"حكم" الغارديان ووعد بلفور.. الاعتذار الذي لا يغتفر

تمهيد:

تخطت صحيفة الغارديان اليومية البريطانية عتبة المائتي عام على نشرها لأول نسخة. احتفت الصحيفة بإنجازاتها المثيرة للاهتمام، والتي غطت من خلالها أحداثًا داخل بريطانيا امتد صداها لتصل إلى جميع أنحاء العالم، إذ شكلت بعض هذه التغطيات تحولات هامة في السياسة الدولية. 

وبالتزامن مع هذا الاحتفاء المميز، اعترفت الصحيفة بأن سنوات طويلة من التغطية الصحفية المثيرة للاهتمام والموسومة بالنجاحات، قد اعترتها الكثير من الأخطاء التي كان مبررها سوء الحكم، وسوء اتخاذ القرار، والتسرع في النشر، وعدم التحقق من صدق المعلومات. تقول الغارديان: "لا تستطيع صحيفة يومية النشر لمدة مائتي عام، ألا تقع في الخطأ مهما تعددت أسبابه واليوم سنشارك بعضًا من هذه الأخطاء".

تشير الصحيفة إلى أن أخطاءها كانت متعددة بينها إساءة الحكم على الأحداث، وتدلل على ذلك بنشرها تغطية محدودة جدًا لحدث مأساوي عظيم مثل غرق السفينة تايتانيك في عام 1912، بالإضافة إلى خبر آخر ناتج عن ضعف الفهم العلمي للصحفيين، حيث نشروا خبرًا يتنبأ بعصر جليدي يلوح في الأفق نتيجة انخفاض درجات الحرارة عالميًا. وتشير الصحيفة إلى أن الأخطاء لم تكن تعتري الأخبار بقدر تلك الأعمدة التحريرية والمقالات، رغم اجتهاد الكتاب لسنوات في الكتابة عن قضايا مختلفة تهم قراء الصحيفة، ولكن بعض الأخطاء قد تكون مدمرة حسبما توضح الصحيفة. 

بين هذه المجموعة المختلفة من الأخطاء التي ارتُكبت في تغطية أحداث كثيرة، تفرد الصحيفة قدرًا ضئيلا من المعلومات إزاء خطأ يتعلق بما أمكن تسميته سوء إطلاق الحكم على قضية وعد وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين. تقول الصحيفة: "عندما وعد آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا قبل 104 سنوات بالمساعدة في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، غيرت كلماته العالم. لقد دعمت الغارديان ذلك واحتفلت به ويمكن القول إنها ساهمت في تسهيل حدوثه. لقد كتب معنا أنصار الصهيونية وهذا ما أعماهم عن حقوق الفلسطينيين". 

 وتتحدث الصحيفة عن الخطأ الذي وقع به مدير الصحيفة حينها، والذي بدا أنه مناصر للصهيونية؛ حيث أشار في عرضه للأحداث أن عدد السكان العرب في فلسطين وقتها كان قليلًا للغاية وأنهم كانوا يعيشون حياة غير مدنية وغير حضارية. تضيف الصحيفة: "بصرف النظر عما حدث، فإن إسرائيل اليوم ليست الدولة التي توقعتها الغارديان أو كانت تريدها" مبرزة العبارة باللون الأحمر للتشديد على المحصلة النهائية لهذا الخطأ المدمر". 

 

إطلاق الحكم.. السلوك والاعتبارات

ليس مهمًا الخوض في التفاصيل والتداعيات التي تحكمت في معالجة الغارديان يومها، ولا في مستوى الدعم الذي لا تزال تبديه وسائل الإعلام الغربية للكيان الصهيوني، إما من خلال التغطيات اليومية أو التحليلات الخاصة بالأحداث، لكن عبارة واضحة تكررت في نص هذا التقرير المنشور تستحق الالتفات وهي عبارة "إطلاق الأحكام Judgment"، والتي نالت جانبًا مهمًا في تفسير الأخطاء التي تعتذر عنها الصحيفة اليوم.

