مهنة الصحافة في ليبيا.. لا تتحدث عن السياسة

لم يخطر على بال الصحفي إسماعيل بوزريبة حين اقتنى كاميرته وباقي أدوات عمله؛ أن ينتهي به المطاف في السجن، وبعقوبة قاسية وجائرة تصدر في العادة بحق القتلة ومرتكبي الجرائم البشعة.

15 سنة سجنا هو الحكم الذي تلقاه بوزريبة بعدما احتجزته السلطات في شرقي ليبيا لأكثر من 20 شهرا بتهم مختلفة، من بينها التآمر والعمل مع قنوات معادية للجيش!

 

تكميم الأفواه

رغم أن الحكم صدر من محكمة بنغازي العسكرية منذ مايو/أيار الماضي، فإن أهل بوزريبة ومحاميه لم يعلموا به إلا بعد قرابة ثلاثة أشهر من صدوره، كما لم يُخطَر محاميه بعرضه على النيابة من عدمه طيلة فترة اعتقاله، وكذلك لم يتم إخطاره بموعد جلسة الحكم، على نحو يشكك في سلامة الإجراءات وجدية المحاكمة وعدالتها.

بوزريبة اعتقله عناصر الشرطة عندما كان يغطي فعالية ثقافية في مدينة أجدابيا (160 كلم غرب بنغازي) في ديسمبر/كانون الأول 2018.

وبحسب مصادر من الشرطة فإنه عُثر في هاتفه على رسائل نصية وتدوينات رأي تنتقد قيادة الجيش في الشرق وعملية "الكرامة" العسكرية.

الأسلوب ليس جديدا على السلطات في الشرق، وهذا لا يستثني وجود خروقات في الغرب الليبي، فعملية التضييق على الصحفيين باتت واضحة للعيان. سياسة الفرد الواحد والرأي الواحد لا تناسبها حرية الصحافة والتعبير، غير أن هذا الحكم يعد الأول من نوعه من حيث عدد السنوات وأسلوب المحاكمة، وهو ما يطرح تساؤلا: هل مثل هذه الأحكام على الصحفيين وأمام قضاء عسكري لا مدني، غرضه حماية الحرية والأمن العام كما تسوّق له السلطة، أم حماية الخائفين من هذه الحريات؟ 

الحكم أثار موجة من الاستنكار المحلي والدولي، كان في مقدمتها بعثتا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في ليبيا وعدد من المنظمات الحقوقية والصحفية، حيث عبرت كل هذه المنظمات عن استيائها وقلقها من مثل هذه الأحكام في حق الصحفيين، لما تنطوي عليه من انتهاك للقوانين الدولية وتكميم للأفواه بمصادرة حرية الرأي والتعبير. 

 

رسالة مؤلمة

هذا التخوف لمستُه فعلا حين تحاشى الكثير من الصحفيين في المنطقة الشرقية الحديث معي بخصوص قضية بوزريبة وتأثيرها على عملهم، أفضلهم حالا تحدث بحذر واقتضاب، كما طلب مني عدم ذكر اسمه أو حتى الإشارة إليه، خوفا من التعرف على هويته ومن اعتقاله.

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية نشرت تقريرا عن الحكم الذي تعرّض له الصحفي بوزريبة، ونقلت عن محامين ليبيين قولهم إن هذا الحكم بعث برسالة تقشعر لها الأبدان، حيث يتعرّض الصحفيون لعدد من المخاطر أثناء التنقل في مناطق الشرق التي يسيطر عليها اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يسعى للقضاء على جميع معارضيه، بحسب الصحيفة.

وتحدثت الصحيفة أن هناك تعديلات قانونية أُقرت قبل ثلاثة أعوام في شرقي ليبيا لتتمكّن المحاكم العسكرية -على نطاق واسع- من محاكمة أي شخص يُشتبه في دعمه لما تسميه الإرهاب، مشيرة إلى أن هناك عشرات الهجمات على المراسلين بهذه الذرائع الواهية من قبل قوات حفتر التي تحظر جميع الصحفيين غير الموالين لها.

 

تطويع مكافحة الإرهاب

لقد حذرت منظمات عدة من هذا الوضع حين قالت إن سلطات الشرق الليبي تستغل قضية مكافحة الإرهاب -التي باتت غاية مشروعة- في تكميم الأفواه ومصادرة الحقوق والحريات العامة التي كفلها الدستور والاتفاقيات الدولية الملزمة للدولة الليبية.

