أي قيمة للخبر في العصر الرقمي؟

أي قيمة للخبر في العصر الرقمي؟

لم يخرج النقاش الأكاديمي حول تعريف القيمة الخبرية عن سؤال: "لماذا تم اختيار هذه القصة للنشر؟" الإجابة الطوباوية هي بالطبع أهمية الحدث نفسه ومدى تأثيره في المصلحة العامة، وهي إجابة لا علاقة لها بواقع الممارسة الفعلي.

في عصر ما قبل الإنترنت كانت هناك عوامل أخرى موضوعية وغير موضوعية تؤثر في قرار منح حدث معين القيمة الخبرية اللازمة ليتحول لقصة صحفية؛ تحيزات الصحفي واهتماماته – الواعية وغير الواعية-، توجهات المؤسسة الصحفية، قرارات الملاك والمعلنين، والضغوط الحكومية. لقد تعرض الموضوع للكثير من التنظير في الممارسات الأخلاقية الفُضلى لضبطها، دون أن ينادي أحد بضرورة وضع منظومة قواعد أخلاقية جديدة تتماشى معها.

مع دخول المنصات الرقمية لعملية صناعة الخبر توسعت تلك العوامل -ولا زالت تتوسع-، كما تحولت ذات العوامل السابقة المؤثرة على موضوعية تحديد القيمة الخبرية للأحداث، لأشكال جديدة لكنها تنتج ذات التحيّزات، فمثلا توسعت الضغوط لأبعد من الملاك والمعلنين لتصل لخوارزميات المنصات الرقمية التي تتحكم فيما ينشر. كما أن تحكم ذات الخوارزميات فيما يراه الصحفي من معلومات وأحداث، جعل لها اليد العليا في تشكيل تحيزاته، وبالنتيجة القوالب الصحفية الجديدة وحتمية توافقها مع قواعد الانتشار المتغيرة بتغير مزاج المنصات الرقمية.

هذه الحالة من فقدان السيطرة على الميدان ومصادر المعلومة، جعلت مفهوما مثل "القيمة الإخبارية" غاية في السيولة، وربما يصعب إجماع صحفيَّين اثنين على معايير محددة تجعل من الحدث يستحق للتحول إلى خبر. فهل هو "الترند" أم قابلية الحدث للانتشار وحصد المشاهدات، أم تأثيره على المصلحة العامة؟ امتدت تلك السيولة - كنتيجة حتمية - لتصل للقواعد الأخلاقية للصحافة ككل؛ فلا الموضوعية تجيز انتقاء الأخبار استنادا على معيار قابليتها للانتشار، ولا وجود لاستقلالية في ظل سطوة الخوارزميات على كافة مراحل إنتاج الخبر.

 

 

توسعت الضغوط لأبعد من الملاك والمعلنين لتصل لخوارزميات المنصات الرقمية التي تتحكم فيما ينشر. 

 

للتغلب على هذا الطارئ ينادي البعض بضرورة إعادة رسم القواعد الصحفية لتستوعب هذه المُحدثات الرقمية، أو بضرورة إنتاج "منظومة أخلاقيات صحفية جديدة" تتحرر من القواعد القديمة، إذا سلمنا بأن "الأخلاقيات" كقواعد تتغير وفق تغير أساليب الكتابة والنشر. إنه ادعاء يُمكن المحاججة فيه بشدة، ذلك أن الصحافة مفهوم متجاوز للشكلانية، ولا تقوم على شكل أو قالب أو أسلوب سرد؛ لذا فالجزم بضرورة وجود "قواعد" أخلاقية جديدة فقط لأن آلية إنتاج الخبر ونشره واستهلاكه قد تغيرت، يبدو أقرب لمغالطة، لا سيما ممن أخذ هذه المطالبات ليسوّغ القطيعة تجاه القواعد الأخلاقية للمهنة، بحُجة مواكبة احتياجات الجمهور وقواعد النشر التي تفرضها المنصات الرقمية.

