الأونروا.. مسألة شخصية: درْء الصمت عن المخيم

"هذا ما فعلته الأونروا وهذا ما تفعلُه إسرائيل، أَنا أرى أَنّ مصير الأونُروا هو مسأَلَةٌ شَخْصِيَّةٌ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ قَضِّيَّةً سِيَاسِيَّةً أَوْ مَوْضُوعَ رَأْيٍ عَام". 

محمد داود العلي

حين يتوقف البوح، يستشري النسيان وتعمّ اللامبالاة، وحين يطول أمد الصمت، تتعطّل المعاني في الأحداث وتتفتّت الذكريات في النفوس؛ فتنبري الكلمات لإعادة بناء الأشياء المفكّكة، وتنبجس الصور لترميم مفاهيم التشبث بالأرض ومقاومة النسيان وامتداد الحنين، لنقض التواطؤ على الصمت، والثورة على أشكال اللامبالاة. فالمخاطر التي تحيق بالهوية تردي الصمت، والسلطة التي تسعى إلى محو الأثر تجعل مقاومة النسيان واجبا مقدسا؛ ذلك ما حاولتْ أن تنهض به المخرجة سهى إسماعيل عندما التقطت قصة الصحفي محمد داود العلي ونسجت فصولها في فيلم "الأونروا.. مسألة شخصية".

"الأونروا.. مسألة شخصية"[i] فيلم وثائقي في سبع دقائق، نُشر في ديسمبر 2018 ضمن تحقيق إخباري للجزيرة نت، يتضمن متابعة لتطورات صفقة القرن ووَضْع الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين). حصل الفيلم في أبريل 2019 على مكانة متميزة ضمن جوائز ويبي THE WEBBY AWARDS، التي تمنحها الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم الرقمية International Academy of Digital Arts & Sciences بنيويورك عن فئة فيديو-أخبار وسياسة. الفيلم من سيناريو وإخراج سهى إسماعيل، وإنتاج الجزيرة. بدأت الفكرة لدى المخرجة من خلال رصد ومتابعة يوميات الكاتب والصحفي محمد داود العلي، الذي يسعى إلى درْء الصمت عن "مخيم النبطية" في جنوب لبنان، ويعمل على بنائه افتراضيا بعد أن هدمته سلطات الاحتلال في أرض الواقع، معتبرا مصير الأونروا مسألة شخصية، بعدما بذلته من أجل اللاجئين الفلسطينيين، ومن ضمنهم العلي.

وفضلا عن "السرد" المنفّذ لبوح مكتوم، والذي يشكل بؤرة الفيلم، فقد شكّلت "الصور" بالأبيض والأسود جزءا وافرا من جماليته، وعملت "الأماكن" على جعل ذكرى المخيم نابضة بالحياة، كما مكّن فعل الكتابة من هضم المأساة وتوثيقها في أفق ردم المسافات بين الشخصيات المكلومة والأحداث المؤلمة، بجعل القضية "مسألة شخصية". أما الموسيقى المختارة بعناية، وزوايا التصوير المحدّدة باحترافية عالية؛ فتخلق لدى المتلقي شعورا بالاقتراب من جذور القضية وحيثياتها يتجاوز ذلك الاغتراب الذي أُريدَ لها أن تُلفّ فيه.

 

بين الإنسان والمكان

وَجد محمد داود العلي في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فضاء رحبا للتعبير عن أوجاع الذات نحو فضاء مخيم النبطية، وهو يرى النسيان يُفتت ذكراه أمام عيونه يوما بعد يوم منذ مأساة قصفه في 1975، ويتابع المصير المجهول للأونروا في خِضم مستجدات الصراع في الشرق الأوسط. فارتأى الاستجابة لنداء مخيم النبطية، المخيم الذي بنته الأونروا وأشرفت على مدرسته، من خلال إنشاء صفحة على الفيسبوك يتم فيها ترميم ذكريات المخيم وبناؤه افتراضيا، وجعلها شاهدة على عمق المأساة، وظلم الاحتلال، وفضل الأونروا.

