"جبروت الصورة" على وسائل التواصل الاجتماعي

إن آلية معرفتنا لذواتنا وإدراكنا لما يحيط بنا ذاتُ طبيعة تصويرية، لأن كل صورة هي "مجموع ما يظهر أمامنا"، لنسبغ عليها رؤانا وأفكارنا، وندخل في تشابك مع مؤثراتها. 

الصور ممارسة ثقافية تعبر بها الذات التي تنتجها والتي تتلقاها عن انتمائها الاجتماعي واستعمالاتها القيمية داخل الجماعة، وحيثياتها السيكولوجية ودوافعها اللاشعورية واستعمالاتها الثقافية. فهي تعبر عن رؤى نفسية، ومنظورات اجتماعية وظلال ثقافية.. ولذلك، كانت عنصرا فاعلا في كل الطفرات التي عرفتها الإنسانية، من الخطوط على الجدران إلى الكتابة على الورق، إلى المطبعة، ثم الوسائل الرقمية.. وفي قلب سائر التحولات التي شكلت ماضي الإنسان وحاضره ومستقبله.

وسواء كنا أمام رسوم على الصخر، أو زجاجيات في كنيسة، أو منمنمات (شكل من الزخرفة) إسلامية، أو لوحات تشكيلية، أو "سيلفي" لمراهق، يبقى للصورة عمقها ومعناها وتأثيرها.

وإلى جانب أبعادها الفيزيائية ووظيفتها الجمالية، فإن الصورة مهما كانت عفوية وطائشة، فهي تعكس منظوراً خاصاً للذات والوجود والأشياء.. "إنها لا تعبر فقط عن مقاصد الشخص الذي التقطها، بل تعبّر عن نسق قيمي ورؤية للعالم من طرف جماعة كاملة"، وتظل "مُلغّزة إلى الأبد بشكل لا نهائي". كما تظل محاطة برغبة عارمة في الرؤية والاكتشاف، وأحيانا بفتنة مثيرة غير يسيرة؛ تنتج الدلالات، وتفضح الممارسات، وتُؤسس الأنساق الجمالية والقيمية، لتعيد تشكيلها وفق أنماط معدّلة، وحسب رؤى مستجدة منقحة، تعكس فكرا غير تقليدي، ونسقا غير نمطي، ونزوعا متواصلا إلى الإبداع والإفصاح والتجديد.    

تستمد الصور أهميتها و"لغزها" من هذا الاحتفاء الكبير بها، والتعظيم الذي يرافقها، أو حتى من هذه المواجهة القصوى لآثارها، واعتبارها خطراً عمومياً وتهديداً أخلاقياً ومؤثراً سحرياً وفتنة دينية.. إن قوة الصور الحقيقية تتجلى في سلطتها "التجميعية"، وقدرتها "التنويعية"، وتأثيرها العاطفي، وامتدادها الاجتماعي. لكن هشاشتها تتمثل في "تضخّمها" الأيقوني، وميوعتها الدلالية، ومرونتها التعبيرية.

ورغم كل ذلك، فمن خلال الصور ننظر إلى العالم، نتشارك أحداثه ومآسيه عبر شاشاتنا، "نفقأ عيونه ومعه عيوننا" بعبارة ريجيس دوبري، حين تنبعث آلامنا صورا، وتنبجس آمالنا مضمخة بدماء الحقيقة المهدورة. ولذلك، فلا محيد لنا عن الصور مهما كانت عابرة، كاذبة، قاتلة، مرعبة.

إن حياة الصورة في العالم الرقمي اكتسبت أبعادا مستجدة وصيغا غير مسبوقة، فقد "أنشأ الانتقال من التناظري إلى الرقمي في تاريخ الصورة قطيعة شبيهة في مبدئها بالسلاح النووي في تاريخ التسلح، وبالتصرف الجيني في علوم الأحياء".

في وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت الصور فرصة أخرى لتكريس سلطتها، ووجدت في جاذبية الشاشات مجالا أخصب لتجذير عولمتها وسطوتها، لتنتقل عبر الحدود بلا قيود، وتمتد في العوالم المختلفة بكل انسيابية، وتكتسب ألوانها وظلالها من خلال تنوع مشاهديها وتعددهم. ثم تستمد قدسيتها من المعاني المسبغة عليها، والأيدولوجيات المتلبسة بها، وطقوس تلقيها وتداولها، والمنافع والأذيّات التي ترافقها.

