مشهد الوداع الأخير... تجاوزات مهنية لمصورين في غزة

لعل أقسى ما يمكن أن يصل الإنسان من أخبار أينما كان يعيش على سطح هذا الكوكب، هو فقدان أخٍ أو قريبٍ أو سند. في تلك اللحظات يفقد العقل السيطرة تماماً، وتصبح التصرفات مرهونةً بالعاطفة فقط، فإذا مضى الوقت نسيَ تفاصيل "اللا إدراك" تلك، واحتفظ بصورة "حزنه" ذاك نقياً.. إلا إذا وثقت الكاميرا تلك اللحظة، وأبقت عليها حيّة، فإنها تلاحق صاحبها طوال العمر.

في فلسطين، وعلى الرغم من كلّ النتائج الإيجابية التي حققها الصحفيون في تغطياتهم على مدار السنوات الطويلة الماضية، فإنهم يرتكبون بعض الانتهاكات المهنية في لحظات وداع الشهداء، تُفسد في أوقاتٍ كثيرة الرسالة الصحفية التي تسمو فيها الإنسانية.

نظرةٌ بسيطة على بعض الصور الملتقطة خلال الجنازات في فلسطين، ولعل آخرها جنازات شهداء مسيرات العودة وكسر الحصار، وسنرى أن الكثير منها يحمل في تفاصيله انتهاكات لقدسية اللحظة وللمشاعر الإنسانية حتّى، فتلك سقط عنها حجابها وهي تبكي، وذاك أغمي عليه، وأخرى كانت تتلفظ بما لا تعي ولا تدرك، وآخر منعه اكتظاظ الصحفيين من أن يودع أخيه.

هناك الكثير من مثل هذه الصور الأليمة إذا ما استرجعها العقل، فكيف ونحن نتحدث عن توثيقها إلى عمرٍ آخر؟ حاولنا توثيق بعض المشاهد لتجاوزات مهنية قام بها بعض الصحفيين في لحظاتِ وداع شهداء ارتقوا في قطاع غزّة.  

مشاهد متعددة  

البداية من الجمعة الرابعة لمسيرات العودة وكسر الحصار، إذ ارتقى فيها شهيد في شمال قطاع غزة، يومها سمح أقارب الشهيد للصحفيين بدخول المنزل وقت وداع النساء وتصوير تلك المشاهد، سببت الصور التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مشاكل لأهل الشهيد، خاصة أنها احتوت على مشاهد خاصة للنساء وقد سقطت أغطية رؤوسهن خلال التشييع. 

وفي موقف آخر، زار عدد من الصحفيين، بعد إلحاح شديد، والدة الطفل محمد أيوب الذي استشهد في نهاية أبريل/نيسان الماضي في القطاع، وبينما كانت الأم تستذكر طفلها وبعض مواقفه، أخرجت هاتفها المحمول لتُقلب في صوره وتبكي بحرقةٍ شديدة، وفجأة التقط أحد الصحفيين هاتف الأم عنوةً وأخذ يشاهد الصور، محاولًا نقلها إلى هاتفه، إلى أن قامت بالصراخ عليه وطرده من المنزل.

يعلق المصور زكريا أبو هربيد على الحادثة بالقول "كثير من عائلات الشهداء ترفض دخول الصحفيين للتغطية والتصوير داخل المنازل، لأنّ للبيت خصوصيته وحرمته داخل المجتمع الغزّي، فمن وجهة نظرهم لا يحق للصحفيين التعدي على حرمة البيت وتصوير أفراده  في مشاهد قد تكون غير ملائمة بتاتاً".

ويتابع أن "بعض الصحفيين يحاولون بطرقٍ عديدة إقناع أهالي الشهداء بضرورة التصوير، من خلال شرح الأثر الذي يمكن أن تتركه الصورة إذا ما كانت تؤثر على الصعيدين العربي والعالمي"، مشيراً إلى أنّ بعض العائلات تستجيب للصحفيين، بينما البعض الآخر يرفض التجاوب معهم، وقد يصل الأمر أحياناً إلى وقوع مشاكل بين الطرفين إذا ما أصر الصحفيون على مطلبهم.

ويرى أبو هربيد أنه في الحالات التي يسمح فيها للمصورين الصحفيين دخول بيوت الضحايا، وأن  من الضروري أن يكون الصحفي رقيباً على ذاته وقادراً على احترام خصوصية المشهد، مضيفاً أنه "لا يجوز تصوير النساء اللواتي سقطت الأغطية عن رؤوسهن، ولا يجوز لنا كمصورين صحفيين إخراج أيّ صورة تظهر فيها النساء وهنّ منفعلات وفاقدات للوعي، لأنّ الصور ستظل تلاحق أصحابها".

ويشير إلى أنّه يتفهم طبيعة عمل وكالات الأنباء التي ترغب في التركيز على الصورة الإنسانية التفاعلية، لكنّه يرى أنّ هذا الأمر يجب أن يكون خاضعًا لأسس مهنية وأخلاقية بالأساس، ويجب أن يكون مراعيًا لطبيعة المجتمع وتفاصيل الحياة فيه.

