"كنت بصفتي ناشرا للصحيفة أتعرض لضغوط من أطراف مختلفة، بعضها لاعتراض شخصي على هذا الكاتب أو ذاك، بسبب أسلوبه أو خلفيته السياسية والفكرية" (تصوير: كريس جي راتكليف).

التنوع.. صدى صرخة جورج فلويد داخل غرف التحرير

يعد التنوع الفكري والسياسي والثقافي داخل غرف التحرير آخر قلاع المسكوت عنه في مجال الصحافة وأخلاقياتها؛ فقد ابتدعت هذه المهنة في بداياتها فكرة "الخط التحريري"، ومن خلالها أمكن تمرير كل شيء: الحياد والمهنية والموضوعية، كما التقييد والتوجيه والحصار.

يسمح الخط التحريري بتحديد هوية الصحفيّ وانتمائه وفكره، وحتى لون بشرته الذي يمكنه من الالتحاق بغرفة التحرير؛ إذ كيف لصحفي أسود البشرة أن يلج غرفة تحرير صحيفة يمولها رجل أعمال أبيض متطرف مثلا؟

 

التنوّع أطال عمر صحيفة

عشتُ شخصيا تجربة مهنية في السنوات الأخيرة كانت كلمة السر في الجانب المشرق منها (لا شك أن لها جوانب أخرى أقل إشراقا) هي التنوع الفكري والسياسي والثقافي؛ فقد كانت صحيفة "أخبار اليوم" المغربية في بداية العام 2018 تعيش واحدة من أخطر أزماتها، حين توليتُ الإشراف على إدارة نشرها. كان الكثيرون، إن لم يكن أغلب المراقبين، يتوقعون انطفاء شعلة هذه الصحيفة خلال أسابيع أو شهور من بدء أزمتها، لكنها تمكنت من الصمود والاستمرار لنحو ثلاث سنوات لأسباب كثيرة؛ أهمها -أو أقربها إلي- هو احترام التنوع داخل غرفة تحريرها الذي انعكس على جودة العمل الصحفي.

كثيرا ما تعمد المؤسسات الصحفية إلى اختيار الانتماء إلى "معسكر" معين، إن لم يكن ميلا منها إلى أفكاره ومرجعياته، فسعيا إلى إبقائه "ظهرا" وسندا لها في مهنة قدرُها أن تتحرك بين أقدام "الفيلة" من أصحاب النفوذ والسلطة. لكن خياري بصفتي مديرا للنشر (أي مسؤولا أمام القانون وأمام القراء ومن يشعرون بقدر من الانتماء أو التعاطف مع الصحيفة) كان هو التنوع والانفتاح على جميع الآراء والأفكار، مع الإبقاء على الانحياز الوحيد لجهة البحث عن الحقيقة والقيام بدور الصحافة في السهر على مصالح المجتمع وإبقاء كل ذي سلطة أو نفوذ تحت الأضواء الكاشفة.

في لحظة استهداف واضح لصحيفة يعرف الجميع أنها كانت الأكثر إزعاجا وإرباكا للأطراف الساعية إلى الهيمنة وفرض وجهة نظرها عبر أساليب مختلفة، كان البعض يتوقع من الصحيفة تطرفا في المواقف وانحيازا سافرا لهذه الجهة السياسية أو تلك لتحصيل الدعم والمساندة، لكن الانحياز الذي وقع كان لجهة المهنة والوظيفة التي اختُرِعَت من أجلها الصحافة.

أول خطوة في هذا الاتجاه تمثلت في وضع الحيز المخصص لنشر الرأي اليومي (بمثابة افتتاحية) رهنَ إشارة أقلام مختلفة ومتنوعة حد التناقض أحيانا؛ فكنتَ تجد رأي كاتب له خلفية يسارية واضحة في هذا اليوم، ومقالا لصحفي منحدر من تجربة سياسية ومهنية إسلامية في اليوم الموالي، ثم تجد قلما ذا مداد محافظ فكريا في اليوم الثالث، ثم كاتب بنبرة شبه علمانية في اليوم الرابع، وهكذا.

لم يكن هذا التنوع والاختلاف ضد وحدة الخط التحريري للصحيفة ولا طمسا لهويتها كما اعتقد البعض في البداية، بل كان كُتّاب تلك المقالات الافتتاحية في مستوى من المهنية جعلهم يحتفظون بالمشترك والمتفق عليه مهنيا، مع استثمار مساحة الحرية شبه المطلقة في التعبير عن الآراء، حتى إنهم كانوا أحيانا يدلون بتعليقات متعارضة حول الحدث نفسه، أو يفتحون زوايا للنقاش والتحليل أغفَلَتها التغطية الإخبارية والتقارير الصحفية.

