هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

بالرغم من أن النقاش حول ما إذا كان يجدر بالباحث عن تعلم الصحافة أن يأخذ مساقًا جامعيًا هو نقاش قديم العهد باعتبارها مهنة لا فنًا ولا علمًا، إلا أنه لا يزال يطرق الأبواب منذ أكثر من قرن ونصف حاملًا إشكاليات جديدة. فالثورة الرقمية غيرت ملامح المهنة في أواخر القرن العشرين وأجبرت كليات تدريس الصحافة في العالم على إعادة النظر في مناهجها الدراسية ومواصفات أساتذتها. واليوم مع تسارع تطور السوق وتزايد المهارات التي بات على الصحفي امتلاكها، فإن الكثير من الكليات وجدت نفسها أمام أزمة في ظل شح الموارد المالية وضيق والوقت والقدرات التقنية لتحقيق ذلك، بالأخص في مرحلة الإجازة. فالعلاقة اللحظية التي تربط الطالب بالجامعة لم تعد تسمح بحمايته من المفاهيم الجديدة التي يواجهها في سوق العمل. أعطى ذلك فرصة لمراكز التدريب غير الأكاديمية أن تحل محل التعليم الرسمي لتغطية جزء من المهارات التطبيقية المطلوبة. هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي؟ وكيف يمكن بالمجمل وصف العلاقة ما بين هوية الصحفي والتعليم الأكاديمي في عصر الرقمنة؟

 

ولد الاهتمام المتزايد بالمهارات المعلوماتية وقوالب النشر متعددة الوسائط صرخة العديد من الأكاديميين الذين حذروا من تحوّل التعليم الأكاديمي إلى إبن بار لكبرى الشركات الإعلامية.

 

مناهج التعليم ما بعد عصر الرقمنة

لا يمكن لدراسة العلاقة ما بين الأكاديميا والسوق أن تحصل على شرعيتها ما لم يتم وضعها في سياق زماني ومكاني. فالأولى وإن تأخرت عن تلبية حاجة سوق العمل في عدة بلدان لاعتبارات كثيرة منها تأخر التحول إلى الرقمنة في العالم العربي، إلا أنه لا يمكن القول إنها لم تسر بالتوازي معه في سياقات أخرى. فالثورة الرقمية لم تكن لتستمر لولا وجود أبحاث تضمن نجاحها. في العالم العربي كما عدة بلدان، شكلت الرقمنة تحديًا كبيرًا لمطوري المناهج الدراسية "الذين لم يتعين عليهم فقط اختيار المحتوى الأكثر صلة في مواجهة الموارد المحدودة، بل تعين عليهم كذلك مواكبة سرعة التحول الرقمي وتوقع التطورات متوسطة الأجل لتلبية متطلبات سوق العمل" (1) بحسب جون ماركوس محرر التعليم العالي في جامعة كولومبيا. 

في المقابل، ولد الاهتمام المتزايد بالمهارات المعلوماتية وقوالب النشر متعددة الوسائط صرخة العديد من الأكاديميين الذين حذروا من تحوّل التعليم الأكاديمي إلى إبن بار لكبرى الشركات الإعلامية. إذ لا تزال معظم برامج تعليم الصحافة تعد طلابها للعمل لدى المؤسسات الإخبارية القائمة ولا تقدم لهم التدريب الكافي في ريادة الأعمال والصحافة المستقلة. التعارض في الرؤية حول ما يجب أن يكون تعليم الصحافة وما هو عليه فعلًا، بالإضافة إلى عدم قدرته على تغطية كافة النواحي التقنية التي يطلبها السوق أعطى مشروعية للسؤال حول الدور الذي تلعبه الأكاديميا في تشكيل هوية الصحفي المتخصص ما بعد عصر الرقمنة. 

