كيف يوظف إعلام الاحتلال الصحافة الفلسطينية لخدمته؟   

 

لم يدع الاحتلال الإسرائيلي أسلوباً إلا واستخدمته في حربه ضد الفلسطينيين، ولم يكن ميدان الإعلام بعيداً عن هذه الحرب، حيث وظف كافة وسائله الإعلامية في شيطنة الفلسطينيين ووسمهم بالإرهاب وممارسة دعاية واسعة ضدهم من خلال إعلامها الناطق باللغات الأجنبية. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تجاوزه إلى أن استخدم محتوى الإعلام الفلسطيني كوسيلة للهجوم على الفلسطينيين، عبر نقل هذا المحتوى بالشكل الذي يريده.

 

النقل عن الإعلام العبري

باتت الصحافة العبرية أهم المصادر الصحفية لوسائل الإعلام الفلسطينية في ما يخص الصراع مع الاحتلال. ولعل أوضح الأمثلة على أنماط النقل عن الإعلام العبري، الذي يخدم الدعاية الإسرائيلية، هي التكهنات باندلاع حروب، وخطوات (تخفيف أو تشديد) الحصار المفروض على غزة، وكذلك مستجدات التهدئة وغيرها من القضايا التي تمس الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني.

ويشكل الخبر منذ نشره على المواقع العبرية مادة دسمة تستوجب نشرها في جميع وسائل الإعلام الفلسطينية، وتبنى عليها تحليلات وتوقعات وحتى تعليقات من سياسيين وصناع قرار، دون الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الأخبار والمعلومات صادرة عن إعلام العدو، دون أية معايير أو رقابة؛ الأمر الذي يساهم في إيصال الدعاية الإسرائيلية إلى كل بيت ومواطن بواسطة وسائل إعلام فلسطينية.  

يظهر هذا النقل جليّاً من خلال احتواء معظم المواقع الفلسطينية الإخبارية، لزاوية للترجمات والأخبار الواردة في إعلام العدو، حيث تأتي هذه الأخبار في إطار المصادر الرسمية، ويتم التعاطي مع هذه الأخبار بمصداقية عالية، وتنتشر على نطاق واسع دون وجود رقابة على المحتوى المنشور.     

 

ارتباط بالمؤسسة العسكرية والأمنية

تعليقاً على هذا الموضوع، يقول الدكتور المتخصص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة إن إعلام العدو مرتبط بالمؤسسة الأمنية والعسكرية في الكيان، ويوجد عدد من الإعلاميين الكبار كانوا يشغلون مناصب في أجهزة الأمن والمخابرات العسكرية "أمان"، بالإضافة إلى ارتباط معظم المؤسسات الإعلامية بالمكتب العسكري لرئاسة الأركان، عدا عن هيئة الرقابة العسكرية التي تراجع كافة المحتويات الأمنية والعسكرية المراد نشرها.

ويضيف أن "إعلام العدو بات جزءاً من المؤسسة الرسمية، مع هامش حركة وحرية في ما يتعلق بالداخل الإسرائيلي، حيث أن هذا الإعلام له الحرية في تناول شؤون البلاد والحكم بشكل حر، ولكن عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية والقضايا الأمنية، تصبح وسائل الإعلام أداة في يد القيادة السياسية والعسكرية"، على حد تعبيره.     

 

حرب نفسية

ويلفت أبو زايدة الانتباه إلى أن الهيئات المعنية كجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" وجهاز "أمان" والمكاتب العسكرية تقوم بتسريب معلومات وشائعات تجاه الشعب الفلسطيني ضمن خطط ممنهجة للحرب النفسية، مشيراً إلى أنه لا يصدر أي شيء يتعلق بهذه القضايا إلا من خلال السماح بنشره عبر الهيئات الأمنية الرقابية.

ويقول "من العبث اعتبار المؤسسة الإعلامية منفصلة عن السياق العام الإسرائيلي الرسمي، وهو الذي يسير بخطوات واضحة في سياق حرب ضد الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن العمل الإعلامي الموجه ضد الشعب الفلسطيني يكون منسقاً ومدروساً بشكل دقيق، ويعد محتواه بواسطة خبراء في الرأي العام و علم النفس.    

وبحسب أبو زايدة فإنه و"خلال فترات متباعدة، تخرج تصريحات بأن جيش الاحتلال أعطى الضوء الأخضر لشن حرب وأن هناك مناورات تحاكي حرب شاملة في غزة، مع ذكر تفاصيل وسيناريوهات متعددة، يتم تطعميها بتصريحات رسمية من كبار الجنرالات في الجيش؛ لتكسب زخماً ومصداقية ويزداد تداولها وتأثيرها على الرأي العام، وهو ما يقابله ترجمة ونشر من الإعلام الفلسطيني لهذه المعلومات حيث تنعكس هذه الداعية على نفسية المواطنين وعلى المقاومة في غزة".    

ويشدد على أن السياسة الإعلامية الإسرائيلية تعتمد على إبراز بعض الأخبار وإخفاء البعض الآخر، مدللاً على ذلك بالتعامل الإعلامي الإسرائيلي مع عملية التسلل الفاشلة التي نفذها جيش الاحتلال في خانيونس، جنوب قطاع غزة، قبل عدة أشهر، حيث فرض جيش الاحتلال تعميماً إعلامياً على الحادثة وحظر تداول ما تصرح به المقاومة والاكتفاء بالرواية الرسمية، وعدم إعطاء الخبر صدى كبيراً، وذلك بناء على توجيهات الناطق بلسان جيش الاحتلال.   

