الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

طموح أي ثقافة ومن يمثلها ليس طموحا شخصيا، ولكنه جماعي عبر إشاعة هذا المناخ المتسائل الذي يضع الإنسان والمجتمع أمام أزماته الحقيقية؛ لذا تتأثر فاعلية الثقافة بالأجواء التي تحيط بها والقائمين عليها من حرية التعبير وتداول المعلومات بجانب الموهبة والتخصص المهني. على هذا النحو فإن الصفحات الثقافية تضطلع بدور الضمير الجمعي أو العقل الجمعي الذي يستشعر الأعطال في جسم أي ثقافة ويحدد أزماتها وربما احتياجاتها، ولا يتم هذا غالبا إلا بالتفاعل والجدل الدائم بين هذا الجزء الذاتي الذي يمثله الصحفي الثقافي صاحب الرسالة الصحفية والجزء الموضوعي الذي يمثل العقل الجمعي من الثقافة.

رغم حالات التضييق والظروف الاقتصادية والتقدم التكنولوجي الذي أثر على بقاء الصحافة الورقية وإقبال الناس عليها إلا أن هناك منارات ثقافية سواء كانت مجلات أو صفحات انتفاضات ثقافية ربما تمثل استثناء؛ حافظت على وظيفة الضمير الجمعي ورافقت مسيرة تكوين الوعي لأجيال عدة وصاغت عقل وقلب الكثيرين من أمثالي.

هناك جهد عصامي لكل مثقف سواء كان منتِجا أو مستقبلا للثقافة في الحصول وإنتاج المعرفة، وهو ما سوف أتتبعه في هذا المقال سواء من ناحية علاقتي الشخصية بالصحافة الثقافية أو من ناحية من يقوم بإنتاجها سواء كانوا أفراد أو مؤسسات، وربما يرجع السبب في الجدل الدائم فيما بينهما أن ثمة ثوابت فكرية وثقافية واضحة كالتنوير والتحرر -على سبيل المثال- اتُفِق عليها في تأصيل رحلة الصحافة الثقافية مع قرائها.

 

في تشريح الأزمة

إن أغلب الصفحات الثقافية المتميزة أو المجلات الجادة ظهرت في ظل أنظمة شمولية بعد التحرر؛ فكان المهجر أحد المنافذ لنقاش جاد وحر لقضية الحرية وهي إحدى قضاياها الأساسية، فمنحت صفحاتهم هذه الشحنة الإنسانية الخاصة بجانب أصالة الموهبة. على سبيل المثال يمكن تتبع رحلة الصحفي والكاتب الفلسطيني بلال الحسن الذي ساهم في إصدار جريدتي: السفير في بيروت، ثم مجلة اليوم السابع في باريس التي كانت بمثابة استثناء ضمن الصحافة الثقافية، وتوضح مدى تأثير وفاعلية البعد الشخصي في تمثيل ضمير جمعي.

هذا الضمير الجمعي بدأ يتلقى ضربات قوية مؤشراتها الأساسية انحسار الطبقة الوسطى التي كانت تشكل جوهره أمام انسداد الأفق أمام أبنائها وانحدار مستواهم التعليمي، لينتج عن ذلك تراجع النخب الثقافية عن القضايا الأساسية في المجتمع. يضاف إلى ذلك - في سياق شرح أزمة الصحافة الثقافية - غياب المشترك الثقافي لما يُسمى ثوابتَ العقلِ الجمعي كالرغبة في التنوير والتحرر.

إن أغلب الصفحات الثقافية المتميزة أو المجلات الجادة ظهرت في ظل أنظمة شمولية بعد التحرر؛ فكان المهجر أحد المنافذ لنقاش جاد وحر لقضية الحرية وهي إحدى قضاياها الأساسية، فمنحت صفحاتهم هذه الشحنة الإنسانية الخاصة بجانب أصالة الموهبة.

ولعل من الأسباب التي تفسر أزمة الصحافة الثقافية غياب التخصص وضعف الوعي النقدي وكذلك الموهبة السطحية للصحفي الثقافي؛ فاختفت لغة النقد وفارقت التجربة الثقافية بأنواعها الأدبية والفنية وتُركت الساحة للهواة، وسيطرت مكانها في العقود الأخيرة الثقافةُ الشعبوية الخالية من لغة النقد واستدعت نوعا من السطحية في تناول القضايا. أصبحت هناك ثوابت جديدة شكلية أو بمعنى أصح "لا ثوابت" تتحكم في الثقافة، ففقدت ميراثها في النقد والمهنية والجدية وأصبحت قريبة من حالة التسلية.

