أيها الزملاء.. إيّاكم والتورّط في صناعة الخبر 

إن كنت صحفيا فلا ريب في أنك ترغب في إحراز قصب السبق بالوجود في قلب الحدث. وكونك أول من ينقل الخبر العاجل ليس مجرّد شرف من شأنه أن يكسبك احترام زملاء المهنة، بل يعني أيضا للصحفيين المستقلين فرصًا أكبر في العمل. أمّا لو تأخرت في تغطية موضوع حتى يكتب عنه الجميع، فإن صحيفتك ستسارع إلى نشر مادة عنه بالاعتماد على الأخبار المتداولة، وهذا ما يجعل التعجل في تغطية حدث ما بمجرد معرفتك بشأنه هو رد الفعل الطبيعي.

من أجل ذلك كنت بالطبع متحمسا عندما أخبرتني لارا فيلالون، وهي صحفية إسبانية تغطي الأحداث في تركيا، في مطلع أيلول/سبتمبر عن قناة على تطبيق تلغرام يتزايد متابعوها من اللاجئين السوريين في تركيا بشكل مطرد. مديرو القناة الذين ظلت بياناتهم الشخصية مخفية، اقترحوا تنظيم مسيرة تحت اسم "قافلة النور"، تتجه نحو الحدود اليونانية بهدف دخول الاتحاد الأوروبي، وقد طمأن المنظمون المتابعين بأنه، إن شارك في المسيرة السلمية عدد كاف ورافقتهم وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية وممثلون من الأمم المتحدة؛ فإن السلطات اليونانية ستشعر أنها مجبرة على فتح الحدود والسماح للمشاركين في المسيرة بالمرور.

كان ذلك تقديرا محفوفا بالمخاطر، وتذكرنا أنا ولارا عندها تدفق اللاجئين الذي غطيناه معا في شهري شباط/فبراير وآذار/مارس من عام 2020. في تلك الفترة تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، ومعهم لاجئون أفغان وصوماليون وباكستانيون وأرتيريون إلى الحدود اليونانية، تلبية لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت قد أخبرتهم أن اليونان فتحت حدودها. إلا أن ذلك كان في جزء منه مجرد سوء فهم، إذ إن الحكومة التركية هي التي كانت قد قالت إنها فتحت حدودها، وذلك لا يعني أن اليونان كانت ستفعل الأمر نفسه. ولكن كان الموضوع في جزء منه أيضا مدفوعا من قبل أصوات لمجهولين كانوا ينشرون الإشاعات الكاذبة عن أن الاتحاد الأوروبي كان مستعدا للموافقة على فتح الحدود. أما النتيجة فقد كانت كارثة إنسانية حقيقية، إذ أقام عشرات الآلاف من المهاجرين في خيام امتدت على طول نهر إيفروس لأيام بأكملها وأنفقوا ما تبقى من أموالهم على محاولات عقيمة للعبور، وفي معظم الحالات احتال عليهم مهربون بلا ضمير، فوعدوهم بمرور آمن ثم تركوهم في الغابات التي تحف النهر أو على جزيرة ما، حتى إن كثيرا من السوريين الذين كانوا يجدون لقمة عيش متواضعة، إلا أنها ثابتة في تركيا، باعوا كافة ممتلكاتهم من أجل الوصول إلى الحدود التي وجدوها مغلقة في وجوههم.

فهل سيأتي تكرار مثل هذا الحراك بنتائج مختلفة، لو تم تنظيمه وتغطيته إعلاميًا بشكل أفضل؟ 

في عام 2020 لم يكن ثمة ضعف في التغطية الإعلامية، بل إن معاناة المهاجرين كانت تبث مباشرة على جميع القنوات التلفزيونية الأوروبية، ولكن بروكسل لم تحرك ساكنا.

بالطبع لو حدثت موجة هجرة جديدة فلا بد أن نغطيها، ولكن هل كانت هنالك موجة هجرة جديدة بالفعل؟ وهل ستكون قناة التيلغرام التي ازداد عدد متابعيها الآن إلى 80.000 موثوقة؟ ورغم عدم تحديد تاريخ معين، فإن الانطلاق بدا وشيكا، وقد يعذر المتابع إن غفل وظن أن القافلة انطلقت بالفعل، حيث إن مديري القناة بدأوا بنشر بعض التغطيات الإعلامية عن الحملة المنشورة من قبل شبكات اجتماعية غالبا ما تستهدف المهاجرين الناطقين بالعربية في ألمانيا.

في "سكرين شوت" من مجموعة مزعومة على فيسبوك تدعى "ألمانيا تيمز"، من المحال العثور عليها على المنصّة، يظهر فيها طابور طويل من الناس يمشون عبر الحقول من دون الإشارة إلى أن الصورة التقطت خلال أزمة المهاجرين عام 2015، في إحدى مناطق البلقان. بعد ذلك بدأ موقع "أورينت" السوري الذي يعمل من دبي بتغطية القضية مستخدما الكثير من الصور التي تعود لعام 2015 من دون أن يوضح أنها صور أرشيفية، ولن يكون الأمر واضحا على الأقل بالنسبة لأولئك الذين رأوا لقطة الشاشة المنشورة على قناة التيلغرام.

