الإعلام وقضايا الطفولة... انتهاكات أخلاقية ومهنية مع سبق الإصرار

تنطلق العديد من التغطيات الصحفية والإعلامية في الأردن لقضايا الطفولة من إطار جاذب للجمهور، قادر على خلق تعاطف عام من شأنه استقطاب مزيد من القراء والمشاهدين، في الوقت الذي تغيب فيه عن هذه التغطيات الالتزام بمبادئ ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي وتجعل الصحفي عرضةً للملاحقة القانونية.

من جانب آخر تغيب الرؤية والنظرة الحقوقية عن الإحاطة بجوانب قضايا الطفولة لترتكز على تعزيز النظرة الرعائية للطفل بعيدا عن الجانب الحقوقي الذي ينبع من إطار مسؤوليات والتزامات دولية ووطنية محددة تقع على عاتق مؤسسات الدولة ذات العلاقة، فلا تضيف لقضايا الطفولة إلا مزيدا من صور ومقاطع تجعلهم عرضة للتنمر في محيط اجتماعي لا ينسى، وتضع وصمة على جبينهم لتبقى راسخة في أذهانهم وتتكرر عند الضغط على بضعة أزرار.

 

 

 يغيب عن التغطيات الخاصة بالأطفال الالتزام بمبادئ ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي تجعل الصحفي عرضةً للملاحقة القانونية.

 

تغطيات مهنية بنكهة حقوقية

   يتابع الإعلام قضايا الفئات التي تتعرض للاستغلال كالأطفال المتسولين والأطفال العاملين (عمالة الأطفال). وفي العديد من الحالات يتم إجراء مقابلات مع هذه الفئات مع الإشارة إلى أسمائهم وإظهار صورهم دون الحصول على موافقة أولياء أمورهم وغير ذلك من تجاوزات مهنية في مخالفة واضحة لميثاق الشرف الصحفي وميثاق الشرف الإعلامي اللذين أكدا على واجب الإعلامي أو الصحفي في حماية الأطفال وعدم مقابلتهم أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم أو نشر ما يسيء إليهم أو لعائلاتهم، ودون إدراك أيضا من قبل من تتم مقابلتهم للنتائج طويلة الأمد لمثل هذا النوع من التغطيات حتى في حالة الحصول على الموافقة.

تنتهي التغطية عند هذا الحدّ، وتبقى الصورة المخزنة بين أجهزة الأنظمة المعلوماتية التي تحتفظ بذاكرة طويلة الأمد شاهدةً على واقع هؤلاء الأطفال ووصمة عار تلاحقهم، ليطرح التساؤل الأهم: هل ساهمت وسائل الإعلام عبر هذه التغطيات في إحداث تغيير أو على أقل تقدير في تحريك ما هو ساكن؟

هل سلط الإعلام الضوء على منظومة تشريعية قاصرة ما زالت تساهم في استغلال الأطفال اقتصاديا من خلال التسول؟ فبالرغم من تعديل قانون الاتجار بالبشر واشتماله على جريمة التسول المنظم لكنه لم يعرف هذه الجريمة ولم يبيّن صورها وفق الأساليب المُستحدثة لها كالتّستر بالتّسول عبر عرض السّلع زهيدة الثّمن وهي الظاهرة الأكثر انتشارا في الأردن.

وماذا عن غياب التنظيم القانوني والحماية الكافية للأطفال الذين يعملون مع آبائهم دون أجر في قانون العمل، حيث إن التعريف القانوني لمفهوم العامل كما ورد في القانون لا ينطبق على هذه الفئة، وما يترتب عن ذلك من نتائج قانونية تتمثل في عدم وجود الإجراءات والعقوبات الكفيلة بعدم استغلال الأطفال من قبل ذويهم.

لا ينتهي المشهد هنا، حيث يلعب الأطفال دور البطولة عند قيام بعض الأفراد أو المؤسسات بتقديم مساعدات للعائلات خاصة في مناسبات معينة مثل شهر رمضان المبارك أو لغايات إظهار الأعمال الخيرية التي تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية.

