الإعلام وقضايا الطفولة... انتهاكات أخلاقية ومهنية مع سبق الإصرار

تنطلق العديد من التغطيات الصحفية والإعلامية في الأردن لقضايا الطفولة من إطار جاذب للجمهور، قادر على خلق تعاطف عام من شأنه استقطاب مزيد من القراء والمشاهدين، في الوقت الذي تغيب فيه عن هذه التغطيات الالتزام بمبادئ ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي وتجعل الصحفي عرضةً للملاحقة القانونية.

من جانب آخر تغيب الرؤية والنظرة الحقوقية عن الإحاطة بجوانب قضايا الطفولة لترتكز على تعزيز النظرة الرعائية للطفل بعيدا عن الجانب الحقوقي الذي ينبع من إطار مسؤوليات والتزامات دولية ووطنية محددة تقع على عاتق مؤسسات الدولة ذات العلاقة، فلا تضيف لقضايا الطفولة إلا مزيدا من صور ومقاطع تجعلهم عرضة للتنمر في محيط اجتماعي لا ينسى، وتضع وصمة على جبينهم لتبقى راسخة في أذهانهم وتتكرر عند الضغط على بضعة أزرار.

 

 

 يغيب عن التغطيات الخاصة بالأطفال الالتزام بمبادئ ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي تجعل الصحفي عرضةً للملاحقة القانونية.

 

تغطيات مهنية بنكهة حقوقية

   يتابع الإعلام قضايا الفئات التي تتعرض للاستغلال كالأطفال المتسولين والأطفال العاملين (عمالة الأطفال). وفي العديد من الحالات يتم إجراء مقابلات مع هذه الفئات مع الإشارة إلى أسمائهم وإظهار صورهم دون الحصول على موافقة أولياء أمورهم وغير ذلك من تجاوزات مهنية في مخالفة واضحة لميثاق الشرف الصحفي وميثاق الشرف الإعلامي اللذين أكدا على واجب الإعلامي أو الصحفي في حماية الأطفال وعدم مقابلتهم أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم أو نشر ما يسيء إليهم أو لعائلاتهم، ودون إدراك أيضا من قبل من تتم مقابلتهم للنتائج طويلة الأمد لمثل هذا النوع من التغطيات حتى في حالة الحصول على الموافقة.

تنتهي التغطية عند هذا الحدّ، وتبقى الصورة المخزنة بين أجهزة الأنظمة المعلوماتية التي تحتفظ بذاكرة طويلة الأمد شاهدةً على واقع هؤلاء الأطفال ووصمة عار تلاحقهم، ليطرح التساؤل الأهم: هل ساهمت وسائل الإعلام عبر هذه التغطيات في إحداث تغيير أو على أقل تقدير في تحريك ما هو ساكن؟

هل سلط الإعلام الضوء على منظومة تشريعية قاصرة ما زالت تساهم في استغلال الأطفال اقتصاديا من خلال التسول؟ فبالرغم من تعديل قانون الاتجار بالبشر واشتماله على جريمة التسول المنظم لكنه لم يعرف هذه الجريمة ولم يبيّن صورها وفق الأساليب المُستحدثة لها كالتّستر بالتّسول عبر عرض السّلع زهيدة الثّمن وهي الظاهرة الأكثر انتشارا في الأردن.

وماذا عن غياب التنظيم القانوني والحماية الكافية للأطفال الذين يعملون مع آبائهم دون أجر في قانون العمل، حيث إن التعريف القانوني لمفهوم العامل كما ورد في القانون لا ينطبق على هذه الفئة، وما يترتب عن ذلك من نتائج قانونية تتمثل في عدم وجود الإجراءات والعقوبات الكفيلة بعدم استغلال الأطفال من قبل ذويهم.

لا ينتهي المشهد هنا، حيث يلعب الأطفال دور البطولة عند قيام بعض الأفراد أو المؤسسات بتقديم مساعدات للعائلات خاصة في مناسبات معينة مثل شهر رمضان المبارك أو لغايات إظهار الأعمال الخيرية التي تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية.

