كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

استمع إلى المقالة

 

من الشائع القول إن وسائل الإعلام الأمريكية طالما كانت مؤيدة لإسرائيل، في جولات الصراع بينها وبين العرب سابقاً، في حين كانت وسائل الإعلام الأوروبية - ولاسيما الفرنسية - أكثر انتقادًا لإسرائيل نسبيًا. يواجه هذا الانطباع، الذي يملك نوعاً من الوجاهة، انقلاباً جذرياً، منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في فلسطين. لقد أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، وخاصة في فرنسا وألمانيا، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متابع عربي مقيم في فرنسا، أو عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل أصبح مزاجاً يعبر عنه حتى المتخصصون الإسرائيليون في الإعلام، وهو الرأي الذي لم يتردد في التعبير عنه جيروم بوردون مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام" (INA/De Boeck, 2009)، الذي وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

يجد هذا التحول، النسبي في تغطية وسائل الإعلام الفرنسية الشديدة الانحياز لإسرائيل، الكثير من الذرائع، الإنسانية والسياسية، ولكنه لا ينفي أن وسائل الإعلام المهيمنة (وسائل الإعلام التلفزيونية أساساً) كانت قد بدأت في سلوك مسارات الانحياز منذ وقت طويل، وتحديداً منذ حرب 2009، وقد واصلت في حرب 2014 التموضع المنحاز لتغطيتها بشكل أكثر وضوحاً. وقد تجلى الانحياز اليوم في أشكال متعددة لا تتعلق بالتعليق السياسي والتحليل المنحاز المبتور عن سياقات تاريخية وجيوسياسية يقع إنكارها، بل وصل الأمر إلى الخبر، حيث شهدنا تطبيعاً مع الأخبار الزائفة، وأحادية المصادر الإسرائيلية، إلى جانب العبث بكل قواعد التوازن في التغطية بين جانبي الصراع.

الخبر حرّ والتعليق مقدس

يوجد دائما إجماع بين الصحفيين على الحاجة إلى قول الحقيقة، لكن في الوقت نفسه فإنهم أقل ميلاً إلى إيجاد تعريف مشترك لماهية الحقيقة الصحفية. إن الرغبة في معرفة الحقيقة، التي هي جوهر هذه المهنة كما أريد لها أن تكون، يتم تقويضها من خلال تكاثر مصادر المعلومات التي تجعل الإستراتيجيات والإجراءات الخاصة بتجميع المعلومات وفحصها والتحقق منها والتحقق من صحتها أكثر أهمية؛ لذلك يبدو أنه بدلاً من الحياد والموضوعية، بوصفهما وهميّين نظريّين في عالم الصحافة، يجب على المشتغل بهذه المهنة أن يتحرى الحقيقة الموضوعية ويقدمها، ثم يمكن له أن يضع حولها نوازعه الذاتية، بوصفه إنساناً قبل أن يكون صحافياً.

تغطية المأساة في غزة أصبحت يقودها المنطق الإغاثي، حيث لم تتحدث وسائل الإعلام إلا قليلاً عن جذور المشكل الاستعمارية، بقدر ما حصرت المشكل في المسألة الإغاثية الإنسانية.

تبدو هذه البداهة غائبةً اليوم في تغطية وسائل الإعلام الفرنسية لما يجري في غزة. الخبر لم يعد حراً، حيث رصدنا منذ اليوم الأول للصراع ترويجاً للأخبار الزائفة، المستوردة من وسائل إعلام أمريكية تتعلق بـــ "أعمال وحشية" اقترفها الفلسطينيون، وكذلك أخباراً مبتورةً، تتعلق أساساً بهجوم من جانب واحد هو المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.  وكذلك بمصادر أحادية لجميع المعلومات المتداولة وهو الجانب الإسرائيلي، سواءً تعلق الأمر بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، صاحبة النصيب الأكبر من الحظوة، أو بوسائل إعلام إسرائيلية.

هذا الخبر المكبل بأحادية المصادر وبالوقائع الزائفة، أوجد مناخاً ملوثاً من التحليلات والتعليقات السياسية المنحازة للجانب الإسرائيلي، التي تؤدي دوراً قوياً - أكثر تأثيراً من الأخبار - في صناعة الرأي العام. واللافت أن هذه التعليقات – شديدة الذاتية وسطحية المعالجة – جعلت من التعليق مقدساً، وفي مرتبة فوق الخبر، كما نلاحظ في النقاط التالية:

·  أولاً، منذ اللحظة الأولى للحرب تشكل مشهد المعلقين في وسائل الإعلام الفرنسية السائدة – وخاصة التلفزيونية والصحف الكبرى – من محللين سياسيين يعيدون إنتاج السردية الإسرائيلية للصراع في أشكال مختلفة، بعضها أمني وبعضها قانوني وبعضها إنساني وبعضها تاريخي.

