محاربة خطاب الكراهية في الإعلام.. الجهود وحدها لا تكفي

يمكن القول إن خطاب الكراهية قد وجد متسعا وفضاء رحبًا خلال السنوات السابقة، وزادت معه التحديات التي يواجهها الصحفيون فيما يتعلق بتجنب الوقوع في فخ خطاب الكراهية أولًا، وفي مكافحة هذا الخطاب ثانيًا.

وقد انتشر خطاب الكراهية مؤخرًا لعدة أسباب، منها الهجمة على الحريات والديمقراطية وصعود اليمين المتطرف في أنحاء العالم، بالإضافة إلى تفاقم أزمة اللاجئين وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا. كما أن هذا الخطاب وجد على مواقع التواصل الاجتماعي حاضنة خصبة. 

ولم تنجُ وسائل الإعلام التقليدية من السقوط في فخ نشر خطاب الكراهية، خاصة مع اتجاه الأنظمة الديكتاتورية حول العالم، مثل الصين، وروسيا، وسوريا، ومصر وغيرها، إلى الاستثمار في الإعلام التقليدي والرقمي وإنفاق المليارات من أجل صناعة الدعاية الخاصة بها. ووجهت اتهامات لموقع فيسبوك بأنه كان أداة استخدمها النظام الحاكم في ميانمار لشن حملة كراهية ضد مسلمي الروهينغيا، نتج عنها قتل الآلاف وفرار نحو مليون من شعب الروهينغيا إلى الدول المجاورة.

وقبل الحديث عن مواجهة خطاب الكراهية، يجب الإشارة بشكل مختصر إلى أضراره التي تهدد السلم الاجتماعي، وقد تقود في بعض الأحيان إلى اندلاع حرب أهلية وتساهم في تقسيم المجتمع، وكما تقود أيضًا إلى ترسيخ ممارسات عنصرية قد تصل إلى حد ارتكاب المذابح والحرب الأهلية، مثلما حدث في رواندا خلال تسعينيات القرن الماضي حيث لعبت وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في إذكاء تلك المذابح والتشجيع عليها. 

 

جهود التصدي لخطاب الكراهية

نتيجة للأضرار التي تم التطرق إليها آنفًا والناتجة عن تبني خطاب الكراهية، نشأت العديد من الجهود من قبل العديد من المؤسسات والدول لمواجهته، وسوف نستعرض أبرز هذه الجهود عن طريق الجهات التي تقوم بها، بالإضافة لعدد من أهم الأدلة التي أصدرتها المؤسسات الإعلامية بشأن الموضوع.

ويمكننا تقسيم هذه الجهود إلى: جهود تقوم بها الحكومات والدول، وجهود تقوم بها المؤسسات الدولية، وجهود أُخرى تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني، وأخيرًا جهود المؤسسات الإعلامية. وسيتم استعراض ما سبق من خلال النقاط التالية:

 

أولًا: جهود الدول والحكومات

تبذل العديد من دول العالم –التي لا تتبنى خطاب الكراهية منهجًا- جهودًا مختلفة في سبيل التصدي لظاهرة خطاب الكراهية، إذ لا يُعقل أن تتبنى الدولة خطاب كراهية ضد فئة معينة، وتحاربه في الوقت ذاته. وكما قلنا سالفًا فإن الأنظمة الاستبدادية في العادة هي الأكثر تبنيًا لذلك الخطاب في سبيل خدمة أجندتها السياسية.

وفيما يرتبط بسن القوانين والتشريعات التي من شأنها مكافحة خطاب الكراهية؛ سعت العديد من دول العالم، خاصة في العقد الأخير إلى إصدار قوانين تجرمه، كما أطلقت دعوات إلى توسيع أُطر هذه القوانين، وتشديد العقوبات فيها تزامنًا مع اتساع تبني خطاب الكراهية.

وأوضح تقرير صادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن عددًا كبيرًا من دول منطقة آسيا والمحيط الهادي تطبَّق قوانين يمكن استعمالها، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لحظر خطاب الكراهية بمختلف مظاهره، مع الإشارة إلى أن وجود تباين في بعض المصطلحات بين قوانين الدول محل الدراسة، لكنها جميعًا تحظر خطاب الكراهية. وهذه الدول هي: أذربيجان، وكوريا الجنوبية، وأرمينيا، وأستراليا، وأفغانستان، وإندونيسيا، وأوزبكستان، وإيران، وباكستان، ونيوزيلندا، والهند، واليابان، واليمن، والبحرين، والعراق، وقطر، وغيرها (1). 

