المدقق اللغوي.. شرطي النصوص

قبل 23 عاما، حملت قلما أحمر للمرة الأولى، وبدأت أمرّره على أوراق بيضاء، عليها أخبار ومقالات وتقارير، لأتسقّط أخطاء المنضّدين وعيوب الصحفيين ومزالق الكتّاب المكرّسين.

كنا في الجامعة، وأمامنا ساعتان قبل أن تبدأ المحاضرة التالية. طلب مني صديقي أن أرافقه إلى جريدة تحت التأسيس طلبت موظفين في مختلف الحقول. تقدم يومها للعمل في قسم الكاريكاتير. عبّأ الطلب، وأرفق بعض رسوماته، وانتهى الأمر.

قبل أن نخرج، التفت إليّ وقال: عبّئ طلبًا. لن تخسر شيئًا.

سألت موظفًا هناك عن الوظائف المتاحة، فعدّدها وقال ضمن ما قال: "مدقق لغوي".

كان الوصف لطيفًا. عبأت الطلب، وقدّم لي الموظف قصاصة ورق، وقال إن فيها أخطاء، وعليّ أن أكتشفها.

مرّر القصاصة لرئيس التحرير، فاستدعاني، وقال: الليلة تتسلّم عملك مدققا لغويًّا تحت التدريب.

صرت مدقّقًا بالصدفة، ولم يستدعوا صاحبي. كان الحدث يشبه كاريكاتيرًا لم ينجح صاحبي في رسمه وتمريره ضمن طلب التوظيف.

23 عامًا وأنا جالس إلى المنضدة ذاتها. استبدلت "الكيبورد" بالقلم الأحمر. وما زلت أتسقّط الأخطاء.

 صراع دائم

في قاعات التحرير، زاوية صغيرة يجلس فيها مدققون لغويون، يطلّون على قاعة فسيحة فيها محررون، يمرر هؤلاء لأولئك مواد المراسلين والكتاب، ليمرّوا عليها ويصححوا ما فيها من أخطاء، لتصير جاهزة للنشر.

وثمة صراع دائم بين الطرفين، كلٌّ يدعي وصلاً بالمنتج النهائي، وهو يتكئ على الطرفين معًا.

المحرّرون يرون أن للمعنى القدح المعلى. بينما يرى المدققون أن للغة قصب السبق. كان جدلاً بيزنطيًّا، ولم يكن يحسمه إلا قارئ فطن، يريد معنى عاليًا بلغة أنيقة، وبلا أخطاء.

كان الوعاء النهائي خليطًا من مكونات يجب أن تكون متناسقة، من معانٍ ينتظرها القراء، ومن بهارات لغوية تجعل الطعم لذيذًا، لا ملح زائدًا فيه.

كمدقق حديث العهد، كنت أدافع عن مهنتي بشراسة، وأجادل المحررين بلا تعب، إلى أن أدركت الخلطة الصحيحة:

الصورة الجميلة من المعاني، تحتاج إلى إطار مناسب من اللغة.

الوجه المليح يحتاج إلى ما يلائمه من "المكياج"، كي يبدو أخّاذًا.

المعنى واللغة، قطار يعرف وجهته، على سكة حديد لا عوج فيها ولا كسر.

لا علوّ لكعب المعنى على اللغة، ولا للغة على المعنى، هما صنوان في عالم الكتابة، يكمل أحدهما الآخر، وينقص أحدهما بغياب الآخر.

إن المدقق شرطي سير، يحافظ على مرور الكلمات بسهولة، محافظًا على المسافات بينها لئلا تصطدم، ولا يتدخل في هذه الحركة إلا بمقدار ما يمكن أن يمنع وقوع حادث، أو ليخالف سيارة ذرعت الشارع عكس السير.

أما المحرر، فمخطِّط المدن، يعدل الشوارع واتجاه السير، لتكون الحركة العامة طبيعية.

المدقق هو النحل الذي يجمع رحيق أزهار النصوص ويأتي به للملكة- المحرر، كي ينتج القفير أجود العسل.

المدقق هو الجندي في أرض المعركة، يتنقل بين جثث الكلام وألغام الكتّاب، ويقتحم بيوت الشعر ليعتقل علامات إعراب احتلتها عنوة، وطردت ساكنيها.

كاتب المقال خلال عمله في جامعة بيرزيت عام 2014.
كاتب المقال خلال عمله في جامعة بيرزيت عام 2014.

 مهنة الرقابة على اللغة

لم تكن مهنة "التدقيق اللغوي" موجودة عندما كانت ألسنة الناس مضبوطة على إيقاع لا ينشز. ولعل الشعراء كانوا ضحايا لعسف اللغويين وذوي السليقة البكر، فعاب عليهم خصومهم والنقاد أي خطأ وقعوا فيه.

ولما اختلطت الأنساب، ودخل كثير من الأعاجم في مجتمعات لا تلحن، توترت اللغة، وتوترت المعاني، وبلغ الإسفاف فالانحطاط، الدرك الأسفل، فتنشط اللغويون وأصحاب القواعد.

