حرية الصحافة في ألمانيا.. هيمنة "البيض" والرقابة الناعمة

"يقولون إنك لن تحصل مستقبلا على أي وظيفة في الإعلام إذا لم تكف عن إزعاجهم. أنصحك بأن تأخذ هذا التهديد على محمل الجد، فلديهم علاقات قوية مع صناع القرار في أهم المؤسسات الإعلامية في البلاد".

هذه البداية ليست اقتباسًا من فيلم تشويق، وإنما نصيحة وجهتها لي زميلة بعد أن سمعت مديرها يتكلم في الموضوع. قد يتبادر إلى ذهن من يقرأ هذه السطور أن هذا المشهد لا يستحق الذكر بهذا التوكيد، لأنه أمر مبتذل ومألوف لدى ممتهني الصحافة في العالم العربي.

كنت سأوافق على هذا الاعتراض، لولا أن مسرح هذا الموقف هو مؤسسة إعلامية ألمانية موقرة، تمنح سنويًا جائزة حرية التعبير لمن تراه يناضل بشجاعة من أجل رفع قيم حرية الرأي والصحافة عبر العالم.

هل يعقل أن يحصل هذا في ألمانيا، إحدى واحات الحرية والديمقراطية، التي تحتل الرتبة الثالثة عشرة حسب مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "صحفيون بلا حدود" في بلاد يتبجح سياسيوها في الداخل وأثناء زياراتهم للدول الأخرى بالمكانة العالية التي تحتلها حرية الصحافة في سلم القيم السائدة لديهم؟

قبل أن أجيب على هذا السؤال، يجب أن أوضح نوعية "الإزعاج" الذي اتهمت بارتكابه.

عندما بدأت دراسة الصحافة قبل أزيد من عقد من الزمن في أكاديمية المؤسسة، كنت ضمن أول جيل من الصحفيين ذوي الأصول غير الألمانية الذين تجرأوا على رفع أصواتهم للمطالبة بالمساواة. اشتكينا من رداءة دروسنا مقارنة مع الطلبة الألمان، وعبرنا عن احتجاجنا على تخصيص درس إجباري لنا نحن الأجانب حصرًا لنُلقَّن فيه قواعد السلوك واللياقة في التعامل والأكل والمناسبات الاجتماعية. وعندما حاولت الإدارة تخويفنا عبر تمديد الفترة التجريبية في عقد عملنا بنصف عام إضافي، وهو ما كان سيسمح لها بطردنا دون الحاجة لمسوغ قانوني، باءت هذه المحاولة بالفشل بعد إقحامنا للنقابة في الصراع.

يحضرني الآن موقف من تلك المرحلة، وهو ما قاله لنا مسؤول في المؤسسة عن أننا يفترض أن نكون ممتنين لألمانيا وللمؤسسة التي تُدربنا لنكون صحفيين ونعيش حياة كريمة هنا، بينما يُسجن ويقتل الصحفيون في البلدان التي ننحدر منها.

 

حرية صحافة "على المقاس"

الواقع أن "الإزعاج" الحقيقي سيبدأ في وقت لاحق. بعد إنهاء الدراسة والانتقال للعمل مع المؤسسة ذاتها، كنت أنا وآخرون من جيلي "المزعج" نلاحظ الكثير من الخروقات المهنية، وصرنا نحتج على التلاعب في الخط التحريري والانتهاكات في التعامل مع الصحفيين كسوء استغلال السلطة والمحسوبية وغيرها. صورة مناقضة تمامًا لتلك التي قد يرسمها العرب عمومًا عن مؤسسة إعلامية ألمانية، أليس كذلك؟

أذكر هنا -على سبيل المثال لا الحصر- فرض مقص الرقابة ابتداءً من العام 2017 على وصف ما قام به قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي بالانقلاب العسكري. وفي السياق المصري دائمًا أستحضر مثالًا آخر، وهو منع إجراء مقابلة مع أي صوت مصري معارض ينتقد نظام السيسي بعد مقتل عشرات الأقباط جراء اعتداء مسلح على كنيستين في السنة نفسها. وهنا لا يصلح المثل الشائع "إذا ظهر السبب بطل العجب"، فالسبب وراء هذه الانتهاكات الصارخة للخط التحريري ليس سوى زيارة رسمية مرتقبة لمدير المؤسسة لمصر، سيتباحث فيها مع مسؤولين مصريين سبل إحياء الشراكة الإعلامية بين الجانبين.

هذا اللهاث وراء التطبيع مع النظام المصري بأي ثمن، وضعنا في موقف أشبه بمسرحية عبثية، فالمقالات والتقارير التلفزيونية بنسختيها العربية تتحدث بدون حرج عن انقلابات مالي وتايلاند وزيمبابوي ومحاولة انقلاب في تركيا وتسميها بمسماها الحقيقي الدقيق، في حين يُسقط المدقق أو بالأحرى "الرقيب" العربي في كل مرة كلمة انقلاب السيسي على مرسي. وهكذا، أصبح الوضع كالتالي: مقالاتي التي أكتبها في الموضوع وتنشر باسمي وصورتي تذكر بوضوح الانقلاب الدموي في مصر في جميع اللغات التي تترجم إليها، تماشيًا مع أدبيات بقية الأقسام في المؤسسة بتسمية الانقلابات العسكرية كذلك. أما في النسخة العربية فتختفي كلمة "انقلاب" المزعجة بفعل فاعل لتحل محلها عبارة "عزل" مرسي أو "الإطاحة" بمرسي في محاولة تثير السخرية المهنية من طرف المسؤولين لتفادي الكلمة المحظورة وطلب ود النظام المصري.