أدى ذلك في النهاية إلى تقوية مصداقية الجريدة ومكانتها لدى القارئ؛ على اعتبار أنها صحيفة ذات اختيار تحريري واضح من حيث الموقع الذي اختارته بين القوى السياسية والاقتصادية المتنافسة، لكنها لا تقصي أي وجهة نظر مهما كان اختلافها معها كبيرا.

واجهَتْ هذه التجربة صعوبات ومقاومة كبيرة في بدايتها؛ إذ كنتُ -بصفتي ناشرا للصحيفة- أتعرض لضغوط من أطراف مختلفة، بعضها لاعتراض شخصي على هذا الكاتب أو ذاك، بسبب أسلوبه أو خلفيته السياسية والفكرية، وبعضها الآخر لرغبة من البعض في حمل الصحيفة على الاصطفاف إلى جانبه سياسيا. لكن، ومع مرور الوقت، تحوّل هذا المعطى المتمثل في التنوع واحترام الاختلاف داخل هيئة التحرير إلى مصدر قوة للصحيفة وسبب رئيس لاستمرارها؛ لأنه أصبح أكبر دليل على حيادها ومهنيتها وبعدها عن خدمة أي أجندات أو توجيهات للرأي وزوايا المعالجة الخاصة بمضمونها نحو هذه الوجهة أو تلك.

 

2
التنوع السياسي والثقافي في بلد يضج بالروافد عنصر قوة داخل غرف التحرير (شترستوك). 

 

إرث جورج فلويد

لم يصبح موضوع التنوع داخل غرف التحرير مادة للتحليل (بهذه الطريقة القوية) في مختبرات الإعلام الحديثة إلا بعد حادثة مقتل جورج فلويد؛ الأمريكي من أصول أفريقية، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة خنقا تحت ركبة شرطي أمريكي أبيض يوم 25 مايو/أيار 2020.

اتخذ النقاش حول فكرة التنوع مسلكين اثنين؛ أحدهما أخلاقي، على اعتبار أن الحادثة كسرت أخيرا طابو الحدود المهنية التي يخلفها تنميط غرف التحرير؛ إذ لا يمكن أن تحضر بعض المواضيع إلا بحضور ممثلين للفئات التي تعاني من تبعاتها، فيما كان المسلك الثاني تجاريا محضا؛ فبعض الدراسات تحاول "إغراء" الناشرين بالعائد المالي الذي يحققه التنوع داخل غرف التحرير، حين يسمح لها ذلك بتوسيع قاعدة جمهورها ومن ثم زيادة أرباحها من المبيعات والاشتراكات والإعلانات.

لكن علاقة المؤسسة الصحفية مع الجمهور تحتاج إلى أكثر من المصداقية والثقة؛ فالاكتفاء بهذا المستوى ينطوي على قدر غير هين من التعالي وادعاء حيازة "سلطة معنوية" ما على المتلقي؛ أي إنه عليك أن تدعمنا لأننا نملك ناصية المهنة ونقدمها لك وفقا لقواعدها الصارمة. تحتاج هذه العلاقة، ولو جزئيا، إلى شعور المتلقي بأن المؤسسة الإعلامية "تمثله" بشكل أو بآخر.

فحين يكون هذا الجمهور المستهدف متنوعا ومركبا، لا يمكن جعله يشعر بوجود هذا النوع من التمثيلية من خلال المحتوى وحده مهما بلغت درجة تنوعه، بل يحتاج المشاهد أو القارئ أو المستمع أن يشعر بوجود إنسان "يشبهه" خلف إنتاج المحتوى ونشره. في الشاشة يدقق المشاهد في تفاصيل من يخاطبه وملامحه وهندامه، وفي الإذاعة يكون لامتلاك ناصية اللغة وحضور تلك اللكنة والنبرة القريبة من المتلقي في صوت المذيع أهمية أساسية، وفي الصحافة المقروءة أيضا يحتاج المتلقي إلى الشعور بوجود أفراد داخل غرفة التحرير ينحدرون من منطقته، أو فئته، أو عرقه... إلخ هكذا يتجاوز المتلقي عتبة الاقتناع ليصل إلى الشعور بقدرة هذه المنصة على نقل انشغالاته وهمومه الخاصة.

 

3
لا يمكن أن تحضر بعض القصص إلا بحضور ممثلين للفئات التي تعاني من تبعاتها (شترستوك). 

