التجسس على الصحفيين.. السلاح الجديد للأنظمة

عندما سُئل الصحفي الألماني شتيفان بوخن في مقابلة تلفزيونية عن ردة فعله بشأن التجسس الذي طاله من وكالة الاستخبارات الأمريكية عام 2010، أجاب بوضوح: "لم يفاجئني الخبر، لأني كنت أتوقع منذ مدة طويلة أنهم يتنصتون على هاتفي، ولكن ما فاجأني هو العثور على دليل قاطع بهذا الخصوص". واشتهر بوخن بحواراته التلفزيونية مع قيادات إسلامية كبيرة في أفغانستان واليمن، ليكون هدفا لتنصت الاستخبارات الأميركية عليه.

ما حدث مع بوخن لم يكن أمرا استثنائيا، لأن حوادث التجسس المتكررة التي تعرض لها الصحفيون، دفعت بعضهم إلى الاعتماد على تكتيكات وخطوات معقّدة لمواجهة تلك الهجمات المنظمة التي تقودها الجهات المنزعجة من الصحفيين. هذا الجو خلق مناخا تسوده الريبة والشك، ودفع البعض إلى التخلي عن كل وسائل الاتصال الإلكترونية أو الحد من استخدامها، في محاولة أخيرة لحماية خصوصيتهم وهوية مصادرهم.

 

أحدث وقائع التجسس على الصحفيين رصدها برنامج "ما خفي أعظم" الذي تُنتجه قناة "الجزيرة"، من خلال حلقة خاصة بعنوان "شركاء التجسس". لقد وجد معدو البرنامج أنفسهم أمام قضية استثنائية وضعتهم في قلب القضية، بعد أن وقع عدد منهم ضحية للتجسس، حسب ما قاله مقدّم البرنامج تامر المسحال في حوار أجراه مع مجلة "الصحافة".

 

بناء الفرضية

يقول المسحال إن فرضية التحقيق بدأت تتشكل عندما تلقى هاتفه رسائل تهديد من قبيل عبارة You are caught" " (أنت مرصود)، التي وصلت إلى أحد الهواتف التي يستخدمها فريق العمل للتواصل مع المصادر.

هذا الأمر دفع الفريق إلى البدء بطرح فرضية أن يكون الهاتف المحمول قد تعرّض للاختراق، على الرغم من أنه لم يكن لديهم أي دليل قاطع على ذلك. يقول المسحال إن انتشار الأخبار حول تعاقد دول عربية مع مجموعة "أن.أس.أو" (NSO) الإسرائيلية المشغلّة لبرنامج التجسس الشهير "بيغاسوس"، جعلهم يضعون في الحسبان احتمالية تعرّضهم لهجمة خفية، خصوصا أن ذات الهاتف الذي تلقى رسائل التهديد، استُخدِم في تحقيق سابق للتواصل مع مصادر في الدول التي كانت الشكوك تدور حولها.

الوعي الذي تولّد عند فريق البرنامج بإمكانية تعرضه للتجسس تحوّل إلى بحث عن دليل قاطع حول الموضوع، لذلك تواصل الفريق مع مختبر "سيتيزن لاب" (CITIZEN LAB) المتخصص في الأمن السيبراني والتابع لجامعة تورنتو الكندية. وبعد عملية مراقبة وتتبع للجهاز الذي يستعمله البرنامج استمرت من يناير/كانون الثاني 2020 إلى يوليو/تموز من العام نفسه، تلقى الفريق اتصالا مفاجئا من المختبر يبلغهم فيه أن الجهاز تعرّض فعلا لعملية اختراق.

على هذا النحو، بنى الفريق فرضية أخرى في السعي للكشف عن الجهة التي تقف وراء هذا الاختراق، ليتضح أن العملية تمت باستخدام برنامج "بيغاسوس" الذي تسوقه مجموعة "أن.أس.أو" المتخصصة في تطوير أدوات التجسس السيبراني. وبحسب موقع "فاست كومباني"، يُعتبر "بيغاسوس" من برامج التجسس الباهظة الثمن، إذ تطلب المجموعة 650 ألف دولار من العملاء مقابل اختراق 10 أجهزة، إضافة إلى نصف مليون دولار كرسوم لتثبيت البرنامج.

تقرير مختبر "سيتيزن لاب" أظهر أيضا أن عملية التجسس استهدفت -بالإضافة إلى فريق إعداد برنامج "ما خفي أعظم"- 36 صحفيا من قناة "الجزيرة"، والصحفية بتلفزيون "العربي" في لندن رانيا دريدي، وصحفيين آخرين.  

