أيها الزملاء.. إيّاكم والتورّط في صناعة الخبر 

إن كنت صحفيا فلا ريب في أنك ترغب في إحراز قصب السبق بالوجود في قلب الحدث. وكونك أول من ينقل الخبر العاجل ليس مجرّد شرف من شأنه أن يكسبك احترام زملاء المهنة، بل يعني أيضا للصحفيين المستقلين فرصًا أكبر في العمل. أمّا لو تأخرت في تغطية موضوع حتى يكتب عنه الجميع، فإن صحيفتك ستسارع إلى نشر مادة عنه بالاعتماد على الأخبار المتداولة، وهذا ما يجعل التعجل في تغطية حدث ما بمجرد معرفتك بشأنه هو رد الفعل الطبيعي.

من أجل ذلك كنت بالطبع متحمسا عندما أخبرتني لارا فيلالون، وهي صحفية إسبانية تغطي الأحداث في تركيا، في مطلع أيلول/سبتمبر عن قناة على تطبيق تلغرام يتزايد متابعوها من اللاجئين السوريين في تركيا بشكل مطرد. مديرو القناة الذين ظلت بياناتهم الشخصية مخفية، اقترحوا تنظيم مسيرة تحت اسم "قافلة النور"، تتجه نحو الحدود اليونانية بهدف دخول الاتحاد الأوروبي، وقد طمأن المنظمون المتابعين بأنه، إن شارك في المسيرة السلمية عدد كاف ورافقتهم وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية وممثلون من الأمم المتحدة؛ فإن السلطات اليونانية ستشعر أنها مجبرة على فتح الحدود والسماح للمشاركين في المسيرة بالمرور.

كان ذلك تقديرا محفوفا بالمخاطر، وتذكرنا أنا ولارا عندها تدفق اللاجئين الذي غطيناه معا في شهري شباط/فبراير وآذار/مارس من عام 2020. في تلك الفترة تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، ومعهم لاجئون أفغان وصوماليون وباكستانيون وأرتيريون إلى الحدود اليونانية، تلبية لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت قد أخبرتهم أن اليونان فتحت حدودها. إلا أن ذلك كان في جزء منه مجرد سوء فهم، إذ إن الحكومة التركية هي التي كانت قد قالت إنها فتحت حدودها، وذلك لا يعني أن اليونان كانت ستفعل الأمر نفسه. ولكن كان الموضوع في جزء منه أيضا مدفوعا من قبل أصوات لمجهولين كانوا ينشرون الإشاعات الكاذبة عن أن الاتحاد الأوروبي كان مستعدا للموافقة على فتح الحدود. أما النتيجة فقد كانت كارثة إنسانية حقيقية، إذ أقام عشرات الآلاف من المهاجرين في خيام امتدت على طول نهر إيفروس لأيام بأكملها وأنفقوا ما تبقى من أموالهم على محاولات عقيمة للعبور، وفي معظم الحالات احتال عليهم مهربون بلا ضمير، فوعدوهم بمرور آمن ثم تركوهم في الغابات التي تحف النهر أو على جزيرة ما، حتى إن كثيرا من السوريين الذين كانوا يجدون لقمة عيش متواضعة، إلا أنها ثابتة في تركيا، باعوا كافة ممتلكاتهم من أجل الوصول إلى الحدود التي وجدوها مغلقة في وجوههم.

فهل سيأتي تكرار مثل هذا الحراك بنتائج مختلفة، لو تم تنظيمه وتغطيته إعلاميًا بشكل أفضل؟ 

في عام 2020 لم يكن ثمة ضعف في التغطية الإعلامية، بل إن معاناة المهاجرين كانت تبث مباشرة على جميع القنوات التلفزيونية الأوروبية، ولكن بروكسل لم تحرك ساكنا.

بالطبع لو حدثت موجة هجرة جديدة فلا بد أن نغطيها، ولكن هل كانت هنالك موجة هجرة جديدة بالفعل؟ وهل ستكون قناة التيلغرام التي ازداد عدد متابعيها الآن إلى 80.000 موثوقة؟ ورغم عدم تحديد تاريخ معين، فإن الانطلاق بدا وشيكا، وقد يعذر المتابع إن غفل وظن أن القافلة انطلقت بالفعل، حيث إن مديري القناة بدأوا بنشر بعض التغطيات الإعلامية عن الحملة المنشورة من قبل شبكات اجتماعية غالبا ما تستهدف المهاجرين الناطقين بالعربية في ألمانيا.

في "سكرين شوت" من مجموعة مزعومة على فيسبوك تدعى "ألمانيا تيمز"، من المحال العثور عليها على المنصّة، يظهر فيها طابور طويل من الناس يمشون عبر الحقول من دون الإشارة إلى أن الصورة التقطت خلال أزمة المهاجرين عام 2015، في إحدى مناطق البلقان. بعد ذلك بدأ موقع "أورينت" السوري الذي يعمل من دبي بتغطية القضية مستخدما الكثير من الصور التي تعود لعام 2015 من دون أن يوضح أنها صور أرشيفية، ولن يكون الأمر واضحا على الأقل بالنسبة لأولئك الذين رأوا لقطة الشاشة المنشورة على قناة التيلغرام.

