العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

أكتب لكم هذه المادة ضمن نظام العمل الحر (الفريلانس) بالقطعة، في يوم عطلتي الرسمية من داخل أحد مقاهي إسطنبول، حيث أحاول محاكاة الصور التي أُشاهدها عبر المنصات الرقمية لشبان وشابات وهم يؤدون أعمالهم بكل أريحية وهم يرتشفون قهوتهم في المقاهي أو أي مكان يفضلونه، ودون الاضطرار للتعامل الرسمي مع زملاء العمل بأي شكل من الأشكال. وللمصادفة، تجلس على يميني شابة منهمكة في إعداد مادة صحفية باللغة الإنجليزية، وعلى يساري شاب تركي ألماني يعمل على ترجمة وتحرير مادة صحفية. فضولي الصحفي دفعني للتواصل معهما والتعرف على طبيعة أعمالهما، حيث تبين أنهما يعملان ضمن نظام العمل الحر الذي يفضلانه عن العمل الثابت لدوره في فتح الآفاق أمامهما للتطور، والعمل لدى عدد من الجهات بدلاً من التعامل مع مؤسسة واحدة. والأهم كسر تقاليد العمل المعروفة من حيث الالتزام بالدوام المكتبي والتعرض للضغوطات المهنية لعدد من الساعات يومياً.

مع انتشار المبادرات الرقمية والتطور التكنولوجي خلال السنوات الأخيرة، بدأت تزدهر وظيفة الفريلانس أو العمل الحر بصورة مطردة. وبخلاف المتعارف عليه منذ عقود، فإن العمل الحر لا يُعد هذه الأيام مهرباً من الالتزامات التي يتطلبها العمل الثابت والدوام اليومي، من حيث الاستيقاظ في ساعات مبكرة واستخدام المواصلات العامة، مما يترتب عنه تحمل مشقات السفر لمسافات طويلة أحياناً، والالتزام بساعات العمل داخل المؤسسة...، بل أصبح العمل الحر، خياراً للآلاف إن لم يكن للملايين حول العالم. فما هي طبيعة العمل الحر ومن هم الصحفيون العاملون ضمن هذا النظام؟

 

1
لا تقتصر وظيفة الفريلانسرز/ الصحفيين المستقلين على شريحة معينة، بل ينخرط ضمن هذا النظام العديد من التخصصات التي يمكن تنفيذ مهامها عبر الفضاء الرقمي

(شتر ستوك).

 

الفريلانس والفريلانسرز

يعني الـ Freelance العمل الحر وفق الترجمة العربية الحرفية، ويشير المصطلح صحفياً للعمل بشكل مستقل وحر دون الانتماء لأي مؤسسة أو جهة معينة، ويمكن للموظفين العاملين ضمن هذا النظام "فريلانسرز" تأدية مهامهم بصورة مستقلة، ومن أي مكان يفضلونه وضمن الجدول الزمني الذي يضعونه لأنفسهم والساعات التي يرونها مناسبة، لإنتاج مادة ما لصالح مؤسسة. وللعمل الحر عدة أشكال أهمها: العمل ضمن نظام القطعة، ويعني أن يُنتج الصحفي الحر مواد صحفية بالعدد الذي تطلبه منه جهة ما، قد يكون قطعة أسبوعياً أو شهرياً وفق أهداف المؤسسة ومتطلباتها، والشكل الثاني؛ فهو العمل بساعات مشابهة لساعات العمل الثابت ضمن عقود مؤقتة ودون حقوق، وفي هذه الحالة قد تصل ساعات العمل إلى 45 ساعة أسبوعياً، على أن يتم عن بُعد (أونلاين)، أما الشكل الثالث فهو العمل الحر بدوام ثابت من داخل المؤسسة الصحفية المعنية، وهنا من الممكن أن توفر المؤسسة للموظف الحر جزءاً يسيراً من الحقوق الاجتماعية، مثل تسهيل إصدار إقامة العمل على سبيل المثال، أو الموافقة على منح إجازة مرضية مدفوعة.

 

يعني الـ Freelance العمل الحر وفق الترجمة العربية الحرفية، ويشير المصطلح صحفياً للعمل بشكل مستقل وحر دون الانتماء لأي مؤسسة أو جهة معينة، ويمكن للموظفين العاملين ضمن هذا النظام "فريلانسرز" تأدية مهامهم بصورة مستقلة.

