هل يصبح رؤساء التحرير خصوما لملاك وسائل الإعلام؟

يشهد المناخ العام لممارسة مهنة الصحافة ولحرية الإعلام منذ بضع سنوات تراجعا يثير التساؤل والقلق ليس فقط في العالم العربي، ولكن حتى على مستوى عدة مناطق عبر العالم حسب ما تؤكده تقارير دولية متواترة. حتى التجارب المتقدمة في أوروبا التي ولدت في حضنها الصحافة الحديثة وتطورت منذ ثلاثة قرون تعرف بدورها تهديدات تمس استقلاليتها وأدوارها السياسية والمجتمعية.

مصدر هذه التراجعات يعود إلى عدة عوامل، وإلى تحولات تشهدها أوروبا مع صعود تيارات الشعبوية والعنصرية وجشع الليبرالية. وإذا كانت الأوضاع متباينة، ومنسوب التراجعات ليس متماثلا في جميع هذه الدول، فإن الأمر يثير القلق عموما في حوالي 20 بلدا من مجموع 28 بلدا يشكل الاتحاد الأوروبي. ولهذا قررت الآلة القانونية للاتحاد أن تتحرك لحماية حرية الصحافة واستقلاليتها. حيث تقدمت اللجنة الأوروبية بمقترح قانون يحمل اسم "مقترح قانون فريدوم أكت"(EMFA) Media Fredom Act صدر في صيغته الأولى في سبتمبر/أيلول الماضي، لكنه سيحتاج إلى بعض الوقت ليدخل حيز التطبيق بعد المرور من مسطرة التشريع المعروفة، ودراسته من قبل الحكومات، ثم التصويت عليه في البرلمان الأوروبي.

 

كيف هو حال الحريات في هنغاريا وبولندا؟

تشير أصابع الاتهام بشكل خاص إلى دول مثل هنغاريا وبولندا اللتان ينزع نظامهما نحو تقييد متزايد للحريات العامة والصحفية؛ فأصبحت تنصب عليهما انتقادات تقارير المنظمات الصحفية والحقوقية الدولية بشكل متزايد. وسبق لهنغاريا أن تعرضت لمؤاخذات من قبل الاتحاد الأوروبي لعدم احترامها للقوانين في عدة مجالات (حريات فردية، حرية الانتخابات...)، وهي مهددة حاليا بالحرمان من 7.5 مليارات يورو من الدعم المالي الذي يمنحه الاتحاد بسبب اتهامها بعدم النجاعة في محاربة الرشوة. كما يتم توجيه النقد إلى جمهوريتي التشيك وسلوفانيا، وهو ما يعني أن التعدي على حرية الصحافة وتعدديتها هو ظاهرة تمس أكثر ما كان يعرف بدول أوروبا الشرقية.

وتلخص نائبة رئيسة اللجنة الأوروبية المكلفة بالقيم والشفافية فيرا جوروفا هذا الوضع العام دون أن تذكر أسماء الدول لاعتبارات دبلوماسية، معتبرة "أن وسائل الإعلام صارت تتعرض لعدد من الضغوطات خلال السنوات الأخيرة، وقد حان الوقت للتحرك. علينا وضع مبادئ واضحة وهي: لا ينبغي أن يتعرض أي صحفي للتجسس بسبب عمله، ولا ينبغي أن يتحول أي إعلام عمومي إلى وسيلة للدعاية" (1).

 

 

 

هل يصبح رئيس التحرير خصما لمالك الجريدة؟

الفصل السادس من "مقترح قانون فريدوم أكت" له طابع جوهري ويثير الجدل من الآن حيث يعطي سلطة حاسمة لرئيس التحرير ليتخذ، بشكل فردي، قرارات تتعلق بالخط التحريري للجريدة لحماية استقلالية هيئة التحرير ولضمان تعددية الآراء. وعموما يفرض "مقترح قانون فريدوم أكت" إجراءات عدة لمراقبة احتكار الشركات الكبرى لوسائل الإعلام، ولفرض المزيد من الشفافية حول من يملك القنوات التلفزيونية مثلا...  وهي كلها إجراءات قانونية تبدو قوية الأثر مهنيا وسياسيا ومن شأنها أن تخلق ثورة قانونية في مواثيق التحرير الداخلية وآليات التقنين التي تضعها وسائل الإعلام المهنية والمنظمة في أوروبا. ولهذا برز تباين في ردود الفعل يعكس الرهانات التي كانت الصحافة دائما محورها باعتبارها سلطة قوية يتطلع كل الفاعلين إلى التحكم فيها، مما يخلق تفاعلات وتجاذبات بين ما هو صحفي - مهني و ما هو مال وسلطة.