انتهاك للخصوصية

معدّ هذا التقرير أثناء بحثه في الموضوع، توصل إلى عدد من المواقف الأخرى التي أفرزتها ممارسات صحفية ميدانية غير مهنية لبعض الصحفيين، "مع التحفظ على ذكر أسماء الأشخاص الذين رووا تلك المواقف". قصةٌ ذكرها لنا أحد الصحفيين في مدينة غزة، أن مصورا صحفيا وصل متأخرا  لتغطية جنازة أحد شهداء مسيرة العودة الكبرى، فلم يستطع التقاط صور للجثمان أثناء إلقاء نظرة الوداع عليه من قِبَل أهله داخل البيت. في ذلك الوقت وبعد أن خرجت الجنازة من البيت، ذهب الصحفي باتجاه أحد أقرباء الشهيد، وسأله عن إمكانية إعادة الجثمان إلى البيت لإلقاء نظرة وداع أخرى عليه، وهو ما أثار حفيظة الرجل الذي أدهشته جرأة الصحفي وعدم مبالاته بمشاعر العائلة، على حد قوله.

صحفي آخر قال لنا إنّه شاهد عددا من الصحفيين في جنازةٍ لطفلةٍ صغيرة من شرق مدينة غزّة استشهدت أثناء قصفٍ إسرائيلي؛ وهم يطلبون من عائلة الطفلة تغيير اتجاه النعش وإبعاد الجنازة قدر الإمكان عن أشعة الشمس ليتمكنوا من التقاط صور ذات جودة عالية.

الأمر لم يقف عند هذا الحد كما يوضح، إذ وصل تمادي الصحفيين في طلباتهم حتى وصل الحال بأحدهم أن يحاول إيقاف الجنازة حتى يحصل على صورته، وهنا كادت تقع مشكلة كبيرة بين الصحفيين وأهل الطفلة الشهيدة الذين سرعان ما أبعدوا معظم الصحفيين عن المكان بالقوة.

تأهيل مهني وأخلاقي

مستشار مركز تطوير الإعلام التابع لجامعة بيرزيت فتحي صبّاح يبيّن أنّ مهمة الصحفي هي نقل الواقع كما هو، والحالة التي تكون فيها الأم لحظة استشهاد ابنها أو الزوجة لحظة وداع زوجها، تكون كافية لشرح الموقف وبيانه. فما الحاجة إلى التصنع الذي يحاول بعض الصحفيين افتعاله عبر إثارة مشكلات وطلب طلبات غريبة من أهالي الضحايا، مضيفا "الصحفيون يعتقدون أنّهم بهذا الفعل يحصّلون سبقا، وفي الحقيقة هم يخسرون كثيرًا من ثقة الجمهور، ويساهمون في تكوين صورة سلبية عن طبيعة العمل الصحفي، الأمر الذي يترك انطباعات غير لائقة عند المواطنين".

ويشير إلى أن بعض الصحفيين -خاصّة في قطاع غزّة- بحاجة إلى إعادة تأهيل مهني وأخلاقي، لأن الكثير من العاملين في المجال الصحفي غير خاضعين للتدريبات الكافية وغير دارسين للصحافة والإعلام، فهم بذلك جاهلون بالأسس المهنية ويعتقدون أنّ الصحافة هي التقاط صورة ونشرها فقط.

ويفرق صبّاح بين الصورة العاطفية التي تجلب الاهتمام العالمي والتعاطف الإنساني بشكل حقيقي، وبين الصورة التي يعتقد الصحفيون أنّها صورة إنسانية تجلب هذا التعاطف، فالأولى يمكن تحقيقها بصورة قديمة لطفلٍ شهيد وهو يلعب الكرة أو في المدرسة، والثانية في الأساس تكون مرتبطة بمشاهد عفوية لا يرغب أهالي الضحايا في نشرها ورؤيتها، فهي تخالف قاعدة أساسية من القواعد المهنية التي ترى وجوب رضى صاحب الصورة عنها وضرورة استئذانه قبل النشر.

من الناحية القانونية

ويرى الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان محمد أبو هاشم أن المشكلة الأساسية التي تفرز مثل هذه الممارسات، هي عدم وجود قانون ناظم يُوضح آليات العمل التي يجب على الصحفيين أن يعملوا في إطارها، ويكونوا على علمٍ بأنهم سيحاسَبون قانونيًا إذا ما ارتكبوا مخالفات وانتهكوا خصوصيات الآخرين.

ويقول إن "القانون الفلسطيني لم يحدد القالب أو الشكل الذي على الصحفي أن يلتزم به أثناء التصوير في الأماكن العامّة، وبالنسبة للأماكن الخاصّة -سواء كانت مغلقة أو مفتوحة- فالتصوير فيها ممنوع إلا بالإذن من صاحب المكان، بموجب التعديلات القانونية في قانون العقوبات الفلسطيني".

أمّا بالنسبة للقانون الدولي فيذكر أبو هاشم أنه فتح المجال أمام القوانين المحلية بإضافة مواد وتعديلات تساهم في الرفع من حالة المحافظة على خصوصية الأفراد داخل المجتمعات.

ويشير إلى أن القانون الفلسطيني يكفل حق الأشخاص الذين يتعرضون لأضرار بسبب صور نشرت لهم دون إذنٍ مسبق، موضحًا أنّه في هذه الحالة يحق لصاحب الصورة رفع قضية مدنية على المصور والمطالبة بتعويضٍ مقابل الضرر الذي أصابه.

ختامًا، وجب علينا القول إن أجزاء من الحالة الإعلامية الفلسطينية صار يُعبر عنها من خلال تصرفات فردية وعواطف شخصية محركها الأساسي هو البحث عن السبق والشهرة، دون النظر إلى الأصول والقواعد المهنية والسلوكية الناظمة لأي هامش من هوامش العمل الصحفي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل أصبح الهدف الأكبر لدى بعض الصحفيين هو الانتشار؟ وهل أضحى الطريق للانتشار هو ضرب القواعد المهنية الصحفية وانتهاج أسلوب الصحافة الصفراء في المعالجة الصحفية للأحداث؟

المزيد من المقالات

البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025