كليات الصحافة.. "الملجأ الأخير"

كليات الصحافة.. "الملجأ الأخير"

أثبتت التحولات الكبيرة التي شهدها الوطن العربي خلال السنوات التسع الأخيرة دور الإعلام وتأثيره في إحداث التغيير وإدارته، وأثبتت في الوقت ذاته حجم التشوهات التي يُعاني منها الإعلام العربي، وعمق الفجوة بين ما يُدرّس في القاعات وبين ما هو معمول به في المؤسسات الإعلامية.

لنحدد زاوية التناول أكثر، فالأحداث الأخيرة في الأردن من مظاهرات الدوار الرابع، وإضراب المعلمين، وتغطية حملة الاعتقالات لنشطاء أردنيين، أبرزت هذا التشوه، ورسمت علامة استفهام كبيرة على بعض المؤسسات الصحفية والإعلامية، إضافة إلى كفاءة مدخلات كليات الإعلام ومخرجاتها.

بدأ الأردن التعليم الأكاديمي في تخصص الصحافة عام 1981، عندما أُسس أول قسم صحافة في جامعة اليرموك، وكان تابعًا آنذاك لكلية الآداب. وفي العام 2008 تحوّل القسم إلى كلية للإعلام، تشمل ثلاثة تخصصات: الصحافة، الإذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة والإعلان.

وحتى العام 2019، كان يوجد في الأردن سبع مؤسسات تعليمية حكومية وخاصة تُدرّس الصحافة، هي: اليرموك، البتراء، الزرقاء، الشرق الأوسط، فيلادلفيا، جدارا، ومعهد الإعلام الأردني.

أما عن الأسس التي ترسم الخطوط العامة لعمل كليات الإعلام، فنلاحظ أن هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضعت معايير الاعتماد لتخصصات الصحافة بالتعاون مع كليات وأقسام الإعلام في الجامعات، فنجد أن البرنامج الدراسي لنيل درجة البكالريوس يتكون من 132 ساعة معتمدة، وبعض الجامعات تعتمد 135 ساعة، إضافة إلى المواد الإجبارية والاختيارية من حزمة متطلبات الجامعة.

كما تتضمن هذه المعايير تحديد 6 ساعات للتدريب الخارجي في المؤسسات الإعلامية، أو تدريب داخلي بالجريدة أو الإذاعة الخاصة بالجامعة. واليرموك تعد مثالا على ذلك.

واشترطت المعايير الأردنية أن تتوفر في المؤسسات التعليمية لتخصص الصحافة والإعلام أستوديوهات إذاعية وتلفزيونية، ومعدات التصوير الصحفي، وإصدار دورية أو صحيفة من إنتاج الطلبة، وإذاعة تدريبية، وموقع إلكتروني، وأرشيف صحفي. وحسب دراسة أجراها رئيس معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي، فإن هذه المعدات متوفرة بشكل كبير في كل من اليرموك ومعهد الإعلام الأردني، في حين تفتقر الجامعات الأردنية الأخرى إلى بعضها.

 

آلية انتقاء "معطوبة"

لا يتطلب قبولك في إحدى كليات الصحافة والإعلام الأردنية سوى المنافسة من خلال معدل امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، في حين كان نظام القبول لكلية الإعلام في جامعة اليرموك منذ تأسيس قسم الصحافة، أي منذ الثمانينيات وحتى مطلع التسعينيات، يجعل اجتياز المقابلة الشخصية شرطا أساسيًّا للقبول، ولكن في منتصف التسعينيات ألغي هذا الشرط.

غياب اختبارات القبول والمقابلات الشخصية في عملية قبول الطلبة في أغلب المؤسسات التعليمية، والتي تُعنى بتحديد الاستعداد الشخصي والمعرفي، ومدى إمكانية أن يصبح الطالب صحفيَّا، فتح المجال أمام قبول أعداد كبيرة جدًّا من الطلبة، وغالبًا تتجاوز الجامعات الطاقة الاستيعابية، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة البيئة التعليمية وشروط التحصيل الدراسي.

