كليات الصحافة.. "الملجأ الأخير"

كليات الصحافة.. "الملجأ الأخير"

أثبتت التحولات الكبيرة التي شهدها الوطن العربي خلال السنوات التسع الأخيرة دور الإعلام وتأثيره في إحداث التغيير وإدارته، وأثبتت في الوقت ذاته حجم التشوهات التي يُعاني منها الإعلام العربي، وعمق الفجوة بين ما يُدرّس في القاعات وبين ما هو معمول به في المؤسسات الإعلامية.

لنحدد زاوية التناول أكثر، فالأحداث الأخيرة في الأردن من مظاهرات الدوار الرابع، وإضراب المعلمين، وتغطية حملة الاعتقالات لنشطاء أردنيين، أبرزت هذا التشوه، ورسمت علامة استفهام كبيرة على بعض المؤسسات الصحفية والإعلامية، إضافة إلى كفاءة مدخلات كليات الإعلام ومخرجاتها.

بدأ الأردن التعليم الأكاديمي في تخصص الصحافة عام 1981، عندما أُسس أول قسم صحافة في جامعة اليرموك، وكان تابعًا آنذاك لكلية الآداب. وفي العام 2008 تحوّل القسم إلى كلية للإعلام، تشمل ثلاثة تخصصات: الصحافة، الإذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة والإعلان.

وحتى العام 2019، كان يوجد في الأردن سبع مؤسسات تعليمية حكومية وخاصة تُدرّس الصحافة، هي: اليرموك، البتراء، الزرقاء، الشرق الأوسط، فيلادلفيا، جدارا، ومعهد الإعلام الأردني.

أما عن الأسس التي ترسم الخطوط العامة لعمل كليات الإعلام، فنلاحظ أن هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضعت معايير الاعتماد لتخصصات الصحافة بالتعاون مع كليات وأقسام الإعلام في الجامعات، فنجد أن البرنامج الدراسي لنيل درجة البكالريوس يتكون من 132 ساعة معتمدة، وبعض الجامعات تعتمد 135 ساعة، إضافة إلى المواد الإجبارية والاختيارية من حزمة متطلبات الجامعة.

كما تتضمن هذه المعايير تحديد 6 ساعات للتدريب الخارجي في المؤسسات الإعلامية، أو تدريب داخلي بالجريدة أو الإذاعة الخاصة بالجامعة. واليرموك تعد مثالا على ذلك.

واشترطت المعايير الأردنية أن تتوفر في المؤسسات التعليمية لتخصص الصحافة والإعلام أستوديوهات إذاعية وتلفزيونية، ومعدات التصوير الصحفي، وإصدار دورية أو صحيفة من إنتاج الطلبة، وإذاعة تدريبية، وموقع إلكتروني، وأرشيف صحفي. وحسب دراسة أجراها رئيس معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي، فإن هذه المعدات متوفرة بشكل كبير في كل من اليرموك ومعهد الإعلام الأردني، في حين تفتقر الجامعات الأردنية الأخرى إلى بعضها.

 

آلية انتقاء "معطوبة"

لا يتطلب قبولك في إحدى كليات الصحافة والإعلام الأردنية سوى المنافسة من خلال معدل امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، في حين كان نظام القبول لكلية الإعلام في جامعة اليرموك منذ تأسيس قسم الصحافة، أي منذ الثمانينيات وحتى مطلع التسعينيات، يجعل اجتياز المقابلة الشخصية شرطا أساسيًّا للقبول، ولكن في منتصف التسعينيات ألغي هذا الشرط.

غياب اختبارات القبول والمقابلات الشخصية في عملية قبول الطلبة في أغلب المؤسسات التعليمية، والتي تُعنى بتحديد الاستعداد الشخصي والمعرفي، ومدى إمكانية أن يصبح الطالب صحفيَّا، فتح المجال أمام قبول أعداد كبيرة جدًّا من الطلبة، وغالبًا تتجاوز الجامعات الطاقة الاستيعابية، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة البيئة التعليمية وشروط التحصيل الدراسي.