"غياب الآلية في اتهام الصحفيين تثير الرعب لدينا.. كان يجدر بهم مخاطبة نقابة الصحفيين بوجود مخالفات -هذا إن وجدت- لا أن يتم اعتقاله بشكل تعسفي ودون إخطار ذويه ولا محاميه، وتطويع وتمييع قانون مكافحة الإرهاب بما يناسبهم. والأسوأ من كل ذلك هو عرضه على محكمة عسكرية بأسلوب ترهيب له ورسالة لغيره من الصحفيين. الصحفي له الحق في تناول بعض المواضيع الحساسة فهذا يقع ضمن مجال عمله، لكن لا يجوز أخلاقيا ولا قانونيا استخدام أسلوب كهذا معه، طالما لم يثبت تورطه في أي أعمال عنف أو تحريض على حمل السلاح"، بحسب ما قاله أحد الصحفيين من مدينة بنغازي مفضلا عدم كشف هويته لدواعٍ أمنية. 

الصحفي قد يرتكب بعض الأخطاء، لكن حينها يجب اتخاذ الخطوات الصحيحة معه ومخاطبة الجهات المعنية لرصد هذه التجاوزات، فحرية التعبير مبدأ أساسي يجب عدم التخلي عنه تحت ضغوط التخويف وتكميم الأفواه والخطوط الحمراء أو تحت وطأة قانون مكافحة الإرهاب، فكشف الحقائق وإظهارها من صلب عمل الصحفي، ويجب عدم منعه من ذلك.

قانون مكافحة الإرهاب يستخدم تعريفًا واسعًا لغاية العمل الإرهابي، ويتضمن نصوصا وأحكاما قانونية غامضة تُستخدم لتقييد حرية التعبير والحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، إذ يضع هذا القانون قيودًا عديدة على حرية التعبير، ويفرض الرقابة على المواقع الإلكترونية بصورة تجعل ممارسة التدوين أو التعبير الحر محفوفة دائمًا بمخاطر السجن لفترات طويلة، على نحو يكشف غايته الحقيقية في خنق ومصادرة كل أشكال المعارضة السياسية السلمية، وكل الأصوات المستقلة، وهو ما جعل ليبيا تأتي في المرتبة 164 من بين 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2020، الذي تصدره منظمة "صحفيون بلا حدود".

 

اعتزال المهنة

لقد أجبر هذا الوضع عددا من الصحفيين على ترك المهنة، وبعضهم غادر البلاد من الأساس، خصوصا بعد الحرب التي شنها اللواء حفتر على العاصمة طرابلس في أبريل/نيسان 2019، والتي فاقمت الوضع الهش للصحفيين الذين يتعرضون للمضايقات والاحتجاز التعسفي والتهديد بمجرد إبداء رأيهم في هذه الحرب. 

يقول ذات الصحفي من بنغازي "لم يعد هناك مجال للإبداع أو العمل، إما أن تكون ضمن جوقة المطبّلين لمن يسيطرون على المشهد، أو عليك أن تتلقى كل التهم والصفات التي لم تخطر لك على بال، فعقوبة السجن في قضايا النشر، وسلطاتهم غير المحدودة في القبض وتفتيش كافة مقتنياتك من هاتف وجهاز حاسوب، أصبحت كحبل المشنقة الذي يلف على أعناق الصحفيين المستقلين". 

لا أحد يمكنه نكران أن الفترة الحالية هي أسوأ الفترات التي مرت على الصحفي الليبي في التاريخ الحديث، فبسبب الانقسام السياسي وانتشار السلاح، شُنّت على الصحفيين حملات تشويه على وسائل التواصل الاجتماعي، فقط لأنهم اختلفوا في الرأي مع تيار أو مجموعة ما. وهناك صحفيون اضطروا -كما أشرنا- لمغادرة البلاد بسبب تلك الحملات، أو بسبب اختطافهم أو تهديدهم بذلك. 

 

تاريخ من القمع

ربما يرى البعض أن الوضع الحالي استكمال للمشهد المظلم السابق إبان حكم العقيد الراحل معمر القذافي، فوسائل الإعلام الرسمية في ذلك الوقت كانت خاضعةً لسيطرة مؤسسات مختلفة تبعًا لمزاج النظام واستعداده لإرخاء قبضته أو تشديدها.