لقد دفعت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الناس إلى مزيد من الإفصاح، ومزيد من التعبير عن الذات، بل إلى مزيد من التعرية والكشف. ورغم كل المخاطر والأضرار والمآسي التي تحدثها، ورغم كمّ الحرائق التي تُشعلها، فإنها تستمر بقوة وحيوية.

ولا تزال الصور المعدّلة والمنقحة تمارس دورها في إضفاء الحيوية على الذات وانتزاع الاعتراف من الآخر. كما لا تزال الصور وسيلة مثلى للإثبات والنفي، للإيلام والإسعاد، للتحرير والتقييد، للانتشار أو الانحسار.

صارت وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي مجالات مشتركة للعرض والاستعراض، عوّضت الأدوار التقليدية التي كانت تنهض بها الساحات العمومية، مثل الأغورا والفوروم وسوق عكاظ وذي المجاز، والتجمعات الطقوسية في الأحزان والأفراح.. يسعى عبرها الإنسان المعاصر "إلى التمتع باللحظة، ويبحث عن الرفاهية بشكل فوري، وعن تحقيق الذات، ويعطي الأولوية لذاته مع البحث في الوقت نفسه عن اعتراف الآخر عن طريق الصور الجميلة التي يبثها لنفسه". ولذلك، فهي مرحلة مهمة تمر منها الإنسانية، تحتاج إلى مزيد من النظر والتحليل والتنوير. ذلك أن هذه التكنولوجيات الحديثة اليوم أكبر من مجرد وسائط، فهي تدخل في تفاصيل حياتنا، وتعيد تشكيل منظورنا للعديد من القضايا، وتتغذى على مخاوفنا (باومان) من العزلة والوحدة والاندثار، وتقتات على آمالنا في مستقبل أفضل بشروط أحسن، لأننا نعيش امتدادا في حياتنا البيولوجية مع تطور الخدمات الصحية والأبحاث الطبية، لكننا نحيا انحسارا في جودة الحياة الاجتماعية والنفسية، في عالم يبتلع فيه الرقميُّ الواقعيَّ ويعيد تدويره وتدوير آمال الإنسان وأحلامه معه في حياة هنيئة مطمئنة، وتشكل فيه الصورة موقع الصدارة، ويحتل فيه الإنسان المحور والمركز والمدار؛ وهي كلها عوامل تجعل وسائل التواصل الاجتماعي بيئة جديدة ستعيش فيها الصور حياة مغايرة ومختلفة، قد تكون مؤلمة أكثر ومقلقة أكثر، لكنها تمارس تأثيرها وسلطتها وسطوتها كما اعتادت منذ الأزل؛ تحيي أحيانا وتقتل أحيانا أخرى، تُفَعّل الحقيقة أحيانا وتفقأ عينها أحيانا أخرى، لكنها بدون شك هي حياة جديدة جديرة بالبحث والرصد والمتابعة.

في هذا الحراك الرقمي الجديد، لم تفقد الصورة جاذبيتها وسلطانها، وهي تعيد بانسيابية عالية تشكيل وظائفها السابقة واكتساح مساحات أخرى واكتساب جمهور مغاير. فقد استمر "جبروت الصورة" وعنفها، كما استمرت جاذبيتها وفتنتها، مع الجيل الجديد من وسائل الإعلام والتواصل. لكنها رغم كل ذلك تسير نحو فقد أهم شيء فيها؛ ذاكرتها وفيزيقيتها، وهي تفتقد الطول والعرض والسُّمك، والعمق والعاطفة والذكر.. تمتد على أسطح الشاشات، وتترك مكانها في خزائن الكتب أو حولها، وتنسحب من مجال الرؤية بالصدفة لتدخل مجال النظر بالضرورة. تلك المتعة الفردية التي كانت تحيط بمشاهدتها وإعادة مشاهدتها في الزوايا الدافئة البعيدة، في اللحظات الجميلة المسروقة مع أوفى الأحبة، بعد أن صار التقاسم والمشاركة في أيامنا هذه عملية فضح واسعة النطاق، ودعوى إفصاح مستمرة في أحداث تضيع خلالها العواطف الحقيقية وتتوارى المشاعر الصادقة النبيلة.