هناك عامل مهم قد يشرح هذه الحالة وهي السيولة الفكرية التي حدثت في التسعينيات بعد سقوط حائط برلين وغياب أحد القطبين كفكر وكرأسمال رمزيّ غذى جزء منه الوعيَ النقدي فيما قبل وساند قضايا التنوير، وبغيابه فُقد التوازن وحدثت الهزة في الصحافة الثقافية وبالطبع في شتى مناحي الحياة الإنسانية.

 فتحت السيولة الفكرية لمرحلة ما بعد انهيار القطبية وحرب الخليج وتأثيرها الواسع المجال لدخول الكثير من الأفكار المتعارضة، فلم يعد العالم الخارجي - والعربي بشكل خاص - واضحا كما كان من قبل، وهو ما أظهر الحاجة لصحافة ثقافية من نوع متخصص يلبي قلق اللحظة وتغير الثوابت، والأنواع الأدبية والثقافية واتجاهاتها.

إن حالة السيولة أو اللايقين كانت تحتاج لوجود صحفي مفكر يجترح الأسئلة ويشارك في صياغة وتفسير مآل هذا السيولة، وهي الكوادر التي لم توفرها الثقافة داخل البلدان العربية مع وجود استثناءات قليلة؛ ربما كانت اللحظة تحتاج لزوايا نظر جديدة لأن هذه السيولة أو اللاثوابت أو اللايقين أنتجت جموعا مستهلكة للثقافة ليس لها تأسيس نظري أو انحيازات واضحة، فسادت حالة من سوء التفاهم المزمن بينهما - بين مرسل ومستقبل المادة الثقافية - وبذلك انشطر هذا الضمير الجمعي الذي كان يوحدها من قبل.  

فتحت السيولة الفكرية لمرحلة ما بعد انهيار القطبية وحرب الخليج وتأثيرها الواسع المجال لدخول الكثير من الأفكار المتعارضة، وهو ما أظهر الحاجة لصحافة ثقافية من نوع متخصص يلبي قلق اللحظة وتغير الثوابت، والأنواع الأدبية والثقافية واتجاهاتها.

 

تطبيع ثقافي

بعد مرحلة ما بعد القطبيّ وحرب الخليج تعددت المنابر الثقافية الخليجية كصفحات ومجلات، فالوضع الجديد للسيولة أوجد فراغات لممارسة الحريات في بعض هذه البلدان. أصبحت بلدان الخليج بمثابة المتحكم في لحظة التحول هذه. ربما ورثت هذه الصحافة الثقافية الحس المهني الذي جاء به صحفيو لبنان وباقي الدول العربية الذين انتقلوا للعيش فيها بسبب الأزمات الاقتصادية في بلدانهم لتظهر ملاحق ثقافية مهمة محترفة في الإمارات؛ في جرائد مثل الخليج والبيان والأيام وغيرها.

في الثمانينيات بدأ ظهور دكاكين الصحافة الخليجية الثقافية في مصر عبر شبكة من الصحفيين والكتاب الثقافيين المصريين. بدأت مرحلة تطبيع ثقافي مع دول الخليج التي كانت مجهولة أو تمثل هامشا "رجعيا"، التي فتحت ذراعيها لطيف من أهم الكتاب والفنانين العرب كانوا يعملون في غرف تحرير صحفها بالتزامن مع بدايات حركة شبابية شعرية بدأت في الإمارات منذ الثمانينات، صدر عنها بعض المجلات الشعرية بمبادرات خاصة أو عن طريق اتحاد كتاب الإمارات.

 

ثقافة جريدة الأهرام

في الثمانينيات ومع اشتباكي الفعلي مع الثقافة، كنت أواظب على قراءة الصفحة الثقافية في جريدة الأهرام الرصينة بحكم العادة وارتباط بيوت الطبقة المتوسطة بها. صفحات ثقافية أسبوعية مخصصة لمقالات كتاب كبار من أجيال الثلاثينيات الأربعينيات الخمسينيات المزدهرة: توفيق الحكيم يوسف إدريس عبد الرحمن الشرقاوي لويس عوض علي الراعي وغيرهم. ذلك أن جميعهم كانوا يمتلكون تجربة فكرية ثرية ووعيا جماليا مدربا على النقد مع موهبة ذاتية يمكنها الوصول للقارئ العادي والنخبوي في آن واحد، لقد عزّز هذا قوةَ القضايا التي كانت تناقشها الصحافة الثقافية.

