التجسس على الصحفيين.. السلاح الجديد للأنظمة

عندما سُئل الصحفي الألماني شتيفان بوخن في مقابلة تلفزيونية عن ردة فعله بشأن التجسس الذي طاله من وكالة الاستخبارات الأمريكية عام 2010، أجاب بوضوح: "لم يفاجئني الخبر، لأني كنت أتوقع منذ مدة طويلة أنهم يتنصتون على هاتفي، ولكن ما فاجأني هو العثور على دليل قاطع بهذا الخصوص". واشتهر بوخن بحواراته التلفزيونية مع قيادات إسلامية كبيرة في أفغانستان واليمن، ليكون هدفا لتنصت الاستخبارات الأميركية عليه.

ما حدث مع بوخن لم يكن أمرا استثنائيا، لأن حوادث التجسس المتكررة التي تعرض لها الصحفيون، دفعت بعضهم إلى الاعتماد على تكتيكات وخطوات معقّدة لمواجهة تلك الهجمات المنظمة التي تقودها الجهات المنزعجة من الصحفيين. هذا الجو خلق مناخا تسوده الريبة والشك، ودفع البعض إلى التخلي عن كل وسائل الاتصال الإلكترونية أو الحد من استخدامها، في محاولة أخيرة لحماية خصوصيتهم وهوية مصادرهم.

 

أحدث وقائع التجسس على الصحفيين رصدها برنامج "ما خفي أعظم" الذي تُنتجه قناة "الجزيرة"، من خلال حلقة خاصة بعنوان "شركاء التجسس". لقد وجد معدو البرنامج أنفسهم أمام قضية استثنائية وضعتهم في قلب القضية، بعد أن وقع عدد منهم ضحية للتجسس، حسب ما قاله مقدّم البرنامج تامر المسحال في حوار أجراه مع مجلة "الصحافة".

 

بناء الفرضية

يقول المسحال إن فرضية التحقيق بدأت تتشكل عندما تلقى هاتفه رسائل تهديد من قبيل عبارة You are caught" " (أنت مرصود)، التي وصلت إلى أحد الهواتف التي يستخدمها فريق العمل للتواصل مع المصادر.

هذا الأمر دفع الفريق إلى البدء بطرح فرضية أن يكون الهاتف المحمول قد تعرّض للاختراق، على الرغم من أنه لم يكن لديهم أي دليل قاطع على ذلك. يقول المسحال إن انتشار الأخبار حول تعاقد دول عربية مع مجموعة "أن.أس.أو" (NSO) الإسرائيلية المشغلّة لبرنامج التجسس الشهير "بيغاسوس"، جعلهم يضعون في الحسبان احتمالية تعرّضهم لهجمة خفية، خصوصا أن ذات الهاتف الذي تلقى رسائل التهديد، استُخدِم في تحقيق سابق للتواصل مع مصادر في الدول التي كانت الشكوك تدور حولها.

الوعي الذي تولّد عند فريق البرنامج بإمكانية تعرضه للتجسس تحوّل إلى بحث عن دليل قاطع حول الموضوع، لذلك تواصل الفريق مع مختبر "سيتيزن لاب" (CITIZEN LAB) المتخصص في الأمن السيبراني والتابع لجامعة تورنتو الكندية. وبعد عملية مراقبة وتتبع للجهاز الذي يستعمله البرنامج استمرت من يناير/كانون الثاني 2020 إلى يوليو/تموز من العام نفسه، تلقى الفريق اتصالا مفاجئا من المختبر يبلغهم فيه أن الجهاز تعرّض فعلا لعملية اختراق.

على هذا النحو، بنى الفريق فرضية أخرى في السعي للكشف عن الجهة التي تقف وراء هذا الاختراق، ليتضح أن العملية تمت باستخدام برنامج "بيغاسوس" الذي تسوقه مجموعة "أن.أس.أو" المتخصصة في تطوير أدوات التجسس السيبراني. وبحسب موقع "فاست كومباني"، يُعتبر "بيغاسوس" من برامج التجسس الباهظة الثمن، إذ تطلب المجموعة 650 ألف دولار من العملاء مقابل اختراق 10 أجهزة، إضافة إلى نصف مليون دولار كرسوم لتثبيت البرنامج.

