الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

يتمثل جوهر مفهوم العلوم الاجتماعية في أنها "مجموعة من العلوم التي تدرس الإنسان داخل المجتمع" بتعريف غراوتز (1). وانطلاقا من هذا المفهوم، فالصحافة تعد الممارسة المهنية الأقرب إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، طالما أن الباحثين والصحفيين يهدفون إلى معالجة ما يرتبط بالواقع الاجتماعي حسب بيير بورديو (2). وبما أن المجتمع بأبعاده المختلفة هو الموضوع الرئيسي لاشتغال الصحفي، فإن ذلك يفرض عليه الإلمام بخصوصياته ومسار تطوره وتشعب العلاقات بين مكوناته وبنياته. وهذا ما يستلزم امتلاك الصحفي لخلفية معرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، لأن غياب هذه الخلفية قد يفضي إلى معالجة صحفية سطحية للأحداث أو الأخبار التي يتناولها الصحفي، خصوصا في عصر الإعلام الرقمي وما يتميز به من إيقاع سريع لتداول الأخبار وانتشارها الواسع، وظهور أجناس صحفية جديدة مرتبطة بالفضاء الرقمي. ويضاف إلى ذلك السرعة والإيجاز في تقديم المعلومة مع إهمال الخلفية المعرفية المؤطرة لها، الشيء الذي يفسر الهواجس المرتبطة بحضور العلوم الإنسانية والاجتماعية في مسارات ومناهج التكوين الجديدة السريعة والمكثفة التي تقترحها مؤسسات التكوين لمواكبة هذا التحول الإعلامي السريع.

تعد الصحافة الممارسة المهنية الأقرب إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، طالما أن الباحثين والصحفيين يهدفون إلى معالجة ما يرتبط بالواقع الاجتماعي حسب بيير بورديو.

ورغم تقارب مجال الاشتغال بين الباحثين والصحفيين، فإن بوادر عدم الثقة بين الفريقين تظهر بين الفينة والأخرى، فبعض الأكاديميين يتوجسون من إساءة الصحفيين لاستعمال أدوات العلوم الإنسانية والاجتماعية (3) ومرد توجسهم هو الإكراهات المهنية والتقنية للمادة الصحفية التي لا تتيح حيزا مناسبا للتحليل والتفسير الذي تتطلبه هذه الحقول المعرفية. لكن هناك من يرى في نفس الوقت أن "المهننة" (العمل الآلي) المتزايدة للعمل الصحفي وعدم توظيف الصحفيين لأدوات العلوم الإنسانية والاجتماعية يفوت عليهم فرص إجراء مواد صحفية أكثر عمقا. ومن جهة أخرى، يحتاج الباحثون في العلوم الاجتماعية إلى الصحافة سواء كوسيط لنقل المعرفة الأكاديمية إلى الجمهور أو كمصدر للمعطيات لقياس مدى ملاءمتها للإطار المعرفي والنظريات التي ينتجها البحث الأكاديمي. وفي خضم هذا الجدل، ما زال التعاون بين الصحافة والعلوم الإنسانية والاجتماعية يتجلى في أجناس صحفية متعددة، وما زال الطلب قويا من طرف الصحفيين على الخبراء والباحثين لتحليل الظواهر الاجتماعية التي تعالجها الصحافة، نظرا لأن العلوم الإنسانية والاجتماعية توفر الإطار النظري الذي يقوم من خلاله الصحفي بإيجاد الخيط الناظم بين المعطيات التي يجمعها من الميدان، والوصول إلى تفسيرات منطقية مسنودة بالأسس العلمية، فالناس يرون العالم جزئيًا من خلال العدسات التي يقدمها لهم الصحفيون؛ ولذلك يجب أن تكون هذه العدسات فعالة بتعبير إيفان شوبين (4).