وقد كانت دور النشر الوازنة تمتنع عن نشر حرف واحد دون أن يمرّ على لجنة للمحتوى، ثم على ضابط إيقاع اللغة.

كانت هذه الدور تحرص على اللغة، حرصها على المعاني التي تضمّها دفتا الكتاب الذي تصدره.

هل أقول إن محمود درويش، كان يمرر ما يكتبه على من يثق بلغتهم من خاصته؟ لم يكن يفعل ذلك لضعفه، لكنه لم يرد أن ينقل أحد عنه خطأ، وكان يدرك أن واحدنا قد لا يدرك خطأه، لأن وعيه منصبّ على المعنى أولاً وأخيرًا.

سأقول، وأجري على الله، إنه رغم كل الجهود التي كانت تبذل في هذا المجال، فإن معظم الكتب -وأتجنب قول "كل الكتب" خشية الشطط- فيها أخطاء عابرة، وإن اختلفت مستوياتها، وأتحدث عن أمهات الكتب هنا، ومنها دواوين كبار الشعراء.

الفعل البشري قاصر عن الكمال، على أن هذا لا يعني النكوص عن السعي إليه.

ما الذي يحتاجه من امتهنوا الكتابة كحرفة؟

أن يكونوا قادرين على كتابة فكرة ما، ولو عن طبخة شعبية، بشكل واضح وسليم، أو بالحد الأدنى من الأخطاء. وهذا ما نتوقعه ممن امتهنوا الكتابة كحرفة، في الصحافة أو الشعر أو الرواية أو القصة، أو حتى النص، ككائن فضائي لفظته صنوف الكتابة، واحتضنته منصات التواصل الاجتماعي.

اللغة عند هؤلاء هي ميزان الماء عند "البلّيط"، وهي المنشار عند "النجّار"، وهي الفرشاة عند "الدهّان". إنها الأداة التي لا يصلح أن يمارس أيٌّ كان مهنته دون التمكن منها.

ما حاجتي ببلّيط يعتمد على عينه، فيدمر أرضية البيت؟ وما حاجتي بنجّار ينشر خشب السرير بميل فاضح؟ وما حاجتي بدهّان يقف أمام الحائط ويعطي توصيفًا للجمال الذي يتوقع أن يكونه بعد أن يلطخه بسوء فعله؟

اللغة هنا ليست هامشًا.

 وصف وظيفي

أن تكون مدققًا لغويًّا؛ يعني أن ترمي المثل القائل: "من راقب الناس مات همًّا" في أقرب حاوية، فمتعتك الأثيرة مراقبة الناس، وأن تنتصر لسيبويه على الخليل بن أحمد، وتقول لشاعر كبير فذّ، إن ضرورات الوزن لا تتيح له كسر كل القواعد، فثمة خطأ لا يمر، ولا تتيحه له الضرورات العبقرية، وأن تطلّ من شرفة لغتك على كتاب المقالات والمراسلين والمحررين في الصحيفة، وتبتسم بمكر، وتقول في سرّك: اكتبوا ما شئتم، فإن خراجكم آتٍ إليّ.

أن تكون مدققًا لغويًّا يعني ألا تستوعب كلمة من خطبة الجمعة، فقد استخدمت أصابع المصلين كلِّهم وأنت تعدّ أخطاء الخطيب الذي كان يتحدث عن الإعجاز اللغوي في القرآن.

 مساوئ "التدقيق"

في "التدقيق اللغوي"، يتفلّت المعنى من بين يديك بينما أنت تتسقّط الأخطاء.

والعمل في التدقيق يجبرك على قراءة ما لا تهوى، فبينما أنت مع امرئ القيس في غزله بالحبلى والمرضِع، يقطع استمتاعك تدقيق كتاب عن فوائد الرضاعة الطبيعية. وبينما أنت منغمس في معارك جرير والفرزدق، يأتيك كتاب تدققه عن فن الصمت!

تتلبّسك في بدايات عملك حالة هوس بالأخطاء. وتبحث عنها بلا تعب؛ في ورقة الجريدة تحت الطعام، وفي لافتة محل الأحذية، وعلى ورقة إعلان على عمود كهرباء عن رجل مسنّ خرج ولم يعد. وقد حالت الأخطاء الهائلة دون أن تفكر بمد يد العون لهؤلاء.

ستذهب إلى الكتب العتيقة، وترتمي الأخطاء تحت عينيك دون جهد، فمن ديوان الشوقيات، إلى شرح ألفية ابن مالك، إلى الأعمال الكاملة لمحمود درويش.

مرة، اتصلت بي ناشرة دققت لها قصة، وقالت: "هل يمكن أن تأتي "المساء" منصوبة هنا: "في المساء، جاء الغريب مرة أخرى"؟ فقلت لها: كلا كلا. فقالت لي: هاك القصة التي دققتها: وردت هكذا. طلبت منها كل النسخ كي أصحّحها بيدي. أحسست بثقل المسؤولية عن أطفال سيرونها ويحفظونها، وسأتحمّل وزر تعطيل حرف يجرّ فيلاً، لا مجرد مساء سيعود فيه غريب ليسرق دجاجات السيدة العجوز ويهرب.