اتسمت هذه الكتابات بالمزج الأسلوبي بين لغة الصحافة والطرح الأكاديمي المتخصص، بين الثقافة والقضايا الفكرية للمجتمع، ومراجعات الكتب، ومناقشة ظواهر ثقافية ومجتمعية؛ مثل السجال الذي دار بين الشيخ الشعراوي وكلٍّ من توفيق الحكيم ويوسف إدريس كلٌ على حدة. اختفى بالتقادم هذا النوع من الكتّاب أو الأدباء الموسوعيين الذين كانوا يغطون على ضعف أسلوب نموذج الصحفي الثقافي التقليدي -الموظّف- الخالي من الروح.

لعل من الأسباب التي تفسر أزمة الصحافة الثقافية غياب التخصص وضعف الوعي النقدي وكذلك الموهبة السطحية للصحفي الثقافي؛ فاختفت لغة النقد وفارقت التجربة الثقافية بأنواعها الأدبية والفنية وتُركت الساحة للهواة، وسيطرت مكانها في العقود الأخيرة الثقافةُ الشعبوية.

 

الدوحة واليوم السابع

في عقد الثمانينيات حيث كان المجتمع المصري في حالة كمون اضطراري، كانت لاتزال هناك ثوابت ثقافية وقضايا فكرية تدور حول التنوير وعلاقة الحاضر بالتراث الإسلامي تناقش في بلدان أخرى وبزوايا نظر جديدة. تعرّفتُ وقتئذ على مجلتين في غاية الأهمية: مجلة الدوحة في سنوات رئاسة رجاء النقاش للتحرير فيها، ومجلة اليوم السابع التي أسسها الكاتب والصحفي الفلسطيني بلال الحسن.

أهمية مجلة الدوحة هو انفتاحها على التجارب العربية في الكتابة والفن، ودمجها الأسلوبي بين الأدبي والصحفي، وخاصة السير الذاتية لكتاب وشعراء مثل فدوى طوقان، واستحداث أبواب وموضوعات ثقافية كسِيَر الأدباء المنتحرين (مثل خليل حاوي). ربما تمثل " الدوحة" نقلة نوعية لمجلة العربي الكويتية التي كان يرأس تحريرها أحمد بهاء الدين.

كذلك مجلة "اليوم السابع" التي صدرت في باريس بين 1983 و1991 برئاسة تحرير بلال الحسن المقرب من ياسر عرفات؛ حيث كانت تمولها منظمة التحرير الفلسطينية بعد خروجها من لبنان والذهاب إلى تونس.

 حملت المجلة روح الصحافة اللبنانية التي تعتمد على المهنية مع المتعة والتنوع مع مساحة واسعة من طرح الأفكار الحديثة والقضايا السجالية؛ كسجالات عابد الجابري وحسن حنفي حول موقعنا من التراث وتجديد الفكر العربي، بالإضافة إلى أبواب متخصصة في السينما والمسرح والنقد والأدب ومراجعات الكتب.

انبنت التجربة على استكتاب كتاب على درجة عالية من التخصص الثقافي، وأغلبهم كانوا مهاجرين على خلاف مع حكوماتهم؛ مثل جوزيف سماحة ومحمود درويش وكاظم جهاد وصبحي حديدي وعابد الجابري وحسن حنفي وبيير أبي صعب وبرهان غليون...

في عام 1984 برزت تجربة حزبية ثقافية مميزة؛ تمثلت في مجلة "أدب ونقد" التي كان يصدرها حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليساري. تميزت المجلة وقتئذ بجرأتها في النقد السينمائي وباختياراتها النوعية للأفلام التي تناولتها بالتحليل، في مقابل مطبوعات الدولة مثل مجلة "فصول" التي كانت غارقة في تشيئ لغة النقد والانشغال بالتنظير البنيوي.

 

الحياة والناقد

في التسعينيات كانت عناصر الحيوية الثقافية والمهنية والتنوع تنهل من الصحافة العربية المهاجرة، أو التي انتقلت إلى الخليج خاصة بعد حرب الخليج الثانية التي أضفت سيولة على مفهوم الحرية نفسه وعلى مفهوم الهجرة الذي لم يعد مرتبطا بموقف سياسي بل برؤية اقتصادية. في هذه الفترة ظهرت صحافة ثقافية ورقية وأيضا رقمية عبر مواقع وصفحات شخصية لكتابها مع بداية الألفية الجديدة.