يقول العلي: "هذا ما فعلته الأونروا، وهذا ما فعلته إسرائيل، أنا أرى أن مصير الأونروا هو مسألة شخصية قبل أن تكون قضية سياسية أو موضوع رأي عام".

تمتد الأمكنة في الفيلم من قاعة العرض، إلى الأستوديو، والمقهى، ثم البيت؛ أربعة أماكن بمثابة زوايا نظر تبرز التزاما بقضية المخيم ومسألة الأونروا؛ التزاما شخصيا يجسده السارد، وهو يطلق أشغال البناء الافتراضي للمخيم، والتزاما من زملاء العمل وهم يقرّبون هذه المعاناة للجمهور، والتزاما من الأصدقاء بالإنصات والمشاركة في ترميم الذاكرة، والتزاما من الأسرة بالحفاظ على دفْء الرسالة.

ففي قاعة العرض، يغوص السارد وحيدا في صور المخيم وهي تمر أمامه، ولا يكسر هذه الوحدة سوى الانتقال إلى الأستوديو، حيث تلقى الكلمات عناية من تقني يسهر على جودة الصوت، ثم يلج بهو أستوديوهات الجزيرة من أجل "الصدح بالقول"، والتداول في طرق تبليغ رسالة مخيم النبطية ومسألة الأونروا، لمواجهة ما يُحاك لهما في دواليب صفقة القرن. وفي كل ذلك تبدو قناة الجزيرة ومُراسليها وأخبارها أيقونات تنبعث بين الحين والآخر ضمن سيرورة الصور التي لا تتوقف، بكل ما أصبحت ترمز له الجزيرة في الفضاء الإعلامي العربي من حرية الرأي والدفاع عن قضايا الإنسان العادلة، وفي مقدمتها قضية اللاجئين الفلسطينيين.

ثم ينساب الحديث في مقهى عصري مع الأصدقاء تحت وقع كؤوس الشاي وشاشة الجزيرة الإخبارية، ويتدفق الحديث مسترسلا عن أيام مخيم النبطية وقصصه ودور الأونروا فيه... وبعد إشراك الأصدقاء في مهمة كسر الصمت التي يخوضها السارد في فضاءات متعددة؛ يتوجه بسيارته نحو البيت، "بيت الماضي"، الذي يحتضن حكايات الأب والأخ وصورهما، وهما من العاملين مع الأونروا طوال حياتهما، و"بيت الحاضر" الذي يحتضن أسرة صغيرة تتكون من أربعة أفراد. فيشكل "العلي" حلقة وصل بين الأمس واليوم، بين جيل الآباء وجيل الأبناء، حتى تبقى القضية دافئة دافقة بمعاني الالتزام والبوح، مهما طال الزمان واختلف المكان.

 

الصور بين العتمة والنور

منذ بداية الفيلم، وفي قاعة العرض، تنبعث مجموعة من الصور بالأبيض والأسود، تتمحور حول فصل دراسي يمارس فيه المدرس عشقَ عمله بعيون محبة وابتسامة عريضة، ويتماوج المتعلمون أمامه بعيون واثقة في الحاضر متطلعة إلى المستقبل، وفي الخلفية تملأ السبورةَ مظاهرُ الحياة اليومية، في إشارة إلى حياة مستمرة وهادئة استطاعت الأونروا خلقها رغم كل الظروف المحيطة.  ثم تلتئم صور أخرى للمخيم أكثر قربا، تضفي عليها حركة الكاميرا دينامية تجعلها دافقة بالحياة، وتمنحها الأشجار المنتشرة والبيوت ذات الطابق الواحد حميمية وقرباً يجتاحاً كيان المتلقي.

