التنوع.. صدى صرخة جورج فلويد داخل غرف التحرير

"كنت بصفتي ناشرا للصحيفة أتعرض لضغوط من أطراف مختلفة، بعضها لاعتراض شخصي على هذا الكاتب أو ذاك، بسبب أسلوبه أو خلفيته السياسية والفكرية" (تصوير: كريس جي راتكليف).

التنوع.. صدى صرخة جورج فلويد داخل غرف التحرير

يعد التنوع الفكري والسياسي والثقافي داخل غرف التحرير آخر قلاع المسكوت عنه في مجال الصحافة وأخلاقياتها؛ فقد ابتدعت هذه المهنة في بداياتها فكرة "الخط التحريري"، ومن خلالها أمكن تمرير كل شيء: الحياد والمهنية والموضوعية، كما التقييد والتوجيه والحصار.

يسمح الخط التحريري بتحديد هوية الصحفيّ وانتمائه وفكره، وحتى لون بشرته الذي يمكنه من الالتحاق بغرفة التحرير؛ إذ كيف لصحفي أسود البشرة أن يلج غرفة تحرير صحيفة يمولها رجل أعمال أبيض متطرف مثلا؟

 

التنوّع أطال عمر صحيفة

عشتُ شخصيا تجربة مهنية في السنوات الأخيرة كانت كلمة السر في الجانب المشرق منها (لا شك أن لها جوانب أخرى أقل إشراقا) هي التنوع الفكري والسياسي والثقافي؛ فقد كانت صحيفة "أخبار اليوم" المغربية في بداية العام 2018 تعيش واحدة من أخطر أزماتها، حين توليتُ الإشراف على إدارة نشرها. كان الكثيرون، إن لم يكن أغلب المراقبين، يتوقعون انطفاء شعلة هذه الصحيفة خلال أسابيع أو شهور من بدء أزمتها، لكنها تمكنت من الصمود والاستمرار لنحو ثلاث سنوات لأسباب كثيرة؛ أهمها -أو أقربها إلي- هو احترام التنوع داخل غرفة تحريرها الذي انعكس على جودة العمل الصحفي.

كثيرا ما تعمد المؤسسات الصحفية إلى اختيار الانتماء إلى "معسكر" معين، إن لم يكن ميلا منها إلى أفكاره ومرجعياته، فسعيا إلى إبقائه "ظهرا" وسندا لها في مهنة قدرُها أن تتحرك بين أقدام "الفيلة" من أصحاب النفوذ والسلطة. لكن خياري بصفتي مديرا للنشر (أي مسؤولا أمام القانون وأمام القراء ومن يشعرون بقدر من الانتماء أو التعاطف مع الصحيفة) كان هو التنوع والانفتاح على جميع الآراء والأفكار، مع الإبقاء على الانحياز الوحيد لجهة البحث عن الحقيقة والقيام بدور الصحافة في السهر على مصالح المجتمع وإبقاء كل ذي سلطة أو نفوذ تحت الأضواء الكاشفة.

في لحظة استهداف واضح لصحيفة يعرف الجميع أنها كانت الأكثر إزعاجا وإرباكا للأطراف الساعية إلى الهيمنة وفرض وجهة نظرها عبر أساليب مختلفة، كان البعض يتوقع من الصحيفة تطرفا في المواقف وانحيازا سافرا لهذه الجهة السياسية أو تلك لتحصيل الدعم والمساندة، لكن الانحياز الذي وقع كان لجهة المهنة والوظيفة التي اختُرِعَت من أجلها الصحافة.

أول خطوة في هذا الاتجاه تمثلت في وضع الحيز المخصص لنشر الرأي اليومي (بمثابة افتتاحية) رهنَ إشارة أقلام مختلفة ومتنوعة حد التناقض أحيانا؛ فكنتَ تجد رأي كاتب له خلفية يسارية واضحة في هذا اليوم، ومقالا لصحفي منحدر من تجربة سياسية ومهنية إسلامية في اليوم الموالي، ثم تجد قلما ذا مداد محافظ فكريا في اليوم الثالث، ثم كاتب بنبرة شبه علمانية في اليوم الرابع، وهكذا.

