كيف تدمّر الصحافة حياتك في 88 يوما؟

"لتغييب العقل عليك الوصول إلى القلب"، هذا ما قاله الصحفي المخضرم في مسلسل "ذي سمبسونز" لبارت. وبارت هو ابن هومر، الذي ظهر في أحد فصول المسلسل للمشاركة في برنامج إخباري للأطفال، في قسم خاص بالتقارير العاطفية "شعب بارت". يقدم في فقرته قصصا حزينة بطريقة متعمدة عن مختلف المواطنين في سبريغفيلد.

غالبا، استُخدمت هذه القصة والحلقة للتحذير من استغلال العاطفة المفرطة في الإعلام، والانتباه إلى أساليب التضليل المعتمدة في الصحافة، وأيضا لانتقاد البرامج والتقارير التي لا تقدم أي مضمون، فوجودها فارغ دون أي معلومات مهمة.

ويبدو أن الممثل والمخرج المخضرم كلينت إيستوود يبني حوله في السنوات الأخيرة "شعب كلينت" على غرار "شعب بارت". أفلامه الأخيرة تتألف من صور سينمائية لأبطال حقيقيين لا يُتوقع أن يصبحوا أبطالا، ويمكن أن نكون نحن أيضا في مكانهم يوما ما. ففي أحداث عديدة نُبذ هؤلاء الأبطال ورُفضوا من قبل المجتمع، وسُفهت أفعالهم بالأكاذيب والهجوم من طرف الصحافة. 

من "القناص الأميركي" (2014)، إلى "سولي" (2016)، وصولا إلى فيلمه الأخير "ريتشارد جويل" (2019)، الفيلم الذي جاءت فكرته من مقال "كابوس أميركي.. قصة ريتشارد جويل" الذي كتبته ماري برينر في مجلة "فانيتي فير"، ويقدم فيه كلينت إيستوود القصة الحقيقية لريتشارد جويل (بول ووتر هوزر) حارس الأمن في "سنتينيال أولمبيك بارك". 

خلال أولمبياد أتلانتا عام 1996، اكتشف حقيبة مليئة بالمتفجرات فنبّه الشرطة إلى وجودها، وأنقذ حياة كثيرين كانوا يحضرون حفلة موسيقية في تلك الليلة. لكن تحوّله إلى بطل لم يدم إلا ساعات، لأنّ صحيفة "أتلانتا جورنال كونستيتيوشن" نشرت فورًا أن البطل الذي كشف عن الحقيبة هو المشتبه به الرئيسي في مكتب التحقيقات الفدرالي.

وناهيك عن الفنيات السينمائية والنجاح السينمائي النقدي والشعبي، انغمس الفيلم في جدال يتفوق على القصة المقدمة من خلال عرض الأحداث والمعلومات التي أوردها عن دور وتأثير الصحافة في تحويل ريتشارد جويل من بطل قومي إلى متهم، والقدرة على تغيير حياته بشكل مصيري في 88 يوما فقط.

عُرض الفيلم أواخر العام 2019 وأحدث جدلا صحفيا كبيرا، فجويل (33 عاما) أنقذ حياة الكثيرين، ولكن الحب الشعبي لم يدم طويلا لأنه المشتبه به الوحيد لدى مكتب التحقيقات. وعلى الرغم من أن جويل لم توجه له اتهامات قضائية، وأن الإرهابي الحقيقي اعترف بتبنيه العملية عام 2003، فإن حياة جويل دُمرت كليا عندما قررت الصحافة توجيه الاتهامات إليه، واصفةً إيّاه بالمشتبه الرئيسي في الهجوم. 