إن أساس الأزمة اليوم هو غياب ذات القواعد في تقييم كل ممارسة جديدة تفرضها قواعد النشر الرقمية. وسبق لنا في معهد الجزيرة للإعلام أن أصدرنا دليلا بعنوان "أخلاقيات الصحافة في العصر الرقمي" حاولنا فيه إثارة النقاش حول أبرز المعطيات الجديدة في الممارسة الصحفية في العصر الرقمي والتي تستلزم نقاشا معمقا داخل غرف الأخبار للوصول لآلية مهنية للتعامل معها.

 

 

2
 يتلخص نقاش الصحافة اليوم حول أزمة تعريف القيمة الخبرية لما يُنشر، هل تستند على ما يهم الناس ويؤثر في حيواتهم، أم لمعايير تسويقية بحتة من انتشار وتفاعل؟ وأيهما يجعل الصحافة قادرة على أداء وظيفتها في خدمة المصلحة العامة؟ (تصوير: أحمد زكريا - الأناضول/غيتي)

 

 

 

 

الصحافة ومعركة لفت الانتباه

يرى الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلو بونتي، في كتابه "ظواهرية الإدراك - phenomenology of perception" أن "الوظيفة المعنية بكشف الأشياء الموجودة في الظلام تُسمى الانتباه". بالنظر لصياغة ميرلو بونتي، فإن وقع هذه الكلمات سيبدو مألوفا جدا للصحفيين، إذ أن كثيرا من أدبيات الصحافة تعتبر وظيفة المهنة الأساسية هي كشف الانتهاكات التي تحدث في الظلام، فيمكن القول إن وظيفة الصحافة تتمحور أساسا حول لفت الانتباه لما يجب على العامة أن ينتبهوا إليه خدمة لمصالحهم.

لكن السؤال الأخلاقي الذي يبرز هنا؛ أي ظلام سيدركه الضوء ليكشف ما فيه؟ هل يتعلق الأمر بكل كشف مهما كان؟ وهل لفت الانتباه لقضايا هامشية يوازي كشف قضايا فساد كبرى على سبيل المثال؟

بصياغة أخرى، ما هي القيمة الخبرية لكل كشف يقوم به الصحفيون؟ وكيف يمكننا تحديد تلك القيمة في زمن طغت فيه "أرقام المشاهدات والتفاعل" كقيمة جوهرية لنجاح القصة الصحفية؟

يُضاف إلى هذا التساؤل معضلة جذب الانتباه بحد ذاتها، ففي وقت التدفق الهائل للمحتوى في المنصات الرقمية، وتجزؤ الجمهور لاهتمامات شتى ارتكنت كثير من غرف الأخبار الرقمية إلى بناء إستراتيجية محتوى تستند على معيار مواكبة "قواعد الانتشار" في خوارزميات تلك المنصات؛ ربما لعجزها عن فهم هذه الاهتمامات الشتى، أو اكتشاف معالجة يمكنها لفت انتباه أكبر قدر من الجمهور.  

 

 

1
 إن وظيفة الصحفيين الأساسية تتجسد في كشف الوقائع التي تحدث في الظلام أو لفت الانتباه بتعبير الفيلسوف الفرنسي  موريس ميرلو بونتي في تعريفه الوظيفي للانتباه. ولفت الانتباه هي مهمة الصحفيين الشاقة في عصر التدفق الهائل للمعلومات (تصوير: جاما رافو - غيتي)

 

 

 

 

 

 

 

لا يلام الصحفيون تماما عن هذا العجز؛ إنه عصر إغراق المحتوى وما يهم الناس يتغير بسرعة، فكل يوم تبرز أكثر من قضية تشغل الرأي العام، وحسب اهتمام كل شريحة منهم. أكتب هذا المقال في آخر أيام عام 2022 (31 ديسمبر)، وما زال صدى "انتقال كريستيانو رونالدو لنادي النصر السعودي يشغل جزءا من الجمهور"، كما "توفي اليوم بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر"، "الجيش الروسي يشن حملة قصف مكثفة على كييف الأوكرانية"، تزامنت مع "اتفاقية تبادل سجناء بين روسيا وأوكرانيا"، و"غرق قارب هجرة في شمال لبنان"، و"كوريا الشمالية أطلقت 3 صواريخ باليستية تجاه البحر الشرقي"... كل هذه أحداث تحمل قيمة خبرية لا يملك الصحفيون ترف تجاهلها، ولا باستطاعتهم إغفال هذا المد الجارف من المعلومات من أجل التأني في الكشف عن قصة فساد كبرى أو إنجاز محتوى معمق حول أي شيء.

