وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

ظلَّت العلاقات بين الغالبية الهندوسية والأقلية المسلمة في الهند هشّة متوترة منذ تقسيم الإمبراطورية البريطانية للبلاد عام 1947، إلا أن وصول حزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السلطة في عام 2014 أدى إلى تفاقم التوترات المجتمعية، خاصة أن عددًا من  المنظمات القومية الهندوسية وبعض وسائل الإعلام صارت أكثر جرأة في ترويج آرائها المعادية للمسلمين، وهي ممارسة اتهمت حكومة رئيس الوزراء مودي بتشجيعها.
الهند في مؤشر حرية الصحافة
حسب تقريرها السنوي الأخير، بينّت منظمة "مراسلون بلا حدود"، أن الوضع في الهند تحوَّل من "إشكالي" إلى "خطير للغاية"؛ نتيجة سيطرة مودي ونفوذه على عدد من المنابر الإعلامية بما يُهدد تعددية الصحافة في البلاد.
التقرير الذي يضمّ 180 دولة، فإن مرتبة الهند هذا العام كانت 161، بينما كانت العام الماضي في المرتبة 150، حيث تراجعت 11 مرتبة لتسجل أدنى مستوى لها على الإطلاق بين 180 دولة.
ويمكن ملاحظة حجم تراجع الهند في مؤشر حرية الصحافة بمعرفة مرتبتها في عام 2013، أي قبل عشرة سنوات من الآن، وقبل وصول رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى منصبه، حيث احتلّت مرتبة الهند حينها 140 من أصل 180، ما يعني تراجع الهند 21 خطوة للخلف خلال عشرة سنوات في مؤشر حرية الصحافة.
منظمة "مراسلون بلا حدود"، أشارت في تقريرها، إلى أن: "العنف ضد الصحفيين ووسائل الإعلام الحزبية سياسيًا وتركيز ملكية وسائل الإعلام، تُظهر كلها أن حرية الصحافة في أزمة في "أكبر ديمقراطية في العالم".‏

ترويض الإعلام الهندي بدأ بصعود مودي إلى السلطة، إذ أُعيد تشكيل القيادات التحريرية لبعض المؤسسات الإخبارية الكبرى في الهند، وتحديدًا شبكات التلفزيون، واستبعد كبار المحررين غير المنتمين إلى النظرة القومية الهندوسية لحزب بهاراتيا جاناتا، وكذلك أُلغيت القنوات الجديدة.

ما وراء التحوّل في الإعلام الهندي
بعد شهر من توليه منصبه في صيف عام 2014 ، قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن "ديمقراطية الهند لن تستمر إذا لم نتمكن من ضمان حرية الصحافة والتعبير"، وفي نفس السنة، أصدرت نقابة المحررين في الهند بيانا جاء فيه: "نظرا لتأخير إنشاء واجهة إعلامية في مكتب رئيس الوزراء، ولتقييد التواصل مع الوزراء والبيروقراطيين في المكاتب، والحد من تدفق المعلومات في الداخل والخارج، بات من الواضح أن الحكومة في أيامها الأولى تسير على طريق يتعارض مع معايير الخطاب الديمقراطي والمساءلة".
من الناحية التاريخية، يُنظر إلى الصحافة الهندية على أنها تقدمية إلى حدٍ ما، وهي التي انبثقت عن حركة إنهاء الاستعمار البريطاني، لكن الأمور تغيرت بشكل كبير في منتصف العقد الماضي، الذي تزامن مع وصول ناريندرا مودي إلى السلطة.
هذا التحوُّل في وسائل الإعلام الهندية سلط عليه الضوء  الصحفي ديبايسش روي تشاودري، في مقالة كتبها لمجلة ذا تايم الأمريكية، أكد فيها أن ترويض الإعلام الهندي بدأ بصعود مودي إلى السلطة، إذ أُعيد تشكيل القيادات التحريرية لبعض المؤسسات الإخبارية الكبرى في الهند، وتحديدًا شبكات التلفزيون، واستبعد كبار المحررين غير المنتمين إلى النظرة القومية الهندوسية لحزب بهاراتيا جاناتا، وكذلك أُلغيت القنوات الجديدة.
وبالتالي، من الطبيعي لاحقا أن تُكتَم كافَّة الأصوات المزعجة والمخالفة للسلطة، بطرق ووسائل عدّة، منها: ما اعتمدته السلطات من عملية ترهيب ممنهجة بحق الصحفيين الذين ينقلون جانبا من الانتهاكات التي تستهدف الأقلية المسلمة في البلاد، إذ حظرت قنوات تمنح مساحة للمسلمين للتعبير عن القمع الذي يتعرضون له، ولاحقت الصحفيين المسلمين الذين يغطون انتهاكاتها، وسعت إلى تقييد حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأُغرقت القنوات التلفزيونية والصحف ومنصات التواصل الاجتماعي بخطاب الكراهية ضد المسلمين من دون أي رادع.
ولم تتوقف المسألة عند هذا الحد، إذ لم يتوان الحزب اليميني المتطرف الحاكم عن ملاحقة الصحفيين المسلمين، والنساء منهم تحديداً، لمجرد تأديتهم لعملهم.

