حرية الصحافة في ألمانيا.. هيمنة "البيض" والرقابة الناعمة

"يقولون إنك لن تحصل مستقبلا على أي وظيفة في الإعلام إذا لم تكف عن إزعاجهم. أنصحك بأن تأخذ هذا التهديد على محمل الجد، فلديهم علاقات قوية مع صناع القرار في أهم المؤسسات الإعلامية في البلاد".

هذه البداية ليست اقتباسًا من فيلم تشويق، وإنما نصيحة وجهتها لي زميلة بعد أن سمعت مديرها يتكلم في الموضوع. قد يتبادر إلى ذهن من يقرأ هذه السطور أن هذا المشهد لا يستحق الذكر بهذا التوكيد، لأنه أمر مبتذل ومألوف لدى ممتهني الصحافة في العالم العربي.

كنت سأوافق على هذا الاعتراض، لولا أن مسرح هذا الموقف هو مؤسسة إعلامية ألمانية موقرة، تمنح سنويًا جائزة حرية التعبير لمن تراه يناضل بشجاعة من أجل رفع قيم حرية الرأي والصحافة عبر العالم.

هل يعقل أن يحصل هذا في ألمانيا، إحدى واحات الحرية والديمقراطية، التي تحتل الرتبة الثالثة عشرة حسب مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "صحفيون بلا حدود" في بلاد يتبجح سياسيوها في الداخل وأثناء زياراتهم للدول الأخرى بالمكانة العالية التي تحتلها حرية الصحافة في سلم القيم السائدة لديهم؟

قبل أن أجيب على هذا السؤال، يجب أن أوضح نوعية "الإزعاج" الذي اتهمت بارتكابه.

عندما بدأت دراسة الصحافة قبل أزيد من عقد من الزمن في أكاديمية المؤسسة، كنت ضمن أول جيل من الصحفيين ذوي الأصول غير الألمانية الذين تجرأوا على رفع أصواتهم للمطالبة بالمساواة. اشتكينا من رداءة دروسنا مقارنة مع الطلبة الألمان، وعبرنا عن احتجاجنا على تخصيص درس إجباري لنا نحن الأجانب حصرًا لنُلقَّن فيه قواعد السلوك واللياقة في التعامل والأكل والمناسبات الاجتماعية. وعندما حاولت الإدارة تخويفنا عبر تمديد الفترة التجريبية في عقد عملنا بنصف عام إضافي، وهو ما كان سيسمح لها بطردنا دون الحاجة لمسوغ قانوني، باءت هذه المحاولة بالفشل بعد إقحامنا للنقابة في الصراع.

يحضرني الآن موقف من تلك المرحلة، وهو ما قاله لنا مسؤول في المؤسسة عن أننا يفترض أن نكون ممتنين لألمانيا وللمؤسسة التي تُدربنا لنكون صحفيين ونعيش حياة كريمة هنا، بينما يُسجن ويقتل الصحفيون في البلدان التي ننحدر منها.

 

حرية صحافة "على المقاس"

الواقع أن "الإزعاج" الحقيقي سيبدأ في وقت لاحق. بعد إنهاء الدراسة والانتقال للعمل مع المؤسسة ذاتها، كنت أنا وآخرون من جيلي "المزعج" نلاحظ الكثير من الخروقات المهنية، وصرنا نحتج على التلاعب في الخط التحريري والانتهاكات في التعامل مع الصحفيين كسوء استغلال السلطة والمحسوبية وغيرها. صورة مناقضة تمامًا لتلك التي قد يرسمها العرب عمومًا عن مؤسسة إعلامية ألمانية، أليس كذلك؟

أذكر هنا -على سبيل المثال لا الحصر- فرض مقص الرقابة ابتداءً من العام 2017 على وصف ما قام به قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي بالانقلاب العسكري. وفي السياق المصري دائمًا أستحضر مثالًا آخر، وهو منع إجراء مقابلة مع أي صوت مصري معارض ينتقد نظام السيسي بعد مقتل عشرات الأقباط جراء اعتداء مسلح على كنيستين في السنة نفسها. وهنا لا يصلح المثل الشائع "إذا ظهر السبب بطل العجب"، فالسبب وراء هذه الانتهاكات الصارخة للخط التحريري ليس سوى زيارة رسمية مرتقبة لمدير المؤسسة لمصر، سيتباحث فيها مع مسؤولين مصريين سبل إحياء الشراكة الإعلامية بين الجانبين.