لكن، هل كل هذه القضايا تستلزم تغطية أبعد من الخبر؟ وهل كل حدث يحمل قيمة خبرية ما، يعني أنه صالح للمعالجة في كافة أنواع القوالب الصحفية؟

 

هذه الحالة من فقدان السيطرة على الميدان ومصادر المعلومة، جعلت مفهوما مثل "القيمة الإخبارية" غاية في السيولة، وربما يصعب إجماع صحفيين اثنين على معايير محددة تجعل من الحدث خبرا.

 

جرب مرة تتبع دورة حياة أبرز المواد الخبرية على  المنصات الصحفية الرقمية، ستجد كثيرا منها ينتقل بشكل تلقائي من قالب لآخر دون أي تقييم لصلاحيته في كل قالب؛ فتجد حدثا قد بدأ كخبر عاجل ثم تحول لتقرير موسع، ثم فيديو قصير ففيديو تفسيري طويل، فحلقة بودكاست... والمفارقة أنك ستجد نفس الخبر قد مر بذات هذه الدورة في منصات إخبارية مختلفة، حتى بات المحتوى الصحفي مغرقا في التكرار، ولأحداث ربما لا تحمل قيمة خبرية تستلزم هذا التوسّع، ما ينتج عنه تشتيت الجمهور ويُفقد الصحافة قيمتها الأساسية كأداة للفت الانتباه وتركيزه تجاه قضايا محددة.

 

 

3
هل وظيفة الصحافة تلبية احتياجات الجمهور مهما كانت؟ وهل معيار القيمة الخبرية يستند إلى ما ينجح في الانتشار؟ (تصوير: رولكس ديلا بينا - إ ب أ)

 

 

بين القيمة والانتشار

يمكن أن نقسم المذاهب الصحفية اليوم لمذهبين اثنين، الأول يقول إن على الصحافة التأقلم مع متطلبات الجمهور، وفهم سلوكياته الرقمية، لتقديم محتوى يضمن التفاعل والوصول (ويمكن القول إن النتائج لافتة ومثبتة بالأرقام)، وأن يكون ذلك ضمن قوالب تستوعب عمل الخوارزميات، ليبقى المحتوى الصحفي رائجا ومتصدرا لـ "الترند" ولا يترك الأخير لغير المتخصصين من صناع المحتوى.  يستلزم ذلك تساهلا بالمعايير المهنية والأخلاقية، فيصبح ما يحدد القيمة الخبرية للحدث هو قابليته للانتشار، وإثارة الجدل، وتسيد "الترند"، ما يعني أن الأحداث المهمة والتي يصدف أنها "مملة" ربما لن ينتبه إليها الصحفيون.

وثمة المذهب الثاني الذي يرى أنه على الصحافة الالتزام بمعاييرها التقليدية في تحديد القيمة الخبرية؛ ما يؤثر فعلا في المصلحة العامة، والحرص على التعامل مع خوارزميات المنصات الرقمية بانضباط يقتصر على ما يخدم انتشار المعلومة وإثارة الانتباه لما هو مهم، ومحاولة تطويع القوالب الجديدة للقواعد الصحفية خدمة لذلك، متحملين العواقب السلبية من احتمالية تعرض محتواها للإقصاء من الخوارزميات وإضعاف وصولها للجمهور.

ربما يرى البعض أن كلا المذهبين ينطويان على وجاهة؛ فمن جهة لا يمكن للصحافة أن تحقق وظيفتها إن لم تصل للجمهور، وفي الوقت ذاته لا يمكنها الحفاظ على قيمتها كمؤسسة للحقيقة إذا التبست على الجمهور مع صناع المحتوى والمؤثرين والصفحات اللاهثة وراء جني عوائد المشاهدات.