لو نظرنا إلى مستوى معدلات القبول في تخصصات الإعلام لعام 2019 في جامعة اليرموك، نجد أن معدلاتها متدنية لا تُنافس معدلات أعلى من تخصصات أخرى. فالصحافة مثلاً تَقبل الحاصل على معدل 76.1، والإذاعة والتلفزيون (79.8)، والعلاقات العامة والإعلان (73.6). وبهذه المعدلات فإن الطلبة من ذوي المعدلات المتدنية غير المهتمين بالإعلام وغير الراغبين فيه، يختارونه لأنه يتناسب في النهاية مع مجموع معدلاتهم في الثانوية العامة، وهنا يمكن أن نعتبر أن نظام القبول المعتمد على معدل المرحلة الثانوية فقط عامل مهم في انخفاض جودة وكفاءة طلبة الصحافة والإعلام، حيث لا يهتم باستعداد الطالب الشخصي ورغبته الحقيقية في أن يكون صحفيًّا.

وجهتُ سؤالا بسيطا إلى مجموعة من الطلبة الجدد بكلية الإعلام في جامعة اليرموك. وكان السؤال: "لماذا اخترت الإعلام؟".. تنوعت الأجوبة، فهناك من اختارها عن وعي وإيمان كبير بدور هذه المهنة وتأثيرها، وهناك من كان مغلوبًا على أمره، واعتبر دخوله كلية الإعلام تحصيل حاصل، فأجاب: "لا أدري، معدلي لم يسمح بغير الإعلام".

عندما يختار الطالب بإرادته أو إرادة معدله فقط دراسة تخصص الإعلام، وهو غير محيط بطبيعة هذا التخصص، وغير مدرك لحمل رسالته الكبيرة والصعبة، واقتناعه بعد ذلك بمظاهر شكلية وسطحية منه، بل وافتخاره بها، يوجِد لنا مجموعة من الطلبة المغرورين غير الملمين بأسس المهنة، وهذا برأيي النوع الأخطر من الطلبة العاملين في مجال الإعلام مستقبلا.

وإذا بقي الباب مفتوحا على مصراعيه لكل من هبَّ ودب لدخول كلية الإعلام، وتخريج الآلاف منها سنويًّا دون وضع خطة ممنهجة ودراسة علمية لحال الخريجين وكفاءتهم ومستقبلهم، فإننا سنشهد انحدارًا مستمرًّا  في جودة كليات الإعلام ومؤسساته، يقابلها ضعف الثقة بهذه الكليات والمؤسسات من قبل المجتمع.

 

"فجوة جيلية"

الهيئة التدريسية تعدّ لبنة أساسية من لبنات المنظومة التعليمية ككل، فعندما يكون بعض الأساتذة غير ممارسين للمهنة الصحفية ميدانيًّا، والبعض الآخر يفتقد المزاوجة بين الخبرة المهنية والجانب الأكاديمي، ولا يوجد لدى الكثير منهم القدرة على الخروج من سياق الكتب والمقررات الجامعية، فلا بد لكل ذلك أن ينعكس على جودة العملية التعليمية.

إضافة إلى ذلك، ظهرت مؤخرًا مشكلات جديدة تتعلق بالتحولات الراهنة في تكنولوجيا الاتصال والإعلام وطرق التدريس وأدواته وانعكاسها على معايير اختيار أعضاء هيئات التدريس. هذه التحولات كشفت النقاب عن فجوة جيلية بين بعض مدرسي الإعلام والطلبة، فالجيل الجديد لا يتقبل هؤلاء المدرسين، وهم -أي المدرسين- لا يعملون على تطوير أنفسهم ويعدّون الطالب دون المستوى.