لم يكن هذا التنوع والاختلاف ضد وحدة الخط التحريري للصحيفة ولا طمسا لهويتها كما اعتقد البعض في البداية، بل كان كُتّاب تلك المقالات الافتتاحية في مستوى من المهنية جعلهم يحتفظون بالمشترك والمتفق عليه مهنيا، مع استثمار مساحة الحرية شبه المطلقة في التعبير عن الآراء، حتى إنهم كانوا أحيانا يدلون بتعليقات متعارضة حول الحدث نفسه، أو يفتحون زوايا للنقاش والتحليل أغفَلَتها التغطية الإخبارية والتقارير الصحفية.

أدى ذلك في النهاية إلى تقوية مصداقية الجريدة ومكانتها لدى القارئ؛ على اعتبار أنها صحيفة ذات اختيار تحريري واضح من حيث الموقع الذي اختارته بين القوى السياسية والاقتصادية المتنافسة، لكنها لا تقصي أي وجهة نظر مهما كان اختلافها معها كبيرا.

واجهَتْ هذه التجربة صعوبات ومقاومة كبيرة في بدايتها؛ إذ كنتُ -بصفتي ناشرا للصحيفة- أتعرض لضغوط من أطراف مختلفة، بعضها لاعتراض شخصي على هذا الكاتب أو ذاك، بسبب أسلوبه أو خلفيته السياسية والفكرية، وبعضها الآخر لرغبة من البعض في حمل الصحيفة على الاصطفاف إلى جانبه سياسيا. لكن، ومع مرور الوقت، تحوّل هذا المعطى المتمثل في التنوع واحترام الاختلاف داخل هيئة التحرير إلى مصدر قوة للصحيفة وسبب رئيس لاستمرارها؛ لأنه أصبح أكبر دليل على حيادها ومهنيتها وبعدها عن خدمة أي أجندات أو توجيهات للرأي وزوايا المعالجة الخاصة بمضمونها نحو هذه الوجهة أو تلك.

 

2
التنوع السياسي والثقافي في بلد يضج بالروافد عنصر قوة داخل غرف التحرير (شترستوك). 

 

إرث جورج فلويد

لم يصبح موضوع التنوع داخل غرف التحرير مادة للتحليل (بهذه الطريقة القوية) في مختبرات الإعلام الحديثة إلا بعد حادثة مقتل جورج فلويد؛ الأمريكي من أصول أفريقية، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة خنقا تحت ركبة شرطي أمريكي أبيض يوم 25 مايو/أيار 2020.

اتخذ النقاش حول فكرة التنوع مسلكين اثنين؛ أحدهما أخلاقي، على اعتبار أن الحادثة كسرت أخيرا طابو الحدود المهنية التي يخلفها تنميط غرف التحرير؛ إذ لا يمكن أن تحضر بعض المواضيع إلا بحضور ممثلين للفئات التي تعاني من تبعاتها، فيما كان المسلك الثاني تجاريا محضا؛ فبعض الدراسات تحاول "إغراء" الناشرين بالعائد المالي الذي يحققه التنوع داخل غرف التحرير، حين يسمح لها ذلك بتوسيع قاعدة جمهورها ومن ثم زيادة أرباحها من المبيعات والاشتراكات والإعلانات.

لكن علاقة المؤسسة الصحفية مع الجمهور تحتاج إلى أكثر من المصداقية والثقة؛ فالاكتفاء بهذا المستوى ينطوي على قدر غير هين من التعالي وادعاء حيازة "سلطة معنوية" ما على المتلقي؛ أي إنه عليك أن تدعمنا لأننا نملك ناصية المهنة ونقدمها لك وفقا لقواعدها الصارمة. تحتاج هذه العلاقة، ولو جزئيا، إلى شعور المتلقي بأن المؤسسة الإعلامية "تمثله" بشكل أو بآخر.