وفي مشاهد أخرى يتم إلقاء الضوء على ضيق الحال الذي تعيشه بعض الأسر وأطفالهم أو وجود أطفال من ذوي الإعاقة لديهم فيتم إظهار حياتهم الخاصة وتفاصيلها اليومية، وهو الأمر الذي لا يدرك الطفل نتائجه إلا لاحقا لدى تعرضه للتنمر في محيطه أو في إطار مدرسته، أو عندما يقف على حقيقة أن هذه التغطيات أخذت ابعادًا لا حصر لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكلٌّ يستثمرها وفقًا لما يخدم عمله أو زيادة نسب المشاهدة وغيرها، ليبقى الطفل وحيدا موصومًا اجتماعيا وما يرافق ذلك من أضرار نفسية ومعنوية تستمر مدى الحياة.  

ومرة أخرى يغيب النهج الحقوقي في تغطية قضايا الأطفال فلا يتم ربط أوضاع هؤلاء الأطفال بمدى إنفاذ وتفعيل تشريعات هامة كقانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مثلًا، ومدى الالتزام بما نصت عليه الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأين تكمن التحديات في سبيل تنفيذ هذه الالتزامات.

 

تغطيات معمقة لقضايا الطفولة

شهد الأردن جدلًا واسعًا في الآونة الأخيرة قبيل إقرار قانون حقوق الطفل الذي دفعت به الحكومة إلى مجلس النواب بعد مرور ما يقارب 24عامًا على وضع المسودة الأولى منه. رافق هذا الجدل حملة انتقاد مجتمعية حادة قادها بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أغرق الجمهور في سيل من المعلومات المضللة والمغلوطة حول القانون ونشوء وعي جمعي يعتقد أن من شأن إقرار هذا القانون إخراج الأطفال عن إطار المنظومة الدينية والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية.

هذه الحملة لم يقابلها بالقدر نفسه تغطية إعلامية معمقة لقضايا الطفولة التي تستوجب أن يقر القانون من أجلها، ولم يتم اعتماد منهجية أو سياسة واضحة قائمة على تعزيز وجود هذا القانون من خلال معطيات وأرقام قادرة على تمكين الأفراد من تشكيل مواقف وتبني آراء قائمة على معلومات وحقائق تحل مكان الهجمة الشرسة التي واجهها القانون.

أبرز ما جاء به القانون والذي سيشكل إقراره نقلة نوعية في هذه المسارات، النص على وجوب تأمين الأطفال صحيا وكذلك إقراره وبشكل صريح على وجوب وضع حد للتسرب المدرسي ووضع آليات تنفيذية لإعمال ذلك وفي الوقت ذاته أورد عقوبات على من يساهم في تسرب الأطفال، الشيء الذي كان غائبا عن المنظومة التشريعية الوطنية والذي ساهم إلى حدّ كبير في زيادة أعداد المتسربين من الطلبة في أنحاء المملكة كافة.

في هذا السياق، غابت عن غالبية التغطيات الإعلامية والتقارير الصحفية المتخصصة إيراد الأرقام التي من شأنها أن تجعل الجمهور يقف على واقع الحال، وعلى الفجوة بين ما هو قائم وما يجب أن يكون؛ فلم تعمد هذه التغطيات إلى تقديم معلومات أو أرقام حول عدد الأطفال المتسربين من المدارس في الأردن في السنوات الأخيرة وخاصة خلال جائحة كورونا. ولم تقم، بالنتيجة، بالإشارة، إلى آلية اشتغال القانون على الحدّ من هذه الأعداد وإعادة الأمور إلى نصابها.

كما لم تعمد وسائل الإعلام إلى بيان عدد الأطفال الذين لا يتمتعون حاليا بالرعاية الصحية والأعداد المتوقعة للأطفال الذين سيستفيدون من إقرار قانون الطفل والذي سيجعل التأمين الصحي واجبًا والتزاما على الدولة؛ أيّ أنّ الغالبية العظمى من وسائل الإعلام لم تقم بواجبها الأساسي، وهو الوفاء بحق الجماهير في المعرفة ليتمكنوا من بناء المواقف وتبني الآراء.

