ما أهمية تبنّي القيم الصحفية في المنصّات التقنية؟

ترجم هذا المقال بالتعاون مع نيمان ريبورتس - جامعة هارفارد

في عالم مشاريع الأعمال الناشئة في وادي السيليكون، يؤدي سلوك طرق مختصرة لفترة معينة، إلى نشوء ما بات يعرف باسم "العبء التقني" (Tech debt)، مما يتسبب بدوره في انقطاعات في دورة العمل، وغياب للحلول الشاملة، إضافة إلى صعوبات جسيمة ستواجه أولئك المكلفين بالعمل على منتجٍ ما وتطويره. ونظرًا لقيود الوقت ونقص الموارد، تنشأ حالة من الخلل تؤدي -في حال عدم معالجتها بسرعة- إلى تقليص فعالية فرق العمل والتأخر في أداء المطلوب منها.

أمّا العبء الصحفيّ (Journalistic debt) فينشأ نتيجة عدم إدراك الشركات التقنيّة للقيم الصحفيّة، في حين أنها تزعزع المجال الصحفيّ وتغيّر طريقة استهلاك الناس للمعلومات تغييرا جوهريا. ولعل هذا هو السبب وراء اكتظاظ مواقع التواصل الاجتماعيّ بروابط مثيرة للنقر عليها دومًا. ولنفس السبب، يغيب السياق حتى في تناول المواضيع الحساسة أو الخلافية، مع عدم الالتزام بذكر المصادر حيث ينبغي ذكرها. وفي المقابل، نجد تلك المواد التي تحوي معلومات مضلّلة هي التي تحظى بالزخم والانتشار الواسع، وهذه هي طبيعة الوضع الذي نواجهه الآن.

أحد المخاطر التي يواجهها القطاع التقنيّ الذي يقدّر كلّ ما هو جديد ورائج ويترقب كل جديد، هو فشل هذا القطاع في توظيف المعارف المكتسبة من خلال التجربة والأشخاص الذين يمتلكون مفاتيح تلك المعرفة. فلو امتلكت شركة القدرة على الزعزعة في مجال ما، فسيلزمها أن تفهم طبيعة وحيثيات هذا المجال قبل أن تطرأ عليه الزعزعة، سواء أحدثت بشكل مقصود أو بالصدفة. ولقد أخفقت المنصّات التقنيّة في هذا الأمر في ما يتعلّق بالمجال الصحفي، ويبدو أن المجتمع المستهلك للأخبار هو من يدفع الثمن.

لقد كانت المنصات التقنية في بداية نشأتها -وما تزال- غير معنيّة بشكل كبير في توظيف الصحفيّين، ربّما لأنّ القائمين عليها عجزوا عن رؤية قيمةٍ مباشرةٍ من وراء ذلك، أو لأنهم لم يدركوا الإمكانات الأوسع في شركاتهم فيما يمسّ الصحافة، أو ربّما لأنهم لم يكونوا واعين لأهمية ذلك. غالبًا ما يجري توظيف الصحفيّين في مرحلة لاحقة لاختيار مديري الإنتاج والمهندسين والمصمّمين، بما يعني إعداد منتجات لا تعرف قيمة الصحافة، وتؤدي إلى زعزعة قطاعات مختلفة دون تقديم حلول، ويلزمها سنوات عديدة من سدّ هذا الفراغ الصحفي، أو "العبء الصحفي" على حد تعبير زميلي جوناثان جاكسون من موقع "بلافيتي" (Blavity).

أعمل في شركة "فليب بورد" (Flipboard) وأدير فريقي التحرير والنشر في هذه المنصّة التي تعنى باستكشاف المحتوى على المنصات الاجتماعية، وفيها أكثر من 145 مليون مستخدم نشط شهريًّا. كنت محظوظةً بانضمامي إلى شركة تقدِّر الناشرين والمبادئ الصحفيّة، وشعرتُ بمسؤوليّة عظيمة نابعة من اعتقادي بأننا مصدر لجمع الأخبار وعرضها. ولأنني كنتُ جزءًا من فريق يختبر يوميّا تلك التقاطعات العديدة بين عالمي التكنولوجيا والصحافة، فأنا أدرك تمامًا أهميّة أن يكون للصحفيين دور أساسي -إن لم يكن قياديًّا- في مثل هذه المنصات.