 

تنوع الانتماءات.. تنوع الخلفيات

كشفت دراسة لمؤسسة نايت الأمريكية غير الربحية، أُنجِزَتْ قبل حادثة جورج فلويد، أن 69 بالمئة من الأمريكيين يعتبرون أن من المهم  لغرفة التحرير أن تعكس التنوع السكاني للبلاد، وترتفع أهمية هذا التنوع لدى الفئات الأقل حظا في مجالي المال والسلطة؛ كالأمريكيين من أصول أفريقية أو الناطقين بالإسبانية أو ذوي الأصول الآسيوية (1). 

إذا لم تكن غرفة التحرير متنوعة بما يكفي، سينعكس ذلك بالضرورة على طبيعة التغطية التي تقوم بها والمواضيع التي تتناولها. التحلي بحس مهني عال وثقافة واسعة ورغبة -وإن كان حافزها ماديا/تجاريا- لا يعوض القدرة التي يتمتع بها الانتماء الاجتماعي أو العرقي أو الثقافي لعضو غرفة التحرير، والذي يجعله "متحدثا" باسم الفئة التي ينحدر منها، سواء شعر بذلك أم لم يشعر؛ ففي الحالة الأمريكية، حيث تتوفر أعلى درجات وفرة الإحصائيات والمعطيات المفتوحة، تجد التفاوتات الاجتماعية وظواهر العنصرية والتهميش الموجودة في المجتمع أحد تفسيراتها في بنية المؤسسات الإعلامية؛ إذ كشف استطلاع التنوع الذي أجرته جمعية ناشري الصحف الأمريكية سنة 2019 أن أقل من 19 بالمئة من مسيري جميع المؤسسات الإعلامية المطبوعة والإلكترونية هم من ذوي البشرة السوداء (2)، بينما كشف استطلاع آخر أن 17,2 بالمئة فقط من مديري الأخبار في القنوات التلفزيونية و8 في المئة فقط من مديري الأخبار في المحطات الإذاعية هم من ذوي البشرة السوداء (3).

ومهما بلغت درجة الصرامة في توحيد و"تنميط" العمل داخل غرفة التحرير، فإن الخلفية الثقافية والانتماءات الخاصة بكل فرد من أفراد الطاقم تنعكس على المحتوى الذي ينتجه. والصحفي الذي لا ينتمي إلى إحدى الفئات العرقية أو اللغوية أو الثقافية للمجتمع معرض بشكل كبير للسقوط في خطأ استعمال الأحكام المسبقة وتكريس الصور النمطية، اعتقادا منه أنها جزء من "الحقيقة".

وينطبق الأمر نفسه على الاختلافات السياسية والفكرية؛ ذلك أن الصحفي المنحدر من مدرسة فكرية "تقدمية"، لا يمكنه أن يحجب فكرة اعتباره بعض التيارات الفكرية الأخرى "رجعية" أو "متخلفة"، كما لا يستطيع الصحفي الذي صَقَل ثقافته في حضن تيار فكري محافظ، أن يطرد من فكره وهو يخبر أو يعلّق على موضوع يهم المختلفين معه فكريا أنهم "يخدمون الأعداء" أو يشقون "الصف الوطني". ويزداد وقع الخلفية الفكرية والثقافية الخاصة بالعضو في غرفة التحرير، حين يتعلّق الأمر بموقف "أخلاقي" تجاه فئة ذات اختيارات مختلفة في المجال العام أو على صعيد الحياة الشخصية.

 

4
أحيا مقتل جورج فلويد النقاش حول "عنصرية" بعض غرف التحرير وعدم قدرتها على الكتابة عن مواضيع السود بشكل عميق (تصوير: أوكتافيو جونز - رويترز). 

 

إعلام متنوع لا حاطب ليل

قصة البحث عن التعدد والتنوع السياسي والثقافي داخل صحيفة "أخبار اليوم"، كما عشتُها، لم تقتصر على صفحتها الأولى وافتتاحيتها وتغطياتها الإخبارية، بل شملت حتى مقالات الرأي التي كانت تُنشر في صفحة داخلية يومية، إلى جانب أعمدة قارّة في الصفحة الأخيرة. يُفترض، حسب المفهوم الكلاسيكي لغرف التحرير، أن تُحدَّد مساحة الحرية لكُتّاب الأعمدة ومقالات الرأي من طرف المؤسسة الإعلامية، بالاستناد إلى معسكر اصطفافها ومصادر تمويلها وميولات ناشرها الفكرية والسياسية والثقافية.

إنه أمر نجحت صحيفة "أخبار اليوم" المتوقفة عن الصدور في كسره، من خلال المشارب المختلفة لكتاب أعمدتها القارة، لدرجة أننا كنا نحرص بشكل متعمد على عدم الجمع، ما أمكن، بين رأيين يمتحان من المرجعية الفكرية نفسها في العدد نفسه؛ فكنتَ تجد كاتبا يمينيا في هذا الركن وآخر يساريا في الركن المقابل، وأحيانا كان يتوسطهما رأي من فصيلة ثالثة.

