لابد للصورة التلفزيونية أن تحمل تصور الصحفي ورؤيته للموضوع (غيتي).

  عن ثقافة الصورة وغيابها في النشرات الإخبارية

عندما يتمكن المتلقي من متابعة تقارير تلفزيونية وتصله المعلومة فلا يُستفز خياله البصري ولا يشعر بالحاجة للمشاهدة لاستكمال المعنى، فذلك يطرح تساؤلا عن كيفية استخدام الصحفيين للصورة وعن فهمهم لدورها في صناعة المعنى أي امتلاكهم لثقافة الصورة. ففي الإنتاج الإخباري التلفزيوني ينبغي أن يُترك المجال للصورة كي تؤدي وظيفتها في إعلام المشاهد وفي سرد القصة. أما إذا لم يكن الحال كذلك، وتقدم الاستماع على المشاهدة، فإن الأمر أشبه بالانقلاب على الدور المتوقع للصورة الصحفية التلفزيونية (1).

 

دور الصورة في التقارير التلفزيونية 

 

لا يمكن أن يُذكر التلفزيون دون أن تُستحضر الصورة معه، فهي ركيزته وأساس عمله. هذا التلازم بينهما جعل المحطات التلفزيونية تتسابق للاستحواذ على صور الأحداث، فهي تعلم أن العمل التلفزيوني ينتهي ما لم تتوفر له الصورة.

وتأسيسا على ما تقدم، تُعد نشرات الأخبار مساحة أساسية تطل من خلالها القنوات التلفزيونية العامة أو الإخبارية على مشاهديها لتنقل إليهم ما التقطته كاميراتها من صور، توثق أحداثا وتسرد قصصا وشهادات. هنا يفترض أن تشكل الصورة البنية الأساسية للمواضيع المصورة على اختلاف أنواعها، من تقارير وتحقيقات وغيرها. فالصورة على الشاشة غالبا ما تروي القصة بشكل أكثر فعالية من أي وصف قد يتضمنه النص(2).

إن التقرير التلفزيوني الذي يمكن أن تصل رسالته بوضوح من دون مشاهدته، لا يمكن اعتباره موضوعا مصورا ناجحا. يعني ببساطة شديدة أن الصورة لم تكن هي اللاعب الرئيسي خلال عملية بناء الموضوع وأن الكفة فيه تميل لجهة النص (التعليق الصوتي) الذي جعل منه الصحفي ركيزته الفعلية في عملية بث المعلومة.

عندما يتعامل الصحفيون مع الصورة كمعلومة قائمة بذاتها، ينبغي أن تتمحور كل بنية السرد في الموضوع التلفزيوني المصور، وكلغة لها قواعد وأسس. حينها يمكن اعتبار "ثقافة الصورة" قد فرضت نفسها سلوكا مهنيا لدى الصحفيين.

لو عرضنا بعض التجارب التي أرستها قنوات فضائية معدودة، لوجدنا أن ثمة هيمنة لسطوة النص على حساب الصورة في التقارير التلفزيونية المنتجة في العالم العربي حيث تأتي الصورة كعنصر ثانوي. فالصحفي يضع كل ما يريد الإخبار به في نصه ولا يترك للصورة مجالا كي "تتكلم" وتلعب دورها المفترض. وبناء على ذلك، لن يجد المشاهد ضرورة لأن يثبت بصره على الشاشة لأن معلومة ما قد تفوته.

لنأخذ مثالا هذه التقارير التي يضع فيها الصحفي لقطات عامة لشوارع وأبنية ومقرات ومارة. إنها لقطات يمكن أن ترافق أي تقرير سواء حضرت أو اختفت أو تغيرت، لا شيء سيتغير في بنية الموضوع، لأن بناءه في الأصل لم يرتكز عليها.

 

عندما دخل التلفزيون إلى عالمنا العربي وانطلقت النشرات الإخبارية، قدم الرعيل الأول من الصحفيين من عالم الصحافة المطبوعة. حمل هؤلاء معهم تقنيات الكتابة للصحافة المطبوعة وتعاملوا مع الصورة في بعض الأحيان كـ "تكملة" أو "إضافة".

 

 

1


 إنّ الصورة يختلف معناها باختلاف الصور التي تأتي قبلها أو بعدها.

