تويتر في عصر إيلون ماسك.. هل هو مخيف للصحفيين؟

 

يمثل إيلون ماسك قدوة كبيرة لمن يكرهون كل ما هو تقليدي، خصوصاً لنجاحاته في مجال السيارات الكهربائية والنقل الفضائي، لذلك ليس غريبا أن تظهر له الطريقة التي عمل بها تويتر على مدار السنوات الأخيرة، طريقة تقليدية ولا تجني الأرباح التي يرغب بها الملياردير الشهير، كما لا تعبر عن روح الجيل الجديد من المنصات الرقمية.

 منصة تويتر هي قطعاً واحدة من شبكات التواصل الاجتماعي الناجحة في العالم، لكن أمورا كثيرة داخله لم تكن تسرّ ماسك، وأكبرها نموذجه الاقتصادي الذي يمنح مجانية كبيرة للمستخدمين بمن فيهم المشاهير، وثانياً القيود التي يضعها على حرية التعبير مقابل تسامح المنصة مع أسراب الذباب الإلكتروني واللجان الإلكترونية التي جعلت من الشبكة مساحة واسعة لنشر الأخبار الكاذبة والمضللة.

بالنسبة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، تبقى خطط ماسك غامضة: هل سيدفع الرجل بحرية التعبير إلى مداها على المنصة؟ هل سيتوقف تويتر عن محاصرة نوع من المحتوى لأسباب سياسية أكثر منها قانونية ومن ذلك الحظر المطبق على حسابات وسائل إعلام روسية وعلى حسابات كتاب ومؤسسات صحفية فلسطينية؟ وهل سيفرض قيوداً أكبر على الذباب الإلكتروني الذي يهاجم الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بحملات منسقة غايتها إسكاتهم أو محاولة تضليل جمهورهم ببث أخبار عكسية كاذبة أو مبالغ فيها؟

من أول ما وعد به ماسك هو أن الشركة ستعين مجلسًا للإشراف على المحتوى يحتضن رؤى متعددة، وأن أيّ قرار يخصّ إمكانية إعادة عمل حساب تم حظره من إدارة الشركة لن يتم إلّا بعد تشكيل هذا المجلس، أول حساب ينتظر المتابعين أن يبت فيه ماسك وهذا المجلس، هو حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي حظرته إدارة تويتر السابقة بحجة التحريض على أحداث الكابيتول.

 

مستقبل أسود للصحفيين على المنصة؟

 

يحظى تويتر بأهمية بالغة لدى الصحفيين. الصحفيون الأمريكيون يستخدمونه بنسبة 69 في المئة مقابل 52 في المئة لفيسبوك وفق دراسة لمركز بيو للأبحاث (1). حقق شهرته بين الصحفيين لقدرته على نقل الأخبار العاجلة وسهولة البحث داخله ونضج محتواه، مقارنة مع بقية المنافسين، وتوفره على أدوات تتيح للصحفيين استخدامه في تغطية الأحداث مقارنة بفيسبوك.

لكن هناك من يرى أن أيام الصحفيين ستكون سوداء على تويتر مع إيلون ماسك. كتبت إيميلي بيل، مديرة مركز تاو للصحافة الرقمية (تابع لمدرسة كولومبيا للصحافة) أن ماسك يتبع الأساليب نفسها التي انتهجها ترامب في التقليل من مصداقية الصحافة وقلب الحقائق، مبرزة أن الصحفيين عليهم أن يكونوا الآن أكثر حذراً في العمل على المنصة بما أن معطياتهم ورسائلهم الخاصة توجد لدى شركة اشتراها ماسك، زاعمةً أن هذا الأخير سيستخدم المنصة للرد على أيّ تقرير لا يعجبه أو تقييده.