 

بكل الأحوال، لا تقتصر وظيفة الفريلانسرز/ الصحفيين المستقلين على شريحة معينة، بل ينخرط ضمن هذا النظام العديد من التخصصات التي يمكن تنفيذ مهامها عبر الفضاء الرقمي، ومن بينها العاملون في الصحافة والكتابة والأبحاث والدراسات والترجمة وإدارة المنصات الرقمية والإشراف عليها، وصناع المحتوى الرقمي وتكنولوجيا المعلومات وتحليل البيانات وغيرها الكثير. إذ مع الوقت يزداد نظام العمل الحر انتشاراً رغم ما يعانيه من قصور ومصاعب في عدد من الجوانب.

 

تحديات وفرص

تشير الأرقام إلى تنامي ظاهرة العمل الحر بشكل مطرد، وربما تكون أزمة فيروس كورونا من أهم الأسباب التي شجعت الكثيرين حول العالم على الالتحاق بهذا النظام، حيث فرضت كورونا آنذاك إجراءات عديدة على المؤسسات الصحفية لتقليل انتقال الفيروس بين الموظفين، ومن بينها العمل عن بُعد لمن تسمح طبيعة مهامهم الصحفية بذلك. بطبيعة الحال، وجد الكثيرون ضالتهم في العمل الحر في تلك الفترة وما بعدها، لما يوفره من هامش من الحرية ومرونة في العمل، وهما من أهم السمات الجوهرية للعمل الصحفي الحر، إلا أن العمل الفريلانس أو المستقل ليس وردياً في كل الأوقات، إذ يعاني بطبيعة الحال من مجموعة من التحديات، أهمها غياب الحقوق والامتيازات كالإجازات السنوية والمرضية المدفوعة من جهة العمل، وغياب الأمان الوظيفي، بحيث لا يوجد تعاقد دائم مُلزِم للمؤسسة الاعلامية، ولهذا السبب يكون من السهل جدًا التخلي عن الصحفي الحر في أية لحظة ودون أن يكون له أي تعويضات مادية وخلافها.

 

تواجه الصحفي الفريلانسر تحديات أهمها غياب الحقوق كالإجازات السنوية والمرضية المدفوعة من جهة العمل، وغياب الأمان الوظيفي، بحيث لا يوجد تعاقد دائم مُلزِم للمؤسسة الاعلامية، ولهذا السبب يكون من السهل جدًا التخلي عن الصحفي الحر في أية لحظة ودون أن يكون له أي تعويضات مادية.

 

كما يُعاني العاملون في الصحافة الحرة أيضاً، من رفض الاعتراف بهم من الجهات الرسمية ونقابات الصحفيين التابعة لبلدانهم، إلى جانب تردد المؤسسات الصحفية في منحهم عقد عمل ثابت حتى لو امتلكوا سنوات عديدة من الخبرة الصحفية جراء أعمالهم الحرة، حيث تنظر الكثير من الجهات الصحفية للعمل المستقل على أنه عمل لمن لا عمل لديه أو أنه غير مجد. وفي حقيقة الأمر أن كثيرين ممن يزاولون العمل الحر لديهم كفاءات مهنية وقدرات مميزة لكنهم توجهوا نحو العمل الحر لأسباب مختلفة، من بينها رفض فكرة العمل تحت الضغط وأوامر أرباب العمل، أو الانصهار تحت اسم مؤسسة ما وأيديولوجيتها، والبعض الآخر يتوجه للعمل الحر لقلة الفرص المناسبة لخبراتهم في سوق العمل، خاصة مع توجه عدد كبير من المؤسسات الإعلامية نحو الرقمنة، وبالتالي تقليل حجم العمالة داخل غرف الأخبار. ولعل هيئة البث والإذاعة البريطانية بي بي سي خير مثال على هذا التوجه مؤخراً، كما أن هناك العديد من المؤسسات  التي أغلقت أبوابها بالكامل تحت وطأة العجز المالي، وعدم القدرة على مواكبة التطور السريع في عالم الاتصال والتكنولوجيا وهو ما خلف المئات من العاطلين عن العمل وبالتالي الملتحقين بالعمل الحر.

