ضد الحياد في الصحافة

ضد الحياد في الصحافة

هل كان على مراسل الجزيرة بغزة وائل الدحدوح أن يبقى على الحياد وأن يتجرد من أحاسيسه وهو يرى البرج الذي اشتغل فيه سنوات ينهار أمام عينيه؟ هل كان عليه أن ينقل الخبر بحياد بارد بالصيغة المتفق عليها: "الاحتلال يقصف البرج الذي يضم مقر الجزيرة" مشفوعًا ببعض التفاصيل عن تاريخ بناء البرج والمكاتب التي تشتغل هناك؟ وهل كان على الكاتبة والصحفية الأوكرانية سفيتلانا ألكساندروفنا ألكسييفتش، الحائزة على جائزة نوبل للآداب، أن تحافظ على مسافة الحياد وهي تروي قصة ضحايا كارثة تشرنوبيل وعن الإرهاب السوفياتي؟

 

لا حياد في الحقيقة

عندما نشر جون بول سارتر، الكاتب والصحفي الفرنسي، البيان الشهير ضد احتلال الجزائر، واجهت جريدة "ليبيراسيون"، التي كان يرأس تحريرها، انتقادات حادة بمعاداة المصالح العليا لفرنسا. كان موقف سارتر من الصحافة نابعًا من موقفه من العلوم الاجتماعية، بمعنى أن الحياد لا يمكن أن يكون سابقًا على قيم الإنسان المدافعة عن الحرية والعدالة والأخوة وهي الشعارات المؤطرة للثورة الفرنسية. 

بالنسبة لسارتر كانت الحرب خيارًا للشركات الرأسمالية الكبرى، ولم تكن قرارًا للشعب الفرنسي، وقد وظفت الدعاية والبروباغندا بالطريقة النازية، “لن يستطيع أحد أن يفرض علي أن أكون محايدًا حيال الشركات المدفوعة بسياسيين يملكون أقصى الرؤى تطرفًا، لا يمكن ذلك".

 هذه الكيانات السياسية أو التجارية التي قادت الحرب ضد الجزائر وضد بلدان أخرى تمتلك اليوم وسائل أكثر فعالية في الدعاية، حيث تعبر عن نفسها من خلال استراتيجيات تواصل مدروسة جيدًا وأحيانًا خاطئة تمامًا. إن نقل الخطاب في هذه الاستراتيجيات ينطوي على شكل من أشكال التواطؤ، وبالتالي هل يمكن أن يكون النقل "السلبي"، لأخبار تلك الكيانات نوعًا من الانحياز لها ولأطروحاتها؟

يمكن أن تكون الإجابة على هذا السؤال "لا" لو منحت الكلمة للجميع ووزعت بشكل عادل. إلا أن الواقع، لسوء الحظ، مختلف تمامًا. وهو ما يمكن إدراكه من أن أولئك الذين لم يكتسبوا زخمًا إعلاميًا بعد، يظلون غير مرئيين؛ بمعنى أن وسائل الإعلام تقوم ببتر الواقع واجتزاء الحقيقة التي تنسجم مع منطق "الرأسمال جبان" بتغطية خطابات بعض الفاعلين في الحياة العامة فقط، بينما تهمش الآخرين بمبررات تجارية ربحية أو تحيزات سياسية.

لهذا قد يكون الحياد مرغوبًا عندما يتعلق الأمر بتغطية الأخبار غير السياسية، أما حين يكون العمل الصحفي مرتبطًا بالأخبار السياسية والتجارية، فإن النموذج المثالي هو التعامل معها كمادة خام ثم تكثيف التحليلات النقدية، لتجنب الإيمان الأعمى بخطاب تم إعداده بشكل مسبق للإغواء أو الإقناع.

