لابد للصورة التلفزيونية أن تحمل تصور الصحفي ورؤيته للموضوع (غيتي).

  عن ثقافة الصورة وغيابها في النشرات الإخبارية

عندما يتمكن المتلقي من متابعة تقارير تلفزيونية وتصله المعلومة فلا يُستفز خياله البصري ولا يشعر بالحاجة للمشاهدة لاستكمال المعنى، فذلك يطرح تساؤلا عن كيفية استخدام الصحفيين للصورة وعن فهمهم لدورها في صناعة المعنى أي امتلاكهم لثقافة الصورة. ففي الإنتاج الإخباري التلفزيوني ينبغي أن يُترك المجال للصورة كي تؤدي وظيفتها في إعلام المشاهد وفي سرد القصة. أما إذا لم يكن الحال كذلك، وتقدم الاستماع على المشاهدة، فإن الأمر أشبه بالانقلاب على الدور المتوقع للصورة الصحفية التلفزيونية (1).

 

دور الصورة في التقارير التلفزيونية 

 

لا يمكن أن يُذكر التلفزيون دون أن تُستحضر الصورة معه، فهي ركيزته وأساس عمله. هذا التلازم بينهما جعل المحطات التلفزيونية تتسابق للاستحواذ على صور الأحداث، فهي تعلم أن العمل التلفزيوني ينتهي ما لم تتوفر له الصورة.

وتأسيسا على ما تقدم، تُعد نشرات الأخبار مساحة أساسية تطل من خلالها القنوات التلفزيونية العامة أو الإخبارية على مشاهديها لتنقل إليهم ما التقطته كاميراتها من صور، توثق أحداثا وتسرد قصصا وشهادات. هنا يفترض أن تشكل الصورة البنية الأساسية للمواضيع المصورة على اختلاف أنواعها، من تقارير وتحقيقات وغيرها. فالصورة على الشاشة غالبا ما تروي القصة بشكل أكثر فعالية من أي وصف قد يتضمنه النص(2).

إن التقرير التلفزيوني الذي يمكن أن تصل رسالته بوضوح من دون مشاهدته، لا يمكن اعتباره موضوعا مصورا ناجحا. يعني ببساطة شديدة أن الصورة لم تكن هي اللاعب الرئيسي خلال عملية بناء الموضوع وأن الكفة فيه تميل لجهة النص (التعليق الصوتي) الذي جعل منه الصحفي ركيزته الفعلية في عملية بث المعلومة.

عندما يتعامل الصحفيون مع الصورة كمعلومة قائمة بذاتها، ينبغي أن تتمحور كل بنية السرد في الموضوع التلفزيوني المصور، وكلغة لها قواعد وأسس. حينها يمكن اعتبار "ثقافة الصورة" قد فرضت نفسها سلوكا مهنيا لدى الصحفيين.

لو عرضنا بعض التجارب التي أرستها قنوات فضائية معدودة، لوجدنا أن ثمة هيمنة لسطوة النص على حساب الصورة في التقارير التلفزيونية المنتجة في العالم العربي حيث تأتي الصورة كعنصر ثانوي. فالصحفي يضع كل ما يريد الإخبار به في نصه ولا يترك للصورة مجالا كي "تتكلم" وتلعب دورها المفترض. وبناء على ذلك، لن يجد المشاهد ضرورة لأن يثبت بصره على الشاشة لأن معلومة ما قد تفوته.

لنأخذ مثالا هذه التقارير التي يضع فيها الصحفي لقطات عامة لشوارع وأبنية ومقرات ومارة. إنها لقطات يمكن أن ترافق أي تقرير سواء حضرت أو اختفت أو تغيرت، لا شيء سيتغير في بنية الموضوع، لأن بناءه في الأصل لم يرتكز عليها.