من سخرية الأقدار أني اخترت امتهان الصحافة في بلد كألمانيا وبالعربية تحديدًا على أمل الاستفادة من ثقافة حرية الصحافة هنا لتقديم قيمة مضافة للجمهور في العالم العربي. وفي نهاية المطاف وجدتني أمام رقابة من نوع آخر. بقي هذا السؤال يطرح نفسه: لماذا هذا التعامل المختلف مع القسم العربي خصيصًا؟

الجواب واضح. مدير المؤسسة الألماني ما كان ليتجرأ على تقييد حرية الصحافة بهذا الشكل الصارخ في أقسام لا يُنظر إلى موظفيها وإلى عملهم بنظرة دونية، كالقسمين الألماني والإنجليزي مثلًا، لأنه يدرك حجم التداعيات التي سيجرها عليه ذلك.

إضافة إلى هذه الرقابة التقليدية الخشنة التي تنحصر إجمالًا في حالات معدودة، توجد رقابة أكثر تفشيًا وهي كذلك أكثر سلاسة ونعومة. أذكر هنا مثال مقترح تقدمت به لإنجاز ربورتاج عن امرأة محجبة أجبرها أربعة رجال شرطة فرنسيين مسلحين على خلع جزء من ملابسها في شاطئ مدينة نيس جنوب فرنسا. كنت قد تمكنت من الوصول إلى محيط المرأة المعنية. لكن ومع كل الجدل الذي أثارته الواقعة، حينها، في فرنسا والعالم، وذلك بعد وقت وجيز من هجمات نيس، رفضت مسؤولة التخطيط الألمانية المقترح بحجة أن "الحجاب مشكلة... وإذا لم نضع للمسلمين حدًا فسيمنعوننا قريبًا من ارتداء البيكيني في مسابحنا". هكذا ردت أمام الحاضرين، ومر هذا الكلام مرور الكرام.

نفس النقاشات المتعبة كنت أخوضها في مرات كثيرة لأقنع المسؤولين الألمان الذين ينفردون باتخاذ القرار، حتى يكلفوني بإنجاز مواضيع تهم جزءًا كبيرًا من الجمهور المستهدف وتكون النتيجة مخيبة للآمال. أذكر هنا أيضًا مبادرتي لتغطية مباراة في الدوري الألماني من الدرجة الثالثة تجمع بين فريقين متناقضين للغاية وسط احتقان سياسي كبير وقتها: فريق من العاصمة برلين يتكون من مهاجرين، وفريق من مدينة كمنيتس في ولاية سكسونيا التي تحولت، وقتها، إلى رمز للانفلات الأمني، وشهدت مطاردات من قبل يمينيين متطرفين لمهاجرين في وضح النهار. من المعروف أن النادي الألماني مشهور بتطرف أنصاره وأذكر أن نادي العاصمة برلين كان خائفًا من خوض المباراة في معقل اليمين المتطرف، لدرجة أن الأمر اقتضى حضور رئيس حكومة الولاية شخصيًا للمباراة كإشارة سياسية رمزية لرفض العنصرية.

كل ذلك لم يكن كافيا ليتحمس المسؤولون الألمان لمقترحي بإنجاز ربورتاج مطول حول الموضوع. رفضوه بحجة أنه ليس حدثًا مهمًا. وبعد مفاوضات عسيرة وافقوا على تكليفي بإنجاز تقرير إخباري نجحت في الحصول فيه على تصريح مهم لرئيس حكومة الولاية، لأتفاجأ في نهاية المطاف بعدم بث التقرير بمبرر أنه "سقط سهوًا" من النشرة.

بعد عدة تجارب شخصية توصلت إلى الخلاصة التالية: كلما تعلق الأمر بمواضيع شائكة كالإسلام والعنصرية تتزايد العراقيل بسبب خوف المسؤولين من أن يأتي هذا الصحفي الأجنبي بزاوية معالجة مخالفة للصور النمطية التي تعودوا عليها، ويفقدوا بالتالي سيطرتهم على السرديات.