وعلى هذا النحو، لابد من مساحة تتعايش فيها الصحافة المحايدة مع الصحافة الملتزمة، بحيث يتخلى الصحفي في ظروف مهنية عن السرد البارد، ويسمح لنفسه ولو بفسحة صغيرة بالانغماس في السرد كصحفي فاعل ومتأثر بالقضايا التي يغطيها، إما بمؤثرات نفسية ذاتية أو خارجية (الخط التحريري، الإعلانات، الصداقة مع مسؤولي التحرير...إلخ).  

هناك حالات تفرض على الصحفي الانزياح عن معيار الحياد (توظف في بعض الأحيان كلمة انحراف للدلالة على المعنى بشكل أقوى). ففي مواجهة مواضيع معينة، من الصعب كبح العواطف والامتناع عن مشاركة الغضب مع السكان (مجازر الاحتلال الإسرائيلي، هجوم مسلح يقتل الأبرياء، الكوارث الطبيعية التي تخلّف الخراب والجرحى والموتى، عنصرية اليمين المتطرف...). وفي مثل هذه الحالات، يمكن "تبرئة" الصحفيين من "افتقارهم إلى الحياد" لأن "انحرافهم" هو موضوع إجماع اجتماعي وإنساني واسع. إن عدم الحياد في هذه المواقف بالتحديد، يحظى بكثير من التسامح خاصة في التجارب الأنجلوسكسونية لأنه مرتبط بشعور إنساني عميق لا يمكن مداراته ولا تجنبه.

لقد وجدت المشاعر السياسية (من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي) طريقة للتعبير عن نفسها بحرية، كما أن تطور الصحافة الرياضية واحتلالها مكانة بارزة في المشهد الإعلامي، جعلت قيمة الحياد ليس فقط قابلة للنقاش الأخلاقي، بل للنفي في بعض الأحيان. لهذا لم يعد مستغربًا ولا مستهجنًا أن ترى وسيلة إعلامية عالمية تفخر بنوع من الشوفينية بالدفاع عن ألوان فريق المدينة أو منتخب البلد.

إن الإيمان بيوتوبيا الحياد الصحفي أمر خطير، فالاعتقاد بأن الصحفي كائن خارق يستطيع التحكم في أحاسيسه وتجاوز تنشئته الثقافية، يتعارض مع الصحافة كحقل ينتمي للعلوم الاجتماعية، لكن التحيز المطلق، كما حدث لوسائل الإعلام الغربية وهي تغطي اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين هو أكثر خطورة من ذلك. 

هكذا، فإن مناقشة قيمة الحياد تنطلق من اعتبار أن الصحفي هو قبل كل شيء شاهد، والشهادة في الصحافة تراوح بين حدين: إما الشهادة في وسط متحيز تمامًا لسردية معينة متأثرة إما بالضغوط التحريرية أو التوجهات السياسية، أو الشهادة في وسط محايد، تكون فيه وسائل الإعلام قادرة على نقل الحقيقة بأكبر قدر ممكن من الحياد. 

بين هذين الحدين، تميل، إن لم تكن تخضع، الممارسة الصحفية في شكلها الحديث للحد الأول، حيث تطغى الحسابات السياسية والتجارية وحتى العنصرية على الشهادة. من هنا يأتي سؤال جوهري هو: لماذا يلام الصحفي الفلسطيني أو اليمني عندما تكون تغطيته موضوعية لكنها ليست محايدة؟ في الوقت الذي تكون فيه سردية الصحافة الغربية إما منحازة بشكل كامل للمعتدين أو تقوم ببتر السياقات الثقافية والاجتماعية في قصصها الصحفية. 

يبدو هذا المثال صارخًا جدًا، أيضًا، في تعاطي الصحافة الإٍسبانية مع قضية سبتة، بعد نزوح الآلاف من المغاربة نحو المدينة المحتلة، بما فيها أكثر الصحف رصانة مثل إلباييس التي انسلخت عن قيم الحياد الصحفي حتى وهي تحاول التسويق للموقف المغربي، فهي تتغاضى عن السياق الحقيقي للأحداث التي تشكل تاريخًا من الأزمات الحدودية والأمنية والنفسية أيضًا. 