شغل هذا النقاش حيزا مهما في فرنسا؛ فقد انتقد فرانسوا روفان غياب تدريس العلوم الاجتماعية في شعبة الصحافة التابعة لمعهد الدراسات السياسية بباريس، وضعف تكوين الطلبة الصحفيين في الثقافة العامة وثقافة العالم الثالث والتحليل النفسي والمؤسسات السياسية الفرنسية، ودعا إلى توسيع الحيز المخصص للعلوم الاجتماعية في معاهد تكوين الصحافة والإعلام. وفي خطوة دالة، تم تعيين المؤرخ الفرنسي جان كلود ليسكور الذي زاوج بين البحث الأكاديمي والعمل الصحفي، على رأس مدرسة الصحافة التابعة لمعهد الدراسات السياسية بباريس سنة 1996، وانعكس هذا التعيين على طبيعة التكوين في المدرسة، حيث كان الطلبة يتلقون صباحا دروسا في الثقافة العامة، وفي المساء الدروس المهنية، فإذا تلقى الطلبة صباحا درسا في الاقتصاد، يجب عليهم في المساء كتابة مقال يتناول موضوعا اقتصاديا، وكان الهدف من هذه المنهجية استثمار مواضيع الدرس الأكاديمي في إنتاج المادة الصحفية. كما أن التكوين الأكاديمي حسب إريك نوفو مدير ماجستير الصحافة في معهد الدراسات السياسية في رين الفرنسية، يشكل حصنا يحمي مهنة الصحافة من تغول السوق والتحكم في الخطوط التحريرية لخدمة المصالح الخاصة، فتكوين الصحفيين في الإثنوغرفيا مثلا، يقوي لديهم حس الملاحظة ويجعلهم أكثر قدرة على الانغماس في بيئات اجتماعية بعيدة عن بيئاتهم حسب نوفو.

رغم تقارب مجال الاشتغال بين الباحثين والصحفيين، فإن بوادر عدم الثقة بين الفريقين تظهر بين الفينة والأخرى، فبعض الأكاديميين يتوجسون من إساءة الصحفيين لاستعمال أدوات العلوم الإنسانية والاجتماعية.

العلوم الإنسانية والاجتماعية وزوايا المعالجة الصحفية

تطرح أمام الصحفي مجموعة من الأحداث والوقائع والمعطيات التي تستدعي مواكبتها بنوع التحليل الذي يساعد على تقديمها في صيغة ملائمة تساعد على التحقيق الأمثل لأهداف العمل الصحفي؛ لذلك، فاختيار زاوية المعالجة المناسبة للخبر أو الحدث يكتسي أهمية كبرى، وقد تفضي زاوية المعالجة الخاطئة إلى إفراغ الخبر من مضمونه أو قد تؤدي إلى نتائج عكس تلك المنتظرة على مستوى التفاعل مع الخبر من طرف الجمهور، كما تتيح زاوية المعالجة أمام الصحفي مساحات لتطوير المادة الإعلامية وإدراجها في أجناس صحفية أكثر عمقا (الصحافة المتأنية، الفيلم الوثائقي...)، ويمكن إبراز أهمية تكوين الصحفي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية من خلال المستويات التالية:

-  تقوية الحدس الصحفي والقدرة على التقاط المواضيع النوعية

يقوم العمل الصحفي على التتبع المستمر والمواكبة الدقيقة لما يدور في المجتمع وتفاعلات أفراده، ويمكن للصحفي أن يكون عنصر رصد مهماً لبعض المؤشرات الدالة على حدوث تحول مجتمعي أو قيمي، أو على مستوى تمثل المجتمع لمواضيع وظواهر معينة، من خلال التقاطه للأحداث التي ينتج من خلالها مادة صحفية تثير انتباه الجمهور وحتى الباحثين لقضايا يمكن أن تخلق نقاشا مجتمعيا وأكاديميا مهما، وتساهم الخلفية المعرفية في تقوية حدس الصحفي وتطوير قدرته على الالتقاط.

- إدراك الحدود الفاصلة بين الحقول المعرفية المنتمية للعلوم الاجتماعية والإنسانية

تفرض بعض الأجناس الصحفية مثل التحقيقات أو الوثائقيات، تأطير الموضوع ضمن حقل معرفي معين، حتى يتمكن الصحفي من تحديد الإشكاليات المرتبطة به أو بالظاهرة المعالجة، وكذلك امتداداتها التي يمكن أن تضمن للمادة الصحفية مساحة أوسع للاشتغال والانتشار؛ ذلك أن   إعداد مادة صحفية حول طقوس وعادات مجموعة بشرية معينة ليس بالضرورة أن تخضع للمحدد الإثنوغرافي لوحده، بل يمكن أن يكون للاقتصاد والمناخ دور في طبيعة العادات السائدة، وهو ما يجعل إدراك الصحفي لخطوط التماس بين الحقول المعرفية أهمية كبرى في وضع هندسة المادة الصحفية وتناولها للظاهرة أو الموضوع من الزوايا التي تحقق أكبر قدر من الاستيعاب والنقاش في صفوف الجمهور العام والمتخصص (الباحثون). وهذا الإدراك لحدود كل حقل معرفي وطبيعته، يمكن للصحفي أن يكتسبه من خلال تلقيه لمستوى معين من التكوين الأكاديمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.