 

لستَ في مأمن

صحفيو "الجزيرة" ليسوا وحدهم من تعرّض للتجسس وفق المختبر الكندي، وقالت الصحفية رانيا دريدي في تصريح لصحيفة "الغارديان" إنها صُدمت عند معرفتها أن هاتفها تعرّض لاختراق دام أكثر من 8 شهور متواصلة باستخدام برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي.

الصحفية التونسية ترى أن عملية الاختراق الطويلة لهاتفها انتهكت حياتها الخاصة، باعتبار أن هاتفها -بما يحويه من مكالمات وصور ومقاطع فيديو- أضحى متاحا لأشخاص آخرين، بل إن عملية الاختراق كانت تتيح للجهة التي تقف خلفها إمكانية تشغيل الميكروفون والكاميرا دون معرفة صاحبة الهاتف، وهو ما ينطوي على تهديد صريح على حياتها.

المدير التنفيذي للمجموعة الإسرائيلية شاليف خوليو دافع عن البرنامج خلال مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي.بي.أس" الأمريكية، نافيا أن تكون هناك أي علاقة لبرنامج "بيغاسوس" بتتبع الصحفيين، وقال في هذا الصدد إن "البرنامج مصمم ويباع فقط لوكالات إنفاذ القانون والاستخبارات لمنع الجريمة والإرهاب".

هذه التصريحات فنّدها الخبير في الشؤون الاستخباراتية الأمريكية الإسرائيلية يوسي ميليمان، معتبرا أن المجموعة تساهم في تسهيل عمليات اختراق هواتف الصحفيين والنشطاء، والتي كان أبرز ضحاياها الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي تم التجسس عليه لمعرفة ماذا يقول وماذا يكتب، وانتهى به الأمر مقتولا في قنصلية بلاده.

 

لا خصوصية بعد اليوم

ذات السيناريو الأسود للتجسس عاشه الصحفي المكسيكي خافيير فالديز يوم 15 مايو/أيار 2017، وهو يغادر مقر صحيفة "ريودوس" التي أسّسها بهدف تغطية أخبار الجريمة المنظمة وعصابات المخدرات، حين أفرغ ملثمون ما يكفي من الرصاص في جسده، وسرقوا ملفاته وحاسوبه المحمول وهاتفه. بعد أيام قليلة من مقتله، تلقت زوجته وبعض زملائه رسائل نصية خبيثة مصمّمة بعناية فائقة، من أجل دفعهم للنقر على روابط تؤدي إلى اختراق هواتفهم باستخدام برنامج "بيغاسوس".

 في خضم التحقيقات الصحفية المرتبطة بقضية "خافيير فالديز"، رُبطت المعطيات المتوفرة بعضُها ببعض (برنامج تجسس إسرائيلي، عصابات مخدرات، فساد حكومي...)، لتضع وسائل الإعلام فرضيتين كلتاهما أسوأ من الأخرى: إما أن إسرائيل تبيع تكنولوجيا التجسس لعصابات المخدرات العنيفة، أو أن الفساد ينخر الحكومة المكسيكية لدرجة أنها وضعت برنامج التجسس وإمكانياته الاستخباراتية في يد مافيا تجار المخدرات.

هذه الشهادات الحساسة دقّت ناقوس الخطر لدى كثير من الجهات الحقوقية، ودفعتها للتحرك سريعا لوقف هذه الاعتداءات الممنهجة على خصوصية النشطاء والصحفيين.

منظمة العفو الدولية قادت تحركا قانونيا ضد برنامج "بيغاسوس" بعدما عانت بدورها من تبعاته، موجهة أصابع الاتهام إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية باعتبارها الجهة التي توافق على تصدير البرنامج إلى حكومات العالم وتصادق عليه، إلا أن المحاكم الإسرائيلية تجاهلت "جبالا" من الأدلة التي قدمتها لها المنظمة ورفضت إبطال رخصة التصدير الخاصة بالمجموعة.

ولم تسلم شركة فيسبوك من عملية التجسس على مستخدمي موقعها، مما اضطرها إلى رفع شكوى ضد المجموعة الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 بسبب انتهاك الأخيرة لحسابات المستخدمين على موقع فيسبوك وتطبيق واتساب التابع لها.