لم تجد الصحف الإسبانية حرجا مهنيا كبيرًا في أن تصف المغرب بأنه يمارس الابتزاز وبأن سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان بحكم التاريخ، بل ثمة صحف ذهبت أبعد في ضرب قيمة الحياد حينما صورت ما حدث باعتباره جرس إنذار لمحاولة احتلال إسبانيا مثلما حدث في الأندلس.

لقد تجردت كل الصحف الإسبانية تقريبًا من قيمة الحياد، متماهية تمامًا مع الخطاب الرسمي إلى درجة تغاضت عن أن السلطة أنزلت الجيش إلى الشوارع واستعملت الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع، كما أنها بترت الحدث من سياقه، واصفة كل ما حدث بأنه كان نتيجة رغبة مغربية تم تمويلها بكثير من المال. والواقع أن جمرة التوتر اشتعلت بسبب تراكم أزمات سياسية وحدودية ونفسية أيضًا. 

هل يمكن تبرير هذا التخلي الواضح عن الحياد بمبادئ ممارسة مهنة الصحافة؟ أم أن هذه المبادئ يجب أن تكبح هذا "الانحراف"؟

 

مع الطرف الأضعف

إن ما يسمى اليوم بـ "حيادية المعلومات"، هو جزء من الرواية الرأسمالية للصحافة.  لا توجد معلومات محايدة. هناك حقائق وأحداث ووقائع سياسية واجتماعية وثقافية وجيوسياسية وعلمية تخضع لتحليلات متباينة، تؤجج النقاش الديمقراطي أو الجدل في مختلف مستوياته.

ثمة مثال مهم يفسر علاقة الحياد بالحقائق، إن عدد المشاركين في مظاهرة، يعد مؤشرًا رمزيًا لنجاح أو فشل أي حركة احتجاجية. لا مناص إذن من إعلان رقمين (على الأقل) من قبل الأجهزة: رقم المنظمين ورقم عناصر الشرطة. ماذا يفعل الصحفي في هذه الحالة مع العلم أن الأول يميل إلى تضخيم الرقم بينما تميل الثانية إلى تقزيمه؟ هل يكتفي بنقل رواية الشرطة ورواية المتظاهرين؟ وماذا لو كانت كلتا الروايتين غير صحيحتين ومدموغتين بالدعاية والدعاية المضادة؟ أين يبدأ الحياد، وأين ينتهي؟

في سنة 2017، غطيت أحداث حراك الريف شمال المغرب. كان الجو مشحونًا جدًا، وكانت المظاهرات تكاد لا تتوقف إلى أن شرعت قوات الأمن في اعتقال المحتجين. نجم عن حملة الاعتقالات اندلاع احتجاجات انتهت بـ "مواجهات" بين المتظاهرين والشرطة. اتهمت المنظمات الحقوقية قوات الأمن بالإفراط في استعمال القوة، ولأني ابن المنطقة وأعرف جزءًا كبيرًا من قيادات الحراك الاحتجاجي ومن الذين اعتقلوا، وكنت شاهدًا في الميدان على ما جرى، أصبحت المسافة السوسيولوجية للحياد صعبة وغير قابلة للتحقق، رغم تلك الصيغ المبنية للمجهول التي كانت تخترق كل المقالات تقريبًا.

نعم كنت شاهدًا، والشهادة في الميدان يجب أن تكون رديفة للسرد والبحث عن زوايا جديدة تسمح لك بتصريف الانحياز إلى الطرف الأضعف، أقصد هؤلاء الشباب الذين واجهوا تهمًا ثقيلة في المحكمة. ولئن كان الانحياز يبدو متعذرًا في التغطية الخبرية الجامدة التي تصف الوقائع كما هي، فإن التحقيقات الاستقصائية أو الاستطلاعات الصحفية التي تقارب قضايا إنسانية، تسمح بالانحياز متى رأى الصحفي أنه يخدم المصلحة العامة المتمثلة في الوظيفة الكلاسيكية للصحافة: مراقبة السلطة.