 تقوم العلوم الصحفية والاتصالية الغربية على تتبع مستوى قدرة الصحفيين على إطلاق الأحكام بطريقة منهجية وموضوعية. وإن عبارة "سوء إطلاق الحكم" التي وردت في تقرير الغارديان ليست عبارة عشوائية، بل كان يراد منها الحديث عن جملة من المعطيات التي تقود الصحفيين لاتخاذ موقف ما من تغطياتهم الإخبارية. 

 

تستعين المدراس الصحفية العالمية اليوم بالكثير من المحددات لدراسة ثقل إطلاق الحكم على المادة المنشورة صحفيًا، وذلك من خلال تحديد القيم الإخبارية وأخلاقيات المهنة، ثم توفير الأدوات المتصلة بالتحقق الإخباري والأدلة العالمية لمفاهيم من قبيل التحقق من الأخبار وغيره. لكن من الصعب تحديد الهوية التي تبنى عليها الأحكام، أو حتى محاسبة الصحفيين إزاء تغطياتهم التي فقدوا خلالها الحكم السديد الواجب اتخاذه في التغطيات الإعلامية. 

 

من الأمثلة المستحضرة بكثرة في وسائل الإعلام الأمريكية، ذلك القرار المتعجل الذي اتخذته كبريات وسائل الإعلام والمحطات التلفزيونية، لدعم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في قراره بشن الحرب على العراق بين العامين 2001 و2003، اعتمادًا على تدافع هائل من التصريحات السياسية المضللة التي أغرقت المشهد الإعلامي. كان مصدر هذه التصريحات مسؤولين من الاستخبارات الأمريكية ووزارة الخارجية، زعموا امتلاك النظام العراقي أسلحة للدمار الشامل، إضافة لمزاعم رصد أجهزتهم الاستخباراتية -حينها- تواصلًا سريًا بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتنظيم القاعدة المتسبب في أحداث 11 سبتمبر. 

 

هكذا إذًا، يحظى "إطلاق الحكم لدى الصحفيين" بأهمية متزايدة، بل يمكن القول إنه لا تخلو أي مراجعة نقدية لدور وسائل الإعلام وتاثيراتها في الحروب والأزمات من المرور المباشر أو الضمني بتلك الأحكام النسبية والمطلقة التي أيدت معالجات الصحافة المختلفة.

 قد لا يكون لمصطلح "إطلاق الحكم" اليوم حضور لافت في دراسات الصحافة العربية حتى الآن، لكن يمكن القول إن إطلاق الحكم بات اليوم مجالًا هامًا في دراسات فلسفة الاتصال وتأثيرات وسائل الإعلام على القضايا، ويصدر من مزيج معقد من الاعتبارات الدافعة لتبني موقف معين من الأحداث وتحديد الخيارات المتاحة للصحفيين للتعاطي معه إثر ذلك. 

إن الأحكام التي يطلقها صحفيو المؤسسات الإعلامية اليوم إزاء الحرب على غزة -مثلًا- هي توليفة معقدة من السياسة التحريرية للمؤسسة، وترتيب أولوياتها، والقيم الإخبارية الأساسية التي توجه لنشر مواد دون سواها، والأخلاقيات المهنية التي تحكم سلوك الصحفيين، والمواثيق الدولية والاعتبارات الإنسانية التي تؤكد على حتمية التعاطي مع الأحداث.  ويمكن أن نضيف إلى ذلك التفضيلات والمعايير الذاتية التي تتسلل للصحفي وتؤثر عليه دون تحكم منه ودون القدرة على تحديد سلطته في هذا الجانب، ما ينتج عنه في النهاية قصة صحفية وفق توجه الصحفي. 