وقد كانت الصورة البؤرة التي حركت أطوار الأحداث في الفيلم هي صورة الهوية المدرسية للطفل محمد داود العلي وفي صدرها شعار الأونروا؛ وهي الصورة الوثيقة التي تعود إلى الموسم الدراسي 1970-1971. تحكي قصة الأونروا ودورها في تعليم أطفال مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، وفي تعليم صاحب البطاقة الذي رفض الصمت عن المؤامرة التي تحاك ضدها. وتتجلى أهمية الصورة كذلك في كونها المحرّض على كتابة نص غاضب على الفيسبوك، حول أدوار الأونروا في تعليم أجيال من الفلسطينيين وضمان سبل الحياة الكريمة لهم.

ثم تتعزز الهوية الورقية بصورة مدرسية، تعقبها صور أخرى في فضاءات المدرسة وفصولها الدراسية، تعزز الانتماء إلى المكان، وتدفع إلى الوفاء للذكرى. لتستمر الصور مواكبةً لفعل السرد السريع ولدلالات الأمكنة التي يتردد عليها السارد وإيحاءات الشخصيات التي يصادفها. فتلعب الصور وألبومها دورا في لعبة البوح وتنشيط الذاكرة وتمرير الرسالة للأجيال الصاعدة، التي تراقب باهتمام دقائق الصور، وتستمع بإنصات إلى القصص التي يبدع السارد في روايتها.

إن صورة قصف المخيم التي ينظر إليها السارد في الأنفاس الأخيرة من الفيلم باندهاش لم تكن النهاية، بل هي جولة واحدة ستتلوها جولة بناء المخيم افتراضيا في مواقع التواصل الاجتماعي، وإعادة كتابة قصته في نفوس اللاجئين الفلسطينيين وكل من يلتزم بقضيتهم. فتجعل الموسيقى التصويرية، وكثافة الصور المعروضة، المخيمَ على مرأى من البصر ومسمع من الأذن. وتستمر الأونروا في عملها في البناء والتعليم، لأنها صارت "مسألة شخصية" لدى كل لاجئ فلسطيني أثَّرَت في حياته وأثْرَت مسيرتَه.

 

فيسبوك.. شاي.. وكتاب

ثلاثة عناصر بصرية لا يمكن أن تخطئها عين كل من شاهد الفيلم، كما تثير انتباه كل باحث عن الدلالات والرموز فيه، لدورها في خلق دينامية السرد، والتعبير عن الرؤية التي يحملها السارد والمخرجة؛ إما بإعادة ترتيب الفضاءات افتراضيا (الفيسبوك)، أو بالدفع إلى التوثيق وحفظ الذاكرة الجماعية (الكتاب)، أو بالتحريض على البوح وجمع أطراف الأحاديث (الشاي).

يعترف السارد للفيسبوك بفضل منحه فرصة للتعبير عن انفعالاته الذاتية وآرائه الخاصة، بعيدا عن وظيفته الإعلامية التي يتحرى فيها التجرد والموضوعية. فقد عمل من خلاله على نشر تدوينة عبّر فيها عما يُحاك ضد اللاجئين الفلسطينيين قبل أن يتسع الحديث عن "صفقة القرن". وبعد عثوره على بطاقة هويته المدرسية عليها شعار الأونروا، كتب نصا غاضبا تأثر به أصدقاؤه على الفيسبوك وتفاعلوا معه، مما دفعه إلى فتح صفحة سماها "موسوعة مخيم النبطية"، تجمع 920 شخصا من أبناء المخيم عبر العالم. يرممون الذاكرة المشتركة للمخيم ويتفاعلون بينهم ويتبادلون الصور والتدوينات، في جولة أخرى من جولات الالتزام بالقضية الفلسطينية والتمسك بحق العودة.

