السرد الصحفي في المناهج الدراسية.. الحلقة المفقودة

وأنا أدرّس الصحافة منذ ثلاثين سنة ونيف، أو أشرف على تدريب الصحفيين في إطار ما نسميه في المغرب "التكوين المستمر"، درجت على أن أثير انتباه الطلبة والمتدربين المهنيين إلى أنه ليس في مقدور التواصل الإنساني أن يتجاوز الأفعال التواصلية التالية: النقل، والشرح، والتعليق. لأقفل ذلك بملاحظة مستفزة: "عبقري من يستطيع منكم أن يجد فعلا تواصليا إنسانيا خارج هذا الثالوث المقدس". كان منهم من يضحك، ومن يجتهد دون أن يفلح في الانفكاك عن هيكل التخاطب الإنساني المثلث الأضلاع، المشار إليه أعلاه.

لكن الأهم من هذا التمييز، هو موقع السرد الذي ينتفي تقريبا في النقل (تجنبا للتشويش على أمانته وموضوعيته، كما في الخبر الصرف أو الخام في مواجيز الأخبار التلفزيونية مثلا)، ويتسامى في الشرح (كما في الاستطلاع والتحقيق والبروفايل وفي جوانب من الاستجواب حين يهمز الصحفي المتحدث لعرض حكاية أو إعطاء مثل ملموس لتعويض التجريد بالحكي)، ويظهر باحتشام في التعليق (الافتتاحية، العمود الصحفي، مقال التحليل، مقال النقد).

وكنت، ضمن أدبيات المدرسة الفرنسية في الصحافة تحديدا، حين أفتح سجل الأجناس/الأنماط الشارحة، خاصة منها الاستطلاع الصحفي الذي يقدم المعطيات والبيانات والوقائع ناظما إياها في ضفيرة حكي ممتع، أُشْرع على مصراعيها بوابة السرد في علاقته بالصحافة. وكنت مجبرا على تقديم بعض التوضيحات المبدئية عمادها أن الصحافة لا توظف من السرد إلا ما يخدم غاياتها، وهي لا تتماهى في ذلك مع السرديات الأدبية التي تستعمل للوصول إلى هدفها ملكة التخييل، وهو ما أسوقه تحت مسمّى "وظيفية السرد الصحفي".

وكنت أذكر دائما أن الصحافة، مهما استعملت من أساليب، فهي تؤثر الوضوح على أي مقوم آخر، متوسلة لذلك بعناصر أخرى يمكن إجمالها في الدقة، والملموسية، والاقتضاب، والاكتمال. طبعا كل هذا ينطبق على السرد كآلية لتوصيل الخطاب الأساس في العمل الصحفي الذي يعتمده. وعلى السرد، تأسيسا على ذلك، أن يكون موضحا للأفكار العامة المرتبطة بالخطاب الأساس لا أن يستحيل إلى ستار كلمات أو أن يخلق تداعيات لدى المتلقي تتجاوز حدود الموضوعية التي هي أسّ الصحافة وعمادها.

ومن جانب آخر، كنت دائما أمثل السرد الصحفي بالمائدة التي لا يمكنها أن تقف إلا على ثلاث قوائم على الأقل، وإلا سقطت. بمعنى أن السرد يجب أن يعتمد في ثلثيه (كحدّ معقول) المعطيات الموضوعية (الأرقام، الإحصائيات، الشهادات، الاستشهاد، السرد التاريخي، عرض الوضعية، أسبابها ونتائجها، الوصف الموضوعي للحالات والظواهر والأحداث)؛ وأن يتم، في ثلثه المتبقي، توظيف ما يسمى "الملاحظات المَشْهدية" (الانطباعات حول الأجواء العامة مرتخية، متشنّجة، عادية...)، التعبير عبر عناصر الطبيعة (السماء صافية، مكفهرّة، سحابة عابرة، زهرة طرية على الجانب الأيسر من مكتب المدير...)، رصد الحالات والوضعيات والجزئيات الموحية بالنشاز وعدم الانسجام (ربطة عنق ذات لون فاقع لمتحدث خجول، نقابي ذو ساعة ذهبية، كلام بذيء يصدر عن شخصية عامة، صراخ في موقع الكلام الهادئ...)، توظيف الحواسّ الخمس ( البصر، السمع، الشم، الذوق، اللّمس)، نقل الحركات والسّكنات الدالّة (متكلّم ينفث دخان سيجاره بشراهة، متحدّث متهالك على كرسيه، وجه عبوس، صوت متقطع...)، توظيف الطُّرَف والمواقف الهزلية أو الساخرة التي تدعو إلى التأمل (1). 