وإذا ما كان الجانب المعلوماتي التقني يدمج في بعض المناهج، وهو جانب تستطيع أن تقدمه المراكز غير الأكاديمية، وقد أثبت جزء منها ريادته ونجاحه فيه (تقرير منظمة الأونيسكو للبحث عن مراكز تعليم صحافي مميز في أفريقيا سنة 2006)، لا يستبعد بعض الناقدين أن تكون مراكز التدريب "بديلًا" عن الأكاديميا.

في كتاب نشره مجموعة من الأساتذة الأكاديميين بعنوان "نحو سنة 2020: الاتجاهات الجديدة في تدريس الصحافة" يؤكد عدد من الكتّاب على تدني قيمة التعليم الأكاديمي بصورته الحالية. فتعليم الصحافة الجديد لا يشمل تثقيف الصحفيين وتعزيز الفكر النقدي لديهم، وفهم دور الصحافة في الديمقراطية، وأهمية الموضوعية في العمل الصحفي. يقول روبرت جي بيكارد مدير الأبحاث في معهد رويترز لدراسة الصحافة في قسم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة أكسفورد في الكتاب نفسه إنه "يجب أن يجد تعليم الصحافة طرقه لتوفير جودة أكبر وقيمة أعلى لتعليم الصحافة، وإذا لم يحدث ذلك فلا يوجد سبب لاستمراره، فمعظم خدماته ستقدم عبر الإنترنت في دورات تدريبية صحفية أكثر ملاءمة للمهنة" (2). ولربما يكون تبني بيكارد التيار الرافض لتدريس الصحافة في الجامعات سببًا في رأيه المتشائم تجاه مصير التعليم الأكاديمي فيها.

 

في كتاب نشره مجموعة من الأساتذة الأكاديميين بعنوان "نحو سنة 2020: الاتجاهات الجديدة في تدريس الصحافة" يؤكد عدد من الكتّاب على تدني قيمة التعليم الأكاديمي بصورته الحالية. فتعليم الصحافة الجديد لا يشمل تثقيف الصحفيين وتعزيز الفكر النقدي لديهم، وفهم دور الصحافة في الديمقراطية، وأهمية الموضوعية في العمل الصحفي.

 

الأكاديميا في مواجهة مراكز التدريب

لم يعد التعليم الأكاديمي الوحيد الذي يقدم التدريب الصحفي، لكن هل يمكن القول إنه لم يعد أساسيًا؟ فعلى حد تعبير مارك ديوز، أستاذ الدراسات الإعلامية في جامعة أمستردام "يتجه العالم نحو نظام يقدم فيه التعليم الصحفي بالتشارك ما بين الجامعات ومراكز التدريب المستقلة" (3). ومع أن مراكز التدريب تقدم نفسها كإحدى الحلول لتقليل الفجوة ما بين الأكاديميا والسوق، إلا أنها طرحت مشاكل جديدة تحتم السؤال عن مشروعية هذه المراكز، ومنهجيتها في تصميم مقرراتها، وتشخيصها لحاجة السوق وحاجة المتدرب، فضلًا عن كونها في بعض البلدان العربية (مثل لبنان) تقدم من قبل جمعيات غير حكومية بالتعاون مع مؤسسات إعلامية كبرى قد لا تأخذ بعين الاعتبار مدى نجاح المؤسسات التي يعمل المتدرب فيها بالتحول إلى الرقمنة. "الدورة التي تنظم ليوم أو يومين لن تصنع منك خبيرًا في المفهوم الجديد الذي تتلقاه"، تقول الصحفية إيلده غصين، فالتعليم الأكاديمي "لم يكن أبدًا المحطة النهائية للتعليم الصحفي، كما أن دورات التدريب لن تكون كذلك بالتأكيد بسبب طبيعة السوق التي تفرض المتغيرات السريعة".