وعندما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية عن القصة وذكرت فيها أنه لم يحدد تاريخ معين، ظهرت في قناة التيلغرام "سكرين شوت" تظهر الخبر، ثم في العشرين من أيلول/سبتمبر جاء دور صحيفة الغارديان المرموقة لتنشر تقريرا بعنوان "مهاجرون سوريون يحتشدون في قافلة على الحدود التركية بهدف العبور إلى اليونان"، ورغم أن الشرح أدنى الصورة أشار إلى أنها التقطت في آذار/مارس عام 2020، أشارت القصة بمجملها، وعلى نحو قاطع، إلى أن قافلة قد تجمعت بالفعل على الحدود.

يقول النص الذي كتبه صحفي مستقل كان على الأغلب يجلس في أحد المكاتب في لندن، ولا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال بالقرب من الحدود التركية: "مع بزوغ فجر الاثنين، شرع أعضاء القافلة برحلتهم نحو نقطة التجمع المتفق عليها في أدرنة".

وصلت تلك "اللقطة" "السكرين شوت" سريعا إلى قناة التيلغرام وأيقظت آمالا جديدة، إذ إن مسيرة تغطيها الصحافة البريطانية لا بد أن تكون مسيرة ناجحة بالفعل، أو هكذا اعتقد كثيرون، وهو الاعتقاد السائد كما تصورنا، إذ لا تزال ردود فعل 80.000 متابع غير معروفة وذلك لأن القناة تمنع نشر أي منشورات إلا من قبل مديريها.

بعد نشر قصة الغارديان، تجول صحفي تركي في أدرنة أخيرا واستطاع التحدث إلى بعض السوريين الذين قدموا لانتظار "وصول القافلة" التي لم تتشكل أساسا. كان هنالك في المدينة بالطبع عشرات المهاجرين الذين يبحثون عن طريقة للعبور، ولكن الكثير منهم كانوا أفغانا أو أفارقة ولا يمتون بأي صلة لمجموعة التيلغرام الناطقة بالعربية، موضوع هذا المقال.

لكن أخيرا تشكلت مجموعة فرعية صغيرة من أجل تنظيم من كانوا سينطلقون بالفعل باتجاه أدرنة، وتبعهم بعد فترة قصيرة 13.000 شخص كانوا قد اتفقوا على نقطة التقاء في قرية في إقليم أدرنة في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر. وفي اليوم التالي لم يجد مجموعة من السوريين الواصلين إلا "بضعة أشخاص لم يكن يقودهم أحد، وكانوا يفتقرون إلى التنظيم"، فقرروا أن يعودوا إلى إسطنبول، وسادت حالة من الارتباك، وبعد أيام قليلة ألغيت القافلة رسميا، على الأقل في حينها.

أما المعضلة التي كانت تواجهنا جميعا فكانت كالتالي: هل علينا أن نغطي تحركا لا يزال مقصورا على رسائل في قناة تيلغرام، أم إن علينا الانتظار حتى يصبح حقيقة واقعة على الأرض؟ وفقا لملاحظة لارا فيلالون، كان من الواضح أن التغطية الصحفية استخدمت لتكون عاملا يسهم في التأكيد على جدية التحرك، "وأنه لم يكن مجرد نقاش على تلغرام، بل كانت القافلة حقيقية" وأن الأمور كانت تجري وفقا لما خطط له، وذلك ما شجع الأعضاء على الالتحاق بها.

تقول فيلالون: "لم تكن هنالك أي تفاصيل لوجستية، وإنما كانوا يتحدثون بدلا من ذلك عن أنهم ظهروا في الصحف الألمانية، حتى من دون أن يعرضوا تلك الأخبار، كما كان هنالك إصرار على دفع الناس إلى التحرك والاتجاه إلى الحدود".

رغم صعوبة تقدير التأثير الحقيقي لـ "السكرين شوت" المأخوذة عن تغطيات صحفية والمنشورة في مجموعة التيلغرام، كان من السهل تصور أن الكثير من المهاجرين سيفهمون أنه كان هناك بالفعل عدد هائل من الناس الذين تجمعوا على الحدود، وهذا ما فهمه صحفي مكسيكي أخذ يوبخ على حسابه في موقع تويتر الصحافة الأوروبية لعدم تغطيتها نجاحا اعتقد أنه كان حقيقيا.

على كل حال، كان علينا أن نفترض أننا من خلال نشر قصة يمكن أن نشجع المديرين والمتابعين في المجموعة على مواصلة جهودهم للمسير إلى الحدود. وبالطبع كانت كل قصة ستمارس تأثير الدومينو على باقي وسائل الإعلام، إذ إنه كلما ازداد الزخم حول قصة ما على وسائل الإعلام، ازداد حجم الضغط على باقي المراسلين للحصول على الأخبار نفسها حتى وإن كانوا يشعرون بأنه ما من قصة تروى.

