التغطية الإعلامية الغربية لحفل افتتاح مونديال قطر

اكتسبت تغطية بطولة كأس العالم 2022 في قطر أهمية خاصة كونها تقام لأول مرة في بلد عربي مسلم، الأمر الذي أثار حفيظة الغرب بصورة جلية بدت من خلال الحملة الدعائية الموجهة التي شنتها عدة دول أوروبية على قطر وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا واستراليا بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان، وشاركتهم أمريكا فيها.

الحملة الموجهة ضد قطر لم تتوقف حتى بعد انطلاق صافرة كأس العالم، بل بدأت تتخذ أشكالا جديدة مثل موقف المنتخب الألماني الذي بدأ مباراته الأولى ضد اليابان بصورة اللاعبين وهم يضعون أياديهم على أفواههم في إشارة إلى رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم لارتداء اللاعبين أي إشارة لها دلالات سياسية أو غير ذلك.

ولاقت العديد من الانتقادات الغربية ردودا من ناشطين وإعلاميين غربيين، من بينها موضوع منع الفيفا للمشروبات الكحولية في الملاعب ومحيطها، والتي ردت عليه عدد من الناشطات من بينهن الناشطة البريطانية إيلي مولسون التي ذكرت للتايمز البريطانية: "ساعد منع الكحول في ملاعب قطر على استمتاع النساء بالحدث دون تحرش ومضايقات"، وهو الرأي الذي شاركتها فيه الناشطة التي تدير حملة HerGameToo لجعل بيئة الملاعب آمنة للنساء حيث قالت: "رغم الانتقادات الدولية ضد قطر فإن ملاعبها أكثر أمانًا وملاءمة للنساء من بريطانيا".

ووفقا لاستطلاع رأي أجرته شركة "ستاتيستا" العالمية المتخصصة في أبحاث السوق والمستهلكين؛ فإن معظم الجماهير الإنجليزية ترفض مقاطعة المونديال  في قطر، كما أظهر الاستطلاع الذي شمل 1031 شخصا بالغا في إنجلترا  أن 10% من الإنجليز المشاركين فيه قالوا إنه يجب على عشاق كرة القدم في البلاد مقاطعة مونديال قطر، فيما عارض ذلك 34%، بينما بقي 33% منهم على الحياد.

الحملة الدعائية الغربية لا تستهدف قطر فقط، وإن كانت هي المقصود المباشر حاليا لنجاحها الكبير في تنظيم مونديال 2022؛ لكنها حملة بدأت منذ وقت طويل لصناعة صورة نمطية سلبية عن كل ما هو عربي ومسلم، وانكشفت أبعادها من خلال تغطية انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه ضد المدنيين الفلسطينيين، وما أظهر بشكل سافر ازدواجية معاييرها هو موقفها من غزو روسيا لأوكرانيا وما صاحبه من ممارسات إعلامية غير مسبوقة ضربت صميم القيم المهنية التي طالما تبجّحوا بها.

في هذا المقال أرصد بعض التغطيات الصحفية العالمية الخاصة بافتتاح مونديال قطر 2022 وما صاحبه من احتفالات وفعاليات متنوعة بمشاركات عربية وعالمية.

 

مقارنات غير واقعية..! 

 

ركز حفل الافتتاح للمونديال على قيم التكامل بين الشعوب واحترام الثقافات المختلفة، إلى جانب عروض ثقافة محلية قطرية. وبحسب "الفيفا"، فقد شاهد مراسم حفل الافتتاح نحو مليار نسمة حول العالم، ليكون الأكبر من حيث المشاهدات في تاريخ البطولة.

حفل الافتتاح وصفته العديد من وسائل الإعلام العربية الغربية بـ"المبهر" وهو ما لم يرق لوسائل إعلام غربية عديدة أيضا التي ترواحت مواقفها ما بين التجاهل أو التقليل من شأنه أو مهاجمته لأسباب غير منطقية.

نبدأ بالمؤسسة الإعلامية العريقة هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية بي بي سي صاحبة الهجوم الأشرس والرافض لاستضافة قطر -كبلد عربي- لكأس العالم، بذرائع عدة أهمها انتهاك حقوق العمال وحقوق المثليين.

بي بي سي أحجمت عن بث حفل الافتتاح الذي لم يتجاوز نصف ساعة؛ بينما كانت قد بثت حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين قبل تسعة أشهر،  وهو البلد المتهم بارتكاب جرائم حرب موثقة وإبادة جماعية لمسلمي الإيغور.

تجاهل بي بي سي لتغطية حفل افتتاح كأس العالم هذه المرة على غير عادتها في المرات السابقة أثار زوبعة ضدها ارتكزت على "عدم مصداقيتها وتوازنها في التعامل مع الأحداث العالمية المهمة".