 

 

3
لا تزال محاولة تضييق المسافة ما بين التعليم الأكاديمي والسوق في الصحافة الشغل الشاغل لعدة باحثين منذ عام 1980، فالأسئلة كثيرة حول طبيعة المحتوى الذي يجدر على الجامعات أن تقدمه (شترستوك).

 

 

وبحسب تجربة غصين المهنية التي انتقلت من الصحافة التقليدية إلى الرقمية دون خلفية أكاديمية حول الإعلام الرقمي فإن الدورات مهمة لكن "وجود قدرة عند الصحفي ودافع ذاتي لتحصيل التعليم المستدام من كافة الجهات هو السبب الأساسي وراء مواكبته".

في مقابلة مع معاون عميد كلية الإعلام والفنون ورئيس قسم الصحافة في جامعة المعارف الدكتور حاتم الزين، يعتقد أن الثورة الرقمية أعادت إلى الأكاديميا خصوصيتها "ذلك أنه لم يعد بإمكان أي شخص ادعاء أنه صحفي من دون أن يكون مجازًا بشهادة ذات جودة يكتسب من خلالها المعارف والمهارات اللازمة". يؤكد الزين على وجود مراكز تدريب ومعاهد تعطي جودة تعليم ممتازة، لكن في المقابل هناك الكثير من المراكز التي اعتلت الموجة بهدف التجارة. "لا يمكن القول إن التعليم الأكاديمي وحده كاف فهو تنقصه التجربة المهنية والقدرة على ملاحقة تطور السوق، وهذا ما يفسر سعي كليات تدريس الصحافة لإدخال مقررات تدريب مؤسساتي في مناهجها" يقول الزين، لكن أيًا من ذلك لن يؤتي ثماره "ما لم يكن الصحفي شغوفًا بعمله". فالعلاقة اللحظية التي يبينها طالب الصحافة مع الجامعة قد لا تحميه من المفاهيم الجديدة في السوق بعد مرحلة التخرج، "لكن دور كليات الصحافة المسؤولة هي أن تعطي الطالب القدرة على تعليم نفسه بنفسه". يستبعد الزين أن تتحول الدورات إلى بديل عن التعليم الأكاديمي، إذ إن الأول تشوبه ثغرات عدة، أولها أنه يقدم إطارا ضيقا عن ممارسات المهنة، ولا يستطيع إعطاء فلسفتها، كما أن اختيار المقررات أو الورش يمكن أن يتم بشكل عشوائي، فالمتدرب ينقصه التوجيه، فضلًا عن كون العديد من مراكز التدريب "محمية بالمال لا العلم". 

 

يؤكد الزين على وجود مراكز تدريب ومعاهد تعطي جودة تعليم ممتازة، لكن في المقابل هناك الكثير من المراكز التي اعتلت الموجة بهدف التجارة.

 

لا تزال محاولة تضييق المسافة ما بين التعليم الأكاديمي والسوق في الصحافة الشغل الشاغل لعدة باحثين منذ عام 1980، فالأسئلة كثيرة حول طبيعة المحتوى الذي يجدر على الجامعات أن تقدمه، ناهيك عن معايير اختيار الأساتذة، والمنصات الأنفع للتدريس، وفوائد التدريب المؤسساتي وغيرها من العناوين. يحصر الباحثان فيغلاس وبراتاس ست خانات للمهارات المعلوماتية-التواصلية التي يجدرعلى الجامعات أخذها بعين الاعتبار عند وضع مناهجها الدراسية الحديثة وهي: "المهارات التقليدية للصحافة، مهارات النشر على الويب، ومهارات الويب 2.0، مهارات البث عبر الإنترنت، مهارات صحافة البيانات، ومهارات الويب 3.0 " (4). 
 