خلال مسيرتي الجامعية، لاحظت أن بعض أعضاء هيئات التدريس المكلفين بإعطاء مساقات متخصصة في الإلكترونيات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التحرير يعرضون مادة بعيدة كل البعد عن المتطلبات، فبدل أن يكون الدرس عن كيفية التحرير الإلكتروني، يصبح عن كيفية كتابة الخبر بطريقة تقليدية بحتة، والمطالبة المستمرة من الطلبة بتقارير وأحاديث صحفية محررة تقليديًّا، والتغيير فقط كان في الوسيلة الإعلامية، بمعنى أن يُطلب من الطلبة تحرير أخبارهم وتقاريرهم تحريرا تقليديا، وينشر بعد ذلك في وسيلة إلكترونية، أو حتى تقليدية! 

أثار ذلك سخط الطلبة في هذا المساق. والسخط علا حتى وصل إلى المصارحة مع مدرس المادة بأن ما نفعله لا علاقة له بالمساق الأساسي، ولم يتغير شيء، إلا تقليل عدد الواجبات الأسبوعية، مع بقاء آلية تدريس المساق كما هي.

أستطيع أن أؤكد هنا أننا كلنا خرجنا من المساق كما دخلناه تمامًا، دون أي إضافة حقيقية أو اكتساب مهارة جديدة.

هذه الطريقة التقليدية في التدريس، رغم التطورات السريعة في مجال الإعلام، جعلت الكثير من الطلبة ينفرون من حضور المحاضرات، وإن اضطروا لحضورها، فيكون ذلك خوفًا من العقاب بالحرمان من المساق الدراسي، أو من نقصٍ محتمل  في العلامات وبالتالي في المعدل والتقييم النهائي.

هناك معضلة أخرى تتصل بالسلطوية التي تمنع الطلبة من الإدلاء برأيهم السياسي، أو رأيهم تجاه قضية أو أزمة وطنية تعيشها البلاد، فتغيب المناقشات الخاصة بالقضايا المعاصرة التي نعيشها، وهو غيابٌ يصاحبه غيابٌ في الرأي الآخر وتنمية المعرفة العامة السياسية، ليبقى في قاعة الدراسة رأيٌ واحد هو رأي الأستاذ، وهو غالبًا الرأي الذي يُراد له أن يسود.

إذن، يحق لي أن أقول إن غياب اختبارات القبول والمقابلات الشخصية في عملية قبول الهيئة التدريسية، والتي تُعنى بتحديد استعداد الكادر التدريسي لأداء رسالة تعليم الإعلام بكل كفاءة، والاستعداد للتطوير الدائم والتحسين المستمر ومواكبة ما يتطلبه التخصص، أفسح المجال أمام وجود أستاذ ضعيف، غير موثوق، وغير مرغوب فيه من الطلبة، وغير متفهم لاحتياجاتهم.

 

مناهج عتيقة

إن تصميم مناهج الصحافة الجيدة هو الأساس المتين لتأهيل خريجين يمارسون تعلمًا مستمرًّا، ويسعون إلى اكتساب المعرفة بالتعليم الذاتي والتدريب. 

خلصت البحوث في كل من أوروبا وأميركا وكندا إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي يجب أن تلتزم بها المناهج والخطط الدراسية في كليات الإعلام، أهمها: التحسين المستمر للمناهج ومواكبة التكنولوجيا، والتوازن في التعليم الصحفي بين الجانب الفلسفي والجانب التطبيقي، وتوفير وصف شامل لكل مادة دراسية ومراجعته في كل فصل.

في ضوء مراجعة الخطط الدراسية للجامعات الأردنية التي تتوفر على كليات أو أقسام للإعلام، نجد أن خططها الدراسية تلتزم بتدريس جميع الفنون الصحفية، إضافة إلى الصحافة الإلكترونية شكليًّا، حيث توجد اختلافات في جوهر المضامين، فهي تلتزم في عدد الساعات المعتمدة للخطة الدراسية، ولكن في الأغلب لا يتوفر نظام جودة داخلي يصف المواد بدقة، ويضمن أنها تعكس مسمى المساق الدراسي.

كراسات كثيرة غير محدّثة، وتتضمن معلومات ومراجع تعود لعشرات السنين، وكراسات أخرى تعتمد على الترجمة أو النقل الحرفي من مناهج كليات إعلام عربية، خاصة مصر.

