"حكم" الغارديان ووعد بلفور.. الاعتذار الذي لا يغتفر

تمهيد:

تخطت صحيفة الغارديان اليومية البريطانية عتبة المائتي عام على نشرها لأول نسخة. احتفت الصحيفة بإنجازاتها المثيرة للاهتمام، والتي غطت من خلالها أحداثًا داخل بريطانيا امتد صداها لتصل إلى جميع أنحاء العالم، إذ شكلت بعض هذه التغطيات تحولات هامة في السياسة الدولية. 

وبالتزامن مع هذا الاحتفاء المميز، اعترفت الصحيفة بأن سنوات طويلة من التغطية الصحفية المثيرة للاهتمام والموسومة بالنجاحات، قد اعترتها الكثير من الأخطاء التي كان مبررها سوء الحكم، وسوء اتخاذ القرار، والتسرع في النشر، وعدم التحقق من صدق المعلومات. تقول الغارديان: "لا تستطيع صحيفة يومية النشر لمدة مائتي عام، ألا تقع في الخطأ مهما تعددت أسبابه واليوم سنشارك بعضًا من هذه الأخطاء".

تشير الصحيفة إلى أن أخطاءها كانت متعددة بينها إساءة الحكم على الأحداث، وتدلل على ذلك بنشرها تغطية محدودة جدًا لحدث مأساوي عظيم مثل غرق السفينة تايتانيك في عام 1912، بالإضافة إلى خبر آخر ناتج عن ضعف الفهم العلمي للصحفيين، حيث نشروا خبرًا يتنبأ بعصر جليدي يلوح في الأفق نتيجة انخفاض درجات الحرارة عالميًا. وتشير الصحيفة إلى أن الأخطاء لم تكن تعتري الأخبار بقدر تلك الأعمدة التحريرية والمقالات، رغم اجتهاد الكتاب لسنوات في الكتابة عن قضايا مختلفة تهم قراء الصحيفة، ولكن بعض الأخطاء قد تكون مدمرة حسبما توضح الصحيفة. 

بين هذه المجموعة المختلفة من الأخطاء التي ارتُكبت في تغطية أحداث كثيرة، تفرد الصحيفة قدرًا ضئيلا من المعلومات إزاء خطأ يتعلق بما أمكن تسميته سوء إطلاق الحكم على قضية وعد وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين. تقول الصحيفة: "عندما وعد آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا قبل 104 سنوات بالمساعدة في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، غيرت كلماته العالم. لقد دعمت الغارديان ذلك واحتفلت به ويمكن القول إنها ساهمت في تسهيل حدوثه. لقد كتب معنا أنصار الصهيونية وهذا ما أعماهم عن حقوق الفلسطينيين". 

 وتتحدث الصحيفة عن الخطأ الذي وقع به مدير الصحيفة حينها، والذي بدا أنه مناصر للصهيونية؛ حيث أشار في عرضه للأحداث أن عدد السكان العرب في فلسطين وقتها كان قليلًا للغاية وأنهم كانوا يعيشون حياة غير مدنية وغير حضارية. تضيف الصحيفة: "بصرف النظر عما حدث، فإن إسرائيل اليوم ليست الدولة التي توقعتها الغارديان أو كانت تريدها" مبرزة العبارة باللون الأحمر للتشديد على المحصلة النهائية لهذا الخطأ المدمر". 

 

إطلاق الحكم.. السلوك والاعتبارات

ليس مهمًا الخوض في التفاصيل والتداعيات التي تحكمت في معالجة الغارديان يومها، ولا في مستوى الدعم الذي لا تزال تبديه وسائل الإعلام الغربية للكيان الصهيوني، إما من خلال التغطيات اليومية أو التحليلات الخاصة بالأحداث، لكن عبارة واضحة تكررت في نص هذا التقرير المنشور تستحق الالتفات وهي عبارة "إطلاق الأحكام Judgment"، والتي نالت جانبًا مهمًا في تفسير الأخطاء التي تعتذر عنها الصحيفة اليوم.

 تقوم العلوم الصحفية والاتصالية الغربية على تتبع مستوى قدرة الصحفيين على إطلاق الأحكام بطريقة منهجية وموضوعية. وإن عبارة "سوء إطلاق الحكم" التي وردت في تقرير الغارديان ليست عبارة عشوائية، بل كان يراد منها الحديث عن جملة من المعطيات التي تقود الصحفيين لاتخاذ موقف ما من تغطياتهم الإخبارية. 