وتستدل إيميلي بيل على ذلك بتغريدات كان ماسك قد وجهها ضد صحيفتي "نيويورك تايمز" و"الغارديان"، ورغبته بإنشاء موقع حيث يمكن للناس تقييم الصحفيين، وكذلك بإعادة تغريده لرابط مقال من صحيفة متواضعة المصداقية، يغطي واقعة الاعتداء على زوج نانسي بيلوسي عبر نظرية المؤامرة، وبوضع تويتر لعلامة مشككة في مصداقية تغريدة صحفي نشر جزءاً من تقرير لنيويورك تايمز يتحدث عن أن ماسك أقال عددا من العاملين في تويتر على وجه السرعة حتى لا يؤدي لهم تعويضاتهم المستحقة (2). 

تطلب منظمة مراسلون بلا حدود من ماسك أن يكون حذرا في إعادة تنظيمه للمنصة، وتنبهه إلى أن الصحافة يجب ألا تكون "ضحية جانبية" لقراراته الإدارية (3). كما أدانت كل من الفدراليتين الأوروبية والدولية للصحفيين استحواذه على تويتر، وحذرتا في بيان مشترك من تهديد الملياردير للتعددية ولحرية الصحافة ولإمكانية خلقه منصة للتضليل (4). 

 

هل يستطيع ماسك فعلا تهديد الصحافة؟

 

أرسل ماسك رسالة مشفرة للصحفيين هذه الأيام، إذ أشاد كثيرا بأفضال تويتر على "صحافة المواطن" وقال إنها تتيح للناس نشر الأخبار دون "تحيز مؤسساتي". لم يتوقف ماسك فقط عند الحديث عن مساهمة هذا النوع من الصحافة الهاوية في تعميم الأخبار لكنه خصّها بميزة يرى أن المؤسسات الصحفية تفتقدها.

 لا يظهر هذا الاحتفاء مفاجئاً، والجديد فيه أنه ظهر في التغريدات الأولى التي نشرها ماسك مباشرة بعد امتلاكه تويتر. تُفضل الشبكات الاجتماعية عموماً المواطنين الصحفيين لأسباب كثيرة منها أن جلّ نشاطهم يبقى داخل هذه المنصات واقتناعهم أن لا وجود لهم تقريباً دون الاستعانة بمنصات التواصل، وأنهم لا يعلّمونها في كل مرة أخلاقيات النشر، فضلاً عن غياب لوبيات تدافع عنهم، بينما يبقى الصحفيون بالنسبة لها مصدر إزعاج، خصوصاً عندما يكشفون ما تريد إخفاءه، وأرشيف الصحافة الأمريكية متخم بتقارير عن فضائح استغلال غير قانوني لبيانات المستخدمين على الشبكات الاجتماعية.

 لا شك أن ماسك، كغيره من المليارديرات الذين تعقبت الصحافة أخبار شركاتهم وتسببت لهم أحياناً في متاعب مست سمعتهم، لن يكون قديساً في نظرته للصحافة وسيفضل أن تنساه السلطة الرابعة إلّا من يقوم بوظائف العلاقات العامة أو من يغطي معارك تغريداته على تويتر، لكن في الجهة المقابلة، يبقى ماسك مجبراً على عدم استغلال تويتر لتصفية حساباته مع الصحفيين.

 صحيح أن ماسك أضحى مالك تويتر، لكن هذه الشبكة الاجتماعية تبقى إرثاً أمريكياً في أحد أكثر بلدان العالم ليبرالية في مجال حرية التعبير، وكما عجز ترامب عن ترويض الصحافة الأمريكية، يعي ماسك أنه لن يغيّر الواقع الإعلامي لصالحه بفرض سلطوي لتصوّره الخاص، خصوصاً أن حوالي 69 في المئة من مستخدمي تويتر في الولايات المتحدة يتابعون داخله الأخبار حسب دراسة أخرى لمركز بيو للأبحاث (5). وكمليادير برز اسمه في الصفقات التجارية الناجحة، لن يجرأ ماسك على دفع الصحفيين إلى الهجرة من تويتر إلى منصات أخرى، لأن الأمر تجاري بالنسبة له.

