"كوبا والمصور".. حينما تمتزج الصحافة بالتعاطف

استمع إلى المقالة

خلال 40 عاما يتغير الكثير؛ قد يموت البعض، بمن فيهم فيدل كاسترو.. 40 عاما استطاع خلالها الصحفي وصانع الأفلام الأميركي جون ألبرت أن يتقرب من كاسترو لدرجة أن يسمح له بزيارته عندما كبر جدا في السن.. تبادلا الهدايا، ليس كصديقين حميمين، بل لأن ألبرت صحفي مخضرم نادر ينتمي إلى مدرسة صحفية لا نراها كثيرا اليوم.

رشح جون ألبرت عدة مرات لجائزة أفضل "فيلم وثائقي" في جوائز الأوسكار عن فيلمه "كوارث غير طبيعية في الصين.. دموع مقاطعة سيشوان" عام 2009، وفيلم "الفداء" عام 2012. وفاز بجوائز إيمي عن فيلمه "طوارئ بغداد" عام 2006، وفيلم "ميدان التحرير.. 18 يوما من ثورة مصر غير المكتملة" عام 2012. 

شارك في عدة مهرجانات سينمائية عالمية وأنجز أكثر من 30 وثائقياً بين طويل وقصير. دفعه عمله الصحفي وشغفه التصويري للسفر إلى كثير من البلدان والتصوير في المناطق الساخنة في العالم. كان أول صحفي أميركي يدخل كمبوديا بعد حرب فيتنام. سافر إلى إيران أثناء أزمة الرهائن، وأنجز العديد من التقارير الحصرية. من إيران عبر الصحراء، كان أول صحفي يدخل أفغانستان مع "المجاهدين". وكان الصحفي الغربي الوحيد الذي بقي في نيكاراغوا بعد تولّي "الجبهة الساندينية للتحرير الوطني" الحكم، والصحفي الوحيد في أرض المعركة في حرب الكونترا. 

تقارير كثيرة أنجزها ألبرت أيضاً من الصين والفلبين وروسيا وكوريا. وخلال حرب الخليج، كان الوحيد الذي تمكّن من نقل مشاهد غير خاضعة لرقابة السلطة الأميركية، وهو ما عرضه للكثير من المضايقات، حتى إنه طرد من المحطات التي كان يعمل فيها. وهو أيضاً الصحفي الأجنبي الوحيد الذي أجرى مقابلة مع صدام حسين. 

لكن شهرته في أنحاء العالم ترجع إلى أنه واحد من الأميركيين القلائل الذين دخلوا للتصوير في كوبا على مدى العقود الخمسة الماضية، ولديه العديد من الاتصالات والمقابلات المباشرة مع فيدل كاسترو، وهو الأميركي الوحيد الذي كان على متن الطائرة التي نقلت كاسترو إلى نيويورك لإلقاء خطابه في الأمم المتحدة عام 1979.

نتيجة لكل ذلك، ونتيجة لسفره إلى كوبا باستمرار، وعلاقته مع الشعب والدولة الكاريبية التي استمرت 45 عاما، وبسبب العمل الصبور والعمل المنهجي والتصوير (أكثر من ألف ساعة من المواد المصورة)، قدم ألبرت فيلمه "كوبا والمصور" عام 2017، وهو وثائقي صحفي بنغمة نادرة، موضوعي يوجه أسئلة أيدولوجية دون مقص رقيب.

1
يعالج الفيلم قضية تعاطف صحافي ينتمي إلى بلد حاصر كوبا لعقود (مقطع من إعلان الفيلم).

زار ألبرت كوبا لأول مرة في أوائل السبعينيات، ثم تكررت زياراته حتى وفاة كاسترو عام 2016. أظهر المراحل المختلفة في حياة الجزيرة؛ نشوة البداية والثورة، السنوات الذهبية للبلد الاشتراكي، الفترة الخاصة بعد انهيار المحور الشيوعي، الهجرة، السوق السوداء، العقوبات الأميركية، الانفتاح التدريجي نحو الاستثمار الخاص الأجنبي والازدهار السياحي، وموت كاسترو. 

لم يكن هذا هدفه الوحيد، بل كوّن ألبرت صداقات عبر هذه السنين، وكان يعود مرارا وتكرارا ليلتقي نفس الأشخاص ويسألهم عن أحوالهم: كاريداد، فتاة ستنتهي قصتها بالهجرة إلى فلوريدا. ولويس، العاطل عن العمل الذي يؤمّن قوته في السوق السوداء. والإخوة بوريغو، الفلاحون.. . شخصيات كثيرة يلتقيها ألبرت، نراهم عبر كاميرته يتقدمون في السن (ثم يموت بعضهم)، حتى ألبرت نفسه (الآن 72 عاما) وكاسترو يكبرون على الشاشة. لذا فإن "كوبا والمصور"، بالإضافة إلى أنه يشكل وثائقيا اجتماعيا سياسيا، هو أيضا رؤية مباشرة عن آثار مرور الزمن على البلاد والبشر.