من جهة أخرى، يعمد الاحتلال إلى تضخيم تأثير ونتائج عمليات الاستهداف التي ينفذها ضد قيادات المقاومة وهدم الأنفاق، كذلك حديثه عن تطور قدراته العسكرية.

ويلفت أبو زايدة إلى أن أخبار التطبيع تأتي ضمن خانة الأخبار المضخمة، حيث تحرص الهيئات الرقابية على نشرها بشكل واسع، وهو ما سيسرع في عجلة التطبيع العربي الإسرائيلي.

 

دور الإعلام في الحروب

خلال الحروب، يعمل الإعلام الإسرائيلي تحت  تأثير الجهاز الأمني والعسكري في تل أبيب. وبحسب أبو زايدة، عمد إعلام العدو قبيل شن حرب العام 2008 على غزة على طمأنة سكان غزة وفصائل المقاومة وإيهام الغزيين بأن الأمور ستتحسن، حيث نشر تقارير تؤكد أنه سيتم فتح المعابر وأن وفداً إسرائيلياً سيتوجه لمصر بهدف التوصل لاتفاق تهدئة. إلا أن الاحتلال باغت بعد ذلك غزة بشن الحرب، حيث ارتكب مجزرة كبرى في المقار الأمنية الفلسطينية، وهذا المشهد تكرر أيضاً في حرب 2012.      

وخلال حرب العام 2008، تحدث الإعلام الإسرائيلي عن استمرار الحرب لأشهر وكان يبرز مظاهر تحشيد قوات الاحتياط وسرب خطة احتلال القطاع، في الوقت الذي كان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك يسعى لوقف الحرب في أسرع وقت. وهو ما تكرر في حرب 2014، حيث سرب الإعلام عن وجود بنك أهداف جديد للاحتلال وتوسع العملية البرية حيث كان نتنياهو يبحث عن وقف إطلاق نار بعد أسبوع واحد من بداية الحرب.    

وبحسب أبو زايدة، فإنه وخلال الحروب، يكتظ الإعلام الإسرائيلي بالأخبار والتهديدات المبطنة كالاجتياحات الكاملة وسياسة الأرض المحروقة في مناطق محددة بهدف دفع السكان لإخلائها، الأمر الذي يترك أثراً على مجريات الحروب بفضل نقل الإعلام الفلسطيني كل ما يتم نشره.  

 

قلة وعي الإعلام الفلسطيني

"الإعلام الفلسطيني يتعامل بشكل خاطئ مع كل ما يقدمه الإعلام الإسرائيلي، دون أية مراعاة لما قد تتسبب به هذه الترجمات من ضرر في المجتمع وتأثير سلبي على الجبهة الداخلية الفلسطينية"، برأي أبو زايدة الذي يشير إلى أن الاعلام الإسرائيلي يعتمد بشكل أساسي على طبيعة الإعلام الفلسطيني، حيث يضع العناوين التي تجذبه والمحتوى الذي من السهل نشره وتفشيه في الشارع ويمرر من خلاله ما يريد.

 

محاولة منع الاختراق الإعلامي الإسرائيلي

من جهته، يرى مسؤول المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف أن الإعلام الإسرائيلي هو إحدى أدوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وإن المكتب الحكومي، حذر مراراً من النقل عن الإعلام الإسرائيلي.

ويضيف: "نعمل على رفع جانب التوعية في الوسط الإعلامي من خلال عقد ورش عمل يشارك فيها مختصون في الشأن الإسرائيلي ومحرري الترجمة عن الصحافة العبرية للحديث عن خطر إعلام الاحتلال وأثره على الجبهة الداخلية الفلسطينية وقد حققنا تقدماً ملموساً ولكن للأسف في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح النقل عن الصحافة العبرية متاحا للجميع عبر برامج الترجمة حيث تجاوز الأمر المؤسسات الإعلامية وأصبح في يد النشطاء والمدونين وهو ما أتاح وصول الدعاية الإسرائيلية دون السيطرة على مصادرها".    

وبحسب معروف، ليس هنالك قانون مباشر إلا قانون المطبوعات والنشر ولا يوجد نص يمكن أن يستند عليه بخصوص التعاطي مع الإعلام الإسرائيلي لذلك يقتصر الأمر على التوعية والإرشاد والتعميمات.     

 

  

المزيد من المقالات

كيف ولدت حركة الصحافة السرديّة في الصحافة الأمريكية المطبوعة؟

يستعرض المقال السياق الذي نشأت فيه الصحافة السردية في الولايات المتحدة منذ مقالة جون هيرسي "هيروشيما" في أربعينات القرن العشرين، وصولا إلى الصحافة "الجديدة" مع توم وولف وغاي تاليس وجوان ديديون، وكيف أسهم تبني وسائل الإعلام لهذا النمط من الصحافة في صعودها ونضوجها وترسّخ تقاليد معروفة لها في الصنعة الصحفية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 ديسمبر, 2025
أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025