السلبية والغضب والانتشار.. هل هي معايير كافية لتقييم المحتوى الصحفي؟

 

ما الذي يجعل حدثاً ما وقع في فضاء معين خبراً يُتداول في وسائل الإعلام وعلى ألسنة الجمهور وتعمل من أجل إنتاجه واستهلاكه كتيبة من البشر؟

شغل هذا السؤال الباحثين في الدراسات الإعلامية لعقود طويلة ولن تنتهي محاولات الإجابة عنه في أي وقت قريب. فتجدده مرتبط بتغيرات حتمية إما أن تكون فكرية واجتماعية، أو سياسية، أو تغيرات في الوسائط الإعلامية نفسها أو خليط من كل ذلك.

قد يبدو السؤال نفسه معزولاً عن الواقع، بعيداً عن إنسانية العمل الإعلامي. فالخبر لا يحدث في مكان ما خارج حياة الناس، لكن صحفياً أو محرراً أو ممولاً يقرر أن هذا الحدث يصلح أن يكون خبراً، أو أن هذه القصة تستحق أن تُروى، إلا أنه يبقى ضرورياً لفهم وتفكيك منظومة العمل الصحفي لاسيما في حالة مثل التي نعيشها من سيولة مفاهيم القيمة الصحفية. 

في دراستهما التأسيسية حول بنية الأخبار الأجنبية، قدم يوهان غالتونغ وماري روج عام 1965 ستة من المعايير التي تركز عليها الصحف في انتقاء أخبارها (1)، في محاولة منهما للإجابة عن سؤال "كيف يصبح الحدث خبراً؟"

 

قدم يوهان غالتونغ وماري روج دراسة تأسيسية حول طريقة انتقاء الأخبار، تحدد معايير "كون الحدث سلبياً" واعتباره "غير متوقع" وارتباطه "بالدول والأشخاص ذوي الأهمية الكبيرة" مرجعا للاختيار. 

 

من بين أهم المعايير التي شملتها الدراسة "كون الحدث سلبياً" واعتباره "غير متوقع" وارتباطه "بالدول والأشخاص ذوي الأهمية الكبيرة". تحولت الدراسة إلى منهج تأسيسي في تعريف وتحديد "المعايير الصحفية"، وما الذي يرقى لأن يكون "ذا قيمة خبرية".

لكن يبدو أن كل هذا لم يكن صحيحاً! غالتونغ نفسه يخبرنا بهذا في إحدى مقابلاته (2) ويؤكد عليه مراراً، فيقول إن دراسته كانت تحذيراً من الاستمرار في اختيار الأخبار بالطريقة المتبعة، وليست دليلاً عملياً للطريقة التي يجب أن يكون عليها الأمر.

 

خلاصة نظرية غالتونغ في رأيي الشخصي أنها تضع عبء حراسة البوابة الصحفية على جوهر الأحداث، وتعتبر أن كل حارس للبوابة - وهو الشخص الذي يقرر أي الأحداث تستحق أن تكون خبراً - يتعامل مع الأحداث بشكل أولي، بمعنى اعتبار الصحفي في هذه الحالة مصدراً أولياً للخبر. لذلك تبدو معايير غالتونغ التي نُقِدت ومُحّصت مراراً، على مدار عقود، تميل إلى شكل من الصحافة والإعلام التقليدي الذي لا يضع معايير المنصات الرقمية الجديدة في الحسبان.

قدمت المنصات الرقمية نوعاً جديداً من العاملين/المتعاملين مع الإعلام بإمكانهم صناعة الخبر بطريقة أولية تتجاوز المنظومة الصحفية المعتادة، ولعل المدونات الرقمية وموقع تويتر (في بداياته) قدموا هذا الشكل الثوري من الصحافة بشكل واضح وغير معتاد.