 

ويعبّر إطلاق الحكم عن سياسة المؤسسة التحريرية، وتاريخ نشاطاتها، وعمق تجربتها، واعتباراتها النظرية وأدواتها التطبيقية، وهي المحددات التي تتحكم في القرارات الصحفية المؤقتة والدائمة على حد سواء.

 

في مادة علمية منشورة بعنوان: "الأحكام التحريرية في عصر البيانات كيف تؤثر التحليلات وتفضيلات الجمهور على وضع المنتجات الإخبارية؟"، يعتبر الباحث رودريغو زاميث عبر أطروحته لجامعة مينيسوتا الأمريكية أن عصر البيانات الرقمية الجديدة اليوم يمثل تحديًا كبيرًا في إطلاق الأحكام الخاصة بالمؤسسات الصحفية. وينعكس ذلك على تفاوت قدرة الصحفيين على إطلاق الأحكام في ظل تعقد الأدوات الاتصالية وقدرات المؤسسات الرقمية.

 ويعتبر الباحث أن الضغوط التي يدفع بها الجمهور بسبب التفاعلات الرقمية المستمرة، على سبيل المثال، تعد مناخًا إيجابيًا ومباشرًا للاندفاع بإطلاق الأحكام بين الصحفيين والمؤسسات الصحفية، إلا أنه يرى أن عملية إطلاق الأحكام جزء غير مباشر من العملية الإنتاجية اليومية التي تتصل باعتبارات المؤسسة. 

 

لماذا حكم الغارديان لا يغتفر؟ 

يثير اعتراف الغارديان المتأخر بخطأ المعالجة الإعلامية لوعد بلفور الاهتمام بدور التأثيرات السياسية المباشر على إطلاق الحكم. وكمجموعة كبيرة من الأحداث التي لم تحظ بالحكم السديد، تندفع الشخصيات السياسية ومشاهيرها والمحررون المتأثرون بالقادة السياسيين، باتجاه استخدام العاطفة والقوالب المعنوية التي تسيطر على الناس وأفكارهم واهتماماتهم، وبالتالي الزج بأحكام الصحفيين في التغطيات المتحيزة على وسائل الإعلام.

 إن خطورة إطلاق الأحكام ترتبط ببناء قوالب محددة من المشاعر والسلوكيات والأحداث التي تغلف التغطية الإعلامية إزاء القضايا، ثم تحديد التزام الصحفيين بتلك التغطية دون سواها. فتتأثر قدرة الصحفيين على إنتاج سرديات مختلفة للقضايا، وينعكس هذا الأمر على قدرة الصحافة مع مرور الزمن على التعاطي الديناميكي مع القضايا، وخلق مسارات جديدة للتفكير بشأنها، بل وإنتاج التحليلات الخاصة بها، ما يؤدي إلى موت تدريجي للمعالجات الصحفية. 

يمكن القول إن التحيز الذي استهدف القضية الفلسطينية في تغطيات الصحافة العالمية ساهم في قتل الكثير من المعالجات والأفكار والتحليلات التي يمكنها أن تحيط بهذه القضية. ورغم أن صناعة الإعلام العالمية قد شابها الكثير من الكذب والتشويه لسنوات طويلة، ما انعكس على الكثير المعالجات الصحفية إزاء هذه القضية، إلا أن الإحباط الذي تخلقه المعالجة غير الموضوعية والتي تحمل أحكامًا خاطئة للصحفيين لا يمكن تعويضه. يستند هذا الاستنتاج على التراكم المعرفي والمعلوماتي والشعوري الذي تخلفه المعالجات الإعلامية الأحادية على مسارات القضايا وتحولاتها. 