مدرسة ألبرت في الصحافة نادرة، فهو يعرف كيف يتكلم مع من يحاور. لا يقدم نفسه على أنه صحفي، وإن كان ذلك واضحا من كاميرته التي يحملها دائما، خاصة في زياراته الأولى، حيث كان يحمل الكاميرا والمعدات الثقيلة في عربة أطفال، وهذا ما لفت نظر فيدل كاسترو أول مرة.

يبني صداقات، يتعامل مع من يقابلهم بحب واحترام، يسأل عن أحوالهم باهتمام واضح. عندما يقابل كاسترو (في بعض الأوقات بطريقة شخصية جدا، مثلا في غرفته بالفندق في نيويورك)، يسأله بعجرفة أسئلة لا تخطر على بال أي صحفي "هل تحب البيرة، فيدل؟ هل ترتدي سترة واقية من الرصاص، فيدل؟". 

ألبرت خفيف الظل، كاريزمي، يحب اللعب والفكاهة، مع القليل من الغوغائية. أما الأنا فيعرف كيف يحتويها حتى أثناء وجوده على الشاشة. لا يخفي تعاطفه مع الثورة الكوبية وحبه غير المشروط لشعب الجزيرة، "تجربة اجتماعية ألهمت وأغضبت العالم" يقول ألبرت. ليس بساذج، ولا ينكر الحقيقة، خاصة في فترة الحصار مع النقص المطلق في الغذاء والدواء وانقطاع الكهرباء، والسطو، والشعور العام بالألم وخيبة الأمل، والفرار إلى الولايات المتحدة لإيجاد مستقبل أفضل.

2
 حتى في زمن الحصار الغربي، حاول ألبرت أن ينقل القصص الإنسانية من كوبا غلاف الفيلم.

"قالوا لي: ماذا تفعل؟ وأجبت: أريد أن أرى كوبا". يقول المخرج عن رحلته الأولى للجزيرة التي وصل إليها مع زوجته على متن قارب شراعي وتم القبض عليهما.. "شرحوا لي أنني لا أستطيع الدخول، قلت لهم: مجانين، لديكم بلد جميل، لماذا تخفونه؟". يبتكر ألبرت رحلة عبر الزمن، وقبل كل شيء نجاحات وإخفاقات الثورة الكوبية. عمل صحفي يعرف ما يريد، وكيف يأخذ ما يريد. أوضح لحظات مختلفة في تاريخ كوبا، من أوائل السبعينيات عندما كانت البلاد تشهد تنمية اجتماعية واقتصادية متسارعة، ثم كارثة التسعينيات بعد اختفاء الاتحاد السوفياتي، والوضع الحالي للتغيرات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية. 

يثير الوثائقي تفسيرات سياسية وأخلاقية تتعلق بمهنة الصحافة نفسها. المثالية التي بدت فيها كوبا بعد الثورة كانت ساذجة بعض الشيء رغم أنها حقيقية، ثم جاءت اللحظات الصعبة بسبب الحصار. لذلك، فإن تعاطف ألبرت لم يمنعه من إظهار العيوب والإحباطات بفظاظة ومن دون تجميل. 

الكثير من الأسئلة نحملها معنا بعد مشاهدة الوثائقي، وهي أسئلة مشروعة في عالم الصحافة، حتى لو أن الموضوعية كانت الهدف الأساسي، إلا أن لكل صحفي أن يسأل نفسه ويسأل ألبرت: هل تمكن ألبرت -رغم وقوعه في حب كاسترو- من الكشف عن الكارثة التي حصلت في كوبا، خاصة أن الكثيرين يحمّلون كاسترو المسؤولية؟ هل ما حدث في كوبا هو بسبب فشل الثورة والحكم؟ هل يمكن للصحفي أن يظهر عاطفته تجاه شخصية مثيرة للجدل؟ وهل يؤثر ذلك على الموضوعية؟ هل ألبرت متعاطف بشكل مقلق مع "دكتاتور متهم بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان"؟ وهل نجح ألبرت في تقديم وثائقي موضوعي على الرغم من تعاطفه الواضح؟

صحيح أن ألبرت يعكس علاقته الشخصية مع فيدل، ويعكس ألم الشعب الكوبي بعد وفاته، لكن الوثائقي هو سجل وتاريخ دولة، وصورة للنشوة وأيضا للصعوبات الاجتماعية والحرمان. "كوبا والمصور" هو قبل كل شيء فيلم عاطفي، يعكس الخواص والتناقضات، ويناشد بناء مجتمع، والانفتاح على كوبا وشعبها الفرِح من الداخل كما يصفه ألبرت، وبالتأكيد محاضرة صحفية عن كيفية صنع فيلم وثائقي صحفي.

 

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025