- التوظيف الصحيح للمفردات والمفاهيم في المادة الصحفية

يمكن أن يكون للمادة الصحفية وقع سلبي جدا على المجتمع أو بعض فئاته إذا لم يضع الصحفي أهمية المفردات والمفاهيم المستعملة في الحسبان، في المجتمعات التعددية على سبيل المثال (الطائفية، الإثنية، اللغوية...)، قد يتسبب استخدام كلمة في الوصف أو التحليل في رفع منسوب التوتر بين المنبر الإعلامي الذي ينتمي إليه الصحفي والمجموعة البشرية المتضررة من توظيف المفهوم أو الكلمة، أو يتسبب أيضا في ترسيخ تمثل معين مناف للأخلاق العامة أو ثوابت فئة مجتمعية معينة أو حتى ثوابت الدولة في حالة تطرق الصحفي لقضايا ذات "أولوية وطنية". إن إدراك وتمييز المفردات والمفاهيم ومدى ملاءمتها ومراعاتها لخصوصيات الفئة المستهدفة من المادة الصحفية، رهين بمدى تمكّن الصحفي من خلفية معرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتي تمكنه من تمييز المفاهيم والمفردات، وإدراك تأثيرها وتساعده على حسن استخدامها، وبالتالي ضمان تمرير الرسالة الإعلامية دون أن تكون لها تداعيات تفضي إلى نتائج عكسية لتلك المتوخاة من المادة الصحفية.

- إدراك خصوصيات المجموعات البشرية خلال إنجاز المادة الصحفية

بالموازاة مع الزخم الكبير للمواد الإعلامية المتعلقة بتداعيات زلزال الحوز في المغرب على سبيل المثال، أثير نقاش آخر حول التجاوزات التي طالت أخلاقيات المهنة في المواد الإعلامية المنشورة، واتضح مرة أخرى أن بعض المواد الصحفية تحيل على غياب حد أدنى من الإلمام بخصوصيات المنطقة. كما تبين بأن خلفية بعض الصحفيين المعرفية قليلة إن لم تكن منعدمة فيما يتعلق بإدراك الفوارق والخصوصيات بين المجتمعات البشرية، مع العلم بأن هناك العديد من الدراسات والمؤلفات حول تاريخ المنطقة وأعرافها وتقاليدها، خصوصا الدراسات المونوغرافية. ليس المطلوب من الصحفي أن يكون على اطلاع سابق بمضامين هذه المؤلفات، لكن من الناحية المنهجية يجب أن يبادر إلى التسلح والاستعانة بهذه الدراسات خلال وضع خطته الصحفية للتدخل في المنطقة؛ لأنها ستساعده على إنجاز مواد نوعية دون الإخلال بالاحترام الواجب لأعراف المنطقة وتقاليدها، وتناول القضايا التي تكرس دور الإعلام الحقيقي على مستوى مساعدة أفراد المجتمع وتسليط الضوء على مشاكله الحقيقية.

- وضع الأحداث والظواهر في سياقاتها الصحيحة

إن قدرة الصحفي على وضع الأحداث أو المعطيات في سياقاتها العامة أو ربطها ببنيات معينة (تاريخية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، سياسية... إلخ)، مرتبطة بمدى تمكنه المعرفي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ فهناك العديد من المواضيع التي تقتضي وضعها في سياقاتها المناسبة، مثل الجذور التاريخية للنزاعات القبلية أو الدولية، أو الصراع حول الموارد الطبيعية، أو حركة واستقرار المجموعات البشرية وعلاقتها بالتهيئة الحضرية وقوانين التعمير.... فخبر نزاع بسيط بين شخصين أو مجموعة أشخاص حول قطعة أرض فلاحية في منطقة نائية حول من له أحقية في رعي أغنامه بها، هو حدث يبدو ظاهريا عاديا، ولا يخرج عما يمكن أن يحدث يوميا من نزاعات مماثلة، لكن محاولة مقاربة الحدث من زوايا متعددة، يمكن أن يفضي إلى فتح نقاش حول الأعراف القبلية المرتبطة باستغلال المجالات الرعوية المماثلة التي قد تكون سببا في صراعات قبلية طاحنة تنتج عنها تمثلات وأعراف تمتد إلى باقي المجالات الأخرى المرتبطة بالمصاهرة والشرف، وتصل حد التأثير في نتائج الانتخابات وتحديد اتجاهات التصويت في تلك المناطق.