 شهادة مزاولة مهنة

في عام 2015، قدم الإعلامي عارف حجاوي دورة في "الكفاءة النحوية وضبط النص"، في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت الفلسطينية. وقد كررها عدة مرات، آخرها قبل شهر من الآن. وهي تشهد إقبالاً لافتًا. واللافت أيضًا شيء آخر.

لقد أعد حجاوي امتحانًا يقدمه من يشاء من المتدربين، يحصل من ينجح فيه على شهادة تقول إن حاملها مؤهل للعمل مدققًا لغويًّا.

حجاوي الذي أصدر أربعة كتب في النحو، استهدف فيها الإعلاميين، عمل مدققًا، وهو يمقت في هذه الوظيفة الرتابة، لكن ما صبّره عليها "لذة تسقّط أخطاء الآخرين، والهيبة التي يملكها من يملك صحة اللغة بإزاء من لا يملكها"، كما يقول.

ويقدم حجاوي، الذي عمل عقودًا في مؤسسات إعلامية كبرى، كالبي بي سي والجزيرة، مواصفات للمدقق اللغوي الجيد، فيقول إنه "من يملك سعة المعرفة لكي يرسم خطًّا واضحًا بين الخطأ الشائع الذي جعلته الألسن من الصحيح المقبول، وبين الخطأ الشائع المرذول، وسعة الخلق لكي يصحّح للناس أخطاءهم دون أن يفرك في أعينهم قرن فلفل. وأن يتحلى بصفة التواضع، الذي يساعد المدقق في معالجة نصوص ضعيفة المضمون بحسب رأيه. لكن تواضعه يجعله يحدث نفسه بأنه ربما كان للكاتب منطق آخر".

الإعلامي عارف حجاوي (يسار) من أبرز المدققين اللغويين، عمل في أكثر من وسيلة إعلامية. والصورة خلال دورة تدريبية يعطيها في معهد الجزيرة للإعلام، الدوحة – قطر.
الإعلامي عارف حجاوي (يسار) من أبرز المدققين اللغويين، عمل في أكثر من وسيلة إعلامية. والصورة خلال دورة تدريبية يعطيها في معهد الجزيرة للإعلام، الدوحة – قطر.

 حدود التدخل

والمدقق اللغوي يناور في منطقة واضحة الحدود، فهو ضابط الإيقاع اللغوي والإملائي والمطبعي. أما الصياغة، فليست ضمن وصفه الوظيفي.

إلا أن المدقق اللغوي منذ عشرين عامًا إياد الرجوب، الذي عمل في صحف فلسطينية ورقية مختلفة، ونشرات إلكترونية، وفي تدقيق عشرات الكتب ورسائل الماجستير والدكتوراة؛ يرى أن حدوده أكبر.

يقول الرجوب: "أحيانًا، تصطدم بنصوص لا يعي أصحابها المفهوم الحقيقي للمدقق اللغوي، ويعتقدون بينهم وبين أنفسهم أنهم –من خلال صفّ الكلمات في السطور- قد أصبحوا كُتابًا أو ربما أدباء، ويلقون إليك بنصوصهم لتدقيقها، فتجد أنها عبارة عن فوضى تعبيرية لغوية وأدبية وحتى إملائية، فتضطر –احترامًا لذاتك- إلى الخروج من هذه الفوضى بنصٍّ يليق بك وبمكانتك أنت كمدقق لغوي، لتكون النتيجة نصًّا محترمًا ينشر باسم صاحبه على أنه كاتب أو أديب مرموق دون أي شكر أو حتى ذكر للمدقق اللغوي".

ويدين الرجوب لهذه المهنة بأنها "تخلق إنسانًا يقِظًا يلتفت لأمور دقيقة في العمل والحياة يمر عنها الآخرون مرور الكرام، مع أنها تكون أحيانًا مفصلية وحاسمة".

 بين الانقراض والازدهار

الإعلامي حجاوي يرى أن مهنة المدقق اللغوي "ستزول عندما يزول الإعراب عن اللغة. وهذا سيحدث بعد عقود".

أما المدقق الرجوب، فيرى أن "الاهتمام بالتدقيق اللغوي قبل 20 عامًا كان أقل بكثير مما هو عليه الآن، فالمهنة في تقدم وزيادة اهتمام واحترام، لا في زوال".

أما محسوبكم، فأقف على الأعراف بين الرأيين، فإلى أن تزول بعد عقود، ستظل تحظى بالاحترام، وسأظل أعمل فيها، حزينًا على حال اللغة، سعيدًا بتسقّط الأخطاء، وفرحًا بالرزق الذي كان مكتوبًا ومقدرًا، وكنت أحتاج إلى صدفة فقط، قبل 23 عامًا، كي أصير مدققًا لغويًّا.

المزيد من المقالات

عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023