منظمة "مراسلون بلا حدود" رحبت بوضوح بهذه المبادرة القانونية، واعتبرت أنها تشكل تقدما مهما لحماية الديمقراطية ودولة القانون. كما أكد أمين عام فدرالية نقابات الصحفيين الأوروبيين ريكاردو غوتييريس أن هذا المقترح يستجيب لانتظارات كبيرة لقطاع الصحافة (2)، إلا أن جمعية مالكي الصحف انتقدت المقترح وخاصة الفصل السادس منه، حيث اعتبر جان بيير دي كراول رئيس الجمعية الأوروبية لناشري الصحف ENAP أن العمل على "ضمان الحرية لرؤساء التحرير ليتخذوا - بشكل فردي - أي قرار تحريري يعني حرمان الناشرين من مسؤوليتهم القانونية والاقتصادية وجعل الصحفيين يتواجهون مع ناشريهم. وهو أمر ليس له معنى".

ومن بين المقتضيات الأساسية التي تثير الجدل أيضا ما جاء في الفصل السابع عشر الذي يلزم المنصات الرقمية (مثل فيسبوك) بضرورة إخبار الصحف عندما تقوم بسحب ما تنشره من أخبار منقولة عن تلك الصحف، وهي مقتضيات تأتي لتكمل "قانون الخدمات الرقمية" Digital Service Act الصادر عن الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران 2022 الذي يجبر تلك المنصات على احترام حرية التعبير والتعددية ويفرض عليها عددا من القواعد الزجرية لمحاربة الأخبار الزائفة وخطابات العنف والعنصرية (3). وينتظر أن تقترح اللجنة الأوروبية لاحقا معايير لتحديد ما المقصود بوسيلة للإعلام؟ وما معنى الاستقلالية عن الدولة؟ وكذا تحديد معايير الخضوع للتقنين. وغير ذلك.

 

إشكالية تطبيق القوانين

إصدار القوانين يعتبر مرحلة أولية فقط، أما الحكم على نجاعتها فيتطلب، طبعا، نفاذها على أرض الواقع وتطبيقها الفعلي. وتجد بعض القوانين الأوروبية صعوبات أحيانا في التطبيق في بعض المجالات لاعتبارات ظرفية كما يحصل - مثلا - مع القوانين المحددة لسقف التضخم خلال الأزمات المالية. ومن جانب آخر، يطرح "مقترح قانون فريدوم أكت" تحدي ملاءمته مع القوانين الوطنية المنظمة لحرية الصحافة في كل بلد على حدة. كما أن القاعدة القانونية تحتاج إلى تدقيق للإجراءات الزجرية. ولم تتضح بعد طبيعة العقوبات والغرامات التي ستفرض في حال مخالفة هذا المقترح القانوني.

والحقيقة أنه ينبغي إدراج هذه المبادرة التشريعية ضمن توجه عام للاتحاد الأوربي يقضي بإصدار قوانين لمحاربة الاحتكار ومنع استقواء شركات الإنترنت الكبرى وإجبارها على الخضوع للتقنين. وقد سبق للاتحاد أن أصدر قانونين مهمين: الأول هو "قانون الخدمات الرقمية" Digital Service Act السابق ذكره، والثاني هو "قانون السوق الرقمية" Digital Market Act المتعلق بقواعد المنافسة. وفي حال عدم احترام هذه القواعد يمكن أن تتعرض شركات الإنترنت الكبرى لغرامات تصل قيمتها إلى 6 بالمئة من رقم معاملاتها.