وبعد أيام من نشر تحقيق "شركاء التجسس" على قناة "الجزيرة"، انضم عدد من كبرى شركات التقنية العالمية -مثل "مايكروسوفت" و"غوغل"- إلى المعركة القانونية التي تخوضها شركة فيسبوك ضد مجموعة "أن.أس.أو"، وقدموا مذكرة مساندة في محكمة فيدرالية أمريكية، حذروا فيها من أن المجموعة الإسرائيلية تملك أدوات "قوية وخطيرة".

وفي نفس الصف، دقت المنظمات الحقوقية المعنية بحماية الصحفيين ناقوس الخطر، وسعت لطرح حلول آنية وعاجلة تحقق أمانا رقميا للصحفيين. لجنة حماية الصحفيين الدولية (CPJ)، وفي تقرير نشرته حول "مكافحة خطر التجسس"، أكدت على مجموعة من النقاط التي اعتبرتها مهمة لحماية خصوصية الصحفيين الذين يجدون أنفسهم عرضة للاستهداف من جهات عدة.

ترى اللجنة أن ثمة ضرورة لأن يكون الصحفي متمكنا من معارف تقنية متقدمة في مجال الهواتف الذكية، وأن يفكّر في استخدام هواتف غير ذكية ويستبدلها كل فترة. كما شددت على ضرورة تحديث (Update) أنظمة تشغيل الهواتف والتطبيقات بانتظام، وأن يخزّن الصحفي جهات الاتصال ومعلوماتها على حسابه في موقع غوغل فقط، ليضمن بقاءها خارج الجهاز، ومن ثم يوفر لها الحماية في حال تعرُّض هاتفه للاختراق أو السرقة.

غير أن هذه الإجراءات لن تكون مجدية بشكل كبير في مواجهة تقنيات التجسس، لا سيما أن تلك البرامج تقف وراءها دول وحكومات تسعى لتطويرها باستمرار.

ما يترتب على عمليات الاختراق تلك من خطورة على حياة الصحفيين، يمكن أن يصل حد التصفية الجسدية لهم، فالإحصائيات التي قدمتها لجنة حماية الصحفيين خلال العام 2020، تؤكد مقتل أكثر من 30 صحفيا عبر العالم انتقاما منهم بسبب عملهم.

وبعدما أضحى مستهدفا باعتماد أدوات وأساليب غير ملموسة ولا مرئية، يجد الصحفي نفسه في منتصف طريق وبين خيارين كلاهما مر: المضي قدما ومواصلة التواصل بالتقنيات الحديثة، أو التراجع إلى عهد ما قبل الإنترنت وتحمّل ما يرافق ذلك من صعوبات في إنجاز أعماله والوصول إلى مصادره التي تشكل عصب نشاطه، مثلما فعل الصحفي الألماني شتيفان بوخن الذي قرر أن يعود لاستخدام الطرق التقليدية في عمله ويتخلى عن التقنيات المتطورة على حساب الحفاظ على خصوصيته.

 

المزيد من المقالات

عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024
البرامج الحوارية في الولايات المتحدة.. التحيز الكامل للرواية الإسرائيلية

كشف تحليل كمّي جديد لمحتوى أربع برامج حوارية سياسية شهيرة في الولايات المتحدة طريقة المعالجة المتحيّزة لوقائع الحرب المدمّرة على قطاع غزّة، وبما يثبت بمنهجيّة علميّة مدى التبعيّة للرواية الإسرائيلية في الإعلام الأمريكي والتقيّد الصارم بها.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 10 فبراير, 2024
ناقلو الحقيقة في غزة.. "صحفيون مع وقف الاعتراف"

أكثر من 120 صحفيا اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، واستهدف عائلاتهم ومنازلهم، بينما ما تزال بعض المنظمات والنقابات تعتمد منهجية تقليدية تنزع الاعتراف المهني عن الكثير من ناقلي الحقيقة من الميدان. منسيون يقاومون الحصار الإعلامي المضروب على الرواية الفلسطينية، "غير مشاهير"، وأبطال بلا مجد في جبهات القتال، تروي لندا شلش قصصهم.

لندا شلش نشرت في: 7 فبراير, 2024
كيف يكشف تحليل كمي عن مدى التحيز في تغطية الإعلام الأمريكي للحرب على غزة؟

يتطلب تحليل التغطية الإعلامية لقضية ما الاعتماد على لغة البيانات؛ وذلك للمساعدة في البرهنة على أنماط المخالفات المهنية لدى وسائل إعلام معينة. وهذا ما اضطلع به تحقيق صدر مؤخرا عن موقع ذا إنترسيبت بتحليله 1100 مقال من ثلاث صحف أمريكية، يعرض هذا التقرير أهم النتائج التي توصل إليها.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 12 يناير, 2024