وفي المساقات التي تدرس في أكثر من شعبة، يظهر تضارب وتناقض بين كراسات مدرسي نفس المادة، ومحاولة كل مدرس التأكيد أن ما تحتويه كراسته هو الصواب في الصحافة والمعتمد، وما دون ذلك غير صحيح أو ضعيف في أحسن الأحوال.

لا يتعلم الطلبة في كليات الإعلام مساقات متخصصة في التنمية الديمقراطية، ويقعون في تناقضات بسبب ما يدرسونه عن أهمية حرية التعبير وحرية الإعلام، وبين ما يتعاملون به من قيود متعددة ومعقدة في تشريعات وقوانين تحد من حرية الصحافة والإعلام.

وتنعكس قلة المواد التي تهتم بالتاريخ والجغرافيا السياسية، والمحيط التشريعي والقانوني والاقتصادي والبيئي والاجتماعي للبلاد، على محتوى مشاريع طلبة الإعلام، التي توصف بأنها مستهلكة ومكررة، ولا تضيف إلى الموضوع أو الطالب أي جديد.

ومن هنا تبرز أهمية إضافة مواد إلى طلبة الإعلام تنمي الجانب الثقافي والمعرفي لديهم، وتزيد مداركهم، وتحسن طريقتهم في رؤية الأمور ومحاكمتها ثم الحكم عليها، أو أخذ موقف معين منها، لا أن يكونوا عقولا فارغة يتم تسييرها والتحكم فيها.

ولا يخفى على أحد ضعف طلبة الإعلام في اللغة العربية الفصحى، من حيث التحدث بها بطلاقة أو التعبير من خلالها، أو حتى الكتابة الإملائية والنحوية، إضافة إلى قلة المواد باللغة الإنجليزية، وبالتالي عدم تمكّن الطلاب منها.

في هذا السياق، تقول مارغريت لوني وهي مديرة تحرير مساعدة في شبكة الصحفيين الدوليين: "ربما يجب على الجامعات أن تُعيد صياغة مناهجها التعليمية من خلال استقدام هيئة تعليمية ملمة بالتوجيهات الرقمية والمهنية، مما يجعل الكليات أكثر تكيفًا مع الاتجاهات الإعلامية الحديثة، خاصة إذا ما تميزت هذه الكليات ببعض المرونة لإعادة النظر في المناهج بالتزامن مع انتشار أدوات السرد القصصي والتقنيات الحديثة".

معرفة المشكلة والوعي بها تشكل جزءًا كبيرًا من الحل. الإجابة عن السؤال الأول: كيف يمكن لكلية الإعلام أن تُخرج صحفيًّا ناجحًا؟ تكون بمراجعة ودراسة كل العناصر السابقة بجديّة تسعى للتغيير ورفع الجودة والنوعية في تعليم الصحافة، والرغبة الجادة في تطوير الإعلام من أساسه، وذلك عن طريق وجود رؤية وطنية واضحة، وإرادة سياسية لإصلاح تعليم الصحافة.

1

الإرادة السياسية أولا

غياب الإرادة السياسية جزء مهم مما تعاني منه كليات الإعلام اليوم، ووجود بعض القوانين والتشريعات التي تقيّد حرية الصحافة وتُضعفها لا تساعد في تعليم الإعلام، إضافة إلى ضعف دور نقابة الصحفيين الأردنية، والتي تضع أمام خريجي طلبة الصحافة والإعلام عراقيل كثيرة تُصعّب انتسابهم إليها.

فالإصلاح إذا أُريد له أن يكون، يبدأ بالإرادة السياسية، وتعديل القوانين، وقوة النقابة، ولا بد لكل ذلك في النهاية أن ينعكس على إصلاح كليات وأقسام الإعلام في الجامعات الأردنية إصلاحًا جذريًّا ومتتابعًا، يشمل كل التحديات التي ذكرتها آنفًا ويذلل كل العراقيل أمامها.

