أين مصلحة المجتمع في تفاعل الجمهور مع الإعلام؟

استمع إلى المقالة

لطالما لعبت الإحصاءات والأرقام دوراً أساسياً في عمليات قياس الأثر والانتشار لوسائل الإعلام، حيث كانت الصحف الأقوى هي التي تبيع نسخاً أكثر، والمحطات الإذاعية الأقوى هي التي لديها فئات واسعة من الجمهور.

وتستمر هذه الطريقة في القياس بالتأثير على الصحافة في العالم الرقمي المعاصر، لكن بصورة أكثر توسّعاً ووحشية، خصوصاً بعد الصعود الحاد لأعداد المؤسسات الصحفية، والذي أثّر على المنافسة بين المؤسسات الصحفية. هذه المنافسة التي يقودها تأثير الشركات التي تقدّم خدمات التقنيات المرتفعة، مثل شركات محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في تعزيز القياس الإحصائي في قطاع الصحافة بطريقة خلقت إخلالاً في نوعية المحتوى الصحفي المقدّم للجمهور، وحوّلت التفاعل إلى سلعة ذات قيمة سوقية، تُعلي من شأن لحظة التفاعل الآني دون النظر إلى ما بعده من تأثيرات على المجتمع أو الأفراد.

 

المشاكل التي خلقتها طرق القياس الإحصائية في العالم الرقمي متعددة، منها:

-        منح وزن موحّد للجمهور؛ بحيث تصبح المشاهدة أو النقرة على رابط ما بنفس القدر من الأهمية، سواء أكانت من شخص لا تأثير له أم من شخص له قدرة تأثيرية في القرار بقضية ما.

-        تحويل الجمهور من أشخاص يتفاعلون مع المحتوى الصحفي ويؤثرون فيه ويتأثرون به إلى مجرّد نقرات على روابط.

-        التركيز على المحتوى الجدلي أكثر فأكثر، وهذا أصبح واضحاً في أداء المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي التي تركّز على المحتوى المثير للجدل على حساب الأخلاقيات أو على حساب المواضيع ذات الأهمية.

-        انخفاض الاهتمام بقضايا الجمهور التي تمسّ حياته الواقعية وهمومه الأساسية مقابل نشر أي قصة من حول العالم يمكنها جلب القراءات، ما خلق فجوة بين الجمهور ومؤسسسات الإعلام.

-        عزوف وسائل الإعلام عن العمل على إحداث الأثر الإيجابي في حل مشاكل المجتمعات أو ممارسة الرقابة على المسؤولين، أو خلق مساحات نقاش لأفراد المجتمع.

 

جذور الإشكالية مع الطرق الإحصائية قادمة من منطلق فكري أيضاً، باعتبار أن شركات التقنيات المرتفعة ما هي إلا امتداد للنهج الاقتصادي النيوليبرالي، والذي يؤدي إلى خلق فائض إنتاجي كبير، ويركّز على النمو الإحصائي صعوداً باعتباره الأساس في مقياس النجاح، ولا يولي أهمية للتنمية الأفقية سواء في بناء المعرفة لدى الجمهور أو تزويد المجتمع بالمعلومات التي يحتاجها، الأمر الذي تسبب في خلق ظواهر جديدة مثل "تجنّب الأخبار" و"عبء الأخبار" على الجمهور.

لهذه الأسباب نرى وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالأخبار التي لا يمكنها خلق معرفة تراكمية تؤثر في أداء الجمهور كمواطنين طامحين للتغيير في مجتمعهم ومنخرطين في قضاياه، كما لم تعد طبيعة الأخبار المقدّمة قادرة على بناء وعي من أي نوع لدى الجمهور.

 

 

المشاكل التي خلقتها طرق القياس الإحصائية في العالم الرقمي متعددة، منها هو وزن موحّد للجمهور؛ بحيث تصبح المشاهدة أو النقرة على رابط ما بنفس القدر من الأهمية، سواء أكانت من شخص لا تأثير له أم من شخص له قدرة تأثيرية في القرار بقضية ما.

 

كما تعمل شركات التقنية الكبرى على إيهام الصحفيين والمؤسسات الصحفية بأن التفاعل مع المحتوى الصحفي يحمل بمجمله صبغة إيجابية، لأن الجمهور لا يمتلك سوى وسيلة واحدة للتعبير عن رأيه في المحتوى المُقدّم، وهي الإعجاب، وإن كانت منصة فيسبوك تضع خيارات أخرى لكنها في الأغلب إيجابية، وبهذا لم يعد الصحفي يفكر بالجانب الآخر من الجمهور الذي لم يتفاعل مع المحتوى لأنه لا يعجبه ولم يعد قادراً على فهم كل أنماط الجمهور.