أما القائمة الثالثة، فهي تتعلق بـ"سَنْيَرة" الموضوع/القصة (باللغة الفرنسية scénarisation)، من حيث البناء أساسا. وهنا لا بد من تبنّي تقنية قانون التعاقب الذي يكسر رتابة القصة، باعتماده تنويعا في طبيعة فقراتها التي يمكنها أن تنبني أساسا على شهادة، أو مشهد، أو إحصائية، أو سرد، أو فعل (action)، أو فكر (réflexion)، إلخ.

وأذكر أنه حين كنت ألقي سؤال الفرق بين الوصف والسرد، يرتبك كثير من الطلبة المتكوّنين في إعطاء جواب شافٍ. لأضطر لتبيان أن الوصف جزء من السرد، وأن طبيعته سكونية، لكن لها ميزة تلوين القصة الصحفية وتكثيف محطات داخل مسار السرد الزمني، للتحسيس بها أكثر وخلق انطباعات خاصة عنها موردا الأمثلة التي توضح ذلك عبر عينات من الصحافة العربية والدولية.

طبعا، لا أظن أن مؤسسات التكوين في الصحافة تعلم المتكونين داخلها فنون التعامل مع السرد الصحفي خلال ورشات عمل حقيقية يتم فيها إكساب آليات السرد الصحفي، وليس فقط عبر قواعد فضفاضة قد تسقط الصحفي السارد في أحابيل الحكي المجاني.

ومهما كان الأسلوب العام الذي تنتهجه الصحافة عبر العالم، وهو ما نتج عنه تمايز بين الصحافة الأمريكية والفرنسية مثلا، حيث تشتغل الأولى وفق قواعد الأجناس الصحفية، والثانية بالاستناد المكثف إلى مفهوم القصة، فإن الاشتغال بمرتكزات آليات السرد يجب أن يظل فيهما هو نفسه.

وفي هذا الصدد، على الصحفي أن ينأى بنفسه عن تمثل السرد الصحفي فقط كمصيدة للمتلقي، بهدف رفع "المبيعات" وخلق درجة وفاء معه تقوم على شكل المادة المعروضة لا جوهرها. إذ يجب ألا ننسى، تماشيا مع هذا الطرح، أن "الصحافة الجديدة" التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في ستينيات القرن الماضي لم يكن همها أنسنة الصحافة فقط، بل كذلك توسيع قاعدة الجمهور المتلقي بضخ شحنات كبيرة من الدراما في المنتج الصحفي، وصولا - في حالات معينة - إلى نوع من "الهوليودية الصحفية". ولم يحظ هذا المنحى باهتمام الصحافة الأوربية عامة التي ظلت متشبثة، ولحد الآن بخيار الأجناس.

وتعلل ظروف التنافسية الشديدة على الجمهور في الولايات المتحدة الأمريكية خيار السرد الصحفي المكثف فيها، حيث تظل أكثر ارتهانا بالإشهار والربح، مقارنة مثلا بالصحافة في فرنسا، البلد الذي تعتبر فيه مساعدات الدولة للصحافة الأكبر بعد إيطاليا.

وكان من بين أهم الانتقادات التي وجهت للصحافة السردية التي تؤسس تصورها على الشخصنة، أنها لا تستطيع من خلال ذلك القيام بالتحليل البنيوي للسياق الاجتماعي، ولا الإمساك بديناميات السلطات داخل المجتمعات، الأمر الذي يحتاج إلى إعمال آليات المنطق أكثر من توظيف نبض المشاعر، وغواية الدراما. مع اعتبار أن المنحى العام للصحافة السردية يجنح للوصف لا للشرح.