هذا اللهاث وراء التطبيع مع النظام المصري بأي ثمن، وضعنا في موقف أشبه بمسرحية عبثية، فالمقالات والتقارير التلفزيونية بنسختيها العربية تتحدث بدون حرج عن انقلابات مالي وتايلاند وزيمبابوي ومحاولة انقلاب في تركيا وتسميها بمسماها الحقيقي الدقيق، في حين يُسقط المدقق أو بالأحرى "الرقيب" العربي في كل مرة كلمة انقلاب السيسي على مرسي. وهكذا، أصبح الوضع كالتالي: مقالاتي التي أكتبها في الموضوع وتنشر باسمي وصورتي تذكر بوضوح الانقلاب الدموي في مصر في جميع اللغات التي تترجم إليها، تماشيًا مع أدبيات بقية الأقسام في المؤسسة بتسمية الانقلابات العسكرية كذلك. أما في النسخة العربية فتختفي كلمة "انقلاب" المزعجة بفعل فاعل لتحل محلها عبارة "عزل" مرسي أو "الإطاحة" بمرسي في محاولة تثير السخرية المهنية من طرف المسؤولين لتفادي الكلمة المحظورة وطلب ود النظام المصري.

من سخرية الأقدار أني اخترت امتهان الصحافة في بلد كألمانيا وبالعربية تحديدًا على أمل الاستفادة من ثقافة حرية الصحافة هنا لتقديم قيمة مضافة للجمهور في العالم العربي. وفي نهاية المطاف وجدتني أمام رقابة من نوع آخر. بقي هذا السؤال يطرح نفسه: لماذا هذا التعامل المختلف مع القسم العربي خصيصًا؟

الجواب واضح. مدير المؤسسة الألماني ما كان ليتجرأ على تقييد حرية الصحافة بهذا الشكل الصارخ في أقسام لا يُنظر إلى موظفيها وإلى عملهم بنظرة دونية، كالقسمين الألماني والإنجليزي مثلًا، لأنه يدرك حجم التداعيات التي سيجرها عليه ذلك.

إضافة إلى هذه الرقابة التقليدية الخشنة التي تنحصر إجمالًا في حالات معدودة، توجد رقابة أكثر تفشيًا وهي كذلك أكثر سلاسة ونعومة. أذكر هنا مثال مقترح تقدمت به لإنجاز ربورتاج عن امرأة محجبة أجبرها أربعة رجال شرطة فرنسيين مسلحين على خلع جزء من ملابسها في شاطئ مدينة نيس جنوب فرنسا. كنت قد تمكنت من الوصول إلى محيط المرأة المعنية. لكن ومع كل الجدل الذي أثارته الواقعة، حينها، في فرنسا والعالم، وذلك بعد وقت وجيز من هجمات نيس، رفضت مسؤولة التخطيط الألمانية المقترح بحجة أن "الحجاب مشكلة... وإذا لم نضع للمسلمين حدًا فسيمنعوننا قريبًا من ارتداء البيكيني في مسابحنا". هكذا ردت أمام الحاضرين، ومر هذا الكلام مرور الكرام.