وفي الوقت الذي كانت خلاله الحكومة تروج للقانون وتسعى لإقراره قبل انتهاء الدورة القائمة لمجلس النواب آنذاك، لم تكن التغطيات المعمقة المساندة لعملها موجودة بالقدر الكافي والكيفية اللازمة لمواجهة الضغط الشعبي الذي كان يهدف إلى عدم تبنيه ابتداء وردّه من قبل مجلس النواب.

في نهاية المطاف، تمّ إقرار القانون مع إجراء تعديلات عليه واستمرار التخوفات المجتمعية من تطبيقه، وهنا لم يعد يحظى قانون حقوق الطفل بالتغطية اللازمة بعد إقراره لبيان أهميته ومتابعة إجراءات تطبيقه والمخصصات المالية المرصودة له ومدى  تنفيذه على أرض الواقع.

 

تجرى مقابلات مع الأطفال  بالإشارة إلى أسمائهم وإظهار صورهم دون الحصول على موافقة أولياء أمورهم وغير ذلك من التجاوزات مهنية.

 

معايير دولية لحقوق الطفل ومبادئ توجيهية

التغطيات الإعلامية المتعلقة بالأطفال والتي تخرج عن إطار المهنية والموضوعية لا تنتهك فقط مواثيق الشرف الصحفي، وإنما تخالف كذلك مبادئ حقوق الإنسان والمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الأطفال، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل (1) التي أكدت على احترام كرامة الأطفال ابتداء، وأن يولى الاعتبار لمصلحة الطفل الفضلى في الإجراءات التي تتخذ بحق الطفل من الجهات كافة سواء أكانت من سلطات الدولة أم من أي طرف آخر بما في ذلك قطاع الصحافة والإعلام.

هذه التجاوزات المهنية في تغطية قضايا الأطفال الذين يعدون من الفئات الأكثر حاجة للحماية بالنظر إلى عدم نضوجهم الفكري والنفسي وحاجتهم للحماية في مختلف أنحاء العالم دفعت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية (اليونسكو) إلى إصدار مبادئ توجيهية بشأن التغطية الإعلامية الأخلاقية بخصوص الأطفال (2) أكدت خلالها على عدة أمور لا بدّ من أخذها بعين الاعتبار، أبرزها:

-احترام كرامة الأطفال وحقوقهم في الظروف جميعها.

-إيلاء الأولوية للمصلحة الفضلى لكل طفل وقبل أي اعتبار آخر، بما في ذلك الاعتبارات المتعلقة بمناصرة قضايا الأطفال وتعزيز حقوقهم.

-إيلاء عناية خاصة لحق الأطفال في الخصوصية والسرية وحمايتهم من احتمال تعرضهم للأذى والانتقام، وقد أوردت المبادئ التوجيهية تفاصيل خاصة فيما يتعلق بإجراء المقابلات مع الأطفال.

-عدم نشر قصة صحفية أو صورة قد تعرض الطفل أو أشقاءه أو أقرانه للخطر حتى عند تغيير هويات الأطفال أو حجبها أو عدم استخدامها.

-الحرص على عدم زيادة الوصم الذي يعاني منه أي طفل وتجنب التصنيفات أو الأوصاف التي تعرض الطفل إلى الإساءات -التي تستمر مدى الحياة- أو التمييز أو النبذ من المجتمع المحلي.

  

في نهاية الأمر ما نحتاجه على أرض الواقع صحافة متخصصة بقضايا الطفولة، تنطلق من نهج حقوقي أيضا وتحرك ما هو ساكن وتضع بذرة التغيير، وتحرص على الدفاع عن قضايا الطفولة، وقبل هذا وذاك حمايتهم من أية انتهاكات أو تجاوزات مهنية. 

 غابت عن غالبية التغطيات الإعلامية والتقارير الصحفية المتخصصة إيراد الأرقام التي من شأنها أن تجعل الجمهور يقف على واقع الحال، وعلى الفجوة بين ما هو قائم وما يجب أن يكون.