لكن هل وظيفة الصحافة تلبية احتياجات الجمهور مهما كانت؟ وهل معيار القيمة الخبرية يستند إلى ما ينجح في الانتشار؟ وما قيمة الخبر إن لم يصل للجمهور مهما بلغ من أهمية؟

 

الجزم بضرورة وجود "قواعد" أخلاقية جديدة فقط لأن آلية إنتاج الخبر ونشره واستهلاكه قد تغيرت، يبدو أقرب لمغالطة. 

 

 

الثوب الجديد للصحافة الصفراء

إن ما نراه من تركيز منصات صحفية رقمية على الإثارة وجذب التفاعل وتجاهل القواعد الأخلاقية والمهنية، ليس جديداً البتة، وإن نجاح هذا النوع من المحتوى في الانتشار أمر حتمي ولا علاقة له بعزوف الجمهور عن الصحافة الجادة، فالحال على هذا النحو منذ تسعينات القرن التاسع عشر، عندما بدأ أسلوب "الصحافة الصفراء" بالانتشار، والتي وللمفارقة كان جوزيف بولتزر -التي سُميت جوائز بولتزر للصحافة باسمه- أحد روادها. ولليوم، ما زالت الصحف الصفراء تُهيمن على أرقام المبيعات في كثير من الدول حول العالم.

مكمن الخطورة هنا، هو أن كثيرا من المؤسسات الصحفية الرصينة بدأت تستسلم لهذه المعايير التي بقيت تقاومها لعقود، لما لها من عوائد انتشار كبرى تضمن لها الوصول والاستمرارية، دون أي محاولة جادة للوصول لأرضية وسط، أو ابتكار معالجات تضمن تغطية الأخبار الفعلية بقالب قابل للانتشار، يلتزم بالمعايير الأخلاقية، ولا يُفقد الخبر قيمته.

ما يعني أننا - ربما - على وشك الدخول لمرحلة يُصبح تعريف القيمة الخبرية للأحداث قائما على الترفيه والقدرة على إثارة الجدل والرومانسيات الوطنية وكليشيهات التسامح والانتصار للهويات الفرعية المتعصبة؛ لأن هذه أكثر ما يضمن الانتشار. 

 

ما يحدد القيمة الخبرية للحدث هو قابليته للانتشار، وإثارة الجدل، وتسيد "الترند"، ما يعني أن الأحداث المهمة والتي يصدف أنها "مملة" ربما لن ينتبه إليها الصحفيون.

     

 

More Articles

How Latin American media echoes Israeli discourse in reporting Gaza news

Heavily influenced by US and Israeli diplomatic efforts, Latin American media predominantly aligns with and amplifies the Israeli perspective. This divergence between political actions and media representation highlights the complex dynamics shaping Latin American coverage of the Gaza conflict.

Rita Freire Published on: 23 Nov, 2023
Critique of German media's handling of Gaza Conflict: Biased reporting and controversial journalistic stances

The German media's coverage of the Gaza conflict has been criticized for being biased, presenting a distorted view of the conflict, focusing only on the Israeli perspective, and downplaying the suffering of Palestinians. This biased reporting undermines the media's role as an objective source of information and fails to provide a balanced view of the conflict.

AJR Contributor Published on: 16 Nov, 2023
Colonial legacy of surveillance: hidden world of surveillance technology in the African continent

African nations’ expenditure on surveillance technology from China, Europe and the US is a direct threat to the media, democracy and freedom of speech, and an enduring legacy of colonial surveillance practices.

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 14 Nov, 2023
How the New York Times fuelled a crackdown on journalists in India

Vague reporting and a piece ‘laden with innuendo’ by the New York Times gave Indian authorities the excuse they needed to crack down on news website Newsclick

Meer Faisal
Meer Faisal Published on: 31 Oct, 2023
Journalists feel the pain, but the story of Gaza must be told  

People don’t always want to hear the historical context behind horrifying events, resorting even to censorship, but the media must be free to provide it

Aidan
Aidan White Published on: 30 Oct, 2023
Queen Rania is absolutely right - Western media’s double standards on Gaza

Why does international media use loaded and dehumanising language about the Palestinians when reporting on the Israeli bombardment of 2.2 million people in Gaza?