 

تستعين المدراس الصحفية العالمية اليوم بالكثير من المحددات لدراسة ثقل إطلاق الحكم على المادة المنشورة صحفيًا، وذلك من خلال تحديد القيم الإخبارية وأخلاقيات المهنة، ثم توفير الأدوات المتصلة بالتحقق الإخباري والأدلة العالمية لمفاهيم من قبيل التحقق من الأخبار وغيره. لكن من الصعب تحديد الهوية التي تبنى عليها الأحكام، أو حتى محاسبة الصحفيين إزاء تغطياتهم التي فقدوا خلالها الحكم السديد الواجب اتخاذه في التغطيات الإعلامية. 

 

من الأمثلة المستحضرة بكثرة في وسائل الإعلام الأمريكية، ذلك القرار المتعجل الذي اتخذته كبريات وسائل الإعلام والمحطات التلفزيونية، لدعم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في قراره بشن الحرب على العراق بين العامين 2001 و2003، اعتمادًا على تدافع هائل من التصريحات السياسية المضللة التي أغرقت المشهد الإعلامي. كان مصدر هذه التصريحات مسؤولين من الاستخبارات الأمريكية ووزارة الخارجية، زعموا امتلاك النظام العراقي أسلحة للدمار الشامل، إضافة لمزاعم رصد أجهزتهم الاستخباراتية -حينها- تواصلًا سريًا بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتنظيم القاعدة المتسبب في أحداث 11 سبتمبر. 

 

هكذا إذًا، يحظى "إطلاق الحكم لدى الصحفيين" بأهمية متزايدة، بل يمكن القول إنه لا تخلو أي مراجعة نقدية لدور وسائل الإعلام وتاثيراتها في الحروب والأزمات من المرور المباشر أو الضمني بتلك الأحكام النسبية والمطلقة التي أيدت معالجات الصحافة المختلفة.

 قد لا يكون لمصطلح "إطلاق الحكم" اليوم حضور لافت في دراسات الصحافة العربية حتى الآن، لكن يمكن القول إن إطلاق الحكم بات اليوم مجالًا هامًا في دراسات فلسفة الاتصال وتأثيرات وسائل الإعلام على القضايا، ويصدر من مزيج معقد من الاعتبارات الدافعة لتبني موقف معين من الأحداث وتحديد الخيارات المتاحة للصحفيين للتعاطي معه إثر ذلك. 

إن الأحكام التي يطلقها صحفيو المؤسسات الإعلامية اليوم إزاء الحرب على غزة -مثلًا- هي توليفة معقدة من السياسة التحريرية للمؤسسة، وترتيب أولوياتها، والقيم الإخبارية الأساسية التي توجه لنشر مواد دون سواها، والأخلاقيات المهنية التي تحكم سلوك الصحفيين، والمواثيق الدولية والاعتبارات الإنسانية التي تؤكد على حتمية التعاطي مع الأحداث.  ويمكن أن نضيف إلى ذلك التفضيلات والمعايير الذاتية التي تتسلل للصحفي وتؤثر عليه دون تحكم منه ودون القدرة على تحديد سلطته في هذا الجانب، ما ينتج عنه في النهاية قصة صحفية وفق توجه الصحفي. 

 

ويعبّر إطلاق الحكم عن سياسة المؤسسة التحريرية، وتاريخ نشاطاتها، وعمق تجربتها، واعتباراتها النظرية وأدواتها التطبيقية، وهي المحددات التي تتحكم في القرارات الصحفية المؤقتة والدائمة على حد سواء.

 

في مادة علمية منشورة بعنوان: "الأحكام التحريرية في عصر البيانات كيف تؤثر التحليلات وتفضيلات الجمهور على وضع المنتجات الإخبارية؟"، يعتبر الباحث رودريغو زاميث عبر أطروحته لجامعة مينيسوتا الأمريكية أن عصر البيانات الرقمية الجديدة اليوم يمثل تحديًا كبيرًا في إطلاق الأحكام الخاصة بالمؤسسات الصحفية. وينعكس ذلك على تفاوت قدرة الصحفيين على إطلاق الأحكام في ظل تعقد الأدوات الاتصالية وقدرات المؤسسات الرقمية.

 ويعتبر الباحث أن الضغوط التي يدفع بها الجمهور بسبب التفاعلات الرقمية المستمرة، على سبيل المثال، تعد مناخًا إيجابيًا ومباشرًا للاندفاع بإطلاق الأحكام بين الصحفيين والمؤسسات الصحفية، إلا أنه يرى أن عملية إطلاق الأحكام جزء غير مباشر من العملية الإنتاجية اليومية التي تتصل باعتبارات المؤسسة. 