صدرت صحيفة الحياة في لندن سنة 1988 التي شكلت رئة جديدة وحقيقية بالنسبة للصحافة الثقافية في العالم العربي؛ من حيث حداثة الموضوعات الثقافية وعمقها وتنوعها. خاطبت المجلة قارئا عربيا نوعيا يختلف عن القارئ العادي، ورغم تكرار بعض المواضيع أو عدم حدوث تغير جذري في التبويب ضخت دماء جديدة في معالجاتها التحريرية. ومع بداية التقنيات الحديثة في الطباعة والاتصالات كثرت عدد مكاتبها ومراسليها في البلدان العربية مما سهل الحصول على تغطية لهذا العقل أو الضمير الجمعي الثقافي للعالم العربي.

ظل للجريدة تميزها الثقافي بسبب المهنية والتخصص، خصوصا الفترة التي كانت تصدر فيها من لندن، وربما ضمنت لها المسافة عن العالم العربي وأزماته أيضا البعدَ عن التورط السياسي أو التماهي مع إشكالياته الثقافية ومشاكله السياسية فحفظ لها مكانة خاصة.

 ظل لجريدة الحياة تميزها الثقافي بسبب المهنية والتخصص، خصوصا الفترة التي كانت تصدر فيها من لندن، وربما ضمنت لها المسافة عن العالم العربي وأزماته أيضا البعدَ عن التورط السياسي أو التماهي مع إشكالياته الثقافية ومشاكله السياسية فحفظ لها مكانة خاصة.

لا أنسى أيضا ملحق "آفاق" الأسبوعي الذي كان يحرره الروائي اللبناني ربيع جابر لطبعة الحياة اللندنية بداية من 2001، حيث تميز بفرادة خاصة وحرية في تناول الأفكار وابتكار أشكال للتغطيات الصحفية بداية من القصص الصحفية المصورة وصولا إلى النقد.

ثمة أيضا تجربة مجلة الناقد اللبنانية الصادرة عند دار رياض الريس التي كانت تشكل نقلة سواء من ناحية إنجازها الشعري الذي توج بجائزة يوسف الخال القيمة وأيضا معاركها وملفاتها الثقافية، بجانب الحس الأدبي الرفيع لباب خواتم لأنسي الحاج الذي ارتبطت به على نحو ما هذه التجربة. ولابد أن نستحضر "السفير الثقافي" وكتابات عباس بيضون وعناية جابر وإسكندر حبش وغيرهم ومحاولتهم لتوفير هذا "الصفاء الوجودي" الثقافي لمقالاتهم.

أهمية هذه المجلات أنها كانت تحاول المحافظة على مسافاتها المنضبطة والمستحيلة مع الواقع السياسي المشتبك ومع مصادر تمويلها كالمحلق الثقافي لجريدة الأخبار المميز؛ لذلك انطوت على تناقضات سياسية ظهرت في الطريق، وهي أحد أقدار الثقافة العربية التي حالت دون تطورها.

 

الكتب ووجهات نظر

هناك تجربتان في الصحافة الثقافية المصرية في غاية الأهمية بالنسبة للكثيرين ظهرتا في الألفية الجديدة ما بين 2000- 2010: "الكتب.. وجهات نظر" ولعل جزءا أساسيا من اهتمام المجلة كما يظهر في العنوان هو مراجعات الكتب، وكذلك صفحة الثلاثاء في صحيفة الأهرام "غذاء العقول" للأستاذة ماجدة الجندي تلميذة مدرسة صباح الخير الثقافية، وهي من الصفحات القليلة المتخصصة التي كانت تهتم بعرض وتحليل الكتب.

 ربما أهمية "وجهات نظر" تحت رئاسة تحرير الكاتب القدير سلامة أحمد سلامة أنها كانت بالفعل كما ظهر في منشور افتتاحيتها: تعميق للحوار وتقاليده بين المثقفين والأكاديميين وقادة الرأي، وهو الثلاثي الذي يحمي مفهوم الثقافة ويغذيه بالأفكار والاحتياجات ويشير لأعطابه؛ فالاسم يحمل فكرة التعدد وهو المفتقد في الحياة السياسية والثقافية في مصر.