 

تنوع بالشعارات فقط

عندما وصلت رياح حملة "مي تو Me too" العالمية للمؤسسة وفضحت المزيد من الانتهاكات داخلها كالتحرش الجنسي وحتى الاغتصاب، تحول الأمر إلى فضيحة مدوية تناقلتها وسائل إعلام ألمانية ودولية مرموقة. وعندما حشدت الإدارة داعميها، خاصة من الألمان "البيض"، لتكذيب الاتهامات الخطيرة الموجهة للمؤسسة في الإعلام من قبيل العنصرية وسوء استغلال السلطة والتحرش الجنسي، أطلقت مجموعة من أقسام اللغات الأجنبية داخل المؤسسة عريضة احتجاجية وقعها أزيد من 350 موظفًا وموظفة، تؤكد صحة الاتهامات وتطالب بفتح تحقيق خارجي مستقل وإصلاحات جذرية. تعامل المؤسسة مع الفضيحة جاء بسقطة أخرى تمثلت في إخراس الأصوات الناقدة (جميعها من أصول أجنبية) وتخوينها ومحاولة تشويهها، تمامًا كما يحدث للمعارضين في الأنظمة الشمولية، طبعًا مع بعض الإصلاحات التجميلية كتبني ميثاق عمل جديد وانتهاج سياسة تدعم التنوع وسط الموظفين.

إنه تنوع لا يعدو أن يكون رمزيًا هدفه تسجيل بعض النقاط لتستطيع المؤسسة الترويج لنفسها على أنها متعددة الثقافات. وهذا ما ينطبق أيضًا على سائر المؤسسات الإعلامية في البلاد، والتي صارت تتباهى بتنوع ألوان موظفيها وتضع أشخاصًا داكني الشعر أو سمر البشرة في الواجهة، بينما في الواقع لا تزال صناعة القرارات منحصرة في يد ثلة من الألمان البيض.

هذا الكلام تدعمه الأرقام، فرغم أن ألمانيا بلد يشكل المهاجرون فيه أكثر من ربع السكان، إلا أن أكثر من 90% من الفاعلين في المجال الصحفي بألمانيا من الألمان البيض الأصليين. ينتمي تقريبًا جميعهم للطبقة المتوسطة الأكاديمية التي تنعم بامتيازات مادية ومعنوية كبيرة. وإذا ما نظرنا إلى فئة المسؤولين وأصحاب القرار ترتفع النسبة أكثر لتراوح 95%.

معنى هذا الكلام أن المشهد الإعلامي بكل ما يلعبه من دور حيوي بالنسبة للمجتمع ككل، تحتكره نخبة ليست لديها الخبرة والدربة الكافيتان لإدراك اهتمامات شريحة المهاجرين التي تعيش واقعًا مختلفًا عن واقعهم ونمط حياتهم. ونتيجة ذلك أن الإعلام الألماني يفقد المزيد من المتابعين ليس فقط في إطار تراجع دور الإعلام التقليدي ولكن بسبب تجاهله لجمهور فئة المهاجرين التي تتزايد في المجتمع.

ولعل أكثر مشهد يجسد حاليًا هذه الفجوة الحاصلة في الإعلام الألماني هو حلقة من برنامج حواري استأثرت مؤخرًا باهتمام الرأي العام. البرنامج بثته قناة تابعة للتلفزيون العمومي وشارك فيه أربعة مشاهير ألمان بيض تبادلوا الحديث بشكل ساخر عن مواضيع تتعلق بالعنصرية في ألمانيا. وقد أجمع الضيوف على أن تسمية صلصة تقليدية ألمانية بأنها "صلصة غجرية" أمر لا حرج فيه. ويعلم القاصي والداني في ألمانيا أن كلمة "غجري" بالألمانية تحمل مدلولًا عنصريًا قدحيًا للغاية تجاه عرقي السنتي والروما.

وأنا أتابع مقتطفات من هذا البرنامج، أول ما خطر في بالي هو هذا السؤال: هل كان لكارثة كهذه أن تحصل لو أن من بين المشرفين على البرنامج أشخاص عاشوا بأنفسهم ألم التمييز العنصري وينتمون لأقلية مهمشة كالسينتي والروما مثلا؟

أمام هذا الوضع، ارتأت مجموعة ضغط تدافع عن مصالح ذوي الأصول المهاجرة في الإعلام الألماني وتدعى "صناع الإعلام الألمان الجدد"، أن الحل هو التزام المؤسسات الإعلامية برفع تمثيلية المهاجرين في الإعلام إلى نسبة تعادل نسبتهم داخل المجتمع وهي 30%، وهو ما ترفضه المؤسسات الإعلامية الألمانية حتى الآن بما فيها العمومية. 

 

هل يمكن القول إن التغيير مستحيل؟ لا، بل أرى أنه بات قريبًا في السنوات الأخيرة أكثر من أي وقت مضى. والشرط لتحقيق ذلك هو أن تواصل الأجيال الحالية والقادمة من الإعلاميين المهاجرين الضغط في اتجاه فرض تنوع حقيقي ومساواة في إعلام البلاد. فالجيل الذي أنتمي إليه فتح هذا النقاش وقدم تضحيات كبيرة في هذا الصدد، حيث تولد وعي بهذه المشكلة وهو ما قد يسهل على المهتمين من العالم العربي بالعمل في مجال الإعلام في بلدان كألمانيا مستقبلًا. وثمة شرط آخر كي يتحول هذا الوعي إلى أفق للتغير، هو أن تدرك الأجيال الحالية أن أن الحق في المساهمة يُنتزع ولا يعطى حتى في الدول الديمقراطية، وأن لا ينخدعوا بالمظاهر وشعارات الديمقراطية والحرية البراقة من بعيد.

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023