 

عندما دخل التلفزيون إلى عالمنا العربي وانطلقت النشرات الإخبارية، قدم الرعيل الأول من الصحفيين من عالم الصحافة المطبوعة. حمل هؤلاء معهم تقنيات الكتابة للصحافة المطبوعة وتعاملوا مع الصورة في بعض الأحيان كـ "تكملة" أو "إضافة".

 

 

1


 إنّ الصورة يختلف معناها باختلاف الصور التي تأتي قبلها أو بعدها.

(غيتي).

 

 

أسباب الإهمال

 

عندما دخل التلفزيون إلى عالمنا العربي وانطلقت النشرات الإخبارية، قدم الرعيل الأول من الصحفيين من عالم الصحافة المطبوعة. حمل هؤلاء معهم تقنيات الكتابة للصحافة المطبوعة وتعاملوا مع الصورة في بعض الأحيان كـ "تكملة" أو "إضافة" من دون بذل جهد في فهم دورها. كان معدو التقارير يكتبونها ويسجلونها تاركين للمكلف بالمونتاج مهمة "وضع" أو "لصق" الصور. وفي ذلك ضرب للقاعدة الأساسية للكتابة للصورة: ألا تكتب تعليقا لتقرير تلفزيوني قبل مشاهدة ما بحوزتك من لقطات: شاهد واكتب.

لكن اليوم مع جيل الصحفيين الذي نشأ وكبر مع عصر الشاشة لم يعد مقبولا التعامل مع الصورة كملحق. ورغم أن الصورة اليوم تحيط بنا من كل مكان، فإن ثمة ما يشبه غيابا لثقافة الصورة عن السلوك المهني لدى شريحة من الصحفيين. هذا التدفق الهائل للصورة الذي عززه التطور في تقنيات الاتصال، لم يترجم استخداما يبرز مكانتها كصانعة أساسية للمعنى في المحتوى الإعلامي المرئي.

يعيد الصحفيون في الغالب هذا التقصير إلى طبيعة العمل الضاغط في مطابخ نشرات الأخبار، حيث يتحرك العمل على وقع السرعة ما يدفع أحيانا إلى "التضحية" بهذا الدور. في الغالب يولي الصحفيون عنايتهم بالصورة عندما تتناول قصتهم موضوعا لا يرتبط بحدث آني، ما يحررهم من "سوط" السرعة. إذ يملكون الوقت لرسم قصتهم بصريا وتحديد ما يريدون التقاطه ومن ثم توليفها بتأن.

إن هذا الجهد يختفي تماما مع التقارير التي يكون هدفها عرض النشاط الرسمي للمسؤولين في السلطة أو ما يعرف بتقارير "استقبل وودع"، التي تحتل حيزا مهما في النشرات الإخبارية على القنوات العربية الرسمية أو تلك الخاضعة لحكوماتها. كما يتقلص الاهتمام بمكانة الصورة عندما يهدف التقرير إلى توجيه الرأي العام لتبني موقف من قضية ما (يقترب أسلوبها من مقالات الرأي في الصحافة المكتوبة)، هنا لا يجد الصحفي في الغالب إلا النص ليحمله الموقف السياسي الذي تسعى المؤسسة لإبرازه. الصورة تأتي كشاهد داعم للنص وليس العكس. هذا النوع من الصحفيين يعتبر أن الكلمة تتقدم على الصورة المرئية وهو أمر خاطئ لأن جزءا مهما من المعلومات تتضمنه الصور (3).

 

 

2
الصحفي التلفزيوني الناجح هو من يطوع نصه لصالح الصورة. لأنها، هي قوة الموضوع التلفزيوني  (غيتي).