كان هناك التزام صارم بمفهوم المهنية ودرجة جودة المقالات، والمزج بين الرأي الخاص والدراسة المعمقة، وعدم السعي وراء الأفكار السهلة أو المعالجات التي ترضي الثقافة الشعبوية، إلى درجة أنها شُبِّهت من ناحية رصانتها بالمجلة الفكرية الأمريكية "نيويورك ريفيو أوف بوكس".

نجحت المجلة منذ عددها الأول في اكتساب شهرة واسعة ومكانة مميزة بين المثقفين والأكاديميين وصناع القرار في العالم العربي وكذلك المهتمين بالمنطقة في المؤسسات الأكاديمية الغربية.

تميزت المجلة بالمقال السردي الطويل الذي يجمع بين الحس الذاتي وروائية الموهبة داخل سياق اجتماعي أو سياسي واسع، وهو الأسلوب الذي تبناه الكاتب محمد حسنين هيكل في افتتاحياته للمجلة.

هذا الحس الذاتي للكاتب في مناقشته للقضايا العامة أو الذاكرة الجمعية للمصريين وجدته عند الأستاذة ماجدة الجندي في صفحة "غذاء العقول" بجريدة الأهرام، إنه صدى ذاتي مشحون بالمشاعر الشخصية دون ضغط  أو توجيه لعاطفة القارئ؛ لأنه يتضمن دقة بلاغية في رصد الأفكار والتعبير عنها مقترنة بسعة اطلاع على الصحافة العالمية.

 

الفن السابع والفيلم

كان في الألفية الجديدة نصيب للسينما والصورة عبر مجلتين إحداهما أصدرها الفنان محمود حميدة؛ وهي "الفن السابع" (1997- 2003) التي تخصصت في صناعة السينما، وهدفها السعي للتخصص وتناول جوانب المهنة المتعددة وليس فقط حياة الممثل الاجتماعية؛ فصناعة السينما بكل أطرافها أصبحت جزءا من اهتمامات المجلة: التمثيل والإخراج والإنتاج، وكان الغرض منها هو إنتاج معرفة في هذه التخصصات يمكن أن تساعد على تحسين جودة المنتج السينمائي وتطويره. 

ويمكن أيضا أن نشير إلى مجلة "الفيلم" وهي غير دورية صدرت 2014 عن جمعية النهضة بجيزويت القاهرة تهتم بثقافة السينما وفن الصورة، ومن اهتماماتها أيضا عرض نماذج لسينما مختلفة تكسر هيمنة الفيلم الأمريكي.

إن استعراض هذه التجارب من الصحافة الثقافية يبرز مدى ارتباطها بالتحولات السياسية والاجتماعية في العالم العربي؛ إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال الفصل بينهما، ومع تطور المنصات الرقمية يمكن أن نطرح هذا السؤال: هل ستحرر هذه المنصات مساحات جديدة للصحافة الثقافية أم تلتهم ما تبقى منها؟

More Articles

Podcasters, content creators and influencers are not journalists. Are they?

Are podcasters, content creators, and influencers really journalists, or has the word 'journalist' been stretched so thin that it now covers anyone holding a microphone and an opinion? If there is a difference, where does it sit? Is it in method, mission, accountability, or something else? And in a media landscape built on noise, how do we separate a journalist from someone who produces content for clicks, followers or sponsors

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 7 Nov, 2025
The Power to Write History: How Journalism Shapes Collective Memory and Forgetting

What societies remember, and what they forget, is shaped not only by historians but by journalism. From wars to natural disasters, the news does not simply record events; it decides which fragments endure in collective memory, and which fade into silence.

Daniel Harper
Daniel Harper Published on: 30 Oct, 2025
Journalism in Spain: Why Omitting Ethnicity May Be Doing More Harm Than Good

In Spain, a well-intentioned media practice of omitting suspects’ ethnic backgrounds in crime reporting is now backfiring, fuelling misinformation, empowering far-right narratives, and eroding public trust in journalism.

Ilya إيليا توبر 
Ilya U Topper Published on: 10 Sep, 2025
Interview with Zina Q. : Digital Cartography as a Tool of Erasure in Gaza

Amid Israel’s war on Gaza, Zina Q. uncovers how Google Maps and satellite imagery are being manipulated; homes relabelled as “haunted,” map updates delayed, and evidence of destruction obscured, revealing digital cartography itself as a weapon of war. By exposing these distortions and linking them to conflicts from Sudan to Ukraine, she demonstrates how control over maps and AI surveillance influences not only what the world sees, but also what it remembers.