مجال آخر سيستهدفه التقنين وهو الإعلان في وسائل الإعلام العمومية حيث تريد اللجنة الأوروبية أن تفرض المزيد من الشفافية فيما يتعلق بكيفية منحه وتوزيعه. ويتم في هذا الإطار، مثلا، اتهام حكومة هنغاريا بتوزيع هذا الإعلان فقط على وسائل الإعلام المقربة من الحكومة. كما يجري التفكير في تقنين وضبط الإجراءات الخاصة بتشكيلة وطرق تعيين مجالس إدارة وسائل الإعلام العمومي مع استلهام تجارب بلدان أوروبا الشمالية المتقدمة في هذا المجال لتفادي مبادرات كالتي قامت بها حكومة دولة التشيك التي قامت في السنوات الأخيرة بالسيطرة على التلفزيون العمومي.

 

المال لمنع احتكار رجال الأعمال

كشفت دراسة سوسيولوجية واقتصادية صدرت حديثا (4) كيف أن وسائل الإعلام في فرنسا صارت تقع تدريجيا خلال السنوات الأخيرة، تحت سيطرة عدد محدود من رجال الأعمال، بحيث أن 9 من رجال الأعمال أصبحوا يملكون 90 بالمائة من وسائل الإعلام في هذا البلد. وهو تمركز رأسمالي صار يهدد التعددية في الصحافة الفرنسية نتيجة تأثير رجال أعمال مقربين من تيارات سياسية يمينية مثل فانسون بولوري. التجربة البريطانية، ورغم خصوصيتها التاريخية، تعيش أيضا ظاهرة استحواذ رجال الأعمال على وسائل الإعلام وسلطتهم المتزايدة على صناع القرار السياسي؛ فالوزير الأول البريطاني السابق طوني بلير كان - حسب شهادات من داخل حكومته - يخضع طيلة 10 سنوات من الحكم لتأثير وتوجيهات الملياردير وإمبراطور الإعلام روبرت موردوخ مالك قنوات سكاي وفوكس نيوز اليمينية الشعبوية (5).

إلى جانب إصدار القوانين، تخطط اللجنة الأوروبية لاتخاذ إجراءات أخرى لحماية تعددية واستقلالية الصحافة مثل تشديد المراقبة على عمليات بيع وشراء وسائل الإعلام وتكتلاتها، وفرض الكشف عن أسماء المالكين الحقيقيين عبر تنسيق وتوحيد القوانين المنظمة لهذا المجال في جميع دول الاتحاد. وسيتم العمل على إشراك كل هيئات تقنين قطاع الإعلام (النقابات، الجمعيات، الهيئات العليا للإعلام السمعي البصري...) وليس فقط مجالس تنظيم المنافسة الاقتصادية.

وعلى الصعيد المالي يتجه الاتحاد الأوربي نحو تقديم المزيد من الدعم لوسائل الإعلام لمواجهة الأزمة المالية التي يعرفها هذا القطاع بسب المنافسة الشرسة لشركات الإنترنت العملاقة. وسيتم في هذا الخصوص اتخاذ عدة إجراءات لتعزيز استقلالية وتعددية الصحافة مثل إطلاق مشروع لإنشاء اتحاد لوكالات الأنباء الأوروبية يضم 16 وكالة لتوحيد عملها وقدراتها في مجال تغطية الأخبار الأوروبية.

 

 

 

مراجع

 

1-                   بلاغ رسمي للاتحاد الأوربي صدر في 16 سبتمبر/أيلول 2022.

2-                   جريدة "لوموند" عدد 17 سبتمبر/أيلول 2022.

3-                   محمد مستعد "شركات التكنولوجيا والصحافة.. الحرب مستمرة" مجلة الصحافة. عدد 22. ص 40. صيف 2022.

4-                   قراءة في كتاب "الأخبار ملك عام. إعادة بناء ملكية وسائل الإعلام"، تأليف جوليا كاجي وبونوا هويي، دار النشر لوسوي، 2021. الرابط إلى المقال:

https://laviedesidees.fr/Cage-Huet-information-bien-public.html

5-                       "من يتحكم في وسائل الإعلام"، دراسة جماعية بعنوان: "من يحكم العالم؟ حالة العالم في2017". تحت إشراف بيرتراند باديي ودومينيك فيدال، ص 197، منشورات لاديكوفيرت، فرنسا.

 

 

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025