 

 

مهارات الصحفي التلفزيوني

 

كي يتمكن الصحفي من بناء موضوع مصور؛ فعليه أن يكون حاضرا في الميدان، يرى ويرصد وينقل حواس المشاهد معه إلى مكان الحدث.  تبدأ عملية بناء الموضوع التلفزيوني الإخباري منذ اللحظة التي يستعد فيها الصحفي للنزول إلى ميدان الحدث أو القصة. صحيح أنه ليس مطلوبا منه أن يقوم بنفسه بتصوير موضوعه (ثمة تجارب مماثلة في الصحافة الغربية على سبيل المثال: في فرنسا هناك توصيف وظيفي JRI journaliste reporter d’images  أي أن الصحفي المراسل هو من يقوم وحده بإعداد الموضوع من ألفه إلى يائه) ولكن عليه أن يكون على اطلاع ومعرفة بأنواع اللقطات وحركة الكاميرا ومواضع استعمالها. عدا أنه هو من يحدد ماذا يريد أن يلتقط من صور وليس المصور. باختصار، عليه أن يمتلك تصورا بصريا لموضوعه وأن يعي أن كلّ مكوّن من مكونات الصورة يؤدي وظيفة معينة. بالتالي عليه أن يحسن اختيار اللقطات التي تظهر معنى الرسالة الإعلامية.

أحيانا يحصل الصحفي على مادة بصرية جيدة ولكن لا يتم استخدامها بشكل يظهر مكانتها. وهنا نسأل، هل يكفي أن نلتقط مجموعة لقطات جيدة حتى نضمن الحصول على قصة متماسكة بصريا؟ إن عملية ترتيب اللقطات في المونتاج والكتابة للصورة عاملان أساسيان في صناعة موضوع تلفزيوني ناجح. فكما للتصوير قواعد، فإن لتركيب الصور والكتابة لها قواعد أيضا. ما هي اللقطة الأولى والتالية؟ كيف سيكتمل المشهد؟ خلال مرحلة المونتاج على الصحفي أن يعلم أن موضوعه المصور يتألف من جمل بصرية متكاملة. والجملة هنا هي المشهد الذي يتكون من مجموع لقطات مترابطة ترتب وفقا لتسلسل محدد سيخدم الفكرة التي يريد الصحفي إيصالها. إن كل خلل في هذا الترتيب سيشتت المشاهد وسيصعب عليه استيعاب الفكرة الأساسية. لنتذكر مبدأ السينمائي الروسي ليف كوليشوف (تأثير كوليشوف): إنّ الصورة يختلف معناها باختلاف الصور التي تأتي قبلها أو بعدها.

 

لو عرضنا بعض التجارب التي أرستها قنوات فضائية معدودة، لوجدنا أن ثمة هيمنة لسطوة النص على حساب الصورة في التقارير التلفزيونية المنتجة في العالم العربي حيث تأتي الصورة كعنصر ثانوي.

 

 

 

الكتابة للموضوع التلفزيوني

تختلف الكتابة للصورة عن الكتابات لباقي وسائل الإعلام. في التلفزيون يؤدي النص دور المكمل للمعنى. لا يريد المشاهد أن يكرر عليه الصحفي ما يراه في اللقطات ولا يريد أن يصف له الصورة. إن الهدف من النص هو تقديم الشروح التي تعجز الصورة عن توصيلها. لذلك، قد يبدو النص التلفزيوني حينما يُقرأ دون مشاهدة، مفككا وغير متماسك وأحيانا غير مكتمل المعنى أو منقوصا. والنقص هنا هو تماما ما تؤديه الصورة. لا يشكل ذلك عيبا أو انتقاصا من القيمة التحريرية للنص، بل على العكس، لأن النص لم يوضع بهدف قراءته أو الاستماع إليه. هو نص للعين وليس للأذن، نص مصاحب لصورة، تتربع هي أولا وآخرا على سلم المعنى. لا يقصد من هذا القول التخلي عن النص، بل التمكن من خلق عملية توافق بينهما. يرى الباحث الفرنسي جاك أومون أن الصورة تزودنا بالمعلومات وهي تؤدي هذه المهمة بقوة الإقناع..] لكن [لا يمكن أن تحل مكان اللغة أو النص[..] لا بد من طريقة استعمال ما بجانبها (4).  الصحفي التلفزيوني الناجح هو من يتمكن من تطويع نصه لصالح الصورة. لأنها، هي قوة الموضوع التلفزيوني. 