وتكون أولى خطوات الإصلاح بإلغاء نظام القبول المعتمد على معدل الثانوية العامة فقط، وإحلال نظام جديد يعمل على "فلترة" من يستحق دراسة التخصص، برفع معدلات القبول في كليات وأقسام الإعلام، ويُحسب لمعدل الطالب 50% من أساس القبول، أما الـ50% الأخرى فتُحسب للاختبار وإجراء مقابلة شخصية مع الطالب الراغب في دراسة التخصص، تحدد "الطموح، والرغبة، والثقافة العامة، وحب المعرفة، والقدرات التحريرية والتحليلية.." لمعرفة رغبته الجادة في أن يكون صحفيًّا.

والإصلاح يتضمن -برأيي- إعادة النظر في معايير اختيار الهيئات التدريسية، فغالبا الجامعات لا تشترط حدًّا أدنى لمؤهلات المدرسين، باستثناء شهادة الدكتوراه في المجال المطلوب، ولا تختبر قدراتهم، ولا تراقب جودة أدائهم ولا مدى تحديث معارفهم ومهاراتهم بما يلائم التطور المستمر في مجال الإعلام.

لا بد كذلك من تعديل الخطط والمناهج الدراسية لتخصص الصحافة، وجعلها متوازنة بين النظري والتطبيقي، وتحديثها باستمرار لمواكبة التطور الكبير والسريع الحاصل في مجال الإعلام، إضافة إلى التركيز على تدريس اللغتين العربية والأجنبية لطلبة الإعلام، وإقرار مناهج أخرى متعلقة بالتاريخ والجغرافيا والثقافة العامة، وضمان جودة التدريب الميداني المقرر في الخطة الدراسية.

وأخيرًا، ينبغي أن تتوفر البيئة الجامعية المناسبة لإعداد وتأهيل جيديْن لطلبة الإعلام، وذلك بتوفير المعدات اللازمة والتجهيزات الضرورية، من أستديوهات تلفزيونية وإذاعية، وجريدة وإذاعة تدريبية، ومعدات التصوير الصحفي، ومواقع إلكترونية، ومختبر للتحرير الصحفي.

بعدها، يمكن لنا أن ننظر إلى إعلامنا بفخر، ونقول: نعم بهذا استطاعت كليات الإعلام أن تُخرج صحفيين ناجحين، مدركين للمهنة، عارفين بها، ظهورهم قوية لحمل رسالتها، ونفوسهم كبيرة لاستيعاب أخلاقياتها، عقولهم نيّرة، وأقلامهم حرّة، قادة للرأي العام، وممثلون عن الشعب، وعن الوطن أجمع.

 

More Articles

Newspapers: An Industry Adapting to Survive Through Digital Transformation

As digital transformation reshapes the media landscape, newspapers in Cameroon are navigating unprecedented challenges and opportunities. This evolution compels them to adapt their strategies to engage a new generation of readers amidst fierce online competition, decreasing government subsidies, and a decline in print sales.

Akem
Akem Nkwain Published on: 16 Jun, 2025
The Mental Toll on India’s Minority-Focused Freelance Journalists

Freelance journalists in India, particularly those reporting on marginalised communities and conflict zones like Kashmir, endure immense emotional and psychological strain, often without any institutional support. What are the hidden costs of reporting on violence, where telling the truth can come at a steep personal price?

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar Published on: 10 Jun, 2025
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 8 Jun, 2025
The Role of Social Science Tools in Enhancing Journalism

When French sociologist Pierre Bourdieu was asked about the contribution of the suburbs to elections, he replied that decades of colonialism and complex problems cannot be summarised in 10 minutes. The value of social sciences in supporting journalism is demonstrated when they address issues of society, power, and identity for the sake of better journalism.

Rehab Zaheri
Rehab Zaheri Published on: 6 Jun, 2025
Journalism Colleges in Somalia: A Battle for Survival

Journalism colleges in Somalia are struggling to survive due to outdated curricula, lack of practical training, insufficient funding, and a shortage of qualified educators, leading to declining student enrollment and interest. Despite efforts by institutions like Mogadishu University and Hormuud University to revive journalism education, these challenges persist, threatening the future of journalism in the country.