 

 

 

 

مراجع: 

1) http://hrlibrary.umn.edu/arab/b026.html

2)  https://uni.cf/3WifWi6 

 

 

  

 

المزيد من المقالات

دراسات الجمهور الإعلامي العربي ومأزق المقاربة السوسيولوجيّة

قد تسعف القراءة السوسيولوجية لمفهوم الجمهور في وسائل الإعلام في فهم العلاقة بين الصحافة والجمهور، بعدما سيطرت المقاربة الرقمية الإحصائية على الدراسات الخاصة في هذا الموضوع. 

وفاء أبو شقرا نشرت في: 31 مايو, 2023
السلبية والغضب والانتشار.. هل هي معايير كافية لتقييم المحتوى الصحفي؟

من هو حارس البوابة في الصحافة؟ الجمهور أم غرف الأخبار؟ ما الذي يمنح القيمة الصحفية لحدث ما؟ قوة الانتشار أم قوة التأثير؟ كيف توجِه الأرقام والمنصات الرقمية العمل الصحفي؟ وهل على الصحفيين الاستسلام لسياسات المنصات الرقمية؟ أسئلة تشكل أساس هذه الورقة حول معايير تقييم المحتوى الصحفي والتغيرات التي طرأت عليها.

محمد الشاذلي نشرت في: 21 مايو, 2023
عمل المراسل الصحفي هو أن يسأل الناس، لا أن يملي عليهم

هل على المراسل الصحفي أن يعبر عن قناعاته السياسية وينخرط في الصراع الانتخابي؟ تظهر التغطية الصحفية للانتخابات التركية انتهاكات للمعايير المهنية والأخلاقية تضرب في العمق مبدأ الحياد.

إيليا توبر نشرت في: 14 مايو, 2023
الصحفي والسلطة.. وجها لوجه

تلجأ السلطة إلى أساليب مختلفة لإخضاع الصحفي وتطويعه، باستنزاف قضائيا، وتعقب حياته الخاصة، وتنمية الإحساس بالرقابة الذاتية… باختصار، يجب أن "تجعله يعاني" كما قال جورج أورويل. 

منتصر مرعي نشرت في: 3 مايو, 2023
تشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي والأخبار

نشرت كولومبيا جورناليزم ريفيو مقالا عن النقاش الدائر اليوم عن استخدامات الذكاء الاصطناعي وحدود استعماله في مجال الصحافة ومخاطره على الملكية الفكرية ونشر الأخبار الزائفة.

ماثيو إنغرام نشرت في: 30 أبريل, 2023
علمتني تغطية مونديال قطر "التحقق  حتى من رواية أمي"!!

قبل بداية مونديال قطر 2022، قادت الصحافة الغربية حملة غير مسبوقة على دولة قطر، لكن النزول إلى الميدان جعل مؤسسات كبرى تراجع تغطياتها. الصحفي المكسيكي نوا زافاليتا الذي، بسبب تلك التغطية، كان يتوقع "جلده في الساحة العامة" يسرد كيف إن تجربته في قطر بينت له تهافت الصحافة الغربية.

نوا زافاليتا نشرت في: 10 أبريل, 2023
"ميتافيرس".. الصحافة تكتشف "هذا الشيء الجديد اللامع" 

مع كل تقنية جديدة تُطرح في وادي السيليكون، تدخل الصحافة في فرط من الحماسة لاستكشاف إمكانية استغلال هذه التقنية في قصصها الصحفية، دون استراتيجية واضحة تضمن الحفاظ على قيم الصحافة الجوهرية وتنظر لخدمة الجمهور كمعيار أساسي. والحماس تجاه تقنية "ميتافيرس" المرتقبة ليس استثناءً، فهل من مكان للصحافة هناك؟ وما الدروس التي يمكننا تعلمها من التجارب السابقة؟

محمد خمايسة نشرت في: 2 أبريل, 2023
مونديال قطر 2022.. هل أخفق الإعلام العربي؟

كانت فرصة تنظيم مونديال قطر مثالية للإعلام العربي لتقديم سردية تناقض مبادئ الاستشراق، لكنه فضل أن يكتفي فقط بنقل الخبر بلغة أقل ما يمكن أن توصف به بأنها "شاعرية وغنائية".   