لو نظرنا إلى مستوى معدلات القبول في تخصصات الإعلام لعام 2019 في جامعة اليرموك، نجد أن معدلاتها متدنية لا تُنافس معدلات أعلى من تخصصات أخرى. فالصحافة مثلاً تَقبل الحاصل على معدل 76.1، والإذاعة والتلفزيون (79.8)، والعلاقات العامة والإعلان (73.6). وبهذه المعدلات فإن الطلبة من ذوي المعدلات المتدنية غير المهتمين بالإعلام وغير الراغبين فيه، يختارونه لأنه يتناسب في النهاية مع مجموع معدلاتهم في الثانوية العامة، وهنا يمكن أن نعتبر أن نظام القبول المعتمد على معدل المرحلة الثانوية فقط عامل مهم في انخفاض جودة وكفاءة طلبة الصحافة والإعلام، حيث لا يهتم باستعداد الطالب الشخصي ورغبته الحقيقية في أن يكون صحفيًّا.

وجهتُ سؤالا بسيطا إلى مجموعة من الطلبة الجدد بكلية الإعلام في جامعة اليرموك. وكان السؤال: "لماذا اخترت الإعلام؟".. تنوعت الأجوبة، فهناك من اختارها عن وعي وإيمان كبير بدور هذه المهنة وتأثيرها، وهناك من كان مغلوبًا على أمره، واعتبر دخوله كلية الإعلام تحصيل حاصل، فأجاب: "لا أدري، معدلي لم يسمح بغير الإعلام".

عندما يختار الطالب بإرادته أو إرادة معدله فقط دراسة تخصص الإعلام، وهو غير محيط بطبيعة هذا التخصص، وغير مدرك لحمل رسالته الكبيرة والصعبة، واقتناعه بعد ذلك بمظاهر شكلية وسطحية منه، بل وافتخاره بها، يوجِد لنا مجموعة من الطلبة المغرورين غير الملمين بأسس المهنة، وهذا برأيي النوع الأخطر من الطلبة العاملين في مجال الإعلام مستقبلا.

وإذا بقي الباب مفتوحا على مصراعيه لكل من هبَّ ودب لدخول كلية الإعلام، وتخريج الآلاف منها سنويًّا دون وضع خطة ممنهجة ودراسة علمية لحال الخريجين وكفاءتهم ومستقبلهم، فإننا سنشهد انحدارًا مستمرًّا  في جودة كليات الإعلام ومؤسساته، يقابلها ضعف الثقة بهذه الكليات والمؤسسات من قبل المجتمع.

 

"فجوة جيلية"

الهيئة التدريسية تعدّ لبنة أساسية من لبنات المنظومة التعليمية ككل، فعندما يكون بعض الأساتذة غير ممارسين للمهنة الصحفية ميدانيًّا، والبعض الآخر يفتقد المزاوجة بين الخبرة المهنية والجانب الأكاديمي، ولا يوجد لدى الكثير منهم القدرة على الخروج من سياق الكتب والمقررات الجامعية، فلا بد لكل ذلك أن ينعكس على جودة العملية التعليمية.

إضافة إلى ذلك، ظهرت مؤخرًا مشكلات جديدة تتعلق بالتحولات الراهنة في تكنولوجيا الاتصال والإعلام وطرق التدريس وأدواته وانعكاسها على معايير اختيار أعضاء هيئات التدريس. هذه التحولات كشفت النقاب عن فجوة جيلية بين بعض مدرسي الإعلام والطلبة، فالجيل الجديد لا يتقبل هؤلاء المدرسين، وهم -أي المدرسين- لا يعملون على تطوير أنفسهم ويعدّون الطالب دون المستوى.

خلال مسيرتي الجامعية، لاحظت أن بعض أعضاء هيئات التدريس المكلفين بإعطاء مساقات متخصصة في الإلكترونيات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التحرير يعرضون مادة بعيدة كل البعد عن المتطلبات، فبدل أن يكون الدرس عن كيفية التحرير الإلكتروني، يصبح عن كيفية كتابة الخبر بطريقة تقليدية بحتة، والمطالبة المستمرة من الطلبة بتقارير وأحاديث صحفية محررة تقليديًّا، والتغيير فقط كان في الوسيلة الإعلامية، بمعنى أن يُطلب من الطلبة تحرير أخبارهم وتقاريرهم تحريرا تقليديا، وينشر بعد ذلك في وسيلة إلكترونية، أو حتى تقليدية! 