نفس النقاشات المتعبة كنت أخوضها في مرات كثيرة لأقنع المسؤولين الألمان الذين ينفردون باتخاذ القرار، حتى يكلفوني بإنجاز مواضيع تهم جزءًا كبيرًا من الجمهور المستهدف وتكون النتيجة مخيبة للآمال. أذكر هنا أيضًا مبادرتي لتغطية مباراة في الدوري الألماني من الدرجة الثالثة تجمع بين فريقين متناقضين للغاية وسط احتقان سياسي كبير وقتها: فريق من العاصمة برلين يتكون من مهاجرين، وفريق من مدينة كمنيتس في ولاية سكسونيا التي تحولت، وقتها، إلى رمز للانفلات الأمني، وشهدت مطاردات من قبل يمينيين متطرفين لمهاجرين في وضح النهار. من المعروف أن النادي الألماني مشهور بتطرف أنصاره وأذكر أن نادي العاصمة برلين كان خائفًا من خوض المباراة في معقل اليمين المتطرف، لدرجة أن الأمر اقتضى حضور رئيس حكومة الولاية شخصيًا للمباراة كإشارة سياسية رمزية لرفض العنصرية.

كل ذلك لم يكن كافيا ليتحمس المسؤولون الألمان لمقترحي بإنجاز ربورتاج مطول حول الموضوع. رفضوه بحجة أنه ليس حدثًا مهمًا. وبعد مفاوضات عسيرة وافقوا على تكليفي بإنجاز تقرير إخباري نجحت في الحصول فيه على تصريح مهم لرئيس حكومة الولاية، لأتفاجأ في نهاية المطاف بعدم بث التقرير بمبرر أنه "سقط سهوًا" من النشرة.

بعد عدة تجارب شخصية توصلت إلى الخلاصة التالية: كلما تعلق الأمر بمواضيع شائكة كالإسلام والعنصرية تتزايد العراقيل بسبب خوف المسؤولين من أن يأتي هذا الصحفي الأجنبي بزاوية معالجة مخالفة للصور النمطية التي تعودوا عليها، ويفقدوا بالتالي سيطرتهم على السرديات.

 

تنوع بالشعارات فقط

عندما وصلت رياح حملة "مي تو Me too" العالمية للمؤسسة وفضحت المزيد من الانتهاكات داخلها كالتحرش الجنسي وحتى الاغتصاب، تحول الأمر إلى فضيحة مدوية تناقلتها وسائل إعلام ألمانية ودولية مرموقة. وعندما حشدت الإدارة داعميها، خاصة من الألمان "البيض"، لتكذيب الاتهامات الخطيرة الموجهة للمؤسسة في الإعلام من قبيل العنصرية وسوء استغلال السلطة والتحرش الجنسي، أطلقت مجموعة من أقسام اللغات الأجنبية داخل المؤسسة عريضة احتجاجية وقعها أزيد من 350 موظفًا وموظفة، تؤكد صحة الاتهامات وتطالب بفتح تحقيق خارجي مستقل وإصلاحات جذرية. تعامل المؤسسة مع الفضيحة جاء بسقطة أخرى تمثلت في إخراس الأصوات الناقدة (جميعها من أصول أجنبية) وتخوينها ومحاولة تشويهها، تمامًا كما يحدث للمعارضين في الأنظمة الشمولية، طبعًا مع بعض الإصلاحات التجميلية كتبني ميثاق عمل جديد وانتهاج سياسة تدعم التنوع وسط الموظفين.

إنه تنوع لا يعدو أن يكون رمزيًا هدفه تسجيل بعض النقاط لتستطيع المؤسسة الترويج لنفسها على أنها متعددة الثقافات. وهذا ما ينطبق أيضًا على سائر المؤسسات الإعلامية في البلاد، والتي صارت تتباهى بتنوع ألوان موظفيها وتضع أشخاصًا داكني الشعر أو سمر البشرة في الواجهة، بينما في الواقع لا تزال صناعة القرارات منحصرة في يد ثلة من الألمان البيض.