 

لماذا حكم الغارديان لا يغتفر؟ 

يثير اعتراف الغارديان المتأخر بخطأ المعالجة الإعلامية لوعد بلفور الاهتمام بدور التأثيرات السياسية المباشر على إطلاق الحكم. وكمجموعة كبيرة من الأحداث التي لم تحظ بالحكم السديد، تندفع الشخصيات السياسية ومشاهيرها والمحررون المتأثرون بالقادة السياسيين، باتجاه استخدام العاطفة والقوالب المعنوية التي تسيطر على الناس وأفكارهم واهتماماتهم، وبالتالي الزج بأحكام الصحفيين في التغطيات المتحيزة على وسائل الإعلام.

 إن خطورة إطلاق الأحكام ترتبط ببناء قوالب محددة من المشاعر والسلوكيات والأحداث التي تغلف التغطية الإعلامية إزاء القضايا، ثم تحديد التزام الصحفيين بتلك التغطية دون سواها. فتتأثر قدرة الصحفيين على إنتاج سرديات مختلفة للقضايا، وينعكس هذا الأمر على قدرة الصحافة مع مرور الزمن على التعاطي الديناميكي مع القضايا، وخلق مسارات جديدة للتفكير بشأنها، بل وإنتاج التحليلات الخاصة بها، ما يؤدي إلى موت تدريجي للمعالجات الصحفية. 

يمكن القول إن التحيز الذي استهدف القضية الفلسطينية في تغطيات الصحافة العالمية ساهم في قتل الكثير من المعالجات والأفكار والتحليلات التي يمكنها أن تحيط بهذه القضية. ورغم أن صناعة الإعلام العالمية قد شابها الكثير من الكذب والتشويه لسنوات طويلة، ما انعكس على الكثير المعالجات الصحفية إزاء هذه القضية، إلا أن الإحباط الذي تخلقه المعالجة غير الموضوعية والتي تحمل أحكامًا خاطئة للصحفيين لا يمكن تعويضه. يستند هذا الاستنتاج على التراكم المعرفي والمعلوماتي والشعوري الذي تخلفه المعالجات الإعلامية الأحادية على مسارات القضايا وتحولاتها. 

لقد اعترفت الغارديان، أخيرًا، بأن تغطية غير مهنية تفتقر للدقة أفضت لأكثر قصص الظلم الإنساني وطأة ومعاناة: قصة فلسطين التاريخية، التي ضاعت معها حقوق هذا الشعب، ويدفع ثمنها ملايين البشر الذين يواجهون الظلم والقمع والاستبداد اليومي، ويجبرون على العيش في ظروف لا ترقى لأن يعيشها البشر في أي بلد حول العالم. هذا الاعتراف "البارد" و"المتأخر" ليس من شأنه سوى صياغة مجموعة من المعايير الهامة التي يلزم على الصحفيين والصحافة في منطقتنا العربية الالتزام بها، وهي كالآتي: 

  • إن صناعة الحقائق تتم بالتواتر والبناء المنهجي والموضوعي للقضايا، فكل قضية عبر وسائل الإعلام ينبغي أن يتم بناؤها والاعتناء بها من ناحية المعلومات والآراء والتحليلات بما يسمح للصحفي بتكوين الصورة الحقيقية والأكثر قربًا من الواقع. 

  • على الرغم مما يحققه العصر الرقمي للصحافة من تمكين للتحقق من المعلومات وتجنب التضليل والتحيز، إلا أن المؤثرات التحريرية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية المحيطة بالصحفيين لا تزال ذاتها منذ عقود طويلة، ما يعني أن الظاهرة الرقمية للصحافة تتزامن مع إمكانية وقوع سوء الحكم عبر وسائل الإعلام. 

  • ليس ثمة مهرب من الحقيقة؛ إن الصحفيين الذين تعمدوا التضليل والتزييف ستأتي بعدهم أجيال أخرى من الصحفيين الذين سيجردون أسلافهم من كل انتصاراتهم المؤقتة ويظهرون للعالم سلسلة من الخيبات التي ينبغي الاعتذار بشأنها. 

  • ظل التحيز التاريخي ضد القضية الفلسطينية في الصحافة العالمية الحدث الأشد وطأة في تاريخ الصحافة العربية، ولا يزال في أوجه حتى يومنا هذا مع كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من معاناة وظلم يتجاوز الحقوق الإنسانية. ولهذا السبب، ينبغي على الإعلام العربي أن يعيد التفكير في مستوى تلك التغطيات التي يقدمها الصحفيون العاملون في نقل وقائع هذه القضية، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية الهامة التي تتعرض لها القدس وجميع المدن والأحياء السكنية الفلسطينية للظلم والقمع والاضطهاد. 