                                  

 

 

 كان معدو التقارير يكتبونها ويسجلونها تاركين للمكلف بالمونتاج مهمة "وضع" أو "لصق" الصور. وفي ذلك ضرب للقاعدة الأساسية للكتابة للصورة: ألا تكتب تعليقا لتقرير تلفزيوني قبل مشاهدة ما بحوزتك من لقطات: شاهد واكتب.

 

المراجع:

  1. Joly, Martine. L'image et son interprétation. Armand Colin, 2005.

 

  1. Stewart, Peter and Alexander, Ray. Broadcast Journalism: Techniques of Radio and Television News. Routledge, 2021.
  2. Manier, Paul-Stéphane. Le journalisme audiovisuel: Les techniques rédactionnelles en télévision et sur Internet. INA, 2011.
  3. Aumont, Jacques. L'image. Armand Colin, 2011.

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023
أين مصلحة المجتمع في تفاعل الجمهور مع الإعلام؟

استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي تحويل التفاعل مع المحتوى الإعلامي إلى سلعة، وتم اختزال مفهوم التفاعل إلى لحظة آنية تُحتسب بمجرّد التعرّض للمحتوى. فكان لهذا أثره على تطوّر المواد الإعلامية لتصبح أكثر تركيزاً على اللحظة الراهنة للمشاهدة دون النظر إلى ما يتركه المحتوى من أثر على الفرد أو المجتمع.

أحمد أبو حمد نشرت في: 4 يونيو, 2023
دراسات الجمهور الإعلامي العربي ومأزق المقاربة السوسيولوجيّة

قد تسعف القراءة السوسيولوجية لمفهوم الجمهور في وسائل الإعلام في فهم العلاقة بين الصحافة والجمهور، بعدما سيطرت المقاربة الرقمية الإحصائية على الدراسات الخاصة في هذا الموضوع. 

وفاء أبو شقرا نشرت في: 31 مايو, 2023
السلبية والغضب والانتشار.. هل هي معايير كافية لتقييم المحتوى الصحفي؟

من هو حارس البوابة في الصحافة؟ الجمهور أم غرف الأخبار؟ ما الذي يمنح القيمة الصحفية لحدث ما؟ قوة الانتشار أم قوة التأثير؟ كيف توجِه الأرقام والمنصات الرقمية العمل الصحفي؟ وهل على الصحفيين الاستسلام لسياسات المنصات الرقمية؟ أسئلة تشكل أساس هذه الورقة حول معايير تقييم المحتوى الصحفي والتغيرات التي طرأت عليها.

محمد الشاذلي نشرت في: 21 مايو, 2023
عمل المراسل الصحفي هو أن يسأل الناس، لا أن يملي عليهم

هل على المراسل الصحفي أن يعبر عن قناعاته السياسية وينخرط في الصراع الانتخابي؟ تظهر التغطية الصحفية للانتخابات التركية انتهاكات للمعايير المهنية والأخلاقية تضرب في العمق مبدأ الحياد.

إيليا توبر نشرت في: 14 مايو, 2023
الصحفي والسلطة.. وجها لوجه

تلجأ السلطة إلى أساليب مختلفة لإخضاع الصحفي وتطويعه، باستنزاف قضائيا، وتعقب حياته الخاصة، وتنمية الإحساس بالرقابة الذاتية… باختصار، يجب أن "تجعله يعاني" كما قال جورج أورويل. 

منتصر مرعي نشرت في: 3 مايو, 2023
تشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي والأخبار

نشرت كولومبيا جورناليزم ريفيو مقالا عن النقاش الدائر اليوم عن استخدامات الذكاء الاصطناعي وحدود استعماله في مجال الصحافة ومخاطره على الملكية الفكرية ونشر الأخبار الزائفة.

ماثيو إنغرام نشرت في: 30 أبريل, 2023