 اليوم، وقد مرت أربعة أعوام على التغطية، وأستطيع أن أرى الأمور بوضوح بعيدًا عن أي تأثيرات أو ضغوطات مهما كانت، أجدني أستحضر مذكرات صحفي جريدة "لوموند" فيليب هرمان حول ما عايشه أثناء حرب إسرائيل وحزب الله سنة 2006 بلبنان. يعترف الصحفي في كتاب " الحرب القذرة"، أنه كان دائمًا منحازًا لقيم اليسار، وقد أفصحت هذه القناعات عن نفسها "وأنا أرى مشاهد أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ، وآثار تدمير البنية التحتية والقصف الأعمى للمدنيين، كتبت يومها تغطية طويلة، أسرد فيها التطورات العسكرية التي تصادفت مع محاولة التوغل البري الإسرائيلي في نهر الليطاني، لكني وأنا أوظف الشهادات في متن المقال، كنت منحازًا وإلا كان علي أن أطلق مهنة الصحافة فورًا". 

الحياد في الصحافة ليس نقصًا في الالتزام، ولكنه قد يعني عدم التعصب، وفهم أسباب الآخر، والمراهنة على تعددية الأفكار، وعدم الانجراف مع الانفعالات أو الأيديولوجيات. في مدارس الصحافة القديمة، تم ترسيخ فكرة أنه على الصحفيين أن يكونوا موضوعيين، وعلى مر السنين قامت الجامعة بتصحيح المفهوم: قبل كل شيء، ما ينبغي أن يكون هو الصحفيون الصادقون.

يفرض الحياد على الصحفي مسافة متساوية فيما يتعلق بالجماعات والأحزاب. تسمح هذه المسافة بالفحص النقدي للآراء وإمكانية تقديم معلومات ذكية ونزيهة وذات مصداقية للقراء. بيد أن الحل الوسط يبدو متعارضًا مع الفكرة الليبرالية عن الصحافة، لأنه يطلب من الصحفي تقديم المعلومات بنية واضحة وخيار محدد. وفقًا للصحفي فإنه "يجب أن تكون جميع المعلومات مقصودة". القصد الذي يحدث أحيانًا بطريقة محسوبة، وفي حالات أخرى يحدث دون وعي. على أي حال، فإن المعلومات "غير المحايدة" في الكثير من الأحيان تساير ميزان المصلحة العامة.

 

المصلحة العامة أولا

من هذا المنطلق، يصبح الصحفي مناضلًا وملتزمًا بكل ما يخدم الصالح العام، والنضال لا يعني المفهوم الفج للانخراط السياسي والأيديولوجي، بل يشمل: أسلوب الصحفي، تفضيلاته، الصور المصاحبة للسرد... ولعله من الصعوبة البالغة العثور على قصة معقمة دون أي إشارة إلى أسلوب الصحفي أو وجهات نظره، أو رؤيته في اختيار الأحداث، وطريقته في سردها وشكل تسلسلها. إنه الأثر الشخصي-الذاتي للراوي، فهل يمكن تجنب الأثر الشخصي؟ هل نريد أخبارًا كاملة مثل تعليمات استخدام الغسالة؟ هل هذا يتعارض مع صحة المعلومات؟ 