إن للتأخّر في إدراك أهمّية هذا الدور منذ بداية تأسيس أي شركة أثرًا على كثير من القرارات اللاحقة. فما يزال الكثيرون ينظرون إلى المحرّرين والصحفيّين باعتبارهم "إضافة جميلة" وأنهم ليسوا سوى أطراف يمكن الاستئناس بآرائهم قبيل الانطلاق. وهذا يؤثّر على المصادر التي تظهر، وعلى الطريقة التي يتم بها تقديم المحتوى، وفي أيّ سياق يظهر، وكيف يتم إعداد وتجهيز الإشعارات ونشر حملات البريد الإلكتروني، وكيفيّة التعامل مع عمليات التراجع عن نشر محتوى معين. والأهم مما سبق كله، التعامل مع انتشار المعلومات المضلِّلة.

أثناء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2016، انتشرت قصة كاذبة ومسيئة عن هيلاري كلينتون على موقع فيسبوك، نقلا عن موقع للأخبار المفبركة يدعى "ذي دنفر غارديان" (The Denver Guardian). منذ ذلك الحين، جرى تعقّب عدد هائل من الأخبار الزائفة على المنصّة، معظمها من مواقع تدّعي المصداقية الصحفية، وتنشر أخباراً لا أساس لها من الصحة عن وفاة شخصيّات شهيرة واعتقالات واستقالات و"أخبار" أخرى مضلّلة.

يمكن لمعضلة العبء الصحفي أن تصيب المنافذ الإعلاميّة الأصغر حجماً بشكل أسوأ من غيرها، فقد أعيدت كتابة مادة عن جريمة قتل محلية وردت في موقع "ذي ترافرس سيتي ريكورد إيغل" (The Traverse City Record Eagle)، لتظهر في إحدى الوسائل الإعلاميّة الوطنيّة وفي محطة تلفزيون محلية. ولم يظهر على أخبار غوغل سوى النسختين الأخيرتين، دون أيّ إشارة إلى المصدر الأصليّ.

ليست "فليب بورد" بمنأى عن تلك التحدّيات، رغم أنّنا نبذل قصارى جهودنا للتمسّك بقِيمنا ومعاييرنا. لا نُبرِز دومًا المصدر الذي كشف القصّة، ولا نصنّف دائمًا مقالات الرأي تحت هذا التصنيف، وأحيانًا لا نحدّد مصادرنا بوضوح. وتشوّه هذه الأمثلة مفهومنا للحقيقة والموضوعيّة، وينبغي أن يكون بالإمكان تجنّب هذه الأمثلة، وهي كذلك.

حاولت كثير من كبرى الشركات تصويب هذا الأمر واستدراك النقص عبر توظيف صحفيّين قبل فوات الأوان، ومن بينها شركة ياهو وفيسبوك، وسناب تشات، لكن هل هذا الإجراء مقدّر فعلا داخل هذه الشركات؟ وهل بالإمكان حقًّا تجاوز هذا العبء الصحفي؟ وهل يمكن دمج قيم جديدة في شركة ما بعد أن ترسخت مبادئها؟ ولو كان هذا ممكنًا، هل يمكن لهذا تصويب أخطاء الماضي وإخفاقاته؟

كان شائعًا أن نسمع قديمًا قولهم "الغَلبة للمحتوى"، إلا أنّ هذه العبارة فقدت قوتها أمام مسألة الارتباط بالإنترنت والمجتمع المستهدف من المتابعين. في كتابه "فخّ المحتوى" (The Content Trap)، يقول الأستاذ بكليّة إدارة الأعمال في جامعة هارفارد بهارات أناند إنه "من المدهش وجود هذا العدد من مديري الوسائل الإعلاميّة الذين لا يزالون يفكرون في جاذبيّة المنتج للأفراد المستهلِكين بدلا من أن يفكروا في إدارة واستغلال الشبكات، ويصبح ذلك أكثر عجبًا حين ندرك أنّ هذا الاستهلاك الإعلامي كان دائمًا توجهًا اجتماعيًّا بجوهره".