وفي مشاهد أخرى يتم إلقاء الضوء على ضيق الحال الذي تعيشه بعض الأسر وأطفالهم أو وجود أطفال من ذوي الإعاقة لديهم فيتم إظهار حياتهم الخاصة وتفاصيلها اليومية، وهو الأمر الذي لا يدرك الطفل نتائجه إلا لاحقا لدى تعرضه للتنمر في محيطه أو في إطار مدرسته، أو عندما يقف على حقيقة أن هذه التغطيات أخذت ابعادًا لا حصر لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكلٌّ يستثمرها وفقًا لما يخدم عمله أو زيادة نسب المشاهدة وغيرها، ليبقى الطفل وحيدا موصومًا اجتماعيا وما يرافق ذلك من أضرار نفسية ومعنوية تستمر مدى الحياة.  

ومرة أخرى يغيب النهج الحقوقي في تغطية قضايا الأطفال فلا يتم ربط أوضاع هؤلاء الأطفال بمدى إنفاذ وتفعيل تشريعات هامة كقانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مثلًا، ومدى الالتزام بما نصت عليه الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأين تكمن التحديات في سبيل تنفيذ هذه الالتزامات.

 

تغطيات معمقة لقضايا الطفولة

شهد الأردن جدلًا واسعًا في الآونة الأخيرة قبيل إقرار قانون حقوق الطفل الذي دفعت به الحكومة إلى مجلس النواب بعد مرور ما يقارب 24عامًا على وضع المسودة الأولى منه. رافق هذا الجدل حملة انتقاد مجتمعية حادة قادها بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أغرق الجمهور في سيل من المعلومات المضللة والمغلوطة حول القانون ونشوء وعي جمعي يعتقد أن من شأن إقرار هذا القانون إخراج الأطفال عن إطار المنظومة الدينية والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية.

هذه الحملة لم يقابلها بالقدر نفسه تغطية إعلامية معمقة لقضايا الطفولة التي تستوجب أن يقر القانون من أجلها، ولم يتم اعتماد منهجية أو سياسة واضحة قائمة على تعزيز وجود هذا القانون من خلال معطيات وأرقام قادرة على تمكين الأفراد من تشكيل مواقف وتبني آراء قائمة على معلومات وحقائق تحل مكان الهجمة الشرسة التي واجهها القانون.

أبرز ما جاء به القانون والذي سيشكل إقراره نقلة نوعية في هذه المسارات، النص على وجوب تأمين الأطفال صحيا وكذلك إقراره وبشكل صريح على وجوب وضع حد للتسرب المدرسي ووضع آليات تنفيذية لإعمال ذلك وفي الوقت ذاته أورد عقوبات على من يساهم في تسرب الأطفال، الشيء الذي كان غائبا عن المنظومة التشريعية الوطنية والذي ساهم إلى حدّ كبير في زيادة أعداد المتسربين من الطلبة في أنحاء المملكة كافة.

في هذا السياق، غابت عن غالبية التغطيات الإعلامية والتقارير الصحفية المتخصصة إيراد الأرقام التي من شأنها أن تجعل الجمهور يقف على واقع الحال، وعلى الفجوة بين ما هو قائم وما يجب أن يكون؛ فلم تعمد هذه التغطيات إلى تقديم معلومات أو أرقام حول عدد الأطفال المتسربين من المدارس في الأردن في السنوات الأخيرة وخاصة خلال جائحة كورونا. ولم تقم، بالنتيجة، بالإشارة، إلى آلية اشتغال القانون على الحدّ من هذه الأعداد وإعادة الأمور إلى نصابها.

كما لم تعمد وسائل الإعلام إلى بيان عدد الأطفال الذين لا يتمتعون حاليا بالرعاية الصحية والأعداد المتوقعة للأطفال الذين سيستفيدون من إقرار قانون الطفل والذي سيجعل التأمين الصحي واجبًا والتزاما على الدولة؛ أيّ أنّ الغالبية العظمى من وسائل الإعلام لم تقم بواجبها الأساسي، وهو الوفاء بحق الجماهير في المعرفة ليتمكنوا من بناء المواقف وتبني الآراء.