Al Jazeera Journalism Review
Al Jazeera Journalism Review Published on: 6 Sep, 2025
Canadian Journalists for Justice in Palestine: A Call to Name the Killer, Not Just the Crime

How many journalists have to be killed before we name the killer? What does press freedom mean if it excludes Palestinians? In its latest strike, Israel killed an entire Al Jazeera news crew in Gaza—part of a systematic campaign to silence the last witnesses to its crimes. Canadian Journalists for Justice in Palestine (CJJP) condemns this massacre and calls on the Canadian government to end its complicity, uphold international law, and demand full accountability. This is not collateral damage. This is the targeted erasure of truth.

Samira Mohyeddin
Samira Mohyeddin Published on: 14 Aug, 2025
Protecting Palestinian Journalists Should be First Priority - Above Western Media Access

Why demand entry for foreign reporters when Palestinian journalists are already risking—and losing—their lives to tell the truth? Real solidarity means saving journalists' lives, amplifying their voices, and naming the genocide they expose daily.

Synne Furnes Bjerkestrand
Synne Bjerkestrand, Kristian Lindhardt Published on: 10 Aug, 2025
The Washington Post: When Language Becomes a Veil for Pro-Israel Bias

How did The Washington Post's coverage differ between Israel’s bombing of Gaza hospitals and Iran’s strike on an Israeli hospital? Why does the paper attempt to frame Palestinian victims within a “complex operational context”? And when does language become a tool of bias toward the Israeli narrative?

Said Al-Azri
Said Al-Azri Published on: 6 Aug, 2025
In the War on Gaza: How Do You Tell a Human Story?

After nine months of genocidal war on Palestine, how can journalists tell human stories? Which stories should they focus on? And does the daily, continuous coverage of the war’s developments lead to a “normalisation of death”?

Yousef Fares
Yousef Fares Published on: 8 Jul, 2025
How Much AI is Too Much AI for Ethical Journalism

As artificial intelligence transforms newsrooms across South Asia, journalists grapple with the fine line between enhancement and dependency

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 1 Jul, 2025
How to Tell the Stories of Gaza’s Children

Where does compassion end and journalism begin? How can one engage with children ethically, and is it even morally acceptable to conduct interviews with them? Palestinian journalist Reem Al-Qatawy offers a profoundly different approach to human-interest reporting. At the Hope Institute in Gaza, she met children enduring the harrowing aftermath of losing their families. Her experience was marked by intense professional and ethical challenges.

Rima Al-Qatawi
Rima Al-Qatawi Published on: 26 Jun, 2025
Do Foreign Journalists Matter in Covering Genocide? A Look into Bosnia, Rwanda, and Gaza

How did foreign journalists cover the killings in both Bosnia-Herzegovina and Rwanda? Did they contribute to conveying the truth and making an impact? Would the entry of foreign journalists into the Gaza Strip change the reality of the ongoing genocide? And would their coverage of the famine and massacres add to the daily coverage of local journalists? Why is the local press's coverage of wars seen as deficient compared to Western journalism, even though they incur greater losses and casualties?

Saber Halima
Saber Halima Published on: 20 Jun, 2025
How Palestine Is Forcing Journalists to Reexamine Objectivity and Decolonize

This article argues that the Palestinian context exposes the colonial roots of traditional journalism and calls for a decolonial approach that centers marginalized voices, promotes collaborative reporting, and demands structural change within newsrooms to uphold journalistic integrity.

Sanne Breimer
Sanne Breimer Published on: 12 Jun, 2025
The Role of Social Science Tools in Enhancing Journalism

When French sociologist Pierre Bourdieu was asked about the contribution of the suburbs to elections, he replied that decades of colonialism and complex problems cannot be summarised in 10 minutes. The value of social sciences in supporting journalism is demonstrated when they address issues of society, power, and identity for the sake of better journalism.

Rehab Zaheri
Rehab Zaheri Published on: 6 Jun, 2025
Digital Dependency: Unpacking Tech Philanthropy’s Grip on Local News in the MENA

AI-driven journalism initiatives in the Middle East, often backed by philanthropic media development projects, are reshaping local newsrooms under the influence of global tech giants. These efforts, while marketed as support, risk deepening power asymmetries, fostering digital dependency, and reactivating colonial patterns of control through algorithmic systems and donor-driven agendas.