- التوظيف الجيد للمتدخلين في تحليل الموضوع الصحفي

من المهم أن يواكب الخبر أو الحدث أو الظاهرة التي يتناولها الصحفي نوع من التحليل الذي يساعد على تقريب المادة من الجمهور، وقد يساهم في صياغة هذا الأخير لموقف معين من الظاهرة، ويقتضي هذا التحليل أحيانا متدخلين محددين. وهنا تؤدي الخلفية المعرفية للصحفي دورا مهما في إدراكه لطبيعة التصنيف الذي يمكن أن يندرج فيه موضوع اشتغاله، أو يساعده على تقديم زوايا تحليل جديدة لموضوع متداول. إن الملاحظة الأساسية في هذا الصدد، هو ذلك التنميط الذي يتحكم في إعداد المادة التحليلية؛ حيث يتم اللجوء – غالبا - إلى حقل معرفي معين لتحليل العديد من الأحداث والأخبار؛ إذ تحتل العلوم السياسية حيزا واسعا من البرامج أو المواد التحليلية الخاصة بأخبار الدولة ومؤسساتها والتشريع وغير ذلك مما يرتبط بها، وأصبحت صفة "محلل سياسي" مهيمنة على الخبراء الذين يستضافون أو يُستعان بهم، في حين أن المتخصصين في حقول معرفية أخرى تنتمي للعلوم الاجتماعية (مؤرخون، باحثون في علم الاجتماع...)، يمكن أن تكون لهم إسهامات تحليلية أكثر عمقا وتحمل أكثر التفسيرات دقة، لكن الافتقار إلى خلفية معرفية وتكوين أساس في مجال العلوم الاجتماعية قد يخفي زوايا تحليل مثل هذه عن الصحفي، ويفوت على الجمهور فرص الاستفادة من إدراك أعماق لطبيعة الموضوع.

- الإلمام بتقنيات البحث البيبليوغرافي

 كل خبر أو حدث أو ظاهرة أو موضوع يتناوله الصحفي، لابد أن يكون مؤطرا بحقل معرفي معين، سواء تعلق الأمر بالمجتمع أو الثقافة أو السياسية أو الاقتصاد وغيرها من المجالات، وخلال إعداد المادة الصحفية قد يحتاج الصحفي معطيات تستوجب العودة إلى مراجع معينة، وهنا ينبغي استحضار بعض المحاذير المرتبطة بالمادة المصدرية، فكما يجب على الصحفي أن يكون دقيقا في اختيار مصادر خبره ومعطياته الصحفية، عليه أن يكون كذلك فيما يتعلق بالمعلومات ذات الطابع الأكاديمي، وأن يكون على دراية بتقنيات البحث البيبليوغرافي التي تتيح له اختيار عناوين المراجع الرصينة ضمانا لمصداقية ما يعزز به مادته الصحفية. من جهة أخرى، فإن تمكن الصحفي من معرفة تقنيات البحث البيبليوغرافي قد يوفر له وقتا ثمينا بالوصول في أسرع وقت إلى المرجع المناسب، خصوصا وأن الاستعجال يكون مطلوبا في إعداد بعض المواد الصحفية، خاصة إذا أخذنا بعين الحسبان أن تقنيات ومناهج البحث البيبليوغرافي من صميم تكوين الباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية، فإن تلقي الصحفيين تدريبا في هذا الصدد قد يساعد كثيرا في إعداد المادة الصحفية ويرفع جودتها.

يمكن أن يكون للمادة الصحفية وقع سلبي جدا على المجتمع أو بعض فئاته إذا لم يضع الصحفي أهمية المفردات والمفاهيم المستعملة في الحسبان ، في المجتمعات التعددية على سبيل المثال (الطائفية، الإثنية، اللغوية...).

خلاصة

إذا كان التطور التكنولوجي قد أتاح للصحافة آليات اشتغال جديدة وفرت لها مساحات أوسع للتأثير ونقل المعلومات والتفاعل بشكل أسرع مع الأحداث، فإن هذا التطور لا يجب أن يجرد الصحفي من جوهره الإنساني وأدواره التوعوية والتثقيفية التي تقتضي منه أن يكون على قدر من الوعي بالقضايا والمواضيع التي يشتغل عليها، وهو وعي لا يمكن للتقنية وحدها أن تساعده على اكتسابه، بقدر ما يجب أن يسعى إلى امتلاك خلفية معرفية تتيح له أن يجعل التقنية في خدمة قيم الصحافة، عوض أن يتحول الصحفي في عصر الصحافة الرقمية إلى مجرد آلية خوارزمية في خدمة التقنية.

 

المراجع:

(1) Madeleine Grawitz, Méthodes des sciences sociales, Paris: Dalloz, 2000

(2)  Bourdieu Pierre, Sur la télévision suivie de L’emprise du journalisme, Paris, Liber, 1996.

(3) Neveu Erik, Sociologie du journalisme, Paris, La Découverte, 2019.

(4) Ivan Chupin, Sciences sociales et formations en journalisme: émergence d'un nouvel enjeu de distinction, Dans Questions de communication, 2, 2009, n16, pages 45 à 70

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024