في العام 1971، وُضِعَت وسائل الإعلام الحكومية تحت مظلة وزارة الإعلام. وفي العام التالي، صدر قانون الصحافة الذي يحدّد بالتفصيل القيود الحكومية على وسائل الإعلام والعقوبات المفروضة بسبب التجاوزات. أقرّ القانون معاقبة مَن "يشوّهون سمعة البلاد" بالسجن المؤبّد، وفرض عقوبة الإعدام على كلّ من يتجرّأ على الدفاع داخل ليبيا عن "نظريات أو مبادئ تهدف إلى تغيير المبادئ الأساسية"..

وسرعان ما نُفّذ هذا الأمر عام 1979، حيث تم الحكم بالسجن المؤبد على أكثر من عشرة صحفيين جملة واحدة دون أي تفاوت في الأحكام، فيما عُرف آنذاك "بقضية الصحافة". واستمر التضييق على الصحفيين أغلب سنوات حكم القذافي، ولعل الحدث الأبرز هو قتل الصحفي ضيف الغزال عام 2005 بعد انتقاده قضايا فساد في البلاد، رغم أنه لم يأت على ذكر القذافي، حيث عُثر على جثته متحللة، وكشف الطب الشرعي تعرّضه لعملية تعذيب بشعة قُطعت فيها أصابعه وطُعن بالسكين قبل أن يُجهَز عليه بالرصاص.

 

تسييس واصطفاف

يشير الكاتب والمدون الليبي المقيم في بريطانيا فرج فركاش إلى أنه رغم الاستبشار بالمناخ الذي أتيح للصحفيين بعد انتهاء النظام السابق عبر تعدد وسائل الإعلام، حتى كانت هناك فرصة لها للعمل كسلطة رابعة، فإن غياب ميثاق شرف وقوانين منظمة للإعلام، وتسييس الإعلام والاصطفاف الأعمى وغياب الرقابة والمصداقية، إضافة إلى غياب تقبل الرأي والرأي الآخر، كل ذلك تسبب في تراجع مؤشر حرية الصحافة بليبيا إلى رقم مخيف، فالاعتداءات والاعتقالات استمرت ولم تتوقف، وآخرها كان الحكم بالسجن 15 عاما على الصحفي بوزريبة وأمام محكمة عسكرية، في سابقة خطيرة تهدف إلى إسكات أي صوت معارض.

"للأسف، الحرية الصحفية أصبحت الآن متاحة حسب التوجه، وتتمثل في حرية مهاجمة الخصوم في منطقة سيطرة أعدائهم، حتى بالافتراءات وترويج المغالطات المفعمة بخطاب الكراهية التي زادت مع حملة حفتر العسكرية الفاشلة على طرابلس.. ورأينا عودة القمع في بعض المناطق بشكل ملحوظ وصل حدَّ التهديد العلني للمدونين والصحفيين والإعلاميين، وعلى قنوات ممولة حكوميا.. مما اضطر بعضهم للتوقف عن الكتابة، أو الهجرة إلى مناطق أخرى في ليبيا أو إلى خارج البلاد"، بحسب ما ذكره فركاش.

 

المراهنة على الوقت

ما يخشاه فعلا الصحفيون في ليبيا هو مراهنة المتورطين والضالعين في هذه الجرائم على الوقت والنسيان، فهم لم يردّوا -ولو باقتضاب- على خطابات الاستنكار والإدانة الصادرة عن المنظمات والدول.. وكسب رهان الوقت سبق أن نجح فيه هؤلاء، فما الذي سيجعل الصحفي بوزريبة استثناء؟  

على العموم، لا يمكن الحديث عن معالجة هذه الظاهرة المستفحلة قبل توحيد البلاد سياسيا وإنهاء حالة الاستقطاب. وحتى ذلك الحين، ستبقى حرية الإعلام مجرد أمل منشود تحتاج إلى قوانين لحمايتها ولتحديد حقوقها وواجباتها. أما الأسلوب الأمني القمعي في مواجهة الإعلام فهو مجرد محاولة بائسة أثبت التجارب السابقة فشلها. 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025