التصوير السري في الصحافة الاستقصائية.. خداع أم وسيلة إثبات؟

 

تقول، الدكتورة الفخرية بجامعة نيويوركبروك كروجر: "إن المشاريع التي استغرق فيها الصحفيون الوقت والطاقة لتجربة موقف لأسابيع أو أكثر عادة ما تولد احترامًا من الجماهير أكثر من لسعات الكاميرا القصيرة المخفية".

لا تعد الصحافة الاستقصائية من أصعب الفنون الصحفية؛ إذ تعتمد على أسس علمية واضحة وفرضيات يسعى الصحفي لإثباتها، ولكن هي من أخطر تلك الفنون لكشفها عن خبايا وكمائن يراد بها أن تبقى طي الكتمان، فالصحفي يوجد في مواجهة السلطة باعتبار أن المساءلة أحد أركان الصحافة الاستقصائية، وهذه ما جعل من الأمر خطرًا.

بالرغم من ذلك، استطاع الكثيرون من الصحفيين الاستقصائيين إنجاز تحقيقات حساسة أحدثت الفرق، باستخدام عشرات وسائل الإثبات الممكنة والمشروعة، مثل حصول الصحفي على وثائق تثبت صحة فرضيته أو الاستعانة بالمصادر المفتوحة، التحليل المخبري، الخبرة الفنية أو اللجوء للوسائل الأكثر خطورة وصعوبة كالعمل المخفي والسري. فقديما كان يتعين على الصحفي البحث عن طريقة لإخفاء الكاميرا الكبيرة والخوف من كشفه، أما اليوم يمكن ببعض دولارات للصحفي شراء كاميرا بحجم صغير يمكنه حملها واستخدامها بيسر في أي مكان وبطريقة يصعب كشفها.

 في هذا المقال سنناقش الضوابط الأخلاقية والمهنية والقانونية للعمل السري وما هي المخاطر التي قد يتعرض لها الصحفي عند خوضه لهذه التجربة؟

 

التصوير السري.. الحل الأخير

يشكل التخفي والتصوير السري العنصر الأكثر إثارة وجاذبية  في الصحافة الاستقصائية ولكن لا ينبغي له أن يكون الخيار الأول والأسهل للصحفي، كما يقول الصحفي الاستقصائي، فراس الطويل الذي لجأ إليه مرتين في تحقيقين صحفيين، أحدهما استخدم التصوير السري لغاية توثيق كيف يُتخلص من النفايات الطبية وإدارتها  في المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية، قام حينها بالاستعانة بمصدر من غرف العمليات للتصوير وأكمل فراس بقية التصوير بنفسه في مرافق المستشفيات، وأوضح من خلال المشاهد المصورة الخلل في عملية  إدارة النفايات الطبية. لقد اضطر حينها للتصوير السري لاستنفاذ كافة طرق الإثبات، حيث إن الأدلة البصرية كانت دليلاً قاطعاً ويخدم الصالح العام.

من الضروري معرفة المؤسسة بطبيعة التحقيق لأن قرار المجازفة بالتصوير السري قرار جماعي، مع ضرورة طلب مشورة قانونيّة جيدة قبل البدء بالعملية السرية

يقول الطويل:" التصوير السري قرار يجب أن تسبقه العديد من الخطوات تبدأ بتقييم المخاطر والذي يخضع للتجديد والتحديث بما ينسجم مع تطور مراحل التحقيق، ويجب أن يكون هناك خطة طوارئ للتعامل مع العراقيل التي قد تحدث في الميدان في كافة مراحل العمل الاستقصائي، وتزداد أهمية تلك الخطة لتصبح عالية المستوى عند وجود نية تصوير سري، ومن الضروري معرفة المؤسسة لأن قرار المجازفة بالتصوير السري قرار جماعي، مع ضرورة طلب مشورة قانونيّة جيدة قبل البدء بالعملية السرية".