حياة الحريري نشرت في: 28 مارس, 2023
"أساطير" حول الصحافة الرقمية

كثيرة هي الفرضيات التي تحاول تفسير الظواهر الجديدة المحيطة بتطور ظروف وبيئة الأخبار في الفضاء الرقمي، لكن بعض هذه الفرضيات باتت تترسّخ بين أوساط الصحفيين كأنها حقائق مُسلّمة رغم ضعف حجّتها، وأصبحت تؤثر في عادات الصحفيين عند إنتاج المحتوى الرقمي. 

أحمد أبو حمد نشرت في: 27 مارس, 2023
هل تراجعت قيم الصحافة في العصر الرقمي؟

أحدثت المنصات الرقمية ما يشبه القطيعة مع الصحافة التقليدية، وبالتزامن مع "عولمة" المعلومات، أصبح التأثير أكثر من أي وقت مضى. بيد أن أسئلة كثيرة تطرح عن تراجع قيم الصحافة الثابتة المتمثلة في ممارسة الرقابة ومساءلة السلطة وتنوير الرأي العام.

إسماعيل عزام نشرت في: 26 مارس, 2023
نقاش حول آفاق محتوى الحوار في البودكاست العربي

تقول الإحصائيات إنه من بين 10 مواطنين ثمة 3 منهم ينصتون للبودكاست في العالم العربي، وهذا رقم دال يؤشر على التطور الكبير الذي عرفه في السنوات الماضية. لكن أسئلة السرد والاستقصاء والحوار والبحث عن المواضيع الجذابة والملفتة ما تزال مطروحة بقوة.

سمية اليعقوبي نشرت في: 20 مارس, 2023
صحافة "الباراشوت" ومعضلة الصحفي الأجنبي

من الجيد أن تقدر شبكة بي بي سي أهمية تنويع خياراتها عند تكليف مراسلين لتغطية شؤون محلية في دول أخرى، وعدم الاقتصار على الصحفي البريطاني الأبيض. لكن ما الذي يسوّغ تكليف مراسل أفريقي لمهمة صحفية في باكستان؟

أنعام زكريا نشرت في: 19 مارس, 2023
النموذج الاقتصادي للمنصات الرقمية.. طوق نجاة لقيم الصحافة

لا تستطيع الصحافة الرقمية أن تحافظ على قيمها المتمثلة بالأساس في البحث عن الحقيقة بعيدا عن أي ضغط تحريري دون الاعتماد على نموذج اقتصادي يستلهم التجربة الغربية للقراءة مقابل الاشتراك.

إيهاب الزلاقي نشرت في: 16 مارس, 2023
أي قيمة للخبر في العصر الرقمي؟

ما الذي يمنح القيمة لخبر ما في العصر الرقمي؟ هل تفاعل الجمهور، أم الترند أم استحضار مبادئ مهنة الصحافة؟ لقد اتسعت دائرة الضغوط لتشمل الخوارزميات والجمهور، وفي ظل سيادة قيم "الأكثر تفاعلا" و"الأكثر مشاهدة" تواجه الصحافة تحديات كبيرة في العصر الرقمي.

محمد خمايسة نشرت في: 14 مارس, 2023
الأرقام.. العدو الجديد للصحافة 

ماهو المعيار الذي يحكم تقييم جودة المحتوى في العصر الرقمي: الأرقام أم حجم التأثير، قيمة الأعمال الصحفية أم حجم الانتشار؟ وكيف تحافظ المؤسسات الصحفية على التوازن بين تفضيلات الجمهور وبين ممارسة دورها الأساسي في البحث عن الحقيقة. 

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 12 مارس, 2023
هل يمكن لـ ChatGPT أن يساعدك في عملك الصحفي؟ 

رغم ظهوره منذ فترة قصيرة فقط، أحدث روبوت الدردشة chatGPT جدلاً كبيراً بين الأوساط المهنية حول إمكانية استخدامه لإنجاز المهمات اليومية، فما هي فرص استخدامه في العمل الصحفي، وما هي المشاكل الأخلاقية التي قد تواجهك كصحفي في حال قررت استخدامه؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 8 مارس, 2023
أساليب الحذف والاختصار، وأدوات البلاغة الصحفية

كيف تسرد قصو صحفية دون استعراض لغوي؟ ماهي المعايير اللغوية والجمالية للبلاغة الصحفية؟ ولماذا يركز بعض الصحفيين على الزخرفة اللغوية بعيدا عن دور الصحافة الحيوي: الإخبار؟ هذه أجوبة عارف حجاوي متأتية من تجربة طويلة في غرف الأخبار.