يرى عبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط أنه "ليس ثمة حياد بقدر ما هناك توازن للمادة الإعلامية، وبالتالي فعناصر الفعل الإعلامي المهني تحرر الصحفي من "سجن" الحياد الذي قد ينتفي فيه الرأي، علمًا أن الصحافة تقوم على مرتكزين أساسيين: الخبر والرأي. ثم إن المادة الصحفية يتم إنتاجها وتطويعها لتنسجم والخط التحريري الذي يعتبر هوية الوسيلة الإعلامية وجوهر وجودها". كذلك، يعتقد بنصفية أنه "لا يمكن تصور إنتاج المادة الصحفية خارج منطق التسويق الذي يعتبر سعة الجمهور والضغط الاجتماعي الذي تحققه هو بمثابة المؤشر لنجاعة المادة المعروضة. بمعنى آخر نستحضر دائمًا اختيارات الجمهور والتي كثيرًا ما توجه الإنتاج الصحفي. زيادة على هذا، كيف يمكن تصور معنى الحياد في ظل الارتباط العضوي أحيانا لوسيلة الإعلام بالدوائر الحكومية أو السياسية أو التجارية/الأعمال/ جماعات الضغط/اللوبيات...؟ 

وسائل الإعلام لم تنزل من السماء مع الملائكة، إنها ملك لشركات وأشخاص أو جمعيات، تقوم ببيع المعلومات والأخبار، وبالتالي ليست هناك وسيلة إعلامية واحدة مستقلة تمامًا أو "نقية".

ينبغي على وسائل الإعلام أن تحافظ على هذه التعددية الليبرالية واليمينية واليسارية لأن التعددية والنقاش والصدام أحيانًا بين المواقف المتناقضة، بالإضافة إلى وضوح وشفافية توجهات مختلف الأطراف، أمور تعزز الديمقراطية وتخدم حقنًا في المعرفة والإخبار. كما ينبغي على الصحفي، وهذا هو المهم، أن يتعامل مع مبدأ الحياد في الصحافة ليس كقانون مُنزل، بل كقاعدة متغيرة حسب الأحداث وحسب الظروف، وإلا كنا سنصدق أن الفلسطينيين هم من يبيدون الإسرائيليين.

 

More Articles

The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 9 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Orientalism, Imperialism and The Western Coverage of Palestine

Western mainstream media biases and defence of the Israeli narrative are connected to orientalism, racism, and imperialism, serving the interests of Western ruling political and economic elites. However, it is being challenged by global movements aiming to shed light on the realities of the conflict and express solidarity with the Palestinian population.

Joseph Daher
Joseph Daher Published on: 1 Apr, 2024
Ethical Dilemmas of Photo Editing in Media: Lessons from Kate Middleton’s Photo Controversy

Photoshop—an intelligent digital tool celebrated for enhancing the visual appearance of photographs—is a double-edged sword. While it has the power to transform and refine images, it also skillfully blurs the line between reality and fiction, challenging the legitimacy of journalistic integrity and the credibility of news media.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 26 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Why Journalists are Speaking out Against Western Media Bias in Reporting on Israel-Palestine

Over 1500 journalists from various US news organizations have signed an open letter criticizing the Western media's coverage of Israel's actions against Palestinians. They accuse newsrooms of dehumanizing rhetoric, bias, and the use of inflammatory language that reinforces stereotypes, lack of context, misinformation, biased language, and the focus on certain perspectives while diminishing others. They call for more accurate and critical coverage, the use of well-defined terms like "apartheid" and "ethnic cleansing," and the inclusion of Palestinian voices in reporting.

Belle de Jong journalist
Belle de Jong Published on: 26 Feb, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024
Artificial Intelligence's Potentials and Challenges in the African Media Landscape

How has the proliferation of Artificial Intelligence impacted newsroom operations, job security and regulation in the African media landscape? And how are journalists in Africa adapting to these changes?

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 18 Feb, 2024
Media Monopoly in Brazil: How Dominant Media Houses Control the Narrative and Stifle Criticism of Israel

An in-depth analysis exploring the concentration of media ownership in Brazil by large companies, and how this shapes public and political narratives, particularly by suppressing criticism of Israel.

Al Jazeera Logo
Rita Freire & Ahmad Al Zobi Published on: 1 Feb, 2024
The Perils of Unverified News: A Case of Nonexistent Flotillas

Can you hide one thousand ships in the middle of the Mediterranean Sea? I would say not. But some of my fellow journalists seem to believe in magic.  