فحين يكون هذا الجمهور المستهدف متنوعا ومركبا، لا يمكن جعله يشعر بوجود هذا النوع من التمثيلية من خلال المحتوى وحده مهما بلغت درجة تنوعه، بل يحتاج المشاهد أو القارئ أو المستمع أن يشعر بوجود إنسان "يشبهه" خلف إنتاج المحتوى ونشره. في الشاشة يدقق المشاهد في تفاصيل من يخاطبه وملامحه وهندامه، وفي الإذاعة يكون لامتلاك ناصية اللغة وحضور تلك اللكنة والنبرة القريبة من المتلقي في صوت المذيع أهمية أساسية، وفي الصحافة المقروءة أيضا يحتاج المتلقي إلى الشعور بوجود أفراد داخل غرفة التحرير ينحدرون من منطقته، أو فئته، أو عرقه... إلخ هكذا يتجاوز المتلقي عتبة الاقتناع ليصل إلى الشعور بقدرة هذه المنصة على نقل انشغالاته وهمومه الخاصة.

 

3
لا يمكن أن تحضر بعض القصص إلا بحضور ممثلين للفئات التي تعاني من تبعاتها (شترستوك). 

 

تنوع الانتماءات.. تنوع الخلفيات

كشفت دراسة لمؤسسة نايت الأمريكية غير الربحية، أُنجِزَتْ قبل حادثة جورج فلويد، أن 69 بالمئة من الأمريكيين يعتبرون أن من المهم  لغرفة التحرير أن تعكس التنوع السكاني للبلاد، وترتفع أهمية هذا التنوع لدى الفئات الأقل حظا في مجالي المال والسلطة؛ كالأمريكيين من أصول أفريقية أو الناطقين بالإسبانية أو ذوي الأصول الآسيوية (1). 

إذا لم تكن غرفة التحرير متنوعة بما يكفي، سينعكس ذلك بالضرورة على طبيعة التغطية التي تقوم بها والمواضيع التي تتناولها. التحلي بحس مهني عال وثقافة واسعة ورغبة -وإن كان حافزها ماديا/تجاريا- لا يعوض القدرة التي يتمتع بها الانتماء الاجتماعي أو العرقي أو الثقافي لعضو غرفة التحرير، والذي يجعله "متحدثا" باسم الفئة التي ينحدر منها، سواء شعر بذلك أم لم يشعر؛ ففي الحالة الأمريكية، حيث تتوفر أعلى درجات وفرة الإحصائيات والمعطيات المفتوحة، تجد التفاوتات الاجتماعية وظواهر العنصرية والتهميش الموجودة في المجتمع أحد تفسيراتها في بنية المؤسسات الإعلامية؛ إذ كشف استطلاع التنوع الذي أجرته جمعية ناشري الصحف الأمريكية سنة 2019 أن أقل من 19 بالمئة من مسيري جميع المؤسسات الإعلامية المطبوعة والإلكترونية هم من ذوي البشرة السوداء (2)، بينما كشف استطلاع آخر أن 17,2 بالمئة فقط من مديري الأخبار في القنوات التلفزيونية و8 في المئة فقط من مديري الأخبار في المحطات الإذاعية هم من ذوي البشرة السوداء (3).

ومهما بلغت درجة الصرامة في توحيد و"تنميط" العمل داخل غرفة التحرير، فإن الخلفية الثقافية والانتماءات الخاصة بكل فرد من أفراد الطاقم تنعكس على المحتوى الذي ينتجه. والصحفي الذي لا ينتمي إلى إحدى الفئات العرقية أو اللغوية أو الثقافية للمجتمع معرض بشكل كبير للسقوط في خطأ استعمال الأحكام المسبقة وتكريس الصور النمطية، اعتقادا منه أنها جزء من "الحقيقة".

وينطبق الأمر نفسه على الاختلافات السياسية والفكرية؛ ذلك أن الصحفي المنحدر من مدرسة فكرية "تقدمية"، لا يمكنه أن يحجب فكرة اعتباره بعض التيارات الفكرية الأخرى "رجعية" أو "متخلفة"، كما لا يستطيع الصحفي الذي صَقَل ثقافته في حضن تيار فكري محافظ، أن يطرد من فكره وهو يخبر أو يعلّق على موضوع يهم المختلفين معه فكريا أنهم "يخدمون الأعداء" أو يشقون "الصف الوطني". ويزداد وقع الخلفية الفكرية والثقافية الخاصة بالعضو في غرفة التحرير، حين يتعلّق الأمر بموقف "أخلاقي" تجاه فئة ذات اختيارات مختلفة في المجال العام أو على صعيد الحياة الشخصية.