طبعا هذا التصور ليس صائبا ولا خاطئا تماما. لأن من خصال الصحافة السردية أنها تفكر بمنطق الميدان والأنسنة والشخصنة. وتذهب نينا بيرنشتاين Nina Bernstein، الصحفية في نيويورك تايمز، المتخصصة في قضايا الهجرة إلى أن "القصص الفردية وسيلة قوية لملامسة رهانات أكبر" (2). وقد يكمن التمايز في أسلوب الصحافة الأمريكي والأوروبي عامة في منسوب السرد فيهما، لا في جوهر الاشتغال بالسرد كمعطى خطابي لا مندوحة عنه، خاصة في المواد الصحفية التي يروم من خلالها الصحفي رفع درجة التحسيس حول موضوع ما، واستمالة وجدان المتلقين للاهتمام به.

ويقول رودني بينسون، عالم الاجتماع الأمريكي والمتخصص في شؤون الهجرة، في مقارنته لتغطية قضايا الهجرة في الصحافة الفرنسية التي تعتمد الأجناس الصحفية والأمريكية التي توظف السرد الصحفي (3) إنه على الرغم من أن النهج الفرنسي المتعدد الأجناس يحتوي أيضًا على عيوبه، إلا أنه يتغلب على الحدود التي ترتهن بها الصحافة السردية. إذ يتضح أن الصحافة الفرنسية، بتوظيفها للمعلومات وبيانات الخلفية والتعليقات والمقابلات مع الخبراء، مجهزة جيدًا لالتقاط التعقيد الهيكلي والتنوع الأيديولوجي والسياق التاريخي. إن النهج الصحفي الفرنسي يوفر عناصر تجاوز "البعد الإنساني" للأفراد المهاجرين، لملامسة لماذا وكيف تتم الهجرة كعملية اجتماعية. إنه يدمج السرد لكنه لا يقتصر عليه. وهذا المنحى، دائما حسب بنسون، لا يقتصر على فرنسا ولكنه لوحظ أيضًا في وسائل الإعلام العامة في البلدان الأخرى (مثل خدمة البث العامة الأمريكية أو "PBS").

نخلص من هذا إلى أن السرد الصحفي سيظل عنصرا متميزا وحيويا في كل أساليب الصحافة عبر العالم، لكن الاهتمام به يجب أن يتجاوز الخيارات والأساليب الصحفية التي تختلف وفق سياقات تطور الصحافة في بلد أو آخر أو في منظومة بلدان أو أخرى، لينصبّ على وظيفية السرد الصحفي، وغاياته، وأنواعه، ومقوماته، وتداعياته، وأخلاقياته.

وهو الأمر شبه الغائب في مساقات التدريب داخل مؤسسات التكوين الصحفي في العالم العربي.

 

 


مراجع 

(1) "دليل الصحفي المهني: الاستطلاع الصحفي"، عبد الوهاب الرامي، منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، والنقابة الوطنية للصحافة، 2004.

(2) خلال ندوة "تغطية الهجرة"، المؤسسة الفرنسية الأمريكية، باريس، نوفمبر 2009.

(3) انظر دراسته الصادرة في "Politiques de communication"، 2015/1، العدد 4، ص. 187-209.

 

المزيد من المقالات

كيف ولدت حركة الصحافة السرديّة في الصحافة الأمريكية المطبوعة؟

يستعرض المقال السياق الذي نشأت فيه الصحافة السردية في الولايات المتحدة منذ مقالة جون هيرسي "هيروشيما" في أربعينات القرن العشرين، وصولا إلى الصحافة "الجديدة" مع توم وولف وغاي تاليس وجوان ديديون، وكيف أسهم تبني وسائل الإعلام لهذا النمط من الصحافة في صعودها ونضوجها وترسّخ تقاليد معروفة لها في الصنعة الصحفية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 ديسمبر, 2025
أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025