تقرير مختبر "سيتيزن لاب" أظهر أيضا أن عملية التجسس استهدفت -بالإضافة إلى فريق إعداد برنامج "ما خفي أعظم"- 36 صحفيا من قناة "الجزيرة"، والصحفية بتلفزيون "العربي" في لندن رانيا دريدي، وصحفيين آخرين.  

 

لستَ في مأمن

صحفيو "الجزيرة" ليسوا وحدهم من تعرّض للتجسس وفق المختبر الكندي، وقالت الصحفية رانيا دريدي في تصريح لصحيفة "الغارديان" إنها صُدمت عند معرفتها أن هاتفها تعرّض لاختراق دام أكثر من 8 شهور متواصلة باستخدام برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي.

الصحفية التونسية ترى أن عملية الاختراق الطويلة لهاتفها انتهكت حياتها الخاصة، باعتبار أن هاتفها -بما يحويه من مكالمات وصور ومقاطع فيديو- أضحى متاحا لأشخاص آخرين، بل إن عملية الاختراق كانت تتيح للجهة التي تقف خلفها إمكانية تشغيل الميكروفون والكاميرا دون معرفة صاحبة الهاتف، وهو ما ينطوي على تهديد صريح على حياتها.

المدير التنفيذي للمجموعة الإسرائيلية شاليف خوليو دافع عن البرنامج خلال مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي.بي.أس" الأمريكية، نافيا أن تكون هناك أي علاقة لبرنامج "بيغاسوس" بتتبع الصحفيين، وقال في هذا الصدد إن "البرنامج مصمم ويباع فقط لوكالات إنفاذ القانون والاستخبارات لمنع الجريمة والإرهاب".

هذه التصريحات فنّدها الخبير في الشؤون الاستخباراتية الأمريكية الإسرائيلية يوسي ميليمان، معتبرا أن المجموعة تساهم في تسهيل عمليات اختراق هواتف الصحفيين والنشطاء، والتي كان أبرز ضحاياها الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي تم التجسس عليه لمعرفة ماذا يقول وماذا يكتب، وانتهى به الأمر مقتولا في قنصلية بلاده.

 

لا خصوصية بعد اليوم

ذات السيناريو الأسود للتجسس عاشه الصحفي المكسيكي خافيير فالديز يوم 15 مايو/أيار 2017، وهو يغادر مقر صحيفة "ريودوس" التي أسّسها بهدف تغطية أخبار الجريمة المنظمة وعصابات المخدرات، حين أفرغ ملثمون ما يكفي من الرصاص في جسده، وسرقوا ملفاته وحاسوبه المحمول وهاتفه. بعد أيام قليلة من مقتله، تلقت زوجته وبعض زملائه رسائل نصية خبيثة مصمّمة بعناية فائقة، من أجل دفعهم للنقر على روابط تؤدي إلى اختراق هواتفهم باستخدام برنامج "بيغاسوس".

 في خضم التحقيقات الصحفية المرتبطة بقضية "خافيير فالديز"، رُبطت المعطيات المتوفرة بعضُها ببعض (برنامج تجسس إسرائيلي، عصابات مخدرات، فساد حكومي...)، لتضع وسائل الإعلام فرضيتين كلتاهما أسوأ من الأخرى: إما أن إسرائيل تبيع تكنولوجيا التجسس لعصابات المخدرات العنيفة، أو أن الفساد ينخر الحكومة المكسيكية لدرجة أنها وضعت برنامج التجسس وإمكانياته الاستخباراتية في يد مافيا تجار المخدرات.