منصة سكيل آرابيا: نسعى لسد الثغرة

في 6 سبتمبر/أيلول 2023 أطلقت منصة "سكيل آرابيا" تحت عدة شعارات أحدها أن "التعليم في العالم العربي لن يرجع كالسابق". في مقابلة مع المدير التنفيذي للمشروع أحمد عوض، قال رائد الأعمال اللبناني إن الهدف من هذا المشروع هو سد الثغرة الموجودة ما بين الأكاديميا وسوق العمل في العالم العربي. فالتعليم الأكاديمي بحسبه مقيد بكثير من الاعتبارات القانونية والمالية، لذلك فإنها بحاجة إلى مساعدة. يؤكد عوض أن "سكيل آرابيا" ليست مركز تدريب منفصل، كما أنها ليست بديلًا عن التعليم الأكاديمي "ولن تكون كذلك "، فالدور الذي تلعبه الجامعة في حياة الفرد "لا يستطيع أي مركز تدريبي تعويضه لأنه لا ينحصر بتقديم المعلومات، بل يتعدى إلى كون الجامعة هي إحدى موارد رأس المال الاجتماعي للفرد، فضلًا عن أنها المركز الذي ينمي فيه الطالب حس المسؤولية تجاه الآخر "وهذا من الأمور التي تشكل جوهر بعض الاختصاصات كالصحافة مثلًا. وعن طريقة عمل المنصة، يقول عوض إنها ستتجه للتعاون مع الكليات حتى تصبح جزءا منها "من خلال تشريعات قانونية تثبت مصداقيتها في كل بلد عربي". 

 

1
من صفحة سكيل آرابيا على فيسبوك (الجزيرة)

 

 

ما بين ضرورة مواكبة السوق من جهة، والحرص على الحفاظ على قيمة التعليم والصحافة المستقلة من جهة أخرى في ظل الموارد المحدودة، يجد التعليم الأكاديمي نفسه ما بعد الثورة الرقمية في مأزق يعززه أن البعض يتوقع منه الكثير. لقد وصلنا إلى مرحلة في المجال الإعلامي ربما لا يستطيع فيها أي مركز أكاديمي أو غير أكاديمي حماية الصحفيمن المفاهيم الجديدة التي ستستمر في الظهور والتبلور بعد أن ينهي الطالب المقرر أو الورشة. لكن ذلك لا يعني أن التعليم الأكاديمي لا يستطيع أن يسهل على الصحفي الطريق عبر تربيته إعلاميًا وإعطائه قدرة أن يعلم نفسه بنفسه ويختار بمسؤولية المكان الأكثر مصداقية في تقديم المعلومة الجديدة. فالتعليم الأكاديمي لا يزال رغم قصوره في مواكبة كافة تطورات السوق وحتى الآن المركز الأساسي الذي يعطي فلسفة المهنة، كما المشروعية للصحفيين الذين يدعون التخصص، بالإضافة إلى أنه أحد أهم الموارد لتحصيل رأس المال الاجتماعي للفرد وهذا ما لا تقدمه مراكز التدريب، التي، على أهمية المحتوى الذي تعرضه بعضها، وعلى أهمية دورها في تعويض القصور، إلا أن التعويل الكامل عليها في سد الثغرات، أو تبني الرأي القائل بأنها بديل مستقبلي عن الأكاديميا، قد يفتح الباب للمزيد من العشوائية في تقديم المعلومات وإدعاء التخصص.

 

المراجع:

  1. Marcus, Jon. 2014. “Rewriting J-School. How journalism schools are trying to connect classrooms to newsrooms.” Nieman Reports, Spring 2014, 
  2. Allen, G., Craft, S., Waddell, C., & Young, M. L. (Eds.). (2015). Toward 2020: New directions in journalism education. Ryerson Journalism research Center.
  3. Deuze M. (2008). Journalism education in an era of globalization. In Löffelholz M., Weaver D. (Eds.), Global journalism research: Theories, methods, findings, future (pp. 267–281). Blackwell Publishing.
  4. Veglis, A., & Bratsas, C. (2017). Reporters in the age of data journalism. Journal of applied journalism & media studies, 6(2), 225-244.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024