قصص وتجارب حية لصحفيين اختاروا "الفريلانس"

استمع إلى المقالة

 

تميز لبنان تاريخيا في المنطقة العربية بحرية الصحافة وتنوعها، فاستقطبت الآلاف للعمل فيها، نتيجة الدور الذي لعبته بيروت كحِصْن للمثقفين والكتاب ولشتى أنماط النقاش السياسي والأيديولوجي.

لكن معظم الصحفيين/ات في الوقت الحالي يواجهون مشقات وتحديات كثيرة؛ تفاقمت بفعل الانهيار الاقتصادي الذي يعصف البلاد منذ خريف 2019 متغذيا بشدة الاستقطاب السياسي والطائفي ما ينعكس تلقائيا على المؤسسات الإعلامية المحلية بسبب تبعية معظمها لأطراف الصراع داخليا أو خارجيا.

وإذا كان هذا الواقع يمسّ بالأمان الوظيفي للعاملين والعاملات بالقطاع الإعلامي الذي تآكلت فيه قيمة الرواتب، وصار معظم موظفيه رهين حسابات وصراعات ممولي المؤسسات، كيف هو إذن حال الصحفيين والصحفيات الفريلانسرز؟

 

مظاهر القلق

المفارقة أن "انعدام" الأمان الوظيفي أضحى حالة عامة - وإن بدرجات متفاوتة - في بلد كلبنان يغيب عنه الاستقرار، وطبعته واحدة من أسوأ أزمات العالم بسمات الفقر وتفشي البطالة. ومع ذلك فإنه من أكثر البلدان العربية الخصبة لإنتاج القصص الصحفية، وعمل الصحفيين/ات.

بنظرة عامة على المؤسسات الصحفية في لبنان نلحظ أن أغلبها باتت تفضل التعاون مع صحفيين/ات فريلانس، تهربا من وطأة العقود الوظيفية وما يتبعها من التزام بقوانين العمل والالتزامات المالية والاجتماعية. لكن بعد أزمة 2019، أصبحت شريحة من الصحفيين الفريلانسرز، تحصر تعاونها مع مؤسسات إعلامية عربية وأجنبية، أي غير محلية، لضمان توفير دخل بالعملة الصعبة أولًا، وبهدف توسيع إطار التشبيك تعزيزا لخبراتهم، وأملا بإفساح المزيد من الفرص أمامهم ثانيا.

عمليا، لا تلحظ القوانين الناظمة للعمل الصحفي في لبنان شيئا عن الصحفيين الفريلانسرز وحقوقهم، حيث لا يستطيعون الانضواء داخل الجسم النقابي الرسمي لتحصين أنفسهم ولو ببطاقة صحفية، ما يضعهم بوضع هشّ، بلا حماية مؤسساتية. ولأن هؤلاء الصحفيين/ات لا يخضعون لقانون العمل اللبناني، وبالتالي لا يتمتعون بحق الاستفادة من صندوق الضمان الاجتماعي، ولا يحصلون على تعويض نهاية خدمة، ولا يستفيدون من أي تغطية مادية للاتصالات والمواصلات وطوارئ وحوادث العمل.

ومع ذلك يتأرجح العمل الصحفي الحر بين الإيجابيات والسلبيات. حيث يحظى الصحفيون/ات الفريلانسرز بهامش واسع من الحرية والاستقلالية بعملهم، تمكنهم من التشبيك والتعاون مع نطاق واسع من المؤسسات والجهات داخل وخارج بلدهم؛ كما يتحكمون ذاتيا بمكان وساعات العمل، ويرفضون شروط التعاون التي لا تناسبهم، إضافة إلى الاعتماد على مصادر دخل متعددة.

وهنا، نستعرض في مجلة الصحافة، مزايا وتحديات، ثلاثة أنماط من التجارب المتنوعة للعمل الصحفي الحر في لبنان، بمجالات الصحافة المكتوبة، والتدريب وصحافة الفيديو، والتصوير الصحفي. وذلك في مقابلات مع ثلاثة صحافيين يروون تجاربهم، وهم: المستشارة والعاملة في الصحافة المكتوبة رنا نجار، المصور الصحفي مروان طحطح، صحفية الفيديو والمدربة سارة حطيط.

 

سارة حطيط: "تجربة الفريلانسر بالنسبة لي عمل يومي بدوام كامل".

بدأت سارة عملها في الصحافة المكتوبة بشكل مستقل، من الكتابة في ملحق "شباب السفير" في 2015، ثم مع موقع جريدة "المدن"، وكذلك مع "الشرق الأوسط". وخلال عملها بصيغة فريلانسر، عملت أيضا موظفة في مؤسسة مهارات لمدة عامين بمجال الرصد الإعلامي وحرية الصحافة، ثم في "لادي" وهي جمعية معنية بمراقبة الانتخابات، لمدة تسعة أشهر كمسؤولة تواصل.