 

حرية تعبير لا محدودة؟

 

بعيداً عن المعارك مع الصحفيين، هناك شيء إيجابي ولو ظاهريا. يوضح ماسك أنه مع "حرية التعبير.. لكن فيما يتوافق مع القانون"، متحدثا في تغريدة أنه "ضد الرقابة التي تتجاوز القانون" (6)، وهو توضيح أراد منه اتخاذ مسافة من المنظمات المتطرفة التي تحذر منها السلطات الأمريكية، ومنها منظمة كيون أنون اليمينية.

 موقف ماسك يساند ما تريده وسائل الإعلام عبر العالم، خصوصاً منها التي تشجع على الحرية المسؤولة في التعبير والنشر. لكن استدلال ماسك بالقانون ليس كلاماً يمرّ مرور الكرام. تطالبه منظمة Article 19 باحترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان، ومن ذلك حرية الرأي والتعبير، وضرورة تأكيد التزامه بمبادئ الشفافية والمحاسبة، والحفاظ على سرية هوية المستخدمين الذين لا يرغبون بالكشف عنها، وبالاستمرار في دعم شركة "بلوسكاي" التي تسعى لإطلاق منصة اجتماعية لامركزية تتيح للمستخدمين التحكم في بياناتهم وتمنع سيطرة جهة مركزية عليها.

كما أن حرية التعبير لا تعني تحويل منصة إلى مزرعة للأخبار الكاذبة التي تتعامل معها القوانين عبر العالم بمرونة كبيرة. هناك رسالة سلبية وجهها ماسك كذلك، هي إقالته لفيجايا غادي، التي كانت رئيسة القسم المسؤول عن مكافحة الأخبار الكاذبة. وتنبه منظمة مراسلون بلا حدود في مقال إخباري لها إلى أن قرار مماثلا ستكون له انعكاسات كارثية، بما أن التضليل يستفيد كثيرا من خوارزميات تويتر. تعترف المنظمة أن سياسات تويتر لمواجهة الأخبار الكاذبة كانت عموماً ضعيفة، لكن ترك المجال خاليا لن يصلح العطب.

 

ما قد يخفف من مخاوف غرق تويتر أكثر في مستنقع التضليل، هو رفض ماسك سابقاً استكمال الصفقة بسبب اعتراضه على الرقم الكبير للحسابات الوهمية. وعد ماسك بتقليل نسبة هذه الحسابات التي تصل حسب أرقام شركة مختصة تعاملت معه إلى 11 بالمئة من مجموع الحسابات (7)، لكن أكبر تحد سيواجهه هو مع المحتوى المصنف دعائي، خصوصاً الروسي والصيني، وهل سيكون ماسك ملزماً بتتبع السياسات الغربية التي تحذر من الدعاية الروسية خصوصاً في زمن حرب أوكرانيا أم سيفتح المنصة بشكل حر لينشر فيها الجميع أياً كانت توجهاتهم ونياتهم وأدواتهم؟

 

باختصار.. هل سيحلق الطائر كما يريد ماسك أم كما تفرض السياسة الغربية؟

 

 

المراجع:


(1) https://www.pewresearch.org/fact-tank/2022/06/27/twitter-is-the-go-to-social-media-site-for-u-s-journalists-but-not-for-the-public/

(2) https://www.cjr.org/tow_center/elon-musks-twitter-what-does-it-mean-for-journalists.php

(3) https://rsf.org/en/decisions-twitter-s-new-boss-must-not-endanger-journalism

(4) https://www.ifj.org/media-centre/news/detail/category/press-freedom/article/twitter-elon-musks-deal-is-bad-news-for-media-freedom.html

(5) https://www.pewresearch.org/journalism/2021/11/15/news-on-twitter-consumed-by-most-users-and-trusted-by-many/

(6) https://twitter.com/elonmusk/status/1519036983137509376?lang=en

(7) https://www.businessinsider.com/elon-musk-data-scientists-didnt-find-many-bots-twitter-hid-2022-9

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023