Abeer Ayyoub
Abeer Ayyoub Published on: 27 Oct, 2023
'War propaganda' - Brazil’s media has abandoned journalistic standards over Gaza

Brazil’s mainstream media, in its unwavering support for Israel, is out of step with public and social media responses to the bombardment of Gaza

Bruno
Bruno Lima Rocha Beaklini Published on: 25 Oct, 2023
‘Emotional truth’ is not a cover for fabricating stories

Comedians who engage with the news should not be free to ignore the rules of ethical journalism

Akanksha
Akanksha Singh Published on: 16 Oct, 2023
Get this straight, Western media: Palestinians aren’t sub-human

Dehumanisation of Palestinians is as central to Israel’s war strategy as the deadly missiles it wields

Mitrovica
Andrew Mitrovica Published on: 10 Oct, 2023
Victims of the Mediterranean: ‘Migrants’ or ‘Refugees’?

The term ‘migrant’ insufficient to describe victims of the horror unfolding in the Mediterranean Sea; it dehumanises these people and is a failure of journalism

A picture of the author, Mohammad Ahdad.
Mohammad Ahdad Published on: 2 Oct, 2023
Why is a Western news organisation funding propaganda in India?

ANI, the world’s largest source of Indian news, receives funding from Thomson-Reuters, despite widespread condemnation for its misinformation about Muslims

MM
Morley Musick Published on: 18 Sep, 2023
How do we determine 'newsworthiness' in the digital age?

The relentless flow of news in the digital age has re-shaped the parameters by which we decide what is 'news' and what is not

Muhammad Khamaiseh Published on: 11 Sep, 2023
‘Focus on the story, not the storyteller’ - the dilemma of a diaspora journalist

When reporting on their homelands, diaspora journalists walk a fine line between emotional connection and objective storytelling

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 4 Sep, 2023
Why does Arab media fail so badly at covering refugee issues?

Arabic media discourse on refugees and migrants frequently aligns too closely with the Western narrative, often spreading fear of migrants while emphasising the burdens of asylum

A picture of the author, Ahmad Abu Hamad
Ahmad Abu Hamad Published on: 28 Aug, 2023
What does Zimbabwe’s new ‘Patriot Bill’ mean for journalists?  

As Zimbabwe heads into elections this week, a new law dubbed the ‘Patriot Bill’ will further criminalise journalism

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 21 Aug, 2023
Verify everything: What I learned from covering the Qatar World Cup 

Last year’s FIFA World Cup in Qatar was not the flop so many in the Western media predicted it would be. It taught me one thing - verify everything!

Noe
Noe Zavaleta Published on: 8 Aug, 2023
How do we determine ‘newsworthiness’?

Digital media and the algorithms used by platforms to determine the news they send out to their audiences have fundamentally changed the face of news planning

MS
Mohammed Shazly Published on: 24 Jul, 2023
What Zimbabwe’s news rooms must learn from global media closures

A flourishing media needs more than just capital and a few good ideas - it needs innovation  

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Jul, 2023
Journalists beware! The silly season is upon us

With parliaments on recess and all the movers and shakers off on their holidays, journalists can find themselves scrabbling about for any old news to report. But be careful what you resort to

Ilya
Ilya U Topper Published on: 3 Jul, 2023
Guatemalan media needs to talk about the consequences of corruption

The media in Guatemala has a responsibility to demonstrate how corruption affects people’s human rights

Jorge
Jorge Sagastume Published on: 26 Jun, 2023
Donald Lu is dangerously wrong - India does not have a ‘free press’

The US must stop whitewashing Prime Minister Modi’s crackdown on Indian journalists

Safa
Safa Ahmed Published on: 20 Jun, 2023
Sudan shows us why Africans must tell their own conflict stories

Africa lacks freedom of expression because its stories are told by others

Philip Obaji Jr
Philip Obaji Jr Published on: 1 Jun, 2023
What happened when I asked ChatGPT to write my article

It got quite a lot right, and quite a lot very, very wrong

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 22 May, 2023
Shireen Abu Akleh’s forgotten murder

Over the past year, many in the media profession in the US have deliberately chosen to forget the assassination of their colleague

Mitrovica
Andrew Mitrovica Published on: 11 May, 2023