أثار ذلك سخط الطلبة في هذا المساق. والسخط علا حتى وصل إلى المصارحة مع مدرس المادة بأن ما نفعله لا علاقة له بالمساق الأساسي، ولم يتغير شيء، إلا تقليل عدد الواجبات الأسبوعية، مع بقاء آلية تدريس المساق كما هي.

أستطيع أن أؤكد هنا أننا كلنا خرجنا من المساق كما دخلناه تمامًا، دون أي إضافة حقيقية أو اكتساب مهارة جديدة.

هذه الطريقة التقليدية في التدريس، رغم التطورات السريعة في مجال الإعلام، جعلت الكثير من الطلبة ينفرون من حضور المحاضرات، وإن اضطروا لحضورها، فيكون ذلك خوفًا من العقاب بالحرمان من المساق الدراسي، أو من نقصٍ محتمل  في العلامات وبالتالي في المعدل والتقييم النهائي.

هناك معضلة أخرى تتصل بالسلطوية التي تمنع الطلبة من الإدلاء برأيهم السياسي، أو رأيهم تجاه قضية أو أزمة وطنية تعيشها البلاد، فتغيب المناقشات الخاصة بالقضايا المعاصرة التي نعيشها، وهو غيابٌ يصاحبه غيابٌ في الرأي الآخر وتنمية المعرفة العامة السياسية، ليبقى في قاعة الدراسة رأيٌ واحد هو رأي الأستاذ، وهو غالبًا الرأي الذي يُراد له أن يسود.

إذن، يحق لي أن أقول إن غياب اختبارات القبول والمقابلات الشخصية في عملية قبول الهيئة التدريسية، والتي تُعنى بتحديد استعداد الكادر التدريسي لأداء رسالة تعليم الإعلام بكل كفاءة، والاستعداد للتطوير الدائم والتحسين المستمر ومواكبة ما يتطلبه التخصص، أفسح المجال أمام وجود أستاذ ضعيف، غير موثوق، وغير مرغوب فيه من الطلبة، وغير متفهم لاحتياجاتهم.

 

مناهج عتيقة

إن تصميم مناهج الصحافة الجيدة هو الأساس المتين لتأهيل خريجين يمارسون تعلمًا مستمرًّا، ويسعون إلى اكتساب المعرفة بالتعليم الذاتي والتدريب. 

خلصت البحوث في كل من أوروبا وأميركا وكندا إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي يجب أن تلتزم بها المناهج والخطط الدراسية في كليات الإعلام، أهمها: التحسين المستمر للمناهج ومواكبة التكنولوجيا، والتوازن في التعليم الصحفي بين الجانب الفلسفي والجانب التطبيقي، وتوفير وصف شامل لكل مادة دراسية ومراجعته في كل فصل.

في ضوء مراجعة الخطط الدراسية للجامعات الأردنية التي تتوفر على كليات أو أقسام للإعلام، نجد أن خططها الدراسية تلتزم بتدريس جميع الفنون الصحفية، إضافة إلى الصحافة الإلكترونية شكليًّا، حيث توجد اختلافات في جوهر المضامين، فهي تلتزم في عدد الساعات المعتمدة للخطة الدراسية، ولكن في الأغلب لا يتوفر نظام جودة داخلي يصف المواد بدقة، ويضمن أنها تعكس مسمى المساق الدراسي.

كراسات كثيرة غير محدّثة، وتتضمن معلومات ومراجع تعود لعشرات السنين، وكراسات أخرى تعتمد على الترجمة أو النقل الحرفي من مناهج كليات إعلام عربية، خاصة مصر.

وفي المساقات التي تدرس في أكثر من شعبة، يظهر تضارب وتناقض بين كراسات مدرسي نفس المادة، ومحاولة كل مدرس التأكيد أن ما تحتويه كراسته هو الصواب في الصحافة والمعتمد، وما دون ذلك غير صحيح أو ضعيف في أحسن الأحوال.