كانت الصحافة تُلمح تارة وتصرّح تارةً أُخرى بأن المسلمين ينشرون الفيروس عمدا، وابتدعت بعض المحطّات التلفزيونية مصطلح "جهاد كورونا"،  بمعنى نشر المرض ووصفتهم بأنهم "انتحاريون وقنبلتهم الفيروس".

وربما لا يوجد مثال على ما يحدث في الهند اليوم أفضل من "رنا أيوب"، الكاتبة الهندية والصحفية الاستقصائية، التي برزت في الصحافة العالمية وتصدَّرت أعمالها غلاف مجلة "تايم" الأميركية، كما أنها تكتب بانتظام أعمدة في صحيفة واشنطن بوست الأميركية.  تسبَّب هذا العمل في تعرُّضها لسيل من الإساءات الرقمية، بما في ذلك تهديدات بنشر معلوماتها الشخصية على الإنترنت، وكذلك تهديدات بالقتل.
كما واجهت أيوب سنة 2021 سلسلة من التهم الجنائية، تتعلَّق إحداها بفيديو انتشر على نطاق واسع لرجل مُسِن يزعم أنه كان ضحية هجوم معادٍ للمسلمين شاركته رنا عبر تويتر رفقة صحفيين آخرين ونوَّاب برلمانيين، علاوة على ذلك، تواجه رنا تُهمًا منفصلة بالتهرُّب الضريبي، واختلاس أموال جمعتها من عملها الإغاثي أثناء الجائحة، وهي تهم تؤكد أيوب أنها باطلة.
وكونها صحافية ومسلمة وصوتا ناقدا للقومية الهندوسية التي تتبناها الحكومة، فإنها بذلك تمثِّل الكثير من الهويات التي لم تعُد الهند اليوم تحت حكم مودي تتسامح معها، بل وتسعى لقمع أي معارضة من خلال نشر قوات الشرطة والأمن لقمع الاحتجاجات، أو من خلال اعتقال وتخويف الصحفيين الذين يسعون لتغطية أخبار تضع مودي أو حزبه في دائرة النقد.
خطاب الكراهية.. كورونا وأشياء أخرى
في عام 2017، بدأت صحيفة هندوستان تايمز، وهي صحيفة هندية بارزة، في تعقّب جرائم الكراهية ضد المسلمين، لكن هذه المبادرة سرعان ما توقفت بسبب ضغوط الحكومة وفق ما أشارت إليه التقارير الإخبارية، استقال رئيس تحرير الصحيفة بوبي غوش، الذي قاد المبادرة، بعد فترة وجيزة، ورفض التعليق.
وبعد عام 2017، توقّف مكتب الجريمة في الهند عن جمع البيانات حول جرائم الكراهية، ما أدى إلى صعوبة الوصول إلى إحصاءات رسمية واضحة لجرائم الكراهية.
ورغم ذلك، يمكن ملاحظة ملامح هذا الخطاب ضد الأقلية المسلمة وشدّته من خلال مراجعة بعض الوقائع أبرزها: كيف انبرت وسائل الإعلام الهندوسية إلى انتقاد المسلمين الهنود باعتبار أنهم السبب في انتشار فيروس كورونا، حيث كانت الصحافة تُلمح تارة وتصرّح تارةً أُخرى بأن المسلمين ينشرون الفيروس عمدا، وابتدعت بعض المحطّات التلفزيونية مصطلح "جهاد كورونا"،  بمعنى نشر المرض ووصفتهم بأنهم "انتحاريون وقنبلتهم الفيروس".

REUTERS/Danish Siddiqui
ما إن بدأت جائحة كورونا في الهند حتى خرجت وسائل إعلام تتهم مسلمين بتعمد نشر الفيروس والتحريض عليهم. (تصوير: دانيس صديقي - رويترز) 

نشرت صحيفة ذا هندو رسم كاريكاتير يظهر فيروس كورونا في لباس المسلمين التقليدي وهو يحمل بندقية ويوجهها نحو كوكب الأرض.