يُضاف إلى كل ذلك، هذا الامتداد الكمي المُشوش الذي يجعل من لحظات قصيرة مئات الصور، فتصبح الصورة أكبر من اللحظة ذاتها، فلا توثق الصورة اللحظة، وإنما توثق ذاتها وتعبّر عن نفسها، فلا توجد الصور من أجل توثيق اللحظات المعبرة، بل صارت اللحظات تُخلق من أجل التقاط الصور الجميلة، فتتدفق الصور خاوية من الأثر، خالية من الصدق والتأثير.

مواقع التواصل الاجتماعي اليوم عبارة عن "جريدة شخصية"، تمكّن مستخدميها من تحسينها على مدار الساعة، وتقدم إمكانية "تصميم" الحساب لتسويق الصورة المثالية التي يريدها المستخدم لنفسه، والتي تصبح بمثابة "لوغو" خاص به، في شكل من أشكال التسويق لهذه الذات المثالية. ولا تكتمل هذه الصورة، ولا تؤدي الغرض المطلوب منها، ولا تصبح صورة لائقة بالملف الشخصي، إلا بعد تعديلها من طرف إعدادات الموقع، وعرضها لاستفتاء من طرف المتابعين، فتكون صورة إيجابية ومثالية وملائمة للمستخدم/المنتوج حين تحصد أكبر عدد من الإعجابات والتعليقات والمتابعات، تتلوها حالة رضا مؤقتة عن الذات، لا يلبث أن ينخفض منسوبها مع صورة جديدة، وظهور جديد.

وهكذا، فبالإضافة إلى أن هناك خيارات يبنيها المستخدم بمفرده عن ذاته للآخرين، مما يندرج ضمن ما يطلق عليه "الذاتية عبر الشبكية"، فإن وسائل التواصل الاجتماعي كثيرا ما تتدخل في تشكيل الهوية عبر خياراتها المحدودة التي تتيحها للمستخدم، أو توجيهاتها الاستباقية التي تحاصره بها، مما يمكن تسميته بالتوجيهات الهوياتية، فهي تقترح على المستخدم باستمرار وبإلحاح وضع صورته إذا لم يضعها، وتقترح عليه تغييرها إذا تأخر في ذلك، وتتيح له الإشارة إلى الوجوه، كما تمكنه من وصف مشاعره وهو يلتقط الصورة وينشرها، إلى غير ذلك من الإعدادات التي تساهم بشكل كبير في تشكيل الهوية الرقمية وتوجيهها.

وهكذا، فالإنسان المعاصر يسعى من خلال الصور إلى تأكيد الذات، بالإضافة إلى التمتع باللحظة، فتصير هذه الصور المتدفقة والتعرية المتواصلة ذات أغراض بنائية لهويّة تسير نحو الافتقاد في مجتمع مُعَولم. لكن هذا البناء الأيقوني الهش، حين لا يُتحكم فيه بالدقة الكافية، ولا يُدرس بالشكل اللازم، لن يزيد الذات إلا ضعفا، ولن يزيد الهوية إلا تبدّدا. وحين نظن أننا نقتنص اللحظات الجميلة، فإننا في الواقع نقتنص ذواتنا من تلك اللحظات، ونحن نجعل "لحظاتنا الشخصية القريبة" حفلات مشاهدة جماعية، إمعانا في الفضح والتعرية، ومبالغة في المشاركة والاقتسام.

لذلك، كان حريًّا بنا أن ندقق في الصور، وأن نتمهّل في النشر، وأن نعيد مراجعة الإعدادات، وأن نفرق بين الذاتي والمهني، والخاص والعام، حتى نضمن حياة هنيئة للصور على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن نقضيَ على هنائنا الخاص واطمئنانا الشخصي.  

 

* الصورة: أولي سكارف - غيتي 

 

المزيد من المقالات

الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023