Ilya
Ilya U Topper Published on: 16 Jan, 2024
In the Courtroom and Beyond: Covering South Africa's Historic Legal Case Against Israel at The Hague

As South Africa takes on Israel at the International Court of Justice, the role of journalists in covering this landmark case becomes more crucial than ever. Their insights and reporting bring the complexities of international law to a global audience.

Hala Ahed
Hala Ahed Published on: 12 Jan, 2024
Did the NYTimes Manipulate the Sexual Violence Allegations of October 7?

An in-depth examination of the New York Times's investigation of alleged sexual assaults by Hamas during the Israeli war on Gaza, highlighting ethical concerns, and the impact of its reporting on the victims' families. It questions the journalistic integrity of the Times, especially in the context of Western media's portrayal of the Israeli-Palestinian conflict.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 7 Jan, 2024
Is The New York Times Reproducing Allegations of 'Sexual Violence' to Downplay Israeli Crimes?

The New York Times' report on alleged sexual violence by Palestinian militants raises profound concerns about discrepancies in key testimonies and a biased reporting that aligns with Israeli narratives and downplays Israeli crimes in Gaza.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 31 Dec, 2023
Embedded journalism: Striking a balance between access and impartiality in war zones

The ethical implications of embedded journalism, particularly in the Israeli invasion of Gaza, raise concerns about the compromise of balance and independence in war coverage.

Abeer Ayyoub
Abeer Ayyoub Published on: 19 Dec, 2023
Through a Mexican lens: Navigating the intricacies of reporting in Palestine

A Mexican journalist's journey through the complexities of reporting on Palestine and gives tips on how to manage this kind of coverage.

Témoris Grecko
Témoris Grecko Published on: 10 Dec, 2023
Echos of Israeli Discourse in Latin American Media on Gaza

Heavily influenced by US and Israeli diplomatic efforts, Latin American media predominantly aligns with and amplifies the Israeli perspective. This divergence between political actions and media representation highlights the complex dynamics shaping Latin American coverage of the Gaza conflict.

Rita Freire Published on: 23 Nov, 2023
Critique of German media's handling of Gaza Conflict

The German media's coverage of the Gaza conflict has been criticized for being biased, presenting a distorted view of the conflict, focusing only on the Israeli perspective, and downplaying the suffering of Palestinians. This biased reporting undermines the media's role as an objective source of information and fails to provide a balanced view of the conflict.

AJR Contributor Published on: 16 Nov, 2023
Colonial legacy of surveillance: hidden world of surveillance technology in the African continent

African nations’ expenditure on surveillance technology from China, Europe and the US is a direct threat to the media, democracy and freedom of speech, and an enduring legacy of colonial surveillance practices.

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 14 Nov, 2023
How the New York Times fuelled a crackdown on journalists in India

Vague reporting and a piece ‘laden with innuendo’ by the New York Times gave Indian authorities the excuse they needed to crack down on news website Newsclick

Meer Faisal
Meer Faisal Published on: 31 Oct, 2023
Journalists feel the pain, but the story of Gaza must be told  

People don’t always want to hear the historical context behind horrifying events, resorting even to censorship, but the media must be free to provide it

Aidan
Aidan White Published on: 30 Oct, 2023
Queen Rania is absolutely right - Western media’s double standards on Gaza

Why does international media use loaded and dehumanising language about the Palestinians when reporting on the Israeli bombardment of 2.2 million people in Gaza?

Abeer Ayyoub
Abeer Ayyoub Published on: 27 Oct, 2023
'War propaganda' - Brazil’s media has abandoned journalistic standards over Gaza

Brazil’s mainstream media, in its unwavering support for Israel, is out of step with public and social media responses to the bombardment of Gaza

Bruno
Bruno Lima Rocha Beaklini Published on: 25 Oct, 2023