حققت الصحفية الأردنية منذ بداية مسيرتها العملية اختراقا مهنيا فارقا في مجالات متنوعة، وإن لم يخرج بعضها "شكلا" عن سياق القضايا الجندرية الخاصة بالمرأة والطفولة والتعليم، لكن تميّزها أيضا في الحقول الصعبة وتولي المناصب العليا كسر حاجز التوقعات، قياسا بالمدة الزمنية التي شهدت تكاثرا لوسائل الإعلام على اختلافها.
تشخيص حالة الصحفية الأردنية لا ينفصل عن انعكاسات بيئة مجتمعية "ذكورية" تتعامل بحذر مع المرأة الصحفية، وتُقصيها عن استلام مواقع القرار، أو رسم السياسات في المؤسسات الإعلامية، إلا في حالاتٍ اعتُبر وصولها بالفعل علامة فارقة بجهود ذاتية لم يكن للصحفي (الرجل) فضل فيها غالبا، وإن كانت لا تزال أقل من الطموح.
وفي المؤسسات الأردنية الصحفية والإعلامية الرئيسية، تولت عدة صحفيات مواقع قيادية بجهود مضنية، رغم تفاوت نسبة الانتساب في سجلات نقابة الصحفيين الأردنيين مقارنة بالصحفيين الرجال، إذ لا تزال تقارب ربع الهيئة العامة، وبواقع 260 صحفية وإعلامية من أًصل 1229 مسجلات للعام 2017، وحتى تاريخ كتابة التقرير.
وعلى مستوى تمثيل الصحفيات في عضوية مجالس نقابة الصحفيين، فقد عكس حضورا مخيّبا لا ينسجم مع حجم انتساب الصحفيات بالحد الأدنى، وذلك على مدار 29 مجلسا تم انتخابهم منذ العام 1953، حتى الدورة الحالية التي تنتهي في أبريل/نيسان 2017.
فوفقا لأرقام نقابة الصحفيين الأردنيين على موقعها الرسمي، لم تصل إلى عضوية المجالس سوى ثماني صحفيات، ولم تستطع الصحفية الأردنية زيادة نسبة تمثيلها عن صحفية واحدة في المجلس الذي يضم 11 عضوا بمن فيهم النقيب، كما لم يسبق لأي صحفية الترشح لموقع النقيب.
في مواقع صحفية بارزة
داخليا وخلال عشرين عاما، ترأست عدة سيدات مؤسَّسات صحفية كبرى، في مقدمتهن رنا الصباغ في يومية "جوردان تايمز" الناطقة بالإنجليزية، وتشغل اليوم موقع المديرة التنفيذية لشبكة "أريج" للتحقيقات الاستقصائية العربية، وجنيفر حمارنة التي ترأست تحرير جوردان تايمز" أيضا بين عامي 2002 و2007، وجمانة غنيمات أول رئيسة تحرير ليومية "الغد" الأردنية، إضافة إلى مها الشريف التي ترأست تحرير أسبوعية "ذا ستار" الناطقة بالإنجليزية، وبيان التل التي شغلت منصب المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون عام 2010 لفترة وجيزة.