·  ثانياً، غاب تماماً عن هذا المشهد الصوت الفلسطيني، أو أصوات ناقدة لإسرائيل، وهو ما يضع توازن التغطية على محك الانحياز. وحتى في الحالات القليلة، التي حاول فيها المعلقون التحلي ببعض التوازن ونقد الجانب الإسرائيلي، لاحظنا حالة من "رهاب فلسطين" عبرّ عنها معلقون آخرون أو حتى مقدمو البرامج ضد هذه الأصوات الناقدة الخجولة.

·  ثالثاً، يقوم التحليل أو التعليق السياسي على مبادئ صحافة الرأي في كونه حراً يعبر عن موقف صاحبه، لكنه في الوقت نفسه يجب أن يقوم على معطيات موضوعية وعلى سعة أفق وثقافة صاحب التحليل، التاريخية والجيوسياسية، ومعرفته بموضوع التعليق. لكن الملاحظ فيما يكتب في الصحف الفرنسية السائدة وما يصدر عن معلقي القنوات التلفزيونية - سطحية التحليلات والتعليقات - التي تعبر عن فقر معرفي وثقافي لأصحابها، وكذلك اعتماد أغلبها على معطيات صادرة عن الجانب الإسرائيلي، وبالتالي يصب أغلبها في التحليل النهائي في صالح الرواية الإسرائيلية للحرب.

·  رابعاً، بقدر ما عبرت أغلب التحليلات عن سطحية في المعالجة، إلا أن هذه السطحية تبدو مطلوبةً في ذاتها. حيث قامت استراتيجية التغطية الإعلامية الفرنسية منذ اللحظة الأولى من الحرب، على عزل اللحظة عن سياقها السياسي وعن جذورها التاريخية، وكذلك عزلها عما تبعها من الأحداث. حيث أصبح الحديث في أغلب وسائل الإعلام والصحف عن هجوم مقاتلي حركة حماس في الداخل الإسرائيلي، بوصفه "هجوماً إرهابياً" دون تحليل خلفياته ودوافعه وجذوره التاريخية التي تمتد إلى ما قبل سبعة عقود. وكذلك عزله عن اللحظة اللاحقة، لـ "الجرائم" التي ارتكبتها إسرائيل في حق سكان قطاع غزة. وبالتالي أصبح لديها "خبر معلق في الهواء" تنطلق منه التغطية وتعود إليه تحليلاً وتعليقاً، من خلال تكرار لمفردات من نوع "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس "، و"الحرب على الإرهاب" وغيرها من التراكيب التي تعزز من حالة الانحياز العاطفي للجانب الإسرائيلي. في تجاهل تام حتى للتعليقات العنصرية الإسرائيلية، وأبرزها وصف يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، الفلسطينيين بــ "الحيوانات".

فتّش عن المال

شكلت لحظة قصف المستشفى المعمداني في غزة مساء 17 أكتوبر/ تشرين الأول، نقطة تراجع نسبية في وسائل الإعلام الفرنسية، وخاصة في الصحف الكبرى. رغم أنه منذ شيوع أخبار عن الهجوم، شرعت في تداول الرواية الإسرائيلية حول الحادثة، ولكن الرأي العام الفرنسي أصبح أكثر انتباهاً إلى أن الردّ الإسرائيلي قد تجاوز كل الحدود.  ورغم هذا التحول النسبي، إلا أن تغطية المأساة في غزة أصبحت يقودها المنطق الإغاثي، حيث لم تتحدث وسائل الإعلام إلا قليلاً عن جذور المشكل الاستعمارية، بقدر ما حصرت المشكل في المسألة الإغاثية الإنسانية.

الخبر المكبل بأحادية المصادر وبالوقائع الزائفة، أوجد مناخاً ملوثاً من التحليلات والتعليقات السياسية المنحازة للجانب الإسرائيلي، التي تؤدي دوراً قوياً في صناعة الرأي العام. واللافت أن هذه التعليقات السطحية جعلت من التعليق مقدساً، وفي مرتبة فوق الخبر.