في الفيلم تظهر صحفية لها دور رئيسي وهي كاثي سكراجز مراسلة لصحيفة "أتلانتا جورنال كونستيتيوشن" التي غطت التفجير ونشرت المعلومات الحصرية حول التحقيق مع جويل كمشتبه به. ويفترض الفيلم أن سكراجز حصلت على تلك المعلومات الحصرية مقابل علاقة جنسية مع المحقق في القضية توم شاو (جون هام)، (تم تغيير اسم المحقق في الفيلم وإبقاء اسم الصحفية كما هو).. سكراجز (لعبت دورها الممثلة أوليفيا وايلد) توفيت عام 2001 بسبب جرعة زائدة من مسكنات الألم، وهي ليست على قيد الحياة للدفاع عن نفسها أو تنفي المعلومات المذكورة في الفيلم. ولكن الصحيفة وشركة "كوكس للنشر" أرسلتا خطابا لشركة "وارنر براذرز" ولكلينت إيستوود ولكاتب السيناريو بيلي راي، ودافعتا عن سكراجز وهاجمتا الفيلم بسبب تقديم الصحفية كشخص يستخدم العلاقات غير المشروعة للحصول على المعلومات. كما اعتبرتا أن ما قدم في الفيلم "كاذب وخبيث وضار للغاية وتشهيري".

لسنا هنا نؤكد أو ننفي كيفية حصول سكراجز على المعلومات. الأهم هو كيف استعملت هذه المعلومات، وكيف أثرت إشاعة الأخبار السرية ودمرت حياة إنسان في أيام قليلة. فهل كل السبل مشروعة للصحفي من أجل الحصول على المعلومات حتى لو كانت سرية؟ ومن يحدد للصحفي أساليب استعمالها؟ وما دور الصحافة في مثل هذه القضايا؟ وكيف تحدد المسؤولية الإعلامية وأخلاقيات المهنة وطريقة التعامل مع قضايا حساسة مثل قضية ريتشارد جويل؟

تسهل الإجابة عن بعض هذه الأسئلة والأفكار، ورغم ذلك فإن ما حصل لا يزال يتكرر حتى الآن في أغلب الأماكن. لا نتكلم هنا عن "الجنس مقابل المعلومات" (نعود إلى ذلك لاحقا)، فالحديث عن هذا الموضوع كان ليختلف كثيرا لو كان صحفي مكان الصحفية. بل نتكلم عن المسؤولية الصحفية والدور الواجب للإعلام في هذه المسائل الحساسة، خاصة أننا في عصر سهولة نشر الأخبار الزائفة.

طوّر كلينت إيستوود أفلامه بطريقة خاصة للحديث عن التاريخ الأميركي المعاصر، من خلال توظيف شخصيات يمرر عبرها الاتهامات ويكشف الفضائح داخل الثقافة الشعبية والسياسية والصحفية في أميركا والعالم. فمثلا، يعمل ريتشاد جويل على انتقاد الاضطهاد الإعلامي الذي عانى منه بطل القصة. ويتعامل الفيلم مع عدم مسؤولية الصحافة، وينتقد التخمينات التي تحولت إلى شكوك زائفة دمرت الأفراد والأبرياء.

بالكاد يخفي كلينت إيستوود غضبه، بشكل خاص على ديناميات تجسيد الشر في أفلامه وفي المجتمعات الحديثة. وهنا يتجسد الشر في الصحافة المتهالكة التي هي على استعداد لفعل كل شيء من أجل الحصول على السبق الصحفي، والتي تعمل على شكل نظام معلومات يمكن أن يدمر كل شيء دون سابق إنذار وبدون أي تفكير في العواقب.

في الفيلم نرى أن الصحافة عالم مشوش هستيري يعمل كطفل متلهف وقلق، وينتظر دائما الفضائح والسبق الصحفي لإرضاء شهيته التي لا تشبع. والأهم من كل هذا، يفضح الفيلم اللعبة القذرة بين وسائل الإعلام ومكتب التحقيقات الاتحادي الذي يمكن أن يكون أي مؤسسة أمنية في أي بلد بالعالم.. هذه اللعبة موجودة دائما وتخدم الاثنين، والضحية دائما هو الفرد والأبرياء.