 

4
أحيا مقتل جورج فلويد النقاش حول "عنصرية" بعض غرف التحرير وعدم قدرتها على الكتابة عن مواضيع السود بشكل عميق (تصوير: أوكتافيو جونز - رويترز). 

 

إعلام متنوع لا حاطب ليل

قصة البحث عن التعدد والتنوع السياسي والثقافي داخل صحيفة "أخبار اليوم"، كما عشتُها، لم تقتصر على صفحتها الأولى وافتتاحيتها وتغطياتها الإخبارية، بل شملت حتى مقالات الرأي التي كانت تُنشر في صفحة داخلية يومية، إلى جانب أعمدة قارّة في الصفحة الأخيرة. يُفترض، حسب المفهوم الكلاسيكي لغرف التحرير، أن تُحدَّد مساحة الحرية لكُتّاب الأعمدة ومقالات الرأي من طرف المؤسسة الإعلامية، بالاستناد إلى معسكر اصطفافها ومصادر تمويلها وميولات ناشرها الفكرية والسياسية والثقافية.

إنه أمر نجحت صحيفة "أخبار اليوم" المتوقفة عن الصدور في كسره، من خلال المشارب المختلفة لكتاب أعمدتها القارة، لدرجة أننا كنا نحرص بشكل متعمد على عدم الجمع، ما أمكن، بين رأيين يمتحان من المرجعية الفكرية نفسها في العدد نفسه؛ فكنتَ تجد كاتبا يمينيا في هذا الركن وآخر يساريا في الركن المقابل، وأحيانا كان يتوسطهما رأي من فصيلة ثالثة.

تجربة التنوع هذه كانت تصل مداها في تقليد كانت تمارسه هذه الصحيفة، يتمثل في إعطاء الكلمة لعدد كبير من الشخصيات السياسية والفنية والثقافية للإدلاء بآرائهم حين يتعلق الأمر بقضية كبيرة أو ملف حساس أو حدث مهم، لكنه لم يكن تنوعا أعمى ولا حاطب ليل؛ إذ حرصت هذه التجربة على تجنب الكثير من الوجوه المستهلكة والتي تردد الرواية نفسها (غالبا ما تكون رسمية أو شبه رسمية)، لكنها تتجنب أي مجازفة بتجاوز المسموح به في التحليل والنقد، وهو ما كان يصيب خصوم هذه الصحيفة بالجنون.

وأذكر، في أحد ملفاتها الأخيرة من هذا النوع، كيف أن الأطراف التي كانت تزعجها هذه الصحيفة بوجودها ونوعية الصحافة التي تمارسها، قد عابت عليها الاقتصار على رأي واحد في تناول الموضوع، ولم تكن تلك الأطراف تقصد سوى أن جميع المشاركين ممن يُشهد لهم بالاستقلالية والنزاهة الفكرية هم من يشاركون في تحليل الأحداث الكبرى. وفي واقع الأمر، كان المشاركون في ذلك الملف يتناقضون فيما بينهم من حيث المنطلقات وحتى النتائج: كان منهم اليساري واليميني والإسلامي والليبرالي، المعتدل والجذري. وحتى في السؤال الذي طرحته عليهم الصحيفة كانت إجاباتهم مختلفة ومتناقضة.

 

تنوّع عمودي بين الأجيال

ينبغي الانتباه إلى أن التنوع داخل غرف التحرير لا يتعلق فقط بالاتجاه "الأفقي"؛ أي بالانتماءات الفكرية والسياسية والعرقية والثقافية، بل هناك أيضا اختلاف وتنوع مهم في الاتجاه "العمودي"، ويتعلق بالأجيال المختلفة. كثيرا ما تسقط المؤسسات الإعلامية العريقة والراسخة في المهنية فيما يشبه "الفقاعة" التي بات الحديث عنها في علاقة بالشبكات الاجتماعية، أي انغلاق الفرد أو المجموعة في حيّز صغير والقيام بعمليات التبادل والنقاش داخل هذا الحيز، مع شعور واهم بوجود الاختلاف والتنوع.