هذا الكلام تدعمه الأرقام، فرغم أن ألمانيا بلد يشكل المهاجرون فيه أكثر من ربع السكان، إلا أن أكثر من 90% من الفاعلين في المجال الصحفي بألمانيا من الألمان البيض الأصليين. ينتمي تقريبًا جميعهم للطبقة المتوسطة الأكاديمية التي تنعم بامتيازات مادية ومعنوية كبيرة. وإذا ما نظرنا إلى فئة المسؤولين وأصحاب القرار ترتفع النسبة أكثر لتراوح 95%.

معنى هذا الكلام أن المشهد الإعلامي بكل ما يلعبه من دور حيوي بالنسبة للمجتمع ككل، تحتكره نخبة ليست لديها الخبرة والدربة الكافيتان لإدراك اهتمامات شريحة المهاجرين التي تعيش واقعًا مختلفًا عن واقعهم ونمط حياتهم. ونتيجة ذلك أن الإعلام الألماني يفقد المزيد من المتابعين ليس فقط في إطار تراجع دور الإعلام التقليدي ولكن بسبب تجاهله لجمهور فئة المهاجرين التي تتزايد في المجتمع.

ولعل أكثر مشهد يجسد حاليًا هذه الفجوة الحاصلة في الإعلام الألماني هو حلقة من برنامج حواري استأثرت مؤخرًا باهتمام الرأي العام. البرنامج بثته قناة تابعة للتلفزيون العمومي وشارك فيه أربعة مشاهير ألمان بيض تبادلوا الحديث بشكل ساخر عن مواضيع تتعلق بالعنصرية في ألمانيا. وقد أجمع الضيوف على أن تسمية صلصة تقليدية ألمانية بأنها "صلصة غجرية" أمر لا حرج فيه. ويعلم القاصي والداني في ألمانيا أن كلمة "غجري" بالألمانية تحمل مدلولًا عنصريًا قدحيًا للغاية تجاه عرقي السنتي والروما.

وأنا أتابع مقتطفات من هذا البرنامج، أول ما خطر في بالي هو هذا السؤال: هل كان لكارثة كهذه أن تحصل لو أن من بين المشرفين على البرنامج أشخاص عاشوا بأنفسهم ألم التمييز العنصري وينتمون لأقلية مهمشة كالسينتي والروما مثلا؟

أمام هذا الوضع، ارتأت مجموعة ضغط تدافع عن مصالح ذوي الأصول المهاجرة في الإعلام الألماني وتدعى "صناع الإعلام الألمان الجدد"، أن الحل هو التزام المؤسسات الإعلامية برفع تمثيلية المهاجرين في الإعلام إلى نسبة تعادل نسبتهم داخل المجتمع وهي 30%، وهو ما ترفضه المؤسسات الإعلامية الألمانية حتى الآن بما فيها العمومية. 

 

هل يمكن القول إن التغيير مستحيل؟ لا، بل أرى أنه بات قريبًا في السنوات الأخيرة أكثر من أي وقت مضى. والشرط لتحقيق ذلك هو أن تواصل الأجيال الحالية والقادمة من الإعلاميين المهاجرين الضغط في اتجاه فرض تنوع حقيقي ومساواة في إعلام البلاد. فالجيل الذي أنتمي إليه فتح هذا النقاش وقدم تضحيات كبيرة في هذا الصدد، حيث تولد وعي بهذه المشكلة وهو ما قد يسهل على المهتمين من العالم العربي بالعمل في مجال الإعلام في بلدان كألمانيا مستقبلًا. وثمة شرط آخر كي يتحول هذا الوعي إلى أفق للتغير، هو أن تدرك الأجيال الحالية أن أن الحق في المساهمة يُنتزع ولا يعطى حتى في الدول الديمقراطية، وأن لا ينخدعوا بالمظاهر وشعارات الديمقراطية والحرية البراقة من بعيد.

 

المزيد من المقالات

إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

Shaimaa Al-Eisai
شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024