بالعودة إلى "الجنس مقابل المعلومات"، كثيرة هي الأفلام في هوليود التي يحصل فيها الصحفيون على المعلومات من خلال إقامة علاقة جنسية مع مصادرهم الخاصة. هذا التشويه المهني المتكرر للصحفيين في هوليود يحوي بالتأكيد شيئا من الحقيقة، ولكن المبالغة كبيرة أيضا. لا تتعب السينما والتلفاز من تغذية هذه الأسطورة، خاصة في الأربعين سنة الماضية، فمثلا فيلم المخرج سيندي بولاك الذي قدم الصحفية ميغان (سالي فيلد) بأنها تقيم علاقة مع مصدرها مايكل (بول نيومان) في فيلم "غياب الحقد" (1981). ويتحدث الفيلم عن التشهير ويستخدم الصحافة وأخلاقيات المهنة لتوضيح التعارض بين الكشف عن المعلومات الشخصية وحق الجمهور في المعرفة.

زوي بارنز (كيت مارا) تعتمد الطريقة ذاتها مع عواقب وخيمة في مسلسل "هاوس أوف كاردز"، وهيثر هولوواي (كاتي هولمز) في "شكرا للتدخين" (2005) المحترفة التي سقطت أيضا في قالب "الصحفية العاهرة" وانتهى بها المطاف في السرير مع أحد مخبريها للحصول على تقرير.

هذا الخيال السينمائي يتم شجبه من قبل الكثيرين ويربطونه بتلك الرؤية الكارهة للنساء، ولربط الجنس كشرط لا بد منه من أجل المجد الإعلامي. وهذا بالتحديد كتبت عنه سوفي غيلبرت عام 2018 في مقالها بمجلة "ذي أتلانتك" بعنوان "المجاز الكسول لصحفية غير أخلاقية". جمعت غيلبرت في نصها رؤية سارة لونسديل وكتابها "الصحفي في الخيال البريطاني والأفلام" (2016)، وشرحت كيف أن التمثيل الثقافي السلبي للنساء سيتزايد ويقدمهن ضمن القوالب النمطية كلما ازداد عددهن في الصحافة وحققن وظائف عالية.

تنتقد هذه الإنتاجات السينمائية الإعلام والصحفيين بطريقة بناءة، إلا أنها في الوقت نفسه تجعل الشخصيات النسائية العاملة في المجال الصحفي تبدو على مستوى أقل من الرجال في كيفية الحصول على المعلومات، إذ عليها أن تستعمل الجنس إن أرادت تحقيق النجاح كالرجل. 

وبالعودة إلى الفيلم، فإن مهارة كلينت إيستوود السينمائية لا جدال فيها، فالنقد السياسي والاجتماعي والمهني دائما ما يكون مرتفعا، والمخرج ينتقد دائما العدو الداخلي، لا يجمل الواقع ولا يطيّب الخواطر. وفي فيلمه الأخير كان نقده شديدا للصحافة والصحفيين، وأرانا بأعيننا كيف يمكن لخبر صغير ينتقل من شخص ذي سلطة إلى أحد الإعلاميين، أن يخرب حياة أي شخص.

بغض النظر عن كيفية حصول سكراجز على المعلومات، فإن إدانتها تأتي من طريقة تعاملها مع هذه المعلومات، واستغلالها للشهرة الصحفية، دون الاكتراث للمسؤولية الصحفية وأخلاقيات المهنة، والتي أوصلتها إلى تدمير حياة إنسان دون التفكير في العواقب.

ما شاهدناه في فيلم "ريتشارد جويل" نشاهده كل يوم في الصحافة ووسائل الإعلام، فالأخبار الزائفة في كل مكان، والتشهير بالأشخاص بات سهلا جدا في عصر الإعلام الرقمي، وأيضا اللحاق بالأضواء والشهرة الافتراضية على حساب المعلومات والمسؤولية المهنية. كلينت إيستوود يحث الجميع على التحلي بالمسؤولية، والتفكير من خلال العمل الذي نؤديه وخاصة الصحافة، في نتائج ما نكتبه أو ما ننشره وما نعيد نشره.

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025