Al-Shafi Abtidon
Al-Shafi Abtidon Published on: 30 May, 2025
Philippine Activists Fight Archive Erasure and Revive Dictatorship-Era Memories

In the Philippines, archivists fight to preserve evidence of the country’s bloodied past, in hope that it will provide lessons for the future.

Tristan James Biglete
Tristan James Biglete Published on: 27 May, 2025
News Fatigue and Avoidance: How Media Overload is Reshaping Audience Engagement

A study conducted on 12,000 American adults revealed that two-thirds feel “exhausted” by the overwhelming volume of news they receive. Why is the public feeling drained by the news? Are audiences actively avoiding it, and at what psychological cost? Most importantly, how can the media rebuild trust and reconnect with its audience?

Othman Kabashi
Othman Kabashi Published on: 25 May, 2025
Journalism Associations' Fragmentation Weakening Press Freedom in Cameroon

Cameroon's fragmented media landscape has weakened collective advocacy, allowing government repression of journalists to go largely unchallenged. As press freedom declines, voices like Samuel Wazizi's are silenced, while disunity among journalists enables impunity to thrive.

Njodzeka Danhatu
Njodzeka Danhatu Published on: 20 May, 2025
Weaponized Artificial Intelligence: The Unseen Threat to Fact-Checking

How has artificial intelligence emerged as a powerful tool during wartime, and what strategies are fact-checkers adopting to confront this disruptive force in newsrooms? The work of fact-checkers has grown significantly more challenging during the genocide in Palestine, as the Israeli occupation has relied heavily on artificial intelligence to disseminate misinformation.

Ahmad Al-Arja
Ahmad Al-Arja Published on: 18 May, 2025
Indian Media Fuels Panic with Disinformation

Amid heightened India-Pakistan tensions in early May, Indian mainstream media flooded the public with fake news, doctored visuals, and sensationalist coverage, fueling mass anxiety and misinformation. Fact-checkers and experts condemned the media’s role, calling it a national embarrassment that undermined journalistic integrity and misled citizens during a critical geopolitical moment.

Junaid Kathju
Junaid Kathju Published on: 15 May, 2025
Reporting from the Ruins; Why We Must Keep Myanmar’s Journalists Alive and Online

In Myanmar, journalism has become a courageous act of resistance. As the military junta tightens its grip on information, journalists face growing technological, political, and security barriers. This article explores the urgent need to support Myanmar’s embattled media workers before the country slides into a full information blackout.

Annie Zaman
Annie Zaman Published on: 13 May, 2025
Palestinian Journalist Lama Ghosheh Refuses to Be Silenced Under Occupation

Despite ongoing repression under Israeli occupation, Palestinian journalist Lama Ghosheh continues her work with unwavering resolve, documenting the lived realities of her people. Her story is one of resistance, family, and the high cost of speaking truth in the face of systemic silencing.

Synne Furnes Bjerkestrand
Synne Bjerkestrand Published on: 9 May, 2025
Fact-Checking: The Last Line of Defense Against Occupation Propaganda in Palestine

Manipulation of information, intensive propaganda campaigns, and widespread disinformation were key features of the "narrative" battle that accompanied the war on Gaza. From the very beginning, the occupation sought to provide media cover for potential war crimes, but the work of fact-checkers exposed the foundations of its propaganda.

Khaled Attia
Khaled Attia Published on: 7 May, 2025
The Media Landscape in Sudan During the War

The ongoing war in Sudan has dismantled many media institutions, creating a vacuum filled by a vast stream of rumors and false information that has fueled internal conflict. A large segment of the public has turned to social media platforms in search of the truth, while some traditional media outlets continue to operate despite the targeting of their offices and journalists.