لقد اعترفت الغارديان، أخيرًا، بأن تغطية غير مهنية تفتقر للدقة أفضت لأكثر قصص الظلم الإنساني وطأة ومعاناة: قصة فلسطين التاريخية، التي ضاعت معها حقوق هذا الشعب، ويدفع ثمنها ملايين البشر الذين يواجهون الظلم والقمع والاستبداد اليومي، ويجبرون على العيش في ظروف لا ترقى لأن يعيشها البشر في أي بلد حول العالم. هذا الاعتراف "البارد" و"المتأخر" ليس من شأنه سوى صياغة مجموعة من المعايير الهامة التي يلزم على الصحفيين والصحافة في منطقتنا العربية الالتزام بها، وهي كالآتي: 

  • إن صناعة الحقائق تتم بالتواتر والبناء المنهجي والموضوعي للقضايا، فكل قضية عبر وسائل الإعلام ينبغي أن يتم بناؤها والاعتناء بها من ناحية المعلومات والآراء والتحليلات بما يسمح للصحفي بتكوين الصورة الحقيقية والأكثر قربًا من الواقع. 

  • على الرغم مما يحققه العصر الرقمي للصحافة من تمكين للتحقق من المعلومات وتجنب التضليل والتحيز، إلا أن المؤثرات التحريرية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية المحيطة بالصحفيين لا تزال ذاتها منذ عقود طويلة، ما يعني أن الظاهرة الرقمية للصحافة تتزامن مع إمكانية وقوع سوء الحكم عبر وسائل الإعلام. 

  • ليس ثمة مهرب من الحقيقة؛ إن الصحفيين الذين تعمدوا التضليل والتزييف ستأتي بعدهم أجيال أخرى من الصحفيين الذين سيجردون أسلافهم من كل انتصاراتهم المؤقتة ويظهرون للعالم سلسلة من الخيبات التي ينبغي الاعتذار بشأنها. 

  • ظل التحيز التاريخي ضد القضية الفلسطينية في الصحافة العالمية الحدث الأشد وطأة في تاريخ الصحافة العربية، ولا يزال في أوجه حتى يومنا هذا مع كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من معاناة وظلم يتجاوز الحقوق الإنسانية. ولهذا السبب، ينبغي على الإعلام العربي أن يعيد التفكير في مستوى تلك التغطيات التي يقدمها الصحفيون العاملون في نقل وقائع هذه القضية، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية الهامة التي تتعرض لها القدس وجميع المدن والأحياء السكنية الفلسطينية للظلم والقمع والاضطهاد. 

 

الإحالات والمصادر: 

  1. Ramesh, R. (2021, May 7). What we got wrong: The Guardian’s worst errors of judgment over 200 years. The Guardian. https://www.theguardian.com/media/2021/may/07/guardian-200-what-we-got-…

  2. يعرض فيلم Shock and Awe قصة صحيفة نايت ريدر Night reader وهي واحدة من الصحف الأمريكية القليلة التي وقعت ضحية لخصومة سياسية وصحيفة كبيرة في الفترة من 2000 وحتى عام 2004 عندما أعلنت بصورة واضحة أنها بحاجة لمجموعة من الأدلة التي تعينها على إطلاق الحكم بينها أن تثبت حيازة نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل حتى تتبنى الرواية الأمريكية الرسمية وتساند حكومة بلادها في حربها على العراق. ظلت الصحيفة وحيدة حينها في مواجهة سيل من الانتقادات ولكنها اليوم تعد نموذجًا لنزاهة الأحكام التي يطلقها الصحفيين في فترة الأزمات. الفيلم متوفر عبر شبكة نتفليكس.

  3. UNIVERSITY OF MINNESOTA, & Zamith, R. (2015, May 1). Editorial Judgment in an Age of Data: How Audience Analytics and Metrics are Influencing the Placement of News Products. Digital Conservancy.  https://core.ac.uk/download/pdf/76357716.pdf

  4. Linda M. Isbell, Victor C. Ottati, Kathleen C. Burns. (2006, April 1). Affect and Politics: Effects on Judgment, Processing, and Information Seeking. Feeling Politics Review. https://citations.springernature.com/item?doi=10.1057/9781403983114_5

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024