مع توسع وسائط الإعلام ونشأة المنصات الرقمية وتطورها أصبحت النسبة الأكبر من العاملين في الإعلام (حراساً جدداً لبوابات صحفية جديدة) لا ينتمون للطبقة الأولية من صناعة الخبر بشكله التقليدي (مراسلون، ووكالات، وصحفيون)، بل تنتمي إلى طبقة ثانوية تتعامل مع الأخبار الأولية بشكل مُحرِّر وشارح وناقد وساخر، وبالتالي أصبح لدى تلك الطبقة الجديدة مساحة أوسع من انتقاء الأخبار واتساع مساحة الاختيار بين موجات واسعة من الأخبار تصاحبه بالضرورة صعوبة في تحديد المعايير التي تُحدد "القيمة الخبرية".

 

رغم كل هذه التعقيدات التي تغيِّر وتشكّل معايير اختيار المحتوى الصحفي، يحب الكثير من الصحفيين والمؤسسات التي يعملون بها استعمال كلمة واحدة للتعبير عن المعيار الأهم لاختيار المحتوى الصحفي: التأثير!

 

رغم كل هذه التعقيدات التي تغيِّر وتشكّل معايير اختيار المحتوى الصحفي، يحب الكثير من الصحفيين والمؤسسات التي يعملون بها استعمال كلمة واحدة للتعبير عن المعيار الأهم لاختيار المحتوى الصحفي: التأثير!

 

المنصات الرقمية وتغير خريطة القيمة الصحفية

يعرِّف مكتب التسويق الاستراتيجي والاتصالات بجامعة نبراسكا أوماها التأثير impact بأنه أهم معيار صحفي لتحديد جدارة النشر، ويضرب مثالاً على مفهوم التأثير: "تخيل أن الباحثين توصلوا إلى حل فعال وغير مكلف لمشكلة شائعة. كلما زاد عدد المتأثرين، زاد الاهتمام بالخبر" (3).

المنصات الرقمية لها رأي آخر، فالتأثير influence هنا لا علاقة له بشكل طبيعي بالتأثير impact كما في التعريف الصحفي لجدارة النشر. رغم ذلك يستعمل البعض الكلمتين في الفضاء الرقمي بشكل متبادل ويختلط توظيفهما.

 

التأثير influence الذي تعنيه المنصات الرقمية أراه معنى هوائياً متمايلاً يعبر عن صناعة موجة ما في بحيرة راكدة لخلق دوامات من التفاعل مع الخبر وجذب أكبر عدد من المتابعين وتحقيق أكبر مكسب يمكن التعبير عنه من خلال الأرقام. في حين أن التأثير impact أراه معنى أكثر صلابة يعني في جوهره التغيير؛ أقصد تغيير مسار مجرى المياه أو تثبيت صخرة - ولو صغيرة - في هذا المجرى.

المقصود من الاستعارة السابقة أن الموجات الهائلة من التأثير على المنصات الرقمية ليست قادرة بالضرورة على التغيير. سيكون مآل بعضها إلى السكون والانتهاء حتى مع تحقيقها "أرقاماً كبيرة" لأنها مجرد اضطراب ينتظر اضطراباً جديداً يطغى عليه. أما التأثير الحقيقي يغير شيئاً ما في البنية أو يقدم "حلاً" ولو كان صغيراً.

 

 

المنصات الرقمية لها رأي آخر، فالتأثير influence هنا لا علاقة له بشكل طبيعي بالتأثير impact كما في التعريف الصحفي لجدارة النشر. رغم ذلك يستعمل البعض الكلمتين في الفضاء الرقمي بشكل متبادل ويختلط توظيفهما.

 

ما علاقة هذا بمعايير تقييم المحتوى الصحفي؟ العلاقة واضحة لأي عامل في الفضاء الإعلامي وتحديداً الرقمي منه، فالمنصات فرضت معايير جديدة ربما تبدو غير قابلة للمساءلة والتحدي كتلك التي قدمها غالتونغ قبل حوالي 60 عاماً: مقاييس الأداء metrics.

 مقاييس الأداء هي مجموعة من الأرقام الناتجة عن معادلات وخوارزميات لا يعلمها سوى بعض القائمين على المنصات، تعبر في نهاية المطاف عن أداء المحتوى على المنصة وتنقسم حسب نوع المنصة والمحتوى إلى مقاييس مختلفة مثل: عدد المشاهدات، عدد الإعجابات، عدد التعليقات، عدد المشاركات، عدد دقائق المشاهدة، نسبة البقاء، وفي بعض الأحيان عدد مرات إعادة المشاهدة!