لكن سارة، سرعان ما انتقلت للعمل الحر بشكل كامل، وتقول: "تجربة الفريلانسر بالنسبة لي عمل يومي بدوام كامل". هذه النقلة بمسارها، كانت نتيجة تلقيها تدريبات عديدة حول صحافة الفيديو، وأهمها وفق ما تقول كان مع "دوتشي فيلي" لمدة سنة، أتاح لها فرصة التشبيك مع التلفزيون الألماني، وصارت تعد من لبنان تقارير مصورة بعدما اشترت كاميرتها الخاصة.

تعتبر سارة أن هذا التحول أتاح لها الفرص لتلقي العروض بتغطية مؤتمرات ومهرجانات خارجية حول صحافة الموبايل وتطوير المؤسسات الإعلامية، و"صرت أشعر أنني موظفة عند نفسي كصحفية ومدربة مستقلة".

وعند سؤالها عن الفرق بين الصحفي الحر والموظف، تجيب: "أجد أن العمل الحر منحني فرص استثنائية للتشبيك والتطور وبناء العلاقات مع مؤسسات عالمية، وكل يوم هناك شيء جديد أتعلمه لجهة القراءات وتحدي الذات، وتعلمت مهارة تنظيم الوقت بناء على المشاريع التي أستلمها والانضباط بجدول محدد". أما لو كانت موظفة، فـ"سأكون ضمن هيكلية العمل الإداري ومرتبطة بدوام محدد، وربما ستتقلص فرص تعلم مهارات جديدة بحكم الالتزام بمهامي بالمؤسسة".

لكن سارة، لا تغفل عن التحديات والمصاعب التي تواجهها، وفي طليعتها "عدم الاستقرار". وتشرح بالقول: "رغم ارتباطي بمشاريع معروفة ومجدولة، لكنني أبقى قلقة أن يكون هذا العام مثلا أقل بالعمل المرهون بتمويل المشاريع. كما أشعر بحاجة دائمة لوضع جدولي لسنة أو ستة أشهر على الأقل، لأضمن الاستمرارية بالعمل والمدخول".

وبعد أزمة تفشي فيروس كورونا، وبحسب تواصلها مع زملائها، وجدت سارة أن ثمة توجها كبيرا بمجتمع الصحفيين في لبنان للعمل الحر، "مما يعني أن المنافسة والتحدي أكبر".  

ومن أبرز نقاط الضعف بالعمل الحر بالنسبة لسارة، هو عدم الانضمام لجسم نقابي، وهي مسألة مهمة خلال العمل على الأرض، "لأن الصحفيين في لبنان معرضين للمخاطر والأزمات".
ومع ذلك، تجد أن مستقبلها مرتبط بتطوير عملها الحر بمجال التدريبات ومواكبة التطورات التكنولوجية، خصوصا مع انخراط الصحافة بمجال الذكاء الاصطناعي.

العمل الحر منحني فرص استثنائية للتشبيك والتطور وبناء العلاقات مع مؤسسات عالمية، وكل يوم هناك شيء جديد أتعلمه لجهة القراءات وتحدي الذات، وتعلمت مهارة تنظيم الوقت بناء على المشاريع التي أستلمها.

رنا نجار: عمل محكوم بالقلق

بدأت رنا نجار عملها الحر في الصحافة منذ كانت طالبة جامعية، وترى من تجربتها الممتدة على نحو عشرين عاما، أن المؤسسات عادة في لبنان، تتهرب من توظيف الصحفيين، حتى لا تتحمل ثمن حقوقهم من ضمان اجتماعي وصحي وأسري وبدل نقل، ولكي تكون غير مسؤولة مباشرة عن سلامتهم.

عملت رنا فريلانسر في جرائد وتلفزيونات ومع مواقع ومجلات عديدة، واختبرت أيضا تجربة التوظيف لمدة 12 سنة في جريدة الحياة، لكنها حاليا صحفية فريلانسر. تقول: "قبل نحو عشرين عاما، كان الصحفيون بلبنان يجدون أن العمل الحر هو توطئة لإثبات أنفسهم وكفاءتهم وطرح اسمهم بالسوق، أملًا بالحصول على وظيفة بمؤسسة إعلامية". لكن التوظيف بمعظم المؤسسات المحلية اللبنانية - برأي رنا - هو رهن التبعية لأحزاب ومجموعات معينة، "ما يفاقم العقبات أمام المستقلين الباحثين عن الاستقرار والأمان الوظيفي".

ترى رنا جانبا مشرقا لجهة امتلاك الفريلانسر هامش حرية واسع أكثر من الموظف، لجهة اختيار المواضيع والتحرك بلا دوام، "لكنها حرية مضبوطة ومقيدة أيضا بسياسة ومعايير وتوجه المؤسسة التي يراسلها أو يتعاون معها".

وتتحدث عن معضلة العلاقات بالعمل الحر. فـ"مثلًا، حين يتغير مسؤول أو مدير بمؤسسة يتعاون معها الفريلانسر، قد تنقطع العلاقة معه فجأة، كما أن التعاون معه غالبا ما يكون هشا بلا معايير واضحة متعلقة بالانتظام وقيمة البدل المادي الذي قد يخضع لمعايير نسبية، لأنه عمل بلا عقد، فيكون الصحفي هو الحلقة الأضعف، حتى عند نشوب خلاف مع أحد المسؤولين".