تجربة التنوع هذه كانت تصل مداها في تقليد كانت تمارسه هذه الصحيفة، يتمثل في إعطاء الكلمة لعدد كبير من الشخصيات السياسية والفنية والثقافية للإدلاء بآرائهم حين يتعلق الأمر بقضية كبيرة أو ملف حساس أو حدث مهم، لكنه لم يكن تنوعا أعمى ولا حاطب ليل؛ إذ حرصت هذه التجربة على تجنب الكثير من الوجوه المستهلكة والتي تردد الرواية نفسها (غالبا ما تكون رسمية أو شبه رسمية)، لكنها تتجنب أي مجازفة بتجاوز المسموح به في التحليل والنقد، وهو ما كان يصيب خصوم هذه الصحيفة بالجنون.

وأذكر، في أحد ملفاتها الأخيرة من هذا النوع، كيف أن الأطراف التي كانت تزعجها هذه الصحيفة بوجودها ونوعية الصحافة التي تمارسها، قد عابت عليها الاقتصار على رأي واحد في تناول الموضوع، ولم تكن تلك الأطراف تقصد سوى أن جميع المشاركين ممن يُشهد لهم بالاستقلالية والنزاهة الفكرية هم من يشاركون في تحليل الأحداث الكبرى. وفي واقع الأمر، كان المشاركون في ذلك الملف يتناقضون فيما بينهم من حيث المنطلقات وحتى النتائج: كان منهم اليساري واليميني والإسلامي والليبرالي، المعتدل والجذري. وحتى في السؤال الذي طرحته عليهم الصحيفة كانت إجاباتهم مختلفة ومتناقضة.

 

تنوّع عمودي بين الأجيال

ينبغي الانتباه إلى أن التنوع داخل غرف التحرير لا يتعلق فقط بالاتجاه "الأفقي"؛ أي بالانتماءات الفكرية والسياسية والعرقية والثقافية، بل هناك أيضا اختلاف وتنوع مهم في الاتجاه "العمودي"، ويتعلق بالأجيال المختلفة. كثيرا ما تسقط المؤسسات الإعلامية العريقة والراسخة في المهنية فيما يشبه "الفقاعة" التي بات الحديث عنها في علاقة بالشبكات الاجتماعية، أي انغلاق الفرد أو المجموعة في حيّز صغير والقيام بعمليات التبادل والنقاش داخل هذا الحيز، مع شعور واهم بوجود الاختلاف والتنوع.

وأذكر دائما تلك التجربة الخاصة التي عشتُها في أول تدريب مهني خضته بصفتي طالبا للصحافة صيف العام 2006، في واحدة من أعرق الصحف المغربية، حيث عبّر مدير نشرها، وهو صحفي  مجرّب وأديب مرموق، عن دهشته تجاه الأفكار البسيطة التي أتيتُ بعد سنة واحدة من دراسة الصحافة أحملها معي، لدرجة وضعني معها في موقف محرج وهو يصر علي كي أنجز تقريرا شاملا حول الصحيفة ومضامينها وأبدي فيه ملاحظاتي، وهو ما جعلني في موقف صعب مع بعض الصحفيين ورؤساء التحرير ومسؤولي بعض الأقسام الذين واجهَهُم في اجتماع رسمي بما قدمته من ملاحظات.

هذا الاتجاه "العمودي" في التنوع داخل غرف التحرير زادت من أهميته تكنولوجيا الاتصال الحديثة؛ إذ لم يعد بإمكان الصحفي الذي تجاوز عتبة الثلاثين مثلا، وهو الذي يعد في الاعتقاد الكلاسيكي شابا صغير السن، أن يدعي الإلمام بقضايا وانشغالات جيل المراهقين وشباب العشرينات الأولى من العمر. بل إن مخاطبة بعض الفئات العمرية بات يمر حتما بواسطة نظراء للجمهور المستهدف؛ لاستحالة تمكن الأجيال الأخرى من القاموس والبنية المختلفة للخطاب والحوار المتداول لدى بعض الفئات العمرية، خاصة عبر بعض المنصات التواصلية الجديدة. 

 

مراجع: 

1) https://www.niemanlab.org/2020/06/two-new-studies-about-media-and-diversity-can-help-newsrooms-through-their-reckoning-with-racism/

2) https://www.newsleaders.org/2019-diversity-survey-results

3)     https://www.rtdna.org/article/2019_research_local_newsroom_diversity

 

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024