من الضروري في هذا السياق تحديد الأنواع المختلفة لتفاعل الجمهور التي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع، وهي التفاعل الإيجابي (مثل وضع الإعجابات والتعليقات الإيجابية)، والسلبي (مثل وضع تعليقات سلبية)، وهذان النوعان لا يمكن التعرف على الفارق بينهما طالما كان الاعتماد على الإحصاءت والأرقام هو الأساس في قياس الجمهور.

النوع الثالث هو الانفصال عن التفاعل، ولا يظهر تأثيره لأن التركيز على النمو الإحصائي لا يجعل المؤسسات الصحفية تلاحظ أنها تعزل أجزاء من الجمهور شيئاً فشيئاً، كونها تبني جمهوراً جديداً، حتى تصل في النهاية إلى نوع من العزلة مع جمهور متجانس الأفكار لا يعبر بشكل كافٍ عن التعددية في المجتمعات.

في محاولة للثورة على القياسات الإحصائية والتعريف المختلّ للتفاعل الذي رسّخته شركات التقنية المرتفعة، وضع الباحثان آنيت هيل وبيتر دالغرين في كتابهما "التفاعل الإعلامي" الصادر عام 2022 تعريفاً جديداً للتفاعل الإعلامي، يرون فيه أن التفاعل الإعلامي عبارة عن "قوة داخلية نشطة تدفع المواطنين إلى المشاركة في المجتمع"، و"عملية ديناميكية متجذرة في التأثير العاطفي والهوية".

 

جذور الإشكالية مع الطرق الإحصائية قادمة من منطلق فكري أيضاً، باعتبار أن شركات التقنيات المرتفعة ما هي إلا امتداد للنهج الاقتصادي النيوليبرالي، والذي يؤدي إلى خلق فائض إنتاجي كبير.

 

 

المعايير الخمسة لقياس الأثر على الجمهور: 

هناك خمس معايير لقياس الأثر على الجمهور وهي السياقات، الدوافع، الطرائق، الشدة والآثار. 

للخروج من أزمة الإحصاءات وضع الباحثان آلية من خمسة معايير تسمح بوضع تصوّرات أكثر عمقاً وفهماً لتأثير المحتوى الإعلامي على الجمهور، بهدف تطويره وسد الثغرات فيه والتواصل بشكل أفضل مع الأفراد الذين يتابعونه، كما يعطي المؤسسة الصحفية فهماً أوسع لآليات استخدام هذا المحتوى وطرق التعامل معه. المعايير الخمسة: هي السياقات والدوافع والطرائق والشدة والعواقب.

السياقات: وهو أكثر المعايير قدرة على الاستفاضة والشرح، وتساعد في فهم الحالة العامة من التفاعل مع المحتوى الإعلامي، وفيها يتم النظر إلى السياقات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وتشمل أيضاً مواقع إنتاج المحتوى، ومواقع استقباله، والسياقات المحلية والوطنية والعابرة للوطنية، إلى جانب عامل الوقت.

لنأخذ هنا مثالاً توضيحياً، إن خبراً على منصة "الجزيرة بلس" حول فتاة تقتحم بنكاً في لبنان، يمكن ربطه بالسياقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للبلد الذي حصلت فيه الواقعة، إلى جانب السياق الأخلاقي للواقعة كون المقتحمة لديها سبب مقنع أخلاقياً إلى جانب السياق الجندري لأن فعلاً مشابهاً لا يحصل بشكل دائم من إناث.

في ذات الحدث، لعبت زاوية الصورة العفوية بوضع الفتاة بموقع بطولي حيث تم تصويرها داخل البنك من زاوية منخفضة، وهي تحمل مسدساً، وهو عامل قوة فردية في صراع مع سلطة رأس المال التي يمثلها البنك، وهذا له علاقة بالسياق المكاني.

محلياً، فإن التفاعل مع المحتوى ربما كان بمثابة حركة احتجاجية ضد الوضع القائم في لبنان، أما إقليمياً فربّما كان متعلقا بالقلق الذي يشعر به مواطنون في دول عربية أخرى على حافة الانهيار الاقتصادي.

أما عامل الوقت، فيمكن ربطه بوقت مشاهدة الحدث، هل في ذات اللحظة التي لا يزال فيها الحدث قائماً، أم بعد أيام.

الدوافع: يشير هذا المعيار إلى القصد من وراء التفاعل مع المحتوى الإعلامي، باعتبار أن كل عمل بشري له نوع من القصد وراءه، حتى لو كان على مستوى اللاوعي. وهنا من الممكن أن تكون الدوافع ميولاً ذاتية، لكن لأجل الحصول على نظرة شمولية من المهم البحث عن أنماط متكررة للدوافع بين الجمهور.