هذه الشهادات الحساسة دقّت ناقوس الخطر لدى كثير من الجهات الحقوقية، ودفعتها للتحرك سريعا لوقف هذه الاعتداءات الممنهجة على خصوصية النشطاء والصحفيين.

منظمة العفو الدولية قادت تحركا قانونيا ضد برنامج "بيغاسوس" بعدما عانت بدورها من تبعاته، موجهة أصابع الاتهام إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية باعتبارها الجهة التي توافق على تصدير البرنامج إلى حكومات العالم وتصادق عليه، إلا أن المحاكم الإسرائيلية تجاهلت "جبالا" من الأدلة التي قدمتها لها المنظمة ورفضت إبطال رخصة التصدير الخاصة بالمجموعة.

ولم تسلم شركة فيسبوك من عملية التجسس على مستخدمي موقعها، مما اضطرها إلى رفع شكوى ضد المجموعة الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 بسبب انتهاك الأخيرة لحسابات المستخدمين على موقع فيسبوك وتطبيق واتساب التابع لها.

وبعد أيام من نشر تحقيق "شركاء التجسس" على قناة "الجزيرة"، انضم عدد من كبرى شركات التقنية العالمية -مثل "مايكروسوفت" و"غوغل"- إلى المعركة القانونية التي تخوضها شركة فيسبوك ضد مجموعة "أن.أس.أو"، وقدموا مذكرة مساندة في محكمة فيدرالية أمريكية، حذروا فيها من أن المجموعة الإسرائيلية تملك أدوات "قوية وخطيرة".

وفي نفس الصف، دقت المنظمات الحقوقية المعنية بحماية الصحفيين ناقوس الخطر، وسعت لطرح حلول آنية وعاجلة تحقق أمانا رقميا للصحفيين. لجنة حماية الصحفيين الدولية (CPJ)، وفي تقرير نشرته حول "مكافحة خطر التجسس"، أكدت على مجموعة من النقاط التي اعتبرتها مهمة لحماية خصوصية الصحفيين الذين يجدون أنفسهم عرضة للاستهداف من جهات عدة.

ترى اللجنة أن ثمة ضرورة لأن يكون الصحفي متمكنا من معارف تقنية متقدمة في مجال الهواتف الذكية، وأن يفكّر في استخدام هواتف غير ذكية ويستبدلها كل فترة. كما شددت على ضرورة تحديث (Update) أنظمة تشغيل الهواتف والتطبيقات بانتظام، وأن يخزّن الصحفي جهات الاتصال ومعلوماتها على حسابه في موقع غوغل فقط، ليضمن بقاءها خارج الجهاز، ومن ثم يوفر لها الحماية في حال تعرُّض هاتفه للاختراق أو السرقة.

غير أن هذه الإجراءات لن تكون مجدية بشكل كبير في مواجهة تقنيات التجسس، لا سيما أن تلك البرامج تقف وراءها دول وحكومات تسعى لتطويرها باستمرار.

ما يترتب على عمليات الاختراق تلك من خطورة على حياة الصحفيين، يمكن أن يصل حد التصفية الجسدية لهم، فالإحصائيات التي قدمتها لجنة حماية الصحفيين خلال العام 2020، تؤكد مقتل أكثر من 30 صحفيا عبر العالم انتقاما منهم بسبب عملهم.

وبعدما أضحى مستهدفا باعتماد أدوات وأساليب غير ملموسة ولا مرئية، يجد الصحفي نفسه في منتصف طريق وبين خيارين كلاهما مر: المضي قدما ومواصلة التواصل بالتقنيات الحديثة، أو التراجع إلى عهد ما قبل الإنترنت وتحمّل ما يرافق ذلك من صعوبات في إنجاز أعماله والوصول إلى مصادره التي تشكل عصب نشاطه، مثلما فعل الصحفي الألماني شتيفان بوخن الذي قرر أن يعود لاستخدام الطرق التقليدية في عمله ويتخلى عن التقنيات المتطورة على حساب الحفاظ على خصوصيته.

 

المزيد من المقالات

نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025