لكن مصر على سبيل المثال، تمثل نموذجًا للتعارض الصارخ بين وجود قوانين وتشريعات على الورق، وبين انتشار خطاب الكراهية بشكل كبير جدًا برعاية الدولة. فقد سنّت الدولة تشريعات من شأنها مكافحة خطاب الكراهية، بل إن الدستور المصري الذي أقر في العام 2014، قد أشار في المادة (53) إلى موضوع خطاب الكراهية، وتنص على أن "المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأي سبب آخر". بعد ذلك ذكرت المادة أن "التمييز والحض على الكراهية جريمة يعاقب عليها القانون. كما أن الدولة مُلزمة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض". لكن الواقع المصري يشهد تصاعدًا كبيرًا في خطاب الكراهية في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة منذ سنوات. وبالتالي فإن سن قوانين وتشريعات ليس كافيًا لمواجهة خطاب الكراهية، ويجب أن يقترن ذلك بوجود إرادة سياسية جادة لتطبيق تلك القوانين وأن تكون الدولة نفسها تتمتع بدرجة معقولة من الديمقراطية.

 

ثانيًا: جهود المؤسسات الدولية

تبذل مؤسسات دولية جهودًا عديدة في سبيل التصدي لظاهرة خطاب الكراهية، وتتجلى هذه الجهود في عدة أشكال. فقد أصدرت اليونسكو في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 1978 إعلانًا بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض على الحرب. وتضمن هذا الإعلان العديد من المواد التي من شأنها التصدي لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام. وتنص المادة على "أن دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري، والتحريض على الحرب، يقتضي تداول المعلومات بحرية ونشرها على نحو أوسع وأكثر توازنًا، وعلى وسائل الإعلام الجماهيرية أن تقدم إسهامًا أساسيًا في هذا المقام، وعلى قدر ما يعكس الإعلام شتى جوانب الموضوع المعالج، يكون هذا الإسهام فعالًا". كذلك أوردت المادة الثالثة ما يلي: "على وسائل الإعلام أن تقدم إسهامًا هامًا في دعم السلام والتفاهم الدولي وفي مكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض على الحرب" (2). 

في الحقيقة، لم يكن ما قامت به اليونسكو هو الإسهام الأول في هذا الإطار، إذ أكد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 1966، في مادته العشرين على الحظر القانوني لأي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف (3). 

أما فيما يتعلق بجهود فتح الحوارات الدولية، والتي من شأنها الخروج بتوصيات على المستوى الدولي للتصدي لظاهرة خطاب الكراهية؛ فقد نظمت المفوضية السامية لحقوق الإنسان عام 2011 حلقات عمل للخبراء الإقليمين، شارك فيها حوالي 45 خبيرًا ينتمون إلى خلفيات متنوعة، كما شارك في المناقشات ما يزيد عن 200 مراقب من بينهم صحفيون يمثلون مختلف المؤسسات الإعلامية، وتمخض عن هذه النقاشات ما عُرف بــ "خطّة عمل الرباط"، نظرًا لأنه تم اعتمادها في العاصمة المغربية الرباط، في أكتوبر/ تشرين الأول 2012 (4). 

نصت الخطة على العديد من التوصيات أبرزها السعي إلى اعتماد تشريعات وطنية شاملة لمكافحة التمييز، مع وجود إجراءات وقائية وعقابية، بغية العمل على مكافحة التحريض على الكراهية، في سبيل تمكين الأقليات والفئات الضعيفة (5). وتعليقًا على الخطة برمتها، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، "إن فريق الخبراء المرموقين، الذين عملوا معًا في تناول هذه المسألة خلال العامين الماضيين، حقق آمالنا بأن توصل هؤلاء الخبراء إلى توافق آراء بشأن كيفية المعالجة الفعالة لمسألة التحريض واستنبطوا مسارًا واضحًا لمساعدتنا على تحديد موضع الخط الفاصل بين حرية التعبير والتحريض" (6). 

على الصعيد العربي، وفي سبيل الاستفادة من الخطة، أوردت دراسة لمركز القاهرة لحقوق الإنسان، وجود العديد من العوائق في سياق المجتمع العربي تقف حائلًا أمام الاستفادة من الخطة، كان منها: غياب الإرادة السياسية لدى حكومات المنطقة، والحالة الراهنة للمنظومة القضائية العربية، وتهميش المجتمع المدني (7).

 

ثالثًا: جهود مؤسسات المجتمع المدني

تُساهم مؤسسات المجتمع المدني على اختلاف أنواعها في التصدي لخطاب الكراهية خاصة في وسائل الإعلام، ومن المعلوم أنه ليس من سلطتها إقرار قوانين أو تطبيق عقوبات على أحد، ولكن تتركز مجهوداتها في إصدار دراسات أو عمل تقارير لرصد خطاب الكراهية في الإعلام، أو لتقديم توصيات من شأنها العمل على تقليل آثار الظاهرة.

