة أو تغطية صحفية، على مدار ربع قرن من العمل في الجزيرة، هو نصف عمرها. قدمت الآلاف من التقارير والمقابلات الحية من الأخبار العاجلة وغير العاجلة. غطت انتفاضة الأقصى، والحروب الإسرائيلية على غزة ولبنان والقدس والنقب والجليل والضفة الغربية والجولان. كما شاركت في تغطيات لأحداث عربية ودولية في سوريا والأردن ومصر وبريطانيا والولايات المتحدة ولاهاي وجنيف والفاتيكان، وغيرها.. أعدت شيرين التقارير في مجالات الزراعة، والعلوم، والسياسة، والأمن، والرياضة، والقضايا الفنية والنسوية والمجتمعية دون تكبر وبتفان لافت. كتبت عن حبس جثامين الشهداء الفلسطينيين، وكانت من أوائل الصحفيين في العالم الذين تجرؤوا على إعداد تقارير حول أول المصابين بفيروس كورونا. غطت حروبا ومهرجانات وأفراحا وأتراحا، وزفت في تقاريرها عروسا إلى عريسها الأسير في سجون الاحتلال. بحثت مع ذوي الشهداء عن أشلاء أعزائهم بين ركام مخيم جنين وودعت مع ذوي الشهداء أعزاءهم، ونقلت آهات أمهاتهم وحنين أطفالهم، واستقبلت مع أهالي الأسرى أبناءهم المحررين، واقتحمت مع المزارعين والفلاحين أراضيهم المغتصبة، وعاشت مع اللاجئين آلامهم وآمالهم. 

 

بحثت مع ذوي الشهداء عن أشلاء أعزائهم بين ركام مخيم جنين وودعت مع ذوي الشهداء أعزاءهم، ونقلت آهات أمهاتهم وحنين أطفالهم، واستقبلت مع أهالي الأسرى أبناءهم المحررين.

 

لم يكن مستغربا أن تفطر وفاتها، في جريمة قتل بشعة من قبل الاحتلال، قلوب الملايين من مواطنين ومسؤولين، حتى حزن من أجلها القاصي والداني من عرب وعجم، وانتفض غضبا لها المجتمع الفلسطيني برمته ومسؤوليه من رئيسه وزعماء فصائله حتى أصغر أطفاله.

 

1
قوة شيرين أبو عاقلة أنها كانت ملتصقة بالناس دون أن تفقد توازنها المهني (تصوير: عمار عواد - رويترز).

 

 

كانت باحثة وناقلة وراوية للناس وهموهم، تلتقط المعلومة برشاقة ومهنية وتحولها إلى عنوان بحثي تعالجه في تقرير إنساني أو خبر سياسي. تحدد المحاور وتدعمها بالشهود وأبطال القصة لتعزز مصداقيتها وتجعلها ملازمة للحقيقة. لم تنحز شيرين إلا للحقيقة والإنسان، رغم شظف العيش كما وصفته بكلماتها في مستهل هذه المعالجة، ورغم مخاطر مهنة المتاعب التي آثرتها على غيرها من المهن. مع العلم أن أبواب الخيارات للعيش الرغيد أمامها كانت مشرعة على مصاريعها.  لكن شيرين آثرت أن تكون من الناس بين الناس وللناس. وما علمناه بعد رحيلها أنها لم تكن ترد محتاجا ولا تصد باب سائل من الشعب الذي عشقته وأحبها. لم تخيّب قاصدا في معونة أو استشارة أو نصيحة. كانت كطباعها هادئة صامتة متبرعة لأيتام في أرجاء الوطن. لم تنس في العشر الأواخر من رمضان أن تتبرع بوجبات إفطار للمعتكفات في المسجد الأقصى إلى جانب شقيقها أنطون وعائلته الكريمة. كانت شيرين مسيحية مسلمة ومسلمة مسيحية، كانت إنسانة.

 

كانت باحثة وناقلة وراوية للناس وهمومهم، تلتقط المعلومة برشاقة ومهنية وتحولها إلى عنوان بحثي تعالجه في تقرير إنساني أو خبر سياسي. تحدد المحاور وتدعمها بالشهود وأبطال القصة لتعزز مصداقيتها وتجعلها ملازمة للحقيقة.

 

هذه شيرين الإنسانة العربية الفلسطينية المسيحية، والأمريكية أيضا.   

كانت شيرين في ذروة عطائها الإنساني وتألقها المهني عندما قتلها المجرم. كانت شيرين وما أجمل ما كانت، وشكرا شيرين لأنك كنت كما كنت، وشكرا شيرين لأنك كنت كما أنت.

كم كان اغتيالك بنيران قناصة الاحتلال موجعا لزميلاتك وزملائك ولي شخصيا، فقد كنت المسطرة التي نقيس بها أنفسنا أخلاقيا ومهنيا، وما أقسى أن نقول كانت شيرين!  

 

 

 

المزيد من المقالات

حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023