وفي هذا السياق فإن "نقل خبر عاجل" لا ينحصر دائما في كونك أول من يكتشف حقيقة ذات قيمة إخبارية، بل في بعض الأحيان يتعلق الأمر بأنك أول من يقرر نشر حقيقة وما إذا كانت تحمل قيمة إخبارية، لتشق الطريق أمام باقي وسائل الإعلام التي لن يكون لها أي خيار سوى أن تحذو حذوك.

لم ترق تغطية وكالة الأنباء الفرنسية ومن بعدها الغارديان إلى مدى انتشار كاف لجعلهما يفرضان ضغطا على المراسلين في تركيا، أو أن الأمر بدا كذلك، حيث لم ينشر القصة أحد آخر رغم أن عشرات الصحفيين كانوا يعلمون بها وسألوا زملاءهم عن تفاصيلها. ولو أننا جميعا قررنا أن ننشر الخبر وأصبحت مجموعة التيلغرام ممتلئة بلقطات الشاشة، لربما قرر عدد أكبر من الأشخاص الانضمام إلى الحافلة المتوجهة إلى أدرنة والالتحاق بالقافلة، ولتشكلت قافلة حقيقية عندها. لا يمكننا الجزم بذلك، ولكن لو أن ذلك حدث سنكون نحن الصحفيين مسؤولين جزئيا عن كل ما سيحدث بعدها أيا كان، وقد نشعر بالفخر لو فتحت اليونان حدودها فعلا، أو بالأسى العميق إن انتهت المسيرة بكارثة مثل تلك التي حصلت عام 2020 عندما فقد الآلاف جميع مدخراتهم.

ولكن بغض النظر عن النتائج، هل على الصحفيين المساهمة في صنع الخبر الذي يغطونه؟ من حيث المبدأ، يجب أن نقول لا، لأنه حتى لو بدت القضية نبيلة أو إنسانية، لا يمكننا دائما أن نعرف مسبقا ما الذي نساهم فيه بالضبط، ففي حالة قافلة النور "لم يكن من الواضح من يقف خلف تنظيمها، كما أنها قد تكون مجموعة حقيقية من المهاجرين، أو قد تكون أيضا منظمة ذات أهداف سياسية ربما تسعى إلى إضعاف حزب سياسي معين أو استقطاب المجتمع (التركي) من خلال جره إلى نقاشات معينة" كما تبين فيلالون. 

في المقابل، فإن اتخاذ قرار بالتزام الصمت أمر صعب أيضًا كما يقول دانيال إريارتي، الذي عمل مراسلا صحفيا لفترة طويلة في جنوب شرق آسيا وتركيا ويقدم الآن دورات في تدريس الصحافة. يشير إريارتي إلى حالات تطلق فيها مجموعات متشددة من أقصى اليمين فعاليات قصيرة وعامة مصممة لإثارة المشاعر ضد المهاجرين. في هذه الحالات، إن لم يلحظ أحد الأمر، فإنه سيمر بسلام، أما "بالنسبة للصحفي، فسيكون من الصعب عدم تغطية الحدث" كما يقر إريارتي، وذلك لأن التحرك حقيقي وموجود على الأرض. إلا أن تغطية الفعالية التي ستنشر في جميع وسائل الإعلام هي التي ستتيح الفرصة للاستقطاب لكي يكسب قاعدة صلبة ويجذب المتطرفين من جميع الأطراف، الذين سينخرطون "في مواجهة ثقافية أو دينية حقيقية، كان من الممكن أن لا تكون سوى مقلب أعد بسوء نية" كما يقول. 

يضيف إريارتي "بوصفك صحفيا، عليك أن تفترض أن الجميع سيستخدمونك أداة لتحقيق أهدافهم، فالمصدر الذي يسرب إليك معلومات سرية يمكن أن تكون لديه مآربه الخاصة، كما أن مقالتك بمجرد نشرها سينشرها من بعدك سياسيون لتحقيق أهدافهم الخاصة، ولكن لا يمكنك إخفاء الحقائق من أجل أخذ كل هذه الاعتبارات بالحسبان. اسأل نفسك فقط: هل الحقيقة مهمة بالقدر الكافي"؟

يدرك المختصون بفيزياء الذرة أنه لا يمكنك مراقبة جزيء من دون التأثير فيه، والأمر نفسه ينطبق على الصحافة، ولكن عندما تصبح تغطيتنا جزءا أساسيا من الأحداث التي ستجري، علينا عندها أن نفكر كثيرا قبل أن ننشر الخبر. نقل الخبر العاجل أمر عظيم، لكن دون التورّط في صناعة الخبر من أجل نقله. 

 

 

 

المزيد من المقالات

ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025