Mohammed Babiker Al-Awad
Mohammed Babiker Al-Awad Published on: 2 May, 2025
Western Media’s Double Standards on Muslim Women’s Suffering

When an Iranian student publicly protested against security forces by undressing, the moment garnered widespread attention in Western media. Meanwhile, even as 70 percent of those killed in Palestine are women and children, this ongoing violence—including the systematic killing, torture, and detention of Palestinian women—receives minimal coverage. This disparity raises urgent questions: How do Western media represent women’s issues in the Islamic world, and to what extent are such portrayals shaped by double standards?

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 24 Apr, 2025
Weaponizing the Law: SLAPPs Against Journalists and Press Freedom

SLAPPs—abusive lawsuits designed to silence journalists and activists—are surging across Southeast Asia, exploiting vague laws and weak protections to punish those who speak truth to power. As legal harassment intensifies, journalists face not only imprisonment and censorship but also emotional trauma, exile, and long-term damage to their careers.

AJR Contributor Published on: 17 Apr, 2025
Predicting the Future of Media in 2025

The rise of citizen journalism, the rethinking of long-form content, the evolution of video, and the exploration of AI opportunities are key elements of the media landscape forecast for 2025, according to a report from Harvard University's Nieman Lab.

Othman Kabashi
Othman Kabashi Published on: 15 Apr, 2025
In The Cross Fire: The Perils of Rural Journalism in India's Conflict Zones

In India’s conflict-ridden regions like Bastar and Manipur, local journalists—especially freelancers and women—risk their lives daily to report on corruption, displacement, and state violence, often without institutional support or protection. Their work, largely invisible to national media, exposes a stark reality where telling the truth can cost them everything, even their lives.

Quratulain Rehbar
Quratulain Rehbar Published on: 10 Apr, 2025
How Media Drives Collective Adaptation During Natural Disasters in Oman

This paper highlights how Omani media, during times of natural disasters, focused on praising government efforts to improve its image, while neglecting the voices of victims and those affected by the cyclones. It also examines the media’s role in warning against and preventing future disasters.

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 31 Mar, 2025
Is India Targeting Independent Media Through Tax Status Revocation?

In a move that’s sent shockwaves through India’s independent media landscape, tax authorities have revoked The Reporters’ Collective's non—profit status, claiming journalism doesn’t serve a “public purpose.” Critics warn this unprecedented action, echoed in similar crackdowns on other outlets, is part of a broader campaign to throttle investigative journalism and stifle dissent financially.

Bilal Kuchay
Bilal Kuchay Published on: 27 Mar, 2025
Western Media Bias and Complicity with Israel is Beyond Borders

Once again, Western media framed civilians within the context of "collateral damage" while covering Israeli attacks on Syria. The language of international law was absent, and the tragedy of civilians affected by military strikes was completely obscured, while justifications and cover for the occupation prevailed under the banner of "maintaining national security."

Zainab Afifa
Zainab Afifa Published on: 23 Mar, 2025
Rise and Fall of Kashmir’s First Independent Magazine, Kashmir Walla

Jailed, silenced, and erased—how a fearless journalist built Kashmir’s most vital independent news platform, only to see it brutally shut down by the state. The Kashmir Walla, known for its bold coverage of politics, conflict, and human rights, became too powerful to ignore—so they ensured it disappeared.

Safina
Safina Nabi Published on: 15 Mar, 2025
Misinformation in Syria: Natural Chaos or Organised Campaign?

Old videos inciting “sectarian strife,” statements taken out of context attacking Christians, scenes of heavy weaponry clashes in other countries, fabricated stories of fictitious detainees, and a huge amount of fake news that accompanied the fall of Bashar al-Assad’s regime: Is it the natural chaos of transition or a systematic campaign?

Farhat Khedr
Farhat Khedr Published on: 11 Mar, 2025
The Sharp Contrast: How Israeli and Western Media Cover the War on Gaza

Despite being directly governed by Israeli policies, some Israeli media outlets critically report on their government’s actions and use accurate terminology, whereas Western media has shown complete bias, failing to be impartial in its coverage of Israel’s aggression in Gaza.

Faras Ghani Published on: 5 Mar, 2025