قد يكون الفضول الأساسي اليومي هو الدافع وراء متابعة المحتوى الإعلامي، أو الحاجة إلى المعرفة، أو البحث عن اهتمامات فردية أو مشتركة، أو ربّما الترفيه والمتعة، مثل الاسترخاء أو الهروب من الواقع أو الرومانسية، أو الرغبة في الانضمام إلى مجتمعات ومجموعات وشبكات مختلفة، ومن الممكن أن يكون الدافع متعلقًا بالشعور بالالتزام أو المسؤولية أو التضامن، خصوصاً عندما تكون القيمة تتعدى الذات الفردية.

 

 

تعمل شركات التقنية الكبرى على إيهام الصحفيين والمؤسسات الصحفية بأن التفاعل مع المحتوى الصحفي يحمل بمجمله صبغة إيجابية، لأن الجمهور لا يمتلك سوى وسيلة واحدة للتعبير عن رأيه في المحتوى المُقدّم، وهي الإعجاب.

 

الطرائق: وتُقسم إلى قسمين، الطرائق المعرفية أو الإدراكية، والطرائق العاطفية، وتعبّر عن طرائق التأثر بالمحتوى.

الطرائق العاطفية تتأثر بشكل مباشر بطريقة بناء القصة عاطفياً. على سبيل المثال السرد القصصي للأخبار، ذلك المبني على شخصية معينة تتطور في القصة الإخبارية يخلق نوعا من الترابط بين القارئ والشخصية، والطرائق العاطفية هي السبب وراء شعور الجمهور بمجموعة من المشاعر أثناء تعرّضهم للمحتوى الإعلامي، من الحب إلى الكراهية إلى الغضب أو اللامبالاة وغيرها.

أما المعرفية فتتعلق بالتأثير المعرفي للمحتوى الإعلامي على الجمهور، وهو ما تقوم به وسائل الإعلام من دفع المواطنين إلى التفكير بمجموعة متنوعة من القضايا الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، أو تساعدهم على فهم مشكلة معينة بشكل أوضح، والتفكير في الآثار المترتبة على المشكلة، مع احتمالية إمكانية القيام بتحرّك حيال هذه المشكلة من قبل الجمهور.

الشدّة: وتعني شدّة التعرّض للمحتوى الإعلامي، وهي مرتبطة بالمدّة الزمنية والجهد الذي يبذله الشخص من أجل هذا المحتوى. فالمدة التي تستغرقها تجربة التفاعل مع المحتوى لها أهمية كبيرة، ومع ذلك يتم تجاهل هذا الجانب في كثير من الأحيان، فكل المشاهدات على فيديو مدته 10 دقائق بالنسبة لفيسبوك هي مشاهدات بغض النظر إذا استمرت لمدة دقيقة أو عشر دقائق، وإذا تمت مشاهدتها مرة واحدة أو عدّة مرات من ذات الشخص.

والمدد يمكن تقسيمها إلى أنواع، منها العابرة سواء كانت بالتعرض للمحتوى والانتقال إلى آخر بسرعة، أو إذا كان المحتوى بحد ذاته قصيرا مثل تغريدة. ومنها المكثفة وهي التي تحدث على فترات معينة في حياة الفرد، مثل مشاهدة كل حلقات الدحيح في أسبوع لأسباب لها علاقة بالحاجة إلى المعرفة أو الشعور بالتخلف عن ركب مناقشي حلقات الدحيح.

وهناك مدد أكثر استدامة، وهي تلك التي تخلق روابط عميقة مع الجمهور، وتستطيع أن تتحول إلى روتين معتاد في الحياة اليومية للأفراد، وتؤثر على الذكريات العامة والخاصة للمجتمع.

الآثار: يشير هذا المعيار إلى النتيجة والآثار المترتبة على التفاعل مع المحتوى الإعلامي، ويمكن أن تتخذ أشكالًا عديدة، من الشعور بالتمكين، إلى تجربة المتعة، إلى الإحساس بالحصول على معرفة جديدة، أو ربّما الشعور بالإحباط وعدم الاكتفاء من المعلومات المقدمة في المحتوى.

ولا يعتبر الباحثون أنه يجب أخذ جميع المعايير لفهم التفاعل مع المحتوى الإعلامي، لكن ما يكفي فقط للإجابة على أسئلة تأثير المحتوى على الجمهور ضمن كل حالة يُراد قياسها بشكل فردي، مما يساعد في الوصول لتأثيرات أكثر عمقاً يمكن الاستفادة منها لتطوير المحتوى وبناء علاقات أفضل مع الجمهور، إلى جانب البحث عن طرق مناسبة لتقديم محتوى ذي منفعة للمجتمع.

 

 

السياقات هو أكثر المعايير قدرة على الاستفاضة والشرح، وتساعد في فهم الحالة العامة من التفاعل مع المحتوى الإعلامي بالنظر إلى السياقات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وتشمل أيضاً مواقع إنتاج المحتوى، ومواقع استقباله، والسياقات المحلية والوطنية والعابرة للوطنية.

 

 

المزيد من المقالات

تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024