يسعى صناع المحتوى في العالم الرقمي إلى عمل خلطة مناسبة لهذه المقاييس وفي كثير من الأوقات تكون هذه الوصفة خليطا من توجيهات المنصة نفسها وتوقعات محللي البيانات وتصورات خيالية عما يمكن أن يحدث.

لقد انتقل قسط كبير من عبء حراسة البوابة إلى شركات تتحكم في المنصات والمحتوى والناشرين رغم تأكيد تلك الشركات على أن الانتشار و"نجاح المحتوى" يعتمد على "مجتمع الجمهور" كأن المجتمع يخلق حركة طبيعية من انتشار المحتوى تشبه مفهوم "اليد الخفية" التي تضبط السوق بشكل طبيعي في نظرية آدم سميث الاقتصادية. الأرقام في هذه الحالة تمثل حجة موضوعية غير قابلة للنقاش والمساءلة، فالجمهور هو الذي يشاهد ويتفاعل ويعلق ويعجب بمحتوى دون الآخر والأرقام هي مصداق ذلك. أو على الأقل هذا ما نظنه.

عام 2021، قُدمت مستندات داخلية كثيرة حول منصة فيسبوك للكونغرس الأمريكي وكشفت عن الكثير حول المنصة وطريقة إدارتها، والأهم من ذلك: حقيقة الخوارزميات ومعادلات الأرقام غير القابلة للمساءلة.

 

في مقال هام[4] تستعرض واشنطن بوست كيف أعطت خوارزميات فيسبوك الأولوية في انتشار الأخبار لتلك التي تخلق تفاعلاً غاضباً عبر التعبير الغاضب الشهير الذي يعد أحد طرق التفاعل مع منشورات المنصة. يستعرض المقال وعدة مقالات أخرى للصحيفة كيف رعت فيسبوك مشاعر الغضب وأججتها وساهمت في انتشار المعلومات الكاذبة والمضللة، وتُعطي الصحيفة أمثلة لخطورة هذه القرارات وتأثيرها على عدة مجتمعات.

 

لم تُخفِ المنصات الرقمية أيضاً طريقة تعاملها مع المحتوى المتشابه باختلاف سياقاته لتعطينا دليلاً إضافياً على أن مقاييس الأداء وحدها لا تكفي لتكون معايير لتقييم الجودة الصحفية. يمكن أن نعود بالذاكرة قليلاً لطريقة تعامل شركة ميتا ومنصتيها فيسبوك وإنستغرام مع حدث مثل العدوان على قطاع غزة المحتل في شهر مايو/أيار عام 2021 ويجب أن نقارن هذه الطريقة بالتي اتبعتها المنصات مع حدث الغزو الروسي لأوكرانيا. والأمثلة أكثر من أن تُحصى في مقال واحد، لكن خلاصة التجربة تعود بنا إلى تعليق غالتونغ على المعايير التي ذكرها قبل عقود في دراسته، والمتأمل في المنصات الرقمية يمكنه أن يلمس مشاعر الغضب والسلبية والاستقطاب.

 

 

نحو معايير واضحة للقيمة الصحفية

ما الحل الذي يمكن للصحفيين والمؤسسات الصحفية اتباعه، إذاً، في ظل هذه الفضاءات؟

لا يعني الكلام السابق أن وجود معايير للمحتوى الصحفي أمر مستحيل في العالم الرقمي، لكنه ببساطة يعني أن هذه المعايير يجب أن توضع بطريقة إيجابية لا كرد فعل على مقاييس المنصات التي تتغير وتتبدل حسب جداول أعمال ومكاسب تقررها الشركات المتحكمة في المنصات. يجب أن توضع المعايير مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المنصات والدراية بحقيقة أن الصحفي والمحرر ورئيس التحرير ليسوا وحدهم حراس البوابة الصحفية!