لا يتعلم الطلبة في كليات الإعلام مساقات متخصصة في التنمية الديمقراطية، ويقعون في تناقضات بسبب ما يدرسونه عن أهمية حرية التعبير وحرية الإعلام، وبين ما يتعاملون به من قيود متعددة ومعقدة في تشريعات وقوانين تحد من حرية الصحافة والإعلام.

وتنعكس قلة المواد التي تهتم بالتاريخ والجغرافيا السياسية، والمحيط التشريعي والقانوني والاقتصادي والبيئي والاجتماعي للبلاد، على محتوى مشاريع طلبة الإعلام، التي توصف بأنها مستهلكة ومكررة، ولا تضيف إلى الموضوع أو الطالب أي جديد.

ومن هنا تبرز أهمية إضافة مواد إلى طلبة الإعلام تنمي الجانب الثقافي والمعرفي لديهم، وتزيد مداركهم، وتحسن طريقتهم في رؤية الأمور ومحاكمتها ثم الحكم عليها، أو أخذ موقف معين منها، لا أن يكونوا عقولا فارغة يتم تسييرها والتحكم فيها.

ولا يخفى على أحد ضعف طلبة الإعلام في اللغة العربية الفصحى، من حيث التحدث بها بطلاقة أو التعبير من خلالها، أو حتى الكتابة الإملائية والنحوية، إضافة إلى قلة المواد باللغة الإنجليزية، وبالتالي عدم تمكّن الطلاب منها.

في هذا السياق، تقول مارغريت لوني وهي مديرة تحرير مساعدة في شبكة الصحفيين الدوليين: "ربما يجب على الجامعات أن تُعيد صياغة مناهجها التعليمية من خلال استقدام هيئة تعليمية ملمة بالتوجيهات الرقمية والمهنية، مما يجعل الكليات أكثر تكيفًا مع الاتجاهات الإعلامية الحديثة، خاصة إذا ما تميزت هذه الكليات ببعض المرونة لإعادة النظر في المناهج بالتزامن مع انتشار أدوات السرد القصصي والتقنيات الحديثة".

معرفة المشكلة والوعي بها تشكل جزءًا كبيرًا من الحل. الإجابة عن السؤال الأول: كيف يمكن لكلية الإعلام أن تُخرج صحفيًّا ناجحًا؟ تكون بمراجعة ودراسة كل العناصر السابقة بجديّة تسعى للتغيير ورفع الجودة والنوعية في تعليم الصحافة، والرغبة الجادة في تطوير الإعلام من أساسه، وذلك عن طريق وجود رؤية وطنية واضحة، وإرادة سياسية لإصلاح تعليم الصحافة.

1

الإرادة السياسية أولا

غياب الإرادة السياسية جزء مهم مما تعاني منه كليات الإعلام اليوم، ووجود بعض القوانين والتشريعات التي تقيّد حرية الصحافة وتُضعفها لا تساعد في تعليم الإعلام، إضافة إلى ضعف دور نقابة الصحفيين الأردنية، والتي تضع أمام خريجي طلبة الصحافة والإعلام عراقيل كثيرة تُصعّب انتسابهم إليها.

فالإصلاح إذا أُريد له أن يكون، يبدأ بالإرادة السياسية، وتعديل القوانين، وقوة النقابة، ولا بد لكل ذلك في النهاية أن ينعكس على إصلاح كليات وأقسام الإعلام في الجامعات الأردنية إصلاحًا جذريًّا ومتتابعًا، يشمل كل التحديات التي ذكرتها آنفًا ويذلل كل العراقيل أمامها.

وتكون أولى خطوات الإصلاح بإلغاء نظام القبول المعتمد على معدل الثانوية العامة فقط، وإحلال نظام جديد يعمل على "فلترة" من يستحق دراسة التخصص، برفع معدلات القبول في كليات وأقسام الإعلام، ويُحسب لمعدل الطالب 50% من أساس القبول، أما الـ50% الأخرى فتُحسب للاختبار وإجراء مقابلة شخصية مع الطالب الراغب في دراسة التخصص، تحدد "الطموح، والرغبة، والثقافة العامة، وحب المعرفة، والقدرات التحريرية والتحليلية.." لمعرفة رغبته الجادة في أن يكون صحفيًّا.