 

الإحالات والمصادر: 

  1. Ramesh, R. (2021, May 7). What we got wrong: The Guardian’s worst errors of judgment over 200 years. The Guardian. https://www.theguardian.com/media/2021/may/07/guardian-200-what-we-got-…

  2. يعرض فيلم Shock and Awe قصة صحيفة نايت ريدر Night reader وهي واحدة من الصحف الأمريكية القليلة التي وقعت ضحية لخصومة سياسية وصحيفة كبيرة في الفترة من 2000 وحتى عام 2004 عندما أعلنت بصورة واضحة أنها بحاجة لمجموعة من الأدلة التي تعينها على إطلاق الحكم بينها أن تثبت حيازة نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل حتى تتبنى الرواية الأمريكية الرسمية وتساند حكومة بلادها في حربها على العراق. ظلت الصحيفة وحيدة حينها في مواجهة سيل من الانتقادات ولكنها اليوم تعد نموذجًا لنزاهة الأحكام التي يطلقها الصحفيين في فترة الأزمات. الفيلم متوفر عبر شبكة نتفليكس.

  3. UNIVERSITY OF MINNESOTA, & Zamith, R. (2015, May 1). Editorial Judgment in an Age of Data: How Audience Analytics and Metrics are Influencing the Placement of News Products. Digital Conservancy.  https://core.ac.uk/download/pdf/76357716.pdf

  4. Linda M. Isbell, Victor C. Ottati, Kathleen C. Burns. (2006, April 1). Affect and Politics: Effects on Judgment, Processing, and Information Seeking. Feeling Politics Review. https://citations.springernature.com/item?doi=10.1057/9781403983114_5

 

المزيد من المقالات

لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023
أين مصلحة المجتمع في تفاعل الجمهور مع الإعلام؟

استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي تحويل التفاعل مع المحتوى الإعلامي إلى سلعة، وتم اختزال مفهوم التفاعل إلى لحظة آنية تُحتسب بمجرّد التعرّض للمحتوى. فكان لهذا أثره على تطوّر المواد الإعلامية لتصبح أكثر تركيزاً على اللحظة الراهنة للمشاهدة دون النظر إلى ما يتركه المحتوى من أثر على الفرد أو المجتمع.

أحمد أبو حمد نشرت في: 4 يونيو, 2023
دراسات الجمهور الإعلامي العربي ومأزق المقاربة السوسيولوجيّة

قد تسعف القراءة السوسيولوجية لمفهوم الجمهور في وسائل الإعلام في فهم العلاقة بين الصحافة والجمهور، بعدما سيطرت المقاربة الرقمية الإحصائية على الدراسات الخاصة في هذا الموضوع. 

وفاء أبو شقرا نشرت في: 31 مايو, 2023
السلبية والغضب والانتشار.. هل هي معايير كافية لتقييم المحتوى الصحفي؟

من هو حارس البوابة في الصحافة؟ الجمهور أم غرف الأخبار؟ ما الذي يمنح القيمة الصحفية لحدث ما؟ قوة الانتشار أم قوة التأثير؟ كيف توجِه الأرقام والمنصات الرقمية العمل الصحفي؟ وهل على الصحفيين الاستسلام لسياسات المنصات الرقمية؟ أسئلة تشكل أساس هذه الورقة حول معايير تقييم المحتوى الصحفي والتغيرات التي طرأت عليها.

محمد الشاذلي نشرت في: 21 مايو, 2023
عمل المراسل الصحفي هو أن يسأل الناس، لا أن يملي عليهم

هل على المراسل الصحفي أن يعبر عن قناعاته السياسية وينخرط في الصراع الانتخابي؟ تظهر التغطية الصحفية للانتخابات التركية انتهاكات للمعايير المهنية والأخلاقية تضرب في العمق مبدأ الحياد.

إيليا توبر نشرت في: 14 مايو, 2023
الصحفي والسلطة.. وجها لوجه

تلجأ السلطة إلى أساليب مختلفة لإخضاع الصحفي وتطويعه، باستنزاف قضائيا، وتعقب حياته الخاصة، وتنمية الإحساس بالرقابة الذاتية… باختصار، يجب أن "تجعله يعاني" كما قال جورج أورويل. 

منتصر مرعي نشرت في: 3 مايو, 2023
تشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي والأخبار

نشرت كولومبيا جورناليزم ريفيو مقالا عن النقاش الدائر اليوم عن استخدامات الذكاء الاصطناعي وحدود استعماله في مجال الصحافة ومخاطره على الملكية الفكرية ونشر الأخبار الزائفة.

ماثيو إنغرام نشرت في: 30 أبريل, 2023