وأذكر دائما تلك التجربة الخاصة التي عشتُها في أول تدريب مهني خضته بصفتي طالبا للصحافة صيف العام 2006، في واحدة من أعرق الصحف المغربية، حيث عبّر مدير نشرها، وهو صحفي  مجرّب وأديب مرموق، عن دهشته تجاه الأفكار البسيطة التي أتيتُ بعد سنة واحدة من دراسة الصحافة أحملها معي، لدرجة وضعني معها في موقف محرج وهو يصر علي كي أنجز تقريرا شاملا حول الصحيفة ومضامينها وأبدي فيه ملاحظاتي، وهو ما جعلني في موقف صعب مع بعض الصحفيين ورؤساء التحرير ومسؤولي بعض الأقسام الذين واجهَهُم في اجتماع رسمي بما قدمته من ملاحظات.

هذا الاتجاه "العمودي" في التنوع داخل غرف التحرير زادت من أهميته تكنولوجيا الاتصال الحديثة؛ إذ لم يعد بإمكان الصحفي الذي تجاوز عتبة الثلاثين مثلا، وهو الذي يعد في الاعتقاد الكلاسيكي شابا صغير السن، أن يدعي الإلمام بقضايا وانشغالات جيل المراهقين وشباب العشرينات الأولى من العمر. بل إن مخاطبة بعض الفئات العمرية بات يمر حتما بواسطة نظراء للجمهور المستهدف؛ لاستحالة تمكن الأجيال الأخرى من القاموس والبنية المختلفة للخطاب والحوار المتداول لدى بعض الفئات العمرية، خاصة عبر بعض المنصات التواصلية الجديدة. 

 

مراجع: 

1) https://www.niemanlab.org/2020/06/two-new-studies-about-media-and-diversity-can-help-newsrooms-through-their-reckoning-with-racism/

2) https://www.newsleaders.org/2019-diversity-survey-results

3)     https://www.rtdna.org/article/2019_research_local_newsroom_diversity

 

 

More Articles

Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh 1
Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024
Journalists Should Not Embrace the Artificial Intelligence Hype

What factors should journalists take into account while discussing the use of AI in the media?

Jorge Sagastume Muralles
Jorge Sagastume Published on: 16 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
A Half-Truth is a Full Lie

Misinformation is rampant in modern conflicts, worsened by the internet and social media, where false news spreads easily. While news agencies aim to provide unbiased, fact-based reporting, their focus on brevity and hard facts often lacks the necessary context, leaving the public vulnerable to manipulation and unable to fully grasp the complexities of these issues.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 30 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
India and Pakistan; Journalists building Bridges for Understanding

Amid decades of tension, journalists from India and Pakistan are uniting to combat hostile narratives and highlight shared challenges. Through collaboration, they’re fostering understanding on pressing issues like climate change and healthcare, proving that empathy can transcend borders. Discover how initiatives like the Journalists' Exchange Programme are paving the way for peace journalism and a more nuanced narrative.

Safina
Safina Nabi Published on: 12 Aug, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024
The Rise of Podcasting: How Digital Audio Is Revolutionising Journalism

In this age of digital transformation and media convergence, podcasts stand out as a testament to the enduring power of journalism—a medium that transcends borders, sparks conversations, and brings the world closer together.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 6 Jun, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Your Words Are Your Weapon — You Are a Soldier in a Propaganda War

Narrative warfare and the role of journalists in it is immense; the context of the conflict, the battleground has shifted to the realm of narratives, where journalists play a decisive role in shaping the narrative.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 21 Apr, 2024
The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Orientalism, Imperialism and The Western Coverage of Palestine

Western mainstream media biases and defence of the Israeli narrative are connected to orientalism, racism, and imperialism, serving the interests of Western ruling political and economic elites. However, it is being challenged by global movements aiming to shed light on the realities of the conflict and express solidarity with the Palestinian population.

Joseph Daher
Joseph Daher Published on: 1 Apr, 2024
Ethical Dilemmas of Photo Editing in Media: Lessons from Kate Middleton’s Photo Controversy

Photoshop—an intelligent digital tool celebrated for enhancing the visual appearance of photographs—is a double-edged sword. While it has the power to transform and refine images, it also skillfully blurs the line between reality and fiction, challenging the legitimacy of journalistic integrity and the credibility of news media.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 26 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024