وعندما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية عن القصة وذكرت فيها أنه لم يحدد تاريخ معين، ظهرت في قناة التيلغرام "سكرين شوت" تظهر الخبر، ثم في العشرين من أيلول/سبتمبر جاء دور صحيفة الغارديان المرموقة لتنشر تقريرا بعنوان "مهاجرون سوريون يحتشدون في قافلة على الحدود التركية بهدف العبور إلى اليونان"، ورغم أن الشرح أدنى الصورة أشار إلى أنها التقطت في آذار/مارس عام 2020، أشارت القصة بمجملها، وعلى نحو قاطع، إلى أن قافلة قد تجمعت بالفعل على الحدود.

يقول النص الذي كتبه صحفي مستقل كان على الأغلب يجلس في أحد المكاتب في لندن، ولا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال بالقرب من الحدود التركية: "مع بزوغ فجر الاثنين، شرع أعضاء القافلة برحلتهم نحو نقطة التجمع المتفق عليها في أدرنة".

وصلت تلك "اللقطة" "السكرين شوت" سريعا إلى قناة التيلغرام وأيقظت آمالا جديدة، إذ إن مسيرة تغطيها الصحافة البريطانية لا بد أن تكون مسيرة ناجحة بالفعل، أو هكذا اعتقد كثيرون، وهو الاعتقاد السائد كما تصورنا، إذ لا تزال ردود فعل 80.000 متابع غير معروفة وذلك لأن القناة تمنع نشر أي منشورات إلا من قبل مديريها.

بعد نشر قصة الغارديان، تجول صحفي تركي في أدرنة أخيرا واستطاع التحدث إلى بعض السوريين الذين قدموا لانتظار "وصول القافلة" التي لم تتشكل أساسا. كان هنالك في المدينة بالطبع عشرات المهاجرين الذين يبحثون عن طريقة للعبور، ولكن الكثير منهم كانوا أفغانا أو أفارقة ولا يمتون بأي صلة لمجموعة التيلغرام الناطقة بالعربية، موضوع هذا المقال.

لكن أخيرا تشكلت مجموعة فرعية صغيرة من أجل تنظيم من كانوا سينطلقون بالفعل باتجاه أدرنة، وتبعهم بعد فترة قصيرة 13.000 شخص كانوا قد اتفقوا على نقطة التقاء في قرية في إقليم أدرنة في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر. وفي اليوم التالي لم يجد مجموعة من السوريين الواصلين إلا "بضعة أشخاص لم يكن يقودهم أحد، وكانوا يفتقرون إلى التنظيم"، فقرروا أن يعودوا إلى إسطنبول، وسادت حالة من الارتباك، وبعد أيام قليلة ألغيت القافلة رسميا، على الأقل في حينها.

أما المعضلة التي كانت تواجهنا جميعا فكانت كالتالي: هل علينا أن نغطي تحركا لا يزال مقصورا على رسائل في قناة تيلغرام، أم إن علينا الانتظار حتى يصبح حقيقة واقعة على الأرض؟ وفقا لملاحظة لارا فيلالون، كان من الواضح أن التغطية الصحفية استخدمت لتكون عاملا يسهم في التأكيد على جدية التحرك، "وأنه لم يكن مجرد نقاش على تلغرام، بل كانت القافلة حقيقية" وأن الأمور كانت تجري وفقا لما خطط له، وذلك ما شجع الأعضاء على الالتحاق بها.

تقول فيلالون: "لم تكن هنالك أي تفاصيل لوجستية، وإنما كانوا يتحدثون بدلا من ذلك عن أنهم ظهروا في الصحف الألمانية، حتى من دون أن يعرضوا تلك الأخبار، كما كان هنالك إصرار على دفع الناس إلى التحرك والاتجاه إلى الحدود".

رغم صعوبة تقدير التأثير الحقيقي لـ "السكرين شوت" المأخوذة عن تغطيات صحفية والمنشورة في مجموعة التيلغرام، كان من السهل تصور أن الكثير من المهاجرين سيفهمون أنه كان هناك بالفعل عدد هائل من الناس الذين تجمعوا على الحدود، وهذا ما فهمه صحفي مكسيكي أخذ يوبخ على حسابه في موقع تويتر الصحافة الأوروبية لعدم تغطيتها نجاحا اعتقد أنه كان حقيقيا.

على كل حال، كان علينا أن نفترض أننا من خلال نشر قصة يمكن أن نشجع المديرين والمتابعين في المجموعة على مواصلة جهودهم للمسير إلى الحدود. وبالطبع كانت كل قصة ستمارس تأثير الدومينو على باقي وسائل الإعلام، إذ إنه كلما ازداد الزخم حول قصة ما على وسائل الإعلام، ازداد حجم الضغط على باقي المراسلين للحصول على الأخبار نفسها حتى وإن كانوا يشعرون بأنه ما من قصة تروى.

