فيسبوك في فلسطين.. من فضاء حرية إلى سجن كبير

شكّلت مواقع التواصل الاجتماعي نقلة نوعية في حياة الفلسطينيين كسائر مستخدميها حول العالم، وتحديدا الشعوب التوّاقة للحرية، والتي كانت تنظّر لها عبر الشاشات دون أن تتوفر على إمكانيات للتفاعل معها، أو للتنظير لها، أو لمحاولة الحشد لأجل تطبيقها، إلى أن هبت رياح الثورات العربية. 

وفعلا، سار الفلسطينيون على نهج باقي الشعوب العربية، باستخدام هذه المواقع لأبعد من مجرد كونها مواقع ترفيهية. وتفاعل الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع العديد من القضايا والأحداث، وتدريجيا، بلغت ذروة تفاعلهم مع قضاياهم بشكل كبير عام 2014، تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

رواية محظورة

أخذ الفلسطينيون حينها على عاتقهم نشر الرواية الفلسطينية بألسنتهم وعيونهم إلى العالم كله، فتفعّلت صفحات يشرف عليها نشطاء فلسطينيون بلغات عديدة تشرح للعالم ما الذي يحدث في فلسطين بالتحديد، بعيدا عن الرواية الإسرائيلية، مما كان له الأثر الكبير في تشكيل وعي جديد وردة فعل لدى مستخدمي هذا الموقع.

جل النشاط الرقمي على منصات التواصل في فلسطين -حسب الإحصائيات- ينحصر على الفيسبوك، فقرابة 88% من مستخدمي الإنترنت الفلسطينيين يستعملونه استنادا إلى دراسة لمركز أي بوك للعام 2018 (1).

استأثر موقع فيسبوك باهتمام كبير على المستوى الأمني والرسمي في فلسطين المحتلة، فقد رصدت المؤسسات والجمعيات المختصة منذ العام 2014 وحتى 2017، أكثر من 300 حالة اعتقال (2) قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطينيين على خلفية منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وفيسبوك خصوصا.

لكن يبدو أن الاعتقالات وحدها لم تكفِ الإسرائيليين لردع خوفهم من تأثير فيسبوك وسائر مواقع التواصل على الحالة الوطنية الفلسطينية، بل إن النتيجة التي وصلت إليها إسرائيل عقب موجة العمليات التي شنها الفلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية بين عامي 2015 و2016، هي التحرك بأقصى سرعة، وقد تمخض عن ذلك تشكيل لجنة وزارية تتولى التواصل مع مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدًا فيسبوك (3). ومنذ ذلك الوقت وإسرائيل تحاول محاصرة النشاط الفلسطيني على فيسبوك بطرق عديدة، ومن هذه الطرق كان مشروع قانون (4) لإزالة المحتوى الذي ترى إسرائيل أنه غير مناسب من هذا الفضاء الأزرق. وكانت الذريعة الأساسية لتمرير القرار هو ما أسمته إسرائيل "التحريض" الذي يمارسه الفلسطينيون ضد الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالتزامن مع ذلك، استطاعت الحكومة الإسرائيلية -بالتعاون مع فيسبوك- إزالة محتوى وحظر وإغلاق عشرات الصفحات الفلسطينية عام 2016، مما جعل نشطاء مواقع التواصل في فلسطين يطلقون حملة مضادة دعت إلى مقاطعة فيسبوك تحت شعار #FBCensorsPalestine، ولاقت رواجًا كبيرًا من نشطاء حقوق الإنسان حول العالم (5).

تحت ضغط الحملة الواسعة، تراجع فيسبوك عن خطوته أو خفف من حدتها على الأقل، وانتهت بإرسال أحد مسؤولي فيسبوك للاجتماع بالنشطاء الفلسطينيين في رام الله، وتقديم وعود بإنصاف المحتوى الفلسطيني واحترام خصوصيته.

لم تقف الحرب على المحتوى الفلسطيني عند هذا الحد، وإنما تطور الأمر لتصبح هناك ملاحقة ممنهجة ضده من قبل فيسبوك، مانعًا مستخدميه من نشر صور أو محتوى له علاقة برموز الشعب الفلسطيني من شهداء وقيادات وطنية، مثل إغلاق صفحة حركة فتح بسبب صورة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (6) نشرت بداية العام 2017، ووصل الأمر إلى حد حذف المحتوى من الرسائل الخاصة بين المستخدمين كما حدث عندما حظر فيسبوك تداول الصور المتعلقة بوحدة إسرائيلية خاصة تسللت إلى قطاع غزة عام 2018 (7).

 

خلايا إسرائيلية

وكانت وزيرة القضاء الإسرائيلية إيليت شاكيد أكدت خلال ما سمي بمؤتمر مكافحة الإرهاب السادس عشر، أن إسرائيل قدمت طلبات لفيسبوك لإزالة محتوى وإغلاق حسابات لفلسطينيين، وقد تجاوب فيسبوك حينها مع 95% من الطلبات المقدمة له (8).