(غيتي).

 

 

أسباب الإهمال

 

عندما دخل التلفزيون إلى عالمنا العربي وانطلقت النشرات الإخبارية، قدم الرعيل الأول من الصحفيين من عالم الصحافة المطبوعة. حمل هؤلاء معهم تقنيات الكتابة للصحافة المطبوعة وتعاملوا مع الصورة في بعض الأحيان كـ "تكملة" أو "إضافة" من دون بذل جهد في فهم دورها. كان معدو التقارير يكتبونها ويسجلونها تاركين للمكلف بالمونتاج مهمة "وضع" أو "لصق" الصور. وفي ذلك ضرب للقاعدة الأساسية للكتابة للصورة: ألا تكتب تعليقا لتقرير تلفزيوني قبل مشاهدة ما بحوزتك من لقطات: شاهد واكتب.

لكن اليوم مع جيل الصحفيين الذي نشأ وكبر مع عصر الشاشة لم يعد مقبولا التعامل مع الصورة كملحق. ورغم أن الصورة اليوم تحيط بنا من كل مكان، فإن ثمة ما يشبه غيابا لثقافة الصورة عن السلوك المهني لدى شريحة من الصحفيين. هذا التدفق الهائل للصورة الذي عززه التطور في تقنيات الاتصال، لم يترجم استخداما يبرز مكانتها كصانعة أساسية للمعنى في المحتوى الإعلامي المرئي.

يعيد الصحفيون في الغالب هذا التقصير إلى طبيعة العمل الضاغط في مطابخ نشرات الأخبار، حيث يتحرك العمل على وقع السرعة ما يدفع أحيانا إلى "التضحية" بهذا الدور. في الغالب يولي الصحفيون عنايتهم بالصورة عندما تتناول قصتهم موضوعا لا يرتبط بحدث آني، ما يحررهم من "سوط" السرعة. إذ يملكون الوقت لرسم قصتهم بصريا وتحديد ما يريدون التقاطه ومن ثم توليفها بتأن.

إن هذا الجهد يختفي تماما مع التقارير التي يكون هدفها عرض النشاط الرسمي للمسؤولين في السلطة أو ما يعرف بتقارير "استقبل وودع"، التي تحتل حيزا مهما في النشرات الإخبارية على القنوات العربية الرسمية أو تلك الخاضعة لحكوماتها. كما يتقلص الاهتمام بمكانة الصورة عندما يهدف التقرير إلى توجيه الرأي العام لتبني موقف من قضية ما (يقترب أسلوبها من مقالات الرأي في الصحافة المكتوبة)، هنا لا يجد الصحفي في الغالب إلا النص ليحمله الموقف السياسي الذي تسعى المؤسسة لإبرازه. الصورة تأتي كشاهد داعم للنص وليس العكس. هذا النوع من الصحفيين يعتبر أن الكلمة تتقدم على الصورة المرئية وهو أمر خاطئ لأن جزءا مهما من المعلومات تتضمنه الصور (3).

 

 

2
الصحفي التلفزيوني الناجح هو من يطوع نصه لصالح الصورة. لأنها، هي قوة الموضوع التلفزيوني  (غيتي).

 

 

مهارات الصحفي التلفزيوني

 

كي يتمكن الصحفي من بناء موضوع مصور؛ فعليه أن يكون حاضرا في الميدان، يرى ويرصد وينقل حواس المشاهد معه إلى مكان الحدث.  تبدأ عملية بناء الموضوع التلفزيوني الإخباري منذ اللحظة التي يستعد فيها الصحفي للنزول إلى ميدان الحدث أو القصة. صحيح أنه ليس مطلوبا منه أن يقوم بنفسه بتصوير موضوعه (ثمة تجارب مماثلة في الصحافة الغربية على سبيل المثال: في فرنسا هناك توصيف وظيفي JRI journaliste reporter d’images  أي أن الصحفي المراسل هو من يقوم وحده بإعداد الموضوع من ألفه إلى يائه) ولكن عليه أن يكون على اطلاع ومعرفة بأنواع اللقطات وحركة الكاميرا ومواضع استعمالها. عدا أنه هو من يحدد ماذا يريد أن يلتقط من صور وليس المصور. باختصار، عليه أن يمتلك تصورا بصريا لموضوعه وأن يعي أن كلّ مكوّن من مكونات الصورة يؤدي وظيفة معينة. بالتالي عليه أن يحسن اختيار اللقطات التي تظهر معنى الرسالة الإعلامية.