يعتقد جيروم بوردون أن سبب هذا الانحياز الفجّ خلال هذه الجولة من الصراع في فلسطين داخل وسائل الإعلام الفرنسية هو "الصدى مع المحرقة". إن لعبة المقارنة دائمًا ما تكون معقدة، لكن هذه المرة، المدنيون هم الذين يُذبحون، وليس الجنود. وهذا أثر حتماً أكثر وسحب الغطاء نحو إسرائيل. لقد جرت العادة على التلاعب بهذه المقارنة من قبل السلطات الإسرائيلية، لكنها جاءت هنا من مكان آخر". رغم وجاهة هذا الدافع، إلا أن عاملاً أساساً آخر يمكن أن يضيء منطقة مظلمة حول هذه التغطية وهو التركّز الشديد لوسائل الإعلام الفرنسية السائدة في يد المجموعات المالية الاحتكارية، حيث كان واضحاً منذ بداية الحرب أن التغطية الأكثر انحيازاً كانت على شاشات وصفحات وسائل الإعلام الخاصة، أكثر من وسائل الإعلام المملوكة للدولة، رغم موقف الدولة المنحاز تماماً للجانب الإسرائيلي. هذا العامل الاقتصادي المحدد، يكشف أيضاً عن الدور المحوري الذي يؤديه العامل الاقتصادي للإعلام في النزاعات الجيوسياسية. ويكشف كذلك عن تحول جذري في المشهد الإعلامي الفرنسي، الذي يغادر منطق احتكار الدولة نحو نسخة أمريكية تقوم على نيوليبرالية إعلامية شديدة الفجاجة.

صحافة الذُعرّ

الملمحّ الآخر للتغطية الفرنسية الإعلامية للصراع في الشرق الأوسط، هو تطبيق إستراتيجيات انعكاسية للربط بين ما يجري في فلسطين وما يجري في فرنسا. قد يبدو الأمر غريباً، من منطق الجغرافيا السياسية، ولكنه يعمل بشكل جيد في عقل المتابع الفرنسي. فقد تزامن اندلاع الصراع في غزة مع هجمات مسلحة شهدتها فرنسا، راح ضحيتها أستاذ تعليم ثانوي على يد متطرف من أصل أنغوشي (روسي)، وهجوم آخر في العاصمة البلجيكية بروكسل تبناه تنظيم الدولة الإسلامية. لذلك لعبت وسائل الإعلام لعبة الربط بين هذه الهجمات، وما خلفتها من حالة ذعر داخل المجتمع، وما يجري في فلسطين، لكي تصوغ خطابها المنحاز للرواية الإسرائيلية.

يقدم الصراع أنه ثنائي بين إسرائيل وحركة حماس، دون أي حديث عن الشعب الفلسطيني، ثم يقع تقديم حماس بشكل عام على أنها منظمة إرهابية مثل "داعش التي تضرب في كل مكان". وبمجرد أن توضع هاتان الفكرتان، تنتهي المناقشة، دون النظر في الواقع الأشد تعقيداً من هذه الفكرة البسيطة.

قام هذا الخطاب على فكرة بسيطة وهي أن "الإرهاب الإسلاموي العالمي يضرب في كل مكان، في إسرائيل وفرنسا وبلجيكا"، طبعاً دون الحديث عن الهجوم الذي أودى بحياة طفل فلسطيني في شيكاغو ونفذه متطرف يميني أمريكي في الوقت نفسه.  يقدم الصراع على أنه صرع ثنائي بين إسرائيل وحركة حماس، دون أي حديث عن الشعب الفلسطيني، ثم يقع تقديم حماس بشكل عام على أنها منظمة إرهابية شأنها شأن داعش التي تضرب في كل مكان. وبمجرد أن توضع هاتان الفكرتان، تنتهي المناقشة، دون النظر في الواقع الأشد تعقيداً من هذه الفكرة البسيطة. لكن هذه الفكرة تجد صدى واسعا لدى الرأي العام، متضافرةً مع أفكار عديدة تدور حول الإسلام والأجانب والهجرة، دأبت وسائل الإعلام الفرنسية على ترويجها خلال السنوات الماضية، بدفع من خطاب السلطة السياسية، الذي يرفع شعار مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة. ولكن بدفع أكبر من تيار اليمين المتطرف، ذلك أن جزءاً من مسار احتكار المجموعات المالية الكبيرة لوسائل الإعلام السائدة، يتضمن سيطرة بعض هذه المجموعات ذات النزوع اليميني المتطرف على قنوات وصحف ومجلات، لعل أبرزها "مجموعة بولوريه"، لصحابها الملياردير فانسان بولوريه، الذي لا يخفي دعمه لليمين المتطرف.

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025