الجانب "الاجتماعي" -بلا شك- أمر لا غنى عنه للنجاح، ولكن دون محتوى جيّد ودون رواية القصص بشكل متميّز أو حتى متوسط الجودة، فإنّ المنصّات تكون عرضة لخسارة قوتها وتأثيرها الحقيقي. إنّ جودة المحتوى هي "رأس المال" وهي العملة الحقيقية التي يتداولونها، ومحور حضورهم "الاجتماعي"، وهي أمر بالغ الأهمية كوسيلة للبقاء والاستمرار في النجاح والمنافسة. وحين تفشل الشركات في إدراك المكسب في تداول العمل الصحفيّ الحقيقي الذي ينتجه الآخرون، فإنها تخسر، ويخسر جمهورها أيضًا، وتخسر مهنة الصحافة نفسها.

لو سلّمنا بهذا الإخفاق الواسع النطاق داخل القطاع التقني، فسيتضح بجلاء سبب تضاؤل الثقة في المنصّات الإعلامية الحديثة وزيادتها في المنافذ الإعلامية التقليدية والأخبار المحلية. كشف تقرير صادر عن مؤسسة "إديلمان تراست باروميتر" المنشور في يناير/كانون الثاني الماضي، عن عودة الناس إلى الوسائل الإعلامية التقليدية، في تحوّل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي. لقد ازداد استهلاك الأخبار التقليدية -بشكل أسبوعي أو أكثر- بزيادة 8 نقاط مئوية، من 24% إلى 32%. وقد تراجع عدد الأشخاص الذين قالوا إنهم يلجؤون إلى مصادر إخبارية تقليدية أقل من مرة أسبوعيًّا بأكثر من 20 نقطة مئوية، من 49% إلى 28%، وفق الاستطلاع. وقد لخصت سارة فيشر من موقع "أكسيوس" هذا المشهد بقولها إنّ "المستهلكين يلجؤون مؤخرًا إلى وسائل الإعلام التقليدية للتحقّق من صحة الأخبار المتداولة على الإنترنت، في خضم بيئة إعلاميّة تتسم بالفوضى والإرباك".

غير أن التقرير أوضح أيضًا أن 73% من الأميركيين يخشون المعلومات الزائفة أو الأخبار المفبركة، وكشف استطلاع جديد لمركز "بيو" للأبحاث أن الأميركيين ما يزالون يشعرون بأن الإعلام لا يفهمهم.

يمكن للمنصات التقنية أن تؤدي دورًا فاعلا في مواجهة هذه التحدّيات وتقديم حلول لها، إذا ما تبنّت القيم الصحفية وأدركت جدواها وعززت التعاون مع العاملين في عالم الصحافة المسؤولة. لستُ متأكّدة إن كان بالإمكان سداد الفراغ الصحفيّ حتى آخر فجوة، لكن يمكننا على الأقل فعل ذلك تدريجيًّا، عبر زيادة الاعتماد على الصحفيين وتوظيفهم في المنصات التقنية، وتطبيق المعايير الصحفية وترسيخ فهمها في بيئة العمل.

هذا هو الطريق نحو زيادة الثقة في المنصات التقنية، وهو عملية أساسية من أجل بناء نماذج عمل مستدامة لتمكين العمل الصحفي الجدير بالاحترام والثقة. 

 

المزيد من المقالات

الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023