وفي هذا السياق فإن "نقل خبر عاجل" لا ينحصر دائما في كونك أول من يكتشف حقيقة ذات قيمة إخبارية، بل في بعض الأحيان يتعلق الأمر بأنك أول من يقرر نشر حقيقة وما إذا كانت تحمل قيمة إخبارية، لتشق الطريق أمام باقي وسائل الإعلام التي لن يكون لها أي خيار سوى أن تحذو حذوك.

لم ترق تغطية وكالة الأنباء الفرنسية ومن بعدها الغارديان إلى مدى انتشار كاف لجعلهما يفرضان ضغطا على المراسلين في تركيا، أو أن الأمر بدا كذلك، حيث لم ينشر القصة أحد آخر رغم أن عشرات الصحفيين كانوا يعلمون بها وسألوا زملاءهم عن تفاصيلها. ولو أننا جميعا قررنا أن ننشر الخبر وأصبحت مجموعة التيلغرام ممتلئة بلقطات الشاشة، لربما قرر عدد أكبر من الأشخاص الانضمام إلى الحافلة المتوجهة إلى أدرنة والالتحاق بالقافلة، ولتشكلت قافلة حقيقية عندها. لا يمكننا الجزم بذلك، ولكن لو أن ذلك حدث سنكون نحن الصحفيين مسؤولين جزئيا عن كل ما سيحدث بعدها أيا كان، وقد نشعر بالفخر لو فتحت اليونان حدودها فعلا، أو بالأسى العميق إن انتهت المسيرة بكارثة مثل تلك التي حصلت عام 2020 عندما فقد الآلاف جميع مدخراتهم.

ولكن بغض النظر عن النتائج، هل على الصحفيين المساهمة في صنع الخبر الذي يغطونه؟ من حيث المبدأ، يجب أن نقول لا، لأنه حتى لو بدت القضية نبيلة أو إنسانية، لا يمكننا دائما أن نعرف مسبقا ما الذي نساهم فيه بالضبط، ففي حالة قافلة النور "لم يكن من الواضح من يقف خلف تنظيمها، كما أنها قد تكون مجموعة حقيقية من المهاجرين، أو قد تكون أيضا منظمة ذات أهداف سياسية ربما تسعى إلى إضعاف حزب سياسي معين أو استقطاب المجتمع (التركي) من خلال جره إلى نقاشات معينة" كما تبين فيلالون. 

في المقابل، فإن اتخاذ قرار بالتزام الصمت أمر صعب أيضًا كما يقول دانيال إريارتي، الذي عمل مراسلا صحفيا لفترة طويلة في جنوب شرق آسيا وتركيا ويقدم الآن دورات في تدريس الصحافة. يشير إريارتي إلى حالات تطلق فيها مجموعات متشددة من أقصى اليمين فعاليات قصيرة وعامة مصممة لإثارة المشاعر ضد المهاجرين. في هذه الحالات، إن لم يلحظ أحد الأمر، فإنه سيمر بسلام، أما "بالنسبة للصحفي، فسيكون من الصعب عدم تغطية الحدث" كما يقر إريارتي، وذلك لأن التحرك حقيقي وموجود على الأرض. إلا أن تغطية الفعالية التي ستنشر في جميع وسائل الإعلام هي التي ستتيح الفرصة للاستقطاب لكي يكسب قاعدة صلبة ويجذب المتطرفين من جميع الأطراف، الذين سينخرطون "في مواجهة ثقافية أو دينية حقيقية، كان من الممكن أن لا تكون سوى مقلب أعد بسوء نية" كما يقول. 

يضيف إريارتي "بوصفك صحفيا، عليك أن تفترض أن الجميع سيستخدمونك أداة لتحقيق أهدافهم، فالمصدر الذي يسرب إليك معلومات سرية يمكن أن تكون لديه مآربه الخاصة، كما أن مقالتك بمجرد نشرها سينشرها من بعدك سياسيون لتحقيق أهدافهم الخاصة، ولكن لا يمكنك إخفاء الحقائق من أجل أخذ كل هذه الاعتبارات بالحسبان. اسأل نفسك فقط: هل الحقيقة مهمة بالقدر الكافي"؟

يدرك المختصون بفيزياء الذرة أنه لا يمكنك مراقبة جزيء من دون التأثير فيه، والأمر نفسه ينطبق على الصحافة، ولكن عندما تصبح تغطيتنا جزءا أساسيا من الأحداث التي ستجري، علينا عندها أن نفكر كثيرا قبل أن ننشر الخبر. نقل الخبر العاجل أمر عظيم، لكن دون التورّط في صناعة الخبر من أجل نقله. 

 

 

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024