Sara Ait Khorsa
Sara Ait Khorsa Published on: 3 Jun, 2025
Journalism Colleges in Somalia: A Battle for Survival

Journalism colleges in Somalia are struggling to survive due to outdated curricula, lack of practical training, insufficient funding, and a shortage of qualified educators, leading to declining student enrollment and interest. Despite efforts by institutions like Mogadishu University and Hormuud University to revive journalism education, these challenges persist, threatening the future of journalism in the country.

Al-Shafi Abtidon
Al-Shafi Abtidon Published on: 30 May, 2025
Philippine Activists Fight Archive Erasure and Revive Dictatorship-Era Memories

In the Philippines, archivists fight to preserve evidence of the country’s bloodied past, in hope that it will provide lessons for the future.

Tristan James Biglete
Tristan James Biglete Published on: 27 May, 2025
News Fatigue and Avoidance: How Media Overload is Reshaping Audience Engagement

A study conducted on 12,000 American adults revealed that two-thirds feel “exhausted” by the overwhelming volume of news they receive. Why is the public feeling drained by the news? Are audiences actively avoiding it, and at what psychological cost? Most importantly, how can the media rebuild trust and reconnect with its audience?

Othman Kabashi
Othman Kabashi Published on: 25 May, 2025
Weaponized Artificial Intelligence: The Unseen Threat to Fact-Checking

How has artificial intelligence emerged as a powerful tool during wartime, and what strategies are fact-checkers adopting to confront this disruptive force in newsrooms? The work of fact-checkers has grown significantly more challenging during the genocide in Palestine, as the Israeli occupation has relied heavily on artificial intelligence to disseminate misinformation.

Ahmad Al-Arja
Ahmad Al-Arja Published on: 18 May, 2025
Reporting from the Ruins; Why We Must Keep Myanmar’s Journalists Alive and Online

In Myanmar, journalism has become a courageous act of resistance. As the military junta tightens its grip on information, journalists face growing technological, political, and security barriers. This article explores the urgent need to support Myanmar’s embattled media workers before the country slides into a full information blackout.

Annie Zaman
Annie Zaman Published on: 13 May, 2025
Palestinian Journalist Lama Ghosheh Refuses to Be Silenced Under Occupation

Despite ongoing repression under Israeli occupation, Palestinian journalist Lama Ghosheh continues her work with unwavering resolve, documenting the lived realities of her people. Her story is one of resistance, family, and the high cost of speaking truth in the face of systemic silencing.

Synne Furnes Bjerkestrand
Synne Bjerkestrand Published on: 9 May, 2025
The Media Landscape in Sudan During the War

The ongoing war in Sudan has dismantled many media institutions, creating a vacuum filled by a vast stream of rumors and false information that has fueled internal conflict. A large segment of the public has turned to social media platforms in search of the truth, while some traditional media outlets continue to operate despite the targeting of their offices and journalists.

Mohammed Babiker Al-Awad
Mohammed Babiker Al-Awad Published on: 2 May, 2025
Western Media’s Double Standards on Muslim Women’s Suffering

When an Iranian student publicly protested against security forces by undressing, the moment garnered widespread attention in Western media. Meanwhile, even as 70 percent of those killed in Palestine are women and children, this ongoing violence—including the systematic killing, torture, and detention of Palestinian women—receives minimal coverage. This disparity raises urgent questions: How do Western media represent women’s issues in the Islamic world, and to what extent are such portrayals shaped by double standards?

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 24 Apr, 2025
Western Media Has Failed Their Palestinian Colleagues

A 2024 CPJ report revealed that nearly 70% of journalists killed that year were targeted by Israel, yet major Western media outlets largely ignored or downplayed the findings. The muted response to these targeted attacks and escalating press restrictions highlights a troubling double standard in the West’s commitment to press freedom.

Assal Rad
Assal Rad Published on: 21 Apr, 2025
Weaponizing the Law: SLAPPs Against Journalists and Press Freedom

SLAPPs—abusive lawsuits designed to silence journalists and activists—are surging across Southeast Asia, exploiting vague laws and weak protections to punish those who speak truth to power. As legal harassment intensifies, journalists face not only imprisonment and censorship but also emotional trauma, exile, and long-term damage to their careers.

AJR Contributor Published on: 17 Apr, 2025