والإصلاح يتضمن -برأيي- إعادة النظر في معايير اختيار الهيئات التدريسية، فغالبا الجامعات لا تشترط حدًّا أدنى لمؤهلات المدرسين، باستثناء شهادة الدكتوراه في المجال المطلوب، ولا تختبر قدراتهم، ولا تراقب جودة أدائهم ولا مدى تحديث معارفهم ومهاراتهم بما يلائم التطور المستمر في مجال الإعلام.

لا بد كذلك من تعديل الخطط والمناهج الدراسية لتخصص الصحافة، وجعلها متوازنة بين النظري والتطبيقي، وتحديثها باستمرار لمواكبة التطور الكبير والسريع الحاصل في مجال الإعلام، إضافة إلى التركيز على تدريس اللغتين العربية والأجنبية لطلبة الإعلام، وإقرار مناهج أخرى متعلقة بالتاريخ والجغرافيا والثقافة العامة، وضمان جودة التدريب الميداني المقرر في الخطة الدراسية.

وأخيرًا، ينبغي أن تتوفر البيئة الجامعية المناسبة لإعداد وتأهيل جيديْن لطلبة الإعلام، وذلك بتوفير المعدات اللازمة والتجهيزات الضرورية، من أستديوهات تلفزيونية وإذاعية، وجريدة وإذاعة تدريبية، ومعدات التصوير الصحفي، ومواقع إلكترونية، ومختبر للتحرير الصحفي.

بعدها، يمكن لنا أن ننظر إلى إعلامنا بفخر، ونقول: نعم بهذا استطاعت كليات الإعلام أن تُخرج صحفيين ناجحين، مدركين للمهنة، عارفين بها، ظهورهم قوية لحمل رسالتها، ونفوسهم كبيرة لاستيعاب أخلاقياتها، عقولهم نيّرة، وأقلامهم حرّة، قادة للرأي العام، وممثلون عن الشعب، وعن الوطن أجمع.

 

More Articles

Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 3 Apr, 2025
How Media Drives Collective Adaptation During Natural Disasters in Oman

This paper highlights how Omani media, during times of natural disasters, focused on praising government efforts to improve its image, while neglecting the voices of victims and those affected by the cyclones. It also examines the media’s role in warning against and preventing future disasters.

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 31 Mar, 2025
Is India Targeting Independent Media Through Tax Status Revocation?

In a move that’s sent shockwaves through India’s independent media landscape, tax authorities have revoked The Reporters’ Collective's non—profit status, claiming journalism doesn’t serve a “public purpose.” Critics warn this unprecedented action, echoed in similar crackdowns on other outlets, is part of a broader campaign to throttle investigative journalism and stifle dissent financially.

Bilal Kuchay
Bilal Kuchay Published on: 27 Mar, 2025
Western Media Bias and Complicity with Israel is Beyond Borders

Once again, Western media framed civilians within the context of "collateral damage" while covering Israeli attacks on Syria. The language of international law was absent, and the tragedy of civilians affected by military strikes was completely obscured, while justifications and cover for the occupation prevailed under the banner of "maintaining national security."

Zainab Afifa
Zainab Afifa Published on: 23 Mar, 2025
Rise and Fall of Kashmir’s First Independent Magazine, Kashmir Walla

Jailed, silenced, and erased—how a fearless journalist built Kashmir’s most vital independent news platform, only to see it brutally shut down by the state. The Kashmir Walla, known for its bold coverage of politics, conflict, and human rights, became too powerful to ignore—so they ensured it disappeared.

Safina
Safina Nabi Published on: 15 Mar, 2025
Misinformation in Syria: Natural Chaos or Organised Campaign?

Old videos inciting “sectarian strife,” statements taken out of context attacking Christians, scenes of heavy weaponry clashes in other countries, fabricated stories of fictitious detainees, and a huge amount of fake news that accompanied the fall of Bashar al-Assad’s regime: Is it the natural chaos of transition or a systematic campaign?