ويأتي هذا الحصار على المحتوى الفلسطيني في مقابل مساحة كبيرة تمنح للإسرائيليين، إذ يشير مركز "حملة" المختص بالإعلام الاجتماعي في الأراضي المحتلة عام 1948، أن منشورًا تحريضيًا ضد الفلسطينيين يكتب كل 66 ثانية (9).

أما مؤخرًا، عملت شركة فيسبوك على تطوير خوارزمياتها لتشمل كلمات ذات ارتباط وثيق بالقضية الفلسطينية مثل "شهيد، حماس، جهاد، جبهة شعبية، كتائب شهداء الأقصى، يحيى عياش.."، وغيرها من المصطلحات التي أصبح كل من يستخدمها يعرّض وجوده على المنصة الزرقاء للخطر. هذه الكلمات كانت كفيلة لتلقي الفلسطينيين عقوبات متنوعة من قبل إدارة فيسبوك، من بينها حذف منشورات وحظر من النشر وإغلاق صفحات (10).

وأعدّ النشطاء الفلسطينيون مجددًا حملة مضادة احتجاجًا على ممارسات فيسبوك ضدهم، شملت توجيه رسالة إلى الإدارة في الشرق الأوسط، ومن ثم إطلاق حملة تغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بما يتعرض له الفلسطينيون من تضييق من قبل فيسبوك (11).

وبلغت حصيلة التضييق والانتهاكات التي تعرض لها الفلسطينيون خلال العام 2019 قرابة 900 انتهاك على كافة منصات التواصل، كان لفيسبوك نصيب الأسد من هذه الانتهاكات المتنوعة، وفقًا للتقارير التي يصدرها مركز صدى سوشيال دوريا حول التشديد الذي يمارسه فيسبوك والمنصات الأخرى. ويعتبر مركز صدى شريكًا موثوقًا لفيسبوك في فلسطين، يعمل على توثيق الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني، والتواصل مع إدارات هذه المنصات في محاولة لاستعادة المحتوى المحذوف وحمايته.

لمواجهة هذه الانتهاكات وغيرها من الحقوق الرقمية الفلسطينية، أسست مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ائتلاف الحقوق الرقمية الفلسطينية لحماية المحتوى الفلسطيني المنشور عبر الفضاء الإلكتروني، والحفاظ على حقوق رقمية أخرى في مجالات متعددة. ويعمل الائتلاف على تعزيز التنسيق والتعاون والدعم المتبادل بين المؤسسات المدنيّة الفلسطينيّة الناشطة في مجال حماية وتعزيز الحقوق الرقميّة الفلسطينيّة بما يتوافق مع الاتفاقيات والمعايير الدولية لحقوق الإنسان والممارسات الفضلى، وفي ظل ارتفاع وتيرة انتهاكات الحقوق الرقمية (13).

وبينما يطالب النشطاء والمؤسسات الفلسطينية من المستوى الرسمي الفلسطيني بالتدخل لحماية الحقوق الرقمية الفلسطينية دون أي تحرك ملحوظ، تعمل إسرائيل على مستوى آخر للهجوم على المحتوى الفلسطيني من خلال وحدات سايبر متخصصة في الجيش تعمل على تقديم بلاغات ضد المحتوى الفلسطيني، وضرب صورة القضية الفلسطينية في العالم من خلال الاستعانة بشركات متخصصة (14).

إن الضغط الشديد والرقابة والمتابعة الحثيثة للمحتوى الفلسطيني من قبل إسرائيل وفيسبوك أسفر عن نتائج سلبية كبيرة في نسبة المشاركة السياسية للشباب الفلسطيني. وقد أثبت بحث أجري على الشباب الفلسطيني خلال العام 2019، أن ثلثي الشباب الفلسطيني لا يشعرون بالأمان للمشاركة السياسيّة عبر الإنترنت (15).

 

مراجع:

1- http://social.ipoke.co/c/facebook/%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%81%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83

2- https://bit.ly/2FwDzh8

3- https://www.alhurra.com/a/israel-facebook/322881.html

4- https://ara.reuters.com/article/internetNews/idARAKCN0Z81R3

5- https://bit.ly/36vwysN

6- https://bit.ly/2QZOKUH

7- https://bit.ly/37Gtw54

8- https://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4853699,00.html

9- https://bit.ly/303noBa

10- https://bit.ly/2N59Hg7

11- https://bit.ly/37SKX2F

12- http://sada.social/

13- https://bit.ly/2Fy2aly

14- https://www.noonpost.com/content/13821

15- https://bit.ly/2TaJfFo

 

المزيد من المقالات

اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة ة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025