وعلى الرغم من أن العمل الحر يمنح العاملين ضمنه مساحة للحفاظ على آرائهم ومواقفهم، إلاَ أنه يفرض عليهم ضرورة تطوير أنفسهم بشكل مستمر، والعمل على توليد الأفكار الإبداعية التي تسمح لهم بمواصلة العمل مع أكثر من جهة والبقاء في الميدان الصحفي. من لا يفعل ذلك قد يكون مصيره الاختفاء من عالم الصحافة!

 

4
يمكن للرواتب العالية أن تُغطي على الجوانب السلبية للعمل الحر، وتشكل دافعاً لأصحابها للاستمرار (غيتي).

 

متى يكون الفريلانس مجدياً؟

في بداية الأمر، لا يُنصح أبداً أن يبدأ أحد مسيرته المهنية بالعمل الحر، لأنه سيجد صعوبة في التركيز في أمر واحد وبالتالي سيتأخر في الحصول على الخبرة الكافية والسريعة، وهذا سيؤثر بالتأكيد على إمكانية إيجاد فرص عمل مناسبة له مع الوقت، لذلك فإنه من الأفضل أن يبدأ الصحفيون مسيرتهم العملية بالانتماء لمؤسسات ونظام العمل الثابت لعدة سنوات، حتى يتمكنوا من صناعة أسماء لهم في عالم المهنة، تؤهلهم وتساعدهم على الانطلاق نحو العمل الحر وقتما سعوا خلفه.

 

هناك شكل آخر للعمل الحر وهو العمل بدوام ثابت من داخل المؤسسة الصحفية المعنية، وهنا من الممكن أن توفر المؤسسة للموظف الحر جزءاً يسيراً من الحقوق الاجتماعية، مثل تسهيل إصدار إقامة العمل على سبيل المثال، أو الموافقة على منح إجازة مرضية مدفوعة.

 

ثانياً، إذا كان العمل الحر عملاً ثانوياً وليس أساسياً، وهنا نقصد أن يكون العمل ضمن نظام القطعة، مع الحفاظ على عمل أساسي يؤمن الراتب الشهري لصاحبه، حيث إن العمل بالقطعة في هذه الحالة، سيقدم فرصاً للصحفيين لتحسين مدخولهم المادي، خاصة الذين يعانون من تدني رواتبهم الشهرية.

ثالثاً: إذا كان العمل الحر ضمن نظام الدوام الثابت برواتب مجزية. حتى وإن لم يتضمن هذا النظام الاعتراف بأي حقوق أو امتيازات، إلاَ أنه يمكن للرواتب العالية أن تُغطي على الجوانب السلبية للعمل الحر، وتشكل دافعاً لأصحابها للاستمرار.

 

من الأفضل أن يبدأ الصحفيون مسيرتهم العملية بالانتماء لمؤسسات ونظام العمل الثابت لعدة سنوات، حتى يتمكنوا من صناعة أسماء لهم في عالم المهنة، تؤهلهم وتساعدهم على الانطلاق نحو العمل الحر وقتما سعوا خلفه.

 

لا بد من ضوابط

وعلى الرغم من انتشار ظاهرة العمل ضمن النظام الحر إلا أن الوعي به ليس على درجة عالية حتى اليوم. من ناحية أخرى، كثيراً ما يشكو الصحفيون العاملون بالنظام الحر من عدم الاعتراف بهم من قبل الجهات المختصة في بلدانهم، وعدم تجاوب المؤسسات الرسمية معهم حينما يتعلق الأمر بإعداد مواد صحفية، لذلك هناك حاجة ملحة لمناقشة العمل الحر على نطاق نقابي ومؤسساتي، وضرورة العمل على توفير غطاء قانوني لحماية العاملين المستقلين والاعتراف ولو بجزء من حقوقهم، خاصة أولئك الذين يعملون بعقود ثابتة. الأهم من ذلك، يجب الضغط على المؤسسات والنقابات الصحفية للاعتراف بدور الصحفي الحر وإدراج أسماء الصحفيين المستقلين ضمن قوائم الصحفيين المسجلين، بدلاً من العمل على تهميشهم أو إقصائهم من منظومة العمل الصحفي. وكم من صحفي مستقل أبدع وأنجز وأبهر بما قدَم، لكنَ حقوقه ما تزال مهضومة!

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023