Farhat Khedr
Farhat Khedr Published on: 11 Mar, 2025
The Sharp Contrast: How Israeli and Western Media Cover the War on Gaza

Despite being directly governed by Israeli policies, some Israeli media outlets critically report on their government’s actions and use accurate terminology, whereas Western media has shown complete bias, failing to be impartial in its coverage of Israel’s aggression in Gaza.

Faras Ghani Published on: 5 Mar, 2025
Journalists in DR Congo Face New Threats, Censorship in a Decades-long Conflict

Countless journalists have been arbitrarily arrested, kidnapped or have disappeared in the fog of the protracted war tearing the eastern Democratic Republic of Congo apart. The renewed M23 offensive augurs a more uncertain future for these ‘soldiers of the pen’.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 3 Mar, 2025
International Media Seek Gaza Access; What Do Palestinian Journalists Say?

As international media push for access to Gaza, Palestinian journalists—who have been the primary voices on the ground—criticize their Western counterparts for failing to acknowledge their contributions, amplify their reports, or support them as they risk their lives to document the war. They face systemic bias and exploitation, and continue to work under extreme conditions without proper recognition or support.

NILOFAR ABSAR
Nilofar Absar Published on: 26 Feb, 2025
Journalism and Artificial Intelligence: Who Controls the Narrative?

How did the conversation about using artificial intelligence in journalism become merely a "trend"? And can we say that much of the media discourse on AI’s potential remains broad and speculative rather than a tangible reality in newsrooms?

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 23 Feb, 2025
The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Culture of silence: Journalism and mental health problems in Africa

The revealing yet underreported impact of mental health on African journalists is far-reaching. Many of them lack medical insurance, support, and counselling while covering sensitive topics or residing in conflicting, violent war zones, with some even considering suicide.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Feb, 2025
Will Meta Become a Platform for Disinformation and Conspiracy Theories?

Meta’s decision to abandon third-party fact-checking in favor of Community Notes aligns with Donald Trump’s long-standing criticisms of media scrutiny, raising concerns that the platform will fuel disinformation, conspiracy theories, and political polarization. With support from Elon Musk’s X, major social media platforms now lean toward a "Trumpian" stance, potentially weakening global fact-checking efforts and reshaping the online information landscape.

Arwa Kooli
Arwa Kooli Published on: 5 Feb, 2025
Charged with Being a Journalist in Sudan

Between the barricades of the conflicting parties, sometimes displaced, and sometimes hiding from bullets, journalist Iman Kamal El-Din lived the experience of armed conflict in Sudan and conveyed to Al-Sahafa magazine the concerns and challenges of field coverage in a time of deception and targeting of journalists.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
Eman Kamal El-Din Published on: 2 Feb, 2025
Sports Photojournalism in Cameroon: A Craft at Risk in the Digital Age

Sports photojournalists in Cameroon face growing challenges, from the rise of mobile photography and content creators to financial struggles, piracy, and a widespread expectation for free images. Despite these obstacles, professionals emphasise the need for innovation, investment in training, and greater respect for their craft to ensure the survival of photojournalism in a rapidly evolving digital landscape.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jan, 2025
The Occupation’s War on Journalism in the West Bank

Every day here is a turning point; every moment, every step outside the house could mean returning safely—or not. A journalist may be injured or arrested at any time.” This statement by journalist Khaled Bdeir succinctly captures the harsh reality of practicing journalism in the West Bank, particularly after October 7.

Hoda Abu Hashem
Hoda Abu Hashem Published on: 26 Jan, 2025
From Journalism to Agriculture or “Forced Unemployment” for Sudanese Journalists

How did the war in Sudan push dozens of journalists to change their professions in search of a decent life? In this article, colleague Muhammad Shaarawi recounts the journey of journalists who were forced by war conditions to work in agriculture, selling vegetables, and other professions.

Shaarawy Mohammed
Shaarawy Mohammed Published on: 23 Jan, 2025
October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Sound of Change: How Podcasting is Changing Journalism in India

India’s podcasting scene is on the rise, driven by affordable internet and changing content habits, yet still faces challenges like limited monetisation and urban-focused reach. Despite these hurdles, independent creators are using the medium to amplify grassroots narratives, shaping a more inclusive media landscape.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 9 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024