وقال الإعلامي البريطاني جيمس ميلفيلي منتقدا تناقض القناة الرسمية ببريطانيا: "أفهم لماذا افتتحت بي بي سي بث كأس العالم بإدانة سجل قطر في مجال حقوق الإنسان، لكني لا أتذكر أنهم فعلوا ذلك عندما استضافت الصين الألعاب الأولمبية".

في حين اعتبر الإعلامي الشهير بيرس مورغان، أن "ما قامت به بي بي سي، فيه عدم احترام شديد لقطر، وبدلاً من ذلك وضعت المزيد من إشارات الفضيلة حول مدى فظاعتها". وأضاف: "إذا شعروا بالفزع، عليهم إعادة جيشهم الضخم من الموظفين إلى الوطن، وتجنيبنا هذا النفاق السخيف".

 فيما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن ما قامت به بي بي سي، هو "ادعاء للفضيلة، ويظهر نفاقا كبيرا".

 

الصور النمطية 

 

استهلّت بي بي سي حديثها عن افتتاح كأس العالم في قطر بالقول: "بعد 12 سنة من التساؤلات، والانتقادات، والتكهنات، أخيرا انطلقت بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر ، وهذه هي الدورة الأولى من المسابقة التي تُقام في دولة مسلمة في الشرق الأوسط، مما يجعلها محاطة بالكثير من الجدل في عدد من القضايا منذ الإعلان عن استضافة الدوحة للبطولة".

ومن بين العناوين التي ركزت عليها بي بي سي قبيل الافتتاح "قطر تتهيأ لانطلاق المونديال وسط تحديات كبيرة" و"مونديال قطر 2022 الأكثر إثارة للجدل".

ولم يسلم الجمهور من انتقاد بي بي سي، مشككة في أعدادهم وانتماءاتهم الجغرافية معنونة أحد تقاريرها بـ"حقيقة مشجعي قطر "المزيّفين" في المونديال" مضيفة "مع وجود آلاف المقاعد فارغة خلال المباريات الافتتاحية لكأس العالم، بالإضافة إلى الادعاءات المتزايدة حول دفع مشجعين "وهميين" لملء شوارع الدوحة، أصبحت الجماهير في قطر تحت الأضواء مرة أخرى". رغم أن أعداد الجمهور التي حضرت الافتتاح والمباريات هي مسؤولية الفيفا وتتولى إظهارها أمام الجمهور ووسائل الإعلام بكل شفافية.

وعلى نهج البي بي سي، ذكرت الأوبزرفر البريطانية: "جياني إنفانتينو والفيفا أفسدا استعدادات الفرق للبطولة بقطر"، واصفة خطاب رئيس الفيفا بأنه "منافق على نحو مضحك".

أما الغارديان البريطانية فكتبت: "الغسيل الرياضي يلطخ صورة كرة القدم، و يبدو أن مسابقة كأس العالم، قد فعلت الكثير لتشويه صورة كرة القدم أكثر من تحسين صورة قطر". وتضيف الصحيفة "الكثير من مشجعي كرة القدم وكذلك نشطاء حقوق الإنسان اشتكوا من أن "الأمر يبدو وكأنه ترنيمة قذرة للمال والسلطة أكثر من كونه احتفالًا بهيجاً باللعبة".

ووفقا لجيم واترسون من صحيفة "الغارديان"، فإن المونديال القطري هو "غش سياسي وفساد أدى إلى جمع أفضل لاعبي كرة القدم في العالم بالدوحة خلال منتصف الشتاء الأوروبي".

بينما أشادت صحيفة "ذصن" واسعة الانتشار بحفل الافتتاح، قائلة إن "البطولة انطلقت بعد حفل افتتاح رائع ومذهل على ستاد البيت قبيل مباراة الافتتاح بين قطر والإكوادور". ونشرت الصحيفة مجموعة كبيرة من الصور لحفل الافتتاح ضمت الممثل العالمي مورجان فريمان والشاب القطري الملهم غانم المفتاح سفير النوايا الحسنة في قطر.

وقد تصدى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو للاتهامات بحقه وحق قطر  ملقيا الكرة في ملعبهم حيث اتهم الغرب "بالنفاق بشأن سجل حقوق الإنسان في قطر"، مضيفاً: "لقد تعلمنا العديد من الدروس من الأوروبيين والعالم الغربي، أنا أوروبي، وبسبب ما كنا نفعله منذ 3000 عام حول العالم، يجب أن نعتذر لنحو 3000 سنة قادمة قبل إعطاء دروس أخلاقية".

 

سردية إثارة الجدل..مجددا!

 

العديد من عناوين الأخبار في المواقع الغربية كانت تكرر مصطلح "إثارة الجدل" حيث قرأناه في عشرات العناوين وردود أفعال الإعلاميين والرياضيين والمسؤولين الغربيين، واعتمدوا في توصيفهم السلبي المنحاز على معلومات مضللة تتعلق بأعداد الوفيات من العمال الذين توفوا خلال بناء منشآت وملاعب كأس العالم وغيرها.