أحيانا يحصل الصحفي على مادة بصرية جيدة ولكن لا يتم استخدامها بشكل يظهر مكانتها. وهنا نسأل، هل يكفي أن نلتقط مجموعة لقطات جيدة حتى نضمن الحصول على قصة متماسكة بصريا؟ إن عملية ترتيب اللقطات في المونتاج والكتابة للصورة عاملان أساسيان في صناعة موضوع تلفزيوني ناجح. فكما للتصوير قواعد، فإن لتركيب الصور والكتابة لها قواعد أيضا. ما هي اللقطة الأولى والتالية؟ كيف سيكتمل المشهد؟ خلال مرحلة المونتاج على الصحفي أن يعلم أن موضوعه المصور يتألف من جمل بصرية متكاملة. والجملة هنا هي المشهد الذي يتكون من مجموع لقطات مترابطة ترتب وفقا لتسلسل محدد سيخدم الفكرة التي يريد الصحفي إيصالها. إن كل خلل في هذا الترتيب سيشتت المشاهد وسيصعب عليه استيعاب الفكرة الأساسية. لنتذكر مبدأ السينمائي الروسي ليف كوليشوف (تأثير كوليشوف): إنّ الصورة يختلف معناها باختلاف الصور التي تأتي قبلها أو بعدها.

 

لو عرضنا بعض التجارب التي أرستها قنوات فضائية معدودة، لوجدنا أن ثمة هيمنة لسطوة النص على حساب الصورة في التقارير التلفزيونية المنتجة في العالم العربي حيث تأتي الصورة كعنصر ثانوي.

 

 

 

الكتابة للموضوع التلفزيوني

تختلف الكتابة للصورة عن الكتابات لباقي وسائل الإعلام. في التلفزيون يؤدي النص دور المكمل للمعنى. لا يريد المشاهد أن يكرر عليه الصحفي ما يراه في اللقطات ولا يريد أن يصف له الصورة. إن الهدف من النص هو تقديم الشروح التي تعجز الصورة عن توصيلها. لذلك، قد يبدو النص التلفزيوني حينما يُقرأ دون مشاهدة، مفككا وغير متماسك وأحيانا غير مكتمل المعنى أو منقوصا. والنقص هنا هو تماما ما تؤديه الصورة. لا يشكل ذلك عيبا أو انتقاصا من القيمة التحريرية للنص، بل على العكس، لأن النص لم يوضع بهدف قراءته أو الاستماع إليه. هو نص للعين وليس للأذن، نص مصاحب لصورة، تتربع هي أولا وآخرا على سلم المعنى. لا يقصد من هذا القول التخلي عن النص، بل التمكن من خلق عملية توافق بينهما. يرى الباحث الفرنسي جاك أومون أن الصورة تزودنا بالمعلومات وهي تؤدي هذه المهمة بقوة الإقناع..] لكن [لا يمكن أن تحل مكان اللغة أو النص[..] لا بد من طريقة استعمال ما بجانبها (4).  الصحفي التلفزيوني الناجح هو من يتمكن من تطويع نصه لصالح الصورة. لأنها، هي قوة الموضوع التلفزيوني. 

                                  

 

 

 كان معدو التقارير يكتبونها ويسجلونها تاركين للمكلف بالمونتاج مهمة "وضع" أو "لصق" الصور. وفي ذلك ضرب للقاعدة الأساسية للكتابة للصورة: ألا تكتب تعليقا لتقرير تلفزيوني قبل مشاهدة ما بحوزتك من لقطات: شاهد واكتب.

 

المراجع:

  1. Joly, Martine. L'image et son interprétation. Armand Colin, 2005.

 

  1. Stewart, Peter and Alexander, Ray. Broadcast Journalism: Techniques of Radio and Television News. Routledge, 2021.
  2. Manier, Paul-Stéphane. Le journalisme audiovisuel: Les techniques rédactionnelles en télévision et sur Internet. INA, 2011.
  3. Aumont, Jacques. L'image. Armand Colin, 2011.

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024