وفي الوقت الذي كانت خلاله الحكومة تروج للقانون وتسعى لإقراره قبل انتهاء الدورة القائمة لمجلس النواب آنذاك، لم تكن التغطيات المعمقة المساندة لعملها موجودة بالقدر الكافي والكيفية اللازمة لمواجهة الضغط الشعبي الذي كان يهدف إلى عدم تبنيه ابتداء وردّه من قبل مجلس النواب.

في نهاية المطاف، تمّ إقرار القانون مع إجراء تعديلات عليه واستمرار التخوفات المجتمعية من تطبيقه، وهنا لم يعد يحظى قانون حقوق الطفل بالتغطية اللازمة بعد إقراره لبيان أهميته ومتابعة إجراءات تطبيقه والمخصصات المالية المرصودة له ومدى  تنفيذه على أرض الواقع.

 

تجرى مقابلات مع الأطفال  بالإشارة إلى أسمائهم وإظهار صورهم دون الحصول على موافقة أولياء أمورهم وغير ذلك من التجاوزات مهنية.

 

معايير دولية لحقوق الطفل ومبادئ توجيهية

التغطيات الإعلامية المتعلقة بالأطفال والتي تخرج عن إطار المهنية والموضوعية لا تنتهك فقط مواثيق الشرف الصحفي، وإنما تخالف كذلك مبادئ حقوق الإنسان والمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الأطفال، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل (1) التي أكدت على احترام كرامة الأطفال ابتداء، وأن يولى الاعتبار لمصلحة الطفل الفضلى في الإجراءات التي تتخذ بحق الطفل من الجهات كافة سواء أكانت من سلطات الدولة أم من أي طرف آخر بما في ذلك قطاع الصحافة والإعلام.

هذه التجاوزات المهنية في تغطية قضايا الأطفال الذين يعدون من الفئات الأكثر حاجة للحماية بالنظر إلى عدم نضوجهم الفكري والنفسي وحاجتهم للحماية في مختلف أنحاء العالم دفعت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية (اليونسكو) إلى إصدار مبادئ توجيهية بشأن التغطية الإعلامية الأخلاقية بخصوص الأطفال (2) أكدت خلالها على عدة أمور لا بدّ من أخذها بعين الاعتبار، أبرزها:

-احترام كرامة الأطفال وحقوقهم في الظروف جميعها.

-إيلاء الأولوية للمصلحة الفضلى لكل طفل وقبل أي اعتبار آخر، بما في ذلك الاعتبارات المتعلقة بمناصرة قضايا الأطفال وتعزيز حقوقهم.

-إيلاء عناية خاصة لحق الأطفال في الخصوصية والسرية وحمايتهم من احتمال تعرضهم للأذى والانتقام، وقد أوردت المبادئ التوجيهية تفاصيل خاصة فيما يتعلق بإجراء المقابلات مع الأطفال.

-عدم نشر قصة صحفية أو صورة قد تعرض الطفل أو أشقاءه أو أقرانه للخطر حتى عند تغيير هويات الأطفال أو حجبها أو عدم استخدامها.

-الحرص على عدم زيادة الوصم الذي يعاني منه أي طفل وتجنب التصنيفات أو الأوصاف التي تعرض الطفل إلى الإساءات -التي تستمر مدى الحياة- أو التمييز أو النبذ من المجتمع المحلي.

  

في نهاية الأمر ما نحتاجه على أرض الواقع صحافة متخصصة بقضايا الطفولة، تنطلق من نهج حقوقي أيضا وتحرك ما هو ساكن وتضع بذرة التغيير، وتحرص على الدفاع عن قضايا الطفولة، وقبل هذا وذاك حمايتهم من أية انتهاكات أو تجاوزات مهنية. 

 غابت عن غالبية التغطيات الإعلامية والتقارير الصحفية المتخصصة إيراد الأرقام التي من شأنها أن تجعل الجمهور يقف على واقع الحال، وعلى الفجوة بين ما هو قائم وما يجب أن يكون.

 

 

 

 

مراجع: 

1) http://hrlibrary.umn.edu/arab/b026.html

2)  https://uni.cf/3WifWi6 

 

 

  

 

المزيد من المقالات

حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023