أما الكتاب فنظراً لدوره الفعال في توثيق الذاكرة وحفظها، فإن له حضورا مهما في هذا الفيلم الذي يسعى إلى كسر الصمت وتبديد النسيان. فبعد ولوج السارد إلى مقر قناة الجزيرة، وفي بهوها يتوجه إلى رفوف المكتبة، وأثناء تقديم نفسه للمشاهد تقع يده على رواية "الفريج"، ويطالع صفحاتها الأولى، وهي رواية للكاتب والإذاعي إسماعيل تامر الذي عشق العمل الإذاعي بكل فنونه، فضلا عن عشقه للكتابة، وهي مساحات مشتركة بين تامر والعلي. ثم يعود الكتاب إلى الظهور في لحظات التحرك لفعل شيء أمام الصمت الذي يلف قضية "مخيم النبطية" ووضع الأونروا. فالتقط السارد كتاب "الواقع الاجتماعي للفلسطينيين في لبنان: التدامج والتمايز 1948-2005"، وهو بتوقيع محمد داود العلي نفسه، فكانت العودة إليه استمرارا في الالتزام بالتعريف بالقضية وتوثيق أحداثها. ثم ينزوي بعد ذلك إلى حاسوبه الشخصي وهو يؤسس لمشروع موسوعة النبطية الذي يعمل عليه، في إشارة إلى إكمال الرقمي لمسيرة المكتوب، بعد أن أكمل المكتوب مسيرة الشفهي.

بينما يحضر الشاي باستمرار في كل لحظات البوح التي تضمنها الفيلم، مع كل ما يرمز إليه الشاي من رمزية الحفظ والانسجام والاجتماع، ففي أثناء الاشتغال التقني على الفيلم في استوديوهات الجزيرة، يبرز فنجان الشاي مملوءاً بجانب السارد، وقد ركزت عليه الكاميرا مرتين. ثم يعود إلى الظهور بجانبه من جديد وهو يشتغل على مكتبه ويستعد للتفاعل مع القضية على الفيسبوك. وفي المقهى مع الأصدقاء لا يحلو الحديث إلا بعد رشفة من فنجان شاي تنشّط الذاكرة وتحرض على البوح.

فالشاي ينشط الذاكرة ويدفع للبوح في لقاءات شفهية مع الأهل والأصدقاء، والكتاب يوثقها ويحفظها بواسطة الكتابة والتواصل مع أصناف القراء، بينما يعمل الفيسبوك على مشاركة محتوياتها والتفاعل الرقمي مع رواد الإنترنت عبر العالم؛ مما جعل هذه البنيات الثلاث ذات أهمية رمزية في هذا الفيلم ونسقه التصوري.

وختاما، فإن قول السارد: "لم يبْقَ شيء من مخيم النبطية يدل عليه، سوى الناس الذين عاشوا فيه ثم تفرقوا بدون إرادتهم" يوضح قيمة الرهان الذي انبرى لكسبه الفيلم؛ فمن خلال بقايا ذكريات وألبوم صور، سعَيَا إلى تشييد صورةٍ لمخيم النبطية وفضل الأونروا على أبنائه، صورة تستطيع النّفاذ إلى مشاعر من عاشوا طفولتهم في المخيم، والوصول إلى نفوس كل المؤمنين بالقضايا العادلة للشعوب. وكسبُ هذا الرهان كانت خلفه جملة من العوامل؛ منها أن الكاتب محمد داود العلي، وهو يفتح خزائن ذاكرته وألبوماته، كان مُوَجّها بخلفية أكاديمية رصينة، ومنهجية بيداغوجية أصيلة. أما المخرجة الشابة سهى إسماعيل فهي من الخِبرات الصاعدة في إخراج الأفلام الوثائقية في شبكة الجزيرة، استطاعت بتوظيف الألوان المفتوحة، والفضاءات الشاسعة المضيئة، والخلفيات الصوتية والموسيقية الغنية؛ أن تُسمع المتلقي صوتَ السرد من عمق التجربة، وأن تُحقق للسارد متعة المتابعة وحسن الاستقبال. كل هذا جعل الفيلم الوثائقي "الأونروا مسألة شخصية" لحظة معرفية ونضالية جديرة بالمتابعة، وأفقا فنيا وجماليا جديرا بالاكتشاف.

 


[i] يمكن مشاهدة الفيلم على الرابط الآتي:

https://www.youtube.com/watch?v=gSsfSRAqvr0

كما أنه متاح على موقع الجزيرة على الإنترنت www.aljazeera.net.

المزيد من المقالات

بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024