 

الطريق نحو الحل يبدأ أولاً بالدراية الحقيقية لطبيعة العمل الصحفي الجديد على المنصات الرقمية، وثانياً بالاقتناع أن مفهوم المعايير الصحفية التقليدي غير كافٍ (رغم أنه ضروري) لتقييم المحتوى الرقمي لما وضحنا من أسباب خلال المقال. تأتي بعد ذلك خريطة للتقييم واجب أن تضعها كل مؤسسة صحفية أو منصة إعلامية أو صحفي مستقل أو حتى صانع المحتوى. ينبغي أن تضم الخطة عدة محاور تمثل الأسس التي يمكن تقييم المحتوى من خلالها. يمكن القول إنها عدة نظارات قادرة على تحليل المحتوى حسب معايير تقييم مختلفة. الذي أقترحه في المقال هو ما تنصح به عدة أبحاث (5) ومتخصصون في أن تنقسم هذه المعايير إلى ثلاث مجموعات: معايير المؤسسة الصحفية، ومعايير المحتوى، ومعايير المنصات. وأرى أنها تأتي بهذا الترتيب في خطوات التقييم.

 

تأتي معايير المؤسسة الصحفية على رأس أولوية تقييم المحتوى الصحفي، ورغم بديهية هذه المعايير ومحوريتها في العملية الصحفية إلا أنها تغيب في أحيان كثيرة عن جلسات تقييم المحتوى وفي أوقات كثيرة يقتصر حضورها على جلسات الرؤية والتخطيط المبدئية لكن سرعان ما تختفي في العمل الدوري خصوصاً مع اعتماد المؤسسات على روافد إخبارية محدودة. فنجد الوكالات تُغرقنا بتغطيات بعينها وأخبار من مناطق متكررة حتى نرى لهذه الأخبار أهمية عاجلة حتى وإن ابتعدت عن روح المؤسسة الصحفية ومعاييرها الخاصة.

تمثل معايير المؤسسة الصحفية الميثاق الذي يربطها بجمهورها، ودوائر اهتماماتها ورسالتها، والوعد الذي تقدمه للمجتمع والفائدة المنتظرة منها. وبقدر اتساق محتوى المؤسسة مع معاييرها يُبنى الولاء لدى الجمهور ويترسخ دور المؤسسة.

 

الذي أقترحه في المقال هو ما تنصح به عدة أبحاث ومتخصصون في أن تنقسم معايير التقييم إلى ثلاث مجموعات: معايير المؤسسة الصحفية، ومعايير المحتوى، ومعايير المنصات. وأرى أنها تأتي بهذا الترتيب في خطوات التقييم.

 

 

بعد ذلك تأتي معايير المحتوى نفسه في المرتبة الثانية من التقييم، وتتمثل في رصانة المادة الصحفية ودقتها من خلال الاعتماد على مصادر أولية أو موثوقة، والتحقق من المعلومات بعدة وسائل، والقراءات الجانبية التي توسع مدار النقاش حول المحتوى ولا تقصره في خبر معزول، والحديث مع المتخصصين، وحماية المصادر وخصوصيتها. هذه النوع من المعايير يجعل المادة الصحفية قادرة على تقديم الفائدة المقصودة والمنافسة في سيل من المحتوى الرديء يمكنها من التميز والبروز.

 

تكمن أهمية هذا التقييم حسب رأيي في أنها تعطي خريطة لتوجهات المنصات الرقمية بحيث تساعد الصحفيين على تقديم محتواهم الأصلي بطريقة ملائمة - بلا مساومات ضرورية - لتحقيق الانتشار بين جمهورهم المستهدف.

مراجع:

 


[1] Galtung, Johan, and Mari Holmboe Ruge. “The Structure of Foreign News.” Journal of Peace Research 2, no. 1 (1965): 64–91. http://www.jstor.org/stable/423011.

[2] https://www.theguardian.com/world/2019/jan/18/johan-galtung-news-principles-journalists-too-negative

[3] https://www.unomaha.edu/office-of-strategic-marketing-and-communications/public-relations/what-is-newsworthy.php

[4] https://www.washingtonpost.com/technology/2021/10/26/facebook-angry-emoji-algorithm/

[5] https://www.accc.gov.au/system/files/ACCC+commissioned+report+-+The+impact+of+digital+platforms+on+news+and+journalistic+content,+Centre+for+Media+Transition+(2).pdf

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024