عارف حجاوي نشرت في: 31 يناير, 2023
"يحيا سعادة الرئيس"

لا تتحدث عن الاستعباد، أنت فتان، لا تثر الشرائحية، أنت عميل، لا تتحدث عن تكافؤ الفرص، سيحجب عنك الإعلان! هي جزء من قصص هذا البلد، يتدخل فيه الرئيس بشكل شخصي ليحدد لائحة الخطوط الحمراء بتوظيف مسؤولين عن الإعلام للحجر على الصحفيين المستقلين.

عبد الله العبد الله نشرت في: 24 يناير, 2023
 السّرد الصّحفيّ وصناعة اللّغة الجديدة

كيف يمكن للصحفي أن يستفيد من تقنيات الأدب في كتابة قصة جيدة؟ وأين تلتقي الصحافة والرواية وأين ينفصلان؟  الروائي العراقي أحمد سعداوي، الحاصل على جائزة البوكر للرواية العربية يسرد كيف أثرى الأدب تجربته الصحفية.

أحمد سعداوي نشرت في: 23 يناير, 2023
  عن ثقافة الصورة وغيابها في النشرات الإخبارية

جاء الجيل الأول المؤسس للقنوات التلفزيونية من الصحافة المكتوبة محافظاً على قاعدة "النص هو الأساس" في غياب تام لثقافة الصورة. لكن مع ظهور أجيال التحول الرقمي، برزت معضلة أخرى تتعلق بالتدريب والمهارات والقدرة على مزج النص بالصورة.

زينب خليل نشرت في: 22 يناير, 2023
بي بي سي حين خذلتنا مرتين!

في نهاية هذا الشهر، ستسدل إذاعة بي بي سي عربية الستار على عقود من التأثير في العالم العربي. لقد عايش جزء من الجمهور أحداثا سياسية واجتماعية مفصلية كبرى بصوت صحفييها، لكنها اليوم تقول إنها ستتحول إلى المنصات الرقمية.. هذه قراءة في "الخطايا العشر" للإذاعة اللندنية.

أمجد شلتوني نشرت في: 17 يناير, 2023
الإعلام في لبنان بين الارتهان السياسي وسلطة رأس المال

باستثناء تجارب قليلة جدا، تخلى الإعلام في لبنان عن دوره الأساسي في مراقبة السلطة ليس فقط لأنه متواطئ مع الطائفية السياسية، بل لارتهانه بسلطة رأس المال الذي يريد أن يبقي على الوضع كما هو والحفاظ على مصالحه. 

حياة الحريري نشرت في: 15 يناير, 2023
مستقبل الصحافة في عالم الميتافيرس

أثار إعلان مارك زوكربيرغ، مالك فيسبوك، عن التوجه نحو عالم الميتافيرس مخاوف كبيرة لدى الصحفيين. كتاب "إعلام الميتافيرس: صناعة الإعلام مع تقنيات الثورة الصناعية الخامسة والويب 5.0/4.0" يبرز أهم التحديات والفرص التي يقدمها الميتافيرس للصحافة والصحفيين.  

منار البحيري نشرت في: 15 يناير, 2023
"جريمة عاطفية" أو قيد ضد مجهول

ساروا معصوبي الأعين في طريق موحشة، ثم وجدوا أنفسهم في مواجهة أخطر تجار المخدرات. إنها قصة صحافيين، بعضهم اختفوا عن الأنظار، وبعضهم اغتيل أو اختطف لأنهم اقتربوا من المنطقة المحظورة، أما في سجلات الشرطة، فهي لا تعدو أن تكون سوى "جريمة عاطفية".

خوان كارّاسكيادو نشرت في: 10 يناير, 2023