 

تحديات أخلاقية

محمد عزام، رئيس قسم التحقيقات في موقع وجريدة العربي الجديد يرى أن هناك مبررات محدودة لاستخدام التصوير السري: "عندما يكشف التحقيق عن أمر خطير وضرر كبير يلحق بالمصلحة العامة يمكن للصحفي الاستقصائي اللجوء للتصوير السري بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة كرئيس التحرير، وهناك أماكن لا يمكن تجاوزها لخصوصيتها الكبيرة كالبيوت ولكن تبقى مسألة تقديرية وأخلاقية حسب مدى الحاجة للتصوير".

ويعتبر عزام أن "هناك تحقيقات لم ينتهك بها الصحفيون الأخلاقيات ولا القوانين وأحدثت أثرا كبيرا إذ كانت مبنية على جمع بيانات من مصادر مفتوحة وتحليلها فقط، فالتصوير السري لن يجعل من التحقيق مهمًا أو قويًا كما يعتقد الكثيرون".

وقد يترتب عن التصوير السري أثار أخلاقية قاسية كما حصل مع صحفية تعمل في موقع The Quint الهندي التي واجهت اتهامات جنائية، فبعد أن نشرت تحقيقا كشفت فيه أن الجنود الهنود يجبرون على أداء أعمال منزليّة لرؤسائهم، انتحر جندي قابلته دون علمه. لم تخبر الجندي بأنها مراسلة أو أن كاميرا خفية كانت تشتغل أثناء حديثها معه، على الرغم من أن صورته في الفيديو المنشور لمحادثتهم كانت غير واضحة. قال حينها مسؤولو الجيش الهندي إن أفعالها أدت مباشرة إلى وفاته، وأفاد موقع POYNTER  أن القصة لم تكن جديدة فالموضوع سبق وأن كشف وأن تصويرها لم يكن مبررا.  

هناك مبررات محدودة لاستخدام التصوير السري مثل أن يكشف التحقيق عن أمر خطيرا وضرر كبير يلحق بالمصلحة العامة يمكن للصحفي الاستقصائي اللجوء للتصوير السري بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة كرئيس التحرير

أشار  دليل الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية لإعداد التقارير السرية  إلى مجموعة أسئلة أخلاقية ينبغي طرحها عند إطلاق مشروع سري، وهي البدائل: هل التقارير السرية هي الطريقة الوحيدة للحصول على هذه القصة؟ أو ببساطة الأكثر ملاءمة، هل استنفدت معلومات المصدر المفتوح والوثائق العامة والمصادر البشرية وطرق أخرى، وتحليل التكلفة والعائد؟ هل القصة مهمة بما يكفي لتبرير الأساليب السرية وأي قضايا فوضوية محتملة، وتقييم المخاطر: هل حددت المخاطر المحتملة لفريقك وصاحب العمل ومصادرك بشكل كامل؟ قد يشمل ذلك التهديد الجسدي والعواقب القانونية، ولكنه يشمل أيضًا الضغط النفسي الشديد على أولئك الذين صوروا بشكل سري.

 

مخاوف قانونية 

تقول بروك كروجر في كتابها التقارير السرية: الحقيقة حول الخداع "هذا عمل مكلف ، فهو يربط الموظفين لأشهر متتالية، وهو مرهق، ويتطلب جميع أنواع التدقيق القانوني،  لذلك يجب أن تفكر بجد قبل القيام بشيء مثل هذا ".

عربيًا عندما نفحص ترتيب الدول العربية في مؤشرات حرية الصحافة كمؤشر "فريدوم هاوس"، و"مراسلون بلا حدود" نجد أنه لا توجد دولة عربية تقع ضمن مرتبة "حرة" فهي إما في مرتبة "حرة جزئيا" أو "غير حرة" وفي وقت تسن 124 دولة قوانين للحصول على المعلومات نجد منها ست دول عربية فقط وهذا مؤشر على نقص الضمانات القانونية والتي تجعل مهمة الصحفيين الاستقصائيين أصعب من نظرائهم في الدول الأخرى.