قبل نحو عشرين عاما، كان الصحفيون بلبنان يجدون أن العمل الحر هو توطئة لإثبات أنفسهم وكفاءتهم وطرح اسمهم بالسوق، أملًا بالحصول على وظيفة بمؤسسة إعلامية.

رنا التي تعمل أيضا مستشارة إعلامية لبعض المؤسسات الثقافية، وهي شغوفة بعملها الميداني، تجد نفسها عالقة بين خيارين: متعة البقاء حرة كصحفية فريلانسر، وأمل الحصول على وظيفة تناسب خبرتها الصحفية وتضمن لها حقوقها كالحصول على بطاقة صحفية وتغطية صحية واجتماعية، خصوصا أنها أم لطفلة صغيرة. وتقول: "المستقبل غامض ومليء بالتحديات، لكن الاستمرار بالعمل الصحفي، خياري الدائم والوحيد".

 

مروان طحطح: العمل الحر يحمي الصحفي من الكسل

يُعدّ مروان طحطح واحدا من أشهر المصورين الصحفيين في لبنان. ومنذ نحو 22 عاما، حمل كاميرته في بيروت، ووثق بعدستها أرشيفا غنيا للأحداث المؤلمة التي تشكل ذاكرة المدينة، كما يشتهر بتصوير الأحياء والطرقات ووجوه الناس.

ومنذ عام 2000  حتى 2019، عمل مروان كمصور صحفي موظف، بدءا من جريدة الشرق ثم انتقل لجريدة الأخبار. لكن منذ نحو ثلاث سنوات، يعمل مروان كمصور صحفي حر، ويجد نفسه مرتاحا أكثر بالعمل والوقت. ويقول: "كسرت مفهوم الدوام خلال وظيفتي في الأخبار، وهذه مسألة يجب أن تكسرها المؤسسات مع المصورين تحديدا؛ لأن مكانهم الفعلي هو في الشارع وبين الناس وليس بالمكتب، لكنني اخترت العمل الحر، لأضع نفسي أمام تحديات أحتاجها، فكسبت الرهان بدرجة عالية".

يُشبك مروان مع عدد من المؤسسات بشكل منتظم، مثل غيتي (Getty) و"مصدر عام" و"ميغافون" ووكالات عالمية، إضافة إلى استلامه مشاريع تصوير لمجلات ومؤسسات عديدة تعزيزا لخبراته ومدخوله. يقول: "وجدت أن الفريلانسر يحتاج دائما للتشبيك، خصوصا أنه لا يملك دخلا ثابتا نهاية كل شهر، بينما الراتب، يعزز شعور الأمان".

أما مهنيا، فيجد مروان بأن عمله مؤخرا كمصور صحفي حر، وسّع دائرة تجاربه، وساعده على تطوير نفسه والتحرر نسبيا من معضلة الضغط الذي يفرضه الحدث اليومي في لبنان. وكما قال زملاؤه، فهو يواجه حاليا مشكلة عدم امتلاك بطاقة صحفية، ولا أي شكل من أشكال التأمين الصحي والشخصي. ويضيء على المخاطر التي تواجه المصورين الصحفيين خلال الأحداث الساخنة بلبنان، حيث اشترى درعا لتوفير الحماية الذاتية حين ترك الوظيفة.

حين يتغير مسؤول أو مدير بمؤسسة يتعاون معها الفريلانسر، قد تنقطع العلاقة معه فجأة، كما أن التعاون معه غالبا ما يكون هشا بلا معايير واضحة متعلقة بالانتظام وقيمة البدل المادي الذي قد يخضع لمعايير نسبية.

يعتبر مروان أن العمل الحر يحمي الصحفي من الكسل، إذ يجبره على المتابعة والتعلم الدائم، "لأن استمرارية عمله مرتبطة بقدرته على إيجاد الزوايا والمواضيع لصوره أو قصته حتى يغذي بها المؤسسات التي يتعاون معها".  

سبق أن حصل مروان على شهادة بالتصوير الفوتوغرافي من فرنسا من الـ "École Nationale Supérieure de la Photographie" (المدرسة الوطنية العليا للتصوير الفوتوغرافي)، كما شارك بمعارض في لبنان وفرنسا وبرلين والعالم العربي. ويرى أن الصحفيين المصورين عموما أمام اختبار تطوير الذات، في ظل الثورة التكنولوجية، "لأنه هاجس يلاحقنا ولا يمكن البقاء على هامشه".

ورغم صعوبة الظروف التي يختبرها مع مختلف الصحفيين، يرغب مروان أن يحافظ على العمل الحر، "لأنني تأقلمت معه، ولمواصلة تطوير نفسي بالجوانب الفنية في التصوير الصحفي".

 

المزيد من المقالات

الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025