فقد ذكرت مؤسسة دويتش فيليه الألمانية في عنوانها الرئيس لحفل افتتاح كأس العالم على أنها "النسخة الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البطولة"، و هو المصطلح الأكثر تداولا لدى العديد من منتقدي إقامة المونديال في قطر.

وجاء في تقرير لها عن افتتاح مونديال قطر 2022: "نسخة مونديال 2022 تعد النسخة الأكثر جدلا حتى الآن، لدرجة أنه كانت وما تزال هناك مطالبات بمقاطعة البطولة. وتعرضت قطر لانتقادات ضخمة من قبل سياسيين ورياضيين وناشطين، خصوصا في الآونة الأخيرة، بسبب أوضاع حقوق الإنسان في الإمارة الخليجية، وكذلك موقف البلد الرسمي من مجتمع الميم، وأوضاع العمال الذين شاركوا في بناء منشآت كأس العالم" متجاهلين ذكر الردود القطرية على هذه الملفات والتساؤلات.

أما وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" فأكدت أن قطر نظمت حفل افتتاح مبهر للنسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم، مشيرة إلى ما تضمنه الحفل من فقرات تمزج بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية، فضلا عن الفقرة الفنية التي استعرضت أغاني النسخ السابقة لكأس العالم مع عرض تمائم تلك البطولات.

وأشادت الوكالة بحفل الافتتاح الذي بدأ بمجموعة من الاستعراضات الراقصة التي أشعلت حماس الجماهير، سبقتها فقرة غنائية من التراث، كما شهد الحفل عرضا خاصا لتميمة البطولة التي تطايرت في الهواء على أنغام الموسيقى، وبعدها ألقى النجم السينمائي الشهير مورغان فريمان كلمة برفقة الشاب القطري من ذوي الاحتياجات الخاصة غانم المفتاح سفير النوايا الحسنة.

بدورها ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن "الناس سيجتمعون على مختلف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم في قطر وحول الشاشات في جميع القارات للمشاركة في لحظات الإثارة ذاتها".

أما قناة "فرانس 24" الفرنسية، فقد بثّت تقريرا حمل عنوان "مونديال 2022 .. أمير قطر يرحب بالجميع في حفل افتتاح مزج بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية".

وفي تقرير لها عنونته بـ"لماذا يشعر بعض العرب والمسلمين بالصدمة من تغطية مونديال قطر؟" تناولت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية  تصريحات رئيس الفيفا واصفة إياها بأنها "تعاطف ظاهري مع قطر بسبب وابل من الانتقادات في وسائل الإعلام الغربية لاستضافتها البطولة".

وفي محاولة للتقليل من تلك التصريحات التي اتهم فيها الغرب بالنفاق، ذكرت الشبكة الأمريكية: "انتشرت تلك التصريحات عشية كأس العالم على نطاق واسع ، وأثارت الكثير من الغضب والسخرية؛ لكن بالنسبة للعديد من العرب والمسلمين ، كان لها صدى قوي".

وأورد التقرير أن منتقدي التغطية الإعلامية الغربية لقطر على أن الدول الأخرى ذات السجلات المشكوك فيها في مجال حقوق الإنسان لم تخضع لمثل هذا التدقيق عند استضافة الأحداث الرياضية العالمية.

لكن شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية ذكرت في تقرير آخر لها، أن "حفل افتتاح مونديال قطر 2022 الذي أقيم في استاد البيت، خطف أنظار العالم" مشيرة إلى أنه تمحور حول التقارب بين كلّ الشعوب، والتغلب على الاختلافات من خلال الإنسانية والاحترام، وهو نفس ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية، التي كتبت أن "قطر بذلت جهدا كبيرا لجعل البطولة واحدة من أنجح البطولات، خاصة فيما يتعلق ببناء عدد من الملاعب المونديالية الكبيرة".

موقع قناة الحرة الأمريكية قال: "مونديال قطر .. إبداع، حفل الافتتاح يغطي الانتقادات والهزيمة"، في إشارة إلى هزيمة المنتخب القطري المستضيف للبطولة.

اليوم، وقد شارف المونديال على الانتهاء بقيت بعض معالم الحملة الدعائية التحريضية على قطر قائمة رغم ضعفها وتراجعها بعد أن اعترف الكثيرون بنجاح المونديال بصورة غير مسبوقة لتتفوق سردية الانبهار على سردية القيم المهنية المنهارة المرتكزة على ازدواجية المعايير ونظرة الاستعلاء، وعلى صناعة صورة نمطية مشوهة وغير عادلة عن العرب والمسلمين رسختها العديد من وسائل الإعلام الغربية وكتابات مفكرين ومستشرقين.. فهل سيراجع بعض الإعلام الغربي المنحاز والمضلل حساباته ويعود إلى قيمه المهنية أم سيزيد من جنوحه نحو سرديات التضليل وصناعة الصورة النمطية الزائفة تجاه العرب والمسلمين؟

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024