قد يترتب عن التصوير السري أثار أخلاقية قاسية كما حصل مع صحفية تعمل في موقع The Quint الهندي التي واجهت اتهامات جنائية، فبعد أن نشرت تحقيقا كشفت فيه أن الجنود الهنود يجبرون على أداء أعمال منزليّة لرؤسائهم، انتحر جندي قابلته دون علمه. لم تخبر الجندي بأنها مراسلة أو أن كاميرا خفية كانت تشتغل أثناء حديثها معه

يرى يحيى شقير، الصحفي والخبير في قوانين الإعلام أنه "في الدول الأوروبية والغربية عموما يكون استخدام الكاميرا السرية أقل خطورة من الدول العربية، ففي الأولى يُقبل استخدام الكاميرا السرية إذا كانت هناك مصلحة عامة public interest في ذلك ولو ارتُكبت مخالفة للقانون في الحالات الطبيعية، أما في الدول العربية حيث قد تتدخل السياسة بالقانون والتشريع فقد يُعاقب الصحفي بتهم مثل انتهاك الخصوصية أو "اغتيال الشخصية" كما هو الحال بشأن قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن لعام 2023 ".

ويضيف "تختلف الضوابط القانونية لاستخدام الكاميرا السرية من دولة لأخرى فمثلا استُحدث نص في قانون العقوبات الأردني يعاقب على استراق السمع والبصر حيث تنص المادة 348 مكررة: "يعاقب بناء على شكوى المتضرر بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر كل من خرق الحياة الخاصة للآخرين باستراق السمع أو البصر بأي وسيلة كانت بما في ذلك التسجيل الصوتي أو التقاط الصور أو استخدام المنظار، وتضاعف العقوبة في حال التكرار ".

ولكن إذا كان الأمر يتعلق بموظف عام خاصة من ذوي المراتب العليا أو بشخصية عامة أو ذي صفة نيابية هناك دول تعتبر ذلك مقبولا إذا تعلق التصوير بجريمة أو بعمل ذلك الشخص وليس لشخصه، لكن هناك دول تعتبر المس بذوي المراتب العليا أمرا غير مقبول، لذا رتبت عليه عقوبة أقسى، بحسب شقير.

أما عن العقوبات التي قد تلحق بالصحفي جراء عمله السري، يقول شقير" في الصحافة الاستقصائية لا يُتساهل مع الأخطاء ويجب أن يكون التحقيق كاملا مهنيا وأخلاقيا وقانونيا، ولأن الصحافة الاستقصائية بطبيعتها تتناول استغلال النفوذ والفساد والتربح غير المشروع للمتهمين فقد يستغل المتهم أخطاء الصحفي وتسرعه في الأحكام لتطهير نفسه إذا رفع قضية على الصحفي وكسبها،  من جهة أخرى قد تُستخدم الكاميرا السرية لتصوير وثائق سرية تضر بالأمن الوطني أو القومي فنكون هنا أمام مشكلة كبرى، وقد يواجه الصحفي غير المحترف عقوبات جزائية كحبسه أو تغريمه مع تعويض للشخص المتضرر أو عقوبات تأديبية أو تكميلية حسب قوانين الدولة التي يعمل بها".

في النهاية، تواجه التقارير السرية سمعة سيئة، تعود لأسباب عدة وفق دليل شبكة الصحافة الاستقصائية مثل المجازفة المتهورة من قبل غرف الأخبار، والإفراط في استخدامها في بعض البلدان، وإساءة استخدام التقنية من قبل الناشطين السياسيين، عوامل قللت من ثقة الجمهور في وسائل الإعلام، وجعلت منها أمرا غير مقبول بالرغم من إمكانية كشفها عن أمور خفية إذا استخدمت ضمن الضوابط التي أشرنا إليها سابقا.

 

المزيد من المقالات

لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

في الأردن كما في لبنان ما يزال الصحفيون الفريلانسرز يبحثون عن الاعترافيْن النقابي والقانوني. جيل جديد من الصحفيين إما متحررين من رقابة مؤسسات وسائل الإعلام أو اضطرتهم الظروف للعمل كمستقلين يجدون أنفسهم في مواجهة "حرس قديم" يريد تأميم المهنة.

بديعة الصوان, عماد المدولي نشرت في: 12 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024