وبدأت الأخبار الكاذبة التي تستهدف المسلمين بالانتشار، بما في ذلك مقاطع مصورة يُزعم أنها تظهر أعضاء من جماعة "تبليغ الدعوة" يبصقون على السلطات، وثبت بسرعة أن المقاطع مزيفة. وذكر السكرتير المشترك لوزارة الصحة الهندية لاف أغاروال، مرارا وتكرارا الجماعة بالاسم في جلسات إفادة يومية، كما أنه قال في إحدى المرات إن عدد الإصابات بالفيروس قد تضاعف في 4 أيام فقط، وكان يمكن أن يكون أبطأ "لو لم تنشأ حالات إضافية بسبب اجتماع جماعة التبليغ".
خلال الفترة نفسها، نشرت صحيفة ذا هندو رسم كاريكاتير يظهر فيروس كورونا في لباس المسلمين التقليدي وهو يحمل بندقية ويوجهها نحو كوكب الأرض. بعد انتقادات كبيرة واجهها الكاريكاتور على شبكة الإنترنت، حذفته الصحيفة، ثم أعادت نشره متخلية عن لباس المسلمين التقليدي فيه.
ثمة تهمة أخرى لاحقت المسلمين الهنود بعد الفيضانات المُدمرة التي ضربت ولاية "آسام" عام2022، وأسفرت عن مقتل 192 شخصًا، حيث زعم بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي دون دليل، أن مجموعة من المسلمين هم من غمروا مدينة سيلشار ذات الأغلبية الهندوسية بالمياه بعد تدمير دفاعاتها ضد الفيضانات.
ورغم عدم وجود أدلة تُظهِر تورطه في هدم أي سدود، إلا أن عامل البناء الهندي المسلم نذير حسين قضى عشرين يوما خلف القضبان قبل إطلاق سراحه بكفالة مالية.

حرية الإنترنت
للسنة الخامسة على التوالي جاءت الهند في مقدمة دول العالم من حيث قطع الإنترنت، حسب تقرير لمنظمة "أكسيس ناو" الأمريكية التي تدرس الرقابة على الإنترنت عبر العالم.
وقال تقرير المنظمة إن الإنترنت قطع 187 مرَّة في دول العالم خلال سنة 2022، منها 84 مرة في الهند وحدها وهي أعلى نسبة في العالم، وكانت أغلب حالات القطع في إقليمي جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة؛ بسبب العنف وعدم الاستقرار السياسي، وذلك رغم قرار المحكمة الهندية العليا عام 2020 بأن التمتع بالإنترنت حق أساسي للمواطن الهندي، وأن قطع الإنترنت لا يمكن أن يكون بلا نهاية، وأن كل قرار بقطع الإنترنت لا بد أن ينشر متضمنا سبب القطع.
لم تسلم بعض المنصات الأمريكية الشهيرة مثل يوتيوب وتويتر من المضايقات التي تتعرض لها الحريات في الهند، حيث استغلت حكومة مودي قانون الطوارئ الشهر الماضي لمنع عرض فيلم وثائقي أنجزته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بعنوان "سؤال مودي" (The Modi Question).
يسلّط الفيلم الضوء على ما جرى في ولاية غوجارات الهندية التي عانت من دوامة عنف شديدة عام 2002 خلال قيادة مودي لحكومة الولاية، قُتل فيها أكثر من ألف شخص على مدى أسابيع، جلهم من المسلمين.
وكانت الحكومة الهندية قد وصفت الفيلم بأنه "دعاية معادية وهراء مناهض للهند، ويقوض سيادة الهند وسلامتها، ولديه قدرة التأثير سلبًا في العلاقات الودية مع الدول الأجنبية والنظام العام داخل البلاد"، على حد تعبيرها، كما ندد كبير المستشارين في وزارة الإعلام والإذاعة الحكومية الهندية، كانشان غوبتا، بالفيلم  وصفا إياه بـ"قمامة معادية للهند". وقال إن تويتر ويوتيوب تلقتا أوامر بحظر روابط الفيلم، و"امتثلتا للتوجيهات".
المتحدث باسم "يوتيوب"، جاك مالون، قال لموقع "ذي إنترسبت": إن روابط الفيلم الوثائقي حذفت من المنصة بسبب مطالب من بي بي سي تتعلق بحقوق الطبع والنشر، لكنه رفض التعليق على الطلبات التي قدمتها الحكومة الهندية، أما إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـتويتر، حاول تبرير الموقف الذي اتخذته إزاء الفيلم، إذ غرّد: "لا يمكنني إصلاح كل ما يتعلق بتويتر، في أنحاء العالم كافة، بين عشية وضحاها، وسط انهماكي بتشغيل تسلا وسبيس إكس وغيرهما".
ويُبيِّن المقال أن امتثال تويتر للمطالبات الحكومية الهندية كان بنسبة 20 في المئة قبل تولي ماسك زمام الأمور، لكنه حين استحوذ على الشركة، سرح نحو 90 في المائة من موظفيها في الهند، البالغ عددهم نحو 200 موظف، وفقاً لـذي إنترسبت، ويبدو حاليًا أنه يتجه أكثر فأكثر نحو الخضوع للحكومة الهندية في ظل الضغط المنتظم الذي تمارسه على الحريات.

 

 

 

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025