ويمكن تسليط الضوء على هذه الجهود من خلال النقاط التالية، مع التأكيد على أن ما سيتم ذكره هو على سبيل المثال لا الحصر:

رابعًا: جهود المؤسسات الإعلامية 

عملت العديد من المؤسسات الإعلامية على تبني العديد من المبادرات والتي تسعى من خلالها إلى الحد من تنامي ظاهرة خطاب الكراهية. وكان من بين هذه المبادرات، إطلاق معهد الجزيرة للإعلام دليلًا لتجنب التمييز وخطاب الكراهية في الإعلام. وهذا الدليل، والذي يقع فيما يقارب 40 صفحة، يسعى إلى تسليط الضوء على الممارسات المهنية، والحدود القانونية الهامة، التي من شأنها مساعدة الصحفيين على تفادي ممارسة التمييز، أو الحض على الكراهية، أو الترويج للتمييز العنصري بغية المساعدة في إنتاج مادة موضوعية تكون بعيدة كل البعد عن التحيّز (12).

ولم يكن معهد الجزيرة للإعلام هو الوحيد من بين المؤسسات الإعلامية التي عملت على التصدي لخطاب الكراهية؛ إذ أطلق معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع شبكة الصِّحافة الأخلاقية، قاموسًا ودليلًا إرشاديًا، موجهًا للعاملين بوسائل الإعلام. ويتضمن هذا القاموس أبرز المفردات التي إنْ تغير سياق استخدامها (بحسب وصف البيان)، أدَّت لخطاب كراهية وتحريض كبيرين. ويهدف القاموس إلى إرشاد العاملين في وسائل الإعلام والناشرين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مراعاة استخدام المفردات في سياقها الطبيعي فقط، وعدم استخدامها كمفردات تؤدي إلى الانتقاص من صاحبها أو من يمثلها. وأضاف عميد المعهد الدكتور زياد الرفاعي، أن الدليل يُسهم في تنبيه الصحفيين والإعلاميين للحذر في استخدام المفردات ضمن سياقاتها الصحفية والإعلامية السليمة، لافتًا إلى أن القاموس يؤكد جهود الأردن في الحد من انتشار خطاب الكراهية (13).    

 

المصادر والمراجع 

(1)  فيتيت مونتاربورن، "دراسة عن حظر التحريض على الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية: دروس من منطقة آسيا والمحيط الهادي"، المفوضية السامية لحقوق الإنسان - الأمم المتحدة.

https://www.ohchr.org/Documents/Issues/Expression/ICCPR/Bangkok/StudyBangkok_ar.pdf 

(2)  إعلان بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض على الحرب، المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.

https://cutt.us/NN2iC 

(3)  العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مكتبة حقوق الإنسان - جامعة مينيسوتا.

http://hrlibrary.umn.edu/arab/b003.html 

(4)  يمكن الاطلاع على الخطة من خلال الرابط.

https://carjj.org/sites/default/files/events/kht_ml_lrbt.pdf 

(5)  "بين حرية الكلام وخطاب الكراهية: خطة عمل الرباط"، أداة عملية لمكافحة التحريض على الكراهية، الأمم المتحدة، حقوق الإنسان - مكتب المفوض السامي، 21 فبراير 2013.

https://www.ohchr.org/AR/NewsEvents/Pages/TheRabatPlanofAction.aspx 

(6)  المصدر السابق.

(7)  أحمد عزت، "خطة الرباط بين مكافحة خطاب الكراهية وحماية حرية التعبير"، رواق عربي، كتاب غير دوري صادر عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، العدد 68، 2014، ص: 74-75.

https://cihrs.org/wp-content/uploads/2015/07/rowaq68.pdf 

(8) "رصد خطاب الحقد والكراهية في الصحافة المكتوبة"، التقرير الأول، يوليو 2015.

https://cutt.us/wRgyb 

(9) "سكاي لاين الدولية ترصد خطاب التحريض والكراهية في الإعلام العربي"، مؤسسة سكاي لاين الدولية، أبريل 2019.

https://skylineforhuman.org/ar/news/details/20/skay-layn-aldoly-trsd-khtab-althryd-oalkrahy-fy-alaaalam-alaarby-lshhr-mars-athar 

(10) "بنشتم ونحرض، والدولة عارفة.. عن إعلام التحريض والتشهير في مصر"، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، 28 يوليو 2019.

https://www.anhri.info/?p=10007 

(11)  شبكة الصحافة الأخلاقية، ونائلة حمدي، والبرنامج المصري لتطوير الإعلام، البرنامج المصري لتطوير الإعلام، ص8.

https://cutt.us/aeviT 

(12) "دليل تجنب التمييز وخطاب الكراهية في الإعلام"، معهد الجزيرة للإعلام، مرجع سبق ذكره، ص: 1.

(13) "معهد الإعلام الأردني يطلق قاموسا ودراسة حول خطاب الكراهية"، صحفية المدينة الإخبارية، 23 نوفمبر 2019.

المزيد من المقالات

الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024